تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين7%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 356862 / تحميل: 4853
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

٦٥ ـ في الكافي حميد بن زياد عن ابن سماعة عن الحسين بن هاشم ومحمد بن زياد عن عبد الرحمان بن الحجاج عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سألته عن الحبلى إذا طلقها فوضعت سقطا تم أو لم يتم أو وضعته مضغة؟ قال: كل شيء وضعته يستبين انه حمل تم أو لم يتم فقد انقضت عدتها وان كان مضغة.

٦٦ ـ وعنه عن جعفر بن سماعة عن علي بن عمران بن شفا عن ربعي بن عبد الله عن عبد الرحمن البصري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن رجل طلق امرأته وهي حبلى وكان في بطنها اثنان فوضعت واحدا وبقي واحد؟ قال: تبين بالأول ولا تحل للأزواج حتى تضع ما في بطنها.

٦٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي أيوب الخزاز عن بريد الكناسي قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن طلاق الحبلى؟ قال: يطلقها واحدة للعدة بالشهور والشهود، قلت له: فله ان يراجعها؟ قال: نعم وهي امرأته، قلت: فان راجعها ومسها ثم أراد أن يطلقها تطليقة اخرى؟ قال: لا يطلقها حتى يمضى لها بعد ما مسها شهر، قلت: فان طلقها ثانية واشهد ثم راجعها واشهد على رجعتها ومسها، ثم طلقها التطليقة الثالثة وأشهد على طلاقها لكل عدة شهر هل تبين منه كما تبين المطلقة على العدة التي لا تحل لزوجها( حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ ) ؟ قال: نعم قلت: فما عدتها؟ قال: عدتها ان تضع ما في بطنها ثم قد حلت للأزواج(١) .

٦٨ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن أبي عزيز عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: طلاق الحبلى واحدة وأجلها أن تضع حملها وهو أقرب الأجلين.

٦٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: طلاق الحامل واحدة وعدتها أقرب الأجلين.

٧٠ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن المرأة الحلبي يموت زوجها فتضع وتزوج قبل ان يمضى

__________________

(١) لهذا الحديث بيان ذكره في المصدر في ذيله فراجع ج ٦ ص ٨٢ و ٨٣.

٣٦١

لها أربعة أشهر وعشرا؟ فقال: إنّ كان دخل بها فرق بينهما ثم لم تحل له أبدا واعتدت بما بقي عليها من الاول واستقبلت عدة اخرى من الأخير ثلاثة قروء، وان لم يكن دخل بها فرق بينهما واعتدت بما بقي عليها من الاول وهو خاطب من الخطاب.

٧١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: المرأة الحلبي يتوفى عنها زوجها وتضع وتتزوج قبل ان تعتد اربعة أشهر وعشرا؟ فقال: إنّ كان الذي تزوجها دخل بها فرق بينهما وأتمتها ما بقي من عدتها وهو خاطب من الخطاب.

٧٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) قال: المطلقة التي للزوج عليها رجعة عليه سكنى ونفقة ما دامت في العدة، فان كانت حاملا ينفق عليها حتى تضع حملها.

٧٣ ـ في جوامع الجامع والسكنى والنفقة واجبتان للمطلقة الرجعية بلا خلاف وعندنا ان المبتوتة(١) لا سكنى لها ولا نفقة، وحديث فاطمة بنت قيس ان زوجها بت طلاقها فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا سكنى لك ولا نفقة يدل عليه.

٧٤ ـ في مجمع البيان ويجب السكنى والنفقة للمطلقة الرجعية بلا خلاف، فأما المبتوتة ففيها خلاف إلى قوله: وذهب الحسن وابو ثور إلى انه لا سكنى لها ولا نفقة. وهو المروي عن أئمة الهدىعليهم‌السلام وذهب إليه أصحابنا.

٧٥ ـ في الكافي أبو العباس الرزاز عن أيوب بن نوح وابو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان وحميد بن زياد عن ابن سماعة كلهم عن صفوان بن يحيى عن موسى بن بكير عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ المطلقة ثلاثا ليس لها نفقه على زوجها، انما هي للتي لزوجها عليها رجعة.

٧٦ ـ حميد بن زياد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن المطلقة ثلاثا على السنة هل لها سكنى أو نفقة؟ قال: لا.

__________________

(١) المبتوتة: المطلقة باينا، وطلاق البتة طلاق البائن قال الجوهري: يقال: لا افعله بتة ولا أفعله لكل أمر لا رجعة فيه، ونصبه على المصدر.

٣٦٢

٧٧ ـ علي بن إبراهيم عن حماد بن عيسى أو رجل عن حماد بن عيسى عن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبداللهعليه‌السلام انه سئل عن المطلقة ثلاثا لها سكنى ونفقة؟ قال: حبلى هي؟ قلت: لا قال: لا.

٧٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: المطلقة ثلاثا ليس لها نفقة على زوجها، انما ذلك للتي لزوجها عليها رجعة.

٧٩ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال: قلت: المطلقة ثلاثا ألها سكنى أو نفقة؟ فقال: حبلى هي؟ قلت: لا قال: ليس لها سكنى ولا نفقة.

٨٠ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا يضار الرجل امرأته إذا طلقها فيضيق عليها حتى تنتقل قبل ان تنقضي عدتها فان الله قد نهى عن ذلك، فقال: ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن. محمد بن يحيى عن أحمد بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

قال عز من قائل:( وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ ) .

٨١ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الحامل أجلها ان تضع حملها، وعليه نفقة بالمعروف حتى تضع حملها.

٨٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في الرجل يطلق امرأته وهي حبلى قال: أجلها ان تضع حملها وعليه نفقتها حتى تضع حملها أقول: تقدم قريبا ما يؤيد هذين الحديثين من رواية أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وخبر سماعة.

٨٣ ـ في الكافي عن نوح بن شعيب عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال

٣٦٣

سألته عن الرجل الموسر يتخذ الثياب الكثيرة الجياد والطيالسة والقمص الكثيرة يصون بعضها بعضا يتجمل بها أيكون مسرفا؟ قال: لا، لان اللهعزوجل يقول:( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ) .

٨٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ ) قال: إنّ أنفق(١) الرجل على امرأته ما يقيم ظهرها مع الكسوة، والا فرق بينهما.

٨٥ ـ في الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار أو غيره عن ابن فضال عن غالب عن روح بن عبد الرحيم قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام قولهعزوجل :( وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ ) قال: إذا أنفق عليها ما يقيم ظهرها مع كسوة والا فرق بينهما.

٨٦ ـ أحمد بن محمد عن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن أبي الحسنعليه‌السلام قال في قول اللهعزوجل ( وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً ) قال: القوام هو المعروف( عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ ) على قدر عياله ومؤنته التي صلاح له ولهم،( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها ) .

٨٧ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء له: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضاعليه‌السلام : في الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا إلى قوله: وأمّا التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله تعالى:( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) فنحن أهل الذكر فاسئلوا ان كنتم لا تعلمون، فقالت العلماء: انما عنى بذلك اليهود والنصارى، فقال أبو الحسنعليه‌السلام : سبحان الله وهل يجوز ذلك؟ إذا يدعونا إلى دينهم، ويقولون: انه أفضل من دين الإسلام؟ فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟ فقال

__________________

(١) وفي المصدر «إذا أنفق ...».

٣٦٤

عليه‌السلام : نعم الذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونحن أهله، وذلك بين في كتاب اللهعزوجل حيث يقول في سورة الطلاق:( فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ ) قال: الذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن أهله.

٨٨ ـ في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابنا رفعه قال: ما يعبأ من أهل هذا الدين بمن لا عقل له قال: قلت: جعلت فداك انا آتى قوما لا بأس بهم عندنا ممن يصف هذا الأمر ليست له تلك العقول؟ فقال: ليس هؤلاء ممن خاطب الله في قوله:( يا أُولِي الْأَلْبابِ ) ان الله خلق العقل فقال له: أقبل فأقبل، ثمّ قال له: أدبر فأدبر، ثمّ قال: وعزتي وجلالي ما خلقت شيئا أحسن منك وأحبّ إليَّ منك بك آخذ وبك أعطى.

٨٩ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان عن خلف بن حمّاد عن الحسين بن زيد الهاشمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاءت زينب العطارة الحولاء إلى نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبناته وكانت تبيع منهن العطر، فجاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهي عندهن فقال: إذا أتيتنا طابت بيوتنا فقالت: بيوتك بريحك أطيب يا رسول الله، قال: إذا بعت فأحسنى ولا تغشى فانه أتقى وأبقى للمال، فقالت: يا رسول الله ما أتيت بشيء من بيعي وإنّما أتيت اسألك عن عظمة اللهعزوجل فقال: جل جلال الله سأحدثك عن بعض ذلك، ثم قال: إنّ هذه الأرض بمن عليها عند الذي تحتها كحلقة ملحقاة في فلاة قي(١) وهاتان بمن فيهما ومن عليهما عند الذي تحتها كحلقة ملقاة في فلاة والثالثة حتى انتهى إلى السابعة وتلا هذه الآية( خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ ) والسبع الأرضين بمن فيهن ومن عليهن على ظهر الديك كحلقة ملقاة في فلاة قي، والديك له جناح في المشرق وجناح في المغرب ورجلاه في التخوم(٢) والسبع والديك بمن فيه ومن عليه على الصخرة كحلقة ملقاة

__________________

(١) القى ـ بالكسر والتشديد ـ: الأرض القفر الخالية.

(٢) التخوم جمع التخم: منتهى كل ارض.

