تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين5%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 356797 / تحميل: 4852
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

على أنفسكم، ولا تبخلوا بها عنها، فقد قال الله سبحانه:( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) واستقرضكم وله خزائن السموات والأرض وهو الغنى الحميد وإنّما أراد أنْ يبلوكم أيكم أحسن عملا وفي كلامه عليه الصلوة والسلام غير هذا حذفناه لعدم الحاجة إليه هنا.

٥٦ ـ في مجمع البيان وقال أهل التحقيق: القرض الحسن يجمع عشرة أوصاف: أنْ يكون من الحلال، لانّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ الله تعالى طيب لا يقبل إلّا الطيب ؛ وأنْ يتصدق وهو يحب المال ويرجو الحيوة لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ لـمّا سئل عن أفضل الصدقة ـ: أنْ تعطيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت النفس التراقي قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، وذكرنا في العشرة.

٥٧ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ثم وصف اتباع نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله من المؤمنين فقالعزوجل :( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ ) وقال:( يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) يعنى أولئك المؤمنين.

٥٨ ـ في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنت ذات يوم عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ أقبل بوجهه عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وقال: ألآ أبشرك يا أبا الحسن؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: هذا جبرئيل يخبرني عن الله تعالى انه قال: قد اعطى شيعتك ومحبيك سبع خصال: الرفق عند الموت، والانس عند الوحشة، والنور عند الظلمة، والأمن عند الفزع، والقسط عند الميزان، والجواز على الصراط ودخول الجنة قبل ساير الناس، نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم.

٥٩ ـ وباسناده إلى أبي خالد الكابلي قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام في قوله:( يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) أئمة المؤمنين يوم القيامة تسعى بين يدي

٢٤١

المؤمنين وبايمانهم حتى ينزلوهم منازل أهل الجنة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) قال: يقسم النور بين الناس يوم القيامة على قدر ايمانهم، يقسم للمنافق فيكون نوره بين إبهام رجله اليسرى فينظر نوره ثم يقول للمؤمنين: مكانكم حتى أقتبس من نوركم فيقول المؤمنون لهم:( ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً ) فيرجعون ويضرب( بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ ) فينادوا من وراء السور للمؤمنين:( أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ ) قال: بالمعاصي وارتبتم قال: أي شككتم وتربصتم وقوله:( فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ ) قال: والله ما عنى بذلك اليهود ولا النصارى، وما عنى به إلّا أهل القبلة ثم قال:( مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ ) قال: هي أولى بكم.

٦١ ـ في مصباح شيخ الطائفة (ره) خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقولعليه‌السلام :( سابِقُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ) قبل أنْ يضرب بالسور باطنه الرحمة وظاهر العذاب فتنادون فلا يسمع نداءكم وتضجون فلا يحفل بضجيجكم.(١)

٦٢ ـ في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام وتعدادها قالعليه‌السلام : والثلاثون فإنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: تحشر أمّتى يوم القيامة على خمس رايات، فأول راية ترد عليَّ مع فرعون هذه الامة وهو معاوية، والثانية مع سامرى هذه الامة وهو عمرو بن عاص، والثالثة مع جاثليق هذه الامة وهو أبو موسى الأشعري، والرابعة مع أبي الأعور السلمي، وأمّا الخامسة فمعك يا عليُّ ، تحتها المؤمنون وأنت امامهم، ثمّ يقول الله تبارك وتعالى للاربعة:( ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ) وهم شيعتي ومن والاني وقاتل معى الفئة الباغية والناكبة عن الصراط، وباب الرحمة هم شيعتي فينادى هؤلاء:( أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ

__________________

(١) أي لا يهتم به.

٢٤٢

في الدنيا( حَتَّى جاءَ أمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) ثم ترد أمتي وشيعتي فيروون من حوض محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وبيدي عصى عوسج اطرد بها أعدائى طرد غريبة الإبل.(١)

٦٣ ـ في الكافي باسناده إلى أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: تجنبوا المنى فانها تذهب بهجة ما خولتم، وتستصغرون بها مواهب الله جل وعز عندكم وتعقبكم الحسرات فيما وهمتم به أنفسكم.

٦٤ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لم يزل بنو إسماعيل ولاة البيت ويقيمون للناس حجتهم وأمر دينهم يتوارثونه كابر(٢) عن كابر حتى كان زمن عدنان بن أدد،( فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ) وفسدوا وأحدثوا في دينهم وأخرج بعضهم بعضا، الحديث.

٦٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سماعة وغيره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نزلت هذه الآية في القائمعليه‌السلام ( وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ ) .

٦٦ ـ في مجمع البيان ومن كلام عيسىعليه‌السلام لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم فان القلب القاسي بعيد من الله.

٦٧ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سلام بن المستنير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها ) قال: يحيى الله تعالى بالقائم بعد موتها، يعنى بموتها كفر أهلها والكافر ميت.

٦٨ ـ وباسناده إلى سليط قال: قال الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم

__________________

(١) أي الإبل الغريبة وذلك أنّ الإبل إذا وردت الماء فدخل عليها غريبة من غيرها ضربت وطردت حتى تخرج عنها.

(٢) أي عظيما وكبيرا عن كبير.

٢٤٣

السلام: منا اثنى عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وآخرهم التاسع من ولدي هو القائم بالحق به يحيى الله الأرض بعد موتها، ويظهر به الدين الحق على الدين كله ولو كره المشركون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٩ ـ في روضة الكافي باسناده إلى محمد الحلبي انه سأل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها ) قال العدل بعد الجور.

أقول: قد سبق في الروم عند قوله تعالى:( يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها ) بعض الأحاديث فلتراجع.

٧٠ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه ما من الشيعة عبد يقارف(١) أمرا نهيناه عنه فيموت حتى يبتلى ببلية تمحص بها ذنوبه، إمّا في مال واما في ولد وإمّا في نفس حتى يلقى الله وما له ذنب، انه ليبقى عليه الشيء من ذنوبه فيشدد عليه عند موته، الميت من شيعتنا صديق شهيد، صدق بأمرنا وأحب فينا وأبغض فينا، يريد ذلك اللهعزوجل يؤمن بالله وبرسوله، قال اللهعزوجل : «يؤمن بالله وبرسوله» قال اللهعزوجل ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) .

٧١ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيهاعليه‌السلام : وانى النبأ العظيم والصديق الأكبر.

٧٢ ـ وباسناده إلى أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات، كل مؤمنة حوراء عيناء، وكل مؤمن صديق والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٣ ـ في مجمع البيان:( لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) أي لهم ثواب طاعتهم ونور ايمانهم

__________________

(١) قارف الذنب: داناه.

٢٤٤

الذي يهتدون به إلى طريق الجنة، وهذا قول عبد الله بن مسعود ورواية البراء بن عازب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٧٤ ـ وروى العياشي بالإسناد عن منهال القصاب قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ادع الله أنْ يرزقني الشهادة، فقال: إنّ المؤمن شهيد وقرأ هذه الاية.

٧٥ ـ وعن الحارث بن المغيرة قال: كنا عند أبي جعفرعليه‌السلام فقال: العارف منكم هذا الأمر المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن جاهد والله مع قائم آل محمّد بسيفه، ثم قال: بل والله كمن جاهد مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بسيفه، ثم قال الثالثة: بل والله كمن استشهد مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في فسطاطه ؛ وفيكم آية من كتاب الله قلت: وأية آية جعلت فداك؟ قال: قول الله:( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) قال: صرتم والله شهداء عند ربكم.

٧٦ ـ في تهذيب الأحكام باسناده إلى أبي حصير عمن سمع علي بن الحسينعليهما‌السلام يقول وذكر الشهداء قال: فقال بعضنا في المبطون، وقال بعضنا في الذي يأكله السبع، وقال بعضنا غير ذلك مما يذكر في الشهادة، فقال إنسان: ما كنت أرى أنّ الشهيد إلّا من قتل في سبيل الله؟ فقال عليّ بن الحسينعليهما‌السلام إنّ الشهداء إذا لقليل ثم ّقرء هذه الآية( الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) ثمّ قال: هذه لنا ولشيعتنا.

٧٧ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن حمزة بن عبد الله الجعفري عن جميل بن دراج عن عمرو بن مروان عن الحارث بن حصيرة عن زيد بن أرقم عن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام قال: ما من شيعتنا إلّا صديق أو شهيد، قال: قلت جعلت فداك أنى يكون ذلك وعامتهم يموتون على فرشهم؟ فقال: اما تتلو كتاب الله في الحديد:( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) قال: فكأني لم اقرأ هذه الآية من كتاب اللهعزوجل ، وقال: لو كان الشهداء ليس إلّا كما تقول(١)

__________________

(١) وفي بعض النسخ «لو كان الشهداء ما يقولون كان الشهداء اه».

٢٤٥

لكان الشهداء قليلا :

٧٨ ـ عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لي: يا أبا محمّد إنّ الميت منكم على هذا الأمر شهيد، قلت: وان مات على فراشه؟ قال: أي والله وان مات على فراشه حي عند ربه يرزق.

٧٩ ـ عنه عن إبراهيم بن إسحق عن عبد الله بن حماد عن أبان بن تغلب قال: كان أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا ذكر هؤلاء الذين يقتلون في الثغور يقول: ويلهم ما يصنعون بهذا يتعجلون قتلة الدنيا وقتلة الاخرة، والله ما الشهداء إلّا شيعتنا وان ماتوا على فراشهم.

