تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين5%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 356696 / تحميل: 4848
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

٣١ ـ وقالعليه‌السلام : ان من أمتي من سيدخل الله الجنة بشفاعته أكثر من مضر.

٣٢ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت:( فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ) قال عن الولاية معرضين.

٣٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال:( فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ) قال: عما يذكر لهم من موالاة أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٣٤ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله من كلام لأمير المؤمنينعليه‌السلام ايها الناس انى استنفرتكم بجهاد هؤلاء القوم فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا، شهود كالغيب اتلو عليكم الحكمة فتعرضون عنها، وأعظكم بالموعظة البالغة فتنفرون منها كأنكم( حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ) .

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً ) وذلك انهم قالوا: يا محمد قد بلغنا ان الرجل من بني إسرائيل كان يذنب الذنب فيصبح وذنبه مكتوب عند رأسه وكفارته، فنزل جبرئيل على رسول الله وقال: يسألك قوم سنة بني إسرائيل في الذنوب، فان شاؤا فعلنا ذلك بهم، وأخذناهم بما كنا نأخذ به بنى إسرائيل، فزعموا ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كره ذلك لقومه.

٣٦ ـ أقول في رواية محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قلت:( كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ) قال: الولاية.

٣٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ) قال: هو أهل ان يتقى وأهل ان يغفر.

٣٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل ( هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ) قال: قال الله تبارك وتعالى: أنا أهل ان اتقى ولا يشرك عبدي شيئا، وانا أهل ان لم يشرك بى عبدي شيئا أن أدخله الجنة.

٤٦١

٣٩ ـ وقالعليه‌السلام : ان الله تبارك وتعالى اقسم بعزته وجلاله ان لا يعذب أهل توحيده بالنار.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من أدمن قراءة لا اقسم وكان يعمل بها بعثه اللهعزوجل مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من قبره في أحسن صورة ويبشره ويضحك في وجهه حتى يجوز على الصراط والميزان.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قرأ سورة القيامة شهدت انا وجبرئيل يوم القيامة انه كان مؤمنا بيوم القيامة وجاء ووجهه مفسر على وجوه الخلائق يوم القيامة.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ ) يعنى اقسم بيوم القيمة( وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ) قال: نفس آدم التي عصت فلامها اللهعزوجل ، قوله:( بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ ) قال: يقدم الذنب ويؤخر التوبة ويقول: سوف أتوب( فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ ) قال: يبرق البصر فلا يقدر أن يطرق.

٤ ـ في كتاب الغيبة لشيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى علي بن مهزيار حديث طويل يذكر فيه دخوله على القائمعليه‌السلام وسؤاله إياه. وفيه: فقلت يا سيدي متى يكون هذا الأمر؟ فقال: إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة واجتمع الشمس والقمر، واستدار بهما الكواكب والنجوم ـ فقلت: متى يا ابن رسول الله؟ فقال لي: في سنة كذا وكذا تخرج دابة الأرض من بين الصفا والمروة، معه عصى موسى وخاتم سليمان يسوق الناس إلى المحشر.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله: كلا لا وزر أي لا ملجأ، قوله:( يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ ) بما قدم من خير وشر وما أخر، فما سن من سنة ليستن بها من بعده فان كان شرا كان عليه مثل وزرهم ولا ينقص من وزرهم شيئا، وان كان

٤٦٢

خيرا كان له مثل أجورهم ولا ينقص من أجورهم شيئا( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ ) قال ؛ يعلم ما صنع وان اعتذر.

٦ ـ في من لا يحضره الفقيه روى ابن بكير عن زرارة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ما حد المرض الذي يفطر فيه الرجل ويدع الصلوة من قيام؟ فقال:( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) هو أعلم بما يطيقه.

٧ ـ في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن فضل أبي العباس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما يصنع أحدكم ان يظهر حسنا ويستر سيئا؟ أليس يرجع إلى نفسه فيعلم أن ذلك ليس كذلك؟ واللهعزوجل يقول:( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) ان السريرة إذا صحت قويت العلانية.

