تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين7%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 356830 / تحميل: 4853
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: ومن قرء سورة الحجرات أعطى من الأجر عشر حسنات، بعدد كل من أطاع الله ورسوله ومن عصاه.

٣ ـ روى زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام انه قال: ما سلت السيوف والا أقيمت الصفوف في صلوة ولا زحوف ولا جهر بأذان، ولا انزل الله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) حتى أسلم أبناء قبيلة الأوس والخزرج.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) نزلت في وفد بنى تميم، كانوا إذا قدموا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقفوا على باب حجرته فنادوا: يا محمد أخرج إلينا، وكانوا إذا خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تقدموه في المشي، وكانوا إذا كلموه رفعوا أصواتهم فوق صوته، ويقولون يا محمد [يا محمد] ما تقول في كذا كما يكلمون بعضهم بعضا، فأنزل الله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ) الاية.

٥ ـ في جوامع الجامع وعن ابن عباس نزلت في ثابت بن قيس بين شماس وكان في اذنه وقر، وكان جهوري الصوت ؛ فكان إذا كلم رفع صوته وربما تأذى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بصوته.

٦ ـ وعن أنس لـمّا نزلت الآية فقد ثابت، فتفقده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبر بشأنه، فدعاه فسأله فقال: يا رسول الله لقد أنزلت هذه الآية وانى جهوري الصوت فأخاف أنْ يكون عملي قد حبط، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لست هناك انك تعيش بخير وتموت بخير وانك من أهل الجنة.

٧ ـ في أصول الكافي محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل عن محمد بن سليمان عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام في حديث طويل يذكر فيه وفات الحسن بن عليعليه‌السلام وما كان من الحميراء عند ذلك وفيه قال: قال الحسينعليه‌السلام : وقد قال اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ ) ولعمري قد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند اذن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المعاول، وقال اللهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ

٨١

اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى ) ولعمري لقد ادخل أبوك وفاروقه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقربهما منه الأذى، وما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على لسان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّ الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ ) فانها نزلت في مارية القبطية أم إبراهيمعليه‌السلام ؛ وكان سبب ذلك أنّ عائشة قالت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ إبراهيم ليس هو منك وإنّما هو من جريح القبطي، فانه يدخل إليها في كل يوم، فغضب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : خذ السيف واتنى برأس جريح، فأخذ أمير المؤمنينعليه‌السلام السيف ثمّ قال: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله إنّك إذا بعثتني في أمرك أكون فيه كالسفود(١) المحمى في الوبر فكيف تأمرنى أثبت فيه أو أمضى على ذلك؟ فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بل تثبت، فجاء أمير المؤمنين إلى مشربة أم إبراهيم فتسلق عليها فلمّا نظر إليه جريح هرب منه وصعد النخلة، فدنا منه أمير المؤمنينعليه‌السلام وقال له: انزل فقال له يا عليُّ اتق الله ما هاهنا الناس إنّى مجبوب(٢) ثم كشف عن عورته فاذا هو مجبوب، فأتى به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما شأنك يا جريح؟ فقال: يا رسول الله إنّ القبط يحبون حشمهم ومن يدخل إلى أهليهم، والقبطيون لا يأنسون إلّا بالقبطيين، فبعثني أبوها لأدخل إليها وأخدمها وأونسها، فأنزل اللهعزوجل ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ ) الآية.

٩ ـ وفي رواية عبد الله بن موسى عن أحمد بن راشد عن مروان بن مسلم عن عبد الله بن بكير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أمر بقتل القبطي وقد علم انها كذبت عليه أم لم يعلم، وإنّما دفع الله عن القبطي القتل بتثبت على؟ فقال: قد كان والله اعلم، ولو كانت عزيمة من رسول الله ما رجع على حتى يقتله، ولكنه انما فعل ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لترجع من ذنبها، فما رجعت ولا اشتد

__________________

(١) السفود ـ كتنور ـ: حديدة يشوى عليها اللحم.

(٢) المجبوب: الخصى. المقطوع.

٨٢

عليها، قتل رجل مسلم بكذبها.

١٠ ـ في مجمع البيان والمروي عن الباقرعليه‌السلام «فتثبتوا» بالثاء والتاء.

١١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن الحسين بن عليعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: وما أنت يا وليد بن عقبة فو الله ما الومنك أنْ تبغض عليّاعليه‌السلام وقد جلدك في الخمس ثمانين جلدة، وقتل أباك صبرا بيده يوم بدر، أم كيف نسبه فقد سماه الله مؤمنا في عشر آيات من القرآن وسماك فاسقا، وهو قوله:( إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ ) .

١٢ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله باسناده إلى الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام للمنصور: لا تقبل في أذى رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك قول من حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار فان النمام شاهد الزور وشريك إبليس في الإغواء بين الناس، وقد قال الله تبارك وتعالى:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ ) .

١٣ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن سعيد بن يسار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : انا نشتري الغنم بمنى، ولسنا نعرف عرف بها أم لا(١) فقال انهم يكذبون لا عليك ضح بها.

١٤ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا أبيرحمه‌الله قال حدّثنا سعد بن عبد الله قال حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرفث والفسوق والجدال، قال: اما الرفث فالجماع، وأمّا الفسوق فهو الكذب، ألآ تسمع قول اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ ) وأمّا الجدال هو قول الرجل: لا والله وبلى والله وسباب الرجل الرجل.

١٥ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد

__________________

(١) قال الشيخ (ره) في التهذيب: ولا يجوز أنْ يضحى إلّا بما قد عرف به، وهو الذي احضر عيشة عرفة بعرفة «انتهى». وبه يفسر هذا الحديث.

٨٣

بن اورمة عن علي بن حسان عن عبدالرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) يعنى أمير المؤمنين (عليه السلام)( وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ ) الاول والثاني والثالث.

١٦ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن فضل بن يسار قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الحب والبغض من الايمان هو؟ فقال: وهو الايمان إلّا الحب والبغض، ثم تلا هذه الاية:( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) .

١٧ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: حرام على قلوبكم أنْ تعرف حلاوة الايمان حتى تزهد في الدنيا.

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن عمير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) يعنى أمير المؤمنينعليه‌السلام ( وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ ) الاول والثاني والثالث.

١٩ ـ في مجمع البيان وقيل: الفسوق الكذب عن ابن عباس وابن زيد وهو المروي عن أبي جعفرعليه‌السلام .

٢٠ ـ في محاسن البرقي عنه عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى بن أيوب بن الحر عن الحسن بن زياد قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله:( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) هل للعباد بما حبب الله صنع؟ قال: لا: ولا كرامة.

٢١ ـ عنه عن أحمد بن أبي نصر عن صفوان الجمال عن أبي عبيدة زياد الحذاء عن أبي جعفرعليه‌السلام في حديث له قال: يا زياد ويحك وهل الدين إلّا الحب؟ ألآ ترى إلى قول الله( إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) أولآ ترون قول الله لمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله :( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) قال

٨٤

( يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ ) وقال: الدين هو الحب والحب هو الدين.

٢٢ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيهعليه‌السلام أنّه قال القتل قتلان قتل كفارة وقتل درجة، والقتال قتالان قتال الفئة الكافرة حتى يسلموا، وقتال الفئة الباغية حتى يفيئوا.

٢٣ ـ في الكافي باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سأل رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن حروب أمير المؤمنينعليه‌السلام وكان السائل من محبينا، فقال له: أنّ الله تعالى بعث محمّدا بخمسة أسياف، ثلاثة منها شاهرة لا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها، ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها، فاذا طلعت من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم «فيومئذ( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ) وسيف منها مكفوف، وسيف منها مغمود سله إلى غيرنا، وحكمه إلينا إلى قوله: وأمّا السيف المكفوف فسيف على أهل البغي والتأويل، قال الله تعالى: و( إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أمر اللهِ ) فلما نزلت هذه الآية قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل، فسئل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من هو؟ قال: خاصف النعل يعنى أمير المؤمنينعليه‌السلام ثم قال عمار بن ياسر: قاتلت بهذه الراية مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلثا وهذه الرابعة، والله لو ضربونا حتى بلغوا بنا السعفات من هجر(١) لعلمنا انا على الحق وأنهم على الباطل، وكان السيرة فيهم من أمير المؤمنينعليه‌السلام ما كان من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل مكة يوم فتح مكة، فانه لم يسب لهم ذرية وقال: من أغلق بابه فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، وكذلك قال أمير المؤمنين يوم البصرة نادى فيهم: لا تسبوا لهم ذرية، ولا تجهزوا على جريح(٢) ولا تتبعوا مدبرا، ومن أغلق

__________________

(١) السعفات جمع السعفة: أغصان النخل، والهجر ـ بالتحريك ـ: بلدة باليمن واسم لجميع ارض البحرين، وإنّما خص هجر لبعد المسافة أو لكثرة النخل بها.

(٢) اجهز على الجريح. أسرع في قتله.

٨٥

بابه والقى سلاحه فهو آمن.

٢٤ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام وقال:( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أمر اللهِ ) أي ترجع فان فاءت أي رجعت( فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) .