٨٠ ـ عنه عن ابن محبوب عن عمرو بن ثابت أبي المقدام عن مالك الجهني قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا مالك إنّ الميت منكم على هذا الأمر شهيد بمنزلة الضارب في سبيل الله، وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما يضر رجلا من شيعتنا أية ميتة مات أو اكلة سبع أو حرق بالنار أو خنق أو قتل، هو والله شهيد.

٨١ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى ابن عباس انه سئل عن قول اللهعزوجل :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) قال: سئل قوم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا: فيمن نزلت هذه يا نبي الله؟ قال: إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض، ونادى مناد: ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا وقد بعث الله محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فيقوم عليّ بن أبي طالب فيعطى الله اللواء من النور أبيض بيده تحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ولا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطى اجره ونوره، فاذا أتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة، إنّ ربكم يقول لكم عندي مغفرة وأجر عظيم يعنى الجنة، فيقوم إلى الجنة، عليّ بن أبي طالب والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل الجنة، ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ منهم إلى الجنة ويترك أقواما على النار، فذلك

٢٤٦

قول اللهعزوجل : «( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ ) أجرهم ونورهم» يعنى السابقين الأولين والمؤمنين وأهل الولاية له وقوله: و( الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ ) هم الذين قاسم عليهم النار فاستحقوا الجحيم.

٨٢ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدّثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: أخبرنى عما ندب اللهعزوجل المؤمنين إليه من الاستباق إلى الايمان، فقال: قول اللهعزوجل ( سابِقُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ أدنى أهل الجنة منزلا لو نزل به الثقلان الجن والانس لو لوسعهم طعاما وشرابا، ولا ينقص مما عنده شيئا، وان أيسر أهل الجنة منزلا من يدخل الجنة فيرفع له ثلاث حدائق، فاذا دخل أدناهن راى فيها من الأزواج ومن الخدم والأنهار والثمار ما شاء الله، مما يملأ عينه قرة وقلبه مسرة، فاذا شكر الله وحمده قيل له: ارفع رأسك إلى الحديقة الثانية ففيها ما ليس في الاخرى فيقول: يا رب أعطنى هذه فيقول الله تعالى: إنْ أعطيتكها سألتنى غيرها؟ فيقول: رب هذه هذه، فاذا هو دخلها وعظمت مسرته شكر الله وحمده قال: فيقال افتحوا له بابا إلى الجنة، ويقال له: ارفع رأسك فاذا قد فتح له باب من الخلد ويرى أضعاف ما كان فيما قبل، فيقول عند مضاعف مسراته: ربّ لك الحمد الذي لا يحصى إذ مننت عليَّ بالجنان وأنجيتنى من النيران، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: تعتلج النطفتان في الرحم فأيتهما كانت أكثر جاءت تشبهها، فان كانت نطفة المرأة أكثر جاءت تشبه أخواله، وان كانت نطفة الرجل أكثر جاءت تشبه أعمامه، وقال: تحول النطفة في الرحم أربعين يوما فمن أراد أنْ يدعو اللهعزوجل ففي تلك الأربعين

٢٤٧

قبل أنْ يخلق ؛ ثمّ يبعث اللهعزوجل ملك الأرحام فيأخذها فيصعد بها إلى اللهعزوجل ، فيقف ما شاء الله فيقول: يا الهى اذكر أم أنثى؟ فيوحى اللهعزوجل من ذلك شيئا ويكتب الملك، فيقول: أللّهم كم رزقه وما اجله؟ ثمّ يكتبه ويكتب كل ما يصيبه في الدنيا بين عينيه ثمّ يرجع فيرده في الرحم فذلك قول اللهعزوجل :( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ) .

٨٥ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم رفعه قال: لـمّا حمل عليّ بن الحسينعليهما‌السلام إلى يزيد بن معاوية فأوقف بين يديه، قال يزيد لعنه الله:( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) فقال عليّ بن الحسينعليه‌السلام ليست هذه الآية فينا، إنّ فينا قول اللهعزوجل :( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ) .

٨٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ) صدق الله وبلغت رسله كتابه في السماء، علمه بها وكتابه في الأرض علومنا في ليلة القدر وغيرها إنّ ذلك على الله يسير.

٨٧ ـ وقال الصادقعليه‌السلام : لـمّا أدخل برأس الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام على يزيد بن معاوية وأدخل عليه عليّ بن الحسينعليهما‌السلام مقيدا مغلولا قال يزيد: يا عليّ بن الحسين( ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) فقال عليّ بن الحسينعليهما‌السلام . كلّا، ما نزلت هذه فينا انما نزلت فينا( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ) فنحن الذين لا نأسى على ما فاتنا ولا نفرح بما أوتينا منها.

٨٨ ـ في كتاب مقتل الحسين (عليه السلام)لأبي مخنف أنّ يزيد لعنه الله لـمّا نظر إلى عليّ بن الحسينعليهما‌السلام قال له: أبوك قطع رحمي وجهل حقّي ونازعنى في سلطاني فعل الله به ما رأيت؟ فقال عليّ بن الحسين:( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ) .

٢٤٨

٨٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال أبو جعفرعليه‌السلام :( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ) قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: سأل رجل أبيعليه‌السلام عن ذلك فقال: نزلت في أبي بكر وأصحابه، واحدة مقدمه، وواحدة مؤخره، لا تأسوا على ما فاتكم مما خص به عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ولا تفرحوا بما آتاكم من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال الرجل: اشهد انكم أصحاب الحكم الذي لا خلاف فيه، ثم قال الرجل فذهب فلم أره.

٩٠ ـ وباسناده إلى حفص بن غياث قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك فما حد الزهد في الدنيا؟ فقال: قد حده الله في كتابه فقالعزوجل :( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) .

٩١ ـ وباسناده إلى سليمان بن داود رفعه قال: جاء رجل إلى علي بن الحسينعليهما‌السلام فقال له: فما الزهد؟ قال: عشرة أجزاء فأعلى درجات الزهد أدنى درجات الرضا، ألآ وإنّ الزهد في آية من كتاب الله( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) .

٩٢ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي جعفر الباقرعليه‌السلام حديث طويل وفيه أنّ إلياسعليه‌السلام قال لهعليه‌السلام : أخبرنى عن تفسير( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ) مما خصّ به عليّعليه‌السلام ( وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) قال: في أبي فلان وأصحابه، واحدة مقدمة وواحدة مؤخرة،( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ) مما خصّ به عليّعليه‌السلام ( وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٩٣ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن شعيب بن عبد الله عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّ الناس ثلاثة: زاهد وصابر وراغب، فأمّا الزاهد فقد خرجت الأحزان والأفراح من قبله، فلا يفرح بشيء من الدنيا ولا يأسي على شيء منها فاته فهو مستريح، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٤ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد عن القاسم بن محمد عن سليمان

٢٤٩

بن داود المنقري عن علي بن هاشم بن البريد عن أبيه أنّ رجلا سأل عليّ بن الحسينعليهما‌السلام عن الزهد فقال: عشرة أجزاء فأعلى درجة الزهد الورع، وأعلى درجة الورع، أدنى درجة اليقين، وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا، ألآ وانّ الزهد في آية من كتاب الله( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) .

٩٥ ـ في نهج البلاغة وقالعليه‌السلام : الزهد كله بين كلمتين من القرآن قال الله تعالى:( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) ومن لم يأس على الماضي، ولم يفرح بالآتى فقد أخذ الزهد بطرفيه.

٩٦ ـ في مجمع البيان:( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ) وفي الحديث أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله سأل عن سيد بنى عوف، فقالوا: جد بن قيس على انه يزن بالبخل فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وأيُّ داء أدوى من البخل؟ سيدكم البراء بن معرور ـ معنى يزن يتهم ويعرف ـ.

٩٧ ـ في أصول الكافي باسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وجرت من بعده في الحواريين في المستحفظين وإنّما سماهمعزوجل المستحفظين لأنهم استحفظوا الاسم الأكبر وهو الكتاب الذي يعلم به علم كل شيء الذي كان مع الأنبياءعليهم‌السلام ، يقول اللهعزوجل : «( لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ * وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ ) الكتاب الاسم الأكبر، وإنّما عرف مما يدعى الكتاب التوراة والإنجيل والفرقان، فيها كتاب نوح وفيها كتاب صالح وشعيب وإبراهيم، فأخبر اللهعزوجل ( إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) فأين صحف إبراهيم، انما صحف إبراهيم الاسم الأكبر: فلم تزل الوصية في عالم بعد عالم حتى دفعوها إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٩٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ ) قال: الميزان الامام.

٩٩ ـ في جوامع الجامع وروى أنّ جبرئيلعليه‌السلام نزل بالميزان فدفعه إلى نوح

٢٥٠

وقال: مر قومك يزنوا به.

١٠٠ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يقول فيه ـ وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات ـ وقد أعلمتك أنّ رُبَّ شيءٌ من كتاب الله تأويله غير تنزيله ولا يشبه كلام البشر، وسأنبئك بطرف منه فتكتفى إنْ شاء الله، من ذلك قول إبراهيم:( إِنِّي ذاهِبٌ إلى رَبِّي سَيَهْدِينِ ) فذهابه إلى ربه توجهه إليه عبادة واجتهادا، وقربة إلى الله جل وعز، ألآ ترى أنّ تأويله غير تنزيله، وقال:( أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ) يعنى السلاح وغير ذلك.

