تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين5%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 357090 / تحميل: 4861
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة ان يقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة وسبح اسم ربك الأعلى، وفي صلوة الظهر بالجمعة والمنافقين، فاذا فعل ذلك فكأنما يعمل بعمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان جزائه وثوابه على الله الجنة.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأ سورة الجمعة اعطى عشر حسنات ؛ بعدد من أتى الجمعة وبعدد من لم يأتها في أمصار المسلمين.

٣ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : القرائة في الصلوة فيها شيء موقت؟ قال: لا إلّا الجمعة فانه يقرأ فيها الجمعة والمنافقين.

٤ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن منصور ابن حازم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ليس في القرائة موقت إلّا الجمعة يقرأ بالجمعة والمنافقين.

٥ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : اقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة و( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) ، وفي الفجر بسورة الجمعة و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، وفي الجمعة بالجمعة والمنافقين.

٦ ـ الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن أبي حمزة قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام بما أقرأ في صلوة الفجر في يوم الجمعة؟ قال: اقرأ في الاولى بسورة الجمعة. وفي الثانية بقل هو الله أحد، ثم اقنت حتى تكونا سواء.

٣٢١

٧ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن جميل عن محمد بن مسلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله أكرم بالجمعة المؤمنين فسنها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بشارة لهم، والمنافقين توبيخا للمنافقين ولا ينبغي تركها، فمن تركها متعمدا فلا صلاة له.

٨ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن القرائة في الجمعة إذا صليت وحدي أربعا أجهر بالقرائة؟ فقال: نعم. وقال: اقرأ بسورة الجمعة والمنافقين في يوم الجمعة.

٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أحدهماعليهما‌السلام في الرجل يريد ان يقرأ بسورة الجمعة في الجمعة فيقرأ قل هو الله أحد؟ قال: يرجع إلى سورة الجمعة.

وروى أيضا يتمها ركعتين ثم يستأنف.

١٠ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن عمر بن يزيد قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : من صلى الجمعة بغير الجمعة والمنافقين أعاد الصلوة في سفر أو حضر وروى لا بأس في السفر ان يقرأ بقل هو الله أحد.

١١ ـ في كتاب علل الشرائع أبي رضى الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام في حديث طويل يقول: اقرأ سورة الجمعة والمنافقين، فان قراءتهما سنة يوم الجمعة في الغداة والظهر والعصر ولا ينبغي لك أن تقرء بغيرهما في صلوة الظهر، يعنى الجمعة إماما كنت أو غير امام.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ) القدوس البريء من الآفات الموجبات للجهل.

١٣ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ومتى علمنا انه عزيز حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة، وان وجهها غير منكشف.

٣٢٢

١٤ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام قال: بعث اللهعزوجل محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله رحمة للعالمين في سبع وعشرين من رجب، فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهرا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ ) قال: الأميون الذين ليس معهم كتاب، قال: فحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ ) قال: كانوا يكتبون ولكن لم يكن معهم كتاب من عند الله، ولا بعث إليهم رسول، فنسبهم الله إلى الأميين.

١٦ ـ في بصائر الدرجات الحسين بن محمد عن أحمد بن هلال عن خلف بن حماد عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقرء ويكتب ويقرأ ما لم يكتب.

١٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى جعفر الصوفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر فقلت: يا ابن رسول الله لم سمى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الأمي؟ فقال: ما تقول الناس؟ قلت: يزعمون انه انما يسمى الأمي لأنه لم يحسن أن يكتب فقالعليه‌السلام : كذبوا عليهم لعنة الله، أني ذلك والله يقول:( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ ) فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن؟ والله لقد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقرء ويكتب باثنين وسبعين أو قال: بثلاث وسبعين لسانا، وإنّما سمى الأمي لأنه كان من أهل مكة ؛ ومكة من أمهات القرى، وذلك قول اللهعزوجل :( لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها ) .

١٨ ـ وباسناده إلى علي بن حسان وعلي بن أسباط وغيره رفعه عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت: ان الناس يزعمون ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكتب ولا يقرء فقال: كذبوا لعنهم الله أنّى يكون ذلك وقد قال اللهعزوجل :( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ ) فيكون يعلمهم

٣٢٣

الكتاب والحكمة وليس يحسن ان يقرء أو يكتب، قال: قلت: فلم سمى النبي الأمي؟ قال: نسب إلى مكة وذلك قولهعزوجل :( لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها ) فأم القرى مكة فقيل أمى لذلك.

١٩ ـ في أصول الكافي وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان عليٌّعليه‌السلام كثيرا ما يقول: اجتمع التيمي والعدويّ عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقرء انا أنزلناه بتخشع وبكاء، فيقولان: ما أشد رقتك لهذه السورة؟! فيقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لـما رأت عيني ووعى قلبي ولـما يرى قلب هذا من بعدي ؛ فيقولان: وما الذي رأيت وما الذي يرى؟ قال: فيكتب لهما في التراب:( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وآخرين منهم لـمّا يلحقوا بهم قال: دخلوا الإسلام بعدهم.

٢١ ـ في مجمع البيان( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ) وهم كل من بعد الصحابة إلى يوم القيامة إلى قوله: وقيل: هم الأعاجم ومن لا يتكلم بلغة العرب، فان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مبعوث إلى من شاهده والى من بعدهم من العجم والعرب، عن ابن عمر وسعيد بن جبير وروى ذلك عن أبي جعفرعليه‌السلام .

٢٢ ـ وروى ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قرأ هذه الآية فقيل له: من هؤلاء؟ فوضع يده على كتف سلمان وقال: لو كان الايمان في الثريا لنالته رجال من هؤلاء.

٢٣ ـ وروى محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم يرفعه قال: جاء الفقراء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا: يا رسول الله ان للأغنياء ما يتصدقون وليس لنا ما نتصدق؟ ولهم ما يحجون وليس لنا ما نحج؟ ولهم ما يعتقون وليس لنا ما نعتق؟ فقال: من كبر الله مأة مرة كان أفضل من عتق رقبة، ومن سبح الله مأة مرة كان أفضل من مأة فرس في سبيل الله بسرجها وبلجمها، ومن هلل الله مأة مرة كان أفضل الناس عملا في ذلك اليوم إلّا من زاد، فبلغ ذلك الأغنياء فقالوه ؛ فرجع الفقراء إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا: يا رسول الله قد بلغ ذلك الأغنياء ما قلت فصنعوا، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

٣٢٤

( ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ ) .

٢٤ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن المستورد النخعي عمن رواه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الملائكة الذين في السماء ليطلعون إلى الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمد قال: فيقول: أما ترون إلى هؤلاء في قلتهم وكثرة عدوهم يصفون فضل آل محمد؟ فتقول الطائفة الاخرى من الملائكة:( ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) .

٢٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم ضرب مثلا في بني إسرائيل فقال:( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً ) قال: الحمار يحمل الكتب ولا يعلم ما فيها ولا يعمل به كذلك بنو إسرائيل قد حملوا مثل الحمار لا يعلمون ما فيه ولا يعملون به وقوله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) قال: إنّ في التوراة مكتوب: أولياء الله يتمنون الموت.

٢٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابه عن الحسن بن علي بن أبي عثمان عن واصل عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاء رجل إلى أبي ذر فقال: يا أبا ذر ما لنا نكره الموت؟ فقال: لأنكم عمرتم الدنيا وخربتم الاخرة فتكرهون أن تنقلوا من عمران إلى خراب.

٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال:( إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ) قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ايها الناس كل امرء لاق في فراره ما منه يفر، والأجل مساق النفس إليه والهرب منه موافاته.

٢٨ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن محمد الأزدي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ) إلى قوله( تَعْمَلُونَ ) قال: تعد السنين ثم تعد الشهور ثم تعد الأيام ثم تعد الساعات ثم يعد النفس فاذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.

٣٢٥

٢٩ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وروى انه كان بالمدينة إذا اذن المؤذن يوم الجمعة نادى مناد: حرم البيع لقول اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ) .

٣٠ ـ في مجمع البيان وقرء عبد الله بن مسعود «فامضوا إلى ذكر الله» وروى ذلك عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وهو المروي عن أبي جعفرعليه‌السلام .

٣١ ـ في الكافي علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد عن المفضل بن الصالح عن جابر بن يزيد عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: قول اللهعزوجل :( فَاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللهِ ) قال: اعملوا وعجلوا فانه يوم مضيق على المسلمين، وثواب أعمال المسلمين على قدر ما ضيق عليهم، والحسنة والسيئة تضاعف فيه. قال: وقال أبو جعفرعليه‌السلام : والله لقد بلغني أن أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كانوا يتجهزون للجمعة يوم الخميس ؛ لأنه يوم مضيق على المسلمين.

٣٢ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن الحسن بن علان عن حماد بن عيسى وصفوان بن يحيى عن ربعي بن عبد الله عن فضيل بن يسار عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ من الأشياء أشياء موسعة وأشياء مضيقة، فالصلوات مما وسع فيه تقدم مرة وتؤخر اخرى، والجمعة مما ضيق فيها فان وقتها يوم الجمعة ساعة تزول، ووقت العصر فيها وقت الظهر في غيرها.