٣٦٥

في فلاة قي والصخرة بمن فيها ومن عليها على ظهر الحوت كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة والحوت بمن فيه ومن عليه على البحر المظلم كحلقة في فلاة قي، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم على الهواء الذاهب كحلقة ملقاة في فلاة قي، والسبع، والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء على الثرى كحلقة في فلاة قي، ثم تلا هذه الآية( لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى ) ثم انقطع الخبر عند الثرى(١) والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم أو الهواء والثرى ومن فيهن ومن عليه عند السماء الاولى كحلقة في فلاة قي، وسماء الدنيا بمن عليها عند التي فوقها كحلقة في فلاة قي، وهاتان السمائان ومن فيهما ومن عليهما عند التي فوقهما كحلقة في فلاة قي، وهذه الثلاثة بمن فيهن ومن عليهن عند الرابعة كحلقة في فلاة قي، حتى إلى السابعة وهذه السبع ومن فيهن ومن عليهن عند البحر المكفوف(٢) عن أهل الأرض كحلقة في فلاة قي، وهذه السبع البحر والمكفوف عند جبال البرد كحلقة في فلاة قي وتلا هذه الآية( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ ) وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد عند الهواء الذي تحار فيه القلوب كحلقة في فلاة قي، وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء وحجب النور عند الكرسي كحلقة في فلاة قي، ثم تلا هذه الآية( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء وحجب النور والكرسي عند العرش كحلقة في فلاة قي، وتلا هذه الاية:( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) وفي رواية الحسن الحجب قبل الهواء الذي تحار فيه القلوب.

٩٠ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل لـمّا أراد أن يخلق آدمعليه‌السلام بعث جبرئيل في أول ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا، وأخذ من كل سماء تربة وقبض

__________________

(١) قال المجلسي (ره) في البحار: أي انا لم نخبر به أولم نؤمر بالاخبار به.

(٢) أي الممنوع عنهم لا ينزل منه ماء إليهم.

٣٦٦

قبضة اخرى من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى، الحديث.

٩١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قلت له: أخبرنى عن قول الله:( وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ ) فقال: هي محبوكة إلى الأرض وشبك بين أصابعه. فقلت: كيف يكون محبوكة إلى الأرض والله يقول:( رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ) فقال: سبحان الله! أليس الله يقول:( بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ) فقلت: بلى فقال: فثم عمد ولكن لا ترونها، قلت: كيف يكون محبوكة ذلك(١) جعلني الله فداك؟ قال: فبسط كفه اليسرى ثم وقع اليمنى عليها فقال: هذه أرض الدنيا والسماء عليها فوقها قبة، والأرض الثانية فوق السماء الدنيا، والسماء الثانية فوقها قبة، والأرض الثالثة فوق السماء الثانية والسماء الثالثة فوقها قبة، والأرض الرابعة فوق السماء الثالثة والسماء الرابعة فوقها قبة، والأرض الخامسة فوق السماء الرابعة والسماء الخامسة فوقها قبة، والأرض السادسة فوق السماء الخامسة والسماء السادسة فوقها قبة، والأرض السابعة فوق السماء السادسة والسماء السادسة فوقها قبة، وعرش الرحمن تبارك وتعالى فوق السماء السابعة وهو قول الله:( الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ ) فاما صاحب الأمر فهو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والوصي بعد رسول الله قائم على وجه الأرض فانما يتنزل الأمر إليه من فوق السماء بين السموات والأرضين، قلت: فما تحتنا [إلّا ارض واحدة؟ فقال: فما تحتنا] إلّا ارض واحدة وان الست لهي فوقنا.

٩٢ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علي بن سنان عن عبد الرحيم قال: ابتدأني أبو جعفرعليه‌السلام فقال: اما ان ذا القرنين فقد خير السحاب واختار الذلول، وذخر لصاحبكم الصعب، قلت: وما الصعب؟ قال: ما كان من سحاب فيه رعد وبرق وصاعقة فصاحبكم يركبه ؛ اما انه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع، خمس عوامر وثنتان خراب.

٩٣ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن

__________________

(١) وفي المصدر «قلت: فكيف ذلك جعلني الله فداك اه».

٣٦٧

مهران أو غيره عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام انه قال: إنّ عليا صلوات الله عليه ملك ما فوق الأرض وما تحتها، فعرضت له السحابتان الصعب والذلول فاختار الصعب فكان في الصعب ملك ما تحت الأرض، وفي الذلول ملك ما فوق الأرض. واختار الصعب على الذلول، فدارت به سبع أرضين فوجد ثلاثا خرابا وأربعا عوامر.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة الطلاق والتحريم في فريضة أعاذه الله من أن يكون يوم القيامة ممن يخاف أو يحزن وعوفي من النار، وأدخله الله الجنة بتلاوته إياهما ومحافظته عليهما، لأنهما للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرأ سورة:( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ ) أعطاه الله توبة نصوحا.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ ) الآية قال: اطلعت عائشة وحفصة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مع مارية فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : والله ما أقربها فأمره الله ان يكفر عن يمينه قال علي بن إبراهيم: كان سبب نزولها ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان في بعض نسائه، وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه وكان ذات يوم في بيت حفصة، فذهبت حفصة في حاجة لها، فتناول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مارية فعلمت حفصة بذلك، فغضبت وأقبلت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت: يا رسول الله هذا في يومى وفي داري وعلى فراشي فاستحيى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منها، فقال: كفى فقد حرمت مارية على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبدا وانا افضى إليك سرا فان أنت أخبرت به فعليك( لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) ، فقالت: نعم ما هو؟ افض، فقال: إنّ أبا بكر يلي الخلافة بعدي ثم بعده أبوك فقالت :

٣٦٨

( مَنْ أَنْبَأَكَ هذا؟ قالَ: نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) ، فأخبرت حفصة به عائشة من يومها ذلك، وأخبرت عائشة أبا بكر، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له: ان عائشة أخبرتني عن حفصة بشيء ولا أثق بقولها فاسئل أنت حفصة فجاء عمر إلى حفصة فقال له: ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة؟ فأنكرت ذلك، وقالت: ما قلت لها من ذلك شيئا، فقال لها عمر: ان كان هذا حق فأخبرينا حتى نتقدم فيه، فقالت: نعم قد قال ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاجتمعوا أربعة على أن يسموا رسول الله، فنزل جبرئيل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بهذه السورة( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي ) إلى قوله:( تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ ) يعنى قد أباح الله لك ان تكفر عن يمينك و( اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) .

٤ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نصر عن محمد بن سماعة عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن رجل قال لامرأته: أنت على حرام، فقال لي لو كان لي عليه سلطان لا وجعت رأسه وقلت له: الله أحلها لك فما حرمها عليك؟ انه لم يزد على أن كذب فزعم ان ما أحل الله له حرام، ولا يدخل عليه طلاق ولا كفارة، فقلت: قول اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ ) فجعل فيه الكفارة؟ فقال: انما حرم عليه الجارية مارية(١) وحلف ان لا يقر بها، فانما جعل عليه الكفارة في الحلف ولم يجعل عليه في التحريم.

٥ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : قال اللهعزوجل لنبيه:( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ ) فجعلها يمينا وكفرها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قلت: بم كفر؟ قال: أطعم عشرة مساكين، لكل مسكين مد، قلنا: فما حد الكسوة؟(٢) قال: ثوب يوارى به عورته.

٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وفي رواية نضر بن سويد عن عبد الله بن سنان

__________________

(١) وفي المصدر «انما حرم عليه جاريته مارية اه».

(٢) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل «فمن وجد الكسوة اه».

٣٦٩

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في رجل قال: امرأته طالق ومماليكه أحرار ان شربت حراما أو حلالا من الطل(١) أبدا فقال: اما الحرام فلا يقربه أبدا ان حلف أو ان لم يحلف(٢) وان الطل فليس له أن يحرم ما أحل اللهعزوجل : قال اللهعزوجل «( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ ) فلا يجوز يمين في تحليل حرام ولا في تحريم حلال ولا في قطيعة الرحم.

في مجمع البيان واختلف العلماء فيمن قال لامرأته: أنت حرام فقال مالك: هو ثلاث تطليقات، وقال أبو حنيفة: ان نوى به الظهار فهو ظهار، وان نوى الإيلاء فهو إيلاء، وان نوى الطلاق فهو طلاق بائن، وان نوى ثلاثا كان ثلاثا، وان نوى ثنتين فواحدة بائنة ؛ وان لم يكن له نية فهو يمين، وقال الشافعي: ان نوى الطلاق كان طلاقا أو الظهار كان ظهارا وان لم يكن له نية فهو يمين، وقال أصحابنا: انه لا يلزم شيء ووجوده كعدمه، وإنّما أوجب الله فيه الكفارة، لان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان حلف أن لا يقرب جاريته أو لا يشرب الشراب المذكور فأوجب الله عليه أن يكفر عن يمينه ويعود إلى استباحة ما كان حرمه، وبين ان التحريم لا يحصل إلّا بأمر الله ونهيه، ولا يصير الشيء حراما بتحريم من يحرمه على نفسه إلّا إذا حلف على تركه.

٧ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادقعليه‌السلام : انى لأكره للرجل أن يموت وقد بقيت عليه خلة من خلال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم آتها فقلت: وهل تمتع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال نعم. وقرأ هذه الاية: وإذا سر النبي إلى بعض أزواجه حديثا إلى قوله: ثيبات وأبكارا.

٨ ـ في مجمع البيان وقيل: ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله خلا في بعض يوم العائشة مع جاريته أم إبراهيم مارية القبطية، فوقفت حفصة على ذلك فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تعلمي عائشة ذلك وحرم مارية على نفسه، فأعلمت حفصة عائشة الخبر واستكتمتها إياه

، فأطلع الله نبيه على ذلك وهو قوله:( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً ) يعنى حفصة

__________________

(١) الطل: اللبن.