١٠١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث وفيه وقال:( وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ) فانزاله ذلك خلفه إياه.

١٠٢ ـ في كتاب الخصال عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقولعليه‌السلام فيه: ثمّ إنّ الجبال فخرت على الأرض فشمخت واستطالت، وقالت: أي شيء يغلبني؟ فخلق الحديد فقطعها فقرت الجبال وذلت، ثمّ إنّ الحديد فخر الجبال وقال: أي شيء يغلبني؟ فخلق النار فأذابت الحديد.

١٠٣ ـ في مجمع البيان وروى ابن عمر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ اللهعزوجل انزل أربع بركات من السماء إلى الأرض، انزل الحديد والنار والماء والملح.

١٠٤ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : اما علمتم انه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سايرهم؟ قالوا: ومن اين يا أبا الحسن؟ قال: قول اللهعزوجل :( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ ) فصارت وراثة النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين، اما علمتم أنّ نوحا حين سأل ربهعزوجل ( فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ ) وذلك أنّ اللهعزوجل وعده أنْ ينجيه واهله فقال له ربهعزوجل :( يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ ) .

٢٥١

١٠٥ ـ وباسناده إلى محمد بن علي بن أبي عبد الله عن أبي الحسنعليه‌السلام في قول اللهعزوجل ( وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ ) قال. صلوة الليل. في الكافي باسناده إلى محمد بن علي بن أبي عبد الله عن أبي الحسنعليه‌السلام مثله سواء.

١٠٦ ـ في مجمع البيان في خبر مرفوع عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فما رعاها الذين بعدهم حق رعايتها، وذلك لتكذيبهم بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله عن ابن عباس، وقال الزجاج أنّ تقريره:( ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ ) وابتغاء رضوان الله اتباع ما أمره به، فهذا وجه قال: وفيها وجه آخر جاء في التفسير انهم كانوا يرون من ملوكهم ما لا يصبرون عليه، فاتخذوا أسرابا وصوامع(١) وابتدعوا ذلك، فلما الزموا أنفسهم ذلك التطوع ودخلوا عليه لزمهم تمامه، كما أنّ الإنسان إذا جعل على نفسه صوما لم يفرض عليه لزمه أنْ يتمه، قال: وقوله:( فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها ) على ضربين: (أحدهما) أنْ يكونوا قصروا فيما ألزموه أنفسهم (والاخر) وهو الأجود أنْ يكونوا حين بعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يؤمنوا به ؛ كانوا تاركين لطاعة الله، فما رعوها تلك الرهبانية حق رعايتها، ودليل ذلك قوله:( فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا ) أجرهم يعنى الذي آمنوا بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وكثير منهم فاسقون أي كافرون انتهى كلام الزجاج.

١٠٧ ـ ويعضد هذا ما جاءت به الرواية عن ابن مسعود قال: كنت رديف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على الحمار فقال: يا ابن أم عبد هل تدري من أين أحدثت بنو إسرائيل الرهبانية؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، فقال: ظهرت عليهم الجبابرة بعد عيسىعليه‌السلام يعملون بمعاصي الله، فغضب أهل الايمان فقاتلوهم، فهزم أهل الايمان ثلاث مرات فلم يبق منهم إلّا القليل، فقالوا: إنْ ظهرنا لهؤلاء أفنونا ولم يبق للدين أحد يدعو اليه، فتعالوا نتفرق في الأرض إلى أنْ يبعث الله النبي الذي وعدنا به عيسىعليه‌السلام يعنون محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فتفرقوا في غيران الجبال(٢) وأحدثوا

__________________

(١) أسراب جمع السرب ـ محركة ـ: الحفير تحت الأرض. والصوامع جمع الصومعة: مغار الراهب.

(٢) جمع الغار.

٢٥٢

رهبانية، فمنهم من تمسك بدينه ؛ ومنهم من كفر ثم تلا هذه الاية:( وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ ) إلى آخرها ثم قال: يا ابن أم عبد أتدري ما رهبانية أمتى؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: الهجرة والجهاد والصلوة والصوم والحج والعمرة.

١٠٨ ـ وعن ابن مسعود قال: دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا ابن مسعود اختلف من كان قبلكم على اثنين وسبعين فرقة، نجا منها ثنتان وهلك سائرهن، فرقة قاتلوا الملوك على دين عيسى فقتلوهم، وفرقة لم يكن لهم طاقة لموازاة الملوك ولا أنْ يقيموا بين ظهرانيهم يدعونهم إلى دين الله تعالى ودين عيسى، فساحوا في البلاد وترهبوا، وهم الذين قال الله:( وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ ) ثم قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من آمن بى وصدقنى واتبعنى فقد رعاها حق رعايتها، ومن لم يؤمن بها فأولئك هم الهالكون.

١٠٩ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن سماعة بن مهران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ) قال: الحسن والحسين( وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً ) قال: امام تأتمون به.

١١٠ ـ أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن أبي الجارود قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : لقد آتى الله أهل الكتاب خيرا كثيرا قال: وما ذاك؟ قلت: قول اللهعزوجل :( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ) إلى قوله:( أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا ) قال: فقال قد آتاكم الله كما آتاهم، ثم تلا:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ) يعنى إماما تأتمون به.

١١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ) قال: نصيبين من رحمته، أحدهما، أنْ لا يدخله النار، وثانيهما أنْ يدخله الجنة( وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ) يعنى الايمان.

٢٥٣

١١٢ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الصادقعليه‌السلام في قوله تعالى: «( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ) قال: الكفلين والحسن والحسين والنور على.

١١٣ ـ في مجمع البيان قال سعيد بن جبير: بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جعفرا ١ في سبعين راكبا إلى النجاشي يدعوه فقد عليه ودعاه فاستجاب له وآمن به، فلما كان عند انصرافه قال ناس ممن آمن به من أهل مملكته وهم أربعون رجلا: ائذن لنا فنأتي هذا النبي فنسلم به، فقدموا مع جعفر، فلما رأوا ما بالمسلمين من الخصاصة استأذنوا وقالوا: يا نبي الله إنّ لنا أموالا ونحن نرى ما بالمسلمين من الخصاصة فان أذنت لنا انصرفنا فجئنا بأموالنا فواسينا المسلمين بها فاذن لهم فانصرفوا فأتوا بأموالهم فواسوا بها المسلمين، فأنزل الله تعالى فيهم:( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ) إلى قوله:( وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ) فكانت النفقة التي واسوا بها المسلمين، فلما سمع أهل الكتاب ممن لم يؤمن به قوله:( أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا ) فخروا على المسلمين فقالوا: يا معشر المسلمين اما من آمن بكتابكم وكتابنا فله أجر كأجوركم فما فضلكم علينا فنزل:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ ) الآية فجعل لهم أجرين وزادهم النور والمغفرة، ثم قال:( لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ ) وقال الكلبي كان هؤلاء أربعة وعشرين رجلا قدموا من اليمن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو بمكة، لم يكونوا يهودا ولا نصارى، وكانوا على دين الأنبياء ؛ فأسلموا فقال لهم أبو جهل: بئس القوم أنتم والوفد لقومكم فردوا عليه( وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ ) الآية فجعل الله لهم ولمؤمنى أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه أجرين اثنين، فجعلوا يفخرون على أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويقولون: نحن أفضل منكم، لنا أجران ولكم أجر واحد، فنزل:( لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ ) إلى آخر السورة. وروى عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: من كانت له ابنة يعلمها فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها وأعتقها وتزوجها فله أجران، وأيمان رجل من أهل الكتاب آمن

٢٥٤

بنيه وآمن بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فله أجران، وأيما مملوك أدى حق الله وحق مواليه فله أجران أورده البخاري في الصحيح.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء سورة الحديد والمجادلة في صلوة فريضة أدمنها لم يعذبه الله حتى يموت أبدا، ولا يرى في نفسه ولا أهله سوءا أبدا ولا خصاصة في بدنه.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن قرأ سورة المجادلة كتب من حزب الله يوم القيامة.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إلى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) قال: كان سبب نزول هذه السورة انه أوّل من ظاهر في الإسلام، كان رجلا يقال له أوس بن الصامت من الأنصار، وكان شيخا كبيرا فغضب على أهله يوما، فقال لها أنت عليَّ كظهر أمّي ثمّ ندم على ذلك، قال: وكان الرجل في الجاهلية إذا قال لأهله: أنت عليَّ كظهر أمّي حرمت عليه آخر الأبد، وقال أوس لأهله: يا خولة إنّا كنّا نحرم هذا في الجاهلية وقد أتانا الله بالإسلام فاذهبي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاسئليه عن ذلك فأتت خولة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله إنّ أوس بن الصامت هو زوجي وأبو ولدي وابن عمّي، فقال لي: أنت عليَّ كظهر أمّي وكنّا نحرم ذلك في الجاهليّة وقد أتانا الله [بالإسلام] بك.

حدّثنا علي بن الحسين قال: حدّثنا محمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ امرأة من المسلمات أتت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالت: يا رسول الله إنّ فلانا زوجي وقد نثرت له بطني(١) وأعنته على دنياه وآخرته لم ير مني مكروها أشكوه

__________________

(١) نثرت المرأة بطنها: كثرت ولدها.