٨ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عمر بن يزيد قال: انى لأتعشى عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ تلا هذه الاية: «( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ «وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ ) يا أبا حفص ما يصنع الإنسان ان يتقرب إلى الله جل وعز بخلاف ما يعلم الله جل وعز، ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول: من أسر سريرة رداه الله جل وعز ان خيرا فخير، وان شرا فشر.

٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عمر بن يزيد قال: انى لا تعشى مع أبي عبد اللهعليه‌السلام وتلا هذه الاية:( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ ) يا أبا حفص ما يصنع الإنسان ان يعتذر إلى الناس بخلاف ما يعلم الله منه، ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقول: من أسر سريرة ألبسه الله رداها ان خيرا فخيرا وان شرا فشر.

١٠ ـ في الكافي علي بن محمد عن عبد الله بن إسحاق عن الحسن بن علي ابن سليمان عن محمد بن عمران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أتى أمير المؤمنينعليه‌السلام وهو جالس بالكوفة بقوم وجدوهم يأكلون بالنهار في شهر رمضان، فقال لهم أمير المؤمنينعليه‌السلام أكلتم وأنتم مفطرون؟ قالوا: نعم، قال: يهود أنتم؟ قالوا: لا، قال: فنصارى؟ قالوا: لا، قال: فعلى أي شيء من هذه الأديان مخالفين للإسلام؟ قالوا: بل

٤٦٣

مسلمون قال: فسفر أنتم؟ قالوا لا قال: فيكم علة استوجبتم الإفطار لا شعر بها فانكم ابصر بأنفسكم لان الله تعالى يقول:( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) قالوا: بل أصبحنا ما بنا علة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال: قيل لأبي عبد اللهعليه‌السلام : انا ندخل على أخ لنا في بيت أيتام ومعهم خادم فنقعد على بساطهم ونشرب من مائهم ويخدمنا خادمهم وربما طعمنا فيه الطعام من عند صاحبنا وفيه من طعامهم فما ترى في ذلك؟ فقال: إنّ كان في دخولكم عليه منفعة لهم فلا بأس، وان كان فيه ضرر فلا. وقال( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) فأنتم لا يخفى عليكم، وقد قال اللهعزوجل :( وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ) .

١٢ ـ في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي ـ عبد اللهعليه‌السلام قال: ما يصنع أحدكم ان يظهر حسنا ويستر سيئا؟ أليس إذا رجع يعلم انه ليس كذلك، والله سبحانه يقول:( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) ان السريرة إذا صلحت قويت العلانية.

١٣ ـ وعن زرارة قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ما حد المرض الذي يفطر صاحبه؟ قال:( بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) هو اعلم بما يطيق.

وفي رواية اخرى هو أعلم بنفسه ذاك اليه.

١٤ ـ( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ) قال ابن عباس كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا نزل عليه القرآن عجل بتحريك لسانه لحبه إياه وحرصه على أخذه وضبطه مخافة ان ينساه فنهاه الله عن ذلك.

١٥ ـ وفي رواية سعيد بن جبير عنه انهعليه‌السلام كان يعالج من التنزيل شدة، وكان يشتد عليه حفظه فكان يحرك لسانه وشفتيه قبل فراغ جبرئيل من قراءة الوحي ؛ فقال سبحانه:( لا تُحَرِّكْ بِهِ ) أي بالوحي أو بالقرآن( لِسانَكَ ) يعنى القرائة.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله: «فلا صدق ولا صلى» فانه كان سبب نزولها

٤٦٤

أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا إلى بيعة عليٍّعليه‌السلام يوم غدير خم فلما بلغ الناس وأخبرهم في عليٍّ ما أراد الله أن يخبرهم به رجعوا الناس، فاتكأ معاوية على المغيرة بن شعبة وأبى موسى الأشعري ثم أقبل يتمطى نحو أهله ويقول: ما نقر لعليٍّ بالولاية أبدا، ولا نصدق محمدا مقالته فيه، فأنزل الله جل ذكره( فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّىوَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ) وعيد الفاسق فصعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر وهو يريد البرائة منه، فأنزل الله:( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ) فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يسمه قوله:( إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ) قال: على آل محمد جمع القرآن وقراءته.