٢٥ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أمر اللهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ ) قال: الفئتان(١) انما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة وهم أهل هذه الآية وهم الذين بغوا على أمير ـ المؤمنينعليه‌السلام فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتى يفيئوا إلى أمر الله، ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أنْ لا يرفع السيف عنهم حتى يفيئوا ويرجعوا عن رأيهم، لأنهم بايعوا طائعين غير كارهين(٢) وهي الفئة الباغية كما قال اللهعزوجل فكان الواجب على أمير المؤمنين أنْ يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم، كما عدل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل مكة، انما من عليهم وعفا وكذلك صنع أمير المؤمنينعليه‌السلام بأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأهل مكة حذو النعل بالنعل.

٢٦ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وروى سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال: سألت جعفر بن محمدعليه‌السلام عن طائفتين من المؤمنين إحديهما باغية والاخرى عادلة اقتتلوا، فقتل رجل من أهل العراق أباه وابنه أو حميمه وهو من أهل

__________________

(١) الفئتان تفسير للطائفتين.

(٢) قال المجلسي (ره): هذا بيان لكذبهم وبغيهم على جميع المذاهب فانّ مذهب المخالفين أنّ مدار وجوب الاطاعة على البيعة. فهم بايعوا طائعين غير مكرهين، فاذا نكثوا فهم على مذهبهم أيضا من الباغين.

٨٦

البغي وهو وارثه هل يرثه؟ قال: نعم لأنه قتله بحق.

٢٧ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : انما المؤمنون اخوة بنو أب وأم، إذا ضرب على رجل منهم عرق سهر له الآخرون.

٢٨ ـ عنه عن أبيه عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان عن جابر الجعفي قال: تقبضت بين يدي أبي جعفرعليه‌السلام فقلت: جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني، أو أمر ينزل بى حتى يعرف ذلك أهلى في وجهي وصديقي، فقال: نعم يا جابر إنّ اللهعزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان، واجرى فيهم من ريح روحه، ولذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه وامه فاذا أصاب روحا من تلك الأرواح في ولد من الولدان حزن حزنت هذه لأنها منها.

٢٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيحلفه.

٣٠ ـ وباسناده إلى أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد، إنْ اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في ساير جسده، وأرواحهما من روح واحدة، وان روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها.

٣١ ـ وباسناده إلى الحارث بن المغيرة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : المسلم أخو المسلم، هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه.

٣٢ ـ وباسناده إلى حفص بن البختري قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ودخل عليه رجل فقال لي: تحبه؟ فقلت: نعم، فقال لي: ولم لا تحبه وهو أخوك وشريكك في دينك وعونك على عدوك ورزقه على غيرك.

٣٣ ـ وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، لان اللهعزوجل خلق المؤمنين من

٨٧

طينة الجنان واجرى في صورهم من ريح الجنة، فلذلك هم اخوة لأب وأم.

٣٤ ـ وباسناده إلى علي بن عقبة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله، لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه.

٣٥ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن رجل عن جميل عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول: المؤمنون خدم بعضهم لبعض، قلت: وكيف يكونون خدما بعضهم لبعض؟ قال: يفيد بعضهم بعضا الحديث.

٣٦ ـ وباسناده إلى المفضل بن يسار قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إنّ نفرا من المسلمين خرجوا إلى سفر لهم، فضلوا الطريق فأصابهم عطش شديد فتكفئوا(١) ولزموا أصول الشجر، فجاءهم شيخ وعليه ثياب بيض، فقال: قوموا فلا بأس عليكم فهذا الماء، فقاموا فشربوا وارتووا فقالوا: من أنت يرحمك الله؟ فقال: انا من الجن الذين بايعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله، فلم تكونوا تضيعوا بحضرتي.

٣٧ ـ وباسناده إلى ربعي عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: والمسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يغتابه ولا يخونه ولا يحرمه.

٣٨ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبي عبد الله أحمد بن محمد السياري وحسن بن معاوية عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: المؤمن أخو المؤمن لأبيه وامه. وذلك أنّ الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من طينة جنان السماوات واجرى فيهم من ريح روحه، فلذلك هو اخوه لأبيه وامه.

٣٩ ـ في بصائر الدرجات الحسن بن علي بن معاوية عن محمد بن سليمان

__________________

(١) أي اتخذوا الكفن ولبسوه.

٨٨

عن أبيه عن عيسى بن أسلم عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك هذا الحديث الذي سمعته منك ما تفسيره؟ قال: وما هو؟ قال: إنّ المؤمن ينظر بنور الله، فقال: يا معاوية إنّ الله خلق المؤمنين من نوره وصبغهم في رحمته، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم عرفهم نفسه، فالمؤمن أخو المؤمن لأبيه وامه أبوه النور وامه الرحمة، وإنّما ينظر بذلك النور.

٤٠ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله باسناده إلى أبي سعيد الخدري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل ويقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة إنّ لعليٍّ ثمانية أضراس قواطع لم تجعل لأحد من الأولين والآخرين، هو أخي في الدنيا والآخرة، ليس ذلك لغيره من الناس.

٤١ ـ في مجمع البيان وروى الزهري عن سالم عن أبيه أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلبه، من كان من حاجة أخيه كان الله في حاجته ؛ ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما يستره الله يوم القيامة أورده البخاري ومسلم في صحيحهما.

٤٢ ـ وفي وصية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : سر ميلا عد مريضا، سر ميلين شيع جنازة، سر ثلاثة أجب دعوة، سر أربعة أميال زر أخا في الله، سر خمسة أميال أجب دعوة الملهوف، سر ستة أميال انصر المظلوم وعليك بالاستغفار.

قال عز من قائل:( فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ )

٤٣ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن حماد بن أبي طلحة عن حبيب الأحول قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: صدقة تحبها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا عنه عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

٤٤ ـ عنه عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لئن أصلح بين اثنين أحبّ إليَّ من أنْ أتصدق بدينارين.

٤٥ ـ عنه عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن مفضل قال: قال أبو عبد الله

٨٩

عليه‌السلام : إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها من مالي(١)

٤٦ ـ ابن سنان عن أبي حنيفة سائق الحاج قال: مر بنا المفضل وانا وختني(٢) نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا: تعالوا إلى المنزل، فأتيناه فأصلح بيننا بأربعماة درهم، فدفعها إلينا من عنده حتى إذا استوثق كل واحد منها من صاحبه، قال: اما انها ليست من مالي ولكن أبو عبد اللهعليه‌السلام أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شيء أنْ أصلح بينهما وأفتديهما من ماله، فهذا من مال أبي عبد اللهعليه‌السلام

٤٧ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: المصلح ليس بكاذب.(٣)

٤٨ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن معاوية ابن وهب أو معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال: أبلغ عنى كذا وكذا ـ في أشياء أمر بها ـ قلت: فأبلغهم عنك وأقول عنى ما قلت لي وغير الذي قلت؟ قال: نعم إنّ المصلح ليس بكذاب.

٤٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وأمّا قوله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَ ) فانها نزلت في صفية بنت حي بن اخطب، وكانت زوجة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وذلك أنّ عائشة وحفصة كانتا تؤذيانها وتشتمانها وتقولان لها: يا بنت اليهودية. فشكت ذلك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لها: إلّا تجيبهما؟ فقالت: بماذا يا رسول الله قال: قولي إنّ أبي هارون نبي الله وعمّي موسى كليم الله، وزوجي محمّد رسول الله

__________________

(١) من الافتداء، وقال المجلسي (ره): كان الافتداء هنا مجار قال: المال يدفع المنازعة كما أنّ الدية تدفع الدم، أو كما أنّ الأسير يفتدي بالفداء كذلك كل منهما يفتدي من الاخر بالمال فالاسناد إلى النار على المجاز.

(٢) الختن: زوج بنت الرجل وزوج أخته أو كان من كان من قبل المرئة.

(٣) قال الفيض (ره): يعنى إذا تكلم بما لا يطابق الواقع فيما يتوقف عليه الإصلاح لم يعد كلامه كذبا.

٩٠

صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فما تنكران منى؟ فقالت لهما، فقالتا: هذا علمك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فانزل الله في ذلك:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ ) إلى قوله:( وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ ) .

٥٠ ـ في عيون الأخبار في باب ما أنشده الرضاعليه‌السلام من الشعر في الحلم وغيره حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدّثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدّثنا محمد بن يحيى بن أبي عباد قال: حدّثني عمى قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يوما ينشد وقليلا ما كان ينشد شعرا

كلنا نأمل مدا في الأجل

والمنايا هن آفات الأمل

لا تغرنك أباطيل المنى

والزم القصد ودع عنك العلل

انما الدنيا كظل زايل

حل فيه راكب ثم رحل

فقلت: لمن هذا أعز الله الأمير؟ فقال: لعراقى لكم، قلت أنشدنيه أبو العتاهية لنفسه، فقال: هات اسمه ودع هذا، إنّ الله سبحانه يقول: ولا تنابزوا بالألقاب ولعل الرجل يكره هذا.

٥١ ـ في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ دخل إليه رجل من أهل اليمن، فسلم عليه فردعليه‌السلام وقال له: مرحبا بك يا سعد، فقال له الرجل: جعلت فداك بهذا كنت القب، فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا خير في اللقب إنّ الله تعالى يقول في كتابه:( لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ )

قال عز من قائل:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِ ) .