٢٥٥

إليك، فقال: فبم تشكونيه؟ قالت: أنّه قال: أنت عليَّ حرام كظهر أمّي وقد أخرجنى من منزلي، فانظر في أمرى فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا أقضى فيه بينك وبين زوجك وأنا أكره أنْ أكون من المتكلّفين فجعلت تبكي وتشتكي ما بها إلى اللهعزوجل والى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وانصرفت، قال: فسمع الله تبارك وتعالى مجادلتها لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في زوجها وشكت اليه، وأنزل اللهعزوجل في ذلك قرآنا:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إلى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما ) إلى قوله:( وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ) ، قال: فبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المرأة فأتته فقال لها: جيئي بزوجك فأتت به، فقال له: أقلت لامرأتك هذه: أنت حرام كظهر أمّي؟ فقال: قد قلت لها ذاك، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قد أنزل الله تبارك وتعالى فيك وفي امرأتك قرآنا وقرء( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إلى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ) فضم إليك امرأتك فانك قد قلت منكرا من القول وزورا، وقد عفى الله عنك وغفر لك ولا تعد ؛ قال: فانصرف الرجل وهو نادم على ما قال لامرأته وكره اللهعزوجل ذلك للمؤمنين بعد، وانزل الله:( الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا ) يعنى لـمّا قال الرجل لامرأته: أنت عليَّ كظهر أمّي قال: فمن قالها بعد ما عفى الله وغفر للرجل الاوّل فانّ عليه تحرير( رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ) يعنى مجامعتهما( ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ ) يعنى( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ) قال: فجعل الله عقوبة من ظاهر بعد النهى هذا ثمّ قال:( ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ ) قال: هذا حد الظهار قال حمران قال أبو جعفرعليه‌السلام ولا يكون ظهار في يمين ولا في إضرار ولا في غضب، ولا يكون

٢٥٦

ظهار إلّا على طهر من غير جماع بشهادة شاهدين مسلمين.

٤ ـ في مجمع البيان فاما ما ذهب إليه أئمة الهدى من آل محمّدعليهم‌السلام فهو أنّ المراد بالعود إرادة الوطي ونقض القول الذي قاله، لانّ الوطي لا يجوز إلّا بعد الكفارة ولا يبطل حكم قوله الاوّل إلّا بعد الكفارة.

٥ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل مملوك ظاهر من امرأته فقال: لا يكون ظهار ولا إيلاء حتى يدخل بها.

٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن الرضاعليه‌السلام قال: الظهار لا يقع على الغضب.

٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أحمد بن الحسن عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن الظهار الواجب قال: الذي يريد به الرجل الظهار بعينه.

٨ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إذا قالت المرأة: زوجي عليَّ كظهر أمّي فلا كفارة عليها.

٩ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: الظهار ضربان أحدهما فيه الكفارة قبل المواقعة، والاخر بعده، فالذي يكفر قبل المواقعة الذي يقول: أنت عليَّ كظهر أمّي، ولا يقول: إنّ فعلت بك كذا وكذا، والذي يكفر بعد المواقعة هو الذي يقول: أنت عليَّ كظهر أمّي إنْ قربتك.

١٠ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن القاسم بن محمد الزيات قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : إني ظاهرت من امرأتي؟ فقال: كيف قلت؟ قال: قلت: أنت عليَّ كظهر أمّي إنْ فعلت كذا وكذا، فقال: لا شيء عليك ولا تعد.

١١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن

٢٥٧

رجل من أصحابنا عن رجل قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام إني قلت لامرأتى: أنت عليَّ كظهر أمّي إنْ خرجت من باب الحجرة، فخرجت فقال: ليس عليك شيء فقلت: إني أقوي على أنْ أكفّر؟ فقال: ليس عليك شيء، فقلت: إني أقوى على أنْ أكفّر رقبة ورقبتين؟ قال ليس عليك شيء قويت أو لم تقو.

١٢ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : قال سمعته يقول: جاء رجل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا رسول الله ظاهرت من امرأتى قال: اذهب فأعتق رقبة، قال: ليس عندي قال: اذهب فصم شهرين متتابعين، قال: لا أقوى قال: اذهب فأطعم ستين مسكينا قال: ليس عندي قال: فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : انا أتصدق عنك فأعطاه تمرا لإطعام ستين مسكينا فقال: اذهب فتصدق بها فقال: والذي بعثك بالحق لا اعلم بين لابتيها(١) أحدا أحوج إليه منى ومن عيالي، قال: فاذهب وكل واطعم عيالك.

١٣ ـ عدة من أصحابنا عن سهل عن ابن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن المملوك أعليه ظهار؟ فقال، نصف ما على الحر من الصوم وليس عليه كفارة صدقة ولا عتق.

١٤ ـ عليّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله وابى الحسنعليهما‌السلام في رجل كان له عشر جوار فظاهر منهن كلهن جميعا بكلام واحد فقال: عليه عشر كفارات.

١٥ ـ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن سيف التمار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : الرجل يقول لامرأته: أنت عليَّ كظهر أمّي أو عمّتي أو خالتي؟ قال: فقال: انما ذكر الله الأمّهات وانّ هذا لحرام.

١٦ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج قال: قلت لأبي عبد الله: الرجل يقول لامرأته: أنت عليَّ كظهر عمّته أو خالته؟ فقال: هو الظهار.

__________________

(١) الضمير في لابتيها يرجع إلى المدينة. ولابتاها: جانباها. والابة: الحرة وهي ارض ذات حجارة سود كأنها أحرقت بالنار. والمدينة المشرفة انما هي بين حرتين عظيمتين.

٢٥٨

١٧ ـ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار والرزاز عن أيوب بن نوح عن صفوان عن إسحق بن عمار قال: سئلت أبا إبراهيمعليه‌السلام عن الرجل يظاهر من جاريته؟ فقالعليه‌السلام : الحرة والامة في ذا سواء.

١٨ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ) قالعليه‌السلام : من مرض أو عطاش، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٩ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: صيام كفارة اليمين في الظهار شهرين متتابعين، والتتابع أنْ يصوم شهرا أو يصوم من الشهر الاخر أياما أو شيئا منه، فان عرض له شيء يفطر فيه أو ظهر ثم قضى ما بقي عليه، وان صام شهرا ثم عرض له شيء فأفطر قبل أنْ يصوم من الاخر شيئا فلم يتابع أعاد الصوم كله.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه للظهار احكام وتفاصيل كثيرة مذكورة في محالها فمن أرادها وقف عليها هناك.

٢٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه وقوله:( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ ) وقوله:( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ ) وقوله( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ ) فانما أراد بذلك استيلاء امنائه بالقدرة التي ركبها فيهم على جميع خلقه ؛ وان فعلهم فعله.

٢١ ـ في كتاب الاهليلجة المنقول عن الصادق وإنّما سمى سميعا لأنه( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ) يسمع دبيب النمل على الصفا وخفقان الطير في الهوا لا يخفى عليه خافية ولا شيء مما أدركه الأسماع والأبصار، وما لا تدركه الأسماع والأبصار، ما حل من ذلك وما دق وما صغر وما كبر.

٢٢ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عمر بن أذينة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول

٢٥٩

اللهعزوجل ( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ) فقال: هو واحد أحدى الذات باين من خلقه وبذلك وصف نفسه ؛ وهو بكل شيء محيط بالإشراف والاحاطة والقدرة،( لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ ) ، بالإحاطة والعلم لا بالذات لان الأماكن محدودة تحويها حدود أربعة فاذا كان بالذات لزمه الحواية. وفي أصول الكافي مثله سواء.

٢٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي رفعه قال: سئل الجاثليق أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: أخبرني عن اللهعزوجل اين هو؟ فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : هو هاهنا وهاهنا وفوق وتحت ومحيط بنا ومعنا وهو قوله:( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ ) قال فلان وفلان وأبى فلان حين اجتمعوا فدخلوا الكعبة فكتبوا بينهم كتابا إنْ مات محمّد أنْ لا يرجع الأمر فيهم أبدا.

٢٥ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله في قول اللهعزوجل :( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) قال: نزلت هذه الآية في فلان وفلان وأبى عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وسالم مولى أبي حذيفة والمغيرة بن شعبة، حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتوثقوا لئن مضى محمد لا يكون الخلافة في بنى هاشم ولا النبوة أبدا فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية إلى قوله: لعلك ترى انه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب إلّا يوم قتل الحسينعليه‌السلام وهكذا كان في سابق علم اللهعزوجل الذي أعلمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا كتب الكتاب قتل الحسينعليه‌السلام وخرج الملك من بنى هاشم فقد كان ذلك كله.

٢٦٠

٢٦ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : مع كل شيء لا بمقارنة وغير كل شيء لا بمزايلة.