(٢) كذا في الأصل ولم اظفر على الحديث في مظانه في الفقيه ولكن الظاهر «أولم يحلف» كما في رواية العياشي في تفسير قوله تعالى «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ اه».

٣٧٠

عن الزجاج، قال: ولما حرم مارية القبطية أخبر حفصة انه يملك من بعده أبو بكر وعمر فعرفها بعض ما أفشت من الخبر وأعرض عن بعض ان أبا بكر وعمر يملكان بعدي، وقريب من ذلك ما رواه العياشي بالإسناد عن عبد الله بن عطاء المكي عن أبي جعفرعليه‌السلام إلّا انه زاد في ذلك ان كل واحد منهما حدثت أباها في ذلك، فعاتبهما [رسول الله] في أمر مارية وما أفشتا عليه من ذلك، وأعرض عن أن يعاتبها في الأمر الاخر.

٩ ـ وفيه قرأ الكسائي وحده «وعرف» بالتخفيف والباقون عرف بالتشديد، واختار التخفيف أبو بكر بن عياش وهو من الحروف العشرة التي قال: انى أدخلتها في قراءة عاصم من قراءة عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، حتى استخلصت قراءته يعنى قراءة علىعليه‌السلام أقول: قد تقدم فيما نقلنا عن علي بن إبراهيم في بيان سبب النزول بيان لقولهعزوجل :( مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) .

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا محمد بن عبد الله عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول:( إِنْ تَتُوبا إلى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما ) إلى قوله:( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) قال: صالح المؤمنين هو عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

١١ ـ في مجمع البيان وعن ابن عباس قال: قلت لعمر بن الخطاب: من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: عائشة وحفصة أورده البخاري في الصحيح، ووردت الرواية من طريق العام والخاص أن المراد بصالح المؤمنين أمير المؤمنينعليه‌السلام وفي كتاب شواهد التنزيل عن سدير الصيرفي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لقد عرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليا أصحابه مرتين، اما مرة فحيث قال: من كنت مولاه فعلى مولاه، وأمّا الثانية فحيث ما نزلت هذه الآية( فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) الآية أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد علىعليه‌السلام وقال: يا ايها الناس هذا صالح المؤمنين.

١٢ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى محمد بن محمد بن عبد العزيز قال: وجدت في كتاب أبي عن الزهري عن عبيد الله بن عباس عن ابن عباس

٣٧١

قال: وجدت حفصة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع أم إبراهيم في يوم عائشة، فقالت: لأخبرنها، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اكتمي ذلك وهي على حرام، فأخبرت حفصة عائشة بذلك، فأعلم الله نبيه فعرفت حفصة أنها أفشت سره، فقالت له:( مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) فآلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من نسائه شهرا، فأنزل الله عز اسمه( إِنْ تَتُوبا إلى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما ) قال ابن عباس: فسألت عمر بن الخطاب من اللتان تظاهرتا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال: حفصة وعائشة.

١٣ ـ في جوامع الجامع وقرأ موسى بن جعفرعليه‌السلام :( وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ ) .

١٤ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) فقد روى من يعتمد عليه من رجال المخالف والمؤلف ان المراد بصالح المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، وقد ذكرنا بعض الروايات في كتاب الطرائف.

قال عز من قائل:( عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَ ) الاية.

١٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبد الله القمّي قال: دخلت على أبي محمّدعليه‌السلام بسُرّ مَن رأى فوجدت على فخذه الأيمن مولانا القائمعليه‌السلام وهو غلام، وقد كنت اتخذت طومارا واثبت فيه نيفا وأربعين مسألة من صعاب المسائل لم أجد لها مجيبا فقال لي: ما جاء بك يا سعد؟ فقلت: شوقني أحمد بن إسحق إلى لقاء مولانا قال: فلما المسائل التي أردت ان تسأل عنها؟ فقلت: على حالها يا مولاي، قال فاسئل قرة عيني عنها ـ وأومى إلى الغلام ـ: فقال الغلام: سل عما بدا لك منها، فقلت له: مولانا وابن مولانا انا روينا عنكم ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جعل طلاق نسائه بيد أمير المؤمنينعليه‌السلام حتى قال يوم الجمل لعائشة: انك قد أرهجت(١) على الإسلام وأهله بفتنتك، وأوردت بنيك حياض الهلاك بجهلك، فان كففت عنى غربك(٢) والا طلقتك؟ ونساء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله طلاقهن وفاته، قال: ما الطلاق؟ قلت: تخلية السبيل، قال: فاذا كان وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلت لهن السبيل فلم لا تحل لهن الأزواج؟ قلت: لان الله تبارك

__________________

(١) من ارهج الغبار: أثاره.

(٢) الغرب: الحدة.

٣٧٢

وتعالى حرم الأزواج عليهن، قال: وكيف وقد خلى الموت سبيلهن؟ قلت: فأخبرنى يا ابن مولاي عن معنى الطلاق الذي فوض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حكمه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ؟ قال: إنّ الله تقدس اسمه عظم شأن نساء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فخصهن بشرف الأمهات، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبا الحسن ان هذا الشرف باق لهن ما دمن لله على الطاعة، فأيتهن عصت الله بعدي بالخروج عليك فأطلق لها في الأزواج وأسقطها من تشرف الأمهات ومن شرف امومة المؤمنين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام للقوم لـمّا مات عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد جعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله طلاق نسائه بيده غيري؟ قالوا: لا.

١٧ ـ في أصول الكافي باسناده إلى سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ان لي أهل بيت وهم يسمعون منى أفأدعوهم إلى هذا الأمر؟ فقال: نعم، ان اللهعزوجل يقول في كتابه:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ ) .

١٨ ـ في الكافي باسناده إلى عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لـمّا نزلت هذه الاية:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً ) قلت: كيف أقيهم؟ قال: تأمرهم بما أمر الله وتنهاهم عما نهاهم الله، ان أطاعوك كنت قد وقيتهم، وان عصوك كنت قد قضيت ما عليك.

١٩ ـ وباسناده إلى سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تعالى:( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً ) كيف نقى أهلنا؟ قال: تأمرونهم وتنهونهم.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى زرعة بن محمد عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ ) قلت: هذه نفسي أقيها فكيف أقى أهلى؟ قال: تأمرهم بما أمرهم الله به وتنها هم عما نهاهم الله عنه، فان أطاعوك كنت قد وقيتهم، وان عصوك كنت قد قضيت ما عليك.

٣٧٣

٢١ ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً ) كيف نقيهن؟ قال: تأمرونهن وتنهونهن قيل له: انا فأمرهن وننهاهن فلا يقبلن؟ قال: إذا أمرتموهن ونهيتموهن فقد قضيتم ما عليكم.

٢٢ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي وفي خبر آخر عن ابن مسعود قال: لـمّا نزلت هذه الاية:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ ) تلاها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على أصحابه فخر فتى مغشيا عليه، فوضع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يده على فؤاده فوجده يكاد يخرج من مكانه فقال: يا فتى قل: لا إله إلّا الله، فتحرك الفتى فقالها، فبشره النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالجنة فقال القوم: يا رسول الله من بيننا؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أما سمعتم الله تعالى يقول:( ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ ) .

٢٣ ـ في روضة الكافي باسناده إلى جابر عن أبي جعفر قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرنى الروح الأمين ان الله لا اله غيره، إذا وقف الخلائق وجمع الأولين والآخرين، أتى بجهنم تقاد بألف زمام أخذ بكل زمام الف ملك من الغلاظ الشداد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٤ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام في هاروت وماروت حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : ان الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبائح بألطاف الله تعالى قال الله تعالى فيهم:( لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ )

٢٥ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أحمد بن هلال قال: سألت أبا الحسن الأخيرعليه‌السلام عن النصوح ما هي؟ فكتبعليه‌السلام ان يكون الباطن كالظاهر وأفضل من ذلك.

٢٦ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( تُوبُوا إلى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ) قال: هو صوم يوم الأربعاء والخميس والجمعة.

٢٧ ـ وباسناده إلى عبد الله بن سنان وغير واحد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: النصوح أن يكون باطن الرجل كظاهره وأفضل.

وروى ان التوبة النصوح ان يتوب الرجل من ذنب وينوى ان لا يعود إليه أبدا.

٣٧٤

٢٨ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة فقلت: وكيف يستر عليه؟ قال ينسى ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ويوحى إلى جوارحه: اكتمي عليه ذنوبه، ويوحى إلى بقاع الأرض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب.

٢٩ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ) قال: يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود فيه.

٣٠ ـ قال محمد بن الفضيل سالت عنها أبا الحسنعليه‌السلام قال: يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه، وأحب العباد إلى الله المفتنون التوابون.(١)

٣١ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ) قال: هو الذنب الذي لا يعود فيه أبدا، قلت: وأينا لم يعد؟ فقال: يا أبا محمد ان الله يحب من عباده المفتن التواب.

عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن موسى بن القاسم عن جده الحسن بن راشد عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: وذكر كما سبق سواء.

٣٢ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: باب التوبة مفتوح لمن أرادها، فتوبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم.

٣٣ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمان بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: صعد أمير المؤمنينعليه‌السلام بالكوفة المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم

__________________

(١) المفتن: الممتحن يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب، ثم يعود ثم يتوب، قاله في النهاية.