٥٢ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن الحسين بن حازم عن حسين بن عمر بن يزيد عن أبيه إلى قوله بعد نقل حديث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وقيل هذا: علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ونقل حديثا أيضا عنه عن أبيه عمن حدثه عن الحسين بن المختار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال: أمير المؤمنين

٩١

عليه‌السلام في كلام له: ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا.

٥٣ ـ وباسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله تبارك وتعالى: لا يتكل العاملون لي على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنهم لو اجتهدوا واتبعوا أنفسهم ـ أعمارهم ـ في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي إلى قوله: ولكني برحمتي فليثقوا وفضلي فليرجوا والى حسن الظن بى فليطمئنوا.

٥٤ ـ وباسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: وجدنا في كتاب عليٍّعليه‌السلام أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال وهو على منبره: والذي لا إله إلّا هو ما اعطى مؤمن قط خير الدنيا والاخرة إلّا بحسن ظنه بالله ورجائه له، وحسن خلقه، والكف عن اغتياب المؤمنين، والذي لا إله إلّا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلّا بسوء ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين، والذي لا إله إلّا هو لا يحسن ظن بعد مؤمن بالله إلّا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لان الله كريم بيده الخيرات، يستحيي أنْ يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثمّ يخلف ظنه ورجائه فأحسنوا بالله الظن وارغبوا اليه.

٥٥ ـ وباسناده إلى الرضاعليه‌السلام قال: أحسن الظن إنّ اللهعزوجل يقول: أنا عند ظن عبدي المؤمن بى، إنْ خيرا فخيرا وانْ شرا فشرا(١) .

٥٦ ـ وباسناده إلى سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: حسن الظن بالله أنْ لا ترجو إلّا الله ولا تخاف إلّا ذنبك(٢) .

__________________

(١) قال المجلسي (ره) هذا الخبر مروي من طرق العامة أيضا، وقال الخطابي معناه أنا عند ظن عبدي في حسن عمله وسوء عمله، لان من حسن عمله حسن ظنه ومن ساء عمله ساء ظنه.

(٢) قال في البحار: فيه اشارة إلى أنّ حسن الظن بالله ليس معناه ومقتضاه ترك العمل والاجتراء على المعاصي اتكالا على رحمة الله بل معناه انه مع العمل لا يتكل على عمله وإنّما يرجو قبوله من فضله وكرمه ويكون خوفه من ذنبه وقصور عمله لا من ربه فحسن الظن

٩٢

٥٧ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب اطرحوا سوء الظن بينكم، فان الله نهى عن ذلك.

٥٨ ـ في نهج البلاغة وقالعليه‌السلام : إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثم أساء رجل الظن برجل لم يظهر منه حوبة فقد ظلم(١) وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله ثم أحسن رجل الظن برجل فقد غرر.

٥٩ ـ في مجمع البيان وفي الحديث: إياكم والظن فان الظن الكذب الحديث.

قال عز من قائل: ولا تجسسوا

٦٠ ـ في أصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام قال: أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أنْ يواخى الرجل الرجل على الدين، فيحصى عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما. وباسناده إلى زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام نحوه بتغيير يسير غير مغير للمعنى.

٦١ ـ وباسناده إلى ابن بكير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أبعد ما يكون العبد من الله أنْ يكون الرجل يواخى الرجل وهو يحفظ زلاته ليعيره بها يوما.

٦٢ ـ وباسناده إلى محمد بن مسلم أو الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا تطلبوا عثرات المؤمنين فان من تتبع عثرات أخيه تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه ولو في جوف بيته.

٦٣ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

لا ينافي الخوف بل لا بد من الخوف وضمه مع الرجاء وحسن الظن كما مر «انتهى» أقول: لعل معنى كلامه (عليه السلام) أنَّ العبد إذا علم من ربه انه أرحم الراحمين وأرأف بعبده من الولد إلى ولده فلا شيء يدعوه إلى الخوف منه تعالى، وهذا معنى حسن الظن به عزوجل، وأمّا من جهة عصيانه وترك أوامره فهو خائف من انه تعالى عاقبه بذنبه وتجريه على هذا الرب الرءوف فدائما يكون الخوف من الذنب وتبعاته وأمّا بالنسبة إليه تبارك وتعالى فليس له إلّا الرجاء منه تعالى.

(١) الحوبة: المعصية.

٩٣

يا معشر من أسلم بلسانه ولم يسلم بقلبه، لا تتبعوا عثرات المسلمين فانه من تتبع عثرات المسلمين تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه.

٦٤ ـ وباسناده إلى إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه، لا تذموا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فانه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ؛ ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته ؛ وباسناده إلى أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام مثله.

٦٥ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن مروان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: ثلاثة يعذبون يوم القيامة إلى أنْ قال: والمستمع حديث قوم وهم له كارهون يصب في أذنيه الآنك(١) .

٦٦ ـ عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث له: ومن استمع إلى حديث قم وهم له كارهون يصب في أذنيه الآنك يوم القيامة، قال سفيان الآنك الرصاص.

٦٧ ـ وفيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب: إياكم وغيبة المسلم، فان المسلم لا يغتاب أخاه وقد نهى الله أنْ يأكل لحم أخيه ميتا.

٦٨ ـ عن أسباط بن محمد باسناده إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: الغيبة أشد من الزنا، فقيل: يا رسول الله ولم ذلك؟ قال: صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه الذي يحله.

٦٩ ـ عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ثلاث من كن فيه أو جبن له على الناس أربعا: من إذا حدّثهم لم يكذبهم، وإذا خالطهم لم يظلمهم، وإذا وعدهم لم يخلفهم، وجب أنْ يظهر في الناس عدالته، ويظهر فيهم مروته، وان تحرم عليهم غيبته، وأن تجب عليهم اخوته.

٧٠ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من اخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم

__________________

(١) الآنك: الرصاص كما سيأتى في الحديث الآتي.

٩٤

يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروته، وظهرت عدالته، ووجبت اخوته، وحرمت غيبته.

٧١ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن العباس بن عامر عن أبان عن رجل لا نعلمه إلّا يحيى الأزرق قال: قال لي أبو الحسنعليه‌السلام من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه، ومن ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه، ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته.

٧٢ ـ وباسناده إلى عبد الرحمن بن سيابة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول، الغيبة أنْ تقول في أخيك مما ستره الله عليه، وأمّا الأمر الظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا، والبهتان أنْ يقول فيه ما ليس فيه.

٧٣ ـ وباسناده إلى داود بن سرحان قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الغيبة قال هو أنْ تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل، وتثبت عليه امرا قد ستره الله عليه، لم يقم عليه فيه حد.

٧٤ ـ وباسناده إلى السكوني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الاكلة في جوفه.

قال وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الجلوس في المسجد انتظار الصلوة عبادة ما لم يحدث قيل: يا رسول الله وما يحدث؟ قال: الاغتياب.

٧٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن هارون بن الجهم عن حفص بن عمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سئل النبي ما كفارة الاغتياب؟ قال: تستغفر الله لمن اغتبته كما ذكرته.

٧٦ ـ فيمن لا يحضره الفقيه في مناهي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ونهى عن الغيبة، وقال من اغتاب امرءا مسلما بطل صومه ونقض وضوءه، وجاء يوم القيامة من فيه رائحة أنتن من الجيفة، تتأذى به أهل الموقف، فان مات قبل أنْ يتوب مات مستحلا لـما حرم اللهعزوجل ، ألآ ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مسجد فردها عنه رد الله عنه الف باب من الشر في الدنيا والاخرة، فان هو لم يردها وهو قادر على ردها كان عليه

٩٥

كوزر من اغتابه سبعين مرة.

٧٧ ـ في مجمع البيان وفي الحديث قولوا في الفاسق ما فيه كى يحذره الناس ٧٨ ـ وعن جابر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إياكم والغيبة فان الغيبة أشد من الزنا، ثم قال: إنّ الرجل يزني ويتوب فيتوب الله عليه، وان صاحب الغيبة لا يغفر له إلّا أنْ يغفر له صاحبه، وفي الحديث: إذا ذكرت الرجل بما فيه مما يكرهه فقد اغتبته، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته.

٧٩ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى أبي ذر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: يا أبا ذر إياك والغيبة، فان الغيبة أشد من الزنا، قلت: يا رسول الله ولم ذاك فداك أبي وأمّي؟ قال: لان الرجل يزني فيتوب، فيقبل الله توبته، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها.

٨٠ ـ في جوامع الجامع وروى أنّ أبا بكر وعمر بعثا سلمان إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليأتى لهما بطعام، فبعثه إلى أسامة بن زيد وكان خازن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على رحله فقال: ما عندي شيء، فعاد إليهما فقالا: بخل أسامة ولو بعثنا سلمان إلى بئر سميحة لغار ماؤها، ثم انطلقا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال لهما: ما لى أرى خضرة اللحم في أفواهكما؟ قالا: يا رسول الله ما تناولنا اليوم لحما، قال ظللتم تأكلون لحم سلمان واسامة فنزلت.