٢٧ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله وجاءت الرواية أنّ بعض أحبار اليهود جاء إلى أبي بكر فقال له: أنت خليفة نبي هذه الامة؟ قال له: نعم، فقال له: إنّا نجد في التورية أنّ خلفاء الأنبياء أعلم أممهم فخبرني عن الله اين هو في السماء هو أم في الأرض؟ فقال له أبو بكر: هو في السماء على العرش، فقال اليهودي: فأرى الأرض خالية منه وأراه على هذا القول في مكان دون مكان؟ فقال له أبو بكر: هذا كلام الزنادقة اعزب عنى(١) والا قتلتك، فقال له أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : يا يهودي قد عرفت ما سألت عنه وأجيب عنه به، وانا نقول أنّ الله جل جلاله أين الأين فلا أين له، وجل أنْ يحويه مكان، هو في كل مكان بغير مماسة ولا مجاورة يحيط علما بما فيها ولا يخلو شيء منها من تدبيره تعالى، وانى مخبرك بما جاء في كتاب من كتبكم تصدق ما ذكرته لك، فان عرفته أتؤمن به؟ قال اليهودي: نعم قال: ألستم تجدون في بعض كتبكم أنّ موسى بن عمران كان ذات يوم جالسا إذ جائه ملك من المشرق فقال له موسى: من اين أقبلت؟ قال: من عند الله. ثم جائه ملك من المغرب فقال له: من اين جئت؟ قال: من عند الله ؛ ثم جاءه ملك فقال له: قد جئتك من السماء السابعة من عند الله، ثم جائه ملك آخر فقال له: قد جئتك من الأرض السفلى من عند الله. فقال له موسى: سبحان من لا يخلو منه مكان، ولا يكون إلى مكان أقرب من مكان، فقال اليهودي: اشهد أنّ هذا هو الحق وأنّك أحقّ بمقام نبيك ممن استولى عليه.

٢٨ ـ في مجمع البيان وقرء حمزة ورويس عن يعقوب «يتنجون» والباقون يتناجون ويشهد لقرائة حمزة قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في عليٍّعليه‌السلام لـمّا قال له بعض أصحابه أتناجيه دوننا؟ ما انا انتجيته بل الله انتجاه.

__________________

(١) عزب عنه: بعد.

٢٦١

٢٩ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله وقال تعالى في سورة المجادلة:( وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ ) وروى أنّ اليهود أتت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا: السام عليك يا محمّد، والسام بلغتهم الموت، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليكم فانزل الله تعالى هذه الاية.

٣٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى:( أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ ) قال: كان أصحاب رسول الله يأتون رسول الله فيسألونه أن يسئل الله لهم، وكانوا يسألون ما لا يحل لهم، فأنزل الله( وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ ) وقولهم له إذا أتوه: أنعم صباحا وأنعم مساء وهي تحية أهل الجاهلية فانزل الله وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله فقال لهم رسول الله قد أبدلنا الله بخير تحية أهل الجنة السلام عليكم.

٣١ ـ وقوله:( إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) قال: فانه حدّثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال: كان سبب نزول هذه الآية ان فاطمةعليها‌السلام رأت في منامها ان رسول الله هم أن يخرج هو وفاطمة وعلى والحسن والحسين صلوات الله عليهم من المدينة، فخرجوا حتى جازوا من حيطان المدينة، فعرض لهم طريقان فأخذ رسول الله ذات اليمين حتى انتهى إلى موضع فيه نخل وماء، فاشترى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شاة ذرعاء وهي التي في احدى أذنيها نقط بيض، فأمر بذبحها، فلما أكلوا ماتوا في مكانهم فانتبهت فاطمة باكية ذعرة(١) فلم تخبر رسول الله بذلك فلما أصبحت جاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بحمار فاركب عليه فاطمة وأمر ان يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسينعليهم‌السلام من المدينة كما رأت فاطمة في نومها فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض لهم طريقان فأخذ رسول الله ذات اليمين كما رأت فاطمةعليها‌السلام حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله شاة كما رأت فاطمة فأمر بذبحها فذبحت وشويت فلما أرادوا أكلها قامت فاطمة وتنحت ناحية منهم تبكي مخافة ان يموتوا، فطلبها

__________________

(١) ذعر بمعنى خاف.

٢٦٢

رسول الله حتى وقف عليها وهي تبكي، فقال، ما شأنك يا بنية؟ قالت: يا رسول الله رأيت البارحة كذا وكذا في نومى وقد فعلت أنت كما رأيته فتنحيت عنكم لئلا أراكم تموتون، فقام رسول الله فصلى ركعتين ثم ناجى ربه فنزل عليه جبرئيل! فقال: يا محمد هذا شيطان يقال له الرها وهو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا، ويؤذى المؤمنين في نومهم ما يغتمون به، فأمر جبرئيل فجائه إلى رسول الله فقال له: أنت الذي أريت فاطمة هذه الرؤيا؟ فقال: نعم يا محمد فبزق عليه ثلاث بزقات(١) فشجه في ثلاث مواضع ثم قال جبرئيل لمحمد: يا محمد إذا رأيت في منامك شيئا تكرهه أو رأى أحد من المؤمنين فليقل أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبياء الله المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت من رؤياى. ويقرء الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد ويتفل عن يساره ثلاث تفلات، فانه ما يضره ما رأى، فأنزل اللهعزوجل على رسوله:( إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ ) «الاية»

٣٢ ـ أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي بكر الحضرمي وبكر بن أبي بكر قال: حدّثنا سليمان بن خالد قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله( إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ ) قال: الثاني.

٣٣ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا رأى الرجل منكم ما يكره في منامه فليتحول عن شقه الذي كان عليه نائما وليقل:( إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ ) ثم ليقل: عذت بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبيائه المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت ومن شر الشيطان الرجيم.

٣٤ ـ في مجمع البيان وقيل ان الآية المراد بها أحلام المنام التي يراها الإنسان في نومه فحزنه، وورد في الخبر عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما فان ذلك يحزنه.

__________________

(١) البزاق: البصاق.

٢٦٣

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ ) قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا دخل المسجد يقوم له الناس، فنهاهم الله ان يقوموا له، فقال: تفسحوا أي وسعوا له في المجلس،( وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا ) يعنى إذا قال: قوموا فقوموا.

٣٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي روى عن الحسن العسكريعليه‌السلام انه اتصل بأبي الحسن عليّ بن محمّد العسكريعليهما‌السلام أنّ رجلا من فقهاء شيعته كلّم بعض النصاب فأفحمه بحجته(١) حتى أبان عن فضيحته فدخل على عليّ بن محمّدعليهما‌السلام وفي صدر مجلسه دست عظيم(٢) منصوب وهو قاعد خارج الدست، وبحضرته خلق من العلويين وبنى هاشم فما زال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدست وأقبل عليه فاشتد ذلك على أولئك الاشراف فأمّا العلويون فعجلوه عن العتاب، وأمّا الهاشميون فقال له شيخهم: يا ابن رسول الله هكذا تؤثر عاميّا على سادات بنى هاشم من الطالبيين والعباسيين؟ فقالعليه‌السلام : إيّاكم وأن تكونوا من الذين قال الله تعالى:( أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ) أترضون بكتاب اللهعزوجل حكما؟ قالوا: بلى. قال: أليس الله يقول:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ ) إلى قوله( وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ ) فلم يرض للعالم المؤمن إلّا أنْ يرفع على المؤمن غير العالم كما لم يرض للمؤمن إلّا أنْ يرفع على من ليس بمؤمن، أخبرونى عنه قال:( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ ) أو قال يرفع الله الذين أوتوا شرف النسب درجات؟ أو ليس قال اللهعزوجل :( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) فكيف تنكرون رفعي لهذا لـمّا وفقّه الله أنْ كسّر هذا فلان الناصب بحجج الله التي علمه إياها لأفضل له من كل شرف في النسب؟ والحديث

__________________

(١) أفحمه: أسكته بالحجة.

(٢) الدست: الوسادة.

٢٦٤

طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٧ ـ في مجمع البيان( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ ) وقد ورد أيضا في الحديث أنّه قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : فضل العالم على الشهيد درجة، وفضل الشهيد على العابد درجة، وفضل النبي على العالم درجة، وفضل القرآن على ساير الكلام كفضل الله على ساير خلقه، وفضل العالم على ساير الناس كفضلى على أدناهم، رواه جابر بن عبد الله.

٣٨ ـ وقال عليٌّعليه‌السلام : من جائته منيته وهو يطلب العلم فبينه وبين الأنبياء درجة

٣٩ ـ في جوامع الجامع وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بين العالم والعابد مأة درجة.

بين كل درجتين حضر الجواد المضمر(١) سبعين سنة.

٤٠ ـ وعنهعليه‌السلام فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على ساير الكواكب.

٤١ ـ وعنهعليه‌السلام تشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء، ثمّ العلماء ثمّ الشهداء.

٤٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل في مكالمة بينه وبين اليهود وفيه: فأنزل اللهعزوجل ألا يكلموني حتى يتصدقوا بصدقة، وما كان ذلك لنبي قط قال اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ ) نجويكم صدقة ثم وضعها عنهم بعد أن فرضها عليهم برحمته ومنه.

٤٣ ـ وعن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) فكنت انا الذي قدم الصدقة غيري؟ قالوا: لا.

__________________

(١) الحضر: الاسم من أحضر الفرس: عدا شديدا. والمضمر: من ضمر بمعنى هزل ودق وكانت العرب تضمر الخيل للغزو والسباق، وذلك بان يربطه ويكثر ماءه وعلفه حتى يسمن ثم يقلل ماءه وعلفه مدة ويركضه في الميدان حتى يهزل ومدة التضمير عندهم أربعون.