١٧ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: ما ادعى أحد من الناس انه جمع القرآن كله كما انزل إلّا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزله الله إلّا عليّ بن أبي طالب والائمةعليهم‌السلام .

١٨ ـ في مجمع البيان: فاذا قرأناه أي قرأه جبرئيل عليك بأمرنا فاتبع قرآنه عن ابن عباس والمعنى اقرأه إذا فرغ جبرئيل من قراءته، قال: فكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد هذا إذا نزل عليه جبرئيلعليه‌السلام أطرق فاذا ذهب قرأ.

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ ) قال: الدنيا الحاضرة وتذرون الاخرة قال: تدعون( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ ) أي مشرقة( إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ) قال: ينظرون إلى وجه الله أي رحمة الله ونعمته.

٢٠ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار في التوحيد باسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود قال: قال علي بن موسى الرضاعليه‌السلام في قوله تعالى:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّها ناظِرَةٌ ) يعنى مشرقة تنتظر ثواب ربها.

٢١ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يقول فيه: وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات. فأما قولهعزوجل ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّها ناظِرَةٌ )

٤٦٥

فان ذلك في موضع ينتهى فيه أولياء اللهعزوجل بعد ما يفرغ من الحساب إلى نهر يسمى الحيوان، فيغتسلون ويشربون منه ويدخلون الجنة، فذلك قولهعزوجل في تسليم الملائكة عليهم:( سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ ) فعند ذلك أيقنوا بدخول الجنة والنظر إلى ما وعدهم فذلك قوله:( إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ) وإنّما يعنى بالنظر إليه النظر إلى ثوابه تبارك وتعالى.

٢٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله مثله سواء إلى قوله( إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ) دون انما يعنى ـ إلخ ـ وفيه بعد قوله: «ناظرة» والناظرة في بعض اللغة هي المنتظرة، ألم تسمع إلى قوله تعالى:( فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ) أي منتظرة( بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ) .

٢٣ ـ في مجمع البيان: وأمّا من حمل النظر في الآية على الانتظار فإنهم اختلفوا في معناه على أقوال، أحدها أن المعنى منتظرة لثواب ربها، وروى ذلك عن مجاهد والحسن وسعيد بن جبير والضحاك وهو المروي عن عليٍّعليه‌السلام .

في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ ) قال: يعنى النفس إذا بلغت الترقوة( وَقِيلَ مَنْ راقٍ ) قال: يقال له: من يرقيك قوله:( وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ ) علم انه الفراق.

٢٥ ـ في مجمع البيان( وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ ) وجاء في الحديث ان العبد ليعالج كرب الموت وسكراته، ومفاصله يسلم بعضها على بعض، يقول: عليك السلام تفارقني وأفارقك إلى يوم القيامة.

٢٦ ـ في الكافي باسناده إلى جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( وَقِيلَ مَنْ راقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ ) قال: فان ذلك ابن آدم إذا حل به الموت قال: هل من طبيب انه الفراق وأيقن بمفارقة الأحبة، قال:( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ) قال: التفت الدنيا بالآخرة ثم( إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ ) قال: المصير إلى رب العالمين.

٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ) قال: التفت الدنيا

٤٦٦

بالآخرة( إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ ) قال: يساقون إلى الله وقوله: فلا صدق ولا صلى فانه كان سبب نزولها ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دعا إلى بيعة على يوم غدير خم، فلما بلغ الناس وأخبرهم في عليٍّ ما أراد ان يخبر رجعوا الناس، فاتكى معاوية على المغيرة ابن شعبة وأبى موسى الأشعري ثم أقبل يتمطى نحو أهله ويقول: ما نقر لعليٍّ بالولاية أبدا ولا نصدق محمّدا مقالته فيه، فأنزل الله جل ذكره:( فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ) وعيد الفاسق فصعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر ويريد البرائة منه، فأنزل الله( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ) فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يسمه.