٣٧٥

قال: ايها الناس ان الذنوب ثلاثة إلى أن قالعليه‌السلام : وأمّا الذنب الثالث فذنب ستره الله على خلقه ورزقه التوبة منه، فأصبح خائفا من ذنبه راجيا لربه، فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة ونخاف عليه العذاب.

٣٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) فمن كان له نور يومئذ نجا وكل مؤمن له نور.

٣٥ ـ وباسناده إلى صالح بن سهل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) قال: أئمة المؤمنين( نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) حتى ينزلوا منازلهم.

٣٦ ـ في مجمع البيان وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام يسعى أئمة المؤمنين يوم القيامة بين أيديهم وبايمانهم حتى ينزلوهم منازلهم في الجنة.

٣٧ ـ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ ) وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قرأ «جاهد الكفار بالمنافقين» قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يقاتل منافقا قط انما كان يتألفهم.

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم في قوله:( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً ) فقال:( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) امرأة نوح وامرأة نوح( وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما ) قال: والله ما عنى بقوله: فخانتا هما إلّا الفاحشة وليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق البصرة، وكان طلحة(١) يحبها، فلما أرادت ان تخرج إلى البصرة قال لها طلحة: لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من طلحة.

٣٩ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : قد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تزوج وقد كان من أمر امرأة نوح وامرأة لوط ما كان، انهما قد كانتا

__________________

(١) وفي المصدر «وكان فلان يحبها اه» وكذا فيما يأتى «فلان» مكان «طلحة».

٣٧٦

تحت عبدين من عبادنا صالحين، قلت: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ليس في ذلك بمنزلتي انما هي تحت يده وهي مقرة بحكمة مقرة بدينه، قال: فقال لي: ما ترى من الخيانة في قول اللهعزوجل : «فخانتاهما» ما يعنى بذلك إلّا الفاحشة وقد زوج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلانا(١)

٤٠ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت: ما تقول في مناكحة الناس فإنّي قد بلغت ما ترى وما تزوجت قط قال: وما يمنعك من ذلك؟ قلت: ما يمنعني إلّا انى أخشى أن لا يكون يحل لي مناكحتهم فما تأمرنى؟ قال: كيف تصنع، أنت شاب أتصبر؟ قلت: اتخذ الجواري قال: فهات الآن فبم تستحل الجواري؟ أخبرنى، قلت: ان الامة ليست بمنزلة الحرة ان رابتني الامة بعتها أو أعتزلها، قال: حدّثني فبم تستحلها؟ قال: فلم يكن عندي جواب، فقلت: جعلت فداك أخبرنى ما ترى أتزوج؟ قال: ما أبالي ان تفعل، قلت: أرايت قولك ما أبالي أن تفعل، فان ذلك على وجهين تقول لست أبالي أن تأثم أنت من غير ان آمرك فما تأمرنى أفعل ذلك عن أمرك؟ قال: فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد تزوج وكان من امرأة نوح وامرأة لوط ما قص اللهعزوجل وقد قال اللهعزوجل :( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما ) فقلت: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليست في ذلك مثل منزلته، انما هي تحت يديه وهي مقربة بحكمة مظهرة دينه، أما والله ما عنى بذلك إلّا في قول اللهعزوجل ( فَخانَتاهُما ) ما عنى بذلك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى [هشام بن] سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قيل له: كيف كان يعلم قوم لوط انه قد جاء لوطا رجال؟ قال: كانت امرأته تخرج فتصفر ؛ فاذا سمعوا الصفير جاؤا فلذلك كره الصفير.

٤٢ ـ في من لا يحضره الفقيه ودخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على خديجة وهي لـما فيها فقال لها: بالرغم منا ما نرى يا خديجة فاذا قدمت على ضرائرك فاقرءهن السلام، فقالت: من

__________________

(١) يظهر معنى هذا الحديث من الخبر الآتي.

٣٧٧

هن يا رسول الله؟ فقال: مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وآسية امرأة فرعون فقالت بالرفاء(١) يا رسول الله.

٤٣ ـ في مجمع البيان وجاءت الرواية عن معاذ بن جبل قال: دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على خديجة وهي تجود بنفسها فقال: اكره ما نزل بك يا خديجة وقد جعل الله في الكره خيرا كثيرا فاذا قدمت على ضرائرك فأقرئيهن منى السلام، قالت: يا رسول الله ومن هو؟ قال: مريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم، وكلثم أو حكيمة أخت موسىعليه‌السلام ـ شك الراوي ـ فقالت: بالرفاء والبنين.

٤٤ ـ وعن أبي موسى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلّا اربع: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله

٤٥ ـ في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين، مؤمن آل ياسين، وعليّ بن أبي طالب، وآسية امرأة فرعون.

٤٦ ـ عن علي بن حمزة عن عكرمة عن ابن عباس قال: خط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أربع خطط في الأرض وقال: أتدرون ما هذا؟ قلنا: الله ورسوله اعلم، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.

٤٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها ) قال: لم ينظر إليها( فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا ) أي روح مخلوقة( وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ ) أي من الداعين.

٤٨ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب حلية الأولياء قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار، قال ابن مندة: خاص الحسن و

__________________

(١) أي بالسكون والطمأنينة، من رفوت الرجل إذا سكنته أو بمعنى الاتفاق وحسن الاجتماع يقال ذلك لمن تزوج امرأة.

٣٧٨

الحسين ويقال: أي من ولدته بنفسها، وهو المروي عن علي بن موسىعليه‌السلام والاولى كل مؤمن منهم.

٤٩ ـ وفيه قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال بإسناد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء( تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) في المكتوبة قبل ان ينام لم يزل في أمان الله حتى يصبح وفي امانه يوم القيامة حتى يدخل الجنة.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرء سورة تبارك فكأنما أحيى ليلة القدر.

٣ ـ وعن ابن عباس قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : وددت ان تبارك الملك في قلب كل مؤمن.

وروى ابن أبي الزبير عن جابر وعن ابن عباس قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا ينام حتى يقرء «الم تنزيل» و( تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) .

٤ ـ وعن أبي هريرة ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ سورة [من كتاب الله] ما هي إلّا ثلثون آية شفعت لرجل فأخرجته يوم القيامة من النار وأدخلته الجنة، وهي سورة تبارك.

٥ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن ابن محبوب عن جميل عن سدير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سورة الملك هي المانعة تمنع من عذاب القبر، وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك ومن قرأها في ليلة فقد أكثروا طاب ولم يكتب [بها] من الغافلين، وانى لأركع بها بعد عشاء الاخرة وانا جالس، وان والديعليه‌السلام كان يقرءها في يومه وليلته، ومن قرأها

٣٧٩

إذا دخل عليه ناكر ونكير من قبل رجليه قالت رجلاه: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل، قد كان هذا العبد يقوم على فيقرأ سورة الملك في كل يوم وليلة ؛ وإذا أتياه من قبل جوفه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد أو عانى سورة الملك، وإذا أتياه من قبل لسانه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل، قد كان هذا العبد يقرأ بى في كل يوم وليلة سورة الملك.

٦ ـ في روضة الكافي ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ اللهعزوجل خلق الحياة قبل الموت.

٧ ـ في الكافي باسناده إلى موسى بن بكر عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الحياة والموت خلقان خلق الله، فاذا جاء الموت فدخل في الإنسان لم يدخل في شيء إلّا وخرجت منه الحياة.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ ) قال: قدرهما ومعناه: قدر الحياة، ثم الموت.

٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسن بن علي الناصري عن أبيه عن محمّد بن عليّ عن أبيه الرضا عن أبيه موسى بن جعفرعليهم‌السلام قال: قيل للصادقعليه‌السلام صف لنا الموت، قال: للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه(١) وينقطع التعب والألم كلّه عنه، وللكافر كلسع الأفاعي ولذع العقارب أو أشد، قيل: فانّ قوما يقولون أنّه أصعب من نشر بالمناشير(٢) وقرض بالمقاريض ورضخ بالأحجار وتدوير قطب الأرحية في الأحداق؟ قال: كذلك على بعض الكافرين والفاجرين باللهعزوجل ، ألآ ترون منهم من يعاين تلك الشدائد فذلكم الذي هو أشد من هذا إلّا أنّ من عذاب الاخرة(٣) فانه أشد من عذاب الدنيا، قيل: فما بالنا نرى كافرا

__________________

(١) نعس الرجل: إذا أخذته فترة في حواسه فقارب النوم.

(٢) المناشير جمع المنشار: آلة ذات أسنان ينشر بها الخشب ونحوه.

(٣) كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا لكن في العيون ومعاني الأخبار «الا من عذاب الاخرة اه».

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

فيه قالعليه‌السلام وقد ذكر المنافقين: وما زال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يتألفهم ويقربهم ويجلسهم عن يمينه وعن شماله حتى اذن اللهعزوجل له في ابعادهم بقوله:( وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً ) وبقوله:( فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَّا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ ) .

٤١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ ) يقول: قعود وقوله:( كَلَّا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ ) قال: من نطفة ثم علقة وقوله: فلا اقسم أي( أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ ) قال: مشارق الشتاء ومشارق الصيف، ومغارب الشتاء ومغارب الصيف.

٤٢ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عبد الله بن أبي حماد رفعه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ ) قال: لهما ثلاثمأة وستون مشرقا، وثلاثمأة وستون مغربا، فيومها الذي تشرق فيه لا تعود فيه إلّا من قابل.

٤٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه لابن الكوا وأمّا قوله:( بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ ) فان لها ثلاثمأة وستون برجا تطلع كل يوم من برج، وتغيب في آخر، فلا تعود فيه إلّا من قابل في ذلك اليوم.