٢٦٥

٤٤ ـ في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام وتعدادها قال: وأمّا الرابع والعشرون فان الله أنزل على رسوله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) فكان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فكنت إذا ناجيت رسول الله أتصدق قبل ذلك بدرهم، فو الله ما فعل هذا أحد من أصحابه قبلي ولا بعدي، فانزل اللهعزوجل :( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ ) الآية فهل تكون التوبة إلّا عن ذلك؟

٤٥ ـ وفيه احتجاج عليّعليه‌السلام على أبي بكر قال: فأنشدك بالله أنت الذي قدم بين يدي نجواه لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صدقة فناجاه، وعاتب الله تعالى قوما فقال:( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ) الآية أم أنا؟ قال: بل أنت.

٤٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) قال: إذا سألتم رسول الله حاجة فتصدقوا بين يدي حاجتكم ليكون أقضى لحوائجكم، فلم يفعل ذلك أحد إلّا أمير المؤمنين فانه تصدق بدينار، وناجى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عشر نجوات.

٤٧ ـ حدّثنا أحمد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) قال: قدم عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام بين يدي نجواه صدقة، ثم نسختها بقوله:( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ) .

٤٨ ـ وباسناده إلى مجاهد قال: قال عليٌّعليه‌السلام : ان في كتاب الله لاية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها بعدي آية النجوى، انه كان لي دينار فبعته بعشر دراهم، فجعلت أقدم بين يدي كل نجوى أناجيها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله درهما قال: فنسختها قوله:( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ) إلى قوله:( وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ )

٤٩ ـ في مجمع البيان وقال عليّعليه‌السلام : بى خفف الله عن هذه الأمّة، لم تنزل في أحد قبلي ولم تنزل في أحد بعدي.

٢٦٦

٥٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم: في قوله:( أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ) قال: نزلت في الثاني لأنه مر به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو جالس عند رجل من اليهود يكتب خبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأنزل الله تعالى:( أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ ) فجاء الثاني إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال رسول الله: رأيتك تكتب عن اليهود، وقد نهى الله عن ذلك فقال: يا رسول الله كتبت عنه ما في التوراة من صفتك وأقبل يقرء ذلك على رسول الله وهو غضبان، فقال له رجل من الأنصار: ويلك أما ترى غضب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عليك؟ فقال: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إني انما كتبت ذلك لـما وجدت فيه من خبرك، فقال له رسول الله: يا فلان لو أن موسى بن عمران فيهم قائما ثم أتيته رغبة عما جئت به لكنت كافرا بما جئت به وهو قوله( اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً ) أي حجابا بينهم وبين الكفار وأيمانهم، أقروا باللسان خوفا من السيف ودفع الجزية وقوله:( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ ) قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الذين غصبوا آل محمد حقهم فتعرض عليهم أعمالهم فيحلفون له، انهم لم يعملوا منها شيئا كما حلفوا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الدنيا حين حلفوا ان لا يردوا الولاية في بنى هاشم ؛ وحين هموا بقتل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في العقبة، فلما اطلع الله نبيه وأخبره حلفوا انهم لم يقولوا ذلك ولم يهموا به حين أنزل الله على رسوله «( يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ ) يقولوا( يَكُ خَيْراً لَهُمْ ) قال: ذلك إذا عرضعزوجل ذلك عليهم في القيامة ينكروه ويحلفوا له كما حلفوا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقوله:( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ ) .

٥١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب خطبة للحسينعليه‌السلام خطب بها لـمّا رأى صفوف أهل الكوفة بكربلا كالليل والسيل وفيها: فنعم الرب ربنا وبئس العباد أنتم أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمد ثم انكم رجعتم إلى ذريته وعترته تريدون

٢٦٧

قتلهم ؛ لقد استحوذ عليكم الشيطان فانساكم ذكر الله العظيم فتبا لكم ولما تريدون، انا لله وانا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد ايمانهم فبعدا للقوم الظالمين.

٥٢ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بينما موسىعليه‌السلام جالسا إذ أقبل إليه إبليس وعليه برنس(١) ذو ألوان، فلما أدنى من موسىعليه‌السلام خلع البرنس وقام إلى موسىعليه‌السلام فسلم عليه فقال له موسى: من أنت؟ قال: أنا إبليس، قال: أنت فلا قرب الله دارك، قال: إني إنمّا جئت لأسلّم عليك لمكانك من الله، قال: فقال له موسى: ما هذا البرنس؟ قال: به اختطف قلوب بنى آدم، فقال له موسى: فأخبرنى بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟ قال: إذا أعجبت نفسه ؛ واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه، وقال: قال اللهعزوجل لداود: يا داود بشّر المذنبين وأنذر الصدّيقين. قال: كيف أبشّر المذنبين وانذر الصدّيقين؟ قال: يا داود بشر المذنبين إني أقبل التوبة وأعفو عن الذنب وأنذر الصديقين أن لا يعجبوا بأعمالهم فانه ليس عبد أنصبه للحساب إلّا هلك.

٥٣ ـ الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال جميعا عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال خطب أمير المؤمنين الناس فقال: ايها الناس انما بدو وقوع الفتن أهواء تتبع واحكام تبتدع يخالف فيها كتاب الله يتولوا فيها رجال رجالا فلو أنَّ الباطل خلص لم يخف على ذي حجى ؛ ولو أنَّ الحق خلص لم يكن اختلاف، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه ونجى الذين سبقت لهم من الله الحسنى.

٥٤ ـ في مجمع البيان:( كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ )

__________________

(١) البرنس: كل ثوب يكون غطاء الرأس جزءا منه متصلا به.

٢٦٨

وروى ان المسلمين قالوا لـمّا رأوا ما يفتح الله عليهم من القرى ليفتحن الله علينا الروم وفارس ؛ فقال المنافقون أتظنون أنّ فارس والروم كبعض القرى التي غلبتم عليها، فأنزل الله هذه الآية.

٥٥ ـ في عيون الأخبار في باب نسخة وصية موسى بن جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه موسى بن جعفرعليه‌السلام : وأوصيت إلى عليٍّ إبني إلى قولهعليه‌السلام وأمّهات أولادي ومن أقام منهم في منزله وفي حجابه فله ما كان يجرى عليه في حيوتى إنْ أراد ذلك، ومن خرج منهنّ إلى زوج فليس لها أنْ ترجع إلى حزانتي(١) إلّا أنْ يرى على ذلك، وبناتي مثل ذلك، ولا تزوج بناتي أحد من أحق بهن(٢) من أمهاتهن، ولا سلطان ولا عمل لهن إلّا برأيه ومشورته، فان فعلوا ذلك فقد خالفوا الله تعالى ورسوله وحادوه في ملكه.

٥٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل يقول فيه وقد ذكر عليّا وأولادهعليهم‌السلام ألا إنّ أعداء عليٍّعليه‌السلام هم أهل الشقاق هم العادون واخوان الشياطين الذين يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، ألا إنّ أوليائهم الذين ذكرهم الله في كتابه المؤمنون فقالعزوجل :( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ ) إلى آخر الاية.

٥٧ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى عن جعفر بن محمد عن الحسن بن معاوية عن عبد الله بن جبلة عن إبراهيم بن خلف بن عباد الأنماطي عن مفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام وعنده في البيت أناس، فظننت انه انما أراد بذلك غيري، فقال: اما والله ليغلبن عنكم صاحب هذا الأمر، وليخملن(٣) حتى يقال مات، هلك، في أي واد سلك، ولتكفأن تكفأ السفينة(٤) في أمواج البحر

__________________

(١) الحزانة ـ بالضم ـ: عيال الرجل الذين يهتم بهم ويتحزن لاجلهم.

(٢) كذا في النسخ وفي المصدر «أخواتهن» مكان «أحق بهن» ويحتمل فيه التصحيف.

(٣) خمل ذكره: خفي.

(٤) التكفي: التمايل إلى قدام. وتكفأ في مشيته: ماد وتمايل.

٢٦٩

لا ينجو إلّا من أخذ الله ميثاقه، وكتب الايمان في قلبه، وأيده بروح منه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٨ ـ وباسناده إلى أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سئلته عن قول اللهعزوجل :( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) قال: هو الايمان.

٥٩ ـ وباسناده إلى الفضيل قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام :( أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ ) هل لهم فيما( كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ) صنع؟ قال: لا.

٦٠ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن جميل عن أبي ـ عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت:( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) قال: هو الايمان.

٦١ ـ وباسناده إلى أبان بن تغلب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما من مؤمن إلّا ولقلبه أذنان في جوفه: اذن ينفث فيه الوسواس الخناس، واذن ينفث فيها الملك فيؤيد الله المؤمن بالملك، فذلك قوله:( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) .

٦٢ ـ وباسناده إلى محمد بن سنان عن أبي خديجة قال: دخلت على أبي الحسنعليه‌السلام فقال لي: ان الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقى، ويغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدى، فهي معه تهتز سرورا عند إحسانه، وتسيخ في الثرى عند إساءته، فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقينا، وتربحوا نفيسا ثمينا، رحم الله امرأ أهم بخير فعمله، أو هم بشر فارتدع عنه، ثم قال: نحن نؤيد بالروح بالطاعة الله والعمل له.

٦٣ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام في قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان، قال: هو قوله:( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) ذلك الذي يفارقه.

٦٤ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن داود قال: سئلت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان، قال: فقال: هو مثل قول اللهعزوجل :( وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ) ثم قال غير هذا أبين منه، ذلك قول اللهعزوجل ( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) هو الذي فارقه.