٣٣ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن موسى عن العباس بن معروف عن ابن أبي نجران عن أبي عبد الله عن أبي جعفرعليهما‌السلام قال: قال له رجل: كيف سميت الجمعة؟ قال: إنّ اللهعزوجل جمع فيها خلقه لولاية محمد ووصيه في الميثاق، فسماه يوم الجمعة لجمعه فيه خلقه.

٣٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا قمت إلى الصلوة إنشاء الله فأتها سعيا وليكن عليك السكينة والوقار، فما أدركت فصل وما سبقت فأتمه، فان اللهعزوجل يقول:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللهِ ) ومعنى فاسعوا هو الانكفاء.

٣٢٦

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( فَاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللهِ ) قال: الاسراع في المشي، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ) يقول: واسعوا أي امضوا ويقال: اسعوا اعملوا لها وهو قص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظفار والغسل ولبس أنظف الثياب وتطيب للجمعة فهو السعي، يقول الله:( وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ ) .

٣٦ ـ في مجمع البيان وفرض الجمعة لازم جميع المكلفين إلّا أصحاب الاعذار من السفر أو المرض أو العمى أو العرج أو ان يكون امرأة أو شيخا لا حراك به أو عبدا أو يكون على رأس أكثر من فرسخين من الجامع، وعند حصول هذه الشرائط لا تجب إلّا عند حضور السلطان العادل أو من نصبه السلطان للصلوة، والعدد يتكامل عند أهل البيتعليهم‌السلام بسبعة، والاختلاف بين الفقهاء في مسائل الجمعة كثير موضعه كتب الفقه.

٣٧ ـ في كتاب الخصال وعن علىٍّعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اطرقوا أهليكم في كل جمعة بشيء من الفاكهة واللحم حتى يفرحوا بالجمعة وكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا خرج في الصيف من بيت خرج يوم الخميس، وإذا أراد ان يدخل البيت في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة.

٣٨ ـ فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: وفي يوم الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلّا مات.

٣٩ ـ عن محمد بن رباح القلا قال: رأيت أبا إبراهيمعليه‌السلام يحتجم يوم الجمعة فقلت: جعلت فداك تحتجم يوم الجمعة؟ قال: اقرأ آية الكرسي فاذا هاج بك الدم ليلا كان أو نهارا اقرأ آية الكرسي واحتجم.

٤٠ ـ عن الصقر بن أبي دلف الكرخي قال: قلت لأبي الحسن العسكريعليه‌السلام حديث يروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا اعرف معناه؟ قال: وما هو؟ قلت: قوله: لا تعادوا الأيام فتعاديكم ما معناه؟ قال: نعم، الأيام نحن ما قامت السموات والأرض

٣٢٧

فالسبت اسم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . والأحد كناية عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والاثنين الحسن والحسين، والثلثاء علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد، والأربعاء موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وانا، والخميس إبني الحسن بن على، والجمعة ابن إبني واليه تجمع عصابة الحق، وهو الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، فهذا معنى الأيام. فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الاخرة.

٤١ ـ في الكافي أحمد بن الحسين عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يستحب إذا دخل وإذا خرج في الشتاء ان يكون ذلك في ليلة الجمعة.

٤٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم في قوله:( فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ ) يعنى إذا فرغ من الصلوة( فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ ) قال: يوم السبت.

٤٣ ـ في مجمع البيان وروى أنس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في قوله:( فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ ) الآية ليست بطلب الدنيا، ولكن عيادة مريض وحضور جنازة وزيارة أخ في الله.

٤٤ ـ وروى عمر بن يزيد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إني لا ركب في الحاجة التي كفاها الله ما أركب فيها إلّا التماس أن يراني الله أضحى في طلب الحلال ؛ أما تسمع قول الله عز اسمه:( فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ ) أرأيت لو أن رجلا دخل بيتا وطين عليه بابه، ثم قال: رزقي ينزل على أكان يكون هذا؟ اما انه أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم، قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: رجل تكون عنده المرأة فيدعو عليها فلا يستجاب له ؛ لان عصمتها في يده لو شاء أن يخلى سبيلها، والرجل يكون له الحق على الرجل فلا يشهد عليه فيجحده حقه فيدعو عليه فلا يستجاب، لأنه ترك ما أمر به، والرجل يكون عنده الشيء فيجلس في بيته فلا ينتشر ولا يطلب ولا يلتمس حتى يأكله ثم يدعو فلا يستجاب له.

٣٢٨

٤٥ ـ وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: الصلوة يوم الجمعة والانتشار يوم السبت.

٤٦ ـ في محاسن البرقي عنه عن عثمان بن عيسى عن عبد الله بن سنان وأبى أيوب الخزاز قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ ) قال: الصلوة يوم الجمعة والانتشار يوم السبت.

وقال: السبت لنا والأحد لبني امية.

٤٧ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار المجموعة وباسناده عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام قال: السبت لنا والأحد لشيعتنا والاثنين لبني امية، والثلثاء لشيعتهم، والأربعاء لبني العباس والخميس لشيعتهم، والجمعة لساير الناس جميعا وليس فيه سفر، قال الله تعالى:( فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ ) يعنى يوم السبت.

٤٨ ـ في الكافي الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن علي بن مهزيار عن جعفر بن محمد الهاشمي عن أبي حفص العطار شيخ من أهل المدينة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا صلى أحدكم المكتوبة وخرج من المسجد فليقف بباب المسجد ثم ليقل: أللّهم دعوتني فأجبت دعوتك وصليت مكتوبك وانتشرت في أرضاك كما أمرتنى فأسئلك من فضلك العمل بطاعتك واجتناب سخطك والكفاف في الرزق برحمتك.

٤٩ ـ في مجمع البيان:( وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً ) أي اذكروه على إحسانه إلى قوله: وقيل معناه: اذكروا الله في تجاراتكم وأسواقكم كما روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: من ذكر الله مخلصا في السوق عند غفلة الناس وشغلهم بما هم فيه كتب الله له ألف حسنة ويغفر الله له يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر، لعلكم تفلحون أي لتفلحوا وتفوزوا بثواب النعيم، علق سبحانه الفلاح بالقيام بما تقدم ذكره من أعمال الجمعة وغيرها.

٣٢٩

٥٠ ـ وصح الحديث عن أبي ذر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من اغتسل يوم الجمعة فأحسن غسله ولبس صالح ثيابه، ومس من طيب بيته أو دهنه، ثم لم يفرق بين اثنين غفر الله له ما بينه وبين الجمعة الاخرى وزيادة ثلاثة أيام بعدها أورده البخاري في الصحيح.

٥١ ـ وروى سلمان التيمي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ للهعزوجل في كل جمعة ستمائة الف عتيق من النار كلهم قد استوجب النار.

٥٢ ـ وفيه قال جابر بن عبد الله: أقبل عير ونحن نصلي مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فانقض الناس إليها فما بقي غير اثنى عشر رجلا انا فيهم فنزلت الآية( وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً ) وقال الحسن وابو مالك: أصاب أهل المدينة جوع وغلاء سعر، فقدم دحية ابن خليفة بتجارة زيت من الشام والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخطب يوم الجمعة ؛ فلما رأوه قاموا إليه بالبقيع وخشية ان يسبقوا اليه، فلم يبق مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلّا رهط فنزلت الآية فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والذي نفسي بيده لو انه تتابعتكم حتى لا يبقى أحد منكم لسال بكم الوادي نارا.

٥٣ ـ في عوالي اللئالى وروى مقاتل بن سليمان قال: بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب يوم الجمعة إذا قدم دحية الكلبي من الشام بتجارة، وكان إذا قدم لم يبق في المدينة عاتق إلّا أتته(١) وكان يقدم إذا قدم بكل ما يحتاج إليه الناس من دقيق وبر وغيره، ثم ضرب الطبل ليؤذن الناس بقدومه، فيخرج الناس فيبتاعوا منه، فقدم ذات جمعة وكان قبل ان يسلم ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب على المنبر، فخرج الناس فلم يبق في المسجد الاثنى عشر، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لو لا هؤلاء لسومت عليهم الحجارة من السماء وانزل الله الآية في سورة الجمعة.

٥٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها ) قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلّي بالناس يوم الجمعة و

__________________

(١) العاتق: الجارية أول ما أدركت أو التي بين الإدراك والتعنيس سميت بذلك لأنها عتقت عن خدمة أبويها ولم يدركها زوج بعد.

٣٣٠

دخلت ميرة(١) وبين يديها قوم يضربون بالدفوف والملاهي، فترك الناس الصلوة ومروا ينظرون إليهم، فأنزل الله:( وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها ) إلى قوله( وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) .

أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير انه سئل عن الجمعة كيف يخطب الامام؟ قال: يخطب قائما فان الله يقول: وتركوك قائما.

٥٥ ـ وعنه عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي أيوب عن أبي يعفور(٢) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نزلت: «( وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً ) انصرفوا( إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ ) يعنى للذين اتقوا( وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) .

٥٦ ـ في مجمع البيان( انْفَضُّوا ) أي تفرقوا وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: انصرفوا إليها وتركوك قائما تخطب على المنبر، قال جابر بن سمرة: ما رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخطب إلّا وهو قائم فمن حدّثك انه خطب وهو جالس فكذبه.

وسئل عبد الله بن مسعود كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب قائما؟ فقال: أما تقرأ( وَتَرَكُوكَ قائِماً ) .

