تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين7%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 356958 / تحميل: 4858
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

٥٣ ـ في عيون الأخبار وفي باب آخر فيما جاء عن الرضا من الأخبار المجموعة باسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنَّ للهعزوجل عمودا من ياقوت أحمر رأسه تحت العرش وأسفله على ظهر الحوت في الأرض السابعة السفلى، فاذا قال العبد: لا إله إلّا الله اهتز العرش وتحرك العمود وتحرك الحوت. فيقول الله تعالى: أسكن يا عرشي، فيقول: أي أسكن وأنت لم تغفر لقائلها؟ فيقول الله تعالى: اشهدوا سكان سمواتى أني قد غفرت لقائلها.

٥٤ ـ في كتاب الخصال قال عليٌّعليه‌السلام لبعض اليهود وقد سئله عن مسائل: أما أقفال السماوات فالشرك بالله، ومفاتيحها قول لا إله إلّا الله.

٥٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن حمران عن أبي عبدالله قال ؛ من قال لا إله إلّا الله مخلصا دخل الجنة، وإخلاصه أنْ يحجزوه لا إله إلّا الله عما حرم اللهعزوجل .

وباسناده إلى زيد بن أرقم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

٥٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى ابن شبرمة عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام لأبي حنيفة: أخبرني عن كلمة أولها شرك وآخرها ايمان؟ قال: لا أدري قال: هي لا إله إلّا الله أولها كفر وآخرها ايمان.

٥٧ ـ في مجمع البيان روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فهل عسيتم إنْ وليتم

٥٨ ـ وعن عليٍّعليه‌السلام :( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ ) قال أبو حاتم: معناه أنْ تولّاكم الناس.

٥٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا عبد الله بن محمد بن خالد عن الحسن بن علي الخزاز عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمان بن أبي عبدالله عن أبي العباس المكي قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إنّ عمر لقى عليّاعليه‌السلام فقال: أنت الذي تقرء بهذه الاية: «بأيكم المفتون» تعرض بى وبصاحبي؟ قال: أفلا أخبرك بآية نزلت في بني أميّة «فهل عسيتم» إلى قوله «وتقطعوا أرحامكم» فقال عمر بنو أميّة أوصل للرحم منك ولكنك اثبت العداوة لبني أمية وبنى عدى وبنى تميم.

في روضة الكافي الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء

٤١

عن أبان عن عبدالرحمان بن أبي عبدالله عن أبي العباس المكي مثله إلّا أنّ فيه فقال: كذبت، بنو أميّة إلخ.

٦٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن بعض أصحابنا عن محمد بن مسلم، وأبى حمزة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيهعليهما‌السلام قال: قال لي علي بن الحسين: يا بنى إياك ومصاحبة القاطع لرحمه، فإنّي وجدته ملعونا في كتاب اللهعزوجل في ثلاث مواضع قال اللهعزوجل :( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦١ ـ في كتاب الخصال عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: في كتاب عليٍّعليه‌السلام : ثلاث خصال لا يموت صاحبهن حتى يرى وبالهن: البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة، يبارز الله بها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٢ ـ عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر، ومدمن سحر، وقاطع رحم.

٦٣ ـ في كتاب ثواب الأعمال عن السكوني عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أظهر العلم واحترز العمل وائتلفت الألسن واختلفت القلوب وتقاطعت الأرحام هنا لك( لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ ) .

٦٤ ـ في مجمع البيان: أفلا يتدبرون القرآن قيل أفلا يتدبرون القرآن فيقضون ما عليهم من الحق عن أبي عبداللهعليه‌السلام وأبى الحسنعليه‌السلام .

٦٥ ـ في محاسن البرقي عنه عن عبد الله بن يحيى عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام يا سليمان إنّ لك قلبا ومسامع وإنّ الله إذا أراد أنْ يهدى عبدا فتح مسامع قلبه، وإذا أراد به غير ذلك ختم مسامع قلبه فلا يصلح أبدا، وهو قول اللهعزوجل : أم على قلوب أغفالها.

٦٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن القاسم بن عبيد الكندي

٤٢

قال: حدّثنا عبد الله بن عبد الفارس عن محمد بن علي عن أبي عبداللهعليه‌السلام في قوله:( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ ) عن الايمان بتركهم ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام ( الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ ) يعنى الثاني( وَأَمْلى لَهُمْ ) .

٦٧ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة وعلي بن عبدالله عن علي بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تعالى: «( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ) فلان وفلان وفلان ارتدوا على الايمان في ترك ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام » قلت: في قوله تعالى:( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ) ما أنزل الله قال: نزلت والله فيهما وفي أتباعهما وهو قول اللهعزوجل الذي نزل به جبرئيل على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله : «( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ ) في عليٍّعليه‌السلام ( سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ) قال: دعوا بني أميّة إلى ميثاقهم أنْ لا يصيروا الأمر فينا بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا يعطونا من الخمس شيئا، وقالوا: إنْ أعطيناهم إياه لم يحتاجوا إلى شيء ولم يبالوا أنْ يكون الأمر فيهم، فقالوا:( سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ) الذي دعوتمونا إليه وهو الخمس أنْ لا نعطيهم منه شيئا، وقوله:( كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ ) والذي نزل الله ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم، فأنزل الله:( أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ ) الآية.

٦٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى قوله وأملى لهم قوله:( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ ) هو ما افترض الله على خلقه من ولاية أمير المؤمنين سنطيعكم في بعض الأمر قال: دعوا بني أميّة إلى ميثاقهم إلّا يصيروا لنا الأمر بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ولا يعطونا من الخمس شيئا. وقالوا: إنْ أعطيناهم الخمس استغنوا به فقالوا:( سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ) أي لا تعطوهم من الخمس شيئا، فانزل الله على نبيه:( أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ) ٦٩ ـ في مجمع البيان( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ ) والمروي عن أبي جعفر وابى عبداللهعليهما‌السلام انهم بنو أميّة كرهوا ما نزل الله في ولاية

٤٣

أمير المؤمنينعليه‌السلام

٧٠ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله قال الباقر (عليه السلام)( ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ ) قال: كرهوا عليا وكان أمر الله بولايته يوم بدر ويوم حنين وببطن نخلة ويوم التروية ويوم عرفة، نزلت فيه خمس عشرة آية في الحجة التي صد فيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن المسجد الحرام وبالجحفة ونجم.

٧١ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من طلب مرضات الناس بما أسخط الله تعالى كان حامده من الناس ذاما، ومن اثر طاعة الله تعالى بما يغضب الناس كفاه الله تعالى عداوة كل عدو، وحسد كل حاسد، وبغى كل باغ، وكان الله له ناصرا وظهرا.

٧٢ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أرضى سلطانا بسخط الله خرج من دين الإسلام.

٧٣ ـ وبهذا الاسناد قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من طلب مرضات الناس بما يسخط الله تعالى كان حامده من الناس ذاما.

٧٤ ـ في كتاب التوحيد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وقد سأله بعض الزنادقة عن الله تعالى وفيه: قال السائل فله رضا وسخط؟ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : نعم، وليس ذلك على ما يوجد في المخلوقين، وذلك أنّ الرضا والسخط دخال يدخل عليه فينقله من حال إلى حال، وذلك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين، وهو تبارك وتعالى العزيز الرحيم لا حاجة به إلى شيء مما خلق، وخلقه جميعا محتاجون إليه وإنّما خلق الأشياء من غير حاجة ولا سبب اختراعا وابتداعا.

٧٥ ـ وباسناده إلى هشام بن الحكم أنّ رجلا سأل أبا عبد اللهعليه‌السلام

٤٤

عن الله تبارك وتعالى له رضا وسخط؟ قال: نعم، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين، وذلك أنّ الرضا والغضب دخال يدخل عليه فينقله من حال إلى حال معتمل(١) مركب للأشياء فيه مدخل وخالقنا لا مدخل للأشياء فيه واحد احدى الذات واحدى المعنى فرضاه ثوابه وسخطه عقابه من غير شيء يتداخله فيهيجه، وينقله من حال إلى حال، فان ذلك صفة المخلوقين العاجزين والمحتاجين، وهو تبارك وتعالى القوى العزيز لا حاجة به إلى شيء مما خلق، وخلقه جميعا محتاجون إليه انما خلق الأشياء من غير حاجة ولا سبب اختراعا وابتداعا.

٧٦ ـ وباسناده إلى محمد بن عمارة قال: سئلت الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام فقلت له: يا ابن رسول الله أخبرنى عن اللهعزوجل هل له رضا وسخط؟ فقال: نعم وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين. ولكن غضب الله عقابه، ورضاه ثوابه.

٧٧ ـ في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى أخفى اربعة في أربعة، رضاه في طاعته، فلا يستصغرن شيئا فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم، وأخفى سخطه في معصيته فلا يستصغرن شيئا من معصيته فربما وافق سخطه وأنت لا تعلم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ ) يعنى موالاة فلان وفلان وظالمي أمير المؤمنين «فأحبط أعمالهم» يعنى التي عملوها من الخيرات.