٤٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً ) قال: من القبر كأنهم إلى نصب يوفضون قال: إلى الداعي ينادون وقوله ترهقهم ذلة قال: تصيبهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من كان يؤمن بالله ويقرء كتابه لا يدع قراءة سورة( إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إلى قَوْمِهِ ) ، فأى عبد قرأها محتسبا

٤٢١

صابرا في فريضة أو نافلة أسكنه الله تعالى مساكن الأبرار، وأعطاه ثلاث جنان مع جنته كرامة من الله، وزوجه مأتى حوراء وأربعة آلاف ثيب إنْ شاء الله.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرء نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوحعليه‌السلام .

٣ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن سليمان عن أحمد ابن الفضل أبي عمرو الحذاء قال: سائت حالي فكتبت إلى أبي جعفرعليه‌السلام فكتب الى: أدم قراءة( إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إلى قَوْمِهِ ) قال: فقرأتها حولا فلم أر شيئا، فكتبت إليه أخبره بسوء حالي وأنى قد قرأت( إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إلى قَوْمِهِ ) حولا كما أمرتنى ولم أر شيئا، قال: فكتب الى: قد وفى لك الحول فانتقل منها إلى قراءة «انا أنزلناه» والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وستقف عليه بتمامه في سورة القدر ان شاء الله تعالى.

٤ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : كان بين آدم ونوح عشرة آباء كلهم أنبياء، ويقول فيه أيضا وان الأنبياء بعثوا خاصة وعامة، فأما نوح فانه أرسل إلى من في الأرض بنبوة عامة ورسالة عامة.

٥ ـ وباسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: قال الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام : لـمّا أظهر الله تبارك وتعالى نبوة نوحعليه‌السلام وأيقن الشيعة بالفرج، واشتدت البلوى وعظمت الفرية إلى أن آل الأمر إلى شدة شديدة نالت الشيعة، والوثوب على نوح بالضرب المبرح(١) حتى مكثعليه‌السلام في بعض الأوقات مغشيا عليه ثلاثة أيام يجرى الدم من اذنه ثم أفاق، وذلك بعد ثلاثمأة سنة من مبعثه وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلا ونهارا فيهربون، ويدعوهم سرا فلا يجيبون، ويدعوهم علانية فيولون، فهم بعد ثلاثمأة بالدعاء عليهم وجلس بعد صلوة الفجر للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السابعة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه ثم قالوا: يا نبي الله لنا حاجة، قال: وما هي؟ قالوا: تؤخر الدعاء على قومك فانها أول سطوة اللهعزوجل [في الأرض] قال: قد أخرت الدعاء عليهم ثلاثمأة

__________________

(١) أي الضرب الشديد.

٤٢٢

سنة اخرى، وعاد إليهم فصنع ما كان يصنع ويفعلون ما كانوا يفعلون حتى انقضت ثلاثمأة اخرى ويئس من ايمانهم، جلس في وقت ضحى النهار للدعاء فهبط عليه وفد من السماء السادسة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه وقالوا: نحن وفد من السماء السادسة خرجنا بكرة وجئناك ضحوة، ثم سألوا مثل ما سأله وفد السماء السابعة فأجابهم إلى مثل ما أجاب أولئك اليه، وعادعليه‌السلام إلى قومه يدعوهم فلا يزيدهم دعائه إلّا فرارا حتى انقضت ثلاثمأة سنة اخرى تتمة تسعمأة سنة، فصارت إليه الشيعة وشكوا ما نالهم من العامة والطواغيت، وسألوه الدعاء بالفرج، فأجابهم إلى ذلك وصلى ودعا فهبط جبرئيل فقال له: ان الله تبارك وتعالى قد أجاب دعوتك فقل للشيعة: يأكلون التمر ويغرسون النوى ويراعونه حتى يثمر، فاذا أثمر فرجت عنهم، فحمد الله واثنى عليه وعرفهم ذلك فاستبشروا به فأكلوا التمر وغرسوا النوى وراعوه حتى أثمر ثم صاروا إلى نوحعليه‌السلام بالتمر وسألوه أن ينجز لهم بالوعد، فسأل اللهعزوجل في ذلك فأوحى الله اليه: قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى فاذا أثمر فرجت عنكم، فلما ظنوا أن الخلف قد وقع عليهم ارتد منهم الثلث وثبت الثلثان ـ فأكلوا التمر وغرسوا النوى حتى إذا أثمر أتوا به نوحاعليه‌السلام فأخبروه وسألوه أن ينجز لهم، فسأل اللهعزوجل في ذلك فأوحى الله اليه: قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى، فارتد الثلث الاخر وبقي الثلث، فأكلوا التمر وغرسوا النوى فلما أثمر أتوا به نوحاعليه‌السلام ثم قالوا له: لم يبق منا إلّا القليل ونحن نتخوف على أنفسنا بتأخير الفرج ان نهلك، فصلى نوحعليه‌السلام فقال: يا ربِّ لم يبق من أصحابى إلّا هذه العصابة، وانى أخاف عليهم الهلاك ان تأخر عنهم الفرج، فأوحى اللهعزوجل اليه: قد أجبت دعوتك فأصنع الفلك وكان بين اجابة الدعاء وبين الطوفان خمسون سنة.

٦ ـ في من لا يحضره الفقيه قال علي بن الحسينعليه‌السلام لبعض أصحابه قل في طلب الولد: رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين واجعل لي من لدنك وليا يرثني في حيوتى ويستغفرني بعد موتى واجعله لي خلقا سويا ولا تجعل للشيطان فيه نصيبا، أللّهم انى أستغفرك وأتوب إليك انك أنت الغفور الرحيم، سبعين مرة فانه من أكثر

٤٢٣

من هذا القول رزقه الله ما تمنى من مال وولد، ومن خير الدنيا والاخرة، فانه يقول( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً ) .

٧ ـ في مجمع البيان وروى عن ابن مهزيار عن حماد بن عيسى عن محمد ابن يوسف عن أبيه قال: سأل رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام وانا عنده فقال له: جعلت فداك انى كثير المال وليس يولد ولد فهل من حيلة؟ قال: نعم استغفر ربك سنة في آخر الليل مأة مرة، فان ضيعت ذلك بالليل فاقضه بالنهار، فان الله يقول: «استغفروا ربكم» إلى آخره.

٨ ـ في نهج البلاغة وقد جعل الله سبحانه الاستغفار سببا لدرود الرزق ورحمة الخلق فقال: سبحانه( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ ) فرحم الله امرءا استقبل توبته واستثقال خطيئته وبادر منيته.

٩ ـ وفيه وقالعليه‌السلام لقائل بحضرته استغفر الله: ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟ان الاستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان: أولها الندم على ما مضى، والثاني العزم على ترك العود إليه أبدا، والثالث ان تؤدى إلى المخلوقين حقوقهم حتى يلقى اللهعزوجل أملس ليس عليك تبعة، والرابع ان تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها، والخامس ان تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالاحزان حتى يلصق الجلد، بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد، والسادس ان تذيق الجسم الم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: استغفر الله.

١٠ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه قال: شكا الأبرش الكلبي إلى أبي جعفرعليه‌السلام انه لا يولد له، وقال: علمني شيئا، قال له: استغفر الله في كل يوم أوفى كل ليلة مأة مرة، فان الله يقول:( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً ) إلى قوله:( وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ ) .

٤٢٤

١١ ـ الحسين بن محمد عن أحمد بن محمد السياري عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن سليمان بن جعفر عن شيخ مدني رواه(١) عن أبي جعفرعليه‌السلام انه وفد إلى هشام بن عبد الملك فأبطأ عليه الاذن حتى اغتم وكان له حاجب كثير الدنيا ولا يولد له، فدنا منه أبو جعفرعليه‌السلام فقال له: هل لك أن توصلني إلى هشام وأعلمك دعاء يولد لك؟ قال: نعم فأوصله إلى هشام وقضى له جميع حوائجه قال: فلما فرغ قال الحاجب: جعلت فداك الدعاء الذي قلت لي؟ قال: نعم، قل في كل يوم إذا أصبحت وأمسيت: سبحان الله سبعين مرة، وتستغفر عشر مرات، وتسبح تسع مرات، وتختم العاشر بالاستغفار يقول اللهعزوجل :( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً ) فقالها الحاجب فرزق ذرية كثيرة، وكان بعد ذلك يصل أبا جعفر وأبا عبد اللهعليهما‌السلام ، فقال سليمان: فقلتها وقد تزوجت ابنة عم لي وابطأ على الولد منها وعلمتها لأهلي فرزقت ولدا، وزعمت المرأة انها متى تشاء ان تحمل حملت إذا قالتها، وعلمتها غير واحد من الهاشميين ممن لم يولد لهم فولد لهم ولد كثير والحمد لله.

١٢ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار المجموعة وباسناده عن علي بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله تعالى، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ومن حزنه أمر فليقل: لا حول ولا قوة إلّا بالله.

١٣ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: أكثر الاستغفار تجلب الرزق.

١٤ ـ وفيه عن عليٍّعليه‌السلام انه قال: والاستغفار يزيد في الرزق.

١٥ ـ في كتاب طب الائمةعليهم‌السلام باسناده إلى سليمان بن جعفر

__________________

(١) وفي المصدر «عن شيخ مدني عن زرارة عن أبي جعفر اه» وعن بعض النسخ «عن شيخ مدني عمن رواه. اه».

٤٢٥

الجعفري عن الباقرعليه‌السلام ان رجلا شكا إليه قلة الولد وانه يطلب الولد من الإماء والحرائر فلا يرزق له وهو ابن ستين سنة، فقالعليه‌السلام : قل كل ثلاثة أيام في دبر صلواتك المكتوبة صلوة العشاء الاخرة، وفي دبر صلوة الفجر، سبحان الله سبعين مرة، واستغفر الله سبعين مرة، تختمه بقول اللهعزوجل :( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً ) .