٥٧ ـ في كتاب الخصال فيما أوصى به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله علياعليه‌السلام : يا عليُّ ثلاث يقسين القلب: استماع اللهو وطلب الصيد وإتيان باب السلطان.

٥٨ ـ عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أربع خصال يفسدن القلب وينبتن النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر: استماع اللهو، والبذاء(٣)

__________________

(١) الميرة: الطعام يدخره الإنسان.

(٢) كذا في الأصل وتوافقه المصدر لكن في نسخة البرهان «عن ابن أبي يعفور» وهو الصحيح.

(٣) البذاء: الفحش في القول.

٣٣١

وإتيان باب السلطان وطلب الصيد.

٥٩ ـ عن زرارة بن أعين عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لهو المؤمن في ثلاثة أشياء: التمتع في النساء ومفاكهة الاخوان والصلوة بالليل.

٦٠ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر أخلاق الرضاعليه‌السلام ووصف عبادته: وكان يقرء في سورة الجمعة: «( قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ ) للذين اتقوا( وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ في ليلة بالجمعة، بالجمعة وسبح اسم ربك الأعلى. وفي صلوة الظهر بالجمعة والمنافقين، فاذا فعل ذلك فكأنما يعمل بعمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان جزاؤه وثوابه على الله الجنة.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرء سورة المنافقين برىء من النفاق.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ ) قال: نزلت في غزوة المريسيع(١) وهي غزوة المصطلق في سنة خمس من الهجرة، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج إليها فلما رجع منها نزل على بئر وكان الماء قليلا فيها، وكان أنس بن سيار حليف الأنصار، وكان جهجاه بن سعيد الغفاري أجيرا لعمر بن الخطاب فاجتمعوا على البئر فتعلق دلو سيار(٢) بدلو جهجاه فقال سيار دلوي، وقال جهجاه: دلوي. فضرب جهجاه على وجه سيار فسال منه الدم. فنادى سيار

__________________

(١) قال الفيروزآبادي: المريسيع مصغر مرسوع: بئر أو ماء لخزاعة على يوم من الفرع واليه تضاف غزوة بنى المصطلق.

(٢) كذا في الأصل والصحيح كما في المصدر «ابن سيار» وكذا فيما يأتى.

٣٣٢

بالخزرج ونادى جهجاه بقريش، وأخذ الناس السلاح وكاد أن تقع الفتنة فسمع عبد الله بن أبي النداء فقال: ما هذا؟ فأخبروه بالخبر، فغضب غضبا شديدا ثم قال: قد كنت كارها لهذا المسير أني لأذل العرب ما ظننت أني أبقى إلى ان اسمع مثل هذا فلا يكن عندي تغيير، ثم أقبل على أصحابه فقال: هذا عملكم أنزلتموهم منازلكم، وواسيتموهم بأموالكم ووقيتموهم بأنفسكم، وأبرزتم نحوركم للقتل فأرمل نساؤكم(١) وأيتم صبيانكم ولو أخرجتموهم لكانوا عيالا على غيركم، ثمّ قال:( لَئِنْ رَجَعْنا إلى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ) وكان في القول زيد بن أرقم وكان غلاما قد راهق، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في ظل شجرة في وقت الهاجرة(٢) وعنده قوم من أصحابه من المهاجرين والأنصار، فجاء زيد فأخبره بما قال عبد الله بن أبي، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لعلّك وهمت يا غلام؟ قال: لا والله ما وهمت، قال: فلعلك غضبت عليه؟ قال: لا والله ما غضبت عليه، قال: فلعلّه سفه عليك؟ فقال: لا والله، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لشقران مولاه: احدج،(٣) فأحدج راحلته وركب وتسامع الناس بذلك ؛ فقالوا: ما كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ليرحل في مثل هذا الوقت، فرحل الناس ولحقه سعد بن عبادة فقال: السّلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال: وعليك السّلام فقال: ما كنت لترحل في مثل هذا الوقت؟ فقال: أو ما سمعت قولا قال صاحبكم؟ قالوا: وأيُّ صاحب لنا غيرك يا رسول الله؟ قال: عبد الله بن أبي زعم انه إنْ رجع إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل؟ فقال: يا رسول الله فانك وأصحابك الأعزّ وهو وأصحابه الأذل، فسار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يومه كلّه لا يكلّمه أحد، فأقبلت الخزرج على عبد الله بن أبي يعذلونه(٤) فحلف عبد الله أنّه لم يقل شيئا من

__________________

(١) أرملت المرأة: مات عنها زوجها.

(٢) الهاجرة: مؤنث الهاجر: نصف النهار في القيظ، أو من عند زوال الشمس إلى العصر، لان الناس يسكنون في بيوتهم كأنهم هاجروا.

(٣) الحدج: شد الأحمال وتوثيقها.

(٤) العذل: الملامة كالتعذيل.

٣٣٣

ذلك، فقالوا: فقم بنا إلى رسول الله حتى تعتذر اليه، فلوى عنقه ؛ فلما جنَّ الليل سار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ليله كلّه والنهار فلم ينزلوا إلّا للصلوة، فلما كان من الغد نزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونزل أصحابه وقد أمهدهم الأرض(١) من السفر الذي أصابهم فجاء عبد الله بن أبي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فحلف عبد الله له انه لم يقل ذلك وانه يشهد انْ لا إله إلّا الله و( إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ ) ، وإنّ زيدا قد كذب عليَّ، فقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منه وأقبلت الخزرج على زيد بن أرقم يشتمونه ويقولون له: كذبت على عبد الله سيدنا فلما رحل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان زيد معه يقول: أللّهم انك لتعلم أني لم أكذّب على عبد الله بن أبي، فما سار إلّا قليلا حتى أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما كان يأخذه من البرحاء(٢) عند نزول الوحي، فثقل حتى كادت ناقته أن تبرك من ثقل الوحي فسرى عن رسول الله وهو يسكب العرق عن جبهته(٣) ثمّ أخذ بإذن زيد بن أرقم فرفعه من الرحل ثم قال: يا غلام صدق قولك ووعى قلبك وأنزل الله فيما قلت قرآنا، فلما نزل جمع أصحابه وقرأ عليهم سورة المنافقين:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ) إلى قوله:( وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ) ففضح الله عبد الله بن أبي.

٤ ـ حدّثنا أحمد بن ثابت قال: حدّثنا أحمد بن ميثم عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبان بن عثمان قال: سار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوما وليلة ومن الغد حتى ارتفع الضحى، فنزل ونزل الناس، فرموا بأنفسهم نيام، وإنّما أراد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يكف الناس عن الكلام، قال: وان ولد عبد الله بن أبي أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا رسول الله ان كنت عزمت على قتله فمرني ان أكون أنا الذي أحمل

__________________

(١) أمهدهم الأرض أي صارت لهم مهادا فلما وقعوا عليها ناموا.

(٢) البرحاء: الشدة والأذى.

(٣) سكب الماء: صبه. وفي البحار يسلت بدل يسكب وهو من سلت الخضاب عن يده مسحه وألقاه.

٣٣٤

إليك رأسه، فو الله لقد علمت الأوس والخزرج انى أبر هم ولدا بوالدي فإنّي أخاف ان تأمر غيري فيقتله فلا تطيب نفسي ان انظر إلى قاتل عبد الله فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بل يحسن لك صحابته ما دام معنا.

٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن أبي بصير قال: قال طاوس اليماني لأبي جعفرعليه‌السلام : أخبرني عن قوم شهدوا شهادة الحق وكانوا كاذبين قال: المنافقون حين قالوا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ ) فأنزل اللهعزوجل :( إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ ) .

٦ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي قال: قلت له: ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا قال: إنّ الله تبارك وتعالى سمى من لم يتبع رسوله في ولاية وصية منافقين، وجعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمدا، وأنزل بذلك قرآنا فقال: يا محمد إذا جاءك المنافقون بولاية وصيك( قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ ) بولاية على( لَكاذِبُونَ، اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) والسبيل هو الوصي( إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ) برسالتك وكفروا بولاية وصيك فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون، قلت: ما معنى لا يفقهون؟ قال: يقول: لا يعقلون نبوتك.

٧ ـ وفي أصول الكافي باسناده إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وإنّما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس، رجل منافق يظهر الايمان متصنع بالإسلام لا يتأثم ولا يتحرج أن يكذب على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله متعمدا، فلو علم الناس انه منافق كذاب لم يقبلوا منه ولم يصدق، ولكنهم قالوا: هذا قد صحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ورآه وسمع منه وأخذوا عنه وهم لا يعرفون حاله، وقد أخبر الله تعالى عن المنافقين بما أخبره ووصفهم بما وصفهم، فقالعزوجل :( وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ) ثم بقوا بعدهم فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة الى

٣٣٥

النار بالزور والكذب والبهتان، فولوهم الأعمال وحملوهم على رقاب الناس وأكلوا بهم الدنيا، وإنّما الناس مع الملوك والدنيا إلّا من عصم الله فهذا أحد الاربعة.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ) يقول: لا يسمعون ولا يعقلون( يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ) يعنى كل صوت( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) فلما أنبأ الله رسوله وعرفه خبرهم مشى إليهم عشائرهم(١) وقالوا: لقد افتضحتم ويلكم.

فأتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يستغفر لكم فلووا رؤسهم وزهدوا في الاستغفار يقول الله:( وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ) .

أقول: قد تقدم في أول السورة في بيان شأن النزول(٢) بيان لقولهعزوجل : «لووا رؤسهم».