٢٧٠

٦٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد بن داود الغنوي عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه فاما ما ذكر من أمر السابقين فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة أرواح، روح القدس وروح الايمان، وروح القوة، وروح الشهوة وروح البدن، فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين، وبها علموا الأشياء وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا، وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم، ثم قال: قال اللهعزوجل :( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) ثم قال في جماعتهم:( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) يقول أكرمهم بها، فضلهم على من سواهم، فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم.

٦٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) قال: ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل وكان مع رسول الله وهو مع الائمة.

٦٧ ـ في محاسن البرقي عنه عن يعقوب بن يزيد وعبد الرحمن بن حماد عن العبدي عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: الايمان في القلب واليقين خطرات.

٦٨ ـ في كتاب الخصال عن سويد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت فما الذي ثبت الايمان في العبد؟ قال: الذي يثبته فيه الورع، والذي يخرجه منه الطمع.

٦٩ ـ عن علي بن سالم عن أبيه قال ؛ قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام : ادنى ما يخرج به الرجل من الايمان ان يجلس إلى غال فيستمع إلى حديثه ويصدقه إلى قوله.

٧٠ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام فقلت قول اللهعزوجل ( يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) فقال: اليد في كلام العرب القوة والنعمة قال الله:( وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ ) وقال :

٢٧١

( وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ ) أي بقوة، وقال:( أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) أي قوة منه، ويقال لفلان عندي يد بيضاء أي نعمة.

٧١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أحمد بن إسحق قال: قلت لأبي محمد الحسن بن عليعليه‌السلام وقد ذكر ان غيبة القائم تطول: وان غيبته لتطول؟ قال أي وربي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ولا يبقى إلّا من أخذ اللهعزوجل ميثاقه لولايتنا وكتب في قلبه الايمان( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٢ ـ وباسناده إلى الحسن بن محمد بن صالح البزاز قال: سمعت الحسن بن علي بن محمد العسكريعليه‌السلام يقول: إنّ إبني هو القائم من بعدي، وهو الذي يخرج في سير الأنبياءعليه‌السلام بالتعمير والغيبة، تقسو القلوب بطول الأمد فلا يثبت على القول به إلّا من كتب اللهعزوجل في قلبه الايمان وأيده بروح منه.

٧٣ ـ وباسناده إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام انه قال: التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق، والمظهر للدين والباسط للعدل، قال الحسين: فقلت له يا أمير المؤمنين وان ذلك لكائن؟ فقالعليه‌السلام : أي والذي بعث محمدا بالنبوة، واصطفاه على البرية، ولكن بعد غيبة وحيرة، ولا يثبت فيها على دينه إلّا المخلصون المباشرون لروح اليقين، الذين أخذ اللهعزوجل ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأ سورة الحشر لم يبق جنة ولا نار ولا عرش ولا كرسي، ولا الحجب والسموات السبع والأرضون السبع والهواء والريح والطير والشجر والجبال والشمس والقمر والملائكة إلّا صلوا عليه، واستغفروا له وان مات في يومه أو ليله مات شهيدا.

٢٧٢

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرء سورة الحشر لم يبق جنة ولا نار ولا عرش ولا كرسي ولا حجاب ولا السماوات السبع والأرضون السبع والهوام والطير والشجر والدواب والشمس والقمر والملائكة إلّا صلوا عليه واستغفروا له، وان مات من يومه أو ليله مات شهيدا.

٣ ـ وعن أبي سعيد المكاري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام من قرأ إذا امسى وكل الله بداره ملكا شاهرا سيفه حتى يصبح.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا ) قال: سبب ذلك انه كان بالمدينة ثلثة أبطن من اليهود بنى النضير وقريضة وقينقاع، وكان بينهم وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عهد ومدة فنقضوا عهدهم، وكان سبب ذلك بنى النضير في نقض عهدهم انه أتاهم رسول الله يستسلفهم دية رجلين قتلهما رجل من أصحابه غيلة يعنى يستقرض، وكان بينهم كعب بن الأشرف، فلما دخل على كعب قال: مرحبا يا أبا القاسم وأهلا وقام كأنه يصنع له الطعام. وحديث نفسه أن يقتل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويتبع أصحابه فنزل جبرئيل فأخبره بذلك فرجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى المدينة وقال لمحمد بن مسلمة الأنصاري، اذهب إلى بنى النضير فأخبرهم أنّ اللهعزوجل قد أخبرنى بما هممتم به من الغدر، فإمّا أنْ تخرجوا من بلدنا وإمّا أنْ تأذنوا بحرب، فقالوا: نخرج من بلادك، فبعث إليهم عبد الله بن أبيّ: لا تخرجوا وتقيموا وتنابذوا محمّدا الحرب فإنّي أنصركم أنا وقومي وحلفائى، فانْ خرجتم خرجت معكم، وإنْ قاتلتم قاتلت معكم ؛ فأقاموا وأصلحوا بينهم حصونهم وتهيئوا للقتال، وبعثوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّا لا نخرج فاصنع ما أنت صانع، فقام رسول الله وكبر وكبر أصحابه وقال لأمير المؤمنين: تقدم على بنى النضير فأخذ أمير المؤمنين الراية وتقدم وجاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأحاط بحصنهم، وغدر بهم عبد الله بن أبي وكان رسول الله إذا ظهر بمقدم بيوتهم حصنوا اما يليهم وخربوا ما يليه ؛ وكان الرجل منهم ممن كان له بيت حسن خربه، وقد كان رسول الله أمر بقطع نخلهم فجزعوا من ذلك

٢٧٣

وقالوا: يا محمّد إنّ الله يأمرك بالفساد؟ إنْ كان لك هذا فخذه، وإنْ كان لنا فلا تقطعه، فلمّا كان بعد ذلك قالوا: يا محمّد نخرج من بلادك فاعطنا ما لنا، فقال: لا ولكن تخرجون ولكم ما حملت الابل فلم يقبلوا ذلك، فبقوا أياما ثمّ قالوا: فنخرج ولنا ما حملت الإبل، فقال: لا ولكن تخرجون ولا يحمل أحد منكم شيئا، فمن وجدنا معه شيئا من ذلك قتلناه، فخرجوا على ذلك ووقع منهم قوم إلى فدك ووادي القرى وخرج قوم منهم إلى الشام، فأنزل الله فيهم( هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ) إلى قوله( فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ) وانزل الله عليه فيما عابوه من قطع النخل:( ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ ) إلى قوله( رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ) وأنزل الله عليه في عبد الله بن أبيّ وأصحابه( أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ ) إلى قوله( ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ ) ثمّ قال:( كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) يعنى بنى قينقاع «( قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ ) مقيم» ثمّ ضرب في عبد الله بن أبيّ وبنى النضير مثلا فقال:( كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ ) فيه زيادة أحرف لم تكن في رواية علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن أحمد بن ثابت عن أحمد بن ميثم عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبان بن عثمان عن أبي بصير في غزوة بنى النضير وزاد فيه فقال رسول الله للأنصار: إنْ شئتم دفعتها إلى المهاجرين، وان شئتم قسمتها بينكم وبينهم وتركتهم معهم قالوا: قد شئنا ان تقسمها فيهم فقسمها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين المهاجرين، ودفعهم عن الأنصار ولم يعط من الأنصار إلّا رجلين سهل بن حنيف وأبا دجانة فإنهما ذكرا حاجة.

٥ ـ وفيه عن الامام الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام حديث طويل يقول فيه ثمّ يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب، ويتبعهما بريحين شديدين فيحشر

٢٧٤

الناس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة، ويزلف المتقين وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الأرضين وفيها الفلق والسجين فتفرق الخلائق من عند الصخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها ومن وجب له النار دخلها، وذلك قوله:( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) .

٦ ـ في مجمع البيان: لاول الحشر اختلف في معناه، فقيل: كان جلائهم ذلك أول حشر اليهود إلى الشام، ثم يحشر الناس يوم القيمة إلى ارض الشام أيضا وذلك الحشر الثاني عن ابن عباس والزهري والجبائي، قال ابن عباس: قال لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : اخرجوا، قالوا: إلى اين؟ قال: إلى أرض المحشر.

٧ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات وقال في آية:( فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ) يعنى أرسل عليهم عذابا.

٨ ـ في مصباح الشريعة قال الصادقعليه‌السلام : ولا يصح الاعتبار إلّا لأهل الصفا والبصيرة قال الله تعالى:( فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ ) .

٩ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان أكثر عبادة أبي ذررحمه‌الله التفكر والاعتبار.

١٠ ـ في الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: العجوة أم التمر، وهي التي أنزلها اللهعزوجل من الجنة لادمعليه‌السلام ، وهو قول اللهعزوجل :( ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها ) يعنى العجوة.

١١ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : ان جميع ما بين السماء والأرض للهعزوجل ولرسوله ولأتباعهما من المؤمنين من أهل هذه الصفة

٢٧٥

فما كان من الدنيا في أيدى المشركين والكفار والظلمة والفجار من أهل الخلاف لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمولى عن طاعتهما، مما كان في أيديهم ظلموا فيه المؤمنين من أهل هذه الصفات وغلبوهم عليه مما أفاء الله على رسوله، فهو حقهم أفاء الله عليهم ورده إليهم وإنّما معنى الفيء كلّما صار إلى المشركين ثم رجع مما كان قد غلب عليه أو فيه، فما رجع إلى مكانه من قول أو فعل فقد فاء مثل قول اللهعزوجل : «فان فاءوا فان الله غفور رحيم» أي رجعوا ثم قال:( وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) وقال:( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أمْرِ اللهِ ) أي ترجع «فان فاءت» أي رجعت( فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) يعنى بقوله «تفيء» ترجع فدل الدليل على ان الفيء كل راجع إلى مكان قد كان عليه أو فيه، ويقال للشمس إذا زالت قد فاءت الشمس حين يفيء الفيء عند رجوع الشمس إلى زوالها، وكذلك ما أفاء الله على المؤمنين من الكفار فانما هي حقوق المؤمنين رجعت إليهم بعد ظلم الكفار إياهم.

