تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين5%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 356908 / تحميل: 4857
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

٦٥ ـ في الكافي حميد بن زياد عن ابن سماعة عن الحسين بن هاشم ومحمد بن زياد عن عبد الرحمان بن الحجاج عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سألته عن الحبلى إذا طلقها فوضعت سقطا تم أو لم يتم أو وضعته مضغة؟ قال: كل شيء وضعته يستبين انه حمل تم أو لم يتم فقد انقضت عدتها وان كان مضغة.

٦٦ ـ وعنه عن جعفر بن سماعة عن علي بن عمران بن شفا عن ربعي بن عبد الله عن عبد الرحمن البصري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن رجل طلق امرأته وهي حبلى وكان في بطنها اثنان فوضعت واحدا وبقي واحد؟ قال: تبين بالأول ولا تحل للأزواج حتى تضع ما في بطنها.

٦٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي أيوب الخزاز عن بريد الكناسي قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن طلاق الحبلى؟ قال: يطلقها واحدة للعدة بالشهور والشهود، قلت له: فله ان يراجعها؟ قال: نعم وهي امرأته، قلت: فان راجعها ومسها ثم أراد أن يطلقها تطليقة اخرى؟ قال: لا يطلقها حتى يمضى لها بعد ما مسها شهر، قلت: فان طلقها ثانية واشهد ثم راجعها واشهد على رجعتها ومسها، ثم طلقها التطليقة الثالثة وأشهد على طلاقها لكل عدة شهر هل تبين منه كما تبين المطلقة على العدة التي لا تحل لزوجها( حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ ) ؟ قال: نعم قلت: فما عدتها؟ قال: عدتها ان تضع ما في بطنها ثم قد حلت للأزواج(١) .

٦٨ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن أبي عزيز عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: طلاق الحبلى واحدة وأجلها أن تضع حملها وهو أقرب الأجلين.

٦٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: طلاق الحامل واحدة وعدتها أقرب الأجلين.

٧٠ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن المرأة الحلبي يموت زوجها فتضع وتزوج قبل ان يمضى

__________________

(١) لهذا الحديث بيان ذكره في المصدر في ذيله فراجع ج ٦ ص ٨٢ و ٨٣.

٣٦١

لها أربعة أشهر وعشرا؟ فقال: إنّ كان دخل بها فرق بينهما ثم لم تحل له أبدا واعتدت بما بقي عليها من الاول واستقبلت عدة اخرى من الأخير ثلاثة قروء، وان لم يكن دخل بها فرق بينهما واعتدت بما بقي عليها من الاول وهو خاطب من الخطاب.

٧١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: المرأة الحلبي يتوفى عنها زوجها وتضع وتتزوج قبل ان تعتد اربعة أشهر وعشرا؟ فقال: إنّ كان الذي تزوجها دخل بها فرق بينهما وأتمتها ما بقي من عدتها وهو خاطب من الخطاب.

٧٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) قال: المطلقة التي للزوج عليها رجعة عليه سكنى ونفقة ما دامت في العدة، فان كانت حاملا ينفق عليها حتى تضع حملها.

٧٣ ـ في جوامع الجامع والسكنى والنفقة واجبتان للمطلقة الرجعية بلا خلاف وعندنا ان المبتوتة(١) لا سكنى لها ولا نفقة، وحديث فاطمة بنت قيس ان زوجها بت طلاقها فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا سكنى لك ولا نفقة يدل عليه.

٧٤ ـ في مجمع البيان ويجب السكنى والنفقة للمطلقة الرجعية بلا خلاف، فأما المبتوتة ففيها خلاف إلى قوله: وذهب الحسن وابو ثور إلى انه لا سكنى لها ولا نفقة. وهو المروي عن أئمة الهدىعليهم‌السلام وذهب إليه أصحابنا.

٧٥ ـ في الكافي أبو العباس الرزاز عن أيوب بن نوح وابو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان وحميد بن زياد عن ابن سماعة كلهم عن صفوان بن يحيى عن موسى بن بكير عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ المطلقة ثلاثا ليس لها نفقه على زوجها، انما هي للتي لزوجها عليها رجعة.

٧٦ ـ حميد بن زياد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن المطلقة ثلاثا على السنة هل لها سكنى أو نفقة؟ قال: لا.

__________________

(١) المبتوتة: المطلقة باينا، وطلاق البتة طلاق البائن قال الجوهري: يقال: لا افعله بتة ولا أفعله لكل أمر لا رجعة فيه، ونصبه على المصدر.

٣٦٢

٧٧ ـ علي بن إبراهيم عن حماد بن عيسى أو رجل عن حماد بن عيسى عن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبداللهعليه‌السلام انه سئل عن المطلقة ثلاثا لها سكنى ونفقة؟ قال: حبلى هي؟ قلت: لا قال: لا.

٧٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: المطلقة ثلاثا ليس لها نفقة على زوجها، انما ذلك للتي لزوجها عليها رجعة.

٧٩ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال: قلت: المطلقة ثلاثا ألها سكنى أو نفقة؟ فقال: حبلى هي؟ قلت: لا قال: ليس لها سكنى ولا نفقة.

٨٠ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا يضار الرجل امرأته إذا طلقها فيضيق عليها حتى تنتقل قبل ان تنقضي عدتها فان الله قد نهى عن ذلك، فقال: ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن. محمد بن يحيى عن أحمد بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

قال عز من قائل:( وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ ) .

٨١ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الحامل أجلها ان تضع حملها، وعليه نفقة بالمعروف حتى تضع حملها.

٨٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في الرجل يطلق امرأته وهي حبلى قال: أجلها ان تضع حملها وعليه نفقتها حتى تضع حملها أقول: تقدم قريبا ما يؤيد هذين الحديثين من رواية أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وخبر سماعة.

٨٣ ـ في الكافي عن نوح بن شعيب عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال

٣٦٣

سألته عن الرجل الموسر يتخذ الثياب الكثيرة الجياد والطيالسة والقمص الكثيرة يصون بعضها بعضا يتجمل بها أيكون مسرفا؟ قال: لا، لان اللهعزوجل يقول:( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ) .

٨٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ ) قال: إنّ أنفق(١) الرجل على امرأته ما يقيم ظهرها مع الكسوة، والا فرق بينهما.

٨٥ ـ في الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار أو غيره عن ابن فضال عن غالب عن روح بن عبد الرحيم قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام قولهعزوجل :( وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ ) قال: إذا أنفق عليها ما يقيم ظهرها مع كسوة والا فرق بينهما.

٨٦ ـ أحمد بن محمد عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن أبي الحسنعليه‌السلام قال في قول اللهعزوجل ( وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً ) قال: القوام هو المعروف( عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ ) على قدر عياله ومؤنته التي صلاح له ولهم،( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها ) .

٨٧ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء له: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضاعليه‌السلام : في الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا إلى قوله: وأمّا التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله تعالى:( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) فنحن أهل الذكر فاسئلوا ان كنتم لا تعلمون، فقالت العلماء: انما عنى بذلك اليهود والنصارى، فقال أبو الحسنعليه‌السلام : سبحان الله وهل يجوز ذلك؟ إذا يدعونا إلى دينهم، ويقولون: انه أفضل من دين الإسلام؟ فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟ فقال

__________________

(١) وفي المصدر «إذا أنفق ...».

٣٦٤

عليه‌السلام : نعم الذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونحن أهله، وذلك بين في كتاب اللهعزوجل حيث يقول في سورة الطلاق:( فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ ) قال: الذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن أهله.

٨٨ ـ في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابنا رفعه قال: ما يعبأ من أهل هذا الدين بمن لا عقل له قال: قلت: جعلت فداك انا آتى قوما لا بأس بهم عندنا ممن يصف هذا الأمر ليست له تلك العقول؟ فقال: ليس هؤلاء ممن خاطب الله في قوله:( يا أُولِي الْأَلْبابِ ) ان الله خلق العقل فقال له: أقبل فأقبل، ثمّ قال له: أدبر فأدبر، ثمّ قال: وعزتي وجلالي ما خلقت شيئا أحسن منك وأحبّ إليَّ منك بك آخذ وبك أعطى.

٨٩ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان عن خلف بن حمّاد عن الحسين بن زيد الهاشمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاءت زينب العطارة الحولاء إلى نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبناته وكانت تبيع منهن العطر، فجاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهي عندهن فقال: إذا أتيتنا طابت بيوتنا فقالت: بيوتك بريحك أطيب يا رسول الله، قال: إذا بعت فأحسنى ولا تغشى فانه أتقى وأبقى للمال، فقالت: يا رسول الله ما أتيت بشيء من بيعي وإنّما أتيت اسألك عن عظمة اللهعزوجل فقال: جل جلال الله سأحدثك عن بعض ذلك، ثم قال: إنّ هذه الأرض بمن عليها عند الذي تحتها كحلقة ملحقاة في فلاة قي(١) وهاتان بمن فيهما ومن عليهما عند الذي تحتها كحلقة ملقاة في فلاة والثالثة حتى انتهى إلى السابعة وتلا هذه الآية( خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ ) والسبع الأرضين بمن فيهن ومن عليهن على ظهر الديك كحلقة ملقاة في فلاة قي، والديك له جناح في المشرق وجناح في المغرب ورجلاه في التخوم(٢) والسبع والديك بمن فيه ومن عليه على الصخرة كحلقة ملقاة

__________________

(١) القى ـ بالكسر والتشديد ـ: الأرض القفر الخالية.