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله لا ترجعون لله وقارا قال: لا تخافون لله عظمة.

١٧ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله: سبع سماوات طباقا يقول: بعضها فوق بعض.

١٨ ـ في نهج البلاغة وكان من اقتدار جبروته وبديع لطائف صنعته ان جعل ماء البحر الزاخر المتراكم المتقاصف(١) يبسا جامدا، ثم فطر منه اطباقا، ففتقها سبع سماوات بعد ارتتاقها، فاستمسك بأمره وقامت على حده.

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً ) قال: اتبعوا الأغنياء.

٢٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام في قول اللهعزوجل ( وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً ) قال: كانوا يعبدون اللهعزوجل فماتوا فضج قومهم، فشق ذلك عليهم، فجاءهم إبليس لعنة الله فقال لهم: أتخذ لكم أصناما على صوركم فتنظرون إليهم وتأنسون بهم وتعبدون الله، فأعد لهم أصناما على مثالهم، فكانوا يعبدون اللهعزوجل وينظرون إلى تلك الأصنام، فلما جاءهم الشتاء والأمطار ادخلوا الأصنام البيوت فلم يزالوا يعبدون اللهعزوجل حتى هلك ذلك القرون ونشأ أولادهم، فقالوا: ان آبائنا كانوا يعبدون هؤلاء

__________________

(١) البحر الزاخر: الذي قد امتد جدا وارتفع والمتراكم: المجتمع بعضه على بعض. والمتقاصف: الشديد الصوت.

٤٢٦

فعبدوهم من دون اللهعزوجل : فذلك قول الله تبارك وتعالى: «و( لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً ) الاية.

٢١ ـ وباسناده إلى بريد بن معاوية العجلي قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : سمى العود خلافا لان إبليس عمل صورة سواع على خلاف صورة ود فسمى العود خلافا.

٢٢ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أبي يوسف يعقوب ابن عبد الله من ولد فاطمة عن إسماعيل بن زيد مولى عبد الله بن يحيى الكاهلي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أمير المؤمنين حديث طويل يذكر فيه مسجد الكوفة وفيه يقولعليه‌السلام : وكان فيه نسر ويغوث ويعوق.

٢٣ ـ محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشاني عن عبد الرحمن بن الأشل بياع الأنماط عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كانت قريش تلطخ الأصنام التي كانت حول الكعبة بالمسك والعنبر، وكان يغوث قبال الباب ويعوق عن يمين الكعبة، وكان نسر عن يسارها، وكانوا إذا دخلوا خروا سجدا ليغوث ولا ينحنون ثم يستدبرون بحيالهم إلى يعوق، ثم يستدبرون عن يسارها بحيالهم إلى نسر ؛ ثم يلبون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: «و( لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً ) قال: كان ود صنما لكلب، وسواع صنما لهذيل، وكان يغوث لمراد، وكان يعوق لهمدان، وكان نسر لحصين.

٢٥ ـ في روضة الكافي باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : فعمل نوح سفينة في مسجد الكوفة بيده، فأتى بالخشب من بعد حتى فرغ منها. وفيه فالتفت عن يساره واشاره بيده إلى موضع دار الداريين(١) وهو موضع دار ابن حكيم وذاك فرات اليوم، فقال لي: يا مفضل وهنا نصبت أصنام قوم نوحعليه‌السلام ( يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً ) .

__________________

(١) باليائين أي العطارين.

٤٢٧

٢٦ ـ في كتاب الخرائج والجرائح روى عن سليمان بن جعفر قال: كنت عند الرضاعليه‌السلام بالحمرا في مشربة مشرفة على البر والمائدة بين أيدينا، فرأىعليه‌السلام رجلا مسرعا فرفع يده عن الطعام فما لبث ان جاء فصعد إليه فقال، مات الزبيري، فأطرق إلى الأرض وتغير لونه، فقال: انى لاحسبه قد ارتكب في ليلته هذه ذنبا ليس بأكبر من ذنوبه، قال الله تعالى:( مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً ) ثم مد يده فأكل فما لبث ان جاء مولى له فقال: مات الزبيري قال: فما سبب موته؟ قال: شرب الخمر البارحة فغرق فيها فمات.

في بصائر الدرجات معاوية بن حكيم عن سليمان ابن جعفر الجعفري قال: كنت عند الرضاعليه‌السلام بالحمراء وذكر مثل ما في الخرائج والجرائح سواء.

٢٧ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن ابن محبوب عن هشام الخراساني عن المفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : وكان نوح صلوات الله عليه رجلا نجارا فجعله اللهعزوجل نبيا وانتجبه، ونوح أول من عمل سفينة تجري على ظهر الماء، قال: ولبث نوح في قومه الف سنة إلّا خمسين عاما يدعوهم إلى الله عز ذكره، فيهزءون به ويسخرون منه، فلما رأى ذلك منهم دعا عليهم فقال:( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً ) فأوحى اللهعزوجل إلى نوح ان اصنع سفينة وأوسعها وعجل عملها، فعمل نوح سفينة في مسجد كوفة بيده الحديث.

٢٨ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن إسماعيل الجعفر عن أبي جعفرعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : وقد ذكر نوحا: فأوحى اللهعزوجل إليه( أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ ) فلذلك قال نوح: ولا يلدوا إلّا فاجرا كفارا فأوحى اللهعزوجل اليه:( أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ ) .

٢٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى حنان بن سدير عن أبيه قال: قلت

٤٢٨

لأبي جعفرعليه‌السلام : أرأيت نوحا حين دعا على قومه فقال:( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً ) قالعليه‌السلام علم انه لا ينجب من بينهم أحد قال: قلت: وكيف علم ذلك؟ قال: أوحى الله إليه انه( لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ ) فعندها دعا عليهم بهذا الدعاء.

٣٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: حدّثنا أحمد بن محمد بن موسى قال: حدّثنا محمد بن حماد عن علي بن إسماعيل النخعي عن فضيل الرسان عن صالح بن ميثم قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : ما كان علم نوح حين دعا على قومه انهم( لا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً ) ؟ فقال: اما سمعت قول الله لنوح:( أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ ) .

٣١ ـ حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: بقي نوح في قومه ثلاثمأة سنة يدعوهم إلى الله فلم يجيبوه، فهم ان يدعو عليهم فوافاه عند طلوع الشمس اثنى عشر الف قبيلة من قبائل ملائكة السماء الدنيا وهم العظماء من الملائكة، فقال لهم نوح: ما أنتم؟ فقالوا: نحن اثنا عشر الف قبيل من قبائل ملائكة السماء الدنيا، وان مسيرة غلظ سماء الدنيا خمسمائة عام، ومن سماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمائة عام وخرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك في هذا الوقت، فنسألك ان لا تدعو على قومك قال نوح: أجلتهم ثلاثمأة سنة، فلما أتى عليهم ستمائة سنة ولم يؤمنوا هم ان يدعو عليهم فوافاه اثنى عشر الف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية، فقال نوح: من أنتم؟ قالوا: نحن اثنى عشر ألف قبيل من قائل ملائكة السماء الثانية. وغلظ السماء الثانية مسيرة خمسمائة عام، ومن السماء الثانية إلى السماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام، وغلظ السماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام، ومن السماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمائة عام، خرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك ضحوة نسألك ان لا تدعو على قومك، فقال نوح: قد أجلتهم ثلاثمأة سنة، فلما أتى عليهم تسعمأة سنة ولم يؤمنوا همّ أن يدعو فأنزل اللهعزوجل :( أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا

٤٢٩

يَفْعَلُونَ ) فقال نوح:( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً ) .

٣٢ ـ في كتاب الخصال عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لـمّا دعا نوحعليه‌السلام ربهعزوجل على قومه أتاه إبليس فقال له: يا نوح ان لك عندي يدا أريد أن أكافيك عليها، فقال نوح: والله انى ليبغض إلى ان يكون لي عندك يد فما هي؟ قال: بلى دعوت الله على قومك فأغرقهم فلم يبق لي أحد أغويه، فأنا مستريح حتى ينشأو قرن آخر فأغويهم، قال له: فما الذي تريد ان تكافئني به؟ قال له: اذكرني في ثلاث مواطن فإنّي أقرب ما أكون من العبد إذا كان في إحداهن: اذكرني عند غضبك، واذكرني إذا حكمت بين اثنين، واذكرني إذا كنت مع امرأة جالسا ليس معكما أحد.

٣٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قولهعزوجل ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً ) يعنى الولاية من دخل في الولاية دخل في بيت الأنبياءعليهم‌السلام ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٤ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام ان إبراهيم دعا للمؤمنين والمؤمنات والمذنبين من يومه ذلك [الى يوم القيامة] بالمغفرة والرضا عنهم، قال: وأمن الرجل على دعائه: قال أبو جعفرعليه‌السلام : فدعوة إبراهيمعليه‌السلام بالغة للمذنبين من شيعتنا إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة(١) .

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً ) التبار: الخسار.

__________________

(١) ومن أراد الوقوف على تمام القصة فليراجع بحار الأنوار ج ٢١ صفحة ٨٠ ـ ٨١ من الطبعة الحديثة.

٤٣٠

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أكثر قراءة قل اوحى إلى لم يصبه في الحياة الدنيا من أعين الجن ولا نفثهم ولا سحرهم ولا من كيدهم، وكان مع محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقول: يا رب لا أريد به بدلا ولا أبغى عنه حولا.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ومن قرء سورة الجن اعطى بعدد كل جنى وشيطان صدق بمحمد وكذب به عتق رقبة.

