تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين7%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 357017 / تحميل: 4859
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

وفيه أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال: كنّا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل عليٌّ فقال النبيُّ صلى الله عليه وآله[والّذي نفسي بيده إنَّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ونزلت ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ] فكان أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله إذا أقبل عليٌّ قالوا: جاء خير البريّة.

أقول: وروى هذا المعنى أيضا عن ابن عديّ، عن ابن عبّاس، وأيضاً عن ابن مردويه، عن عليّعليه‌السلام ، ورواه أيضاً في البرهان عن الموفّق بن أحمد في كتاب المناقب عن يزيد بن شراحيل الأنصاريّ كاتب عليّ عنه، وكذا في المجمع عن كتاب (شواهد التنزيل) للحاكم عن يزيد بن شراحيل عنه، ولفظه: سمعت عليّاً يقول:[قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلموأنا مسنده إلى صدري فقال: يا عليُّ ألم تسمع قول الله: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ هم شيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا اجتمع الأمم للحساب يدعون غُرّاً محجّلين].

٣٢١

وفي المجمع: عن مقاتل بن سليمان عن الضحّاك، عن ابن عبّاس في قوله:( هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ، قال: نزلت في عليّ وأهل بيته.

روى القاضي أبو حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي. نزيل مصر - القاهره- في كتابه شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار: ص ٢٠٢ ط ٢، مؤسسه النشر الإسلامي، قال فيما أورد في فضل عليعليه‌السلام :- وبآخر، عن عبد الله بن محمد بن عمر بن عليّ، أنّه قال: أُنزلت في عليّعليه‌السلام وشيعته آيةً:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال: هو عليٌّ وشيعته.

أورد المولى حيدر علي بن محمد الشرواني في كتابه ما روته العامّة من مناقب أهل البيتعليهم‌السلام : ص ٧٧ مطبعة المنشورات الاسلاميّة، في الآيات النازلة في فضل الامام عليّعليه‌السلام ، في الفضيلة العاشرة، قال:

قال ابن حجر في الصواعق الآية الحادية عشر قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) أخرج الحافظ جمال الدين الزرندي، عن ابن عباس: أنّ الآية لما نزلت قال صلى الله عليه وآله لعليٍّ:[هو أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة أنت وشيعتك راضين مرضيّين، ويأتي عدوّك غضاباً مقمحين].

قال ابن الاثير في النهاية: وفي حديث عليٍّ قال له النبي صلى الله عليه وآله:[ستقدم على الله وأنت وشيعتك راضين مرضيّين، ويرد عليه عدوّك غضاباً مقمحين] ثمَّ جمع يده إلى عنقه يريهم كيف الإقماح. الإقماح رفع الرأس وغضّ البصر، يقال، أقْمَحَهُ الغل إذا ترك رأسه مرفوعاً من ضيقه.

قال السيوطي في تفسيره: أخرج ابن عساكر، عن جابر قال: كنّا عند النبي صلى الله عليه وآله، فأقبل عليٌّ، فقال النبي صلى الله عليه وآله:[والّذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ونزلت: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ] وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، إذا أقبل عليٌّ قالوا: جاء خير البريّة.

وأخرج ابن عديّ، وابن عساكر، عن أبي سعيد مرفوعاً:[عليٌّ خيرُ البريّة].

وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: لما نزلت:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعليّ:[هو أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيّين].

وأخرج ابن مردويه عن عليّ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله:[ألم تسمع قول الله: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ، أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الأمم للحساب تدعون غرّاً محجّلين].

٣٢٢

وأورد حيدر علي بن محمد الشرواني في مناقب أهل البيت: ص ١٧٧، قال - ابن حجر - في الصواعق أيضا: وأخرج الطبراني: أنّ عليّاً أتي يوم البصرة بذهب وفضّة فقال:[أبيضي واصفريّ، غرّي غيري، غرّي أهل الشام غداً إذا ظهروا عليك.

فشقّ قوله ذلك على الناس، فذكر له ذلك، فاذن في الناس فدخلوا عليه فقال:إنّ خليلي صلى الله عليه وآلهقال: يا عليُّ إنّك ستقدم على الله أنت وشيعتك راضين مرضيّين ويقدم عليه عدوّك غضاباً مقمحين] ثمّ جمع على يده إلى عنقه يريهم الإقماح.

وقال عند ذكره الآية العاشرة في آخر الفصل: وأخرج الديلمي:[يا عليّ إنّ الله قد غفر لك ولذريّتك ولولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبيّ شيعتك، فابشر فإنّك الأنزع البطين].

ثمّ روى خبر:[أنت وشيعتك تردون عليَّ الحوض رواءً مرويّين مبيضّة وجوهكم، وأنَّ عدوّك يردون عليَّ الحوض ظماء مقمحين].

٣٢٣

سورة العاديات

( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ) العاديات: ١ -٥

ذكر العلّامة السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان ج٢٠ ص ٣٤٧: في المجمع البيان: ج ٥ ص ٦٧٥ ط بيروت مؤسسة التاريخ العربي، قيل: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله سريّة إلى حيّ من كنانة، فاستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري أحد النقباء، فتأخّر رجوعم، فقال المنافقون: قتلوا جميعاً، فأخبر الله عنها بقوله:( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً ) عن مقاتل.

وقيل: نزلت السورة لما بعث النبي صلى الله عليه وآله عليّاًعليه‌السلام إلى ذات السلاسل فأوقع بهم، وذلك بعد أن بعث عليهم مراراً غيره من الصحابة فرجع كلّ منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله. وهو المرويّ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في حديث طويل. قال: وسمّيت هذه الغزوة ذات السلاسل لأنّه أُسّر منهم وقتل وسبي وشدَّ أسراهم في الحبال مكتفّين كأنّهم في السلاسل.

ولما نزلت السورة، خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الناس فصلى بهم الغداة وقرأ فيها( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً ) فلمّا فرغ من صلاته قال أصحابه: هذه سورة لم نعرفها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: نعم إنّ عليّاً ظفر بأعداء الله، وبشّرني بذلك جبرئيلعليه‌السلام في هذه الليلة، فقدم عليٌّ بعد أيام بالغنائم والأُسارى.

٣٢٤

وجاء في كتاب شواهد التنزيل: لابن رويش الأندونيسي ص ٢٢٤ وذكر ابن شهر آشوب في مناقبه: ج ٣ ص ١٤٠: في فصل (فيما ظهر منه - الإمام عليٌّعليه‌السلام - في غزوة السلاسل)، قال: قال أبو القاسم بن شبل الوكيل، وأبو الفتح الحفّار بإسنادها عن الصادقعليه‌السلام ومقاتل والزجّاج، ووكيع، والثوري، والسدّي، وأبو صالح، وابن عباس: أنّه أنفذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر في سبعمئة رجل، فلمّا صار إلى الوادي وأراد الإنحدار خرجوا إليه، فهزموه وقتلوا من المسلمين جمعاً كثيراً، فلمّا قدموا على النبي صلى الله عليه وآله بعث عمر فرجع منهزماً، فقال عمرو بن العاص: ابعثني يا رسول الله فإنّ الحرب خدعة، ولعلّي أخدعهم، فبعثه فرجع منهزماً، (وفي رواية) أنّه أنفذ خالداً فعاد كذلك، فساء النبي صلى الله عليه وآله ذلك فدعا عليّاً وقال: [أرسلته كرّاراً غير فرّار، فشّيعه إلى مسجد الأحزاب، فسار بالقوم متنكّباً عن الطريق، يسير بالليل ويكمن بالنّهار، ثمّ أخذ محجّة غامضة، فسار بهم حتّى استقبل الوادي من فمه، ثمّ أمرهم أن يعكموا الخيل وأوقفهم بمكان. وقال: لا تبرحوا ]، وانتبذ أمامهم وأقام ناحيةً منهم، فقال خالد، وفي رواية قال عمر: أنزلنا هذا الغلام في واد كثير الحيّات والهوام والسباع، إمّا سبع يأكلنا أو يأكل دوابنا وإمّا حيّات تعقرنا وتعقر دوابنا،وإمّا يعلم بنا عدوّنا فيأتينا ويقتلنا، فكلّموه: نعلو الوادي.

فكلّمه أبو بكر فلم يجبه، فكلّمه عمر فلم يجبه، فقال عمرو بن العاص إنّه لا ينبغي أن نضيع أنفسنا؟ انطلقوا بنا نعلو الوادي، فأبى ذلك المسلمون.

ومن كتاب شواهد التنزيل: لابن رويش الأندونيسي ص ٢٢٤ ومن روايات أهل البيتعليهم‌السلام : أنّه أبت الأرض أن تحملهم، قالوا فلمّا أحسَّ – (عليّعليه‌السلام ) - الفجر قال:[إركبوا بارك الله فيكم وطلع الجبل حتّى إذا انحدر على القوم وأشرف عليهم قال لهم:اتركوا عكمة دوابكم قال: فشمَّت الخيل ريح الإناث فصهلت فسمع القوم صهيل خيلهم فولّوا هاربين. وفي رواية مقاتل والزجاج: أنّه كبس القوم وهم غادون، فقال:يا هؤلاء، أنا رسول رسول الله إليكم، أن تقولوا لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، وإلّا ضربتكم بالسيف، فقالوا: انصرف عنّا كما انصرف ثلاثة، فإنّك لا تقاومنا، فقالعليه‌السلام :إنّني لا أنصرف، أنا عليّ بن أبي طالب فاضطربوا، وخرج إليه الأشداء السبعة، وناصحوه وطلبوا الصلح فقالعليه‌السلام :إمّا الاسلام وإمّا المقاومة ، فبرز إليه واحد بعد واحد، وكان أشدّهم آخرهم، وهو سعد بن مالك العجليّ، وهو صاحب الحصن، فقتلهم فانهزموا، ودخل بعضهم في الحصن وبعضهم استأمَنُوا وبعضهم أسلموا وأتوه بمفاتيح الخزائن. قالت أم سلمة: انتبه النبي صلى الله عليه وآله من القيلولة، فقلت: الله جارك، مالك؟ فقال: أخبرني جبرئيل بالفتح، ونزلت:( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً ) ، فبشّر النبي صلى الله عليه وآله أصحابه بذلك، وأمرهم باستقباله والنبي صلى الله عليه وآله تقدَّمهم، فلمّا رأى عليّ النبي صلى الله عليه وآله ترجّل عن فرسه، فقال النبي صلى الله عليه وآله:اركب فإنَّ الله ورسوله عنك راضيان ، فبكى عليٌّ فرحاً، فقال النبي صلى الله عليه وآله:يا عليّ لولا أنّي أشفق أن تقول فيك طوائف من أُمّتي ما قالت النصارى في المسيح... ].

٣٢٥

وقد أخرج ابن المغازلي الخبر أيضاً، غير أنّه قال: بأنّ قول النبي صلى الله عليه وآله لعليّ: لما قدم بفتح خيبر.