(٢) التخوم جمع التخم: منتهى كل ارض.

٣٦٥

في فلاة قي والصخرة بمن فيها ومن عليها على ظهر الحوت كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة والحوت بمن فيه ومن عليه على البحر المظلم كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم على الهواء الذاهب كحلقة ملقاة في فلاة قي، والسبع، والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء على الثرى كحلقة في فلاة قي، ثم تلا هذه الآية( لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى ) ثم انقطع الخبر عند الثرى(١) والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم أو الهواء والثرى ومن فيهن ومن عليه عند السماء الاولى كحلقة في فلاة قي، وسماء الدنيا بمن عليها عند التي فوقها كحلقة في فلاة قي، وهاتان السمائان ومن فيهما ومن عليهما عند التي فوقهما كحلقة في فلاة قي، وهذه الثلاثة بمن فيهن ومن عليهن عند الرابعة كحلقة في فلاة قي، حتى إلى السابعة وهذه السبع ومن فيهن ومن عليهن عند البحر المكفوف(٢) عن أهل الأرض كحلقة في فلاة قي، وهذه السبع البحر والمكفوف عند جبال البرد كحلقة في فلاة قي وتلا هذه الآية( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ ) وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد عند الهواء الذي تحار فيه القلوب كحلقة في فلاة قي، وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء وحجب النور عند الكرسي كحلقة في فلاة قي، ثم تلا هذه الآية( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء وحجب النور والكرسي عند العرش كحلقة في فلاة قي، وتلا هذه الاية:( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) وفي رواية الحسن الحجب قبل الهواء الذي تحار فيه القلوب.

٩٠ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل لـمّا أراد أن يخلق آدمعليه‌السلام بعث جبرئيل في أول ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا، وأخذ من كل سماء تربة وقبض

__________________

(١) قال المجلسي (ره) في البحار: أي انا لم نخبر به أولم نؤمر بالاخبار به.

(٢) أي الممنوع عنهم لا ينزل منه ماء إليهم.

٣٦٦

قبضة اخرى من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى، الحديث.

٩١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قلت له: أخبرنى عن قول الله:( وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ ) فقال: هي محبوكة إلى الأرض وشبك بين أصابعه. فقلت: كيف يكون محبوكة إلى الأرض والله يقول:( رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ) فقال: سبحان الله! أليس الله يقول:( بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ) فقلت: بلى فقال: فثم عمد ولكن لا ترونها، قلت: كيف يكون محبوكة ذلك(١) جعلني الله فداك؟ قال: فبسط كفه اليسرى ثم وقع اليمنى عليها فقال: هذه أرض الدنيا والسماء عليها فوقها قبة، والأرض الثانية فوق السماء الدنيا، والسماء الثانية فوقها قبة، والأرض الثالثة فوق السماء الثانية والسماء الثالثة فوقها قبة، والأرض الرابعة فوق السماء الثالثة والسماء الرابعة فوقها قبة، والأرض الخامسة فوق السماء الرابعة والسماء الخامسة فوقها قبة، والأرض السادسة فوق السماء الخامسة والسماء السادسة فوقها قبة، والأرض السابعة فوق السماء السادسة والسماء السادسة فوقها قبة، وعرش الرحمن تبارك وتعالى فوق السماء السابعة وهو قول الله:( الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ ) فاما صاحب الأمر فهو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والوصي بعد رسول الله قائم على وجه الأرض فانما يتنزل الأمر إليه من فوق السماء بين السموات والأرضين، قلت: فما تحتنا [إلّا ارض واحدة؟ فقال: فما تحتنا] إلّا ارض واحدة وان الست لهي فوقنا.

٩٢ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علي بن سنان عن عبد الرحيم قال: ابتدأني أبو جعفرعليه‌السلام فقال: اما ان ذا القرنين فقد خير السحاب واختار الذلول، وذخر لصاحبكم الصعب، قلت: وما الصعب؟ قال: ما كان من سحاب فيه رعد وبرق وصاعقة فصاحبكم يركبه ؛ اما انه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع، خمس عوامر وثنتان خراب.

٩٣ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن

__________________

(١) وفي المصدر «قلت: فكيف ذلك جعلني الله فداك اه».

٣٦٧

مهران أو غيره عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام انه قال: إنّ عليا صلوات الله عليه ملك ما فوق الأرض وما تحتها، فعرضت له السحابتان الصعب والذلول فاختار الصعب فكان في الصعب ملك ما تحت الأرض، وفي الذلول ملك ما فوق الأرض. واختار الصعب على الذلول، فدارت به سبع أرضين فوجد ثلاثا خرابا وأربعا عوامر.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة الطلاق والتحريم في فريضة أعاذه الله من أن يكون يوم القيامة ممن يخاف أو يحزن وعوفي من النار، وأدخله الله الجنة بتلاوته إياهما ومحافظته عليهما، لأنهما للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرأ سورة:( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ ) أعطاه الله توبة نصوحا.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ ) الآية قال: اطلعت عائشة وحفصة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مع مارية فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : والله ما أقربها فأمره الله ان يكفر عن يمينه قال علي بن إبراهيم: كان سبب نزولها ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان في بعض نسائه، وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه وكان ذات يوم في بيت حفصة، فذهبت حفصة في حاجة لها، فتناول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مارية فعلمت حفصة بذلك، فغضبت وأقبلت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت: يا رسول الله هذا في يومى وفي داري وعلى فراشي فاستحيى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منها، فقال: كفى فقد حرمت مارية على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبدا وانا افضى إليك سرا فان أنت أخبرت به فعليك( لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) ، فقالت: نعم ما هو؟ افض، فقال: إنّ أبا بكر يلي الخلافة بعدي ثم بعده أبوك فقالت :

٣٦٨

( مَنْ أَنْبَأَكَ هذا؟ قالَ: نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) ، فأخبرت حفصة به عائشة من يومها ذلك، وأخبرت عائشة أبا بكر، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له: ان عائشة أخبرتني عن حفصة بشيء ولا أثق بقولها فاسئل أنت حفصة فجاء عمر إلى حفصة فقال له: ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة؟ فأنكرت ذلك، وقالت: ما قلت لها من ذلك شيئا، فقال لها عمر: ان كان هذا حق فأخبرينا حتى نتقدم فيه، فقالت: نعم قد قال ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاجتمعوا أربعة على أن يسموا رسول الله، فنزل جبرئيل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بهذه السورة( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي ) إلى قوله:( تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ ) يعنى قد أباح الله لك ان تكفر عن يمينك و( اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) .

٤ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نصر عن محمد بن سماعة عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن رجل قال لامرأته: أنت على حرام، فقال لي لو كان لي عليه سلطان لا وجعت رأسه وقلت له: الله أحلها لك فما حرمها عليك؟ انه لم يزد على أن كذب فزعم ان ما أحل الله له حرام، ولا يدخل عليه طلاق ولا كفارة، فقلت: قول اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ ) فجعل فيه الكفارة؟ فقال: انما حرم عليه الجارية مارية(١) وحلف ان لا يقر بها، فانما جعل عليه الكفارة في الحلف ولم يجعل عليه في التحريم.

٥ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : قال اللهعزوجل لنبيه:( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ ) فجعلها يمينا وكفرها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قلت: بم كفر؟ قال: أطعم عشرة مساكين، لكل مسكين مد، قلنا: فما حد الكسوة؟(٢) قال: ثوب يوارى به عورته.

٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وفي رواية نضر بن سويد عن عبد الله بن سنان

__________________

(١) وفي المصدر «انما حرم عليه جاريته مارية اه».

(٢) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل «فمن وجد الكسوة اه».

٣٦٩

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في رجل قال: امرأته طالق ومماليكه أحرار ان شربت حراما أو حلالا من الطل(١) أبدا فقال: اما الحرام فلا يقربه أبدا ان حلف أو ان لم يحلف(٢) وان الطل فليس له أن يحرم ما أحل اللهعزوجل : قال اللهعزوجل «( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ ) فلا يجوز يمين في تحليل حرام ولا في تحريم حلال ولا في قطيعة الرحم.

في مجمع البيان واختلف العلماء فيمن قال لامرأته: أنت حرام فقال مالك: هو ثلاث تطليقات، وقال أبو حنيفة: ان نوى به الظهار فهو ظهار، وان نوى الإيلاء فهو إيلاء، وان نوى الطلاق فهو طلاق بائن، وان نوى ثلاثا كان ثلاثا، وان نوى ثنتين فواحدة بائنة ؛ وان لم يكن له نية فهو يمين، وقال الشافعي: ان نوى الطلاق كان طلاقا أو الظهار كان ظهارا وان لم يكن له نية فهو يمين، وقال أصحابنا: انه لا يلزم شيء ووجوده كعدمه، وإنّما أوجب الله فيه الكفارة، لان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان حلف أن لا يقرب جاريته أو لا يشرب الشراب المذكور فأوجب الله عليه أن يكفر عن يمينه ويعود إلى استباحة ما كان حرمه، وبين ان التحريم لا يحصل إلّا بأمر الله ونهيه، ولا يصير الشيء حراما بتحريم من يحرمه على نفسه إلّا إذا حلف على تركه.