٨١ ـ في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنفرحمه‌الله عليه‌السلام من اشعارهعليه‌السلام في موقف كربلا:

لقد فاز الذي نصروا حسينا

وخاب الآخرون بنو السفاح

ومنها :

كل ذا العالم يرجو فضلنا

غير ذا الرجس اللعين الوالدين

٨٢ ـ في عيون الأخبار في باب قول الرضا لأخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه: حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدّثني محمد بن يحيى الصولي قال: حدّثني أبو عبد الله محمد بن موسى بن نصر الرازي

٩٦

قال: سمعت أبي يقول: قال الرجل للرضاعليه‌السلام ؛ والله ما على وجه الأرض أشرف منك أبا فقال: التقوى شرفهم وطاعة الله اخفضهم، فقال له آخر: أنت والله خير الناس، فقال له: لا تحلف يا هذا خير منى من كان اتقى الله تعالى وأطاع له، والله ما نسخت هذه الآية:( وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ )

٨٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا ) قال الشعوب العجم، والقبائل العرب، وقوله:( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) وهو رد على من يفتخر بالاحساب والأنساب.

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم فتح مكة يا ايها الناس إنّ الله قد اذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية. وتفاخرها بآبائها، إنّ العربية ليست بأب والد، وإنّما هو لسان ناطق، فمن تكلم به فهو عربي، ألآ انكم من آدم وآدم من التراب، و( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) .

٨٤ ـ أخبرنا الحسين بن علي عن أبيه عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن علوان عن علي بن الحسين العبدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي عن حذيفة بن اليماني قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما، وذلك قوله: «وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال» فانا من أصحاب اليمين، وانا خير من أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرهما ثلاثا، وذلك قوله:( فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) فانا من السابقين وانا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة، وذلك قوله:( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) فقبيلتى خير القبائل، وانا سيد ولد آدم وأكرمكم على الله ولا فخر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٧

٨٥ ـ في مجمع البيان وقيل: أراد بالشعوب الموالي، وبالقبايل العرب في رواية عطا عن ابن عباس، والى هذا ذهب قوم فقالوا: الشعوب من العجم والقبايل من العرب والأسباط من بنى إسرائيل، وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام .

٨٦ ـ وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: يقول الله تعالى يوم القيامة: أمرتكم فضيعتم ما عهدت إليكم فيه، ورفعتم انسابكم فاليوم ارفع نسبي وأضع انسابكم اين المتقون؟( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) .

٨٧ ـ وروى أنّ رجلا سأل عيسى بن مريم أي الناس أفضل؟ فأخذ قبضتين من تراب ثم قال: أي هاتين أفضل؟ الناس خلقوا من تراب، فأكرمهم أتقاهم، أبو بكر البيهقي بالإسناد عن عباية بن ربعي عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّ اللهعزوجل جعل القسمين فجعلني في خيرهم قسما وذلك قوله: وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فانا من أصحاب اليمين، وانا خير من أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلاثا، وذلك قوله «وأصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون السابقون» فانا من السابقين، وانا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبايل فجعلني في خيرها قبيلة، فذلك قوله:( وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ ) الآية فانا اتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر، ثم جعل القبايل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا، وذلك قولهعزوجل :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) فانا وأهلي مطهرون من الذنوب.

٨٨ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى الحسين بن خالد قال علي بن موسى الرضاعليه‌السلام : لا دين لمن لا ورع له، ولا أمان لمن لا تقية له، وان أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية.

٨٩ ـ في اعتقادات الامامية للصدوقرحمه‌الله وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) قال: أعملكم بالتقية.

٩٠ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن عمر بن أبي بكار عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام

٩٨

قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله زوج مقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب وإنّما زوجه لتتضع المناكح وليتأسوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليعلموا( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ ) أتقاهم.

٩١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله زوج المقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطّلب، ثم قال: انما زوجها المقداد لتتضع المناكح ولتتأسوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولتعلموا( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) ، وكان الزبير أخا عبد الله وأبى طالب لأبيهما وأمّهما.

٩٢ ـ في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن عقبة بن بشير الأسدي قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : أنا عقبة بن بشير الأسدي وأنا في الحسب الضخم من قومي؟ قال: فقال: ما تمن علينا بحسبك، إنّ الله رفع بالايمان من كان الناس يسمونه وضيعا إذا كان مؤمنا، ووضع بالكفر من كان الناس يسمونه شريفا إذا كان كافرا، فليس لأحد فضل على أحد إلّا بالتقوى.

٩٣ ـ في كتاب مقتل الحسينعليه‌السلام لأبي مخنفرحمه‌الله من كلامه في موقف كربلا أما أنا ابن بنت نبيكم، فو الله ما بين المشرق والمغرب لكم ابن بنت نبي غيري.

٩٤ ـ ومن كلامهعليه‌السلام للشمر لعنه الله: يا ويلك ومن أنا؟ فقال: الحسين وأبوك عليُّ بن أبي طالب، وأمّك فاطمة الزهراء، وجدّك محمّد المصطفى ؛ فقال له الحسينعليه‌السلام : يا ويلك إذا عرفت بأنّ هذا حسبي ونسبي فلم تقتلني؟ ومن أشعارهعليه‌السلام :

أنا بن عليٍّ الحر من آل هاشم

كفاني بهذا مفخر حين أفخر

وفاطم أمّي ثمّ جدّي محمّد

وعمّيّ يدعى ذو الجناحين جعفر

ونحن وُلاة الحوض نسقي محبّنا

بكأس رسول الله ما ليس ينكر

٩٩

إذا ما أتى يوم القيامة ظاميا

إلى الحوض يسقيه بكفيّه حيدر

ومن أشعارهعليه‌السلام أيضا :

خيرة الله من الخلق أبي

بعد جدّي فأنا ابن الخيرتين

أمّي الزهراء حقّا وأبي

وارث العلم ومولى الثقلين

فضة قد صفيت من ذهب

فأنا الفضة وابن الذهبين

والدي شمس وأمّي قمر

فأنا الكوكب وابن القمرين

عبد الله غلاما يافعا(١)

وقريش يعبدون الوثنين

مَن له جدٌّ كجدّي في الوَرى

أو كأمّي في جميع المشرقين

خصّه الله بفضل وتقى

فأنا الأزهر وابن الأزهرين

جوهر من فضة مكنونة

فأنا الجوهر وابن الدُرتين

جدّي المرسل مصباح الدُجى

وأبي الموفى له بالبيعتين

والدي خاتمه جاد به

حين وافى رأسه للركعتين

أيّده الله بطاهر طاهر

صاحب الأمر ببدر وحنين

ذاك والله عليٌّ المرتضى

ساد بالفضل على أهل الحرمين.

٩٥ ـ في روضة الكافي عن علي بن إبراهيم عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن حنان قال: سمعت أبي يروى عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان سلمان جالسا مع نفر من قريش في المسجد، فأقبلوا ينتسبون ويرفعون حتى بلغوا سلمان، فقال له عمر بن الخطاب: أخبرنى من أنت ومن أبوك وما أصلك؟ فقال: انا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني اللهعزوجل بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كنت عائلا فأغنانى الله بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وكنت مملوكا فأعتقني الله بمحمد، هذا نسبي وهذا حسبي قال: فخرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان يكلمهم، فقال له سلمان: يا رسول الله ما لقيت من هؤلاء حبست معهم فأخذوا ينتسبون ويرفعون في أنسابهم حتى إذا بلغوا الى، قال عمر بن الخطاب: من أنت وما أصلك وما حسبك؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : فما قلت له يا سلمان؟ قال: قلت: انا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني الله عز ذكره بمحمد، وكنت عائلا فأغنانى الله عز ذكره بمحمد، وكنت مملوكا فأعتقنى الله عز ذكره بمحمد، هذا حسبي وهذا نسبي فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) يفع الغلام: راهق العشرين وقيل: ترعرع وناهز البلوغ.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

أصناف قال: قلت تأذن لي ان أكتبها؟ قال: نعم قلت: ما اكتب؟ قال: أكتب أهل الوعيد من أهل الجنة وأهل النار، «و( آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً ) قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: وحشى منهم، قال: واكتب و( آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ) قال: واكتب( إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً ) إلى الكفر ولا يهتدون سبيلا إلى الايمان،( فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ ) ، قال ؛ واكتب أصحاب الأعراف. قال: قلت: وما أصحاب الأعراف؟ قال: قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فان أدخلهم النار فبذنوبهم، وان أدخلهم الجنة فبرحمته.

١٠ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن حماد عن حمزة بن الطيار قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : الناس على ستة فرق: يؤلون كلهم إلى ثلاث فرق: الايمان والكفر والضلال وهم أهل الوعيد الذين وعدهم الله الجنة والنار، المؤمنون والكافرون والمستضعفون والمرجون لأمر الله اما يعذبهم وإمّا يتوب عليهم، والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، وأهل الأعراف.

١١ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن بعض أصحابه عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن المستضعف فقال: هو الذي لا يهتدى حيلة إلى الكفر فيكفر، ولا يهتدى سبيلا إلى الايمان، لا يستطيع أن يؤمن ولا يستطيع ان يكفر، فهم الصبيان ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان مرفوع القلم.

١٢ ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم بن معاوية ومحمد بن يحيى عن العمركي بن علي جميعا عن علي بن جعفر عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان اللهعزوجل خلقنا فأحسن خلقنا وصورنا فأحسن صورنا وجعلنا خزائنه(١) في سمائه وأرضه ولنا نطقت الشجرة وبعبادتنا عبد اللهعزوجل ، ولولانا ما عبد الله.