٣ ـ وروى الواحدي باسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ما قرء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على الجن وما رآهم انطلق رسول الله في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء(١) فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا وبى خبر السماء وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما ذاك إلّا من شيء حدث؟ فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلّي بأصحابه صلوة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فرجعوا إلى قومهم وقالوا:( إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إلى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً ) فأوحى إلى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ ) . ورواه البخاري ومسلم أيضا في الصحيح.

٤ ـ وعن علقمة بن قيس قال: قلت لعبد الله بن مسعود: من كان منكم مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة الجن؟ فقال: ما كان منا معه أحد فقد ناه ذات ليلة ونحن بمكة

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل «جن السماء» بدل «خبر السماء» في المواضع والظاهر انه مصحف.

٤٣١

فقلنا: اغتيل رسول الله أو استطير فانطلقنا نطلبه من الشعاب فلقيناه مقبلا من نحو حراء فقلنا: يا رسول الله اين كنت؟ لقد أشفقنا عليك وقلنا له بتنا الليلة بشر ليلة بات بها قوم حين فقد ناك، فقال: انه أتانى داعي الجن فذهبت اقرئهم القرآن، فذهب بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، فأما ان يكون صحبه منا أحد فلم يصحبه.

٥ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الجن على ثلاثة أجزاء: فجزء مع الملائكة وجزء يطيرون في الهواء وجزء كلاب وحيات.

٦ ـ في أصول الكافي بعض أصحابنا عن محمد بن علي عن يحيى بن مساور عن سعد الإسكاف قال: أتيت أبا جعفرعليه‌السلام في بعض ما أتيته فجعل يقول: لا تعجل(١) حتى حميت الشمس على وجعلت اتتبع الأفياء،(٢) فما لبثت ان خرج على قوم كأنهم الجراد الصفر عليهم البتوت(٣) قد انتهكتم العبادة قال: فو الله لأنساني ما كنت فيه من حسن هيئة القوم، فلما دخلت عليه قال لي: أرانى قد شققت عليك قلت: والله لقد أنساني ما كنت فيه قوم مروا بى لم أر قوما أحسن هيئة منهم في زي رجل واحد، كان ألوانهم الجراد الصفر، قد انتهكتم العبادة؟ فقال: يا سعد رأيتهم؟ قلت: نعم، قال: أولئك إخوانك من الجن قال. فقلت: يأتونك؟ قال: نعم يأتونا يسألونا عن معالم دينهم وحلالهم وحرامهم.

٧ ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن علي بن حسان عن إبراهيم بن إسماعيل عن ابن جبل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كنا ببابه فخرج علينا قوم أشباه الزط عليهم(٤) أزر وأكسية. فسألنا أبا عبد اللهعليه‌السلام عنهم فقال: هؤلاء إخوانكم من الجن.

__________________

(١) أي كلّما استأذنت للدخول عليه يقول لي: لا تعجل فلبثت على الباب حتى حميت الشمس أي اشتد حرها.

(٢) الأفياء، جمع الفيء وهو الظل.

(٣) البتوت جمع البت: الطيلسان قوله قد «انتهكتهم» أي هزلتهم.

(٤) الزط: بضم الزاء أي صنف من الهنود.

٤٣٢

٨ ـ أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى عن الحسن بن علي الكوفي عن ابن فضال عن بعض أصحابنا عن سعد الإسكاف قال: أتيت أبا جعفرعليه‌السلام أريد الاذن عليه، فاذا رحال إبل على الباب مصفوفة، وإذا الأصوات قد ارتفعت ثم خرج قوم معتمين بالعمائم يشبهون الزط، قال: فدخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فقلت: جعلت فداك أبطأ اذنك على اليوم ورأيت قوما خرجوا على معتمين بالعمائم فأنكرتهم؟ قال: وتدري من أولئك يا سعد؟ قال: قلت: لا، فقال: أولئك إخوانكم من الجن يأتونا فيسألونا عن حلالهم وحرامهم ومعالم دينهم.

٩ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد عن سدير الصيرفي قال: وصاني أبو جعفرعليه‌السلام بحوائج له بالمدينة ؛ فخرجت فبينما أنا بين فج الروحاء(١) على راحلتي إذا إنسان يلوى بثوبه(٢) قال: فملت إليه وظننت انه عطشان، فناولته الاداوة(٣) فقال لي: لا حاجة لي بها وناولني كتابا طينه رطب، قال: فلما نظرت إلى الخاتم إذا خاتم أبي جعفرعليه‌السلام فقلت: متى عهدك بصاحب الكتاب قال: الساعة وإذا في الكتاب أشياء يأمرني بها ثم التفت فاذا ليس عندي أحد، قال ثم قدم أبو جعفرعليه‌السلام فلقيته فقلت: جعلت فداك رجل أتاني بكتابك وطينه رطب؟ فقال: يا سدير ان لنا خدما من الجن فاذا أردنا السرعة بعثناهم.

وفي رواية اخرى قال: إنّ لنا أتباعا من الجن كما لنا اتباعا من الانس. فاذا أردنا امرا بعثناهم.

١٠ ـ علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عمن ذكره عن محمد ابن جحرش قال: حدثتني حكيمة بنت موسى قال: رأيت الرضاعليه‌السلام واقفا على باب بيت الحطب وهو يناجي ولست ارى أحدا فقلت: سيدي لمن تناجي؟ فقال: هذا

__________________

(١) الفج: الطريق الواسع. والروحاء: موضع بالحرمين على ثلاثين أو أربعين ميلا من المدينة.

(٢) أي يشير به.

(٣) الاداوة: الإناء الذي يسقى منه.

٤٣٣

عامر الزهراني أتانى يسألني ويشكوا لي فقلت: يا سيدي أحب أن أسمع كلامه. فقال لي: انك ان سمعت به حممت سنة، فقلت: يا سيدي أحب أن أسمعه فقال لي: استمعى فاستمعت فسمعت شبه الصفير وركبتني الحمى فحممت سنة.

١١ ـ أيوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: بينا أمير ـ المؤمنينعليه‌السلام على المنبر إذ أقبل ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد، فهم الناس أن يقتلوه ؛ فأرسل أمير المؤمنينعليه‌السلام أنْ كفوا فكفّوا وأقبل الثعبان ينساب(١) حتى انتهى إلى المنبر، فتطاول فسلّم على أمير المؤمنينعليه‌السلام فأشار أمير المؤمنين اليه: أنْ يقف حتى يفرغ من خطبته، ولما فرغ من خطبته أقبل عليه فقال: من أنت؟ قال: أنا عمر بن عثمان خليفتك على الجن، فقلت له: جعلت فداك فيأتيك عمرو وذاك الواجب عليه؟ قال: نعم.

١٢ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مالك ابن عطيّة عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت استأذن على أبي جعفرعليه‌السلام فقيل: إنّ عنده قوما فأثبت قليلا حتى يخرجوا فخرج قوم أنكرتهم ولم أعرفهم ثم اذن فدخلت عليه فقلت: جعلت فداك هذا زمان بني أميّة وسيفهم يقطر دما؟ فقال يا أبا حمزة هؤلاء وفد شيعتنا من الجن جاءوا يسألوننا عن معالم دينهم.

١٣ ـ وحدّثني محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن مالك بن عطيّة عن أبي حمزة قال: كنت مع أبي عبد اللهعليه‌السلام فيما بين مكّة والمدينة إذا التفت عن يساره فاذا كلب أسود فقال: مالك قبّحك الله ما أشدّ مسارعتك؟! وإذا هو شبيه بالطائر، فقلت: ما هذا جعلت فداك؟ فقال: هذا عثمان بريد الجن مات هشام الساعة فهو يطير ينعاه في كل بلد.

١٤ ـ علي بن حسان عن بكر عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يوم الأحد للجن ليس تظهر فيه لأحد غيرنا.

١٥ ـ محمد عن علي بن حديد عن منصور بن حازم عن سعد الإسكاف قال :

__________________

(١) الانسباب: مشى الحية وما يشبهها.

٤٣٤

أتيت باب أبي جعفرعليه‌السلام مع أصحاب لنا لندخل فاذا ثمانية نفر كأنهم من أب وأم، عليهم ثياب زرابى وأقبية طاق(١) وعمائم صفر دخلوا فما احتسبوا حتى خرجوا، فقال لي: يا سعد رأيتهم؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: أولئك إخوانكم من الجن أتوا يستفتوننا في حلالهم وحرامهم كما تأتوننا وتستفتوننا في حلالكم وحرامكم.

١٦ ـ وعنه عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سعد الإسكاف قال: طلبت الاذن على أبي جعفرعليه‌السلام فبعث إليَّ: لا تعجل فانّ عندي قوما من إخوانكم، فلم ألبث أنْ خرج على اثنا عشر رجلا يشبهون الزط، عليهم اقبية طبقين(٢) وخفاف فسلّموا ومروا فدخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فقلت ما أعرف هؤلاء جعلت فداك الذين خرجوا من عندك؟ قال: هؤلاء قوم من إخوانكم.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم في قوله تعالى( وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ) إلى قوله( أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) وكان سبب نزول هذه الآية ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج من مكة إلى سوق عكاظ ومعه زيد بن حارثة يدعو الناس إلى الإسلام، فلم يجبه أحد ولم يجد أحدا يقبله، ثمّ رجع إلى مكّة فلما بلغ موضعا يقال له: وادي مجنة تهجد بالقرآن في جوف الليل، فمرّ به نفر من الجن فلما سمعوا قراءة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَلَّوْا إلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إلى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ

__________________

(١) الزرابي جمع الزربية: الطنفسة المخملة. وطاق: ضرب من الثياب. والطيلسان وقيل: الأخضر وفي المصدر وكذا المنقول عنه في البحار «طاق طاق» بتكرير لفظ الطاق. قال المجلسي (ره) وقوله «طاق طاق» أي لبسوا قباء مفردا ليس معه شيء آخر من الثياب كما ورد في الحديث: الاقامة طاق طاق، أو انه لم يكن له بطانة ولا قطن ثم نقل عن القاموس ما ذكرناه في معنى الطاق ثم قال: وما ذكرناه أظهر في المقام لا سيما مع التكرار.