٧ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادقعليه‌السلام : انى لأكره للرجل أن يموت وقد بقيت عليه خلة من خلال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم آتها فقلت: وهل تمتع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال نعم. وقرأ هذه الاية: وإذا سر النبي إلى بعض أزواجه حديثا إلى قوله: ثيبات وأبكارا.

٨ ـ في مجمع البيان وقيل: ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله خلا في بعض يوم العائشة مع جاريته أم إبراهيم مارية القبطية، فوقفت حفصة على ذلك فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تعلمي عائشة ذلك وحرم مارية على نفسه، فأعلمت حفصة عائشة الخبر واستكتمتها إياه

، فأطلع الله نبيه على ذلك وهو قوله:( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً ) يعنى حفصة

__________________

(١) الطل: اللبن.

(٢) كذا في الأصل ولم اظفر على الحديث في مظانه في الفقيه ولكن الظاهر «أولم يحلف» كما في رواية العياشي في تفسير قوله تعالى «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ اه».

٣٧٠

عن الزجاج، قال: ولما حرم مارية القبطية أخبر حفصة انه يملك من بعده أبو بكر وعمر فعرفها بعض ما أفشت من الخبر وأعرض عن بعض ان أبا بكر وعمر يملكان بعدي، وقريب من ذلك ما رواه العياشي بالإسناد عن عبد الله بن عطاء المكي عن أبي جعفرعليه‌السلام إلّا انه زاد في ذلك ان كل واحد منهما حدثت أباها في ذلك، فعاتبهما [رسول الله] في أمر مارية وما أفشتا عليه من ذلك، وأعرض عن أن يعاتبها في الأمر الاخر.

٩ ـ وفيه قرأ الكسائي وحده «وعرف» بالتخفيف والباقون عرف بالتشديد، واختار التخفيف أبو بكر بن عياش وهو من الحروف العشرة التي قال: انى أدخلتها في قراءة عاصم من قراءة عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، حتى استخلصت قراءته يعنى قراءة علىعليه‌السلام أقول: قد تقدم فيما نقلنا عن علي بن إبراهيم في بيان سبب النزول بيان لقولهعزوجل :( مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) .

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا محمد بن عبد الله عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول:( إِنْ تَتُوبا إلى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما ) إلى قوله:( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) قال: صالح المؤمنين هو عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

١١ ـ في مجمع البيان وعن ابن عباس قال: قلت لعمر بن الخطاب: من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: عائشة وحفصة أورده البخاري في الصحيح، ووردت الرواية من طريق العام والخاص أن المراد بصالح المؤمنين أمير المؤمنينعليه‌السلام وفي كتاب شواهد التنزيل عن سدير الصيرفي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لقد عرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليا أصحابه مرتين، اما مرة فحيث قال: من كنت مولاه فعلى مولاه، وأمّا الثانية فحيث ما نزلت هذه الآية( فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) الآية أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد علىعليه‌السلام وقال: يا ايها الناس هذا صالح المؤمنين.

١٢ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى محمد بن محمد بن عبد العزيز قال: وجدت في كتاب أبي عن الزهري عن عبيد الله بن عباس عن ابن عباس

٣٧١

قال: وجدت حفصة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع أم إبراهيم في يوم عائشة، فقالت: لأخبرنها، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اكتمي ذلك وهي على حرام، فأخبرت حفصة عائشة بذلك، فأعلم الله نبيه فعرفت حفصة أنها أفشت سره، فقالت له:( مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) فآلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من نسائه شهرا، فأنزل الله عز اسمه( إِنْ تَتُوبا إلى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما ) قال ابن عباس: فسألت عمر بن الخطاب من اللتان تظاهرتا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال: حفصة وعائشة.

١٣ ـ في جوامع الجامع وقرأ موسى بن جعفرعليه‌السلام :( وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ ) .

١٤ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) فقد روى من يعتمد عليه من رجال المخالف والمؤلف ان المراد بصالح المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، وقد ذكرنا بعض الروايات في كتاب الطرائف.

قال عز من قائل:( عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَ ) الاية.

١٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبد الله القمّي قال: دخلت على أبي محمّدعليه‌السلام بسُرّ مَن رأى فوجدت على فخذه الأيمن مولانا القائمعليه‌السلام وهو غلام، وقد كنت اتخذت طومارا واثبت فيه نيفا وأربعين مسألة من صعاب المسائل لم أجد لها مجيبا فقال لي: ما جاء بك يا سعد؟ فقلت: شوقني أحمد بن إسحق إلى لقاء مولانا قال: فلما المسائل التي أردت ان تسأل عنها؟ فقلت: على حالها يا مولاي، قال فاسئل قرة عيني عنها ـ وأومى إلى الغلام ـ: فقال الغلام: سل عما بدا لك منها، فقلت له: مولانا وابن مولانا انا روينا عنكم ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جعل طلاق نسائه بيد أمير المؤمنينعليه‌السلام حتى قال يوم الجمل لعائشة: انك قد أرهجت(١) على الإسلام وأهله بفتنتك، وأوردت بنيك حياض الهلاك بجهلك، فان كففت عنى غربك(٢) والا طلقتك؟ ونساء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله طلاقهن وفاته، قال: ما الطلاق؟ قلت: تخلية السبيل، قال: فاذا كان وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلت لهن السبيل فلم لا تحل لهن الأزواج؟ قلت: لان الله تبارك

__________________

(١) من ارهج الغبار: أثاره.

(٢) الغرب: الحدة.

٣٧٢

وتعالى حرم الأزواج عليهن، قال: وكيف وقد خلى الموت سبيلهن؟ قلت: فأخبرنى يا ابن مولاي عن معنى الطلاق الذي فوض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حكمه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ؟ قال: إنّ الله تقدس اسمه عظم شأن نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فخصهن بشرف الأمهات، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبا الحسن ان هذا الشرف باق لهن ما دمن لله على الطاعة، فأيتهن عصت الله بعدي بالخروج عليك فأطلق لها في الأزواج وأسقطها من تشرف الأمهات ومن شرف امومة المؤمنين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام للقوم لـمّا مات عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد جعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله طلاق نسائه بيده غيري؟ قالوا: لا.

١٧ ـ في أصول الكافي باسناده إلى سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ان لي أهل بيت وهم يسمعون منى أفأدعوهم إلى هذا الأمر؟ فقال: نعم، ان اللهعزوجل يقول في كتابه:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ ) .

١٨ ـ في الكافي باسناده إلى عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لـمّا نزلت هذه الاية:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً ) قلت: كيف أقيهم؟ قال: تأمرهم بما أمر الله وتنهاهم عما نهاهم الله، ان أطاعوك كنت قد وقيتهم، وان عصوك كنت قد قضيت ما عليك.

١٩ ـ وباسناده إلى سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تعالى:( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً ) كيف نقى أهلنا؟ قال: تأمرونهم وتنهونهم.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى زرعة بن محمد عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ ) قلت: هذه نفسي أقيها فكيف أقى أهلى؟ قال: تأمرهم بما أمرهم الله به وتنها هم عما نهاهم الله عنه، فان أطاعوك كنت قد وقيتهم، وان عصوك كنت قد قضيت ما عليك.

٣٧٣

٢١ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً ) كيف نقيهن؟ قال: تأمرونهن وتنهونهن قيل له: انا فأمرهن وننهاهن فلا يقبلن؟ قال: إذا أمرتموهن ونهيتموهن فقد قضيتم ما عليكم.

٢٢ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي وفي خبر آخر عن ابن مسعود قال: لـمّا نزلت هذه الاية:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ ) تلاها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على أصحابه فخر فتى مغشيا عليه، فوضع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يده على فؤاده فوجده يكاد يخرج من مكانه فقال: يا فتى قل: لا إله إلّا الله، فتحرك الفتى فقالها، فبشره النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالجنة فقال القوم: يا رسول الله من بيننا؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أما سمعتم الله تعالى يقول:( ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ ) .

٢٣ ـ في روضة الكافي باسناده إلى جابر عن أبي جعفر قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرنى الروح الأمين ان الله لا اله غيره، إذا وقف الخلائق وجمع الأولين والآخرين، أتى بجهنم تقاد بألف زمام أخذ بكل زمام الف ملك من الغلاظ الشداد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٤ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام في هاروت وماروت حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : ان الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبائح بألطاف الله تعالى قال الله تعالى فيهم:( لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ )

٢٥ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أحمد بن هلال قال: سألت أبا الحسن الأخيرعليه‌السلام عن النصوح ما هي؟ فكتبعليه‌السلام ان يكون الباطن كالظاهر وأفضل من ذلك.

٢٦ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( تُوبُوا إلى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ) قال: هو صوم يوم الأربعاء والخميس والجمعة.

٢٧ ـ وباسناده إلى عبد الله بن سنان وغير واحد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: النصوح أن يكون باطن الرجل كظاهره وأفضل.

وروى ان التوبة النصوح ان يتوب الرجل من ذنب وينوى ان لا يعود إليه أبدا.

٣٧٤

٢٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة فقلت: وكيف يستر عليه؟ قال ينسى ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ويوحى إلى جوارحه: اكتمي عليه ذنوبه، ويوحى إلى بقاع الأرض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب.

٢٩ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ) قال: يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود فيه.