٩ ـ في أصول الكافي متصل بقوله: لا يعقلون نبوتك، قلت:( إِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ ) قال: وإذا قيل لهم ارجعوا إلى ولاية عليٍّ يستغفر لكم النبي من ذنوبكم( لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ ) قال الله: «ورأيتهم يصدون عن ولاية عليٍّ وهم مستكبرون عليه» ثم عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال:( سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ ) يقول: الظالمين لوصيك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

أقول: قد تقدم في أول السورة في بيان شأن النزول(٣) بيان لقولهعزوجل :( يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إلى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ ) .

١٠ ـ في الكافي باسناده إلى الحسن الأحمسي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله تعالى فوض إلى المؤمن أموره كلها، ولم يفوض إليه ان يكون ذليلا، اما

__________________

(١) وفي المصدر «فلما نعمتهم الله لرسوله وعرفه مسائتهم إليهم والى عشائرهم اه» ولكن الظاهر هو المختار في الكتاب.

(٢ و ٣) مر في حديث تفسير القمّي (ره) تحت رقم (٣)

٣٣٦

تسمع قول الله تعالى:( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا، ثم قال: المؤمن أعز من الجبل، ان الجبل يستفل منه بالمعاول(١) والمؤمن لا يستفل من دينه شيء.

١١ ـ وباسناده إلى سماعة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان الله سبحانه وتعالى فوض إلى المؤمن أموره كلها، ولم يفوض إليه أن يذل نفسه ألم تسمع لقول الله تعالى:( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) فالمؤمن ينبغي أن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا يعزه الله بالايمان والإسلام.

١٢ ـ وباسناده إلى داود الرقى قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قيل له: وكيف يذل نفسه؟ قال: يتعرض لـما لايطيق.

١٣ ـ وباسناده إلى مفضل بن عمر قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لا ينبغي للمؤمنين ان يذل نفسه، قلت: بما يذل نفسه؟ قال: يدخل فيما يعتذر منه.

١٤ ـ وبإسناد له آخر إلى سماعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى فوض إلى المؤمن أموره كلها ولم يفوض إليه ان يذل نفسه الم تر قول الله سبحانه وتعالى هاهنا:( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) والمؤمن ينبغي أن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا.

١٥ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وقيل للحسن بن عليعليهما‌السلام : ان فيك عظمة؟ قال: بل في عزة، قال الله تعالى: «( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) .

١٦ ـ في كتاب الخصال عن عبد المؤمن الأنصاري قال: إنّ اللهعزوجل أعطى المؤمن ثلاث خصال: العز في الدنيا في دينه ؛ والفلاح في الاخرة، والمهابة في صدور العالمين.

١٧ ـ عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الله أعطى المؤمن ثلاث خصال: العزة في الدنيا، والفلاح في الاخرة، والمهابة في قلوب الظالمين، ثم قرأ:( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) وقرء:( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) إلى قوله:( هُمْ فِيها خالِدُونَ )

__________________

(١) الغل، الثلم، والمعاول جمع المعول: أداة الحفر الأرض.

٣٣٧

١٨ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: شرف المؤمن صلوته بالليل، وعزه كف الأذى عن الناس.

١٩ ـ عن معاوية بن وهب قال: راني أبو عبد اللهعليه‌السلام وانا احمل بقلا، فقال: انه يكره للرجل السري(١) ان يحمل الشيء الدني فيجترأ عليه.

٢٠ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وسئل عن قول الله تعالى:( فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ) قال: اصدق من الصدقة، وأكن من الصالحين أحج.

٢١ ـ في مجمع البيان عن ابن عباس قال: ما من أحد يموت وكان له مال فلم يؤد زكوته، وأطاق الحج فلم يحج إلّا سأل الرجعة عند الموت، قالوا: يا ابن عباس اتق الله فانما نرى هذا الكافر يسأل الرجعة؟ فقال: أنا اقرأ به عليكم قرآنا ثم قرء هذه الآية إلى قوله:( مِنَ الصَّالِحِينَ ) قال: الصلاح هنا الحج، وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٢٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله:( وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها ) قال: إنّ عند الله كتبا موقوفة يقدم منها ما يشاء، ويؤخر ما يشاء فاذا كان ليلة القدر أنزل الله فيها كل شيء يكون إلى مثلها(٢) فذلك قوله:( وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها ) إذ أنزله الله وكتبه كتاب السموات وهو الذي لا يؤخره.

__________________

(١) السري: السيد الشريف السخي.

(٢) وفي المصدر «الى ليلة مثلها».

٣٣٨

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء سورة التغابن في فريضة كانت شفيعة له يوم القيامة وشاهد عدل عند من يجيز شهادتها ثم لا تفارقه حتى يدخل الجنة.

٢ ـ وباسناده عن جابر قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: من قرأ بالمسبحات كلها قبل أن ينام لم يمت حتى يدرك القائم، وان مات كان في جوار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٣ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأ سورة التغابن دفع الله عنه موت الفجاءة.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ) قال: هذه الآية خاصة في المؤمنين والكافرين.

حدثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال: سألت الصادقعليه‌السلام عن قوله:( فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ) فقال: عرف اللهعزوجل ايمانهم بولايتنا وكفر هم بتركها.

٥ ـ في مجمع البيان ولا يجوز حمله على أن الله سبحانه خلقهم مؤمنين وكافرين لأنه لم يقل كذلك بل أضاف الكفر والايمان إليهم والى فعلهم.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كل مولود يولد على الفطرة تمام الخبر، وقال الصادقعليه‌السلام حكاية عن الله سبحانه.

خلقت عبادي كلهم حنفاء، ونحو ذلك من الأخبار كثير.

٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله:( فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ) فقال: عرف الله ايمانهم بولايتنا وكفرهم بها يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم صلى الله عليه وهم ذر.

٣٣٩

٧ ـ على عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن الفضيل قال قال أبو جعفرعليه‌السلام حبنا ايمان وبغضنا كفر.

٨ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت أصلحك الله ما تأمرنى انطلق فأتزوج بأمرك فقال لي: ان كنت فاعلا فعليك بالبلهاء من النساء، قلت: وما البلهاء؟ قال: ذوات الخدور العفائف، فقلت: من هي على دين سالم بن أبي حنيفة؟ قال: لا فقلت: من هي على دين ربيعة الرأى(١) فقال: لا ولكن العواتق اللواتي لا ينصبن كفرا ولا يعرفن ما تعرفون، قلت: وهل تعدو أن تكون مؤمنة أو كافرة؟ فقال: تصوم وتصلى وتتقى الله ولا تدري ما أمركم فقلت: قد قال اللهعزوجل : «و( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ) لا والله لا يكون أحد من الناس ليس بمؤمن ولا كافر قال: فقال: أبو جعفرعليه‌السلام : قول الله اصدق من قولك. يا زرارة أرأيت قول اللهعزوجل :( خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ) قال: فلما قال عسى قلت: ما هم إلّا مؤمنين أو كافرين قال: فقال ما تقول في قولهعزوجل :( إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً ) إلى الايمان فقلت: ما هم إلّا مؤمنين أو كافرين، فقال: والله ما هم بمؤمنين ولا كافرين، ثمّ أقبل عليَّ فقال: ما تقول في أصحاب الأعراف؟ فقلت: ما هم إلّا مؤمنين أو كافرين ان دخلوا الجنة فهم مؤمنون وان دخلوا النار فهم كافرون، فقال: والله ما هم بمؤمنين ولا كافرين ولو كانوا مؤمنين لدخلوا الجنة كما دخلها المؤمنون، ولو كانوا كافرين لدخلوا النار كما دخلها الكافرون، ولكنهم قد استوت حسناتهم وسيئاتهم فقصرت بهم الأعمال، وانهم لكما قال اللهعزوجل ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن سليم مولى طربال قال: حدّثني هشام عن حمزة بن الطيار قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : الناس على ستة

__________________

(١) سالم بن أبي حفصة من رؤساء الزيدية لعنه الصادق (عليه السلام) وكذبه وكفره. وربيعة الرأى من فقهاء العامة.

٣٤٠

أصناف قال: قلت تأذن لي ان أكتبها؟ قال: نعم قلت: ما اكتب؟ قال: أكتب أهل الوعيد من أهل الجنة وأهل النار، «و( آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً ) قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: وحشى منهم، قال: واكتب و( آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ) قال: واكتب( إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً ) إلى الكفر ولا يهتدون سبيلا إلى الايمان،( فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ ) ، قال ؛ واكتب أصحاب الأعراف. قال: قلت: وما أصحاب الأعراف؟ قال: قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فان أدخلهم النار فبذنوبهم، وان أدخلهم الجنة فبرحمته.

١٠ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن حماد عن حمزة بن الطيار قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : الناس على ستة فرق: يؤلون كلهم إلى ثلاث فرق: الايمان والكفر والضلال وهم أهل الوعيد الذين وعدهم الله الجنة والنار، المؤمنون والكافرون والمستضعفون والمرجون لأمر الله اما يعذبهم وإمّا يتوب عليهم، والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، وأهل الأعراف.

١١ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن بعض أصحابه عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن المستضعف فقال: هو الذي لا يهتدى حيلة إلى الكفر فيكفر، ولا يهتدى سبيلا إلى الايمان، لا يستطيع أن يؤمن ولا يستطيع ان يكفر، فهم الصبيان ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان مرفوع القلم.