٢٨ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار المجموعة وبهذا الاسناد عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: سألت محمد بن علي الرضاعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ) قال: يقول اللهعزوجل بعدا لك من خير الدنيا، وبعدا لك من خير الاخرة.

٢٩ ـ في مجمع البيان وجاءت الرواية أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخذ بيد أبي جهل ثم قال له:( أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ) فقال أبو جهل: بأى شيء تهددنى لا تستطيع أنت ولا ربك ان تفعلا بى شيئا، وانى لأعز أهل هذا الوادي فأنزل الله سبحانه كما قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً ) قال لا يحاسب ولا يعذب ولا يسئل عن شيء.

٣١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال: سألت الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام فقلت: لم خلق الله الخلق؟ فقال: إنّ الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى بل خلقهم لإظهار قدرته وليكلفهم طاعته، فيستوجبوا بذلك رضوانه، وما خلقهم ليجلب منهم منفعة، ولا ليدفع بهم مضرة بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم.

٣٢ ـ وباسناده إلى مسعدة بن زياد قال: قال رجل لجعفر بن محمدعليه‌السلام : يا أبا عبد الله

٤٦٧

انا خلقنا للعجب قال: وما ذلك لله أنت؟ قال: خلقنا للفناء؟ فقال: يا ابن أخ خلقنا للبقاء وكيف تفنى جنة لا تبيد ونار لا تخمد ولكن قال انما نتحول من دار إلى دار.

٣٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال:( أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى ) قال: إذا نكح أمناه.

٣٤ ـ في مجمع البيان وجاء في الحديث عن البراء بن عازب قال: لـمّا نزلت هذه الاية:( أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سبحانك أللّهم وبلى. وهو المروي عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام .

٣٥ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر أخلاق الرضاعليه‌السلام ووصف عبادته: وكان إذا قرء( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ ) قال عند الفراغ: سبحانك أللّهم بلى.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من قرء هل أتى على الإنسان في كل غداة خميس زوجه الله من الحور العين ثمانمأة عذراء وأربعة آلاف ثيب وحوراء من الحور العين، وكان مع محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ ـ في مجمع البيان وقال أبو جعفرعليه‌السلام : من قرء سورة هل أتى في كل غداة خميس زوجه الله من الحور العين مأة عذراء وأربعة آلاف ثيب وكان مع محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٣ ـ أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرء سورة هل أتى كان جزائه على الله جنة وحريرا.

٤ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى علي بن عمر العطار قال: دخلت على أبي الحسن العسكريعليه‌السلام يوم الثلثاء فقال لم أرك أمس؟ قال: كرهت الحركة في يوم الاثنين قال: يا عليُّ من أحب ان يقيه الله شر يوم الاثنين فليقرأ في أول ركعة من صلاة الغداة:( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ ) ثم قرء أبو الحسنعليه‌السلام ( فَوَقاهُمُ اللهُ

٤٦٨

شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً ) .

٥ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) في سورة الإنسان مكية في قول ابن عباس وضحاك وقال قوم: هي مدنية وهي احدى وثلاثون آية بلا خلاف يقول علي بن موسى بن طاوس: ومن العجب العجيب أنهم رووا من طريق الفريقين ان المراد بنزول سورة( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ ) مولانا عليا وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، وقد ذكرنا في كتابنا هذا بعض روايتهم لذلك، ومن المعلوم ان الحسن والحسينعليهما‌السلام كانت ولادتهما بالمدينة ومع هذا فكأنهم نسوا ما رووه على اليقين، وأقدموا على القول بأن هذه السورة مكية وهو غلط عند العارفين.