٣٠ ـ قال محمد بن الفضيل سالت عنها أبا الحسنعليه‌السلام قال: يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه، وأحب العباد إلى الله المفتنون التوابون.(١)

٣١ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ) قال: هو الذنب الذي لا يعود فيه أبدا، قلت: وأينا لم يعد؟ فقال: يا أبا محمد ان الله يحب من عباده المفتن التواب.

عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن موسى بن القاسم عن جده الحسن بن راشد عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: وذكر كما سبق سواء.

٣٢ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: باب التوبة مفتوح لمن أرادها، فتوبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم.

٣٣ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمان بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: صعد أمير المؤمنينعليه‌السلام بالكوفة المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم

__________________

(١) المفتن: الممتحن يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب، ثم يعود ثم يتوب، قاله في النهاية.

٣٧٥

قال: ايها الناس ان الذنوب ثلاثة إلى أن قالعليه‌السلام : وأمّا الذنب الثالث فذنب ستره الله على خلقه ورزقه التوبة منه، فأصبح خائفا من ذنبه راجيا لربه، فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة ونخاف عليه العذاب.

٣٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) فمن كان له نور يومئذ نجا وكل مؤمن له نور.

٣٥ ـ وباسناده إلى صالح بن سهل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) قال: أئمة المؤمنين( نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) حتى ينزلوا منازلهم.

٣٦ ـ في مجمع البيان وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام يسعى أئمة المؤمنين يوم القيامة بين أيديهم وبايمانهم حتى ينزلوهم منازلهم في الجنة.

٣٧ ـ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ ) وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قرأ «جاهد الكفار بالمنافقين» قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يقاتل منافقا قط انما كان يتألفهم.

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم في قوله:( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً ) فقال:( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) امرأة نوح وامرأة نوح( وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما ) قال: والله ما عنى بقوله: فخانتا هما إلّا الفاحشة وليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق البصرة، وكان طلحة(١) يحبها، فلما أرادت ان تخرج إلى البصرة قال لها طلحة: لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من طلحة.

٣٩ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : قد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تزوج وقد كان من أمر امرأة نوح وامرأة لوط ما كان، انهما قد كانتا

__________________

(١) وفي المصدر «وكان فلان يحبها اه» وكذا فيما يأتى «فلان» مكان «طلحة».

٣٧٦

تحت عبدين من عبادنا صالحين، قلت: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ليس في ذلك بمنزلتي انما هي تحت يده وهي مقرة بحكمة مقرة بدينه، قال: فقال لي: ما ترى من الخيانة في قول اللهعزوجل : «فخانتاهما» ما يعنى بذلك إلّا الفاحشة وقد زوج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلانا(١)

٤٠ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت: ما تقول في مناكحة الناس فإنّي قد بلغت ما ترى وما تزوجت قط قال: وما يمنعك من ذلك؟ قلت: ما يمنعني إلّا انى أخشى أن لا يكون يحل لي مناكحتهم فما تأمرنى؟ قال: كيف تصنع، أنت شاب أتصبر؟ قلت: اتخذ الجواري قال: فهات الآن فبم تستحل الجواري؟ أخبرنى، قلت: ان الامة ليست بمنزلة الحرة ان رابتني الامة بعتها أو أعتزلها، قال: حدّثني فبم تستحلها؟ قال: فلم يكن عندي جواب، فقلت: جعلت فداك أخبرنى ما ترى أتزوج؟ قال: ما أبالي ان تفعل، قلت: أرايت قولك ما أبالي أن تفعل، فان ذلك على وجهين تقول لست أبالي أن تأثم أنت من غير ان آمرك فما تأمرنى أفعل ذلك عن أمرك؟ قال: فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد تزوج وكان من امرأة نوح وامرأة لوط ما قص اللهعزوجل وقد قال اللهعزوجل :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما ) فقلت: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليست في ذلك مثل منزلته، انما هي تحت يديه وهي مقربة بحكمة مظهرة دينه، أما والله ما عنى بذلك إلّا في قول اللهعزوجل ( فَخانَتاهُما ) ما عنى بذلك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى [هشام بن] سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قيل له: كيف كان يعلم قوم لوط انه قد جاء لوطا رجال؟ قال: كانت امرأته تخرج فتصفر ؛ فاذا سمعوا الصفير جاؤا فلذلك كره الصفير.

٤٢ ـ في من لا يحضره الفقيه ودخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على خديجة وهي لـما فيها فقال لها: بالرغم منا ما نرى يا خديجة فاذا قدمت على ضرائرك فاقرءهن السلام، فقالت: من

__________________

(١) يظهر معنى هذا الحديث من الخبر الآتي.

٣٧٧

هن يا رسول الله؟ فقال: مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وآسية امرأة فرعون فقالت بالرفاء(١) يا رسول الله.

٤٣ ـ في مجمع البيان وجاءت الرواية عن معاذ بن جبل قال: دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على خديجة وهي تجود بنفسها فقال: اكره ما نزل بك يا خديجة وقد جعل الله في الكره خيرا كثيرا فاذا قدمت على ضرائرك فأقرئيهن منى السلام، قالت: يا رسول الله ومن هو؟ قال: مريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم، وكلثم أو حكيمة أخت موسىعليه‌السلام ـ شك الراوي ـ فقالت: بالرفاء والبنين.

٤٤ ـ وعن أبي موسى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلّا اربع: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله

٤٥ ـ في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين، مؤمن آل ياسين، وعليّ بن أبي طالب، وآسية امرأة فرعون.

٤٦ ـ عن علي بن حمزة عن عكرمة عن ابن عباس قال: خط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أربع خطط في الأرض وقال: أتدرون ما هذا؟ قلنا: الله ورسوله اعلم، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.

٤٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها ) قال: لم ينظر إليها( فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا ) أي روح مخلوقة( وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ ) أي من الداعين.

٤٨ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب حلية الأولياء قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار، قال ابن مندة: خاص الحسن و

__________________

(١) أي بالسكون والطمأنينة، من رفوت الرجل إذا سكنته أو بمعنى الاتفاق وحسن الاجتماع يقال ذلك لمن تزوج امرأة.

٣٧٨

الحسين ويقال: أي من ولدته بنفسها، وهو المروي عن علي بن موسىعليه‌السلام والاولى كل مؤمن منهم.

٤٩ ـ وفيه قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال بإسناد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء( تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) في المكتوبة قبل ان ينام لم يزل في أمان الله حتى يصبح وفي امانه يوم القيامة حتى يدخل الجنة.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرء سورة تبارك فكأنما أحيى ليلة القدر.

٣ ـ وعن ابن عباس قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : وددت ان تبارك الملك في قلب كل مؤمن.

وروى ابن أبي الزبير عن جابر وعن ابن عباس قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا ينام حتى يقرء «الم تنزيل» و( تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) .

٤ ـ وعن أبي هريرة ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ سورة [من كتاب الله] ما هي إلّا ثلثون آية شفعت لرجل فأخرجته يوم القيامة من النار وأدخلته الجنة، وهي سورة تبارك.

٥ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن ابن محبوب عن جميل عن سدير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سورة الملك هي المانعة تمنع من عذاب القبر، وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك ومن قرأها في ليلة فقد أكثروا طاب ولم يكتب [بها] من الغافلين، وانى لأركع بها بعد عشاء الاخرة وانا جالس، وان والديعليه‌السلام كان يقرءها في يومه وليلته، ومن قرأها

٣٧٩

إذا دخل عليه ناكر ونكير من قبل رجليه قالت رجلاه: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل، قد كان هذا العبد يقوم على فيقرأ سورة الملك في كل يوم وليلة ؛ وإذا أتياه من قبل جوفه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد أو عانى سورة الملك، وإذا أتياه من قبل لسانه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل، قد كان هذا العبد يقرأ بى في كل يوم وليلة سورة الملك.

٦ ـ في روضة الكافي ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل خلق الحياة قبل الموت.

٧ ـ في الكافي باسناده إلى موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الحياة والموت خلقان خلق الله، فاذا جاء الموت فدخل في الإنسان لم يدخل في شيء إلّا وخرجت منه الحياة.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ ) قال: قدرهما ومعناه: قدر الحياة، ثم الموت.

٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسن بن علي الناصري عن أبيه عن محمّد بن عليّ عن أبيه الرضا عن أبيه موسى بن جعفرعليهم‌السلام قال: قيل للصادقعليه‌السلام صف لنا الموت، قال: للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه(١) وينقطع التعب والألم كلّه عنه، وللكافر كلسع الأفاعي ولذع العقارب أو أشد، قيل: فانّ قوما يقولون أنّه أصعب من نشر بالمناشير(٢) وقرض بالمقاريض ورضخ بالأحجار وتدوير قطب الأرحية في الأحداق؟ قال: كذلك على بعض الكافرين والفاجرين باللهعزوجل ، ألآ ترون منهم من يعاين تلك الشدائد فذلكم الذي هو أشد من هذا إلّا أنّ من عذاب الاخرة(٣) فانه أشد من عذاب الدنيا، قيل: فما بالنا نرى كافرا

__________________

(١) نعس الرجل: إذا أخذته فترة في حواسه فقارب النوم.

(٢) المناشير جمع المنشار: آلة ذات أسنان ينشر بها الخشب ونحوه.

(٣) كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا لكن في العيون ومعاني الأخبار «الا من عذاب الاخرة اه».