١٢ ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم بن معاوية ومحمد بن يحيى عن العمركي بن علي جميعا عن علي بن جعفر عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان اللهعزوجل خلقنا فأحسن خلقنا وصورنا فأحسن صورنا وجعلنا خزائنه(١) في سمائه وأرضه ولنا نطقت الشجرة وبعبادتنا عبد اللهعزوجل ، ولولانا ما عبد الله.

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد

__________________

(١) كذا في الأصل وفي المصدر «خزانة» مكان «خزائنه».

٣٤١

ابن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه عن حمزة بن ربيع عن علي بن سويد السائي قال: سألت العبد الصالح عن قول الله:( ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ ) قال: البينات هم الائمةعليهم‌السلام .

١٤ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن مرداس قال: حدّثنا صفوان بن يحيى والحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن أبي خالد الكابلي قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ) فقال: يا أبا خالد النور والله الائمة من آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى يوم القيامة، وهم والله نور الله الذي أنزل، وهم والله نور الله في السماوات وفي الأرض، والله يا أبا خالد لنور الامام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار. وهم والله ينورون قلوب المؤمنين ويحجب اللهعزوجل نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم ؛ والله يا أبا خالد لا يحبنا عبد ويتولانا حتى يطهر الله قلبه، ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا ويكون سلما لنا، فاذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر.

١٥ ـ أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن علي بن أسباط والحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن أبي خالد الكابلي قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ) فقال: يا أبا خالد النور والله الائمةعليهم‌السلام ، يا أبا خالد لنور الامام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار، وهم الذين ينورون قلوب المؤمنين ويحجب الله نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم ويغشاهم بها.

١٦ ـ أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبيد الله عن محمد بن الحسن وموسى بن عمر عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: والامامة هي النور، وذلك قول اللهعزوجل :( فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ) قال: النور هو الامام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٧ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى جعفر بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام

٣٤٢

قال: يوم التغابن يوم يغبن أهل الجنة أهل النار.

١٨ ـ في مجمع البيان وقد روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تفسير هذا قوله: ما من عبد مؤمن يدخل الجنة إلّا ارى مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا، وما من عبد يدخل النار إلّا ارى مقعده من الجنة لو أحسن ليزداد حسرة.

١٩ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ القلب ليرجح(١) فيما بين الصدور الحنجرة حتى يعقد على الايمان، فاذا عقد على الايمان قر، وذلك قول اللهعزوجل :( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) .

في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن ابن سنان عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثل ما في الأصول سواء.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام ( إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) وذلك ان الرجل كان إذا أراد الهجرة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تعلق به ابنه وامرأته، وقالوا: ننشدك الله أن تذهب عنا وتدعنا فنضيع بعدك، فمنهم من يطيع أهله فيقيم، فحذرهم الله أبناءهم ونساءهم ونهاهم عن طاعتهم، ومنهم من يمضى ويذرهم، ويقول الله: اما والله لئن لم تهاجروا معى لم يجمع الله بيني وبينكم في دار الهجرة لا أنفعكم بشيء أبدا، فلما جمع الله بينه وبينهم امره الله ان يحسن إليهم ويصلهم، فقال:( وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .

٢١ ـ في نهج البلاغة وقالعليه‌السلام : لا يقولن أحدكم: أللّهم انى أعوذ بك من الفتنة لأنه ليس أحد إلّا وهو مشتمل على فتنة، ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلات الفتن، فان الله سبحانه يقول:( وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) .

٢٢ ـ في مجمع البيان وروى عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب فجاء الحسن والحسينعليهما‌السلام عليهما قميصان أحمران

__________________

(١) الرج: التحريك والتحرك: والرجرجة: الاضطراب.

٣٤٣

يمشيان ويعثران، فنزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إليهما فأخذهما فوضعهما في حجره على المنبر، وقال: صدق الله( إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما ثم أخذ في خطبته.

قال عز من قائل:( فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا ) .

٢٣ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى سهل بن محمد المصيصي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن عليعليهم‌السلام قال: لا يكون العبد فاعلا ولا متحركا إلّا والاستطاعة معه من اللهعزوجل ، وإنّما وقع التكليف من الله تبارك وتعالى بعد الاستطاعة ولا يكون مكلفا للفعل إلّا مستطيعا.

٢٤ ـ حدّثنا أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عمن رواه من أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: لا يكون العبد فاعلا إلّا وهو مستطيع، وقد يكون مستطيعا غير فاعل، ولا يكون فاعلا حتى يكون معه الاستطاعة.

٢٥ ـ حدّثنا أبي رضى الله عنه قال حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما كلف الله العباد كلفة فعل، ولأنهم عن شيء حتى جعل لهم الاستطاعة ثم أمرهم ونهاهم، فلا يكون العبد آخذا ولا تاركا إلّا باستطاعة متقدمة قبل الأمر والنهى، وقبل الأخذ والترك، وقبل القبض والبسط.

٢٦ ـ حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه: قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: لا يكون من العبد قبض ولا بسط إلّا باستطاعة متقدمة للقبض والبسط.

٢٧ ـ حدّثنا أبي رضى الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين عن أبي سعيد المحاملي وصفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول وعنده قوم يتناظرون في الأفاعيل والحركات

٣٤٤

فقال الاستطاعة قبل الفعل، لم يأمر اللهعزوجل بقبض ولا بسط إلّا والعبد لذلك مستطيع.

٢٨ ـ حدّثنا أبي رضى الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن مروك ابن عبيد عن عمرو ورجل من أصحابنا عمن سأل أبا عبد اللهعليه‌السلام فقال لي ان لي أهل بيت قدرية يقولون: نستطيع أن نعمل كذا وكذا ونستطيع ان لا نعمل؟ قال: فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قل له هل تستطيع أن لا تذكر ما تكره، وان لا تنسى ما تحب؟ فان قال: لا، فقد ترك قوله، وان قال: نعم فلا تكلمه أبدا فقد ادعى الربوبية.

٢٩ ـ حدّثنا أبي رضى الله عنه قال: حدّثنا سعيد بن عبد الله قال: حدّثنا أبو الخير صالح بن أبي حماد قال: حدّثني أبو خالد السجستاني عن علي بن يقطين عن أبي إبراهيم قال: مر أمير المؤمنينعليه‌السلام بجماعة بالكوفة وهم يختصمون في القدر، فقال لمتكلمهم: أبا لله تستطيع أم مع الله أم من دون الله تستطيع؟ فلم يدر ما يرد عليه، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ان زعمت انك بالله تستطيع فليس لك من الأمر شيء، وان زعمت انك مع الله تستطيع فقد زعمت انك شريك معه في ملكه، وان زعمت انك من دون الله تستطيع فقد ادعيت الربوبية من دون اللهعزوجل ، فقال يا أمير المؤمنين لا بل بالله أستطيع، فقال: اما انك لو قلت غير هذا لضربت عنقك.

٣٠ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن الحسن زعلان عن أبي طالب القمّي عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: أجبر الله العباد على المعاصي قال: لا، قلت: ففوض إليهم الأمر؟ قال: لا ؛ قلت: فما ذا؟ قال: لطف من ربك بين ذلك.

٣١ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن غير واحد عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام قال: إنّ الله أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب ثم يعذبهم عليها، والله أعز من أن يريد أمرا فلا يكون، قال :

٣٤٥

فسئلاعليهما‌السلام هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة؟ قالا: نعم أوسع مما بين السماء والأرض.

٣٢ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن صالح بن سهل عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سئل عن الجبر والقدر، فقال: لا جبر ولا قدر ولكن منزلة بينهما فيها الحق التي بينهما، لا يعلمها إلّا العالم أو من علمها إياه العالم.

٣٣ ـ علي بن إبراهيم عن محمد عن يونس عن عدة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال له رجل: جعلت فداك أجبر الله العباد على المعاصي؟ قال: الله أعدل من ان يجبرهم على المعاصي ثم يعذبهم عليها، فقال له: جعلت فداك ففوض الله إلى العباد؟ قال: فقال: لو فوض إليهم لم يحصرهم بالأمر والنهى، فقال له: جعلت فداك فبينهما منزلة؟ قال: فقال نعم أوسع ما بين السماء إلى الأرض(١) .

٣٤ ـ محمد بن يحيى وعلي بن إبراهيم جميعا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم وعبد الله بن يزيد جميعا عن رجل من أهل البصرة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الاستطاعة؟ فقال أتستطيع ان تعمل ما لم يكون؟ قال: لا، قال: فتستطيع ان تنتهي عما قد كون؟ قال: لا، قال: فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : فمتى أنت مستطيع؟ قال: لا أدري، قال: فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان الله خلق خلقا فجعل فيهم آلة الاستطاعة، ثم لم يفوض إليهم ؛ فهم مستطيعون للفعل وقت الفعل مع الفعل إذا فعلوا ذلك الفعل، فاذا لم يفعلوه في ملكه لم يكونوا مستطيعين أن يفعلوا فعلا لم يفعلوه، لان اللهعزوجل أعز من أن يضاده في ملكه أحد، قال البصري: فالناس مجبورون؟ قال: لو كانوا مجبورين كانوا معذورين، قال: ففوض إليهم؟ قال: لا. قال: فما هم؟ قال: علم منهم فعلا فجعل فيهم آلة الفعل، فاذا فعلوا كانوا مع الفعل مستطيعين، قال البصري: اشهد انه الحق وانكم أهل بيت النبوة والرسالة.