٦ ـ في مجمع البيان حدّثنا السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسنى إلى قوله: وباسناده عن سعيد بن المسيب عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام انه قال: سألت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن ثواب القرآن فأخبرنى بثواب سورة على نحو ما نزلت من السماء فأول ما نزل عليه بمكة فاتحة الكتاب ثم اقرأ باسم، إلى أن قال: وأول ما نزل بالمدينة سورة الأنفال ثم البقرة، ثم آل عمران ثم الممتحنة ثم النساء ثم إذا زلزلت ثم الحديد ثم سورة محمد ثم الرعد ثم سورة الرحمن ثم هل أتى إلى قوله: فهذا ما انزل بالمدينة.

٧ ـ في أصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن علي بن أسباط عن خلف بن حماد عن ابن مسكان عن مالك الجهني قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قوله:( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ) فقال: كان مقدرا غير مذكور.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ) قال: لم يكن في العلم ولا في الذكر، وفي حديث آخر كان في العلم ولم يكن في الذكر.

٩ ـ في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قوله:( لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ) قال: كان شيئا ولم

٤٦٩

يكن مذكورا.

١٠ ـ وباسناده عن سعيد الحذاء عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان مذكورا في العلم ولم يكن مذكورا في الخلق.

١١ ـ وعن عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ) فقال: كان شيئا ولم يكن مذكورا.

١٢ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى أبي جعفر الباقرعليه‌السلام حديث طويل وفيه أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليٍّعليه‌السلام : قل: ما أول نعمة أبلاك اللهعزوجل وأنعم عليك بها؟ قال: إنّ خلقني جل ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا، قال: صدقت.

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله: أمشاج نبتليه قال: ماء الرجل والمرأة اختلطا جميعا.

١٤ ـ في نهج البلاغة عالم الغيب من ضمائر المضمرين إلى أن قالعليه‌السلام : ومحط الأمشاج من مشارب الأصلاب.

١٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن الطيار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ) قال: عرفناه إمّا آخذا وإمّا تاركا.

١٦ ـ في أصول الكافي باسناده إلى حمران بن أعين قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قولهعزوجل :( إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ) قال: إمّا آخذ فهو شاكر وإمّا تارك فهو كافر.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله:( إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ) قال: إمّا آخذ فشاكر وإمّا تارك فكافر.

١٨ ـ في مجمع البيان قد روى الخاص والعام أن الآيات من هذه السورة وهي قوله:( إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ ) إلى قوله: و( كانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ) نزلت في عليٍّ وفاطمة

٤٧٠

والحسن والحسينعليهم‌السلام وجارية لهم تسمى فضة، وهو المروي عن ابن عباس ومجاهد وابى صالح والقصة طويلة جملتها أنهم قالوا: مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما ووجوه العرب وقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا؟ فنذر صوم ثلاثة أيام ان شفاهما الله سبحانه، ونذرت فاطمةعليها‌السلام وكذلك الفضة فبرءا وليس عندهم شيء، فاستقرض علىعليه‌السلام ثلاثة أصوع من شعير من يهودي وروى انه أخذها ليغزل له صوفا، وجاء به إلى فاطمة فطحنت صاعا منها فاختبزته وصلى علىعليه‌السلام المغرب وقربته إليهم فأتاهم مسكين يدعوهم وسألهم فأعطوه ولم يذوقوا إلّا الماء، فلما كان اليوم الثاني أخذت صاعا وطحنته واختبزته وقدمته إلى عليٍّعليه‌السلام فاذا يتيم بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا إلّا الماء، فلما كان اليوم الثالث عمدت الباقي فطحنته واختبزته وقدمته إلى عليٍّعليه‌السلام فاذا أسير بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا إلّا الماء، فلما كان اليوم الرابع وقد قضوا نذورهم أتى على ومعه الحسن والحسينعليهم‌السلام إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وبهما ضعف فبكى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونزل جبرئيل بسورة هل أتى.