٧٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي عبيدة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال لي: يا أبا عبيدة خالقوا الناس بأخلاقهم وزايلوهم بأعمالهم انا لا نعد الرجل فينا عاقلا حتى يعرف لحن القول ثم قرأ هذه الاية:( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ )

٨٠ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى عليٍّعليه‌السلام انه قال: قلت أربع انزل الله تعالى تصديقى بها في كتابه، قلت المرء مخبو تحت لسانه فاذا

__________________

(١) أي يعمل بصفاته وآلاته

٤٥

تكلم ظهر، فأنزل الله:( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ )

٨١ ـ في مجمع البيان وعن أبي سعيد الخدري قال: لحن القول بغضهم عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببغضهم عليّ بن أبي طالب، وروى مثل ذلك عن جابر بن عبد الله الأنصاري، وعن عبادة بن الصامت قال: كنا نبور(١) أولادنا بحب عليّ بن أبي طالب، فاذا رأينا أحدهم لا يحبه علمنا أنه لغير رشدة(٢) قال أنس: ما خفي منافق على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد هذه الآية.

٨٢ ـ ـ وفيه قرأ أبي بكر ليبلونكم وما بعده بالياء وهو المروي عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام .

٨٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) قال: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وشاقوا الرسول أي قطعوه في أهل بيته بعد أخذه الميثاق عليهم له.

٨٤ ـ في عيون الأخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار المجموعة وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اختاروا الجنة على النار ولا تبطلوا أعمالكم تقذفوا في النار منكبين خالدين فيها أبدا.

٨٥ ـ في كتاب ثواب الأعمال عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

من قال سبحان الله غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: الحمد لله غرس الله له بها شجرة في الجنة ومن قال: لا إله إلّا الله غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: الله أكبر غرس الله له بها شجرة في الجنة، فقال رجل من قريش: يا رسول الله إنّ شجرنا في الجنة لكثير؟ قال: نعم، ولكن إياكم أنْ ترسلوا عليها نيرانا فتحرقونها، وذلك أنّ اللهعزوجل يقول:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ )

٨٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ ) كافة( فَاجْنَحْ لَها ) قال :

__________________

(١) باره: جربه واختبره.

(٢) الرشدة ـ بالفتح والكسر ـ: ضد الزنية يقال: ولد لرشدة.

٤٦

هي منسوخة بقوله:( فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إلى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ ) ٨٧ ـ في جوامع الجامع: ولن يتركم أعمالكم هو من وترت الرجل إذا قتلت له قتيلا أو حربته وحقيقته أفردته في حميمه أو ماله من الوتر وهو الفرد ومنه قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من فاتته صلوة العصر فكأنما وتر اهله وماله أي أفرد عنهما قتلا ونهبا.

٨٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: ويخرج أضغانكم قال: العداوة التي في صدوركم وان تتولوا يعنى عن ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه يستبدل قوما غيركم قال: يدخلهم في هذا الأمر( ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ ) في معاداتكم وخلافكم وظلمكم لآل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله حدثني محمد بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن جعفر عن السندي بن محمد عن يونس بن يعقوب عن يعقوب بن قيس قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : يا ابن قيس( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ ) عنى أبناء الموالي المعتقين.

٨٩ ـ في مجمع البيان روى أبو هريرة أنّ أناسا من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين ذكر الله في كتابه؟ وكان سلمان إلى جنب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فضربعليه‌السلام يده على فخذ سلمان فقال: هذا وقومه، والذي نفسي بيده لو كان الايمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس.

٩٠ ـ وروى أبو بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: «ان تنولوا يا معشر العرب( يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ) يعنى الموالي.

٩١ ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قد والله أبدل خيرا منهم الموالي.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: حصنوا أموالكم ونسائكم وما ملكت ايمانكم من التلف بقراءة( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ ) فانه إذا كان ممن يدمن قراءتها نادى مناد يوم القيامة حتى تسمع الخلايق: أنت من عبادي

٤٧

المخلصين، الحقوه بالصالحين من عبادي، وأدخلوه جنات النعيم، واسقوه من الرحيق المختوم بمزاج الكافور.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها فكأنما شهد مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣ ـ وفي رواية فكأنه كان مع من بايع محمد تحت الشجرة. عمر بن الخطاب قال: كنا مع رسول الله في سفر فقال: نزلت على البارحة سورة هي أحب إلى من الدنيا وما فيها( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ ) إلى قوله( وَما تَأَخَّرَ ) أورده البخاري في الصحيح.

٤ ـ قتادة عن أنس قال: لـمّا رجعنا من غزاة الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا فنحن بين الحزن والكابة أنزل اللهعزوجل :( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد نزلت عليَّ آية هي أحبُّ إليَّ من الدنيا وما فيها.

٥ ـ عبد الله بن مسعود قال أقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الحديبية فجعلت ناقته تثقل، فتقدمنا فانزل الله عليه:( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) فأدركنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبه من السرور ما شاء الله، فأخبر انها نزلت عليه.

٦ ـ في تفسير العياشي عن منصور بن حازم عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: ما ترك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) حتى نزلت سورة الفتح، فلم يعد إلى ذلك الكلام.

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال: وكان إساف ونايله رجلا وامرأة عجوز شمطاء(١) تخمش وجهها تدعو بالويل فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تلك نايلة يبست(٢) أنْ تعيد ببلادكم هذه

في مجمع البيان اختلف في هذا الفتح على وجوه أحدها أنّ المراد به فتح مكّة وعده الله ذلك عام الحديبية عند انكفائه منها عن انس وقتادة وجماعة من المفسرين.

__________________

(١) الشمطاء: التي خالط بياض رأسها سواد.

(٢) كذا.

٤٨

٨ ـ قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: ستقف إنشاء الله عند قوله تعالى:( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ) الآية على حديث عن الرضاعليه‌السلام وفيه يقولعليه‌السلام : فلما فتح الله تعالى على نبيه مكة قال له: يا محمد( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) .

رجعنا إلى كلام مجمع البيان إلى قوله: وثالثها أنّ المراد بالفتح هنا فتح خيبر عن مجاهد والعوفي وروى عن مجمع بن حارثة الأنصاري كان أحد القراء قال: شهدنا الحديبية مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما انصرفنا عنها إذا الناس يهزون الأباعر(١) فقال بعض الناس لبعض: ما بال الناس؟ قالوا: اوحى إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فخرجنا نوجف فوجدنا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله واقفا على راحلته عند كراع الغميم(٢) فلما اجتمع الناس إليه قرء( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً ) السورة فقال عمر: افتح هو يا رسول الله؟ قال نعم والذي نفسي بيده، انه لفتح فقسمت خيبر على أهل الحديبية لم يدخل فيها أحد إلّا من شهدها.

٩ ـ في جوامع الجامع وقيل: هو فتح الحديبية، فروى أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لـمّا رجع من الحديبية قال رجل من أصحابه: ما هذا الفتح لقد صددنا عن البيت وصد هدينا، فقالعليه‌السلام : بئس الكلام هذا بل هو أعظم الفتوح، قد رضى المشركون أنْ يدفعوكم عن بلادهم بالراح ويسألوكم القضية ورغبوا إليكم في الامان وقد رأوا منكم ما كرهوا.

وعن الزهري: لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، وذلك أنّ المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم، فتمكن الإسلام في قلوبهم وأسلم في ثلاث سنين خلق كثير، كثر بهم سواد الإسلام، والحديبية بئر نفد ماؤها حتى لم يبق فيها قطرة فأتاها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجلس على شفيرها(٣) ثم دعا بإناء من ماء فتوضى ثم

__________________

(١) هزه: حركه. والأباعر جمع بعير.

(٢) كراع الغميم: وواد بينه وبين المدينة نحو من مأة وسبعين ميلا، وبينه وبين مكة نحو ثلاثين ميلا.

(٣) الشفير: ناحية كل شيء.

٤٩

تمضمض ومجه(١) فيها ففارت بالماء حتى أصدرت جميع من معه وركابهم.

وعن سالم بن أبي الجعد قال: قلت لجابر: كم كنتم تحت الشجرة؟ قال(٢) كنا ألفا وخمسمائة وذكر عطشا أصابهم قال: فأتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بماء في تور فوضع يده فيه فجعل الماء يخرج من بين أصابعه كأنه العيون، قال فشربنا ووسعنا وكفانا ولو كنا مأة ألف كفانا.

١٠ ـ في أصول الكافي محمد بن أحمد عن عمه عبد الله بن الصلت عن الحسن بن علي بن بنت الياس عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إنّ عليّ بن الحسينعليه‌السلام لـمّا حضرته الوفاة أغمي عليه ثم فتح عينيه وقرأ:( إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ ) «و( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً ) وقال:( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ) ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا.

١١ ـ في كتاب طب الائمةعليهم‌السلام باسناده إلى جابر الجعفي عن محمد الباقرعليه‌السلام قال: كنت عند علي بن الحسينعليهما‌السلام إذا أتاه رجل من بني أميّة من شيعتنا، فقال له: يا ابن رسول الله ما قدرت أنْ أمشى إليك من وجع رجلي، قال: أين أنت من عوذة الحسين بن عليعليه‌السلام ؟ قال: يا ابن رسول الله وما ذاك؟ قال آية( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزاً عَظِيماً وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ

__________________

(١) مج الماء من فيه: رمى به.

(٢) التور: إناء صغير.