روى ذلك في المناقب: ص ٣٧ برقم الحديث ٢٨٥ مسنداً، قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبيد الله بن القصاب البيعرضي‌الله‌عنه ، حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد الجرجرائي حدّثنا أبو الحسن عليّ بن سليمان بن يحيى، حدّثنا عبد الكريم بن علي، حدّثنا جعفر بن محمد بن ربيعة البجليّ، حدّثنا الحسن بن الحسين العرنيّ، حدّثنا كادح بن جعفر، عن عبد الله قال: لما قدم عليّ بن أبي طالب بفتح خيبر قال له النبي صلى الله عليه وآله:[يا عليُّ لولا أن تقول طائفة من أُمّتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالاً، لا تمرّ بملأ من المسلمين إلّا أخذوا التراب من تحت رجليك، وفضل طهورك، يستشفعون بهما، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك، ترثني وأرثك وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي، وأنت تبرىء ذمّتي، وتستر عورتي، وتقاتل على سنتي، وأنت غداً في الآخرة أقرب الخلق منّي، وأنت على الحوض خليفتي، وإنّ شيعتك على منابر من نور مُبيّضة وجوههم حولي، أشفع لهم ويكونون في الجنّة جيراني، وإنّ حربك حربي، وسلمك سلمي، وسريرتك سريرتي، وعلانيّتك علانيتي وإنّ ولدك ولدي، وأنت تقضي دَيني وأنت تنجز وعدي، وإنّ الحق على لسانك وفي قلبك ومعك وبين يديك ونصْب عينيك، الإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، لا يَرِدُ عليَّ الحوض مبغض لك، ولا يغيب عنه محبٌّ لك. فخرَّ عليٌّ ساجداً وقال: الحمد لله الذي مَنّ عليَّ بالإسلام، وعلّمني القرآن، وحببّني إلى خير البريّة، وأعزّ الخليقة، وأكرم أهل السماوات والأرض على ربّه، وخاتم النبيين وسيّد المرسلين وصفوة الله في جميع العالمين، إحساناً من الله العليّ إليّ، وتفضّلاً منه عليَّ. فقال له النبي صلى الله عليه وآله: لولا أنت يا عليُّ ما عُرِف المؤمنون بعدي لقد جعل الله عزّ وجلّ نسل كل نبي من صلبه، وجعل نسلي من صلبك. يا عليّ أنت أعزَّ الخلق وأكرمهم عليّ وأعزّهم عندي، ومحبّك أكرم من يرد عليّ من أمّتي ].

قال المحقق الفاضل محمد باقر المحمودي في تعليقه على الكتاب: أخرج ابن حاتم في علل الحديث:ج١ ص ٣١٣، والكراجكي في كنز الفوائد: ص ٢٨١، والخوارزمي في مقتل الحسينعليه‌السلام وفي المناقب: من ٢٤٥ وص٧٧ والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: ص ٢٦٣، والهيثمي في شرح الزوائد: ج ٩ ص ٤٣١ وابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج: ج ٢ ص ٣٣٩ وقال: ذكره أحمد بن حنبل في مسنده. وذكر الإمام المظفر في دلائل الصدق: ج ٢ ص ١٥٦ عن الحلّي من قوله تعالى:( وَالْعَادِيَاتِ ) قال: أقسم الله تعالى بخيل جهاده في غزوة السلسلة لما جاء جماعة من العرب واجتمعوا على وادي الرملة ليبّيتوا النبي صلى الله عليه وآله بالمدينة، فقال النبي صلى الله عليه وآله لأصحابه:[من لهؤلاء ؟ فقام جماعة من أهل الصُفّة فقالوا نحن، فولِّ علينا من شئت فأقرع بينهم فخرجت القرعة على ثمانين رجلاً منهم ومن غيرهم.

٣٢٦

فأمر أبا بكر بأخذ اللواء والمضي إلى بني سليم وهم ببطن الوادي، فهزموهم وقتلوا جمعاً كثيراً من المسلمين وانهزم أبو بكر. وعقد لعمر وبعثه فهزموه، فساء النبي صلى الله عليه وآله فقال عمرو بن العاص: ابعثني يا رسول الله، فأنفذه، فهزموهم وقتلوا جماعةً من أصحابه، وبقي النبي صلى الله عليه وآله أيّاماً يدعو عليهم. ثمّ طلب أمير المؤمنينعليه‌السلام وبعثه إليهم، ودعا له وشيّعه إلى مسجد الأحزاب، وأنفذ معه جماعة منهم أبو بكر وعمر وعمرو بن العاص، فسار الليل وكمن النهار حتّى استقبل الوادي من فمه، فلم يشك عمرو بن العاص أنّه يأخذهم، فقال لأبي بكر: هذه أرض سباع وذئاب وهي أشدّ علينا من بني سليم والمصلحة أن نعلوَ الوادي وأراد إفساد الحال، وقال: قل لأمير المؤمنينعليه‌السلام فقال له أبو بكر، فلم يلتفتعليه‌السلام إليه، ثمّ قال لعمر فلم يجبه أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكبس على القوم الفجر فأخذهم، فأنزل الله تعالى( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً ) السورة. واستقبله النبي صلى الله عليه وآله فنزل أمير المؤمنين وقال له النبي صلى الله عليه وآله:لولا أن أَشفق أن يقول فيك طوائف من أُمتي ما قالت النصارى في المسيح، لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمرّ بملأ منهم إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك، اركب فإنَّ الله ورسوله عنك راضيان] قال الإمام المظفر: وقد ورد مضمون هذا الخبر في جملة من أخبار القوم فضلاً عن أخبارنا فقد حكاه في: ينابيع المودَّة عن أحمد من مسنده من طريقين، وكذا عن موفّق ابن أحمد (الخوارزمي) وقال الشافعي فيما نسب إليه:

لو أنّ المرتضى أبْدى مَحلّه

لصار الخلق طُرّاً سُجّداً له

كفى في فضل مولانا عليٌّ

وقوعُ الشكّ فيه أنّه الله

أورد السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي في حواشي كتاب إحقاق الحق: ج ٣ ص ٣٤٤، عن العلّامة الشيخ الحلي في قوله تعالى:( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ) ، قال: إنّ جماعة من العرب اجتمعوا على واد الرملة ليبيتوا النبي صلى الله عليه وآله بالمدينة، فقال النبي صلى الله عليه وآله لأصحابه،[مَنْ لهؤلاء ؟ فقام جماعة من أهل الصفّة وقالوا: نحن فولِّ علينا من شئت فأقرع بينهم فخرجت القرعة على ثمانين رجلاً منهم ومن غيرهم، فأمر أبا بكر بأخذ اللواء والمضي إلى بني سليم، وهم ببطن الوادي، فهزموهم وقتلوا جمعاً من المسلمين، فانهزم أبو بكر. فعقد لعمر بن الخطاب وبعثه فهزموه، فساء النبي صلى الله عليه وآله فقال عمرو بن العاص: إبعثني يا رسول الله، فأنفذه، فهزموهم وقتلوا جماعة من أصحابه، وبقي النبي صلى الله عليه وآله أيّاماً يدعو عليهم -يدعو لمنازلتهم-.

٣٢٧

ثمّ طلب عليّاً وبعثه إليهم، ودعا له، وشّيعه إلى مسجد الأحزاب، وأنفذ معه جماعة منهم أبو بكر وعمر وعمرو بن العاص، فسار اللّيل وكمن النهار حتّى استقبل الوادي من فمه، فلم يشك عمرو بن العاص أنّه يأخذهم، فقال لأبي بكر: هذه أرض سباع وذئاب وهي أشدّ علينا من بني سليم، والمصلحة أن نعلوَ الوادي، -وأراد إفساد الحالة -، وقال: قل ذلك لأمير المؤمنينعليه‌السلام فقال له أبو بكر، فلم يلتفتعليه‌السلام إليه، ثمّ قال لعمر فقال له، فلم يجبه أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكبس على القوم الفجر فأخذهم، فأنزل الله تعالى( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ) واستقبله النبي صلى الله عليه وآله فنزل أمير المؤمنين عليٌّ وقال له النبي صلى الله عليه وآله:لولا أن أشفق أن يقول فيك طوائف من أُمتي ما قالت النصارى في المسيح، لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمرّ بملأ منهم إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك، إركب فإن الله ورسوله عنك راضيان].

أورد الشيخ محمد حسن المظفر في كتاب دلائل الصدق: ج ٢ ص ١٥٦، عن الشيخ الحلي (قدس سره)، هذه.

وأخرج ابن المغازلي الحديث النبوي الشريف بحق الإمام عليٍّعليه‌السلام في المناقب: ص ٢٣٧ بالرقم ٢٨٥ وبإسناده عن جابر بن عبد الله، قال: لما قدم عليّ بن أبي طالب بفتح خيبر قال له النبي صلى الله عليه وآله:[يا عليُّ لولا أن تقول طائفة من أُمّتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالاً، لا تمرّ بملأ من المسلمين إلّا أخذوا التراب من تحت رجليك، وفضل طهورك، يستشفعون بهما، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وأرثك وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي، وأنت تبرىء ذمتي، وتستر عورتي، وتقاتل على سنتي، وأنت غداً في الآخرة أقرب الخلق مني، وأنت على الحوض خليفتي، وإنَّ شيعتك على منابر من نور مُبيضّة وجوههم حولي، أشفع لهم ويكونون في الجنّة جيراني، وإنّ حربك حربي، وسلمك سلمي، وسريرتك سريرتي، وعلانيّتك علانيتي وإنّ ولدك ولدي، وأنت تقضي دَيْني وأنت تنجز وعدي، وإنَّ الحق على لسانك وفي قلبك ومعك وبين يديك ونصْب عينيك، الإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، لا يرد عليّ الحوض مبغض لك، ولا يغيب عنه محبٌّ لك . فخرَّ عليٌّ ساجداً وقال:الحمد لله الذي مَنّ عليّ بالإسلام، وعلّمني القرآن، وحببّني إلى خير البريّة، وأعزّ الخليقة، وأكرم أهل السماوات والأرض على ربّه، وخاتم النبيين وسّيد المرسلين وصفوة الله في جميع العالمين إحساناً من الله العليّ إليّ، وتفضلاً منه عليَّ .

٣٢٨

فقال له النبي صلى الله عليه وآله:لولا أنت يا عليُّ ما عُرف المؤمنون بعدي لقد جعل الله جلّ وعلا نسل كل نبي من صلبه، وجعل نسلي من صلبك يا عليُّ فأنت أعزُّ الخلق وأكرمهم علّي وأعزهم عندي،ومحبّك أكرم من يرد عليّ من أمّتي ].

وأورد الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في المنتخب من الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: ص ٢٦٤ ط١ مؤسسة البعثة، قال: ونزلت سورة( وَالْعَادِيَاتِ ) ، وجيوش الإسلام لم تصل إلى المدينة بعد، وفي ذات اليوم صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالناس الغداة وقرأ( وَالْعَادِيَاتِ ) ، فلمّا فرغ من صلاته قال أصحابه: هذه سورة لم نعرفها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم[نعم إنَّ عليّاً ظفر بأعداء الله وبشّرني بذلك جبرائيل عليه‌السلام في هذه الليلة] ، فقدم عليٌّ بعد أيام بالغنائم والأسرى.