٣٥ ـ محمد بن أبي عبد الله عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم عن أحمد بن

__________________

(١) كذا في الأصل وفي المصدر «والأرض» مكان «الى الأرض» وهو الظاهر.

٣٤٦

محمد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن صالح النيلي قال، سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام : هل للعباد من الاستطاعة شيء؟ [قال] فقال لي: إذا فعلوا الفعل كانوا مستطيعين بالاستطاعة التي جعل الله فيهم، قال: قلت: وما هي؟ قال: الآلة مثل الزنا(١) إذا زنى كان مستطيعا للزنا حين زنا، ولو انه ترك الزنا ولم يزن كان مستطيعا لتركه إذا ترك، قال: ثم قال: ليس له من الاستطاعة قبل الفعل قليل ولا كثير، ولكن مع الفعل والترك كان مستطيعا، قلت: فعلى ما ذا يعذبه؟ قال: بالحجة والآلة التي ركب فيهم، ان الله لم يجبر أحدا على معصية ولا أراد ارادة حتم الكفر من أحد، ولكن حين كفر كان في ارادة الله أن يكفر، وهم في ارادة الله وفي علمه ان لا يصيروا إلى شيء من الخير قلت: أراد منهم أن يكفروا؟ قال: ليس هكذا أقول ولكني أقول: علم انهم سيكفرون فأراد الكفر لعلمه فيهم، وليست ارادة حتم انما هي ارادة اختيار.

٣٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن الفضل بن أبي قرة قال: رأيت أبا عبد اللهعليه‌السلام يطوف من أول الليل إلى الصباح وهو يقول: أللّهم قنى شح نفسي، فقلت: جعلت فداك ما سمعتك تدعو، بغير هذا الدعاء قال وأى شيء أشد من شح النفس وان الله يقول:( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .

٣٧ ـ في مجمع البيان وقال الصادقعليه‌السلام : من أدى الزكاة فقد وقى شح نفسه.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء سورة الطلاق والتحريم في فريضة أعاذه الله من أن يكون يوم القيامة ممن يخاف أو يحزن وعوفي من النار، وأدخله الله الجنة بتلاوته إياهما ؛ ومحافظته عليهما

__________________

(١) وفي المصدر «الزاني» بدل «الزنا».

٣٤٧

لأنهما للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ومن قرء سورة الطلاق مات على ستة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن سنان قال: أخبرنى الكلبي النسابة قال: دخلت على جعفر بن محمدعليه‌السلام فقلت له: أخبرنى عن رجل قال لامرأته أنت طالق عدد نجوم السماء؟ فقال: ويحك أما تقرء سورة الطلاق؟ قلت: بلى، قال: فاقرأ، فقرأت( فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ) قال: أترى هاهنا نجوم السماء؟ قلت: لا، قلت: فرجل قال لامرائه: أنت طالق ثلاثا قال: ترد إلى كتاب الله وسنة نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم قال: لا طلاق إلّا على طهر من غير جماع بشاهدين مقبولين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ) قال: المخاطبة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمعنى للناس وهو ما قال الصادقعليه‌السلام : ان الله بعث نبيه: بإياك اعنى واسمعي يا جارة،(١)

وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ) والعدة الطهر من الحيض( وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ) وذلك ان يدعها حتى تحيض، فاذا حاضت ثم طهرت واغتسلت طلقها تطليقة من غير أن يجامعها ويشهد على طلاقها إذا طلقها، ثمّ إنّ شاء راجعها ويشهد على رجعتها إذا راجعها، فاذا أراد طلاقها الثانية فاذا حاضت واغتسلت طلقها الثانية، واشهد على طلاقها من غير ان يجامعها، ثمّ إنّ شاء راجعها ويشهد على رجعتها ثم يدعها حتى تحيض ثم تطهر، فاذا اغتسلت طلقها الثالثة وهو فيما بين ذلك قبل أن يطلق الثالثة أملك بها ان شاء راجعها، غير انه ان راجعها ثم بدا له أن يطلقها عند ما طلق قبل ذلك وهكذا السنة في الطلاق لا يكون الطلاق إلّا عند طهرها من حيضها من غير جماع كما وصفت، وكلها رجعت فليشهد، فان طلقها ثم راجعها حبسها ما بدا له، ثمّ إنّ طلقها الثانية ثم راجعها حبسها بواحدة ما بدا له، ثمّ إنّ طلقها تلك الواحدة الباقية بعد ما كان راجعها اعتدت ثلاثة

__________________

(١) مر بعض ما يتعلق بهذا المثل في المجلد الاول صفحة ١٤٠ فراجع.

٣٤٨

قروء وهي ثلاث حيضات وان لم تكن تحيض فثلاثة أشهر، وان كان بها حمل فاذا وضعت انقضى أجلها، وهو قوله( وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ ) الشهر واللائي لم يحضن فعدتهن أيضا ثلاثة أشهر( وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ ) .

٥ ـ في مجمع البيان وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي بن الحسين وجعفر بن محمدعليهم‌السلام «فطلقوهن في قبل عدتهن».

٦ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابنا عن أبان عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: والله لو ملكت من أمر الناس شيئا لأقمتهم بالسيف والسوط حتى يطلقوا للعدة كما أمر اللهعزوجل .

٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام انه سئل عن امرأة سمعت رجلا طلقها وجحد ذلك أتقيم معه؟ قال: نعم وان طلاقه بغير شهود ليس بطلاق، والطلاق لغير العدة ليس بطلاق، ولا يحل له أن يفعل فيطلقها بغير شهود فلغير العدة التي أمر اللهعزوجل بها.

٨ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام انه قال: كل طلاق لا يكون على السنة أو طلاق على العدة فليس بشيء قال زرارة: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : فسر لي طلاق الستة وطلاق العدة، فقال: اما طلاق العدة الذي قال الله تبارك وتعالى:( فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ) فاذا أراد الرجل منكم ان يطلق امرأته طلاق العدة فلينتظر بها حتى تحيض وتخرج من حيضتها ثم يطلقها تطليقة من غير جماع بشهادة شاهدين عدلين ويراجعها من يومه ذلك ان أحب أو بعد ذلك بأيام، وقبل ان تحيض ويشهد على رجعتها ويواقعها و. يكون معها، حتى تحيض فاذا حاضت وخرجت من حيضتها طلقها تطليقة اخرى من غير جماع ويشهد على ذلك، ثم يراجعها أيضا متى شاء قبل ان تحيض ويشهد على رجعتها ويواقعها وتكون معه إلى ان تحيض الحيضة الثالثة فاذا خرجت من حيضتها

٣٤٩

الثالثة بغير جماع، ويشهد على ذلك فاذا فعل ذلك فقد بانت منه، ولا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن محمد بن زياد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إذا أراد الرجل الطلاق طلقها في قبل عدتها بغير جماع، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠ ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن ابن رباط وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير جميعا عن ابن أذينة عن محمد بن مسلم انه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن رجل قال لامراته أنت على حرام أو بائنة أو بتة أو برية أو خلية؟(١) قال: هذا كله ليس بشيء، انما الطلاق ان يقول لها في قبل العدة بعد ما تطهر من محيضها قبل أن يجامعها: أنت طالق أو اعتدى، يريد بذلك الطلاق ويشهد على ذلك رجلين عدلين.

١١ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الطلاق للعدة ان يطلق الرجل امرأته عند كل يطهر يرسل إليها ؛ اعتدى فان فلانا قد طلقك، قال: وهو أملك برجعتها.

١٢ ـ في كتاب علل الشرائع حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدّثنا تميم بن بهلول عن أبيه عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا يقع الطلاق إلّا على الكتاب والسنة، لأنه حد من حدود اللهعزوجل يقول:( إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ) ويقول:( وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ) ويقول:( وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) وان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رد طلاق عبد الله بن عمر لأنه كان خلافا للكتاب والسنة.

١٣ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن ابن بكير وغيره عن أبي جعفرعليه‌السلام انه قال: إنّ الطلاق الذي أمر اللهعزوجل في كتابه

__________________

(١) البتة: المنقطعة عن الزوج والبريئة بالهمزة وقد يخفف أي البريئة من الزوج. وفي النهاية: امرأة خلية هي التي لا زوج لها.

٣٥٠

والذي سن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ان يخلى الرجل عن المراة، فاذا حاضت وطهرت من محيضها اشهد رجلين عدلين على تطليقه وهي طاهر من غير جماع، وهو أحق برجعتها ما لم تنقض ثلاثة قروء، وكل طلاق ما خلا هذا فهو باطل ليس بطلاق.

١٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن سعد بن أبي خلف قال: سألت أبا الحسن موسىعليه‌السلام عن شيء من الطلاق، فقال: إذا طلق الرجل امرأته طلاقا لا يملك فيه الرجعة فقد بانت منه ساعة طلقها وملكت نفسها ولا سبيل عليها، وتعتد حيث شاءت ولا نفقة لها، قال: قلت: أليس اللهعزوجل يقول:( لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ ) ؟ قال: فقال: انما عنى بذلك التي تطلق تطليقة بعد تطليقة(١) فتلك التي لا تخرج ولا تخرج حتى تطلق الثالثة، فاذا طلقت الثالثة فقد بانت منه ولا نفقة لها والمراة التي يطلقها الرجل تطليقة ثم يدعها حتى يخلو أجلها فهذه أيضا تقعد في منزل زوجها ولها النفقة والسكنى حتى تنقضي عدتها.