٥٠

مَصِيراً وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) قال: ففعلت ما أمرنى به، فما حسست بعد ذلك بشيء منها بعون الله تعالى.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان سبب نزول هذه الآية وهذا الفتح العظيم أنّ الله جلّ وعز أمر رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في النوم أنْ يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين، فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج فخرجوا فلما نزل ذا الحليفة أحرموا بالعمرة وساقوا بالبدن، وساق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ستة وستين بدنة وأشعرها عند إحرامه وأحرموا من ذي الحليفة ملبين بالعمرة وقد ساق من ساق منهم الهدى معرات(١) مجللات، فلما بلغ قريشا ذلك بعثوا خالد بن وليد في مأتى فارس كمينا يستقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فكان يعارضه على الجبال، فلما كان في بعض الطريق حضرت صلوة الظهر فاذن بلال فصلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالناس فقال خالد بن الوليد: لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلوة لأصبناهم فإنهم لا يقطعون صلوتهم ولكن تجيء الآن لهم صلوات اخرى أحب إليهم من ضياء أبصارهم، فاذا دخلوا في الصلوة أغرنا عليهم فنزل جبرئيلعليه‌السلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بصلوة الخوف في قولهعزوجل :( وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ ) الآية وهذه الآية في سورة النساء وقد كتبنا خبر صلوة الخوف فيها، فلما كان في اليوم الثاني نزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الحديبية وهي على طرف الحرم، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يستنفر الاعراب في طريقه، فلم يتبعه أحد ويقولون: أيطمع محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه أنْ يدخل الحرم أو قد غزتهم قريش في عقر ديارهم(٢) فقتلوهم، أنه لا يرجع محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه إلى المدينة أبدا، فلمّا نزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الحديبيّة خرجت قريش يحلفون باللّات والعزّى لا يدعون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يدخل مكّة وفيهم عين تطرف فبعث إليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّى لم آت لحرب وإنّما جئت لأقضي مناسكي وانحر بدني وأخلى بينكم وبين لحمانها(٣) ، فبعثوا عروة بن

__________________

(١) أي كانت بعضها عرات وبعضها مجللات.

(٢) عقر الدار: أصلها ووسطها.

(٣) اللحمان جمع اللحم.

٥١

مسعود الثقفي وكان عاقلا لبيبا وهو الذي أنزل الله فيه:( وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) فلما أقبل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عظم ذلك وقال: يا محمد تركت قومك وقد ضربوا الابنية وأخرجوا العوذ المطافيل(١) يحلفون باللات والعزى لا يدعوك تدخل مكة، فان مكة حرمهم وفيهم عين تطرف أفتريد أنْ تبيد أهلك(٢) وقومك يا محمد، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما جئت لحرب وإنّما جئت لا قضى مناسكي وانحر بدني وأخلى بينهم وبين لحمانها فقال عروة: والله ما رأيت كاليوم أحدا صد كما صددت، فرجع إلى قريش فأخبرهم فقالت قريش: والله لئن دخل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مكة وتسامعت به العرب لنذلن ولتجترين علينا العرب، فبعثوا حفص بن الأحنف وسهيل بن عمرو، فلما نظر إليهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال ويح قريش قد نهكتهم الحرب(٣) الاخلوا بيني وبين العرب، فان أك صادقا فانما آخذ الملك لهم مع النبوة، وان أك كاذبا كفتهم ذؤبان العرب(٤) لا يسألني اليوم امرء من قريش خطة ليس لله فيها سخط إلّا أجبتم اليه، فلما وافوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قالوا: يا محمّد لم لا ترجع عنا عامك هذا إلى أنْ تنتظر إلى ما يصير أمرك وأمر العرب [على أنْ ترجع من عامك] فان العرب قد تسامعت بمسيرك فاذا دخلت بلادنا وحرمنا استذلتنا العرب واجترت علينا ونخلي لك البيت في العام القابل في هذا الشهر ثلاثة أيام حتى تقضى نسكك وتنصرف عنا، فأجابهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ذلك وقالوا له: ترد إلينا من جاءكم من رجالنا، ونرد إليك كل من جاءنا من رجالك، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من جاءكم من رجالنا فلا حاجة لنا فيه، ولكن على أنّ المسلمين بمكّة لا يؤذون في اظهارهم الإسلام، ولا

__________________

(١) قال الجزري: يريد النساء والصبيان. والعوذ في الأصل جمع عائذ وهي الناقة إذا وضعت وبعد ما تضع أياما حتى يقوى ولدها، والمطافيل: الإبل مع أولادها، يريد انهم جاؤا بأجمعهم كبارهم وصغارهم.

(٢) أي تهلكهم.

(٣) أي أضرت بهم وأثرت فيهم.

(٤) الذؤبان: الصعاليك واللصوص.

٥٢

يكرهون ولا ينكر عليهم شيء يفعلونه من شرايع الإسلام، فتقبلوا ذلك، فلما أجابهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الصلح أنكر عامة أصحابه وأشد ما كان إنكارا عمر فقال: يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ فقال: نعم، قال: فنعطى الذلة في ديننا؟ فقال: إنّ اللهعزوجل قد وعدني ولن يخلفني، فقال: لو أنّ معى أربعين رجلا لخالفته، ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الأحنف إلى قريش فأخبرهم بالصلح، فقال عمر: يا رسول الله ألم تقل لنا أنْ ندخل المسجد الحرام ونحلق من المحلقين؟ فقال: أمن عامنا هذا وعدتك؟ وقلت لك أنّ اللهعزوجل وعدني أنْ أفتح مكّة وأطوف وأسعى وأحلق مع المحلقين، فلما أكثروا عليه قال: إنْ لم تقبلوا الصلح فحاربوهم، فمروا نحو قريش وهم مستعدون للحرب، وحملوا عليهم، فانهزم أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هزيمة قبيحة ومروا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتبسم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمّ قال: يا عليُّ خذ السيف وأستقبل قريشا، فأخذ أمير المؤمنين صلوات الله عليه سيفه وحمل على قريش، فلما نظروا إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه تراجعوا ثمّ قالوا: يا عليُّ بدا لمحمّد فيما أعطانا فقالعليه‌السلام : لا وتراجع أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مستحيين وأقبلوا يعتذرون إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ألستم أصحابى يوم بدر إذ أنزل اللهعزوجل فيكم:( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ ) ألستم أصحابى يوم أحد( إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ ) ألستم أصحابى يوم كذا؟ ألستم أصحابى يوم كذا؟ فاعتذروا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وندموا على ما كان منهم، وقالوا: الله اعلم ورسوله فاصنع ما بدا لك ورجع حفص بن الأحنف وسهيل بن عمرو إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالا: يا محمد قد أجابت قريش إلى ما اشترطت، من إظهار الإسلام وان لا يكره أحد على دينه فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالمكتب ودعا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وقال له أكتب فكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل بن عمرو: لا نعرف الرحمن أكتب كما كان يكتب آباؤك: باسمك اللهم، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أكتب باسمك اللهم، فانه اسم من أسماء الله، ثم كتب: هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله والملاء من قريش فقال

٥٣

سهيل بن عمرو: لو نعلم انك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما حاربناك ؛ اكتب: هذا ما تقاضى عليه محمد بن عبد الله أتأنف من نسبك يا محمد؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا رسول الله وان لم تقروا، ثم قال: أمح يا عليُّ واكتب محمّد بن عبدالله فقال أمير المؤمنين: ما أمحو اسمك من النبوة أبدا، فمحاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيده ثمّ كتب: هذا ما اصطلح به محمّد بن عبدالله والملأ من قريش وسهيل بن عمرو، اصطلحوا على وضع الحرب بينهم عشر سنين على أنْ يكف بعضنا عن بعض، وعلى أنه لا اسلال ولا أغلال(١) وان بيننا وبينهم عيبة مكفوفة(٢) وان من أحبّ أنْ يدخل في عهد محمّد وعقده فعل، ومن أحبّ أنْ يدخل في عهد قريش وعهدها فعل، وأنه من أتى محمّدا بغير اذن وليه يرد إليه وانه من أتى قريشا من أصحاب محمّد لم ترده إليه، وأنْ يكون الإسلام ظاهرا ولم يكره أحدا على دينه ولا يؤذى ولا يعير، وان محمدا يرجع عنهم عامة هذا وأصحابه ؛ ثم يدخل علينا في العام القابل مكة فيقيم فيها ثلاثة أيام لا يدخل عليها بسلاح إلّا سلاح المسافر السيوف في القرب(٣) وكتبه عليّ بن أبي طالب وشهد على الكتاب المهاجرون والأنصار ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليُّ انك أبيت أنْ تمحو اسمى من النبوة ؛ فو الذي بعثني بالحق نبيا لتجيبن أبناءهم إلى مثلها وأنت مضيض مضطهد(٤) فلما كان يوم صفين ورضوا بالحكمين كتب: هذا ما اصطلح عليه أمير المؤمنين على بن

__________________

(١) الإسلال: السرقة الخفية، يقال: سل البعير أو غيره في جوف الليل: إذا انتزعه من بيل الإبل. والأغلال: الخيانة.

(٢) قال الجزري: أي بينهم صدر نقى من الغل والخداع مطوى على الوفاء بالصلح، والمكفوفة: المشرجة المشدودة. وقيل: أراد أنْ بينهم موادعة ومكافة عن الحرب تجريان مجرى المودة التي تكون بين المتصافين الذين يثق بعضهم إلى بعض.

(٣) قرب ـ بضمتين ـ جمع قراب ـ بالكسر ـ: الغمد وقيل: هو وعاء يكون فيه السيف بغمده وحمالته.

(٤) مض الرجل من الشيء مضيضا: الم من وجع المصيبة. والمضطهد: المقهور والمؤذى.