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد

__________________

(١) كذا في الأصل وفي المصدر «خزانة» مكان «خزائنه».

٣٤١

ابن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه عن حمزة بن ربيع عن علي بن سويد السائي قال: سألت العبد الصالح عن قول الله:( ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ ) قال: البينات هم الائمةعليهم‌السلام .

١٤ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن مرداس قال: حدّثنا صفوان بن يحيى والحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن أبي خالد الكابلي قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ) فقال: يا أبا خالد النور والله الائمة من آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى يوم القيامة، وهم والله نور الله الذي أنزل، وهم والله نور الله في السماوات وفي الأرض، والله يا أبا خالد لنور الامام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار. وهم والله ينورون قلوب المؤمنين ويحجب اللهعزوجل نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم ؛ والله يا أبا خالد لا يحبنا عبد ويتولانا حتى يطهر الله قلبه، ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا ويكون سلما لنا، فاذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر.

١٥ ـ أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن علي بن أسباط والحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن أبي خالد الكابلي قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ) فقال: يا أبا خالد النور والله الائمةعليهم‌السلام ، يا أبا خالد لنور الامام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار، وهم الذين ينورون قلوب المؤمنين ويحجب الله نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم ويغشاهم بها.

١٦ ـ أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبيد الله عن محمد بن الحسن وموسى بن عمر عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: والامامة هي النور، وذلك قول اللهعزوجل :( فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ) قال: النور هو الامام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٧ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى جعفر بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام

٣٤٢

قال: يوم التغابن يوم يغبن أهل الجنة أهل النار.

١٨ ـ في مجمع البيان وقد روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تفسير هذا قوله: ما من عبد مؤمن يدخل الجنة إلّا ارى مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا، وما من عبد يدخل النار إلّا ارى مقعده من الجنة لو أحسن ليزداد حسرة.

١٩ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ القلب ليرجح(١) فيما بين الصدور الحنجرة حتى يعقد على الايمان، فاذا عقد على الايمان قر، وذلك قول اللهعزوجل :( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) .

في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن ابن سنان عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثل ما في الأصول سواء.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام ( إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) وذلك ان الرجل كان إذا أراد الهجرة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تعلق به ابنه وامرأته، وقالوا: ننشدك الله أن تذهب عنا وتدعنا فنضيع بعدك، فمنهم من يطيع أهله فيقيم، فحذرهم الله أبناءهم ونساءهم ونهاهم عن طاعتهم، ومنهم من يمضى ويذرهم، ويقول الله: اما والله لئن لم تهاجروا معى لم يجمع الله بيني وبينكم في دار الهجرة لا أنفعكم بشيء أبدا، فلما جمع الله بينه وبينهم امره الله ان يحسن إليهم ويصلهم، فقال:( وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .

٢١ ـ في نهج البلاغة وقالعليه‌السلام : لا يقولن أحدكم: أللّهم انى أعوذ بك من الفتنة لأنه ليس أحد إلّا وهو مشتمل على فتنة، ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلات الفتن، فان الله سبحانه يقول:( وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) .

٢٢ ـ في مجمع البيان وروى عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب فجاء الحسن والحسينعليهما‌السلام عليهما قميصان أحمران

__________________

(١) الرج: التحريك والتحرك: والرجرجة: الاضطراب.

٣٤٣

يمشيان ويعثران، فنزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إليهما فأخذهما فوضعهما في حجره على المنبر، وقال: صدق الله( إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما ثم أخذ في خطبته.

قال عز من قائل:( فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا ) .

٢٣ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى سهل بن محمد المصيصي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن عليعليهم‌السلام قال: لا يكون العبد فاعلا ولا متحركا إلّا والاستطاعة معه من اللهعزوجل ، وإنّما وقع التكليف من الله تبارك وتعالى بعد الاستطاعة ولا يكون مكلفا للفعل إلّا مستطيعا.

٢٤ ـ حدّثنا أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عمن رواه من أصحابنا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: لا يكون العبد فاعلا إلّا وهو مستطيع، وقد يكون مستطيعا غير فاعل، ولا يكون فاعلا حتى يكون معه الاستطاعة.

٢٥ ـ حدّثنا أبي رضى الله عنه قال حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما كلف الله العباد كلفة فعل، ولأنهم عن شيء حتى جعل لهم الاستطاعة ثم أمرهم ونهاهم، فلا يكون العبد آخذا ولا تاركا إلّا باستطاعة متقدمة قبل الأمر والنهى، وقبل الأخذ والترك، وقبل القبض والبسط.

٢٦ ـ حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه: قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: لا يكون من العبد قبض ولا بسط إلّا باستطاعة متقدمة للقبض والبسط.

٢٧ ـ حدّثنا أبي رضى الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين عن أبي سعيد المحاملي وصفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول وعنده قوم يتناظرون في الأفاعيل والحركات

٣٤٤

فقال الاستطاعة قبل الفعل، لم يأمر اللهعزوجل بقبض ولا بسط إلّا والعبد لذلك مستطيع.

٢٨ ـ حدّثنا أبي رضى الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن مروك ابن عبيد عن عمرو ورجل من أصحابنا عمن سأل أبا عبد اللهعليه‌السلام فقال لي ان لي أهل بيت قدرية يقولون: نستطيع أن نعمل كذا وكذا ونستطيع ان لا نعمل؟ قال: فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قل له هل تستطيع أن لا تذكر ما تكره، وان لا تنسى ما تحب؟ فان قال: لا، فقد ترك قوله، وان قال: نعم فلا تكلمه أبدا فقد ادعى الربوبية.

٢٩ ـ حدّثنا أبي رضى الله عنه قال: حدّثنا سعيد بن عبد الله قال: حدّثنا أبو الخير صالح بن أبي حماد قال: حدّثني أبو خالد السجستاني عن علي بن يقطين عن أبي إبراهيم قال: مر أمير المؤمنينعليه‌السلام بجماعة بالكوفة وهم يختصمون في القدر، فقال لمتكلمهم: أبا لله تستطيع أم مع الله أم من دون الله تستطيع؟ فلم يدر ما يرد عليه، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ان زعمت انك بالله تستطيع فليس لك من الأمر شيء، وان زعمت انك مع الله تستطيع فقد زعمت انك شريك معه في ملكه، وان زعمت انك من دون الله تستطيع فقد ادعيت الربوبية من دون اللهعزوجل ، فقال يا أمير المؤمنين لا بل بالله أستطيع، فقال: اما انك لو قلت غير هذا لضربت عنقك.

٣٠ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن الحسن زعلان عن أبي طالب القمّي عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: أجبر الله العباد على المعاصي قال: لا، قلت: ففوض إليهم الأمر؟ قال: لا ؛ قلت: فما ذا؟ قال: لطف من ربك بين ذلك.

٣١ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن غير واحد عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام قال: إنّ الله أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب ثم يعذبهم عليها، والله أعز من أن يريد أمرا فلا يكون، قال :

٣٤٥

فسئلاعليهما‌السلام هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة؟ قالا: نعم أوسع مما بين السماء والأرض.

٣٢ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن صالح بن سهل عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سئل عن الجبر والقدر، فقال: لا جبر ولا قدر ولكن منزلة بينهما فيها الحق التي بينهما، لا يعلمها إلّا العالم أو من علمها إياه العالم.

٣٣ ـ علي بن إبراهيم عن محمد عن يونس عن عدة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال له رجل: جعلت فداك أجبر الله العباد على المعاصي؟ قال: الله أعدل من ان يجبرهم على المعاصي ثم يعذبهم عليها، فقال له: جعلت فداك ففوض الله إلى العباد؟ قال: فقال: لو فوض إليهم لم يحصرهم بالأمر والنهى، فقال له: جعلت فداك فبينهما منزلة؟ قال: فقال نعم أوسع ما بين السماء إلى الأرض(١) .

٣٤ ـ محمد بن يحيى وعلي بن إبراهيم جميعا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم وعبد الله بن يزيد جميعا عن رجل من أهل البصرة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الاستطاعة؟ فقال أتستطيع ان تعمل ما لم يكون؟ قال: لا، قال: فتستطيع ان تنتهي عما قد كون؟ قال: لا، قال: فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : فمتى أنت مستطيع؟ قال: لا أدري، قال: فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان الله خلق خلقا فجعل فيهم آلة الاستطاعة، ثم لم يفوض إليهم ؛ فهم مستطيعون للفعل وقت الفعل مع الفعل إذا فعلوا ذلك الفعل، فاذا لم يفعلوه في ملكه لم يكونوا مستطيعين أن يفعلوا فعلا لم يفعلوه، لان اللهعزوجل أعز من أن يضاده في ملكه أحد، قال البصري: فالناس مجبورون؟ قال: لو كانوا مجبورين كانوا معذورين، قال: ففوض إليهم؟ قال: لا. قال: فما هم؟ قال: علم منهم فعلا فجعل فيهم آلة الفعل، فاذا فعلوا كانوا مع الفعل مستطيعين، قال البصري: اشهد انه الحق وانكم أهل بيت النبوة والرسالة.