(٢) قال المجلسي (ره): لعل المراد بالطبقين ان كل قباء كان من طبقين غير محشو بالقطن.

٤٣٥

مُسْتَقِيمٍ يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ ) إلى قوله:( أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) فجاؤا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأسلموا وآمنوا وعلمهم رسول الله شرائع الإسلام، فانزل الله على نبيه:( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ ) السورة كلها، فحكى الله قولهم وولى عليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منهم وكانوا يعودون إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في كل وقت، فأمر رسول الله أمير المؤمنينعليه‌السلام أن يعلمهم ويفقهم، فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولد الجان.

١٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّعليهم‌السلام أنّ عليّاعليه‌السلام قال لبعض اليهود: إنّ الشياطين سخرت لسليمان وهي مقيمة على كفرها ؛ وقد سخرت لنبوة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله الشياطين بالايمان فأقبل إليه من الجن التسعة من أشرافهم وأحد من جن نصيبين والثمان من بنى عمرو بن عامر من الاحجة(١) منهم شضاة ومضاة والهملكان والمرزبان والمازمان ونضاة وهاصب وهاضب وعمرو(٢) وهم الذين يقول الله تبارك وتعالى اسمه فيهم( وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ ) وهم التسعة( يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ) . أقول وستسمع لهذا تتمة في محله قريبا إنشاء الله تعالى.

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا ) أي بخت ربنا حدّثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الجن:( وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا ) فقال: كل شيء كذبه الجن فقصه الله كما قال.

٢٠ ـ في كتاب الخصال عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: شيئان يفسد الناس بهما صلوتهم: قول الرجل تبارك اسمك وتعالى جدك، وإنّما هو شيء قاله الجن بجهالة، فحكى

__________________

(١) قال في البحار: «من الاحجة» جمع حجيج بمعنى مقيم الحجة على مذهبه وفي بعض النسخ «من الاجنحة» أي الرؤساء، أو اسم قبيلة منهم.

(٢) في ضبط هذه الأسماء خلاف راجع البحار ج ١٠ صفحة ٤٤ من الطبعة الحديثة والمصدر صفحة ١١.

٤٣٦

الله عنهم وقول الرجل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

٢١ ـ في مجمع البيان وعن الربيع بن انس قال: ليس لله تعالى جد وإنّما قالته الجن بجهالة، فحكاه الله سبحانه كما قالت، وروى ذلك عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام .

٢٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا اعنى يستمعون القرآن فأقبل إليه الجن والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ببطن النخل فاعتذروا بأنهم( ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً ) ولقد أقبل إليه أحد وسبعون ألفا منهم، فبايعوه على الصوم والصلوة والزكاة والحج والجهاد ونصح المسلمين، فاعتذروا بأنهم «قالوا على الله شططا».

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله( وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً ) قال: كان الرجل ينطلق إلى الكاهن الذي يوحى إليه الشيطان فيقول: قل للشيطان فلان قد عاذ بك.

أقول: قد سبق قريبا عن كتاب الاحتجاج قول أمير المؤمنينعليه‌السلام فأقبل إليه الجن والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببطن النخل فاعتذر بأنهم ظنوا كما ظننتم ان لن يبعث الله أحدا.

قال عز من قائل:( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً )

٢٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله حديث طويل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام يذكر فيه مناقب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه: ولقد رأيت الملائكة ليلة ولد تصعد وتنزل وتسبح وتقدس وتضطرب النجوم وتتساقط علامة لميلاده، ولقد هم إبليس بالظعن في السماء لـمّا رأى من الأعاجيب في تلك الليلة، وكان له مقعد في السماء الثالثة والشياطين يسترقون السمع، فلما رأوا العجائب أرادوا أن يسترقوا السمع فاذا هم قد حجبوا عن السماوات كلها ؛ ورموا بالشهب جلالة لنبوة

٤٣٧

محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .(١)

٢٥ ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وأمّا أخبار السماء فان الشياطين كانت تقعد مقاعد استراق السمع إذ ذاك وهي لا تحجب ولا ترجم بالنجوم، وإنّما منعت من استراق السمع لئلا يقع في الأرض سبب يشاكل الوحي من خبر السماء، ويلبس على أهل الأرض ما جاءهم عن الله لاثبات الحجة ونفى الشبهة، وكان الشيطان يسترق الكلمة الواحدة من خبر السماء، ويلبس على أهل الأرض ما جاءهم عن الله من خبر السماء بما يحدث من الله في خلقه فيختطفها ثم يهبط بها إلى الأرض فيقذفها إلى الكاهن فاذا قد زاد كلمات من عنده فيختلط الحق بالباطل فما أصاب الكاهن من خبر مما كان يخبر به فهو مما اداه إليه شيطانه مما سمعه، وما اخطأ فيه فهو من باطل ما زاد فيه فمذ منعت الشياطين عن استراق السمع انقطعت الكهانة، فقال: كيف صعدت الشياطين إلى السماء وهم أمثال الناس في الخلقة والكثافة وقد كانوا يبنون لسليمان بن داودعليهما‌السلام من البناء ما يعجز عنه ولد آدم؟ قال: غلظوا لسليمان لـمّا سخروا، وهم خلق رقيق غذاءهم التنسم، والدليل على ذلك صعودهم إلى السماء لاستراق السمع ولا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء إليه إلّا بسلم أو بسبب.

٢٦ ـ في نهج البلاغة واقام رصدا من الشهب الثواقب على نقابها.

٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى الحسين بن زياد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً ) فقال: لا والله شر أريد بهم حين بايعوا معاوية وتركوا الحسن بن عليعليه‌السلام وقوله: كنا طرائق قددا أي على مذاهب مختلفة.

أقول: قد تقدم عن علي بن إبراهيم في بيان سبب النزول، فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولد الجان.

٢٨ ـ وفيه قوله:( فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً ) قال: البخس النقصان، والرهق العذاب، وسئل العالمعليه‌السلام عن مؤمني الجن أيدخلون

__________________

(١) وفي البحار «دلالة لنبوتهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٤٣٨

الجنة؟ فقال: لا ولكن لله حظائر بين الجنة والنار يكون فيها مؤمنوا الجن وفساق الشيعة.

٢٩ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت قوله:( لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ ) قال: الهدى الولاية آمنا بمولانا فمن آمن بولاية مولاه( فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً ) قلت: تنزيل؟ قال: لا، تأويل.

٣٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى عبادة بن صهيب عن جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام في قول اللهعزوجل :( فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً ) أي الذين أقروا بولايتنا( فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ) معاوية وأصحابه( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ) ماءا غدقا الطريقة والولايةلعليٍّ.

٣١ ـ أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم عن جابر قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول في هذه الاية:( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) يعنى من جرى من شرك الشيطان على الطريقة يعنى على الولاية في الأصل عند الاظلة حين أخذ الله ميثاق ذرية آدم( لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) يعنى لكنا وضعنا أظلتهم في الماء الفرات العذب.

٣٢ ـ في أصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن موسى بن محمد عن يونس بن يعقوب عمن ذكره عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله:( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) قال: يعنى لو استقاموا على ولاية أمير المؤمنين على والأوصياء من ولدهعليهم‌السلام وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم( لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) يقول: لأشربنا قلوبهم الايمان، والطريقة هي الايمان بولاية على والأوصياء.

٣٣ ـ في مجمع البيان وفي تفسير أهل البيتعليهم‌السلام عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام قول الله:( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) قال: هو والله ما أنتم عليه( وَأَنْ

٤٣٩

لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) .

٣٤ ـ وعن بريد العجلي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: معناه لأفدناهم علما كثيرا يتعلمونه من الائمة.

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم في قوله: لنفتنهم فيه قتل الحسينعليه‌السلام ( وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) أي الأحد من آل محمد فلا تتخذوا من غيرهم وليا.

٣٦ ـ في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية: يا بنى لا تقل ما لا تعلم إلى قوله: وقال اللهعزوجل :( وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) يعنى بالمساجد الوجه واليدين والركبتين والإبهامين.

٣٧ ـ في تفسير العياشي عن أبي جعفرعليه‌السلام (١) انه سأله المعتصم عن السارق من أي موضع يجب ان يقطع؟ فقال ان القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فيترك الكف، فقال: وما الحجة في ذلك؟ قال: قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : السجود على سبعة أجزاء: الوجه واليدين والركبتين والرجلين، فاذا قطعت يده من الكر سوع(٢) أو المرفق لم يدع له يد يسجد عليها، وقال الله:( وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ ) يعنى به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها( فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) وما كان لله فلا يقطع، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٨ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسمعيل عن محمد بن الفضل عن أبي الحسنعليه‌السلام في قوله:( وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) قال: هم الأوصياء.

٣٩ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدّثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام بعد

__________________

(١) يعنى أبا جعفر الثاني محمد بن علي الجواد (عليه السلام)

(٢) الكر سوع: طرف الزند الذي يلي الخنصر.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749