٥٤

ابى طالبعليه‌السلام ومعاوية بن أبي سفيان فقال عمرو بن العاص: لو علمنا انك أمير المؤمنين ما حاربناك، ولكن اكتب: هذا ما اصطلح عليه عليّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: صدق الله وصدق رسوله أخبرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك ثم كتب الكتاب قال: فلما كتبوا الكتاب قامت خزاعة فقالت: نحن في عهد محمد رسول الله وعقده وقامت بنو بكر فقالت: نحن في عهد قريش وعقدها، وكتبوا نسختين نسخة عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونسخة عند سهيل بن عمرو، ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الأحنف إلى قريش فأخبراهم وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأصحابه: انحروا بدنكم واحلقوا رؤسكم فامتنعوا وقالوا: كيف ننحر ونحلق ولم نطف بالبيت ولم نسع بين الصفا والمروة؟ فاغتم لذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وشكا ذلك إلى أم سلمة ؛ فقالت: يا رسول الله أنحر أنت وأحلق فنحر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فحلق، فنحر القوم على حيث يقين وشك وارتياب، فقال رسول الله تعظيما للبدن: رحم الله المحلقين وقال قوم: أنسوق البدن يا رسول الله والمقصرين لان من لم يسق هديا لم يجب عليه الحق، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثانيا: رحم الله المحلقين الذين لم يسوقوا الهدى، فقالوا: يا رسول الله والمقصرين؟ فقال: رحم الله المقصرين، ثم رحل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نحو المدينة، فرجع إلى التنعيم(١) ونزلت تحت الشجرة، فجاء أصحابه الذين أنكروا عليه الصلح، واعتذروا وأظهروا الندامة على ما كان منهم، وسألوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنْ يستغفر لهم، فنزلت آية الرضوان( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) .

١٣ ـ حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن علي بن نعمان عن علي بن أيوب عن عمر بن يزيد بياع السابري قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : قول الله في كتابه:( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) قال: ما كان له ذنب ولا هم بذنب، ولكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفر لها،( وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً وَ

__________________

(١) التنعيم: موضع قريب مكة.

٥٥

يَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً )

١٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعليٍّعليه‌السلام فانّ آدمعليه‌السلام تاب الله عليه من خطيئة؟ قال له عليٌّعليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نزل فيه ما هو أكبر من هذا من غير ذنب أتى، قال اللهعزوجل ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) إنّ محمّدا غير مواف يوم القيمة بوزر ولا مطلوب فيها بذنب، وقالعليه‌السلام : ولقد كانصلى‌الله‌عليه‌وآله يبكى حتى يغشى عليه، فقيل له: يا رسول الله أليس الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: بلى أفلا أكون عبدا شكورا؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ في مجمع البيان روى المفضل بن عمر عن الصادقعليه‌السلام قال: سأله رجل عن هذه الآية، فقال: والله ما كان له ذنب ولكن الله سبحانه ضمن أنْ يغفر ذنوب شيعة علىعليه‌السلام ما تقدم من ذنبهم وما تأخر.

١٦ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وأتت فاطمة بنت عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام إلى جابر بن عبد الله فقالت له: يا صاحب رسول الله إنّ لنا عليكم حقوقا، عليكم أنْ إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أنْ تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا(١) على نفسه وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم انفه ونقبت جبهته(٢) وركبتاه وراحتاه أذاب نفسه في العبادة، فأتى جابر إليه فاستأذن فلما دخل عليه وجده في محرابه قد انصبته العبادة(٣) فنهض على فسئله عن حاله سؤالا خفيا، ثم أجلسه بجنبه، ثم أقبل جابر يقول: يا ابن رسول الله اما علمت أنّ الله انما خلق الجنة لكم ولمن أحبّكم؟ وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم؟ فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟ قال له عليّ بن الحسين :

__________________

(١) البقيا: الإثم من أبقيت عليه إبقاء: إذا رحمته وأشفقت عليه.

(٢) الانخرام: انشقاق وترة الأنف وفي الكلام كناية عن شدة المشقة. ونقبت جبهته: أي انخرقت.

(٣) أي أتعبه وأعيته.

٥٦

يا صاحب رسول الله اما علمت أنّ جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر، فلم يدع الاجتهاد وتعبد هو بأبي وأمّي حتى انتفخ الساق وورم القدم؟ وقيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟.

١٧ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوسرحمه‌الله أقول: وأمّا لفظ( ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) فالذي نقلناه من طريق أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم أنّ المراد منه( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) عند أهل مكّة وقريش، يعنى ما تقدّم قبل الهجرة وبعدها ؛ فانك إذا فتحت مكّة بغير قتل لهم ولا استيصال ولا أخذهم بما قدموه من العداوة والقتال، غفروا ما كان يعتقدونه ذنبا لك عندهم متقدما أو متأخرا، وما كان يظهر من عداوته في مقابلة عداوتهم له، فلما رأوه قد تحكم وتمكن وما استقصى غفروا ما ظنوه من الذنوب.

١٨ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس آخر للرضاعليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياءعليهم‌السلام باسناده إلى علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضاعليه‌السلام فقال المأمون: يا ابن رسول الله أليس من قولك إنّ الأنبياء معصومون؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول اللهعزوجل إلى أنْ قال: فأخبرنى عن قول الله تعالى:( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) قال الرضاعليه‌السلام : لم يكن أحد عند مشركي مكة أعظم ذنبا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمأة وستين صنما فلما جاءهم بالدعوة إلى كلمة الإخلاص كبر ذلك عليهم وعظم «وقالوا( أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ ) فلما فتح الله تعالى على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله مكة، قال له: يا محمد( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) عند مشركي أهل مكة بدعاءك توحيد الله فيما تقدم وما تأخر، لان مشركي مكة أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكة، ومن بقي منهم لم يقدر على انكار التوحيد إذا

٥٧

دعا الناس اليه، فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن.

١٩ ـ في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام قال: هذا شرايع الدين إلى أنْ قالعليه‌السلام : والأنبياء وأوصياؤهم لا ذنوب لهم، لأنهم معصومون مطهرون.

٢٠ ـ عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من عمر أربعين سنة إلى أنْ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ومن عمر ثلاثين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

٢١ ـ عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: فاذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

٢٢ ـ عن أنس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما من عمر يعمر إلى أنْ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : فاذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسمى أسير الله في أرضه، ويشفع في أهل بيته.

٢٣ ـ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيهعليه‌السلام قال في حديث طويل يذكر فيه حروب علىعليه‌السلام وكانت السيرة فيهم لأمير المؤمنينعليه‌السلام ما كان من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أهل مكة يوم فتح مكة، وانه لم يسب لهم ذرية، وقال: من أغلق بابه والقى سلاحه أو دخل دار أبي سفيان فهو آمن، وكذلك قال أمير المؤمنينعليه‌السلام فيهم يوم البصرة: لا تسبوا لهم ذرية، ولا تجهزوا على جريح(١) ولا تتبعوا مدبرا ومن أغلق بابه والقى سلاحه فهو آمن.

٢٤ ـ عن جابر الجعفي عن أبي جعفرعليه‌السلام عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وقد سأله رأس اليهود كم يمتحن الله الأوصياء في حيوة الأنبياء وبعد وفاتهم، وذكر حديثا طويلا وفيه يقولعليه‌السلام وأمّا السادسة يا أخا اليهود فتحكيمهم الحكمين ومحاربة ابن آكلة الأكباد، وهو طليق بن طليق معاند للهعزوجل ولرسوله وللمؤمنين منذ

__________________

(١) أجهز على الجريح: شد عليه وأسرع وأتم قتله.

٥٨

بعث الله محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أنْ فتح الله عليه مكّة عنوة فأخذت بيعته وبيعة أبيه لي معه في ذلك اليوم وفي ثلاثة مواطن بعد، وأبوه بالأمس أول من سلم عليَّ بامرة المؤمنين، وجعل يحثّني على النهوض في أخذ حقّي من الماضين قبلي، يجدد لي بيعته كلّما أتاني.

٢٥ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : لأي علة يكبر المصلى بعد التسليم ثلاثا يرفع بها يديه؟ فقال: لان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لـمّا فتح مكّة صلى بأصحابه الظهر عند الحجر الأسود، فلمّا سلّم رفع يده وكبّر ثلاثا وقال: لا إله إلّا الله وحده وحده وحده أنجز وعده ونصر عبده وأعزّ جنده وغلب الأحزاب وحده فله الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كلى شيء قدير، ثم أقبل على أصحابه فقال: لا تدعوا هذا التكبير وهذا القول في دبر كل صلوة مكتوبة، فان من فعل ذلك بعد التسليم وقال هذا القول، كان قد أدّى ما يجب عليه من شكر الله تعالى ذكره على تقوية الإسلام وجنده.

٢٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) قال: هو الايمان.

٢٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن العلا عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: السكينة الايمان.

٢٨ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص البختري وهشام بن سالم وغيرهما عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) قال: هو الايمان.