٣٥ ـ محمد بن أبي عبد الله عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم عن أحمد بن

__________________

(١) كذا في الأصل وفي المصدر «والأرض» مكان «الى الأرض» وهو الظاهر.

٣٤٦

محمد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن صالح النيلي قال، سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام : هل للعباد من الاستطاعة شيء؟ [قال] فقال لي: إذا فعلوا الفعل كانوا مستطيعين بالاستطاعة التي جعل الله فيهم، قال: قلت: وما هي؟ قال: الآلة مثل الزنا(١) إذا زنى كان مستطيعا للزنا حين زنا، ولو انه ترك الزنا ولم يزن كان مستطيعا لتركه إذا ترك، قال: ثم قال: ليس له من الاستطاعة قبل الفعل قليل ولا كثير، ولكن مع الفعل والترك كان مستطيعا، قلت: فعلى ما ذا يعذبه؟ قال: بالحجة والآلة التي ركب فيهم، ان الله لم يجبر أحدا على معصية ولا أراد ارادة حتم الكفر من أحد، ولكن حين كفر كان في ارادة الله أن يكفر، وهم في ارادة الله وفي علمه ان لا يصيروا إلى شيء من الخير قلت: أراد منهم أن يكفروا؟ قال: ليس هكذا أقول ولكني أقول: علم انهم سيكفرون فأراد الكفر لعلمه فيهم، وليست ارادة حتم انما هي ارادة اختيار.

٣٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن الفضل بن أبي قرة قال: رأيت أبا عبد اللهعليه‌السلام يطوف من أول الليل إلى الصباح وهو يقول: أللّهم قنى شح نفسي، فقلت: جعلت فداك ما سمعتك تدعو، بغير هذا الدعاء قال وأى شيء أشد من شح النفس وان الله يقول:( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .

٣٧ ـ في مجمع البيان وقال الصادقعليه‌السلام : من أدى الزكاة فقد وقى شح نفسه.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء سورة الطلاق والتحريم في فريضة أعاذه الله من أن يكون يوم القيامة ممن يخاف أو يحزن وعوفي من النار، وأدخله الله الجنة بتلاوته إياهما ؛ ومحافظته عليهما

__________________

(١) وفي المصدر «الزاني» بدل «الزنا».

٣٤٧

لأنهما للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ومن قرء سورة الطلاق مات على ستة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن سنان قال: أخبرنى الكلبي النسابة قال: دخلت على جعفر بن محمدعليه‌السلام فقلت له: أخبرنى عن رجل قال لامرأته أنت طالق عدد نجوم السماء؟ فقال: ويحك أما تقرء سورة الطلاق؟ قلت: بلى، قال: فاقرأ، فقرأت( فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ) قال: أترى هاهنا نجوم السماء؟ قلت: لا، قلت: فرجل قال لامرائه: أنت طالق ثلاثا قال: ترد إلى كتاب الله وسنة نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم قال: لا طلاق إلّا على طهر من غير جماع بشاهدين مقبولين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ) قال: المخاطبة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمعنى للناس وهو ما قال الصادقعليه‌السلام : ان الله بعث نبيه: بإياك اعنى واسمعي يا جارة،(١)

وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ) والعدة الطهر من الحيض( وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ) وذلك ان يدعها حتى تحيض، فاذا حاضت ثم طهرت واغتسلت طلقها تطليقة من غير أن يجامعها ويشهد على طلاقها إذا طلقها، ثمّ إنّ شاء راجعها ويشهد على رجعتها إذا راجعها، فاذا أراد طلاقها الثانية فاذا حاضت واغتسلت طلقها الثانية، واشهد على طلاقها من غير ان يجامعها، ثمّ إنّ شاء راجعها ويشهد على رجعتها ثم يدعها حتى تحيض ثم تطهر، فاذا اغتسلت طلقها الثالثة وهو فيما بين ذلك قبل أن يطلق الثالثة أملك بها ان شاء راجعها، غير انه ان راجعها ثم بدا له أن يطلقها عند ما طلق قبل ذلك وهكذا السنة في الطلاق لا يكون الطلاق إلّا عند طهرها من حيضها من غير جماع كما وصفت، وكلها رجعت فليشهد، فان طلقها ثم راجعها حبسها ما بدا له، ثمّ إنّ طلقها الثانية ثم راجعها حبسها بواحدة ما بدا له، ثمّ إنّ طلقها تلك الواحدة الباقية بعد ما كان راجعها اعتدت ثلاثة

__________________

(١) مر بعض ما يتعلق بهذا المثل في المجلد الاول صفحة ١٤٠ فراجع.

٣٤٨

قروء وهي ثلاث حيضات وان لم تكن تحيض فثلاثة أشهر، وان كان بها حمل فاذا وضعت انقضى أجلها، وهو قوله( وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ ) الشهر واللائي لم يحضن فعدتهن أيضا ثلاثة أشهر( وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ ) .

٥ ـ في مجمع البيان وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي بن الحسين وجعفر بن محمدعليهم‌السلام «فطلقوهن في قبل عدتهن».

٦ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابنا عن أبان عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: والله لو ملكت من أمر الناس شيئا لأقمتهم بالسيف والسوط حتى يطلقوا للعدة كما أمر اللهعزوجل .

٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام انه سئل عن امرأة سمعت رجلا طلقها وجحد ذلك أتقيم معه؟ قال: نعم وان طلاقه بغير شهود ليس بطلاق، والطلاق لغير العدة ليس بطلاق، ولا يحل له أن يفعل فيطلقها بغير شهود فلغير العدة التي أمر اللهعزوجل بها.

٨ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام انه قال: كل طلاق لا يكون على السنة أو طلاق على العدة فليس بشيء قال زرارة: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : فسر لي طلاق الستة وطلاق العدة، فقال: اما طلاق العدة الذي قال الله تبارك وتعالى:( فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ) فاذا أراد الرجل منكم ان يطلق امرأته طلاق العدة فلينتظر بها حتى تحيض وتخرج من حيضتها ثم يطلقها تطليقة من غير جماع بشهادة شاهدين عدلين ويراجعها من يومه ذلك ان أحب أو بعد ذلك بأيام، وقبل ان تحيض ويشهد على رجعتها ويواقعها و. يكون معها، حتى تحيض فاذا حاضت وخرجت من حيضتها طلقها تطليقة اخرى من غير جماع ويشهد على ذلك، ثم يراجعها أيضا متى شاء قبل ان تحيض ويشهد على رجعتها ويواقعها وتكون معه إلى ان تحيض الحيضة الثالثة فاذا خرجت من حيضتها

٣٤٩

الثالثة بغير جماع، ويشهد على ذلك فاذا فعل ذلك فقد بانت منه، ولا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن محمد بن زياد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إذا أراد الرجل الطلاق طلقها في قبل عدتها بغير جماع، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠ ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن ابن رباط وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير جميعا عن ابن أذينة عن محمد بن مسلم انه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن رجل قال لامراته أنت على حرام أو بائنة أو بتة أو برية أو خلية؟(١) قال: هذا كله ليس بشيء، انما الطلاق ان يقول لها في قبل العدة بعد ما تطهر من محيضها قبل أن يجامعها: أنت طالق أو اعتدى، يريد بذلك الطلاق ويشهد على ذلك رجلين عدلين.

١١ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الطلاق للعدة ان يطلق الرجل امرأته عند كل يطهر يرسل إليها ؛ اعتدى فان فلانا قد طلقك، قال: وهو أملك برجعتها.

١٢ ـ في كتاب علل الشرائع حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدّثنا تميم بن بهلول عن أبيه عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا يقع الطلاق إلّا على الكتاب والسنة، لأنه حد من حدود اللهعزوجل يقول:( إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ) ويقول:( وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ) ويقول:( وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) وان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رد طلاق عبد الله بن عمر لأنه كان خلافا للكتاب والسنة.

١٣ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن ابن بكير وغيره عن أبي جعفرعليه‌السلام انه قال: إنّ الطلاق الذي أمر اللهعزوجل في كتابه

__________________

(١) البتة: المنقطعة عن الزوج والبريئة بالهمزة وقد يخفف أي البريئة من الزوج. وفي النهاية: امرأة خلية هي التي لا زوج لها.

٣٥٠

والذي سن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ان يخلى الرجل عن المراة، فاذا حاضت وطهرت من محيضها اشهد رجلين عدلين على تطليقه وهي طاهر من غير جماع، وهو أحق برجعتها ما لم تنقض ثلاثة قروء، وكل طلاق ما خلا هذا فهو باطل ليس بطلاق.

١٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن سعد بن أبي خلف قال: سألت أبا الحسن موسىعليه‌السلام عن شيء من الطلاق، فقال: إذا طلق الرجل امرأته طلاقا لا يملك فيه الرجعة فقد بانت منه ساعة طلقها وملكت نفسها ولا سبيل عليها، وتعتد حيث شاءت ولا نفقة لها، قال: قلت: أليس اللهعزوجل يقول:( لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ ) ؟ قال: فقال: انما عنى بذلك التي تطلق تطليقة بعد تطليقة(١) فتلك التي لا تخرج ولا تخرج حتى تطلق الثالثة، فاذا طلقت الثالثة فقد بانت منه ولا نفقة لها والمراة التي يطلقها الرجل تطليقة ثم يدعها حتى يخلو أجلها فهذه أيضا تقعد في منزل زوجها ولها النفقة والسكنى حتى تنقضي عدتها.