٣٨٠

يسهل عليه النزع فينطفى وهو يحدّث ويضحك ويتكلّم، وفي المؤمنين أيضا من يكون كذلك، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسى عند سكرة الموت هذه الشدائد؟ فقال: ما كان من راحة للمؤمن هناك فهو عاجل ثوابه، وما كان من شديدة فتمحيصه من ذنوبه ليرد الاخرة نقيّا نظيفا مستحقّا للثواب الأبد لا مانع له دونه. وما كان من سهولة هناك على الكافر فليوف أجر حسناته في الدنيا ليرد الاخرة وليس له إلّا ما يوجب عليه العذاب، وما كان من شدة على الكافر هناك فهو ابتداء عذاب الله بعد حسناته، ذلكم بأن الله عدل لا يجوز.

١٠ ـ في اعتقادات الامامية للصدوق (ره) قيل لعليِّ بن الحسينعليهما‌السلام : ما الموت؟ قال: الموت للمؤمن كنزع ثياب ووسخة قملة وفك قيود وأغلال ثقيلة، والاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح. واوطأ المراكب وآنس المنازل، وللكافر كخلع ثياب فاخرة والنقل عن منازل أنيسة والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها، وأوحش المنازل وأعظم العذاب.

١١ ـ وقيل لمحمد بن علي الباقرعليه‌السلام : ما الموت؟ قال: هو النوم الذي يأتيكم في كل ليلة، إلّا انه طويل مدته لا ينتبه منه إلى يوم القيامة.

١٢ ـ في مجمع البيان قال أبو قتادة سالت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله [فيما أمر الله] عن قوله: أيكم أحسن عملا ما عنى به؟ فقال يقول: أيكم أحسن عقلا، ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : أتمكم عقلا وأشدكم لله خوفا وأحسنكم فيما أمر اللهعزوجل به ونهى عنه نظرا، وان كان أقلكم تطوعا.

١٣ ـ وعن ابن عمران عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله تلا( تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) إلى قوله:( أَحْسَنُ عَمَلاً ) قال: أيكم أحسن عقلا. وأورع عن محارم الله، وأسرع في طاعة الله.

١٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الرضاعليه‌السلام حديث طويل وفيه وأمّا قولهعزوجل ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) فانهعزوجل خلق خلقه ليبلوكم بتكليف طاعته وعبادته لا على سبيل الامتحان والتجربة لأنه لم يزل عليكما بكل شيء.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ) قال :

٣٨١

بعضها طبق لبعض( ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ ) قال: يعنى من فساد ثم ارجع البصر قال: انظر في ملكوت السماوات والأرض( يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ ) أي منقطع قوله:( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا ) بمصابيح قال بالنجوم

١٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى الامام محمّد بن عليّ الباقرعليهما‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها قالصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ان ذكر عليّا وأولادهعليهم‌السلام : الا ان أعدائهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا وهي تفور، ولها زفير كلّما دخلت امة لعنت أختها.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ) قال: أعداء الله( كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ ) .

١٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه سأله رجل فقال: لأي شيء بعث الله الأنبياء والرسل إلى الناس؟ فقال: لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، ولئلا يقولوا ما جاءنا من بشير ونذير، وليكون حجة الله عليهم، ألآ تسمع اللهعزوجل يقول حكاية عن خزنة جهنم واحتجاجهم على أهل النار بالأنبياء والرسل:( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ ) (١)

١٩ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام وذكر حديثا يقول فيهعليه‌السلام : وانزل في تبارك( كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ ) ، فهؤلاء مشركون.

٢٠ ـ في مجمع البيان و( قالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ ) وفي الحديث عن ابن عمران النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ الرجل ليكون من أهل الجهاد

__________________

(١) كذا في الأصل وفي المصدر بعد قوله «كبير» أي في عذاب شديد.

٣٨٢

ومن أهل الصلوة والصيام وممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وما يجزى يوم القيامة إلّا على قدر عقله.

٢١ ـ وعن أنس بن مالك قال: اثنى قوم على رجل عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كيف عقله؟ قالوا: يا رسول الله نخبرك عن اجتهاده في العبادة وأصناف الخير وتسألنا عن عقله؟ فقال: إنّ الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر، وإنّما يرتفع العباد غدا في الدرجات وينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم.

٢٢ ـ في أصول الكافي باسناده إلى الأصبغ بن نباته عن عليٍّعليه‌السلام قال: هبط جبرئيل على آدمعليه‌السلام فقال: يا آدم انى أمرت ان أخيرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنتين، فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدين فقال: آدمعليه‌السلام : انى قد اخترت العقل، فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه، فقالا: يا جبرئيل أمرنا ان نكون مع العقل حيث كان، قال: فشأنكما وعرج.

٢٣ ـ أحمد بن إدريس عن أحمد بن عبد الجبار عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قلت: ما العقل؟ قال: ما عبد به الرحمان واكتسب به الجنان، قال: قلت: فالذي كان في معاوية؟ فقال: تلك النكراء تلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل وليست بالعقل.

٢٤ ـ وباسناده إلى إسحق بن عمار قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : من كان عاقلا كان له دين، ومن كان له دين دخل الجنة.

٢٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى( فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ ) ألآ إنّ أولياءهم( الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ) .

٢٦ ـ في كتاب الخصال عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال سليمان بن داودعليهما‌السلام : أوتينا ما اوتى الناس وما لم يؤتوا، وعلمنا ما يعلم الناس وما لم يعلموا، فلم نجد شيئا أفضل من خشية الله في المغيب والمشهد، والقصد في الغنى و (الفقر ظ) وكلمة الحق في الرضا والغضب، والتضرع إلى الله تعالى على كل حال.

٣٨٣

قال عز من قائل: و( هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) .

٢٧ ـ في أصول الكافي باسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسنعليه‌السلام حديث طويل وفيه فقال: يا فتح انما قلنا: اللطيف للخلق اللطيف لعلمه بالشيء اللطيف، أو لا ترى وفقك الله وثبتك إلى اثر صنعه في النبات اللطيف ومن الخلق اللطيف ومن الحيوان الصغار ومن البعوض والجرجس(١) وما هو أصغر منها ما لا يكاد تستبينه العيون، بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الأنثى، والحدث المولود من القديم، فلما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتداء للفساد والهرب من الموت والجمع لـما يصلحه وما في لجج البحار وما في لحاء الأشجار(٢) والمفاوز والقفار وإفهام بعضها عن بعض منطقها وما يفهم به أولادها عنها ونقلها الغذاء إليها، ثم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة، وبياض مع حمرة، وانه ما لا يكاد عيوننا تستبينه لدمامة خلقها(٣) لا تراه عيون وتلمسه أيدينا، علمنا ان خالق هذا الخلق لطيف لطف بخلق ما سميناه بلا علاج ولا أداة ولا آلة، وان كل صانع شيء فمن شيء صنع، والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لا من شيء.

٢٨ ـ علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: اعلم علمك الله الخير وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: وأمّا الخبير فالذي لا يعزب عنه شيء، ولا يفوته ليس للتجربة ولا للاعتبار بالأشياء، فعند التجربة والاعتبار علمان ولو لا هما ما علم، لان من كان كذلك كان جاهلا، والله لم يزل خبيرا بما يخلق والخبير من الناس المستخبر عن جهل المتعلم فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى.

٢٩ ـ علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت:( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قال: إنّ الله ضرب مثل من حاد عن ولاية على

__________________

(١) الجرجس ـ بكسر المعجمتين ـ: البعوض الصغار فهو من قبيل عطف الخاص على العام.

(٢) لجة البحر: معظمه. واللحاء ـ بالكسر والمد ـ: قشر الشجر.

(٣) الدميم: الحقير، يقال: رجل دميم وبه دمامة إذا كان قصير الجثة حقير الجثمان.

٣٨٤

كمن يمشى على وجهه، لا يهتدى لأمره، وجعل من تبعه( سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) ، والصراط المستقيم أمير المؤمنين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٠ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سعد بن الخفاف عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: القلوب أربعة قلت فيه نفاق وايمان ؛ وقلب منكوس وقلب مطبوع، وقلب أزهر أنور قلت: ما الأزهر؟ قال: فيه كهيئة السراج فاما المطبوع فقلب المنافق وأمّا الأزهر فقلب المؤمن، ان أعطاه اللهعزوجل شكر وان ابتلاه صبر، وأمّا المنكوس فقلب المشرك، ثم قرأ هذه الآية( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) .

٣١ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمان عن منصور عن حريز بن عبد الله عن الفضيل قال: دخلت مع أبي جعفرعليه‌السلام المسجد الحرام وهو متكئ على فنظر إلى الناس ونحن على باب بنى شيبة فقال: يا فضيل هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية، لا يعرفون حقا ولا يدينون دينا، يا فضيل انظر إليهم مكبين على وجوههم لعنهم الله من خلق مسخور بهم مكبين على وجوههم(١) ثم تلا هذه الاية:( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) يعنى والله عليا والأوصياءعليهم‌السلام ، ثم تلا هذه الآية( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ) أمير المؤمنينعليه‌السلام يا فضيل لم يسم بهذا الاسم غير عليٍّعليه‌السلام إلّا مفتر كذاب إلى يوم الناس هذا، أما والله يا فضيل ما لله عز ذكره حاج غيركم ولا يغفر الذنوب إلّا لكم، ولا يتقبل الله إلّا منكم.