٢٩ ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن جميل قال: سألت أبا ـ عبداللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) قال: الايمان قال عز من قائل:( لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ )

٥٩

٣٠ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدّثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: ايها العالم أخبرنى أي الأعمال أفضل عند الله؟ قال: ما لا يقبل الله شيئا إلّا به، قلت: وما هو؟ قال: الايمان بالله الذي لا إله إلّا هو أعلى الأعمال درجة، وأشرفها منزلة وأسناها حظا قال: قلت: ألآ تخبرني عن الايمان أقول هو وعمل أم قول بلا عمل؟ فقال: الايمان عمل كلّه، والقول بعض ذلك العمل، بفرض من الله بين في كتابه واضح نوره ثابتة حجته يشهد له به الكتاب ويدعوه إليه(١) قال قلت: صفه لي جعلت فداك حتى أفهمه قال: الايمان حالات درجات وطبقات ومنازل، فمنه التام المنتهى تمامه، ومنه الناقص المبين نقصانه، ومنه الراجح الزائد رجحانه، قلت: إنّ الايمان ليتم وينقص ويزيد؟ قال: نعم، قلت: كيف ذلك؟ قال: لانّ الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقة فيها، فليس من جوارحه جارحة إلّا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به أختها، فمن لقى اللهعزوجل حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض اللهعزوجل عليها لقى اللهعزوجل مستكملا لإيمانه وهو من أهل الجنة، ومن خانه في شيء منها أو تعدى ما أمر اللهعزوجل فيها لقى اللهعزوجل ناقص الايمان، قلت: قد فهمت نقصان الايمان وتمامه، فمن اين جاءت زيادته؟ فقال: قول اللهعزوجل :( وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إلى رِجْسِهِمْ ) وقال:( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً ) ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لأحد منهم فضل على الاخر ولاستوت النعم فيه، ولاستوى الناس وبطل التفضيل

__________________

(١) قوله (عليه السلام)«واضح نوره» صفة للفرض وكذا «ثابتة حجته» وقوله «يشهد له» إلى لكونه عملا أو للعامل «به» أي بذلك الفرض «ويدعو اليه» أي يدعو العامل إلى ذلك الفرض قاله في الوافي.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

٦٥ ـ في الكافي حميد بن زياد عن ابن سماعة عن الحسين بن هاشم ومحمد بن زياد عن عبد الرحمان بن الحجاج عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سألته عن الحبلى إذا طلقها فوضعت سقطا تم أو لم يتم أو وضعته مضغة؟ قال: كل شيء وضعته يستبين انه حمل تم أو لم يتم فقد انقضت عدتها وان كان مضغة.

٦٦ ـ وعنه عن جعفر بن سماعة عن علي بن عمران بن شفا عن ربعي بن عبد الله عن عبد الرحمن البصري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن رجل طلق امرأته وهي حبلى وكان في بطنها اثنان فوضعت واحدا وبقي واحد؟ قال: تبين بالأول ولا تحل للأزواج حتى تضع ما في بطنها.

٦٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي أيوب الخزاز عن بريد الكناسي قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن طلاق الحبلى؟ قال: يطلقها واحدة للعدة بالشهور والشهود، قلت له: فله ان يراجعها؟ قال: نعم وهي امرأته، قلت: فان راجعها ومسها ثم أراد أن يطلقها تطليقة اخرى؟ قال: لا يطلقها حتى يمضى لها بعد ما مسها شهر، قلت: فان طلقها ثانية واشهد ثم راجعها واشهد على رجعتها ومسها، ثم طلقها التطليقة الثالثة وأشهد على طلاقها لكل عدة شهر هل تبين منه كما تبين المطلقة على العدة التي لا تحل لزوجها( حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ ) ؟ قال: نعم قلت: فما عدتها؟ قال: عدتها ان تضع ما في بطنها ثم قد حلت للأزواج(١) .

٦٨ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن أبي عزيز عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: طلاق الحبلى واحدة وأجلها أن تضع حملها وهو أقرب الأجلين.

٦٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: طلاق الحامل واحدة وعدتها أقرب الأجلين.

٧٠ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن المرأة الحلبي يموت زوجها فتضع وتزوج قبل ان يمضى

__________________

(١) لهذا الحديث بيان ذكره في المصدر في ذيله فراجع ج ٦ ص ٨٢ و ٨٣.

٣٦١

لها أربعة أشهر وعشرا؟ فقال: إنّ كان دخل بها فرق بينهما ثم لم تحل له أبدا واعتدت بما بقي عليها من الاول واستقبلت عدة اخرى من الأخير ثلاثة قروء، وان لم يكن دخل بها فرق بينهما واعتدت بما بقي عليها من الاول وهو خاطب من الخطاب.

٧١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: المرأة الحلبي يتوفى عنها زوجها وتضع وتتزوج قبل ان تعتد اربعة أشهر وعشرا؟ فقال: إنّ كان الذي تزوجها دخل بها فرق بينهما وأتمتها ما بقي من عدتها وهو خاطب من الخطاب.

٧٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) قال: المطلقة التي للزوج عليها رجعة عليه سكنى ونفقة ما دامت في العدة، فان كانت حاملا ينفق عليها حتى تضع حملها.

٧٣ ـ في جوامع الجامع والسكنى والنفقة واجبتان للمطلقة الرجعية بلا خلاف وعندنا ان المبتوتة(١) لا سكنى لها ولا نفقة، وحديث فاطمة بنت قيس ان زوجها بت طلاقها فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا سكنى لك ولا نفقة يدل عليه.

٧٤ ـ في مجمع البيان ويجب السكنى والنفقة للمطلقة الرجعية بلا خلاف، فأما المبتوتة ففيها خلاف إلى قوله: وذهب الحسن وابو ثور إلى انه لا سكنى لها ولا نفقة. وهو المروي عن أئمة الهدىعليهم‌السلام وذهب إليه أصحابنا.

٧٥ ـ في الكافي أبو العباس الرزاز عن أيوب بن نوح وابو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان وحميد بن زياد عن ابن سماعة كلهم عن صفوان بن يحيى عن موسى بن بكير عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ المطلقة ثلاثا ليس لها نفقه على زوجها، انما هي للتي لزوجها عليها رجعة.

٧٦ ـ حميد بن زياد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن المطلقة ثلاثا على السنة هل لها سكنى أو نفقة؟ قال: لا.

__________________

(١) المبتوتة: المطلقة باينا، وطلاق البتة طلاق البائن قال الجوهري: يقال: لا افعله بتة ولا أفعله لكل أمر لا رجعة فيه، ونصبه على المصدر.

٣٦٢

٧٧ ـ علي بن إبراهيم عن حماد بن عيسى أو رجل عن حماد بن عيسى عن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبداللهعليه‌السلام انه سئل عن المطلقة ثلاثا لها سكنى ونفقة؟ قال: حبلى هي؟ قلت: لا قال: لا.

٧٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: المطلقة ثلاثا ليس لها نفقة على زوجها، انما ذلك للتي لزوجها عليها رجعة.

٧٩ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال: قلت: المطلقة ثلاثا ألها سكنى أو نفقة؟ فقال: حبلى هي؟ قلت: لا قال: ليس لها سكنى ولا نفقة.

٨٠ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا يضار الرجل امرأته إذا طلقها فيضيق عليها حتى تنتقل قبل ان تنقضي عدتها فان الله قد نهى عن ذلك، فقال: ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن. محمد بن يحيى عن أحمد بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

قال عز من قائل:( وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ ) .

٨١ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الحامل أجلها ان تضع حملها، وعليه نفقة بالمعروف حتى تضع حملها.

٨٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في الرجل يطلق امرأته وهي حبلى قال: أجلها ان تضع حملها وعليه نفقتها حتى تضع حملها أقول: تقدم قريبا ما يؤيد هذين الحديثين من رواية أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وخبر سماعة.

٨٣ ـ في الكافي عن نوح بن شعيب عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال

٣٦٣

سألته عن الرجل الموسر يتخذ الثياب الكثيرة الجياد والطيالسة والقمص الكثيرة يصون بعضها بعضا يتجمل بها أيكون مسرفا؟ قال: لا، لان اللهعزوجل يقول:( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ) .

٨٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ ) قال: إنّ أنفق(١) الرجل على امرأته ما يقيم ظهرها مع الكسوة، والا فرق بينهما.

٨٥ ـ في الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار أو غيره عن ابن فضال عن غالب عن روح بن عبد الرحيم قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام قولهعزوجل :( وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ ) قال: إذا أنفق عليها ما يقيم ظهرها مع كسوة والا فرق بينهما.

٨٦ ـ أحمد بن محمد عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن أبي الحسنعليه‌السلام قال في قول اللهعزوجل ( وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً ) قال: القوام هو المعروف( عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ ) على قدر عياله ومؤنته التي صلاح له ولهم،( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها ) .

٨٧ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء له: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضاعليه‌السلام : في الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا إلى قوله: وأمّا التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله تعالى:( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) فنحن أهل الذكر فاسئلوا ان كنتم لا تعلمون، فقالت العلماء: انما عنى بذلك اليهود والنصارى، فقال أبو الحسنعليه‌السلام : سبحان الله وهل يجوز ذلك؟ إذا يدعونا إلى دينهم، ويقولون: انه أفضل من دين الإسلام؟ فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟ فقال

__________________

(١) وفي المصدر «إذا أنفق ...».

٣٦٤

عليه‌السلام : نعم الذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونحن أهله، وذلك بين في كتاب اللهعزوجل حيث يقول في سورة الطلاق:( فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ ) قال: الذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن أهله.

٨٨ ـ في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابنا رفعه قال: ما يعبأ من أهل هذا الدين بمن لا عقل له قال: قلت: جعلت فداك انا آتى قوما لا بأس بهم عندنا ممن يصف هذا الأمر ليست له تلك العقول؟ فقال: ليس هؤلاء ممن خاطب الله في قوله:( يا أُولِي الْأَلْبابِ ) ان الله خلق العقل فقال له: أقبل فأقبل، ثمّ قال له: أدبر فأدبر، ثمّ قال: وعزتي وجلالي ما خلقت شيئا أحسن منك وأحبّ إليَّ منك بك آخذ وبك أعطى.