١٥ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: سألته عن المطلقة أين تعتد؟ قال: في بيتها لا تخرج، وان أرادت زيارة خرجت بعد نصف الليل ولا تخرج نهارا، وليس لها أن تحج حتى تنقضي عدتها، وسألته عن المتوفى عنها زوجها أكذلك هي؟ قال: نعم وتحج ان شاءت.

١٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) فقال: إلّا ان تزني فتخرج ويقام عليها الحد.

١٧ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن الرضاعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) قال: أذاها

__________________

(١) أي الرجعية فانها صالحة لان يرجع إليها في العدة، ثم تطلق، واستدرك الامام (عليه السلام)ما يوهمه العبارة من التخصيص بمن يرجع إليها ثم يتعلق في آخر، قاله المجلسي (ره) في مرآة العقول.

٣٥١

لأهل الرجل وسوء خلفها.

١٨ ـ عن بعض أصحابنا عن علي بن الحسن التيمي عن علي بن أسباط عن محمد بن علي بن جعفر قال: سأل المأمون الرضاعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) قال: يعنى بالفاحشة المبينة أن تؤذي أهل زوجها فاذا فعلت فان شاء أن يخرجها من قبل أن تنقضي عدتها فعل.

١٩ ـ في مجمع البيان( إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) قيل هي الإيذاء(١) على أهلها فيحل لهم إخراجها وهو المروي عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام .

٢٠ ـ وروى علي بن أسباط عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: الفاحشة أن تؤذي أهل زوجها وتسبهم.

٢١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدّثنا علي بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرمانى قال: حدّثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي قال: حدّثنا أحمد بن طاهر القمّي قال: حدّثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني قال: حدّثنا أحمد بن مسرور عن سعد بن عبد الله القمّي قال: قلت لصاحب الزمانعليه‌السلام : أخبرنى عن الفاحشة المبينة التي إذا أتت المرأة بها في أيام عدتها حل للزوج أن يخرجها من بيته؟ فقال: الفاحشة المبينة السحق دون الزنا فان المرأة إذا زنت وأقيم عليها الحد ليس لمن أرادها أن يمتنع بعد ذلك من التزويج بها لأجل الحد وإذا سحقت وجب عليها الرجم والرجم خزي ومن قد أمر الله برجمه فقد أخزاه، ومن أخزاه فقد أبعده ومن أبعده فليس لأحد ان يقربه.

٢٢ ـ في الكافي ابن محبوب عن بكير عن زرارة قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: أحب للرجل الفقيه إذا أراد أن يطلق امرأته ان يطلقها طلاق السنة، قال: ثم قال وهو الذي قال اللهعزوجل :( لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً ) . يعنى بعد الطلاق وانقضاء العدة التزويج لها من قبل ان تتزوج زوجا غيره.

__________________

(١) كذا في الأصل وفي المصدر «البذاء» مكان «الإيذاء» والبذاء: الفحش في القول.

٣٥٢

٢٣ ـ حميد بن زياد عن ابن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أحدهماعليهما‌السلام في المطلقة: تعتد في بيتها تظهر له زينتها،( لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً ) .

٢٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن خالد عن القاسم بن عروة عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: المطلقة تكتحل وتختضب وتطيب وتلبس ما شاءت من الثياب، لان اللهعزوجل يقول:( لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً ) لعلها ان تقع في نفسه فيراجعها.

في مجمع البيان:( وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ) قال المفسرون: أمر ان يشهدوا عند الطلاق وعند الرجعة شاهدي عدل حتى لا تجحد المراة المراجعة بعد انقضاء العدة، ولا الرجل الطلاق، كان امرا يقتضي الوجوب وهو من شرائط صحة الطلاق، ومن قال: إنّ ذلك راجع إلى المراجعة حملناه على الندب.

٢٥ ـ في الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أبي نجران عن محمد بن الفضيل قال: كنا في دهليز يحيى بن خالد بمكة وكان هناك أبو الحسن موسىعليه‌السلام وابو يوسف، فقام إليه وتربع بين يديه فقال: يا أبا الحسن جعلت فداك المحرم يظلل؟ قال: لا، قال: فيستظل بالجدار والمحمل ويدخل البيت والخباء؟ قال: نعم، قال: فضحك أبو يوسف شبه المستهزئ. فقال له أبو الحسنعليه‌السلام : يا أبا يوسف ان الدين ليس بقياس كقياسك وقياس أصحابك، ان الله تعالى أمر في كتابه في الطلاق وأكد فيه بشاهدين ولم يرض بهما إلّا عدلين، وامر في كتابه بالتزويج واهله بلا شهود فأتيتم بشاهدين فيما أبطل الله، وأبطلتم شاهدين فيما أكد الله تعالى، وأجزتم طلاق المجنون والسكران، حج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأحرم ولم يظلل، ودخل البيت والخباء واستظل بالمحمل والجدار ففعلنا كما فعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسكت.

٢٦ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن داود النهدي عن ابن أبي نجران عن محمد بن الفضيل قال: قال أبو الحسن موسىعليه‌السلام لأبي يوسف القاضي: ان الله تبارك وتعالى أمر في كتابه بالطلاق وأكد فيه بشاهدين ولم يرض بهما إلّا عدلين ،

٣٥٣

وامر في كتابه بالتزويج فأهمله بلا شهود فأثبتم شاهدين فيما أهمل وأبطلتم الشاهدين فيما أكد.

٢٧ ـ في تهذيب الأحكام سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن خالد وعلي بن حديد عن علي بن النعمان عن داود بن الحصين عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن شهادة النساء في النكاح بلا رجل معهن إذا كانت المرأة منكرة؟ فقال: لا بأس به ثم قال لي: ما يقولون في ذلك فقهاؤكم؟ قلت: يقولون لا إلّا بإشهاد رجلين عدلين(١) فقال: كذبوا لعنهم الله، هونوا واستخفوا بعزائم الله وفرائضه، وشددوا وعظموا ما هون الله، ان الله أمر في الطلاق بشهادة رجلين عدلين فأجازوا الطلاق بلا شاهد واحد، والنكاح لم يجيء عن الله في تحريمه فسن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك الشاهدين تأديبا ونظرا لئلا ينكر الولد والميراث وقد ثبت عقدة النكاح ويستحل الفرج ولا ان يشهد.

٢٨ ـ الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: دخل الحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل على أبي جعفرعليه‌السلام فسألاه عن شاهد ويمين؟ قال: قضى به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقضى به علىعليه‌السلام عندكم بالكوفة، فقالا: هذا خلاف القرآن؟ قال: واين وجدتموه خلاف القرآن؟ فقالا ان الله تعالى يقول:( وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ) فقال لهما أبو جعفرعليه‌السلام : فقوله:( وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ) هو ان لا تقبلوا شهادة واحد ويمين.

٢٩ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن عبد الرحمان بن أبي نجران ومحمد بن علي عن أبي جميلة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من كتم شهادة أو يشهد بها ليهدر دم امرء مسلم أو ليزوي مال امرء مسلم(٢) أتى يوم القيامة ولوجهه ظلمة مد البصر وفي وجهه كدوح(٣) تعرفه الخلائق باسمه

__________________

(١) وفي المصدر والمنقول عنه في الوافي «لا يجوز إلّا شهادة رجلين عدلين».

(٢) أي ليصرفه عنه.

(٣) الكدح: الخدش.

٣٥٤

ونسبه، ومن شهد شهادة حق ليحق بها حق امرء مسلم أتى يوم القيامة ولوجهه نور مد البصر تعرفه الخلائق باسمه ونسبه، ثم قال أبو جعفرعليه‌السلام : ألا ترى أنّ الله تبارك وتعالى يقول:( وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ ) .

٣٠ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن منصور الخزاعي عن علي بن سويد السائي عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: كتب إلى في رسالته: وسألت عن الشهادة لهم فأقم الشهادة لله ولو على نفسك أو الوالدين والأقربين فيما بينك وبينهم، فان خفت على أخيك ضيما فلا(١) .

الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن إسماعيل بن مهران مثله.

٣١ ـ في أصول الكافي باسناده إلى صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام ان من العبادة شدة الخوف من اللهعزوجل ، قال الله تبارك وتعالى:( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٢ ـ وباسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسنعليه‌السلام انه قال: من اتقى الله يتقى ؛ ومن أطاع الله يطاع، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٣ ـ في الكافي باسناده إلى محمد بن مسلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أبى اللهعزوجل إلّا أن يجعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون.

٣٤ ـ وباسناده إلى علي بن السري قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ اللهعزوجل جعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون، وذلك ان العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه.

٣٥ ـ وباسناده إلى علي بن عبد العزيز قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما فعل عمر بن مسلم؟(٢) قلت: جعلت فداك أقبل على العبادة وترك التجارة فقال: ويحه!

__________________

(١) الضيم: الظلم.

(٢) يظهر من كلام الوحيد (ره) في تعليقته على منهج المقال انه عمر بن مسلم الهراء الكوفي أخو معاذ بن مسلم.