٣٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن خالد عن القاسم بن محمد عن جميل بن صالح عن يوسف بن أبي سعيد قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ذات يوم فقال لي: إذا كان يوم القيامة وجمع الله تبارك وتعالى الخلائق كان نوحعليه‌السلام أول من يدعى به

__________________

(١) قوله (عليه السلام)«مسخور بهم» أي مسخرون كالبهائم، مستعمرون للأجانب ولا يدرون ما بهم ولا يشعرون «مكبين على وجوههم» أي يعثرون كل ساعة على وجوههم وهو كناية عن شدة تحيرهم وترددهم وغفلتهم وعدم ثباتهم.

٣٨٥

فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم فيقال له: من يشهد لك؟ فيقول: محمد بن عبد اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: فيخرج نوح فيتخطأ الناس حتى يجيء إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو على كثيب المسك ومعه علىعليه‌السلام وهو قول اللهعزوجل :( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٣ ـ في مجمع البيان وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالأسانيد الصحيحة عن الأعمش قال: لـمّا رأوا ما لعليِّ بن أبي طالب عند الله من الزلفى( سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) وعن أبي جعفرعليه‌السلام فلما رأواه مكان علىعليه‌السلام من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ( سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) يعنى الذين كذبوا بفضله.

٣٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ) قال: إذا كان يوم القيامة ونظر أعداء أمير المؤمنينعليه‌السلام إليه والى ما أعطاه الله من الكرامة والمنزلة الشريفة العظيمة وبيده لواء الحمد وهو على الحوض يسقى ويمنع تسود وجوه أعدائه فيقال لهم:( هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ) أي هذا الذي كنتم به تدعون منزلته وموضعه واسمه.

٣٥ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن إسماعيل بن سهل عن القاسم بن عروة عن أبي السفاتج عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ) قال: هذه نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام وأصحابه الذين عملوا ما عملوا، يرون أمير المؤمنين في أغبط الأماكن فتسيء وجوههم، ويقال لهم:( هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ) الذي انتحلتم اسمه.

٣٦ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) «يا معشر المكذبين انبأتكم رسالة ربي في ولاية عليٍّعليه‌السلام والائمة من بعده، من هو في ضلال مبين» كذا أنزلت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٨٦

٣٧ ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم بن معاوية البجلي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) قال: إنّ أرايتم ان أصبح إمامكم غائبا فيمن يأتيكم بإمام مثله.

٣٨ ـ حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا محمد بن أحمد عن القاسم بن العلاء قال: حدّثنا اسمعيل بن علي الفزاري عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب قال: سئل الرضاعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) فقالعليه‌السلام : ماءكم أبوابكم الائمة والائمة أبواب الله( فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) أي يأتيكم بعلم الامام.

٣٩ ـ في عيون الأخبار من الأخبار المنثورة باسناده إلى الحسن بن محبوب عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: لا بد من فتنة صماء صيلم(١) تسقط فيها كل بطانة ووليجة(٢) وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يبكى عليه أهل السماء وأهل الأرض وكل حرى وحران(٣) وكل حزين لهفان، ثم قال: بأبي وأمّي سمى شبيهي وشبيه موسى بن عمرانعليه‌السلام ، عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس، كم من حرى مؤمنة وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المتين، كأنى بهم آيس ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب، يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين.

٤٠ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدّثنا أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم عن معاوية بن وهب البجلي وأبى قتادة عن محمد بن حفص عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: ما تأويل قول اللهعزوجل :( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ

__________________

(١) الصماء: الداهية الشديدة والصيلم: الأمر الشديد.

(٢) بطانة الرجل ووليجته خاصته.

(٣) أي امرأة حزينة ورجل: حزين.

٣٨٧

أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) ؟ فقال: إذا فقدتم إمامكم فلم تروه فما ذا تصنعون.

٤١ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) فقال: هذه نزلت في الامام القائم يقول: إنّ أصبح إمامكم غائبا عنكم لا تدرون اين هو؟ فمن يأتيكم بإمام ظاهر يأتيكم باخبار السماوات والأرض وحلال الله وحرامه، ثم قالعليه‌السلام : والله ما جاء تأويل هذه الآية ولا بد ان يجيء تأويلها.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء سورة ن والقلم في فريضة أو نافلة آمنه اللهعزوجل من ان يصيبه فقرا أبدا، وأعاذه الله إذا مات من ضمة القبر.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ومن قرء سورة ن والقلم أعطاه الله ثواب الذين حسن أخلاقهم.

٣ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن سالم رفعه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: قال عثمان بن عفان: يا رسول الله ما تفسير ابجد؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : تعلموا تفسير ابجد فان فيه الأعاجيب كلها، وهل للعالم جهل تفسيره؟ فقال: يا رسول الله ما تفسير ابجد؟ قال: اما الالف فآلاء الله إلى قولهعليه‌السلام : وأمّا النون فنون والقلم وما يسطرون، فالقلم قلم من نور وكتاب من نور في لوح محفوظ يشهده المقربون.

٤ ـ عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عشرة أسماء خمسة في القرآن وخمسة ليست في القرآن، فأما التي في القرآن محمد واحمد وعبد الله ويسن ون.

٥ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى يحيى بن أبي العلا الرازي عن ابى

٣٨٨

عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه وقد سئل عن قولهعزوجل :( ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ) وأمّا «ن» فكان نهرا في الجنة أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل، قال اللهعزوجل له: كن مدادا فكان مدادا، ثم أخذ شجرة فغرسها بيده ثم قال: واليد القوة وليس بحيث تذهب إليه المشبهة ثم قال لها: كوني قلما ثم قال له أكتب فقال له: يا رب وما اكتب؟ قال: ما هو كائن إلى يوم القيامة، ففعل ذلك ثم ختم عليه وقال: لا تنطقن إلى يوم الوقت المعلوم.

٦ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وأمّا «ن» فهو نهر في الجنة قال اللهعزوجل اجمد فجمد فصار مدادا، ثم قالعزوجل للقلم: أكتب فسطر القلم في اللوح المحفوظ ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، فالمداد مداد من نور والقلم قلم من نور واللوح لوح من نور، قال سفيان: فقلت له: يا بن رسول الله بين لي أمر اللوح والقلم والمداد فضل بيان وعلمني مما علمك الله فقال: يا بن سعيد لو لا انك أهل للجواب ما أجبتك، فنون ملك يؤدى إلى القلم وهو ملك، والقلم يؤدى إلى اللوح وهو ملك، واللوح يؤدى إلى إسرافيل، وإسرافيل يؤدى إلى ميكائيل، وميكائيل يؤدى إلى جبرئيل، وجبرئيل يؤدى إلى الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم، قال قال لي: قم يا سفيان فلا آمن عليك.

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الرحيم القصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن( ن وَالْقَلَمِ ) قال: إنّ الله خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لها الخلد، ثم قال لنهر في الجنة: كن مدادا فجمد النهر وكانت أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: أكتب قال: يا رب ما اكتب؟ قال: أكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش ثم ختم على فم القلم فلم ينطق بعد ولا ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ كلها أو لستم عربا؟ فكيف لا تعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه: انسخ ذلك الكتاب، أو ليس انما ينسخ من كتاب

٣٨٩

آخر من الأصل، وهو قوله:( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) .

٨ ـ حدّثني أبي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عن أبيه عليّ بن الحسينعليهم‌السلام أنّه قال وقد أرسل إليه عن ابن عباس يسأله عن العرش ـ: وأمّا ما سأل عنه من العرش مم خلقه الله فانّ الله خلقه أرباعا لم يخلق قبله إلّا ثلاثة أشياء: الهواء والقلم والنور، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أول ما خلق الله القلم فقال له: أكتب فكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة.

١٠ ـ في مجمع البيان وقيل «ن» لوح من نور وروى مرفوعا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

١١ ـ وقيل هو نهر في الجنة قال له الله: كن مدادا فجمد وكان أبيض من اللبن وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: أكتب فكتب القلم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام .

١٢ ـ في بصائر الدرجات محمد بن عبد الجبار عن البرقي عن فضالة عن ربعي عن القاسم بن محمد قال ان الله تبارك وتعالى أدب نبيه فأحسن تأديبه، فقال:( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ) فلما كان ذلك أنزل الله( إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) .

١٣ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق النحوي قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فسمعته يقول: إنّ اللهعزوجل أدب نبيه على محبته فقال( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: ثم ذكر نحوه.

١٤ ـ وباسناده إلى الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لبعض أصحاب قيس الماصر: ان اللهعزوجل : أدب نبيه فأحسن أدبه، فلما أكمل له الأدب

٣٩٠

قال:( إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ وباسناده إلى إسحق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى أدب نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما انتهى به إلى ما أراد قال الله له( إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦ ـ وباسناده إلى بحر السقاء قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا بحر حسن الخلق يسر ثم قال: ألآ أخبرك بحديث ما هو في أيدي أحد من أهل المدينة؟ قلت، بلى، قال: بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم جالس في المسجد إذا جاءت جارية لبعض الأنصار وهو قائم فأخذت بطرف ثوبه فقام لها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فلم تقل شيئا ولم يقل لها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شيئا حتى فعلت ذلك ثلاث مرات، فقام لها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الرابعة وهي خلفه، وأخذت هدبة(١) من ثوبه ثم رجعت فقال لها الناس: فعل الله بك وفعل؟ جلست رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاث مرات لا تقولين له شيئا ولا هو يقول لك شيئا فما كانت حاجتك اليه؟ قالت: ان لنا مريضا فأرسلني أهلي لاخذ هدبة من ثوبه يستشفى بها، فلما أردت أخذها راني فقام فاستحييت ان آخذها وهو يراني واكره ان استأمره في أخذها فأخذتها.