٨٩ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان عن خلف بن حمّاد عن الحسين بن زيد الهاشمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاءت زينب العطارة الحولاء إلى نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبناته وكانت تبيع منهن العطر، فجاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهي عندهن فقال: إذا أتيتنا طابت بيوتنا فقالت: بيوتك بريحك أطيب يا رسول الله، قال: إذا بعت فأحسنى ولا تغشى فانه أتقى وأبقى للمال، فقالت: يا رسول الله ما أتيت بشيء من بيعي وإنّما أتيت اسألك عن عظمة اللهعزوجل فقال: جل جلال الله سأحدثك عن بعض ذلك، ثم قال: إنّ هذه الأرض بمن عليها عند الذي تحتها كحلقة ملحقاة في فلاة قي(١) وهاتان بمن فيهما ومن عليهما عند الذي تحتها كحلقة ملقاة في فلاة والثالثة حتى انتهى إلى السابعة وتلا هذه الآية( خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ ) والسبع الأرضين بمن فيهن ومن عليهن على ظهر الديك كحلقة ملقاة في فلاة قي، والديك له جناح في المشرق وجناح في المغرب ورجلاه في التخوم(٢) والسبع والديك بمن فيه ومن عليه على الصخرة كحلقة ملقاة

__________________

(١) القى ـ بالكسر والتشديد ـ: الأرض القفر الخالية.

(٢) التخوم جمع التخم: منتهى كل ارض.

٣٦٥

في فلاة قي والصخرة بمن فيها ومن عليها على ظهر الحوت كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة والحوت بمن فيه ومن عليه على البحر المظلم كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم على الهواء الذاهب كحلقة ملقاة في فلاة قي، والسبع، والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء على الثرى كحلقة في فلاة قي، ثم تلا هذه الآية( لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى ) ثم انقطع الخبر عند الثرى(١) والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم أو الهواء والثرى ومن فيهن ومن عليه عند السماء الاولى كحلقة في فلاة قي، وسماء الدنيا بمن عليها عند التي فوقها كحلقة في فلاة قي، وهاتان السمائان ومن فيهما ومن عليهما عند التي فوقهما كحلقة في فلاة قي، وهذه الثلاثة بمن فيهن ومن عليهن عند الرابعة كحلقة في فلاة قي، حتى إلى السابعة وهذه السبع ومن فيهن ومن عليهن عند البحر المكفوف(٢) عن أهل الأرض كحلقة في فلاة قي، وهذه السبع البحر والمكفوف عند جبال البرد كحلقة في فلاة قي وتلا هذه الآية( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ ) وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد عند الهواء الذي تحار فيه القلوب كحلقة في فلاة قي، وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء وحجب النور عند الكرسي كحلقة في فلاة قي، ثم تلا هذه الآية( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء وحجب النور والكرسي عند العرش كحلقة في فلاة قي، وتلا هذه الاية:( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) وفي رواية الحسن الحجب قبل الهواء الذي تحار فيه القلوب.

٩٠ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل لـمّا أراد أن يخلق آدمعليه‌السلام بعث جبرئيل في أول ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا، وأخذ من كل سماء تربة وقبض

__________________

(١) قال المجلسي (ره) في البحار: أي انا لم نخبر به أولم نؤمر بالاخبار به.

(٢) أي الممنوع عنهم لا ينزل منه ماء إليهم.

٣٦٦

قبضة اخرى من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى، الحديث.

٩١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قلت له: أخبرنى عن قول الله:( وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ ) فقال: هي محبوكة إلى الأرض وشبك بين أصابعه. فقلت: كيف يكون محبوكة إلى الأرض والله يقول:( رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ) فقال: سبحان الله! أليس الله يقول:( بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ) فقلت: بلى فقال: فثم عمد ولكن لا ترونها، قلت: كيف يكون محبوكة ذلك(١) جعلني الله فداك؟ قال: فبسط كفه اليسرى ثم وقع اليمنى عليها فقال: هذه أرض الدنيا والسماء عليها فوقها قبة، والأرض الثانية فوق السماء الدنيا، والسماء الثانية فوقها قبة، والأرض الثالثة فوق السماء الثانية والسماء الثالثة فوقها قبة، والأرض الرابعة فوق السماء الثالثة والسماء الرابعة فوقها قبة، والأرض الخامسة فوق السماء الرابعة والسماء الخامسة فوقها قبة، والأرض السادسة فوق السماء الخامسة والسماء السادسة فوقها قبة، والأرض السابعة فوق السماء السادسة والسماء السادسة فوقها قبة، وعرش الرحمن تبارك وتعالى فوق السماء السابعة وهو قول الله:( الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ ) فاما صاحب الأمر فهو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والوصي بعد رسول الله قائم على وجه الأرض فانما يتنزل الأمر إليه من فوق السماء بين السموات والأرضين، قلت: فما تحتنا [إلّا ارض واحدة؟ فقال: فما تحتنا] إلّا ارض واحدة وان الست لهي فوقنا.

٩٢ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علي بن سنان عن عبد الرحيم قال: ابتدأني أبو جعفرعليه‌السلام فقال: اما ان ذا القرنين فقد خير السحاب واختار الذلول، وذخر لصاحبكم الصعب، قلت: وما الصعب؟ قال: ما كان من سحاب فيه رعد وبرق وصاعقة فصاحبكم يركبه ؛ اما انه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع، خمس عوامر وثنتان خراب.

٩٣ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن

__________________

(١) وفي المصدر «قلت: فكيف ذلك جعلني الله فداك اه».

٣٦٧

مهران أو غيره عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام انه قال: إنّ عليا صلوات الله عليه ملك ما فوق الأرض وما تحتها، فعرضت له السحابتان الصعب والذلول فاختار الصعب فكان في الصعب ملك ما تحت الأرض، وفي الذلول ملك ما فوق الأرض. واختار الصعب على الذلول، فدارت به سبع أرضين فوجد ثلاثا خرابا وأربعا عوامر.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة الطلاق والتحريم في فريضة أعاذه الله من أن يكون يوم القيامة ممن يخاف أو يحزن وعوفي من النار، وأدخله الله الجنة بتلاوته إياهما ومحافظته عليهما، لأنهما للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرأ سورة:( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ ) أعطاه الله توبة نصوحا.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ ) الآية قال: اطلعت عائشة وحفصة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مع مارية فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : والله ما أقربها فأمره الله ان يكفر عن يمينه قال علي بن إبراهيم: كان سبب نزولها ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان في بعض نسائه، وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه وكان ذات يوم في بيت حفصة، فذهبت حفصة في حاجة لها، فتناول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مارية فعلمت حفصة بذلك، فغضبت وأقبلت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت: يا رسول الله هذا في يومى وفي داري وعلى فراشي فاستحيى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منها، فقال: كفى فقد حرمت مارية على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبدا وانا افضى إليك سرا فان أنت أخبرت به فعليك( لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) ، فقالت: نعم ما هو؟ افض، فقال: إنّ أبا بكر يلي الخلافة بعدي ثم بعده أبوك فقالت :

٣٦٨

( مَنْ أَنْبَأَكَ هذا؟ قالَ: نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) ، فأخبرت حفصة به عائشة من يومها ذلك، وأخبرت عائشة أبا بكر، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له: ان عائشة أخبرتني عن حفصة بشيء ولا أثق بقولها فاسئل أنت حفصة فجاء عمر إلى حفصة فقال له: ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة؟ فأنكرت ذلك، وقالت: ما قلت لها من ذلك شيئا، فقال لها عمر: ان كان هذا حق فأخبرينا حتى نتقدم فيه، فقالت: نعم قد قال ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاجتمعوا أربعة على أن يسموا رسول الله، فنزل جبرئيل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بهذه السورة( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي ) إلى قوله:( تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ ) يعنى قد أباح الله لك ان تكفر عن يمينك و( اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) .

٤ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نصر عن محمد بن سماعة عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن رجل قال لامرأته: أنت على حرام، فقال لي لو كان لي عليه سلطان لا وجعت رأسه وقلت له: الله أحلها لك فما حرمها عليك؟ انه لم يزد على أن كذب فزعم ان ما أحل الله له حرام، ولا يدخل عليه طلاق ولا كفارة، فقلت: قول اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ ) فجعل فيه الكفارة؟ فقال: انما حرم عليه الجارية مارية(١) وحلف ان لا يقر بها، فانما جعل عليه الكفارة في الحلف ولم يجعل عليه في التحريم.

٥ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : قال اللهعزوجل لنبيه:( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ ) فجعلها يمينا وكفرها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قلت: بم كفر؟ قال: أطعم عشرة مساكين، لكل مسكين مد، قلنا: فما حد الكسوة؟(٢) قال: ثوب يوارى به عورته.

٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وفي رواية نضر بن سويد عن عبد الله بن سنان

__________________

(١) وفي المصدر «انما حرم عليه جاريته مارية اه».

(٢) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل «فمن وجد الكسوة اه».

٣٦٩

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في رجل قال: امرأته طالق ومماليكه أحرار ان شربت حراما أو حلالا من الطل(١) أبدا فقال: اما الحرام فلا يقربه أبدا ان حلف أو ان لم يحلف(٢) وان الطل فليس له أن يحرم ما أحل اللهعزوجل : قال اللهعزوجل «( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ ) فلا يجوز يمين في تحليل حرام ولا في تحريم حلال ولا في قطيعة الرحم.

في مجمع البيان واختلف العلماء فيمن قال لامرأته: أنت حرام فقال مالك: هو ثلاث تطليقات، وقال أبو حنيفة: ان نوى به الظهار فهو ظهار، وان نوى الإيلاء فهو إيلاء، وان نوى الطلاق فهو طلاق بائن، وان نوى ثلاثا كان ثلاثا، وان نوى ثنتين فواحدة بائنة ؛ وان لم يكن له نية فهو يمين، وقال الشافعي: ان نوى الطلاق كان طلاقا أو الظهار كان ظهارا وان لم يكن له نية فهو يمين، وقال أصحابنا: انه لا يلزم شيء ووجوده كعدمه، وإنّما أوجب الله فيه الكفارة، لان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان حلف أن لا يقرب جاريته أو لا يشرب الشراب المذكور فأوجب الله عليه أن يكفر عن يمينه ويعود إلى استباحة ما كان حرمه، وبين ان التحريم لا يحصل إلّا بأمر الله ونهيه، ولا يصير الشيء حراما بتحريم من يحرمه على نفسه إلّا إذا حلف على تركه.