٣٢٩

سورة التكاثر

( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم ) التكاثر: ٨

روى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، المعروف بأبي نعيم الإصبهاني، في كتاب ما نزل من القرآن في عليّعليه‌السلام : ص ٢٨٥ ط١، الحديث ٧٩ قال: حدّثنا محمد بن عمر بن سالم (الحافظ الجعابي)، قال حدّثنا عبد الله بن محمد بن زياد، قال:حدّثنا جعفر بن علي بن نجيح، قال: حدّثنا حسن بن حسين، عن أبي حفص الصائغ، (عمرو بن راشد): عن جعفر بن محمّد عليهما السلام في قوله عزّ وجلّ:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم ) قال:[عن ولاية عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ].

روى الشيخ سليمان ابن الشيخ إبراهيم القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودَّة: ص ١١١ - ١١٢. عن الحاكم البيهقي - الشافعي بسنده عن إبراهيم بن العباس الصولي الكاتب، قال: كنّا يوماً بين يدي عليّ بن موسى الرضارضي‌الله‌عنهما قال له بعض الفقهاء: إنَّ النعيم في هذه الآية هو الماء البارد.

فقال له - بارتفاع صوته – [وكذا فسّرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب فقالت طائفة هو الماء البارد، وقال آخرون: هو النوم، وقال غيرهم: هو الطعام الطيّب، ولقد حدّثني أبي عن أبيه جعفر بن محمّد أنّ أقوالكم هذه ذكرت عنده فغضب وقال: إنّ الله لا يسأل عباده عمّا تفضَّل عليهم به ولا يمنُّ بذلك عليهم، وهو مستقبح من المخلوقين، كيف يضاف إلى الخالق جلَّت عظمته ما لا يُرضى للمخلوقين، ولكن النعيم حبُّنا أهل البيت ومولاتنا، يسأل الله عنه بعد التوحيد لله ونبوّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لأنَّ العبد إذا وافى بذلك، أدّاه إلى نعيم الجنّة الذي لا يزول .

وقال أبي موسى: لقد حدّثني أبي جعفر. عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم قال:قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا عليُّ إنّ أوّل ما يسأل عنه العبد بعد موته: شهادة ألا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله وأنّك ولي المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك، فمن أقرَّ بذلك وكان معتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له ].

وأخرج القندوزي أيضاً، عن الحافظ أبي نعيم، وبإسناده المذكور عن ابن عباسرضي‌الله‌عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الآية قال: صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الآية، قال صلى الله عليه (وآله) وسلم:[عن ولاية عليّ بن أبي طالب].

روى الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ج ١٠ ص ٥٣٥ قال: وروي أنَّ أبا حنيفة سأل الإمام جعفر بن محمّد الصادق عن تفسير هذه الآية قال الإمام:

٣٣٠

[ما النعيم عندك يا نُعمان ؟ قال: القوت من الطعام والماء البارد، فقال:لئن أوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتّى يسألك عن كل أكلة أكلتها وشربة شربتها ليطولنَّ وقوفك بين يديه، قال: فما النعيم جعلت فداك؟ قال:نحن أهل البيت النعيم الّذي أنعم الله بنا على العباد، وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين، وبنا ألَّف الله بين قلوبهم وجعلهم إخواناً بعد أن كانوا أعداء، وبنا هداهم الله للإسلام وهي النعمة الّتي لا تنقطع، والله سائلهم عن حقّ النعيم الّذي أنعم الله به عليهم وهو النبي صلى الله عليه وآله وسلموعترته].

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٥٣ ط٣ مجمع إحياء الثقافة الإسلامية في الحديث-١١٦٠- قال: حدّثونا عن أبي بكر (محمد بن الحسين بن صالح) السبيعي، (قال) حدّثنا علي بن العبّاس المقانعي، حدّثنا جعفر بن محمد بن الحسين، حدّثنا حسن بن حسين، حدّثنا أبو حفص الصائغ (عمر بن راشد): عن جعفر بن محمّد في قوله تعالى:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم ) قال:[نحن النعيم]، وقرأ:( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ) (١) .

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٥٣، قال في الحديث ١١٦٢: (قال فرات) حدّثني علي بن محمد بن مخلد الجعفي، حدّثنا إبراهيم بن سليمان، حدّثنا عبيد بن عبد الرحمان التيمي، حدّثنا أبو حفص الصائغ، قال: قال عبد الله بن الحسن (في قوله تعالى):( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم ) (قال: يعني) عن ولايتنا والله يا أبا حفص.

روى الحافظ أبو نعيم الإصبهاني في كتاب خصائص الوحي المبين: ص ٩٥ ط١، وص ١٤٧ ط ٢ قال: حدّثنا محمد بن عمر بن سالم قال:حدّثنا عبد الله بن محمد بن زياد، قال: حدّثنا جعفر بن علي بن نجيح، قال: حدّثنا حسن بن حسين، عن أبي حفص الصائغ: عن جعفر بن محمّد عليهما السلام، في قوله عزّ وجلّ:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم ) قال:[عن ولاية عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ] .

روى السيد هاشم البحراني في تفسيره، تفسير البرهان: ج ٤ ص ٥٠٢ ط٢ عند تفسيره لسورة التكاثر، بأسانيد عن محمد بن العباس بن الماهيار، قال:(قال) محمد بن العباس: حدّثني علي بن أحمد بن حاتم، عن حسن بن عبد الواحد، عن القاسم بن الضحاك، عن أبي حفص الصائغ: عن الإمام جعفر بن محمّد أنّه قال (في قوله تعالى):( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم ) [والله ما هو الطعام والشراب ولكن ولايتنا أهل البيت.] وأيضاً قال محمد بن العباس بن الماهيار: حدّثنا أحمد بن محمد الوّراق عن جعفر بن علي بن نجيح، عن حسن بن حسين، عن أبي حفص الصائغ: عن جعفر بن محمّد في قوله عزّ وجلّ:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم ) قال:[نحن النعيم].

____________________

١- سورة الأحزاب: الآية ٣٧.

٣٣١

وأيضاً قال محمد بن العباس: حدّثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن نجيح اليماني قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما معنى قوله عزّ وجلّ:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم ) ، قال:[النعيم الذي أنعم الله به عليكم من ولايتنا وحبّ محمّد وآله] وعنه، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن الحسن بن القاسم عن محمد بن عبد الله بن صالح، عن مفضل بن صالح، عن سعد بن عبد الله، عن أصبغ بن نُباتة: عن عليّعليه‌السلام قال (في قوله تعالى:)( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم ) قال:[نحن النعيم]. وعنه، عن أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد خالد، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي الحسن موسى (بن جعفرعليه‌السلام ) في قوله عزّ وجلّ:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم ) قال:[نحن نعيم المؤمن وعلقم الكافر].

وعنه قال: حدّثنا علي بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن إسماعيل بن بشّار عن علي بن عبد الله بن غالب: عن أبي خالد الكابلي، قال: دخلت على محمّد بن عليّعليه‌السلام فقدَّم طعاماً لم آكل أطيب منه فقال لي:[يا أبا خالد كيف رأيت طعامنا؟ قلت: جعلت فداك ما أطيبه، غير أنّي ذكرت أية في كتاب الله. فغضب، فقال:وما هي ؟ قلت:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم ) فقال:والله لا تسأل عن هذا الطعام أبداً ثمّ ضحك حتّى افتر ضاحكاً وبدت أضراسه وقال:أتدري ما النعيم ؟ قلت: لا قال:نحن النعيم].

روى الشيخ الطوسي في أماليه: ج ١ ص ٢٧٨ ط الغري قال أخبرنا أبو عمر قال: حدّثنا أحمد (بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة): هو عمر بن راشد أبو سليمان:عن جعفر بن محمّد عليهما السلام في قوله (تعالى):( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم ) قال:[نحن النعيم].

وفي قوله تعالى:( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً ) قال:[نحن الحبل].

روى فرات الكوفي في تفسيره: ص ٢٢٩ بإسناده لأبي حفص الصائغ، قال سمعت جعفر بن محمّدعليه‌السلام في قوله تعالى:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم ) قال:[نحن النعيم]، وقرأ:( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ) .

وروى فرات الكوفي في تفسيره: ص ٢٣٠ في تفسيره الآية الشريفة، قال: حدّثني علي بن محمد بن مخلد الجعفي، حدّثنا إبراهيم بن سليمان، حدّثنا عبيد بن عبد الرحمان التيمي، حدّثنا أبو حفص الصائغ، قال: قال عبد الله بن الحسن (في قوله تعالى):( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم ) قال:[يعني عن ولايتنا والله يا أبا حفص].

٣٣٢

روى العلّامة السيد محمد حسين الطباطبائي عليه الرحمة في تفسيره، الميزان: ج ٣، ص ٣٥٣ ط٥، مطبعة إسماعيليان، قال: وفي تفسير القميّ بإسناده عن جميل، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: قلت له:( لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم ) قال:[تسأل هذه الأمّة عمّا أنعم الله عليها برسوله ثمّ بأهل بيته].

وفي الكافي بإسناده عن أبي خالد الكابليّ قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فدعا بالغذاء فأكلت معه طعاماً ما أكلت طعاماً أطيب منه قطّ ولا ألطف. فلمّا فرغنا من الطعام قال:[يا أبا خالد كيف رأيت طعامك؟ أو قال: طعامنا؟ ، قلت: جعلت فداك ما أكلت طعاماً أطيب منه قطّ ولا أنظف ولكن ذكرت الآية الّتي في كتاب الله عزّ وجلّ:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم ) فقال أبو جعفرعليه‌السلام :إنّما يسألكم عمّا أنتم عليه من الحقّ].

وفيه بإسناده عن أبي حمزة قال: كنّا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام جماعة فدعا بطعام مالنا عهد بمثله لذاذة وطيباً وأُتينا بتمر تنظر فيه أوجهنا من صفائه وحسنه فقال رجل: لتسألن عن هذا النعيم الّذي تنعّمتم به عند ابن رسول الله، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام :[إنَّ الله عزّ وجلّ أكرم وأجلّ أن يطعم طعاماً فيسوّغكموه ثمّ يسألكم عنه إنّما يسألكم عمّا أنعم عليكم بمحمّد وآل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم].

أقول: وهذا المعنى مرويّ عن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام بطرق أُخرى وعبارات مختلفة وفي بعضها أنّ النعيم ولايتنا أهل البيت، ويؤل المعنى إلى ما قدّمناه من عموم النعيم لكلّ نعمة أنعم الله بها بما أنّها نعمة.