١٩ ـ وفي رواية عطاء عن ابن عباس ان عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام آجر نفسه ليسقى نخلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الحريرة(١) فلما تم إنضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ثم عمل الثلث الثاني فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه، ثم عمل الثلث الثالث فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا(٢) يومهم ذلك ذكره الواحدي في تفسيره.

٢٠ ـ وذكر علي بن إبراهيم ان أباه حدثه عن عبد الله بن ميمون عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان عند فاطمةعليه‌السلام شعير فجعلوه عصيدة(٣) فلما أنضجوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين فقال المسكين: رحمكم الله فقام علىعليه‌السلام ، فأعطاه ثلثا فلم

__________________

(١) الحريرة: دقيق يطبخ بلبن أو دسم.

(٢) طوى فلان: جاع ولم يأكل شيئا.

(٣) العصيدة: دقيق يلت بالسمن ويطبخ.

٤٧١

يلبث أن جاء يتيم فقال اليتيم: رحمكم الله فقام علىعليه‌السلام فأعطاه الثلث، ثم جاء أسير فقال الأسير: رحمكم الله فأعطاه علىعليه‌السلام الثلث وما ذاقوها، فأنزل الله سبحانه الآيات فيهم، وهي جارية في كل مؤمن فعل ذلك للهعزوجل .

٢١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وروى أبو صالح ومجاهد والضحاك والحسن وعطا وقتادة ومقاتل والليث وابن عباس وابن مسعود وابن جبير وعمرو ابن شعيب والحسن بن مهران والنقاش والقشيري والثعلبي والواحدي في تفسيرهم وصاحب أسباب النزول والخطيب المكي في الأربعين وابو بكر الشيرازي في نزول القرآن في أمير المؤمنينعليه‌السلام والأشنهي في اعتقاد أهل السنة وأبو بكر محمد بن أحمد بن الفضل النحوي في العروس في الزهد وروى أهل البيتعليهم‌السلام عن الأصبغ بن نباتة وغيرهم عن الباقرعليه‌السلام واللفظ له في قوله تعالى:( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ) انه مرض الحسن والحسينعليهما‌السلام فعادهما رسول الله في جميع.

أصحابه وقال لعليٍّ: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا عافاهما الله، فقال: أصوم ثلاثة أيام وكذلك قالت فاطمة والحسن والحسين وجاريتهم فضة فبرئا فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام. فانطلق على إلى جار له من اليهود يقال له فنحاص بن الحارا وفي رواية شمعون بن حاريا يستقرضه وكان يعالج الصوف، غأعطاه جزة من صوف(١) وثلاثة أصوع من شعير، وقال: تغزلها ابنة محمد فجاء بذلك فغزلت فاطمة ثلث الصوف ثم طحنت صاعا من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علىعليه‌السلام إذا مسكين على الباب يقول: السلام عليكم يا أهل بيت محمد انا مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده وقال :

فاطم ذات المجد واليقين

يا بنت خير الناس أجمعين

اما ترين البائس المسكين

قد قام بالباب له حنين

يشكو إلينا جائع حزين

كل امرئ بكسبه رهين

__________________

(١) الجزة: صوف شاة في السنة.

٤٧٢

فقالت فاطمة :

أمرك سمعا يا ابن عم وطاعة

ما في من لؤم ولا وضاعة

أطعمه ولا أبالى الساعة

أرجو إذا أشبعت ذا مجاعة

ان ألحق الأخيار والجماعة

وادخل الخلد ولي شفاعة

ودفعت ما كان على الخوان إليه وباتوا جياعا. وأصبحوا صياما ولم يذوقوا إلّا الماء القراح، فلما أصبحوا غزلت الثلث الثاني وطحنت صاعا من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم وكسر على لقمة إذا يتيم على الباب يقول السلام عليكم أهل بيت محمد، انا يتيم من يتامى المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله من موائد الجنة. فوضع اللقمة من يده وقال :