١٧ ـ وباسناده إلى محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الخلق منيحة(٢) يمنحها اللهعزوجل خلقه فمنه سجية ومنه نية(٣) فقلت: فأيهما أفضل؟ فقال: صاحب السجية وهو مجبول لا يستطيع غيره، وصاحب النية يصبر على الطاعة تصبرا فهو أفضلهما.

١٨ ـ وباسناده إلى أبي عثمان القابوسي عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل أعار أعدائه أخلاقا من أخلاق أوليائه لتعيش أوليائه مع

__________________

(١) الهدبة خمل الثوب.

(٢) المنيحة: العطية.

(٣) السجية: الطبعية. قوله «ومنه نية» أي يكون عن قصد واكتساب وتعمد قاله الغيض (ره) في الوافي.

٣٩١

أعدائه في دولاتهم.

وفي رواية اخرى: ولولا ذلك لـما تركوا وليا للهعزوجل إلّا قتلوه.

١٩ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حبيب الخثعمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أفاضلكم أحسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم(١) .

٢٠ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وسئل الصادقعليه‌السلام ما حد حسن الخلق؟ قال: تلين جانبك وتطيب كلامك وتلقى أخاك ببشر حسن.

٢١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى بريد بن معاوية عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل انزل حورا من الجنة إلى آدمعليه‌السلام فزوجها أحد ابنيه وتزوج الاخر إلى الجن فولدتا جميعا فما كان من الناس من جمال وحسن خلق فهو من الحوراء، وما كان فيهم من سوء الخلق فمن بنت الجان وأنكر أن يكون زوج بنيه من بناته.

٢٢ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) قال: هو الإسلام.

وروى ان الخلق العظيم هو الدين العظيم.

٢٣ ـ في أمالي شيخ الطائفة باسناده إلى الصادقعليه‌السلام انه قال: وكان فيما خاطب الله تعالى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ان قال له: «يا محمد( إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) . قال :

__________________

(١) الأكناف ـ بالنون جمع الكنف بمعنى الجانب والناحية، يقال: رجل موطئ الأكناف أي كريم مضياف، وذكر ابن الأثير في النهاية هذا الحديث هكذا «الا أخبركم بأحبكم إلى وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة احاسنكم أخلاقا الموطوؤن أكنافا الذين يألفون ويؤلفون» قال: هذا مثل وحقيقة من التوطئة وهي التمهيد والتذلل، وفراش ووطئ: لا يؤذى جنب النائم. والأكناف: الجوانب، أراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكن منها من يصاحبهم ولا يتأذى.

٣٩٢

السخا وحسن الخلق.

٢٤ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن عثمان بن حماد عن عمرو بن ثابت عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: اغسلوا أيديكم في إناء واحد تحسن أخلاقكم.

٢٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) يقول: على دين عظيم.

٢٦ ـ في كتاب الخصال عن موسى بن إبراهيم عن أبيه باسناده رفعه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ان أم سلمة قالت له: بأبي أنت وأمّي المرأة يكون لها زوجان فيموتان فيدخلان الجنة. لأيهما تكون؟ فقال: يا أم سلمة تخير أحسنهما خلقا وخيرهما لأهله، يا أم سلمة ان حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والاخرة.

٢٧ ـ في عيون الأخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضاعليه‌السلام من أخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق.

٢٨ ـ في مجمع البيان وروى عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق

٢٩ ـ وقال: أدبنى ربي فأحسن تأديبى.

٣٠ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عمن حدّثه عن جابر قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من مؤمن خلص ودّى إلى قلبه إلّا وقد خلص ودّ عليّ إلى قلبه، كذب يا عليُّ من زعم انه يحبني ويبغضك، قال: فقال رجلان من المنافقين: لقد فتن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بهذا الغلام فانزل الله تبارك وتعالى:( فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ) فأنزلت فيهما إلى آخر الاية.

٣١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ) هكذا نزلت في بني أميّة بأيكم أي حبتر وزفر وعليّعليه‌السلام

وقال الصادقعليه‌السلام : لقى عمر أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: يا عليُّ بلغني أنّك تتأول هذه الآية فيَّ وفي صاحبي:( فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ) قال أمير المؤمنين

٣٩٣

عليه‌السلام : أفلا أخبرك يا أبا حفص ما نزل في بنى امية؟ قوله: «و( الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) قال عمر: كذبت يا عليُّ ، بنو أميّة خير منك وأوصل للرحم.

٣٢ ـ حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا عبد الله بن محمد بن خالد عن الحسن ابن على الخزاز عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمان عن أبي عبد الله عن أبي العباس المكي قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إنّ عمر لقى عليا فقال: أنت الذي تقرأ هذه الآية( بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ) تعرض بى وبصاحبي؟ قال: أفلا أخبرك بآية نزلت في بنى امية:( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ ) إلى قوله:( وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ) فقال عمر: بنو أميّة أوصل للرحم منك ولكنك اثبت العداوة لبني امية وبنى عدى وبنى تميم.

٣٣ ـ في روضة الكافي الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشا عن أبان عن عبد الرحمان بن أبي عبد الله وذكر كما في تفسير علي بن إبراهيم إلّا أنّ فيه فقال: كذبت، بنو أميّة «اه»

٣٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: فلا تطع المكذبين قال في عليٍّعليه‌السلام ودوا لو تدهن فيدهنون أي أحبوا ان تغش في عليٍّعليه‌السلام فيغشون معك ولا تطع كل حلاف مهين قال: الحلاف: الثاني، حلف لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه لا ينكث عهدا هماز مشاء بنميم قال: وكان ينم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويهمز بين أصحابه.

٣٥ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ثلاثة لا يدخلون الجنة السفاك الدم، وشارب الخمر، ومشاء بنميمة.

٣٦ ـ عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ألآ أخبركم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: المشاؤن بالنميمة، المفرقون بين الأحبة الباغون للبراء العيب.

٣٧ ـ في من لا يحضره الفقيه يا عليُّ كفر بالله العظيم من هذه الامة عشرة: العياب، والساعي في الفتنة الحديث.

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: مناع للخير قال: الخير أمير المؤمنينعليه‌السلام معتد اثيم أي اعتدى عليه وقوله:( عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ ) قال: العتل العظيم

٣٩٤

الكفر، والزنيم المدعى، وقال الشاعر.

زنيم تداعاه الرجال تداعيا

كما زيد في عرض الأديم الا كارع(١)

٣٩ ـ في مجمع البيان( عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ ) أي هو عتل مع كونه مناعا للخير معتديا أثيما وهو الفاحش السيئ الخلق وروى ذلك في خبر مرفوع.

٤٠ ـ وروى انه سئل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن العتل والزنيم فقال: هو الشديد الخلق الشحيح الأكول الشروب الواجد للطعام والشراب الظلوم للناس، والرحيب الجوف

٤١ ـ وقيل: الزنيم هو الذي لا أصل له عن عليٍّعليه‌السلام .

٤٢ ـ في جوامع الجامع وكان الوليد دعيا في قريش ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة من مولده جعل جفاه ودعوته أشد معايبه، لان من جفا وقسا قلبه اجترأ على كل معصية، ولان النطفة إذا خبثت خبث الناشي منها، ولذلك قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يدخل الجنة ولد الزنا ولا ولد ولده.

٤٣ ـ في مجمع البيان وعن شداد بن أوس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يدخل الجنة جواظ ولا جعظري ولا عتل زنيم قلت: فما الجواظ؟ قال كل جماع مناع، قلت: فما الجعظري؟ قال: الفظ الغليظ، قلت: فما العتل الزنيم؟ قال: رحب الجوف سيئ الخلق أكول شروب غشوم ظلوم.

٤٤ ـ في كتاب معاني الأخبار أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما معنى قول اللهعزوجل :( عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ ) قال: العتل العظيم الكفر والزنيم المستهزئ بكفره.

٤٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ ) على الثاني( قالَ: أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) أي أكاذيب( سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ) قال: في الرجعة إذا رجع أمير المؤمنينعليه‌السلام ورجع اعداؤه فيسمهم بميسم معه كما توسم البهائم على الخراطيم، الأنف والشفتان.

__________________

(١) المراد من الأديم في البيت: الجلد دبغ أو لم يدبغ. والا كارع: القوائم من الدابة ويقال للسفلة من الناس الا كارع تشبيها بقوائم الدابة.

٣٩٥

٤٦ ـ في تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفي آخره وأمّا قضى الأمر(١) فهو الوسم على الخرطوم يوسم الكافر.

أقول: وقد نقلنا في النمل عند قوله تعالى:( أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ ) الآية أحاديث تدل على ان الدابة أمير المؤمنين وانه صاحب العصا والميسم ليسم به المؤمن والكافر وان ذلك يكون في الرجعة قبل القيامة.