١٥ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: سألته عن المطلقة أين تعتد؟ قال: في بيتها لا تخرج، وان أرادت زيارة خرجت بعد نصف الليل ولا تخرج نهارا، وليس لها أن تحج حتى تنقضي عدتها، وسألته عن المتوفى عنها زوجها أكذلك هي؟ قال: نعم وتحج ان شاءت.

١٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) فقال: إلّا ان تزني فتخرج ويقام عليها الحد.

١٧ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن الرضاعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) قال: أذاها

__________________

(١) أي الرجعية فانها صالحة لان يرجع إليها في العدة، ثم تطلق، واستدرك الامام (عليه السلام)ما يوهمه العبارة من التخصيص بمن يرجع إليها ثم يتعلق في آخر، قاله المجلسي (ره) في مرآة العقول.

٣٥١

لأهل الرجل وسوء خلفها.

١٨ ـ عن بعض أصحابنا عن علي بن الحسن التيمي عن علي بن أسباط عن محمد بن علي بن جعفر قال: سأل المأمون الرضاعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) قال: يعنى بالفاحشة المبينة أن تؤذي أهل زوجها فاذا فعلت فان شاء أن يخرجها من قبل أن تنقضي عدتها فعل.

١٩ ـ في مجمع البيان( إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) قيل هي الإيذاء(١) على أهلها فيحل لهم إخراجها وهو المروي عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام .

٢٠ ـ وروى علي بن أسباط عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: الفاحشة أن تؤذي أهل زوجها وتسبهم.

٢١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدّثنا علي بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرمانى قال: حدّثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي قال: حدّثنا أحمد بن طاهر القمّي قال: حدّثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني قال: حدّثنا أحمد بن مسرور عن سعد بن عبد الله القمّي قال: قلت لصاحب الزمانعليه‌السلام : أخبرنى عن الفاحشة المبينة التي إذا أتت المرأة بها في أيام عدتها حل للزوج أن يخرجها من بيته؟ فقال: الفاحشة المبينة السحق دون الزنا فان المرأة إذا زنت وأقيم عليها الحد ليس لمن أرادها أن يمتنع بعد ذلك من التزويج بها لأجل الحد وإذا سحقت وجب عليها الرجم والرجم خزي ومن قد أمر الله برجمه فقد أخزاه، ومن أخزاه فقد أبعده ومن أبعده فليس لأحد ان يقربه.

٢٢ ـ في الكافي ابن محبوب عن بكير عن زرارة قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: أحب للرجل الفقيه إذا أراد أن يطلق امرأته ان يطلقها طلاق السنة، قال: ثم قال وهو الذي قال اللهعزوجل :( لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً ) . يعنى بعد الطلاق وانقضاء العدة التزويج لها من قبل ان تتزوج زوجا غيره.

__________________

(١) كذا في الأصل وفي المصدر «البذاء» مكان «الإيذاء» والبذاء: الفحش في القول.

٣٥٢

٢٣ ـ حميد بن زياد عن ابن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أحدهماعليهما‌السلام في المطلقة: تعتد في بيتها تظهر له زينتها،( لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً ) .

٢٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن خالد عن القاسم بن عروة عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: المطلقة تكتحل وتختضب وتطيب وتلبس ما شاءت من الثياب، لان اللهعزوجل يقول:( لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً ) لعلها ان تقع في نفسه فيراجعها.

في مجمع البيان:( وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ) قال المفسرون: أمر ان يشهدوا عند الطلاق وعند الرجعة شاهدي عدل حتى لا تجحد المراة المراجعة بعد انقضاء العدة، ولا الرجل الطلاق، كان امرا يقتضي الوجوب وهو من شرائط صحة الطلاق، ومن قال: إنّ ذلك راجع إلى المراجعة حملناه على الندب.

٢٥ ـ في الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أبي نجران عن محمد بن الفضيل قال: كنا في دهليز يحيى بن خالد بمكة وكان هناك أبو الحسن موسىعليه‌السلام وابو يوسف، فقام إليه وتربع بين يديه فقال: يا أبا الحسن جعلت فداك المحرم يظلل؟ قال: لا، قال: فيستظل بالجدار والمحمل ويدخل البيت والخباء؟ قال: نعم، قال: فضحك أبو يوسف شبه المستهزئ. فقال له أبو الحسنعليه‌السلام : يا أبا يوسف ان الدين ليس بقياس كقياسك وقياس أصحابك، ان الله تعالى أمر في كتابه في الطلاق وأكد فيه بشاهدين ولم يرض بهما إلّا عدلين، وامر في كتابه بالتزويج واهله بلا شهود فأتيتم بشاهدين فيما أبطل الله، وأبطلتم شاهدين فيما أكد الله تعالى، وأجزتم طلاق المجنون والسكران، حج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأحرم ولم يظلل، ودخل البيت والخباء واستظل بالمحمل والجدار ففعلنا كما فعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسكت.

٢٦ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن داود النهدي عن ابن أبي نجران عن محمد بن الفضيل قال: قال أبو الحسن موسىعليه‌السلام لأبي يوسف القاضي: ان الله تبارك وتعالى أمر في كتابه بالطلاق وأكد فيه بشاهدين ولم يرض بهما إلّا عدلين ،

٣٥٣

وامر في كتابه بالتزويج فأهمله بلا شهود فأثبتم شاهدين فيما أهمل وأبطلتم الشاهدين فيما أكد.

٢٧ ـ في تهذيب الأحكام سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن خالد وعلي بن حديد عن علي بن النعمان عن داود بن الحصين عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن شهادة النساء في النكاح بلا رجل معهن إذا كانت المرأة منكرة؟ فقال: لا بأس به ثم قال لي: ما يقولون في ذلك فقهاؤكم؟ قلت: يقولون لا إلّا بإشهاد رجلين عدلين(١) فقال: كذبوا لعنهم الله، هونوا واستخفوا بعزائم الله وفرائضه، وشددوا وعظموا ما هون الله، ان الله أمر في الطلاق بشهادة رجلين عدلين فأجازوا الطلاق بلا شاهد واحد، والنكاح لم يجيء عن الله في تحريمه فسن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك الشاهدين تأديبا ونظرا لئلا ينكر الولد والميراث وقد ثبت عقدة النكاح ويستحل الفرج ولا ان يشهد.

٢٨ ـ الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: دخل الحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل على أبي جعفرعليه‌السلام فسألاه عن شاهد ويمين؟ قال: قضى به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقضى به علىعليه‌السلام عندكم بالكوفة، فقالا: هذا خلاف القرآن؟ قال: واين وجدتموه خلاف القرآن؟ فقالا ان الله تعالى يقول:( وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ) فقال لهما أبو جعفرعليه‌السلام : فقوله:( وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ) هو ان لا تقبلوا شهادة واحد ويمين.

٢٩ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن عبد الرحمان بن أبي نجران ومحمد بن علي عن أبي جميلة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من كتم شهادة أو يشهد بها ليهدر دم امرء مسلم أو ليزوي مال امرء مسلم(٢) أتى يوم القيامة ولوجهه ظلمة مد البصر وفي وجهه كدوح(٣) تعرفه الخلائق باسمه

__________________

(١) وفي المصدر والمنقول عنه في الوافي «لا يجوز إلّا شهادة رجلين عدلين».

(٢) أي ليصرفه عنه.

(٣) الكدح: الخدش.

٣٥٤

ونسبه، ومن شهد شهادة حق ليحق بها حق امرء مسلم أتى يوم القيامة ولوجهه نور مد البصر تعرفه الخلائق باسمه ونسبه، ثم قال أبو جعفرعليه‌السلام : ألا ترى أنّ الله تبارك وتعالى يقول:( وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ ) .

٣٠ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن منصور الخزاعي عن علي بن سويد السائي عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: كتب إلى في رسالته: وسألت عن الشهادة لهم فأقم الشهادة لله ولو على نفسك أو الوالدين والأقربين فيما بينك وبينهم، فان خفت على أخيك ضيما فلا(١) .

الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن إسماعيل بن مهران مثله.

٣١ ـ في أصول الكافي باسناده إلى صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام ان من العبادة شدة الخوف من اللهعزوجل ، قال الله تبارك وتعالى:( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٢ ـ وباسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسنعليه‌السلام انه قال: من اتقى الله يتقى ؛ ومن أطاع الله يطاع، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٣ ـ في الكافي باسناده إلى محمد بن مسلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أبى اللهعزوجل إلّا أن يجعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون.

٣٤ ـ وباسناده إلى علي بن السري قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ اللهعزوجل جعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون، وذلك ان العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه.

٣٥ ـ وباسناده إلى علي بن عبد العزيز قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما فعل عمر بن مسلم؟(٢) قلت: جعلت فداك أقبل على العبادة وترك التجارة فقال: ويحه!

__________________

(١) الضيم: الظلم.

(٢) يظهر من كلام الوحيد (ره) في تعليقته على منهج المقال انه عمر بن مسلم الهراء الكوفي أخو معاذ بن مسلم.