٧ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادقعليه‌السلام : انى لأكره للرجل أن يموت وقد بقيت عليه خلة من خلال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم آتها فقلت: وهل تمتع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال نعم. وقرأ هذه الاية: وإذا سر النبي إلى بعض أزواجه حديثا إلى قوله: ثيبات وأبكارا.

٨ ـ في مجمع البيان وقيل: ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله خلا في بعض يوم العائشة مع جاريته أم إبراهيم مارية القبطية، فوقفت حفصة على ذلك فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تعلمي عائشة ذلك وحرم مارية على نفسه، فأعلمت حفصة عائشة الخبر واستكتمتها إياه

، فأطلع الله نبيه على ذلك وهو قوله:( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً ) يعنى حفصة

__________________

(١) الطل: اللبن.

(٢) كذا في الأصل ولم اظفر على الحديث في مظانه في الفقيه ولكن الظاهر «أولم يحلف» كما في رواية العياشي في تفسير قوله تعالى «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ اه».

٣٧٠

عن الزجاج، قال: ولما حرم مارية القبطية أخبر حفصة انه يملك من بعده أبو بكر وعمر فعرفها بعض ما أفشت من الخبر وأعرض عن بعض ان أبا بكر وعمر يملكان بعدي، وقريب من ذلك ما رواه العياشي بالإسناد عن عبد الله بن عطاء المكي عن أبي جعفرعليه‌السلام إلّا انه زاد في ذلك ان كل واحد منهما حدثت أباها في ذلك، فعاتبهما [رسول الله] في أمر مارية وما أفشتا عليه من ذلك، وأعرض عن أن يعاتبها في الأمر الاخر.

٩ ـ وفيه قرأ الكسائي وحده «وعرف» بالتخفيف والباقون عرف بالتشديد، واختار التخفيف أبو بكر بن عياش وهو من الحروف العشرة التي قال: انى أدخلتها في قراءة عاصم من قراءة عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، حتى استخلصت قراءته يعنى قراءة علىعليه‌السلام أقول: قد تقدم فيما نقلنا عن علي بن إبراهيم في بيان سبب النزول بيان لقولهعزوجل :( مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) .

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا محمد بن عبد الله عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول:( إِنْ تَتُوبا إلى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما ) إلى قوله:( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) قال: صالح المؤمنين هو عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

١١ ـ في مجمع البيان وعن ابن عباس قال: قلت لعمر بن الخطاب: من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: عائشة وحفصة أورده البخاري في الصحيح، ووردت الرواية من طريق العام والخاص أن المراد بصالح المؤمنين أمير المؤمنينعليه‌السلام وفي كتاب شواهد التنزيل عن سدير الصيرفي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لقد عرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليا أصحابه مرتين، اما مرة فحيث قال: من كنت مولاه فعلى مولاه، وأمّا الثانية فحيث ما نزلت هذه الآية( فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) الآية أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد علىعليه‌السلام وقال: يا ايها الناس هذا صالح المؤمنين.

١٢ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى محمد بن محمد بن عبد العزيز قال: وجدت في كتاب أبي عن الزهري عن عبيد الله بن عباس عن ابن عباس

٣٧١

قال: وجدت حفصة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع أم إبراهيم في يوم عائشة، فقالت: لأخبرنها، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اكتمي ذلك وهي على حرام، فأخبرت حفصة عائشة بذلك، فأعلم الله نبيه فعرفت حفصة أنها أفشت سره، فقالت له:( مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) فآلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من نسائه شهرا، فأنزل الله عز اسمه( إِنْ تَتُوبا إلى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما ) قال ابن عباس: فسألت عمر بن الخطاب من اللتان تظاهرتا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال: حفصة وعائشة.

١٣ ـ في جوامع الجامع وقرأ موسى بن جعفرعليه‌السلام :( وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ ) .

١٤ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) فقد روى من يعتمد عليه من رجال المخالف والمؤلف ان المراد بصالح المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، وقد ذكرنا بعض الروايات في كتاب الطرائف.

قال عز من قائل:( عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَ ) الاية.

١٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبد الله القمّي قال: دخلت على أبي محمّدعليه‌السلام بسُرّ مَن رأى فوجدت على فخذه الأيمن مولانا القائمعليه‌السلام وهو غلام، وقد كنت اتخذت طومارا واثبت فيه نيفا وأربعين مسألة من صعاب المسائل لم أجد لها مجيبا فقال لي: ما جاء بك يا سعد؟ فقلت: شوقني أحمد بن إسحق إلى لقاء مولانا قال: فلما المسائل التي أردت ان تسأل عنها؟ فقلت: على حالها يا مولاي، قال فاسئل قرة عيني عنها ـ وأومى إلى الغلام ـ: فقال الغلام: سل عما بدا لك منها، فقلت له: مولانا وابن مولانا انا روينا عنكم ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جعل طلاق نسائه بيد أمير المؤمنينعليه‌السلام حتى قال يوم الجمل لعائشة: انك قد أرهجت(١) على الإسلام وأهله بفتنتك، وأوردت بنيك حياض الهلاك بجهلك، فان كففت عنى غربك(٢) والا طلقتك؟ ونساء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله طلاقهن وفاته، قال: ما الطلاق؟ قلت: تخلية السبيل، قال: فاذا كان وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلت لهن السبيل فلم لا تحل لهن الأزواج؟ قلت: لان الله تبارك

__________________

(١) من ارهج الغبار: أثاره.

(٢) الغرب: الحدة.

٣٧٢

وتعالى حرم الأزواج عليهن، قال: وكيف وقد خلى الموت سبيلهن؟ قلت: فأخبرنى يا ابن مولاي عن معنى الطلاق الذي فوض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حكمه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ؟ قال: إنّ الله تقدس اسمه عظم شأن نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فخصهن بشرف الأمهات، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبا الحسن ان هذا الشرف باق لهن ما دمن لله على الطاعة، فأيتهن عصت الله بعدي بالخروج عليك فأطلق لها في الأزواج وأسقطها من تشرف الأمهات ومن شرف امومة المؤمنين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام للقوم لـمّا مات عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد جعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله طلاق نسائه بيده غيري؟ قالوا: لا.

١٧ ـ في أصول الكافي باسناده إلى سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ان لي أهل بيت وهم يسمعون منى أفأدعوهم إلى هذا الأمر؟ فقال: نعم، ان اللهعزوجل يقول في كتابه:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ ) .

١٨ ـ في الكافي باسناده إلى عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لـمّا نزلت هذه الاية:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً ) قلت: كيف أقيهم؟ قال: تأمرهم بما أمر الله وتنهاهم عما نهاهم الله، ان أطاعوك كنت قد وقيتهم، وان عصوك كنت قد قضيت ما عليك.

١٩ ـ وباسناده إلى سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تعالى:( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً ) كيف نقى أهلنا؟ قال: تأمرونهم وتنهونهم.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى زرعة بن محمد عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ ) قلت: هذه نفسي أقيها فكيف أقى أهلى؟ قال: تأمرهم بما أمرهم الله به وتنها هم عما نهاهم الله عنه، فان أطاعوك كنت قد وقيتهم، وان عصوك كنت قد قضيت ما عليك.

٣٧٣

٢١ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً ) كيف نقيهن؟ قال: تأمرونهن وتنهونهن قيل له: انا فأمرهن وننهاهن فلا يقبلن؟ قال: إذا أمرتموهن ونهيتموهن فقد قضيتم ما عليكم.

٢٢ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي وفي خبر آخر عن ابن مسعود قال: لـمّا نزلت هذه الاية:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ ) تلاها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على أصحابه فخر فتى مغشيا عليه، فوضع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يده على فؤاده فوجده يكاد يخرج من مكانه فقال: يا فتى قل: لا إله إلّا الله، فتحرك الفتى فقالها، فبشره النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالجنة فقال القوم: يا رسول الله من بيننا؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أما سمعتم الله تعالى يقول:( ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ ) .

٢٣ ـ في روضة الكافي باسناده إلى جابر عن أبي جعفر قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرنى الروح الأمين ان الله لا اله غيره، إذا وقف الخلائق وجمع الأولين والآخرين، أتى بجهنم تقاد بألف زمام أخذ بكل زمام الف ملك من الغلاظ الشداد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٤ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام في هاروت وماروت حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : ان الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبائح بألطاف الله تعالى قال الله تعالى فيهم:( لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ )

٢٥ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أحمد بن هلال قال: سألت أبا الحسن الأخيرعليه‌السلام عن النصوح ما هي؟ فكتبعليه‌السلام ان يكون الباطن كالظاهر وأفضل من ذلك.

٢٦ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( تُوبُوا إلى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ) قال: هو صوم يوم الأربعاء والخميس والجمعة.

٢٧ ـ وباسناده إلى عبد الله بن سنان وغير واحد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: النصوح أن يكون باطن الرجل كظاهره وأفضل.

وروى ان التوبة النصوح ان يتوب الرجل من ذنب وينوى ان لا يعود إليه أبدا.