٤٧ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن بحر عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن الفضيل عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الرجل ليذنب الذنب فيدرأ عنه الرزق وتلا هذه الآية إذا أقسموا ليصر منها( مُصْبِحِينَ وَلا يَسْتَثْنُونَ فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ ) .

٤٨ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: ثم قام إليه آخر فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الأربعاء وتطيرنا منه وثقله واى أربعاء هو؟ قال: آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه إلى ان قال: ويوم الأربعاء أصبحت كالصريم.

٤٩ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار في التوحيد باسناده إلى الحسن بن سعيد عن أبي الحسنعليه‌السلام في قوله:( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ ) قال: حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجدا وتدمج(٢) أصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود.

٥٠ ـ في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر وابى عبد الله (عليه السلام) انهما قالا في هذه الاية: أفحم القوم ودخلتهم الهيبة وشخصت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر لـما رهقهم من الندامة والخزي والذلة( وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ ) أي لا يستطيعون الأخذ بما أمروا والترك لما نهوا عنه، ولذلك ابتلوا وفي الخبر انه يصير ظهور المنافقين

__________________

(١) كذا في الأصل ولم اظفر على الحديث في مظانه في تفسير العياشي.

(٢) دمج الشيء دموجا: إذا دخل في الشيء واستحكم فيه.

٣٩٦

كالسفافيد(١)

٥١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ ) قال: يكشف عن الأمور التي خفيت، وما غصبوا آل محمد حقهم( وَيُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ ) قال: يكشف لأمير المؤمنينعليه‌السلام فتصير أعناقهم مثل صياصي البقر، يعنى قرونها فلا يستطيعون ان يسجدوا وهي عقوبة، لأنهم لم يطيعوا الله في الدنيا في امره وهو قوله:( وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ ) قال: إلى ولايته في الدنيا وهم يستطيعون.

٥٢ ـ في جوامع الجامع وفي الحديث تبقى أصلابهم طبقا واحدا أي فقارة واحدة لا تنثني.

٥٣ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن محمد الطيار قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ ) قال مستطيعون يستطيعون الأخذ بما أمروا به والترك لما نهوا عنه، وبذلك ابتلوا ثمّ قال: ليس شيء مما أمروا به ونهوا إلّا ومن اللهعزوجل فيه ابتلاء وقضاء.

٥٤ ـ وباسناده إلى المعلّى بن خنيس قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما يعنى بقولهعزوجل ( وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ ) قال وهم مستطيعون.

٥٥ ـ وباسناده إلى محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ ) قال: تبارك الجبار ثم أشار إلى قدمه فكشف عنها الإزار. قال:( وَيُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ ) قال: أفحم القوم ودخلتهم الهيبة وشخصت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر شاخصة( أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ ) .

٥٦ ـ وباسناده إلى عبيد بن زرارة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ ) قال: كشف إزاره عن ساق ويده الاخرى على

__________________

(١) السفافيد جمع السفود ـ كتنور ـ: حديدة يشوى عليها اللحم.

٣٩٧

رأسه، فقال: سبحان ربي الأعلى.

٥٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى سفيان بن السمط قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا أراد اللهعزوجل بعبد خيرا فأذنب ذنبا تبعه بنقمة ويذكره الاستغفار وإذا أراد اللهعزوجل بعبد شرا فأذنب ذنبا تبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى به(١) وهو قول اللهعزوجل :( سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ) بالنعم عند المعاصي.

٥٨ ـ في مجمع البيان وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: إذا أحدث العبد ذنبا جدد له نعمة فيدع الاستغفار فهو الاستدراج.

٥٩ ـ في أصول الكافي ابن أبي عمير عن الحسن بن عطية عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : انى سألت الله تبارك وتعالى ان يرزقني ما لا فرزقني، وانى سألت الله ان يرزقني ولدا فرزقني، وسألته أن يرزقني دارا فرزقني، وقد خفت ان يكون ذلك استدراجا؟ فقال: اما مع الحمد فلا.

قال عز من قائل( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ ) .

٦٠ ـ في تفسير العياشي عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفرعليه‌السلام كتب أمير ـ المؤمنينعليه‌السلام (٢) قال: حدّثني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ان جبرئيل حدثه أن يونس بن متىعليه‌السلام بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلاثين سنة وكان رجلا تعتريه الحدة(٣) وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل حمل أو تار النبوة وأعلامها وانه يتفسخ تحتها كما يتفسخ البعير تحت حمله(٤) وانه اقام فيهم يدعوهم إلى الايمان بالله والتصديق به واتباعه ثلاثا وثلاثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه إلّا رجلان اسم أحدهما روبيل والاخر تنوخا، وكان روبيل من أهل بيت العلم والنبوة والحكمة وكان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة، وكان تنوخا رجلا مستضعفا

__________________

(١) أي يدوم على فعله.

(٢) كذا في الأصل لكن في المصدر «وجدنا في بعض كتب اه».

(٣) أي تصيبه البأس والغضب.

(٤) تفسخ الربع تحت الحمل: ضعف وعجز ولم يطقه.

٣٩٨

عابدا زاهدا منهمكا في العبادة(١) وليس له علم ولا حكم وكان روبيل صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها، وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه ويأكل من كسبه، وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا لعلم روبيل وحكمته وقديم صحبته، فلما رأى أن قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر وعرف من نفسه قلة الصبر، فشكا ذلك إلى ربه وكان فيما شكا أن قال: يا رب انك بعثتني إلى قومي ولي ثلاثون سنة فلبثت فيهم ادعوهم إلى الايمان بك والتصديق برسالتي وأخوفهم عذابك ونقمتك ثلاثا وثلاثين سنة فكذبوني، ولم يؤمنوا بى وجحدوا نبوتي واستخفوا برسالتي، وقد توعدوني وخفت أن يقتلوني، فأنزل عليهم عذابك فإنهم قوم لا يؤمنون. فأوحى الله إلى يونس: ان فيهم الحمل والجنين والطفل والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين وانا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبى، لا اعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، وهم يا يونس عبادي وخلقي وبريتي في بلادي وفي عيلتي، أحب أن أتأناهم(٢) وارفق بهم وانتظر توبتهم، وإنّما بعثتك إلى قومك لتكون حيطا عليهم تعطف عليهم سخاء الرحمة الماسة منهم وتتأناهم برأفة النبوة فاصبر معهم بأحلام الرسالة وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوى العالم بمداواة الدواء، فخرجت بهم ولم تستعمل قلوبهم بالرفق، ولم تسسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتنى مع سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك وعبدي نوح كان أصبر منك على قومه وأحسن صحبة وأشد تأنيا في الصبر عندي، وأبلغ في العذر، فغضبت له حين غضب لي وأجبته حين دعاني ؛ فقال يونس: يا رب انما غضبت عليهم فيك وإنّما دعوت عليهم حين عصوك فو عزتك لا أنعطف عليهم برأفة أبدا، ولا انظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم وتكذيبهم إياي، وجحدهم نبوتي، فأنزل عليهم عذابك فإنهم لا يؤمنون أبدا فقال الله: يا يونس انهم مأة الف أو يزيدون من خلقي يعمرون بلادي ويلدون عبادي ومحبتي أن أتأناهم للذي سبق من علمي فيهم وفيك، وتقديري وتدبيري غير علمك وتقديرك، وأنت المرسل وانا الرب الحكيم، وعلمي

__________________

(١) انهمك في الأمر: جد فيه ولج.

(٢) من التأنى أي الرفق والمداراة.

٣٩٩

فيهم يا يونس باطن في الغيب عندي لا تعلم ما منتهاه، وعامك فيهم ظاهر لا باطن له، يا يونس قد أجبتك إلى ما سألت، انزل العذاب عليهم وما ذلك يا يونس بأوفر لحظك عندي ولا أحمد لشأنك وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الأربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فأعلمهم ذلك، فسر يونس ولم يسؤه ولم يدر ما عاقبته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله إذ نادى ربه وهو مكظوم أي مغموم.

٦٢ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الحجال عن عبد الصمد ابن بشير عن حسان الجمال قال: حملت أبا عبد اللهعليه‌السلام من المدينة إلى مكة، فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد فقال: ذاك موضع قدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حيث قال: من كنت مولاه فعلى مولاه، ثم نظر إلى الجانب الاخر فقال: ذاك موضع فسطاط أبي فلان وفلان وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي عبيدة بن الجراح، فلما أن رأوه رافعا يديه، قال بعضهم لبعض: انظروا إلى عينيه تدور ان كأنهما عينا مجنون فنزل جبرئيلعليه‌السلام بهذه الاية:( وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ ) .

٦٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ ) قال: لـمّا أخبرهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بفضل أمير المؤمنينعليه‌السلام ( وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ) فقال الله سبحانه:( وَما هُوَ ) يعنى أمير المؤمنينعليه‌السلام ( إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ ) .

٦٤ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن سليمان، عن عبد الله بن محمد الهمداني عن مسمع بن الحجاج عن صباح المزني عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لـمّا أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد على يوم الغدير صرخ إبليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم في بر ولا بحر إلّا أتاه فقالوا: يا سيدهم ومولاهم ماذا دهاك؟(١)

__________________

(١) مضى الحديث بمعناه في صفحة ١٤٧ فراجع.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749