٣٥٥

أما علم ان تارك الطلب لا يستجاب له، ان قوما من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا نزلت:( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) أغلقوا الأبواب وأقبلوا على العبادة وقالوا: قد كفينا، فبلغ ذلك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فأرسل إليهم قال: ما حملكم على ما صنعتم؟ فقالوا: يا رسول الله تكفل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة ؛ قال: انه من فعل ذلك لم يستجب له، عليكم بالطلب.

٣٦ ـ حدّثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال: حدّثنا الحسن بن محمد عن محمد بن زياد عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) قال في دنياه.

٣٧ ـ علي بن محمد عمن ذكره عن محمد بن الحسين وحميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندي جميعا عن أحمد بن الحسن الميثمي عن رجل من أصحابه قال: قرأت جوابا من أبي عبد اللهعليه‌السلام إلى رجل من أصحابه: «اما بعد فإنّي أوصيك بتقوى الله، فان الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب( وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) ، فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم ويأمن العقوبة من ذنبه، فان اللهعزوجل لا يخدع من،(١) ولا ينال ما عنده إلّا بطاعته إنْ شاء الله».

٣٨ ـ علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن محمد الكناسي قال: حدّثنا من رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام في قولهعزوجل :( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) قال: هؤلاء قوم من شيعتنا ضعفاء ليس عندهم ما يتحملون به إلينا فيسمعون حديثنا، ويقتبسون من علمنا، فيرحل قوم فوقهم وينفقون أموالهم، ويتبعون أبدانهم حتى يدخلوا علينا فيسمعوا حديثنا فينقلوه إليهم، فيعيه(٢) هؤلاء ويضيعه هؤلاء، فأولئك الذين يجعل اللهعزوجل ذكره لهم مخرجا ويرزقهم من حيث لا يحتسبون.

__________________

(١) كذا في الأصل ولم أظفر على الحديث في مظانه في كتاب الكافي.

(٢) وعى الحديث: حفظه وتدبره وقبله وجمعه وحواه.

٣٥٦

٣٩ ـ سهل عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحفص التميمي قال: حدّثني أبو جعفر الخثعمي قال: لـمّا سير عثمان أبا ذر إلى الربذة شيعة أمير المؤمنين وعقيل والحسن والحسينعليهم‌السلام وعمار بن ياسر رضى الله عنه فلما كان عند الوداع قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : يا أبا ذر انما غضبت للهعزوجل فارج من غضبت له، ان القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك فأدخلوك على الفلاح وامتحنوك بالقلاء، والله لو كانت السماوات والأرض على عبد رتقا ثم اتقى الله جعل له منها مخرجا، لا يؤنسنك إلّا الحق ولا يوحشك إلّا الباطل.

٤٠ ـ وباسناده إلى عبد الحميد الواسطي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: أصلحك الله لقد تركنا أسواقنا انتظار لهذا الأمر حتى ليوشك الرجل أن يسأل في يده؟ فقال: يا أبا عبد الرحمان أترى من حبس نفسه على الله لا يجعل له مخرجا؟ بلى والله ليجعلن الله له مخرجا، رحم الله عبدا أحيى أمرنا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤١ ـ في نهج البلاغة واعلموا انه من يتق الله يجعل له مخرجا من الفتن ونورا من الظلم.

٤٢ ـ وفيه قيل لهعليه‌السلام : لو سد على رجل باب بيت وترك فيه من أين كان يأتيه رزقه؟ قال: من حيث يأتيه أجله.

٤٣ ـ في من لا يحضره الفقيه روى السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال عليٌّعليه‌السلام : من أتاه الله برزق لم يخط إليه برجله ولم يمد إليه يده، ولم يتكلم فيه بلسانه، ولم يشد إليه ثيابه(١) ولم يتعرض له كان ممن ذكره اللهعزوجل في كتابه:( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) .

٤٤ ـ في مجمع البيان وروى عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال: قرأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ) قال: من شبهات الدنيا ومن غمرات

__________________

(١) أي لم يسافر لأجله.

٣٥٧

الموت وشدائد يوم القيامة.

٤٥ ـ وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا.

٤٦ ـ وروى عن الصادقعليه‌السلام انه قال:( يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) أي يبارك له فيما أتاه.

٤٧ ـ عن أبي ذر الغفاري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: انى لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم:( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ ) الآية فما زال يقولها ويعيدها.

٤٨ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى الصادقعليه‌السلام أنّه قال في كلام طويل: إنّ الله تعالى أبى إلّا أن يجعل أرزاق المتقين من حيث لا يحتسبون.

٤٩ ـ في عوالي اللئالى وفي الحديث انه لـمّا نزل قوله تعالى:( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) انقطع رجال من الصحابة في بيوتهم واشتغلوا بالعبادة وثوقا بما يضمن الله لهم، فعلم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك فعاب ما فعلوه، وقال: انى لابغض الرجل فاغرافاه(١) إلى ربه: أللّهم ارزقني، ويترك الطلب.

٥٠ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من انقطع إلى الله كفاه الله مؤنته ؛ ورزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع إلى الدنيا وكله إليها.

٥١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب محاسن البرقي بلغ عبد الملك ان سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند علي بن الحسينعليهما‌السلام ، فبعث يستوهبه منه ويسأله الحاجة، فأبى عليه فكتب عبد الملك يهدده وانه يقطع رزقه من بيت المال، فأجابهعليه‌السلام : أما بعد فان الله تعالى ضمن للمتقين المخرج من حيث يكرهون والرزق من حيث لا يحتسبون.

٥٢ ـ في كتاب الخصال عن علي بن النعمان باسناده يرفعه إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: قال الله: يا ابن آدم أعطنى فيما أمرتك، ولا تعلمني فيما يصلحك.

٥٣ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: كانت

__________________

(١) فغرفاه: فتحه.

٣٥٨

الحكماء والفقهاء إذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا بثلاث ليس معهن رابعة: من كانت الاخرة همته كفاه الله همته من الدنيا الحديث.

٥٤ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى أبي ذر رضى الله عنه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بهذه الآية لكفتهم:( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ ) .

٥٥ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل وفيه: وقالعليه‌السلام : قال دانيال وذكر كلاما طويلا وفيه الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه.

٥٦ ـ في مجمع البيان وفي الحديث من سره ان يكون أقوى الناس فليتوكل على الله.

٥٧ ـ في كتاب الخصال عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يا معاوية من اعطى ثلاثة لم يحرم ثلاثة: من اعطى الدعاء اعطى الاجابة، ومن اعطى الشكر اعطى الزيادة، ومن اعطى التوكل اعطى الكفاية، فان اللهعزوجل يقول في كتابه:( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) ويقول:( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) ويقول:( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) .

٥٨ ـ في عيون الأخبار عن الرضاعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه لأبي الصلت: واتق الله وتوكل عليه في سر أمرك وعلانيته( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) .

٥٩ ـ في كتاب معاني الأخبار أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله قال: جاء جبرئيل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا جبرئيل ما التوكل؟ فقال: العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطى ولا يمنع، واستعمال اليأس من الخلق، فاذا كان العبد كذلك لم يعمل لأحد سوى الله ولم يرج ولم يخف سوى الله، ولم يطمع في أحد سوى الله ؛ فهذا التوكل، والحديث طويل أخذنا

٣٥٩

منه موضع الحاجة.

٦٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن غير وأحد عن علي بن أسباط عن أحمد بن عمر الحلال(١) عن علي بن سويد عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) فقال: للتوكل على الله درجات، منها ان تتوكل على الله في أمورك كلها، فما فعل بك كنت عنه راضيا تعلم، انه لا يألوك(٢) خيرا وفضلا وتعلم ان الحكم في ذلك له فتوكل على الله بتفويض ذلك إليه وثق به فيها وغيرها.

٦١ ـ في الاستبصار علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله تعالى ان ارتبتم ما الريبة؟ فقال ما زاد على شهر فهو ريبة فلتعتد ثلاثة أشهر ولتترك الحيض، وما كان في الشهر لم تزد في الحيض على ثلاث حيض فعدتها ثلاث حيض.(٣)

٦٢ ـ في مجمع البيان:( وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ ) فلا يحضن ان ارتبتم فلا تدرون للكبر ارتفع حيضهن أم لعارض( فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ ) وهن اللاتي أمثالهن يحضن لأنهن لو كن في سن من لا تحيض لم يكن للارتياب معنى، وهذا هو المروي عن أئمتناعليهم‌السلام .

٦٣ ـ في جوامع الجامع( اللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ ) فلا يحضن( إِنِ ارْتَبْتُمْ ) فلا تدرون لكبر ارتفع حيضهن أم لعارض( فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ ) فهذه مدة المرتاب فيها وقدر ذلك فيما دون خمسين سنة، وهو مذهب هل البيتعليهم‌السلام

٦٤ ـ في مجمع البيان و( أُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ ) قال ابن عباس هي في الطلاق خاصة، وهو المروي عن أئمتناعليهم‌السلام .

__________________

(١) الحلال ـ بتشديد اللام: بياع الحل ـ بالفتح ـ وهو دهن السمسم.

(٢) الإلو: التقصير.

(٣) لهذا الحديث بيان طويل راجع الاستبصار ج ٣ ص ٣٢٥ ط نجف وكتاب الوافي ج ٣ (الجزء الثاني عشر) ص ١٧٦.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749