١٢ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه: قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضاعليه‌السلام : فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا فأول ذلك قولهعزوجل إلى أن قال: والاية الخامسة قول الله تعالى:( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) خصوصية خصهم الله العزيز الجبار واصطفاهم على الامة، فلما نزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ادعوا إلى فاطمة، فدعيت له فقال: يا فاطمة قالت لبيك يا رسول الله، فقال: هذه فدك هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، وهي خاصة لك دون المسلمين، وقد جعلها لك لـما أمرنى الله به فخذيها لك ولولدك فهذه الخامسة.

١٣ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الأنفال ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب

٢٧٦

أو قوم صالحوا أو قوم أعطوا بأيديهم وكل ارض خربة وبطون الاودية فهو لرسول الله وهو للإمام من بعده يضعه حيث يشاء.

١٤ ـ علي بن محمد عن بعض أصحابنا أظنه السياري عن علي بن أسباط قال: لـمّا ورد أبو الحسن الموسىعليه‌السلام على المهدي رآه يرد المظالم فقال: يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد؟ فقال له وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال: إنّ الله تبارك وتعالى لـمّا فتح على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فدك وما والاها لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فأنزل الله على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) فلم يدر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من هم، فراجع في ذلك جبرئيل وراجع جبرئيلعليه‌السلام ربه فأوحى الله اليه: ان ادفع فدك إلى فاطمةعليها‌السلام فدعاها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال لها: يا فاطمة ان الله أمرني ان أدفع إليك فدك، فقال: قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك، فلم يزل وكلائها فيها حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلما ولّى أبو بكر اخرج منها وكلائها، فأتته وسئلته أن يردها عليها فقال لها ائتني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك، فجاءت أمير المؤمنينعليه‌السلام وأم أيمن، فشهدا لها فكتب لها بترك التعرض، فخرجت والكتاب معها فلقيها عمر، فقال: ما هذا معك يا بنت محمد؟ قالت: كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة، قال أرينيه فأبت فانتزعه من يدها ونظر فيه، ثم تفل فيه ومحاه وخرقه، وقال لها: هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب، فضعي الحبال(١) في رقابنا، فقال له المهدي: يا أبا الحسن حدها لي، قال: حد منها جبل أحد وحد منها عريش مصر، وحد، منها سيف البحر وحد منها دومة الجندل، فقال له: كل هذا؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين هذا كله ان هذا كله مما لم يوجف على أهله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بخيل ولا ركاب، فقال: كثير وانظر فيه.

__________________

(١) قال المجلسي (ره) في مرآة العقول: أي ضعى الحبال في رقابنا لترفعنا إلى حاكم قاله تحقيرا وتعجزيا، وقاله تفريعا على المحال بزعمه أي انك إذا أعطيت ذلك وضعت الحبل على رقابنا وجعلتنا عبيدا لك، أو انك إذا حكمت على ما لم يوجف عليها أبوك بأنها ملكك فاحكمى على رقابنا أيضا بالملكية، وفي بعض النسخ «الجبال» بالمعجمة أي ان قدرت على وضع الجبال على رقابنا فضعي.

٢٧٧

١٥ ـ في الخرائج والجرائح في روايات الخاصة ان أبا عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج في غزاة، فلما انصرف راجعا نزل في بعض الطريق فبينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يطعم والناس معه إذ أتاه جبرئيل فقال: يا محمد قم فاركب. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فركبت وجبرئيل معنى فطويت له الأرض كطي الثوب: حتى انتهى إلى فدك، فلما سمع أهل فدك وقع الخيل علموا ان عدوهم قد جائهم فغلقوا أبواب المدينة ودفعوا المفاتيح إلى عجوز لهم في بيت خارج من المدينة ولحقوا برؤس الجبال ؛ فأتى جبرئيل العجوز وأخذ المفاتيح ثم فتح أبواب المدينة ودار النبي في بيوتها وقراها، فقال جبرئيل: يا محمد انظر إلى ما خصك الله به وأعطاكه دون الناس وهو قوله( ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ ) وذلك قوله( فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ ) ولم يعرف المسلمون ولم يطئوها، ولكن الله أتاها على رسوله وطوف به جبرئيل في دورها وحيطانها وغلق الأبواب ودفع المفاتيح اليه، فجعلها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في غلاف سيفه، وهو معلق بالرحل ؛ ثم ركب وطويت له الأرض كطي السجل فأتاهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهم على مجالسهم ولم يتفرقوا، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قد انتهيت إلى فدك وانى قد أفاءها الله على، فغمز المنافقون بعضهم بعضا، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هذه مفاتيح فدك، ثم أخرجها من غلاف سيفه، ثم ركب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وركب الناس معه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦ ـ في أصول الكافي محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد قال: حدّثنا بعض أصحابنا رفع الحديث قال: الخمس من خمسة أشياء، إلى أن قال: وما كان في القرى من ميراث لا وارث له فهو له خاصة، وهو قولهعزوجل :( ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى ) .

١٧ ـ في تهذيب الأحكام عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال: سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: نحن والله الذين عنى الله بذي القربى الذين قرنهم الله بنفسه ونبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فقال :

٢٧٨

( ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ ) منا خاصة ولم يجعل لنا سهما في الصدقة، أكرم الله نبيه وأكرمنا أن يطعمنا أو ساخ ما في أيدي الناس.

١٨ ـ في مجمع البيان روى المنهال بن عمر عن علي بن الحسينعليه‌السلام قال: قلت: قوله:( وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) قال: هم قرباؤنا ومساكيننا وأبناء سبيلنا.

١٩ ـ وقال جميع الفقهاء: هم يتامى الناس عامة، وكذلك المساكين وأبناء السبيل وقد روى ذلك أيضا عنهمعليهم‌السلام .

٢٠ ـ وروى محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان أبي يقول: لنا سهم الرسول وسهم ذي القربى ونحن شركاء الناس فيما بقي، وقيل: ان مال الفيء للفقراء من قرابة الرسول وهم بنو هاشم وبنوا المطلب.

٢١ ـ وروى عن الصادقعليه‌السلام قال: نحن قوم فرض الله طاعتنا، ولنا الأنفال ولنا صفو المال.

٢٢ ـ في عيون الأخبار في باب ما كتبه الرضا للمأمون من محض الإسلام وشرايع الدين: والبرائة ممن نفى الأخيار وشردهم، وآوى الطرداء اللعناء وجعل الأموال دولة بين الأغنياء، واستعمل السفهاء مثل معاوية وعمرو بن العاص لعيني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والبراءة من أشياعهم والذين حاربوا أمير المؤمنينعليه‌السلام وقتلوا الأنصار والمهاجرين وأهل الفضل والصلاح من السابقين

٢٣ ـ في جوامع الجامع وقيل: الدولة اسم ما يتداول كالغرفة اسم ما يغترف، أي لكيلا يكون الفيء شيئا يتداوله الأغنياء بينهم ويتعاودونه، ومنه الحديث: اتخذوا عباد الله خولا(١) ومال الله دولا أي غلبة، من غلب منهم سلبه.

٢٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم عن أبي رحمة الله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: سمعته يقول: إذا بلغ آل أبي العاص ثلاثين صيروا مال الله دولا وكتاب الله دغلا وعباده خولا والفاسقين

__________________

(١) الخول جمع الخولي: العبيد والإماء وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحديث الآتي «دغلا» أي يخدعون الناس.

٢٧٩

حزبا والصالحين حربا.

٢٥ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى ياسر الخادم قال: قلت للرضاعليه‌السلام ما تقول في التفويض؟ قال: إنّ الله تبارك وتعالى فوض إلى نبيه أمر دينه فقال:( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ، فاما الخلق والرزق فلا، ثم قالعليه‌السلام : ان اللهعزوجل خالق كل شيء وهو يقول:( الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) .

٢٦ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى ابن عمر اليماني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل خلق الخلق فعلم ما هم صائرون اليه، وأمرهم ونهاهم ؛ فما أمر به من شيء فقد جعل لهم السبيل إلى الأخذ به، وما نهاهم عن شيء فقد جعل لهم السبيل إلى تركه، ولا يكونون آخذين ولا تاركين إلّا بإذن الله.

٢٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام انه قال: قد والله أوتينا ما أوتى سليمان وما لم يؤت سليمان، وما لم يؤت أحدا من الأنبياء، قال اللهعزوجل في قصة سليمان:( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) وقالعزوجل في قصة محمد:( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) .

٢٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي ظاهر عن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق النحوي قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فسمعته يقول: إنّ اللهعزوجل : أدب نبيه على محبته فقال:( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ثم فوض إليه فقالعزوجل ( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) وقالعزوجل :( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٩ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي إسحق قال: سمعت أبا جعفر يقول: ثم ذكره نحوه.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749