بيان ذلك أنَّ هذه النعم لو سئل عن شيء منها فليست يسأل عنها بما أنّها لحم أو خبز أو تمر أو ماء بارد أو أنّها سمع أو بصر أو يد أو رجل مثلاً وإنّما يسأل عنها بما أنّها نعمة خلقها الله للإنسان وأوقعها في طريق كماله والحصول على التقرّب العبوديّ كما تقدّمت الإشارة إليه وندبه إلى أن يستعملها شكراً لا كفراً.

فالمسؤل عنها هي النعمة بما أنّها نعمة، ومن المعلوم أنّ الدالّ على نعيميّة النعيم وكيفيّة استعماله شكراً والمبيّن لذلك كلّه هو الدين الّذي جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونصب لبيانه الأئمّة من أهل بيته فالسؤال عن النعيم مرجعه السؤال عن العمل بالدين في كلّ حركة وسكون، ومن المعلوم أيضا أنّ السؤال عن النعيم الّذي هو الدين سؤال عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة من بعده الّذين افترض الله طاعتهم وأوجب اتّباعهم في السلوك إلى الله الذي طريقه استعمال النعم كما بيّنه الرسول والأئمّة.

وإلى كون السؤال عن النعيم سؤالاً عن الدين، يشير ما في رواية أبي خالد من قوله:[إنّما يسألكم عمّا أنتم عليه من الحق].

٣٣٣

وإلى كونه سؤالاً عن النعيم الّذي هو النبيّ وأهل بيته يشير ما في روايتي جميل وأبي حمزة السابقتين من قوله:[يسأل هذه الأمّة عمّا أنعم الله عليها برسوله ثمّ بأهل بيته] . أو ما في معناه، وفي بعض الروايات:[النعيم هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمأنعم الله به على أهل العالم فاستنقذهم من الضلالة.]، وفي بعضها أنَّ النعيم ولايتنا أهل البيت، والمآل واحد ومن ولاية أهل البيت افتراض طاعتهم واتّباعهم فيما يسلكونه من طريق العبوديّة.

أورد الحافظ رجب البرسي في الدرّ الثمين: ص ٢٠٨ ط ١، دار المجتبى، قال في بيان منزلة الإمام عليّعليه‌السلام :

ثمّ جعله النبأ العظيم، فقال:( عَمَّ يَتَسَاءلُونَ عنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ) (١) يعني ابن أبي طالبعليه‌السلام ،( الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ) (٢) من بعدك، فقوم يعبدونه، وقوم يجحدونه، وقوم يتّبعونه( كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ) (٣) ردعاً وتهديداً،( كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ ) (٤) عند الموت مكانه وفي القبر برهانه ويوم القيامة شأنه ومكانه.

____________________

١- سورة النبأ: الآيتان ١و٢.

٢- سورة النبأ: الآيتان ١و٢.

٣- سورة النبأ: الآية ٣.

٤- سورة التكاثر: الآية ٥.

٣٣٤

سورة العصر

( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )

العصر : ١ - ٣

روى الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ المتوفّي: عام -٣١٠ هـ - في كتابة الولاية بإسناده عن زيد بن أرقم في سبب نزول الآية:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) المائدة: ٣ قال: لما نزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغدير خم في رجوعه من حجّة الوداع، وكان وقت الضحى وحرّ شديد، أمر بالدوحات فقّمت ونادى: [الصّلاة جامعة فاجتمعنا فخطب خطبة ًبالغة، ثمّ قال: إنّ الله تعالى أنزل إليّ :( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) .وقد أمرني جبرئيل عن ربّي أن أقوم في هذا المشهد، وأعلم كل أبيض وأسود: أنّ عليّ بن أبي طالب أخي ووصيي وخليفتي والإمام بعدي فسألت جبرئيل أن يستعفي لي ربّي لعلمي بقلّة المتّقين وكثرة المؤذين لي واللائمين، لكثرة ملازمتي لعليّ وشدّة إقبالي عليه. حتّى سمّوني أُذناً. فقال تعالى: ( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ ) (١) ولو شئت أن أسمّيهم وأدلّ عليهم لفعلت ولكنّي بسترهم قد تكرمت، فلم يرض الله إلّا بتبليغي فيه .

فاعلموا معاشر الناس ذلك، فانّ الله قد نصبه لكم وليّاً وإماماً، وفرض طاعته على كلّ أحد، ماض حكمه، جائر قوله، ملعون من خالفه، مرحوم من صدّقه، أسمعوا وأطيعوا، فإنّ الله مولاكم وعليٌّ (عليه‌السلام )إمامكم، ثمّ الإمامة في ولدي من صلبه إلى يوم القيامة، لاحلال إلّا ما أحلّه الله ورسوله، ولا حرام إلّا ما حرّم الله ورسوله وهم. فما من علم إلّا وقد أحصاه الله فيَّ ونقلته إليه؟ فلا تضلّوا عنه ولاتستنكفوا منه، فهو الذي يهدي إلى الحقّ ويعمل به، لن يتوب الله على أحد أنكره ولن يغفر له، حتماً على الله من يفعل ذلك أن يعذّبه عذاباً نكراً أبد آلابدين فهو أفضل الناس بعدي مانزل الرزق وبقى الخلق، ملعونٌ من خالفه. قولي عن جبريل عن الله، فلتنظر نفسٌ ما قدّمت لغد .

إفهموا محكم القرآن ولاتتبعوا متشابهه، ولن يفسّر ذلك إلّا من أنا آخذ بيده، وشايل بعضده، ومعلمكم :

____________________

١- سورة التوبة: الآية ٦١.

٣٣٥

أنّ من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، وموالاته من الله عزّ وجل أنزلها عَلَيَّ، ألا وقد أدّيت ألا وقد بلغت، ألا وقد أسمعت، ألا وقد أوضحت، لا تحلّ إمرة المؤمنين بعدي لاحد غيره. ثمّ رفعه إلى السماء حتّى صارت رجله مع ركبة النبي صلى الله وآله وسلم وقال: معاشر الناس، هذا أخي ووصيّي وواعي علمي وخليفتي على من آمن بي وعلى تفسير كتاب ربّي .

وفي وراية: أللّهم وال من ولاه وعاد من عاده، والعن من أنكره وأغضب على من جحد حقّه. اللّهم، إنّك أنزلت عند تبيين ذلك في عليّ :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) بإمامته، فمن لم يأتم به وبمن كان من ولدي من صلبه إلى يوم القيامه، فأولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون، إنّ إبليس أخرج آدم عليه‌السلام من الجنّة مع كونه صفوة الله، بالحسد فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم وتزلّ أقدامكم، في عليّ نزلت سورة ( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) معاشر الناس آمَنُوا بالله ورسوله والنّور الذي أنزل معه من قبل أن نطمس وجوها فنردّها على أدبارها ونلعنهم كما لعنّا أصحاب السبت. النّور من الله فيَّ،ثم في عليّ، ثمّ في النسل منه إلى القائم المهدي .

معاشر الناس، سيكون من بعدي أئمّةٌ يدعون إلى النار ويوم القيامه لا ينصرون، وإنّ الله وأنا برئيان منهم، إنّهم وأنصارهم وأتباعهم في الدرك الأسفل من النار، وسيجعلونها ملكاً إغتصاباً، فعندها يفرغ لكم أيّها الثقلان ويرسل عليكم شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ] وللحديث راجع كتاب إحقاق الحقّ: ج ٢ ص ٤١٩ إلى ٤٢٠ عن ضياء العالمين، نقلاً من كتاب شواهد التنزيل: لابن رويش الأندونيسي ص ٨ – ١٠.

روى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نعيم الاصبهاني في كتابه، ما نزل من القرآن في عليّعليه‌السلام ، في الحديث: ٧٨ ص ٢٨١ ط١، قال: حدّثنا أحمد بن محمد الصبيح، قال: حدّثنا حجاج بن يوسف (بن قتيبة) قال: حدّثنا بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي عن الضحّاك: (عن ابن عباس) في قوله تعالى:( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْر ) يعني أبا جهل لعنه الله( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) قال: (هو) عليّعليه‌السلام .

روى الشيخ عبد الحسين الأميني في كتابه الغدير: ج ٢ ص ٧٨ الطبعة الأولى المميّزة - مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، قال جلال الدين السيوطي في الدرّ المنثور: ج ٦ ص ٣٩٢

٣٣٦

أخرج ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله تعالى:( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْر ) يعني أبا جهل بن هشام،( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ، ذكر عليّاً وسلمان.

روى السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٣٠ من المجلد ٢٠ ص ٣٥٨ الطبعة الخامسة، مطبعة إسماعيليان، قال: في تفيسر القميّ بإسناده عن عبد الرحمان بن كثير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله تعالى:( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) ، فقال: استثنى أهل صفوته من خلقه.

أقول: وطبّق في ذيل الرواية الإيمان على الإيمان بولاية عليٍّعليه‌السلام ، والتواصي بالحقّ على توصيتهم ذرّياتهم وأخلافهم بها.

وفي الدرّ المنثور: أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله:( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْر ) يعني أبا جهل بن هشام( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ذكر عليّاً وسلمان.

روى الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٥٧ ط ٣، في الحديث ١١٦٤ قال بإسناده، عن عمرو بن عبد الله،عن أبي أُمامة، قال: حدَّثني أُبي بن كعب، قال: قرأت على النبي صلى الله عليه (وآله) وسلّم:( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْر ) أبو جهل بن هشام( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) عليُّ بن أبي طالب.

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٥٧، في الحديث ١١٦٥ بإسناده عن أبي أُمامة (صُدي بن عجلان)، عن أبي بن كعب قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْر ) فقلت: بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله ما تفسيرها فقال:[ ( وَالْعَصْرِ ) قسمٌ من الله، أقسم ربّكم بآخر النّهار، ( إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْر ) (هو) أبو جهل بن هشام ،( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) هو عليٌّ].

وكذلك روى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٥٨ في الحديث ١١٦٦ بإسناده عن الزبير بن عدي، عن الضحاك: عن ابن عباس، في قوله تعالى:( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْر ) قال: يعني أبا جهل،( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) عليٌّ وسلمان وعبد الله بن مسعودرضي‌الله‌عنهم .

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٥٩ ط ٣ في الحديث ١١٦٧ بإسناده عن أبي سلمة بن عبد الرحمان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله الله عزّ وجلّ:[ ( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْر ) أبو جهل بن هشام ،( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) عليٌّ وشيعته].

٣٣٧

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٥٦٠ ط ٣ في الحديث ١١٦٨ قال: (حدّثنا عقيل بن الحسين و حدّثنا علي بن الحسين بن قيدة الغسائي - أو النسائي -حدّثنا محمد بن عبيد الله أبو بكر ابن مؤمن)، حدّثنا الحسين الحمصيّ -بمكّة -، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا سفيان عن ابن جريح، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: جمع الله هذه الخصال كلّها في عليٍّ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ) كان والله أوّل المؤمنين إيماناً،( وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) وكان أوّل من صلّى وعبد الله من أهل الأرض مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) يعني بالقرآن وتعلّم القرآن من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان من ابناء سبع وعشرين سنة،( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) يعني وأوصى محمّد عليّاً بالصبر عن الدنيا، وأوصاه بحفظ فاطمة، وبجمع القرآن بعد موته، وبقضاء دينه، وبغسله بعد موته، وأن يبني حول قبره حائطاً، لئلا تؤذيه النساء بجلوسهنَّ على قبره، وأوصاه بحفظ الحسن والحسين، فذلك قوله:( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) .