٣٥٥

أما علم ان تارك الطلب لا يستجاب له، ان قوما من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا نزلت:( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) أغلقوا الأبواب وأقبلوا على العبادة وقالوا: قد كفينا، فبلغ ذلك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فأرسل إليهم قال: ما حملكم على ما صنعتم؟ فقالوا: يا رسول الله تكفل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة ؛ قال: انه من فعل ذلك لم يستجب له، عليكم بالطلب.

٣٦ ـ حدّثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال: حدّثنا الحسن بن محمد عن محمد بن زياد عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) قال في دنياه.

٣٧ ـ علي بن محمد عمن ذكره عن محمد بن الحسين وحميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندي جميعا عن أحمد بن الحسن الميثمي عن رجل من أصحابه قال: قرأت جوابا من أبي عبد اللهعليه‌السلام إلى رجل من أصحابه: «اما بعد فإنّي أوصيك بتقوى الله، فان الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب( وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) ، فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم ويأمن العقوبة من ذنبه، فان اللهعزوجل لا يخدع من،(١) ولا ينال ما عنده إلّا بطاعته إنْ شاء الله».

٣٨ ـ علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن محمد الكناسي قال: حدّثنا من رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام في قولهعزوجل :( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) قال: هؤلاء قوم من شيعتنا ضعفاء ليس عندهم ما يتحملون به إلينا فيسمعون حديثنا، ويقتبسون من علمنا، فيرحل قوم فوقهم وينفقون أموالهم، ويتبعون أبدانهم حتى يدخلوا علينا فيسمعوا حديثنا فينقلوه إليهم، فيعيه(٢) هؤلاء ويضيعه هؤلاء، فأولئك الذين يجعل اللهعزوجل ذكره لهم مخرجا ويرزقهم من حيث لا يحتسبون.

__________________

(١) كذا في الأصل ولم أظفر على الحديث في مظانه في كتاب الكافي.

(٢) وعى الحديث: حفظه وتدبره وقبله وجمعه وحواه.

٣٥٦

٣٩ ـ سهل عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحفص التميمي قال: حدّثني أبو جعفر الخثعمي قال: لـمّا سير عثمان أبا ذر إلى الربذة شيعة أمير المؤمنين وعقيل والحسن والحسينعليهم‌السلام وعمار بن ياسر رضى الله عنه فلما كان عند الوداع قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : يا أبا ذر انما غضبت للهعزوجل فارج من غضبت له، ان القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك فأدخلوك على الفلاح وامتحنوك بالقلاء، والله لو كانت السماوات والأرض على عبد رتقا ثم اتقى الله جعل له منها مخرجا، لا يؤنسنك إلّا الحق ولا يوحشك إلّا الباطل.

٤٠ ـ وباسناده إلى عبد الحميد الواسطي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: أصلحك الله لقد تركنا أسواقنا انتظار لهذا الأمر حتى ليوشك الرجل أن يسأل في يده؟ فقال: يا أبا عبد الرحمان أترى من حبس نفسه على الله لا يجعل له مخرجا؟ بلى والله ليجعلن الله له مخرجا، رحم الله عبدا أحيى أمرنا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤١ ـ في نهج البلاغة واعلموا انه من يتق الله يجعل له مخرجا من الفتن ونورا من الظلم.

٤٢ ـ وفيه قيل لهعليه‌السلام : لو سد على رجل باب بيت وترك فيه من أين كان يأتيه رزقه؟ قال: من حيث يأتيه أجله.

٤٣ ـ في من لا يحضره الفقيه روى السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال عليٌّعليه‌السلام : من أتاه الله برزق لم يخط إليه برجله ولم يمد إليه يده، ولم يتكلم فيه بلسانه، ولم يشد إليه ثيابه(١) ولم يتعرض له كان ممن ذكره اللهعزوجل في كتابه:( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) .

٤٤ ـ في مجمع البيان وروى عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال: قرأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ) قال: من شبهات الدنيا ومن غمرات

__________________

(١) أي لم يسافر لأجله.

٣٥٧

الموت وشدائد يوم القيامة.

٤٥ ـ وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا.

٤٦ ـ وروى عن الصادقعليه‌السلام انه قال:( يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) أي يبارك له فيما أتاه.

٤٧ ـ عن أبي ذر الغفاري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: انى لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم:( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ ) الآية فما زال يقولها ويعيدها.

٤٨ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى الصادقعليه‌السلام أنّه قال في كلام طويل: إنّ الله تعالى أبى إلّا أن يجعل أرزاق المتقين من حيث لا يحتسبون.

٤٩ ـ في عوالي اللئالى وفي الحديث انه لـمّا نزل قوله تعالى:( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) انقطع رجال من الصحابة في بيوتهم واشتغلوا بالعبادة وثوقا بما يضمن الله لهم، فعلم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك فعاب ما فعلوه، وقال: انى لابغض الرجل فاغرافاه(١) إلى ربه: أللّهم ارزقني، ويترك الطلب.

٥٠ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من انقطع إلى الله كفاه الله مؤنته ؛ ورزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع إلى الدنيا وكله إليها.

٥١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب محاسن البرقي بلغ عبد الملك ان سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند علي بن الحسينعليهما‌السلام ، فبعث يستوهبه منه ويسأله الحاجة، فأبى عليه فكتب عبد الملك يهدده وانه يقطع رزقه من بيت المال، فأجابهعليه‌السلام : أما بعد فان الله تعالى ضمن للمتقين المخرج من حيث يكرهون والرزق من حيث لا يحتسبون.

٥٢ ـ في كتاب الخصال عن علي بن النعمان باسناده يرفعه إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: قال الله: يا ابن آدم أعطنى فيما أمرتك، ولا تعلمني فيما يصلحك.

٥٣ ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: كانت

__________________

(١) فغرفاه: فتحه.

٣٥٨

الحكماء والفقهاء إذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا بثلاث ليس معهن رابعة: من كانت الاخرة همته كفاه الله همته من الدنيا الحديث.

٥٤ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى أبي ذر رضى الله عنه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بهذه الآية لكفتهم:( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ ) .

٥٥ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل وفيه: وقالعليه‌السلام : قال دانيال وذكر كلاما طويلا وفيه الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه.

٥٦ ـ في مجمع البيان وفي الحديث من سره ان يكون أقوى الناس فليتوكل على الله.

٥٧ ـ في كتاب الخصال عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يا معاوية من اعطى ثلاثة لم يحرم ثلاثة: من اعطى الدعاء اعطى الاجابة، ومن اعطى الشكر اعطى الزيادة، ومن اعطى التوكل اعطى الكفاية، فان اللهعزوجل يقول في كتابه:( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) ويقول:( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) ويقول:( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) .

٥٨ ـ في عيون الأخبار عن الرضاعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه لأبي الصلت: واتق الله وتوكل عليه في سر أمرك وعلانيته( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) .

٥٩ ـ في كتاب معاني الأخبار أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله قال: جاء جبرئيل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا جبرئيل ما التوكل؟ فقال: العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطى ولا يمنع، واستعمال اليأس من الخلق، فاذا كان العبد كذلك لم يعمل لأحد سوى الله ولم يرج ولم يخف سوى الله، ولم يطمع في أحد سوى الله ؛ فهذا التوكل، والحديث طويل أخذنا

٣٥٩

منه موضع الحاجة.

٦٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن غير وأحد عن علي بن أسباط عن أحمد بن عمر الحلال(١) عن علي بن سويد عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) فقال: للتوكل على الله درجات، منها ان تتوكل على الله في أمورك كلها، فما فعل بك كنت عنه راضيا تعلم، انه لا يألوك(٢) خيرا وفضلا وتعلم ان الحكم في ذلك له فتوكل على الله بتفويض ذلك إليه وثق به فيها وغيرها.

٦١ ـ في الاستبصار علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله تعالى ان ارتبتم ما الريبة؟ فقال ما زاد على شهر فهو ريبة فلتعتد ثلاثة أشهر ولتترك الحيض، وما كان في الشهر لم تزد في الحيض على ثلاث حيض فعدتها ثلاث حيض.(٣)

٦٢ ـ في مجمع البيان:( وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ ) فلا يحضن ان ارتبتم فلا تدرون للكبر ارتفع حيضهن أم لعارض( فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ ) وهن اللاتي أمثالهن يحضن لأنهن لو كن في سن من لا تحيض لم يكن للارتياب معنى، وهذا هو المروي عن أئمتناعليهم‌السلام .

٦٣ ـ في جوامع الجامع( اللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ ) فلا يحضن( إِنِ ارْتَبْتُمْ ) فلا تدرون لكبر ارتفع حيضهن أم لعارض( فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ ) فهذه مدة المرتاب فيها وقدر ذلك فيما دون خمسين سنة، وهو مذهب هل البيتعليهم‌السلام

٦٤ ـ في مجمع البيان و( أُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ ) قال ابن عباس هي في الطلاق خاصة، وهو المروي عن أئمتناعليهم‌السلام .

__________________

(١) الحلال ـ بتشديد اللام: بياع الحل ـ بالفتح ـ وهو دهن السمسم.

(٢) الإلو: التقصير.

(٣) لهذا الحديث بيان طويل راجع الاستبصار ج ٣ ص ٣٢٥ ط نجف وكتاب الوافي ج ٣ (الجزء الثاني عشر) ص ١٧٦.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749