٣٧٤

٢٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة فقلت: وكيف يستر عليه؟ قال ينسى ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ويوحى إلى جوارحه: اكتمي عليه ذنوبه، ويوحى إلى بقاع الأرض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب.

٢٩ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ) قال: يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود فيه.

٣٠ ـ قال محمد بن الفضيل سالت عنها أبا الحسنعليه‌السلام قال: يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه، وأحب العباد إلى الله المفتنون التوابون.(١)

٣١ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ) قال: هو الذنب الذي لا يعود فيه أبدا، قلت: وأينا لم يعد؟ فقال: يا أبا محمد ان الله يحب من عباده المفتن التواب.

عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن موسى بن القاسم عن جده الحسن بن راشد عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: وذكر كما سبق سواء.

٣٢ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: باب التوبة مفتوح لمن أرادها، فتوبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم.

٣٣ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمان بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: صعد أمير المؤمنينعليه‌السلام بالكوفة المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم

__________________

(١) المفتن: الممتحن يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب، ثم يعود ثم يتوب، قاله في النهاية.

٣٧٥

قال: ايها الناس ان الذنوب ثلاثة إلى أن قالعليه‌السلام : وأمّا الذنب الثالث فذنب ستره الله على خلقه ورزقه التوبة منه، فأصبح خائفا من ذنبه راجيا لربه، فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة ونخاف عليه العذاب.

٣٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) فمن كان له نور يومئذ نجا وكل مؤمن له نور.

٣٥ ـ وباسناده إلى صالح بن سهل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) قال: أئمة المؤمنين( نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) حتى ينزلوا منازلهم.

٣٦ ـ في مجمع البيان وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام يسعى أئمة المؤمنين يوم القيامة بين أيديهم وبايمانهم حتى ينزلوهم منازلهم في الجنة.

٣٧ ـ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ ) وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قرأ «جاهد الكفار بالمنافقين» قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يقاتل منافقا قط انما كان يتألفهم.

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم في قوله:( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً ) فقال:( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) امرأة نوح وامرأة نوح( وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما ) قال: والله ما عنى بقوله: فخانتا هما إلّا الفاحشة وليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق البصرة، وكان طلحة(١) يحبها، فلما أرادت ان تخرج إلى البصرة قال لها طلحة: لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من طلحة.

٣٩ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : قد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تزوج وقد كان من أمر امرأة نوح وامرأة لوط ما كان، انهما قد كانتا

__________________

(١) وفي المصدر «وكان فلان يحبها اه» وكذا فيما يأتى «فلان» مكان «طلحة».

٣٧٦

تحت عبدين من عبادنا صالحين، قلت: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ليس في ذلك بمنزلتي انما هي تحت يده وهي مقرة بحكمة مقرة بدينه، قال: فقال لي: ما ترى من الخيانة في قول اللهعزوجل : «فخانتاهما» ما يعنى بذلك إلّا الفاحشة وقد زوج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلانا(١)

٤٠ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت: ما تقول في مناكحة الناس فإنّي قد بلغت ما ترى وما تزوجت قط قال: وما يمنعك من ذلك؟ قلت: ما يمنعني إلّا انى أخشى أن لا يكون يحل لي مناكحتهم فما تأمرنى؟ قال: كيف تصنع، أنت شاب أتصبر؟ قلت: اتخذ الجواري قال: فهات الآن فبم تستحل الجواري؟ أخبرنى، قلت: ان الامة ليست بمنزلة الحرة ان رابتني الامة بعتها أو أعتزلها، قال: حدّثني فبم تستحلها؟ قال: فلم يكن عندي جواب، فقلت: جعلت فداك أخبرنى ما ترى أتزوج؟ قال: ما أبالي ان تفعل، قلت: أرايت قولك ما أبالي أن تفعل، فان ذلك على وجهين تقول لست أبالي أن تأثم أنت من غير ان آمرك فما تأمرنى أفعل ذلك عن أمرك؟ قال: فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد تزوج وكان من امرأة نوح وامرأة لوط ما قص اللهعزوجل وقد قال اللهعزوجل :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما ) فقلت: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليست في ذلك مثل منزلته، انما هي تحت يديه وهي مقربة بحكمة مظهرة دينه، أما والله ما عنى بذلك إلّا في قول اللهعزوجل ( فَخانَتاهُما ) ما عنى بذلك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى [هشام بن] سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قيل له: كيف كان يعلم قوم لوط انه قد جاء لوطا رجال؟ قال: كانت امرأته تخرج فتصفر ؛ فاذا سمعوا الصفير جاؤا فلذلك كره الصفير.

٤٢ ـ في من لا يحضره الفقيه ودخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على خديجة وهي لـما فيها فقال لها: بالرغم منا ما نرى يا خديجة فاذا قدمت على ضرائرك فاقرءهن السلام، فقالت: من

__________________

(١) يظهر معنى هذا الحديث من الخبر الآتي.

٣٧٧

هن يا رسول الله؟ فقال: مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وآسية امرأة فرعون فقالت بالرفاء(١) يا رسول الله.

٤٣ ـ في مجمع البيان وجاءت الرواية عن معاذ بن جبل قال: دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على خديجة وهي تجود بنفسها فقال: اكره ما نزل بك يا خديجة وقد جعل الله في الكره خيرا كثيرا فاذا قدمت على ضرائرك فأقرئيهن منى السلام، قالت: يا رسول الله ومن هو؟ قال: مريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم، وكلثم أو حكيمة أخت موسىعليه‌السلام ـ شك الراوي ـ فقالت: بالرفاء والبنين.

٤٤ ـ وعن أبي موسى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلّا اربع: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله

٤٥ ـ في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين، مؤمن آل ياسين، وعليّ بن أبي طالب، وآسية امرأة فرعون.

٤٦ ـ عن علي بن حمزة عن عكرمة عن ابن عباس قال: خط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أربع خطط في الأرض وقال: أتدرون ما هذا؟ قلنا: الله ورسوله اعلم، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.

٤٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها ) قال: لم ينظر إليها( فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا ) أي روح مخلوقة( وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ ) أي من الداعين.

٤٨ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب حلية الأولياء قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار، قال ابن مندة: خاص الحسن و

__________________

(١) أي بالسكون والطمأنينة، من رفوت الرجل إذا سكنته أو بمعنى الاتفاق وحسن الاجتماع يقال ذلك لمن تزوج امرأة.

٣٧٨

الحسين ويقال: أي من ولدته بنفسها، وهو المروي عن علي بن موسىعليه‌السلام والاولى كل مؤمن منهم.

٤٩ ـ وفيه قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال بإسناد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء( تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) في المكتوبة قبل ان ينام لم يزل في أمان الله حتى يصبح وفي امانه يوم القيامة حتى يدخل الجنة.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرء سورة تبارك فكأنما أحيى ليلة القدر.

٣ ـ وعن ابن عباس قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : وددت ان تبارك الملك في قلب كل مؤمن.

وروى ابن أبي الزبير عن جابر وعن ابن عباس قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا ينام حتى يقرء «الم تنزيل» و( تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) .

٤ ـ وعن أبي هريرة ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ سورة [من كتاب الله] ما هي إلّا ثلثون آية شفعت لرجل فأخرجته يوم القيامة من النار وأدخلته الجنة، وهي سورة تبارك.

٥ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن ابن محبوب عن جميل عن سدير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سورة الملك هي المانعة تمنع من عذاب القبر، وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك ومن قرأها في ليلة فقد أكثروا طاب ولم يكتب [بها] من الغافلين، وانى لأركع بها بعد عشاء الاخرة وانا جالس، وان والديعليه‌السلام كان يقرءها في يومه وليلته، ومن قرأها

٣٧٩

إذا دخل عليه ناكر ونكير من قبل رجليه قالت رجلاه: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل، قد كان هذا العبد يقوم على فيقرأ سورة الملك في كل يوم وليلة ؛ وإذا أتياه من قبل جوفه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد أو عانى سورة الملك، وإذا أتياه من قبل لسانه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل، قد كان هذا العبد يقرأ بى في كل يوم وليلة سورة الملك.

٦ ـ في روضة الكافي ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل خلق الحياة قبل الموت.

٧ ـ في الكافي باسناده إلى موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الحياة والموت خلقان خلق الله، فاذا جاء الموت فدخل في الإنسان لم يدخل في شيء إلّا وخرجت منه الحياة.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ ) قال: قدرهما ومعناه: قدر الحياة، ثم الموت.

٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسن بن علي الناصري عن أبيه عن محمّد بن عليّ عن أبيه الرضا عن أبيه موسى بن جعفرعليهم‌السلام قال: قيل للصادقعليه‌السلام صف لنا الموت، قال: للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه(١) وينقطع التعب والألم كلّه عنه، وللكافر كلسع الأفاعي ولذع العقارب أو أشد، قيل: فانّ قوما يقولون أنّه أصعب من نشر بالمناشير(٢) وقرض بالمقاريض ورضخ بالأحجار وتدوير قطب الأرحية في الأحداق؟ قال: كذلك على بعض الكافرين والفاجرين باللهعزوجل ، ألآ ترون منهم من يعاين تلك الشدائد فذلكم الذي هو أشد من هذا إلّا أنّ من عذاب الاخرة(٣) فانه أشد من عذاب الدنيا، قيل: فما بالنا نرى كافرا

__________________

(١) نعس الرجل: إذا أخذته فترة في حواسه فقارب النوم.

(٢) المناشير جمع المنشار: آلة ذات أسنان ينشر بها الخشب ونحوه.

(٣) كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا لكن في العيون ومعاني الأخبار «الا من عذاب الاخرة اه».

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749