وروى علي بن عيسى الأربلي في كشف الغمّة: ج ١ ص ٣٢٠ في العنوان: ما نزل من القرآن في شأن عليٍّ. بنقله عن ابن مردويه في كتاب (مناقب عليٍّعليه‌السلام ) و عن ابن عباس، قال:( إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْر ) يعني أبا جهل( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) عليٌّ وسلمان.

وعن ابن عباس في قوله تعالى:( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) قال: إنّها نزلت في عليّعليه‌السلام .

٣٣٨

سورة الكوثر

( بِّسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ )

( انَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ )

ذكر العلّامة الطباطبائي في تفسيره، الميزان: ج ٢٠ ص ٣٧٠ ط إسماعيليان، قم قال: وقد استفاضت الروايات أنّ السورة إنّما نزلت فيمن عابه صلى الله عليه وآله وسلم بالبتر بعدما مات ابناه القاسم وعبد الله، وبذلك يندفع ما قيل: إنّ مراد الشانئ بقوله: (أبتر) المنقطع عن قومه أو المنقطع عن الخير فردّ الله عليه بأنّه هو المنقطع من كلّ خير.

ولما في قوله:( انَّا أَعْطَيْنَاكَ ) من الإمتنان عليه صلى الله عليه وآله جيء بلفظ المتكلّم مع الغير الدالّ على العظمة، ولما فيه من تطييب نفسه الشريفة أُكّدت الجملة بإنَّ وعبّر بلفظ الإعطاء الظاهر في التمليك.

والجملة لا تخلوا من دلالة على أنّ ولد فاطمة عليها السلام ذرّيّته صلى الله عليه وآله وهذا في نفسه من ملاحم القرآن الكريم فقد كثّر الله تعالى نسله بعده كثرة لا يعادلهم فيها أيّ نسل آخر مع ما نزل عليهم من النوائب وأفني جموعهم من المقاتل الذريعة.

وما يلي، نقلاً عن كتاب شواهد التنزيل: لابن رويش ٢٦٧ والشيخ الطبرسي في تفسيره، مجمع البيان: ج ٩ - ١٠: ص ٥٣٩ - ٥٥٠ ط دار إحياء التراث العربي -بيروت-: في ذكره الكوثر أقوالاً:

قيل: هو كثرة النسل والذريّة وقد ظهرت الكثرة في نسله من ولد فاطمة عليها السلام، حتّى لا يحصى عددهم واتصل إلى يوم القيامة مددهم.

ثمّ قال في تفسير معنى( شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) : معناه أنّ مبغضك هو المنقطع عن الخير، وهو العاص بن وائل، وقيل معناه: أنّه لا ولد له على الحقيقة. وأنّ من ينسب إليه ليس بولد له، قال مجاهد: الأبتر الّذي لا عقب له. وهو جوابٌ لقول قريش: إنّ محمّداً صلى الله عليه وآله لا عقب له، يموت فنستريح منه ويُدرَس دينه. إذ لا يقوم مقامه من يدعو إليه. فينقطع أمره.

ثمّ قال: وفي هذه السورة دلالات على صدق نبيّنا صلى الله عليه وآله وصحة نبوّته أحدها: أنّه أخبر عمّا في نفوس أعداءه وما جرى على ألسنتهم ولم يكن بلغه ذلك فكان على ما أخبر، وثانيها: أنّه قال:( أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) فانظر كيف انتشر دينه، وعلا أمره، وكثرت ذريّته حتّى صار نسبه أكثر من كل نسب ولم يكن شيء من ذلك في تلك الحال.

٣٣٩

الشوكاني في تفسيره، فتح القدير: ج ٥ ص ٥٠٤ ط عالم الكتب - بيروت - قال أحاديث دلّت على معنى الكوثر بأنّه الحوض. ثمّ قال في الأخير: وأخرج الطّبراني وابن مردويه عن أبي أيّوب قال: لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله مشى المشركون بعضهم إلى بعض فقالوا: إنّ هذا الصابئ قد بتر اللّيلة. فأنزل الله:( انَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) إلى آخر السورة.

وأخرج ابن سعد وابن عساكر من طريق الكلبي، عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان أكبر ولد رسول الله صلى الله عليه وآله القاسم، ثمّ زينب، ثمّ عبد الله ثمّ أمّ كلثوم، ثمّ فاطمه، ثمّ رقية، فمات القاسم وهو أوّل ميّت من أهله وولده بمكّة، ثمّ مات عبد الله، فقال العاص بن وائل السهمي قد انقطع نسله فهو أبتر، فأنزل الله:( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) .

النيسابوري في تفسيره، غرائب القرآن: ج ٣ ص ١٧٥ بهامش جامع البيان: أورد عدّة أقوال في تسمية الكوثر:

القول الثالث: أنّ الكوثر أولاده لأنّ هذه السورة نزلت على من زعم أنّه صلى الله عليه وآله الأبتر، والمعنى: أنّه يعطيه بفاطمة نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فانظر كم قتل من أهل البيت ثمّ العالم مملوءٌ منهم، ولم يبق من بني أميّة أحد يعبأ به، والعلماء الأكابر لاحدّ ولا حصر لهم. منهم الباقر، والصادق، والكاظم، والرضا، والتقي، والنقي، والزكي.

وقال في ص ١٨٠ في تفسير معنى الأبتر: قال عامّة أهل التفسير كابن عباس، ومقاتل والكلبي: إنّ العاص بن وائل وجمعاً من صناديد قريش يقولون أنَّ محمّداً أبتر، لا ابن له يقوم مقامه بعده، فإذا مات انقطع ذكره، واسترحنا منه، وكان قد مات ابنه عبد الله من خديجة، فأنزل الله تعالى هذه السورة كما مرّ.

والشنء: البغض، والشانىء: المبغض، والبتر في اللغة: إستئصال القطع. الأبتر: المقطوع الذنب. فأستعير للذي لا عقب له ولمن انقطع خبره وذكره.

فبيّن الله تعالى بهذه الصيغة المفيدة للحصر أنّ أُولئك الكفرة هم الذي ينقطع نسلهم وذكرهم، وأنّ نسل محمّد صلى الله عليه وآله ثابت باق إلى يوم القيامه، كما أخبر بقوله صلى الله عليه وآله كل حسب ونسب لينقطع، إلّا حسبي ونسبي وأنّ دين الله لا يزال يعلو ويزيد، والكفر يقهر، إلى أن يبلغ الدين مشارق الأرض ومغاربها.

قال بعض أهل العلم: إنّ الكفّار لما شتموه بأنّه أبتر، أجاب الله عنه بغير واسطة فقال:( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) وهذا سنّة الأحباب إذا سمعوا من يشتم حبيبهم تولّوا بأنفسهم جوابه.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه؟ فقال لهم: قد فعل هذا النبي فعلا ان تم لم يعص الله أبدا فقالوا: يا سيدهم أنت كنت لآدم؟ فلما قال المنافقون: انه ينطق عن الهوى وقال أحدهما لصاحبه: اما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون؟ ـ يعنون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ صرخ إبليس صرخة يطرف فجمع أوليائه فقال: أما علمتم انى كنت لادم من قبل؟ قالوا: نعم قال: آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦٥ ـ في مجمع البيان( لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ ) أي ليزهقونك أي ليقتلونك ويهلكونك عن ابن عباس وكان يقرءها كذلك وقيل ليصرعونك عن الكلبي، وقيل يصيبونك بأعينهم عن السدي والكل يرجع في المعنى إلى الاصابة في العين، والمفسرون كلهم على انه المراد في الاية، وأنكر الجبائي ذلك وقال: ان اصابة العين لا تصح، قال علي بن عيسى الرماني: وهذا الذي ذكره غير صحيح لأنه غير ممتنع أن يكون الله تعالى اجرى العادة بصحة ذلك لضرب من المصلحة، وعليه إجماع المفسرين، وجوزه العقلاء فلا مانع منه، وجاء في الخبر ان أسماء بنت عميس قالت: يا رسول الله ان بنى جعفر تصيبهم العين فاسترقى لهم؟(١) قال: نعم لو كان شيء يسبق القدر لسبقه العين.

٦٦ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن القداح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنين: رقى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حسنا وحسينا فقال: أعيذكما بكلمات الله التامة وأسمائه الحسنى كلها عامة من شر السامة والهامة، ومن شر كل عين لامة ومن شر حاسد إذا حسد، ثم التفت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلينا فقال: هكذا كان يعوذ إبراهيم إسماعيل وإسحاقعليهم‌السلام .

__________________

(١) الرقية: العوذة وهي التي تكتب وتعلق على الإنسان من العين والفزع والجنون واسترقاه: طلب ان يرقيه.

٤٠١

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أكثر من قراءة الحاقة فان قراءتها في الفرائض والنوافل من الايمان بالله ورسوله، لأنها انما نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام ومعاوية ولم يسلب قاريها دينه حتى يلقى اللهعزوجل .

٢ ـ في مجمع البيان وروى جابر الجعفي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: أكثروا من قراءة الحاقة في الفرائض والنوافل فان قراءتها في الفرائض والنوافل من الايمان بالله ورسوله، ولم يسلب قاريها دينه حتى يلقى الله.

٣ ـ أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرء سورة الحاقة حاسبه الله حسابا يسيرا.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ ) قال: الحاقة الحذر بنزول العذاب( كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ ) قال: قرعهم بالعذاب( وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ ) أي باردة عاتية قال: خرجت أكثر مما أمرت به

٥ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما خرجت ريح قط إلّا بمكيال إلّا زمن عاد فانها عتت على خزانها، فخرجت في مثل خرق الإبرة فأهلكت قوم عاد.

٦ ـ في روضة الكافي باسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه: وأمّا الريح العقيم فانها ريح عذاب لا تلقح شيئا من الأرحام ولا شيئا من النبات، وهي ريح تخرج من تحت الأرضين السبع وما خرجت منها ريح إلّا على قوم عاد حين غضب الله عليهم، فأمر الخزان ان يخرجوا منها على مقدار سعة الخاتم، قال: فعتت على الخزان فخرج منها على مقدار منخر الثور تغيظا منها على قوم عاد، قال: فضج الخزان إلى اللهعزوجل من ذلك فقالوا: ربنا انها قد عتت عن أمرنا انا نخاف أن يهلك من لم يعصك من خلقك

٤٠٢

وعمار بلادك قال: فبعث اللهعزوجل إليها جبرئيلعليه‌السلام فاستقبلها بجناحه فردها إلى موضعها وقال لها: أخرجى على ما أمرت به، قال: فخرجت على ما أمرت به وأهلكت قوم عاد وكل من حضرتهم.

٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عثمان بن عيسى رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الأربعاء يوم نحس مستمر لأنه أول يوم وآخر يوم من الأيام التي قال اللهعزوجل ( سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ ) .

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً ) قال: كان القمر منحوسا بزحل( سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ ) حتى هلكوا، قوله: و( جاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ ) المؤتفكات البصرة والخاطئة فلانة وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً ) والرابية التي أربيت على ما صنعوا.

وقوله:( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ ) يعنى أمير المؤمنين وأصحابه

٩ ـ في كتاب معاني الأخبار خطبة لعليٍّعليه‌السلام يذكر فيها نعم اللهعزوجل عليه وفيها يقولعليه‌السلام : ألآ وانى مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، إلى قوله: وانا الاذن الواعية يقول اللهعزوجل :( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) .

١٠ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار المجموعة وباسناده عن عليٍّعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في قول اللهعزوجل :( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَة ) قال: دعوت اللهعزوجل ان يجعلها اذنك يا عليُّ.

١١ ـ في مجمع البيان( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) روى الطبري باسناده عن مكحول انه لـمّا نزلت هذه الآية قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أللّهم اجعلها اذن على ثم قالعليه‌السلام : فما سمعت شيئا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فنسيته.

١٢ ـ وروى باسناده عن عكرمة عن بريدة الأسلمي ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليٍّعليه‌السلام : يا عليُّ إنّ الله تعالى أمر في أن أدنيك ولا أقصيك، وان أعلمك وتعى وحق

٤٠٣

على الله ان تعى، فنزل:( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) .

١٣ ـ وأخبرنى بما كتب إلى بخطه المفيد أبو الوفاء عبد الجبار إلى قوله: قال: سمعت أبا عمر وعثمان بن الخطاب المعمر المعروف بأبي الدنيا الأشج قال: سمعت عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام يقول: لـمّا نزلت( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سألت اللهعزوجل ان يجعلها اذنك يا عليُّ.

١٤ ـ في جوامع الجامع وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال لعليٍّعليه‌السلام عند نزول هذه الاية: سألت اللهعزوجل ان يجعلها اذنك يا عليُّ ، قال: فما نسيت شيئا بعد، وما كان لي ان انسى.

١٥ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) بعد أن ذكر علياعليه‌السلام فان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: انه المراد بقوله تعالى:( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) .

١٦ ـ في بصائر الدرجات محمد بن عيسى عن أبي محمد الأنصاري عن صباح المزني عن الحارث بن حضيرة المزني عن الأصبغ بن نباتة عن عليٍّعليه‌السلام أنّه قال في حديث طويل: انا الذي انزل الله في( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) فانا كنا عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيخبرنا بالوحي فأعيه ويفوتهم، فاذا خرجنا «قالوا ماذا قال آنفا».

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم و( حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ ) قال: وقعت فدك بعضها على بعض.

١٨ ـ في أصول الكافي باسناده إلى يحيى بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لـمّا نزلت( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : هي اذنك يا عليُّ.

١٩ ـ في إرشاد المفيد عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت إلّا نشر، ولا حي إلّا مات إلّا ما شاء الله، ثم يصاحب بهم صيحة اخرى فينشر من مات، ويصفون جميعا وينشق السماء وتهد الأرض وتخر الجبال وتزفر النار بمثل الجبال شررا

، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة قال عز من قائل:( وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها ) .

٢٠ ـ في نهج البلاغة وليس في أطباق السموات موضع إهاب إلّا وعليه ملك

٤٠٤

ساجد أو ساع حافد(١)

٢١ ـ في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود علياعليه‌السلام عن الواحد إلى المأة قال له اليهودي: فربك يحمل أو يحمل؟ قال: إنّ ربي يحمل كل شيء بقدرته، ولا يحمله شيء، قال: فكيف قولهعزوجل :( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) قال: يا يهودي ألم تعلم أن لله ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى، فكل شيء على الثرى، والثرى على القدرة، والقدرة، تحمل كل شيء.

٢٢ ـ عن حفص بن غياث النخعي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ حملة العرش لكل واحد منهم ثمانية أعين كل عين طباق الدنيا.

٢٣ ـ وعن الصادقعليه‌السلام قال: إنّ حملة العرش أربعة: أحدهم على صورة ابن آدم يسترزق الله لبني آدم، والثاني على صورة الديك يسترزق الله للطير، والثالث على صورة الأسد يسترزق الله للسباع، والرابع على صورة الثور يسترزق الله للبهائم، ونكس الثور رأسه منذ عبد بنو إسرائيل العجل، فاذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية.

٢٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى زاذان عن سلمان الفارسي انه قال: سأل بعض النصارى أمير المؤمنينعليه‌السلام عن مسائل فأجابه عنها، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرنى عن ربك أيحمل أو يحمل؟ فقالعليه‌السلام : ربنا جل جلاله يحمل ولا يحمل، قال النصراني: وكيف ذلك ونحن نجد في الإنجيل:( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) ؟ فقال علىعليه‌السلام : ان الملائكة تحمل العرش وليس العرش كما تظن كهيئة السرير ولكنه شيء محدود مخلوق مدبر، وربكعزوجل مالكه، لا انه عليه ككون الشيء على الشيء، وامر الملائكة بحمله يحملون العرش بما أقدرهم عليه، قال النصراني: صدقت رحمك الله.

٢٥ ـ عن علي بن الحسينعليهما‌السلام حديث طويل في صفة خلق العرش وفيه يقول

__________________

(١) الإهاب: الجلد. والحافد. المسرع.

٤٠٥

عليه‌السلام : له ثمانية أركان على كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم إلّا اللهعزوجل ،( يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ ) .

٢٦ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي رفعه قال: سأل الجاثليق أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال له: أخبرني عن قوله:( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) فكيف قال ذاك وقلت: انه يحمل العرش والسماوات والأرض؟ قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ان العرش خلقه الله تعالى من أنوار اربعة، نور أحمر منه احمرت الحمرة، ونور أخضر منه اخضرت الخضرة، ونور اصفر منه اصفرت الصفرة، ونور ابيض منه ابيض البياض، وهو العلم الذي حمله الله الحملة، وذلك نور من عظمته فبعظمته ونوره ابصر قلوب المؤمنين، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون، وبعظمته ونوره ابتغى من في السماء والأرض من جميع خلائقه إليه الوسيلة بالأعمال المختلفة والأديان المتشتتة(١) فكل محمول يحمله الله بنوره وعظمته وقدرته لا يستطيع لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياتا ولا نشورا، فكل شيء(٢) محمول، والله تبارك وتعالى الممسك لهما ان تزولا والمحيط بهما من شيء وهو حياة كل شيء ونور كل شيء سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا، فالذين يحملون العرش هم العلماء الذين حملهم الله علمه، وليس يخرج عن هذه الاربعة شيء خلق الله في ملكوته، وهو الملكوت الذي أراه الله أصفياءه وأراه خليلهعليه‌السلام ، فقال:( وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) وكيف يحمل حملة عرش الله وبحياته حييت قلوبهم، وبنوره اهتدوا إلى معرفته؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٧ ـ أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام أنّه قال له أبو قرة ـ وقد قالعليه‌السلام : والمحمول ما سوى الله ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه: يا محمول ـ فانه قال:( وَيَحْمِلُ عَرْشَ

__________________

(١) وفي المصدر «والأديان المشتبهة».

(٢) ضمائر التثنية ـ على ما قيل ـ ترجع إلى السماوات والأرض.

٤٠٦

رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) وقال:( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ) فقال أبو الحسنعليه‌السلام : العرش ليس هو الله والعرش اسم علم وقدرة، وعرش فيه كل شيء ثم أضاف الحمل إلى غيره: خلق من خلقه(١) لأنه استعبد خلقه بحمل عرشه وهم حملة علمه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٨ ـ محمد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: حملة العرش ـ والعرش: العلم ـ ثمانية: اربعة منا واربعة ممن شاء الله.

٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) قال: حملة العرش ثمانية لكل واحد ثمانية أعين، كل عين طباق الدنيا.

وفي حديث آخر قال: حملة العرش ثمانية اربعة من الأولين واربعة من الآخرين، فاما الاربعة من الأولين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وأمّا الآخرون فمحمّد وعليٌّ والحسن والحسينعليهم‌السلام ، ومعنى يحملون يعنى العلم.

٣٠ ـ في مجمع البيان( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) من الملائكة عن ابن زيد وروى ذلك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انهم اليوم أربعة. فاذا كان يوم القيامة أيدهم بأربعة اخرى فيكونون ثمانية.

٣١ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) وروى من طريق المخالفين في قوله( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) قال: ثمانية صفوف لا يعلم عددهم إلّا لله، لكل ملك منهم أربعة وجوه، لهم قرون كقرون الوعلة من أصول القرون إلى منتهاها مسيرة خمسمائة عام، والعرش على قرونهم، وأقدامهم في الأرض السفلى، و

__________________

(١) قال المجلسي (عليه السلام): قوله «خلق» بالجر بدل من غيره وأشار بذلك إلى ان الحامل لـمّا كان من خلقه فيرجع الحمل إليه تعالى، قوله: «وهم حملة علمه» أي وقد يطلق حملة العرش على حملة العلم أيضا، أو حملة العرش في القيامة هم حملة العلم في الدنيا.

٤٠٧

رؤسهم في السماء العليا ودون العرش سبعون حجابا من نور.

٣٢ ـ في محاسن البرقي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ان حملة العرش لـمّا ذهبوا ينهضون بالعرش لم يستقلوه فألهمهم الله: لا حول ولا قوة إلّا بالله فنهضوا به.

٣٣ ـ في كتاب التوحيد عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل فيه وقد ذكر عظمة العرش ما تحمله الاملاك إلّا بقول لا إله إلّا الله ولا حول ولا قوة إلّا بالله.

٣٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وأمّا قوله:( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ ) فانه قال الصادقعليه‌السلام كل امة يحاسبها امام زمانها ويعرف الائمة أوليائهم وأعداهم بسيماهم وهو قوله( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ ) وهم الائمة( يَعْرِفُونَ «كُلًّا بِسِيماهُمْ ) فيعطوا أوليائهم كتابهم بيمينهم، فيمروا إلى الجنة بلا حساب، ويعطوا أعداءهم كتابهم بشمالهم فيمروا إلى النار بلا حساب ؛ فاذا نظر أولياؤهم في كتابهم يقولون لإخوانهم( هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ ) .

٣٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وأمّا قوله:( وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها ) يعنى يتيقنوا انهم داخلوها وكذلك قوله:( إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ ) وأمّا قوله للمنافقين( وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا ) فهو ظن شك وليس ظن يقين.

٣٦ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات وأمّا قوله:( إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ ) وقوله:( يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ) وقوله للمنافقين:( وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا ) فان قوله:( إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ ) يقول. انى ظننت انى ابعث فأجاب وقوله للمنافقين:( وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا ) فهذا الظن ظن شك، وليس الظن ظن يقين، والظن ظنان ظن شك وظن يقين، فما كان من أمر معاد من الظن فهو ظن يقين، وما كان من أمر الدنيا فهو ظن شك فافهم ما فسرت لك.

٣٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ ) أي مرضية فوضع الفاعل مكان المفعول.

٤٠٨

٣٨ ـ في مجمع البيان:( فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ ) وقد ورد الخبر عن عطاء بن يسار عن سلمان قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يدخل الجنة أحد إلّا بجواز( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) هذا كتاب من الله لفلان بن فلان أدخلوه( جَنَّةٍ عالِيَةٍ قُطُوفُها دانِيَةٌ ) .

قال عز من قائل:( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ ) .

٣٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن مرة عن ثوبان قال: قال يهودي للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها؟ قال: كبد الحوت قال: فما شرابهم على اثر ذلك؟ قال: السلسبيل قال: صدقت. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٠ ـ وباسناده إلى أنس بن مالك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال لعبد الله بن سلام وقد سأله عن مسائل: وأمّا أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت.

٤١ ـ في مجمع البيان وعن زيد بن أرقم قال: جاء رجل من أهل الكتاب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا أبا القاسم تزعم ان أهل الجنة يأكلون ويشربون؟ قال: والذي نفسي بيده ان الرجل منهم ليؤتى قوة مأة رجل في الاكل والشرب والجماع، قال: فان الذي يأكل ويشرب يكون له الحاجة؟ فقال: عرق يفيض مثل ريح المسك فاذا كان ذلك ضمر له بطنه.

٤٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وانزل في الحاقة:( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ: يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ ) إلى قوله( إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ ) فهذا مشرك.

٤٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن محمد بن أحمد قال: حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال: انى لأعرف ما في كتاب أصحاب اليمين وكتاب أصحاب الشمال، وأمّا كتاب أصحاب اليمين بسم الله الرحمن الرحيم وقوله:( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ ) قال: نزلت في معاوية فيقول: «( يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ

٤٠٩

ما حِسابِيَهْ يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ ) يعنى الموت( ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ ) يعنى ماله الذي جمعه هلك عنى سلطانية أي حجته فيقال:( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ) أي أسكنوه( ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ ) قال: معنى السلسلة السبعون ذراعا في الباطن هم الجبابرة السبعون.

٤٤ ـ حدّثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لو أن حلقة واحدة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا ؛ وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٥ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلا قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وكان معاوية صاحب السلسلة التي قال اللهعزوجل :( فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ ) وكان فرعون هذه الامة.

٤٦ ـ في بصائر الدرجات على عن العباس بن عامر عن أبان عن بشير النبال عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّه قال كنت خلف أبي وهو على بغلة فنفرت بغلته فاذا شيخ في عنقه سلسلة ورجل يتبعه، فقال: يا عليّ بن الحسين اسقني، فقال الرجل: لا تسقه لا سقاه الله وكان الشيخ م ع وى ه.

٤٧ ـ الحجال عن الحسن بن الحسين عن ابن سنان عن عبد الملك القمّي عن إدريس أخيه قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: بينا أنا وابى متوجهان إلى مكة وأبى قد تقدمني في موضع يقال له ضجنان، إذ جاء رجل في عنقه سلسلة يجرها، فقال لي: اسقني قال: فصاح بي أبي لا تسقه لا سقاه الله، ورجل يتبعه حتى جذب سلسلة جذبه وطرحه في أسفل درك من النار.

٤٨ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن علي بن المغيرة قال: نزل أبو جعفرعليه‌السلام بوادي ضجنان فقال ثلاث مرات: لا غفر الله لك، ثم قال لأصحابه: أتدرون لم قلت ما قلت؟ قالوا: لم قلت جعلنا الله فداك؟ قال: مر معاوية يجر سلسلة قد ادلى لسانه يسألني ان استغفر له وانه ليقال: ان هذا واد من اودية جهنم.

٤١٠

٤٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ ) حقوق آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله التي غصبوها قال اللهعزوجل :( فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ ) أي قرابة( وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ) قال: عرق الكفار

٥٠ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قال:( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ) يعنى جبرئيل عن الله في ولاية عليٍّ قلت:( وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ ) قال قالوا: ان محمدا كذب وما أمره الله بهذا في عليٍّ فأنزل الله بذلك قرآنا فقال: إنّ ولاية عليٍّ( تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا ) محمد( بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ ) ثم عطف فقال: «إنّ ولاية عليٍّ لتذكرة للمتقين للعالمين( وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ) * وان علينا( لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ ) * وان ولايته( لَحَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ ) يا محمد( بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) يقول: اشكر ربك العظيم الذي أعطاك هذا الفضل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥١ ـ في تفسير العياشي عن زيد بن الجهم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لي: لـمّا أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد علىعليه‌السلام فأظهر ولايته قالا جميعا: والله ما هذا من تلقاء الله ولا هذا إلّا شيء أراد أن يشرف به ابن عمه، فأنزل الله عليه:( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ) فلانا وفلانا( وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ ) يعنى عليا( وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ) يعنى عليا( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) .

٥٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ ) يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ) قال: انتقمنا منه بقوة( ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ ) قال: عرق في الظهر يكون منه الولد ثم قال:( فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ ) يعنى لا يحجز الله عنه أحد ولا يمنعه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقوله:( وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ) يعنى أمير المؤمنينعليه‌السلام ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ )

٤١١

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أكثروا من قراءة سأل سائل فان من أكثر قراءتها لم يسأل الله تعالى يوم القيامة عن ذنب عمله وأسكنه الجنة مع محمد إنْ شاء الله.

٢ ـ في مجمع البيان وعن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من أدمن قراءة سأل سائل لم يسأله الله يوم القيامة عن ذنب عمله وأسكنه جنته مع محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣ ـ أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ومن قرء سورة سأل سائل أعطاه الله ثواب( الَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ، وَالَّذِينَ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ ) .

٤ ـ وأخبرنا السيد أبو الحمد إلى قوله: عن جعفر بن محمد الصادق عن آبائهعليهم‌السلام قال: لـمّا نصب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليا يوم غدير خم قال: من كنت مولاه فعلى مولاه طار ذلك في البلاد، فقدم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لنعمان بن الحارث الزهري فقال: أمرتنا عن الله ان نشهد أنْ لا إله إلّا الله وانك رسول الله، وأمرتنا بالجهاد والحج والصوم والصلوة والزكاة فقبلناها ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت: من كنت مولاه فعلى مولاه، فهذا شيء منك أو أمر من عند الله؟ فقال: لا والله الذي لا إله إلّا هو ان هذا من الله فولى النعمان بن الحارث وهو يقول:( اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ ) ، فرماه الله بحجر على رأسه فقتله وانزل الله تعالى:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) .

٥ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله تعالى: «( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ ) بولاية على( لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ) ثم قال: هكذا والله نزل بها جبرئيلعليه‌السلام على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٦ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان

٤١٢

عن أبيه عن أبي بصير قال: بينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان فيك شبها من عيسى بن مريم إلى قوله: قال: فغضب الحارث بن عمرو الفهدي فقال أللّهم ان كان هذا هو الحق من عندك ان بنى هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل(١) «فأرسل( عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ ) فأنزل الله عليه مقالة الحارث ونزلت هذه الآية( وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) ثم قال له: يا عمرو إمّا تبت وإمّا رحلت؟ فقال: يا محمد بل تجعل لساير قريش شيئا مما في يديك فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليس ذلك إليَّ، ذلك إلى الله تبارك وتعالى فقال: يا محمد قلبي ما يتابعني على التوبة ولكن ارحل عنك فدعا براحلته فركبها فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضت هامته(٢) ثم أتى الوحي إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: «( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ ) بولاية على( لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ ) قال: قلت: جعلت فداك انا لا نقرءها هكذا؟ فقال: هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمةعليها‌السلام فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمن حوله من المنافقين: انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به، والحديث طويل مذكور في الزخرف عند قوله تعالى:( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً ) الاية.

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) قال: سئل أبو جعفرعليه‌السلام عن معنى هذا فقال: نار تخرج من المغرب، وملك يسوقها من خلفها حتى تأتى دار بنى سعد بن همام عند مسجدهم فلا تدع دارا لبني امية إلّا أحرقتها وأهلها، ولا تدع دارا فيها وتر لآل محمّد إلّا أحرقتها وذلك المهديعليه‌السلام .

٨ ـ وفي حديث آخر لـمّا اصطفت الخيلان يوم بدر رفع أبو جهل يده فقال: أللّهم أقطعنا للرحم وآتنا بما لا نعرفه فاجئه العذاب، فأنزل الله تبارك وتعالى:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) .

__________________

(١) هرق: اسم ملك الروم أراد بنى هاشم يتوارثون ملك بعد ملك.

(٢) الجندلة واحدة الجندل ـ: الحجارة، ورضه: دقه. والهامة: رأس كل شيء.

٤١٣

٩ ـ أخبرنا أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الله عن محمد بن علي عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي الحسنعليه‌السلام في قوله( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) قال: سأل رجل عن الأوصياء وعن شأن ليلة القدر وما يلهمون فيها، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله سالت عن عذاب واقع ثم كفر بان ذلك لا يكون فاذا وقع فليس( لَهُ دافِعٌ مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ ) قال:( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ ) في صبح ليلة القدر إليه من عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والوصي.

١٠ ـ في روضة الكافي باسناده إلى حفص بن غياث قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في حديث طويل: قال فان للقيامة خمسين موقفا كل موقف مقداره ألف سنة ثم تلا:( فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) مما تعدون.

١١ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ألآ فحاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا، فانّ في القيامة خمسين موقفا كل موقف مثل ألف سنة مما تعدّون، ثمّ تلا هذه الاية:( فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) .

١٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسينعليهم‌السلام ان أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: وقد ذكر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه أسرى به( مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إلى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ) مسيرة شهر وعرج به( فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ ) مسيرة خمسين الف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٣ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من آيات الكتاب وأمّا قوله: «( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ ) وقال صوابا» وقوله: «و( اللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ ) وقوله «و( يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ) وقوله:( إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ) وقوله:( لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ) وقوله:( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) : فان ذلك في مواطن

٤١٤

غير واحد من مواطن ذلك اليوم الذي كان مقداره خمسين الف سنة يجمع اللهعزوجل الخلائق في مواطن يتفرقون ويكلم بعضهم بعضا ويستغفر بعضهم لبعض أولئك الذين كان منهم الطاعة في دار الدنيا الرؤساء والاتباع ويلعن بعض أهل المعاصي الذين بدت منهم البغضاء وتعاونوا على الإثم والعدوان في دار الدنيا المستكبرين والمستضعفين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا والكفر في هذه الآية البرائة يقول: فيبرأ بعضهم من بعض ونظيرها في سورة إبراهيم قول الشيطان( إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ) وقول إبراهيم خليل الرحمن:( كَفَرْنا بِكُمْ ) أي تبرأنا منكم ثم يجتمعون في موطن آخر يبكون فلو ان تلك الأصوات بدت لأهل الدنيا لأذهلت جميع الخلق عن معايشهم، ولتصدعت قلوبهم إلّا ما شاء الله، فلا يزالون يبكون الدم، ثم يجتمعون في موطن آخر فيستنطقون فيه فيقولون:( وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ ) فيختم الله تبارك وتعالى على أفواههم ويستنطق الأيدي والأرجل والجلود، فنشهد بكل معصية كانت منهم، ثم يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون لجلودهم:( لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ) ثم يجتمعون في موطن آخر فيستنطقون فيفر بعضهم من بعض، فذلك قولهعزوجل :( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ) فيستنطقون( لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً ) فيقوم الرسل صلوات الله عليهم فيشهدون في هذا الموطن، فذلك قوله تعالى:( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ) ثم يجتمعون في موطن آخر فيكون فيه مقام محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو المقام المحمود، فيثنى على الله تبارك وتعالى بما لم يثن عليه أحد قبله، ثمّ يثنى على الملائكة كلهم فلا يبقى ملك إلّا اثنى عليه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ يثنى على الرسل بما لم يثن عليهم أحد مثله، ثمّ يثنى على كل مؤمن ومؤمنة يبدأ بالصديقين ثمّ الشهداء ثمّ الصالحين، فيحمده أهل السماوات وأهل الأرض وذلك قولهعزوجل :( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) فطوبى لمن كان له في ذلك المقام حق، وويل لمن لم يكن له في ذلك المقام حظ ولا نصيب، ثم يجتمعون في موطن آخر ويدان بعضهم من بعض ؛ وهذا كله قبل الحساب فاذا أخذ في الحساب شغل كل إنسان بما لديه، نسأل الله

٤١٥

بركة ذات اليوم.

١٤ ـ وباسناده إلى زيد بن علي عن أبيه سيد العابدينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه سيد العابدينعليه‌السلام : وان لله تبارك وتعالى بقاعا في سمواته فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به اليه، ألا تسمع اللهعزوجل يقول:( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ) . وفي الفقيه مثله سواء.

١٥ ـ في مجمع البيان( فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) وروى أبو سعيد الخدري قال: قيل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أطول هذا اليوم؟ فقال: والذي نفس محمد بيده انه ليخف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلوة مكتوبة يصليها في الدنيا.

١٦ ـ وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لو ولي الحساب غير الله لمكثوا فيه خمسين ألف سنة من قبل أن يفرغوا، والله سبحانه يفرغ من ذلك في ساعة.

١٧ ـ وعنهعليه‌السلام أيضا قال: لا ينتصف ذلك اليوم حتى يقبل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار.

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ) أي لتكذيب من كذب ان ذلك يكون، قوله:( يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ ) قال: الرصاص الذائب والنحاس، كذلك تذوب السماء وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله يبصرونهم يقول: يعرفونهم ثم لا يتساءلون.

١٩ ـ وقوله:( يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ) وهي امه التي ولدته قوله: نزاعة للشوى قال: تنزع عينيه وتسود وجهه تدعو( مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى ) قال: تجره إليها( إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً ) قال الشر هو الفقر والفاقة( وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ) قال: الغنى والسعة وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: ثمّ استثنى فقال: إلّا المصلين فوصفهم بأحسن أعمالهم الذين هم على صلوتهم دائمون يقول: إذا فرض على نفسه شيئا من النوافل دام عليه.

٤١٦

٢٠ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: لا يصلّي الرجل نافلة في وقت فريضة إلّا من عذر، ولكن يقضى بعد ذلك إذا امكنه القضاء، قال الله تعالى:( الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ ) يعنى الذين يقضون ما فاتهم من الليل بالنهار، وما فاتهم من النهار بالليل، لا تقضى النافلة في وقت فريضة، ابدء بالفريضة ثم صل ما بدا لك.

٢١ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد ومحمد بن يحيى عن أحمد عن حماد بن عيسى عن حريز عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ ) قال: هي الفريضة، قلت:( الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ ) قال: هي النافلة.

٢٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام وانا شاب فوصف لي التطوع والصوم، فرأى ثقل ذلك في وجهي، فقال لي: ان هذا ليس كالفريضة من تركها هلك، انما هو التطوع ان شغلت عنه أو تركته قضيته، انهم كانوا يكرهون ان ترفع أعمالهم يوما تاما ويوما ناقصا، ان اللهعزوجل يقول:( الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ ) وكانوا يكرهون ان يصلوا حتى يزول النهار، ان أبواب السماء تفتح إذا زال النهار.

٢٣ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله تعالى فرض للفقراء في اموال الأغنياء فريضة لا يحمدون إلّا بأدائها وهي الزكاة، بها حقنوا دماءهم وبها سموا مسلمين، ولكن الله تعالى فرض في اموال الأغنياء حقوقا غير الزكاة، فقال سبحانه وتعالى و( الَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ ) فالحق المعلوم غير الزكاة وهو شيء يفرضه الرجل على نفسه في ما له يجب عليه ان يفرضه على قدر طاقته وسعة ما له فيؤدى الذي فرض على نفسه ان شاء في كل يوم وان شاء في كل جمعة وان شاء في كل شهر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٤ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن

٤١٧

ابى المعزاء عن أبي بصير قال: كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ومعى بعض أصحاب الأموال فذكروا الزكاة فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان الزكاة ليس يحمد بها صاحبها انما هو شيء ظاهر انما حقن بها دمه وسمى بها مسلما ولو لم يؤدها لم تقبل له صلوة وان عليكم في أموالكم غير الزكاة فقلت: أصلحك الله وما علينا في أموالنا غير الزكاة فقال: سبحان الله اما تسمع اللهعزوجل يقول في كتابه:( وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) قال: قلت ما ذا الحق المعلوم الذي علينا؟ قال: هو الشيء يعمله الرجل في ماله يعطيه في اليوم أو في الجمعة أو في الشهر قل أو كثر غير انه يدوم عليه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٥ ـ علي بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) أهو سوى الزكاة؟ فقال: هو الرجل يؤتيه الله الثروة من المال، فيخرج منه الالف والألفين والثلاثة الآلاف والأقل والأكثر فيصل به رحمه، ويحمل به الكل عن قومه.

٢٦ ـ عنه عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الرحمان بن الحجاج عن القاسم بن عبد الرحمان الأنصاري قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إنّ رجلا جاء إلى أبي علي بن الحسينعليهما‌السلام وقال له: أخبرني عن قول اللهعزوجل : «و( فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) ما هذا الحق المعلوم؟ فقال له علي بن الحسينعليهما‌السلام : الحق المعلوم الشيء يخرجه من ما له ليس من الزكاة ولا من الصدقة المفروضتين، فقال: وإذا لم يكن من الزكاة ولا من الصدقة فما هو؟ فقال: هو الشيء الذي يخرجه من ما له أن شاء أكثروا ان شاء أقل على قدر ما يملك، فقال له الرجل: فما يصنع به؟ قال: يصل به رحما ويقوى به ضعيفا ويحمل به كلا أو يصل به أخا له في الله، أو النائبة تنوبه فقال الرجل: الله أعلم حيث يجعل رسالاته.

٢٧ ـ عنه عن ابن فضال عن صفوان بن الجمال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول

٤١٨

اللهعزوجل : للسائل والمحروم قال: المحروم المحارف(١) الذي قد حرم كدّيده في الشراء والبيع.

٢٨ ـ وفي رواية اخرى عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام انهما قالا: المحروم الرجل الذي ليس بعقله بأس ولم يبسط له في الرزق وهو محارف.

٢٩ ـ علي بن محمد بن بندار وغيره عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن رجل من أهل ساباط قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لعمار: يا عمار أنت رب مال كثير؟ قال: نعم جعلت فداك قال: فتؤدي ما افترض عليه من الزكاة؟ قال: نعم قال: فتخرج المعلوم من مالك؟ قال: نعم، قال: فتصل قرابتك؟ قال: نعم، قال فتصل إخوانك؟ قال: نعم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٠ ـ في مجمع البيان وروى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: الحق المعلوم ليس الزكاة وهو الشيء تخرجه من مالك ان شئت كل جمعة وان شئت كل يوم، ولكل ذي فضل فضله.

٣١ ـ وروى عنه أيضا انه قال: هو ان تصل القرابة وتعطى من حرمك، وتصدق على من عاداك.

٣٢ ـ في محاسن البرقي وروى محمد بن علي عن علي بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير قال: كنت عند أبي جعفرعليه‌السلام إذا أتاه رجل من الشيعة ليودعه بالخروج إلى العراق، فأخذ أبو جعفرعليه‌السلام بيده ثم قال حدثه عن أبيه بما كان يصنع قال: فودعه الرجل ومضى فأتى الخبر بأنه قطع عليه فأخبرت بذلك أبا جعفرعليه‌السلام فقال: سبحان الله أو لم أعظه؟ فقلت: بلى، ثم قلت: جعلت فداك إذا أنا فعلت ذلك اعتد به من الزكاة؟ قال: لا ولكن ان شئت ان يكون ذلك من الحق المعلوم.

٣٣ ـ في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمان عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل :

__________________

(١) المحارف: المحروم المحدود الذي طلب فلا يرزق وهو خلاف قولك مبارك.

٤١٩

( وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) قال: بخروج القائمعليه‌السلام .

٣٤ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدّثنا أبو عمر والزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام بعد ان قال: وفرض على البصر ان لا ينظر إلى ما حرم الله عليه وان يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له وهو عمله، وهو من الايمان وذكر قوله تعالى:( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ ) إلى قوله: «ويحفظن فروجهن» وفسرها وكل شيء في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا إلّا هذه الآية فانها من النظر.

٣٥ ـ في الكافي باسناده إلى إسحاق بن أبي سارة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عنها يعنى المتعة فقال لي: حلال فلا تتزوج إلّا عفيفة، إنّ اللهعزوجل يقول:( الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ ) فلا تضع فرجك حيث لا تأمن على درهمك.

٣٦ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : تحل الفروج بثلاثة وجوه: نكاح بميراث، ونكاح بلا ميراث ونكاح بملك يمين.

٣٧ ـ في الكافي باسناده إلى الفضيل بن يسار قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل : الذين هم على صلوتهم يحافظون قال: هي الفريضة قلت:( الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ ) قال: هي النافلة.

٣٨ ـ في مجمع البيان( وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ ) وروى محمد بن الفضيل عن أبي الحسنعليه‌السلام انه قال: أولئك أصحاب الخمسين صلوة من شيعتنا.

٣٩ ـ وروى زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: هذه الفريضة، من صلاها لوقتها عارفا بحقها لا يؤثر عليها غيرها كتب الله له برارة لا يعذبه، ومن صلاها لغير وقتها مؤثرا عليها غيرها، فان ذلك إليه ان شاء غفر له وان شاء عذبه.

٤٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل و

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749