فاطم بنت السيد الكريم

بنت نبي ليس بالذميم

قد جاءنا الله بذا اليتيم

من يرحم اليوم فهو رحيم

موعده في جنة النعيم

حرمها الله على اللئيم

فقالت فاطمة :

انى أعطيه ولا أبالي

وأوثر الله على عيالي

امسوا جياعا وهم أشبالى ثم دفعت ما كان على الخوان إليه وباتوا جياعا، لا يذوقون إلّا الماء القراح، فلما أصبحوا غزلت الثلث الباقي وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علىعليه‌السلام إذا أسير من أسراء المشركين على الباب يقول: السلام عليكم أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا فوضع علىعليه‌السلام اللقمة من يده وقال :

فاطم يا بنت النبي أحمد

بنت نبي سيد مسدد

هذا أسير للنبي المهتدى

مكبل في غلة مقيد(١)

يشكو إلينا الجوع قد تقدد

من يطعم اليوم يجده في غد

عند العليِّ الواحد الممجد

__________________

(١) الكبل: القيد أو أعظم ما يكون من القيود.

٤٧٣

فقالت فاطمة :

لم يبق مما كان غير صاع

قد رميت كفى مع الذراع

وما على رأسى من قناع

الا عباء نسجه بصاع

ابناي والله من الجياع

يا رب لا تتركهما ضياع

أبوهما للخير ذو اصطناع

عبل الذراعين شديد الباع(١)

وأعطته ما كان على الخوان وباتوا جياعا، وأصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء، فرآهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله جياعا فنزل جبرئيلعليه‌السلام ومعه صحفة(٢) من الذهب مرصعة بالدر والياقوت مملوة من الثريد وعراقا(٣) تفوح منها رائحة المسك والكافور، فجلسوا وأكلوا حتى شبعوا ولم تنقص منها لقمة، وخرج الحسين ومعه قطعة عراق فنادته امرأة يهودية يا أهل بيت الجوع من اين لكم هذا أطعمنيها؟ فمد يده الحسين ليطعمها فهبط جبرئيل وأخذها من يده ورفع الصفحة إلى السماء. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لو لا ما أراد الحسين من إطعام الجارية تلك القطعة لتركت تلك الصحفة في أهل بيتي يأكلون منها إلى يوم القيامة، ونزل: يوفون بالنذر وكان الصدقة في ليلة خمس وعشرين من ذي الحجة، ونزلت «هل أتى» في اليوم الخامس والعشرين منه.

٢٢ ـ وباسناده عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهما‌السلام قال: كل ما في كتاب اللهعزوجل من قوله:( إِنَّ الْأَبْرارَ ) فو الله ما أراد به إلّا عليّ بن أبي طالب وفاطمة وانا والحسين، لأنا نحن أبرار بآبائنا

__________________

(١) يقال: رجل عبل الذراعين أي ضخمهما. والباع: قد رمد اليدين وربما عبر بالباع عن الشرف والفضل والقدرة.

(٢) الصحفة: قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة، قال الكسائي: أعظم القصاع الجفنة ثم القصعة تشبع العشرة، ثم الصحفة تشبع الخمسة ثم المئكلة تشبع الرجل أو الثلاثة، ثم الصحفة تشبع الرجل.

(٣) العراق ـ بالضم ـ جمع العرق: العظم الذي أخذ عنه اللحم.

٤٧٤

وأمهاتنا، وقلوبنا عملت بالطاعات والبر، ومبراة من الدنيا وحبها وأطعنا الله في جميع فرائضه، وآمنا بوحدانيته وصدقنا برسوله.

٢٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد نزل فيه وفي ولده( إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً ) إلى آخر السورة غيري؟ قالوا: لا.

٢٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام في قولهعزوجل :( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) قالا: مرض الحسن والحسينعليهما‌السلام وهما صبيان صغيران فعادهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه رجلان فقال: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا ان الله عافاهما؟ فقال: أصوم ثلاثة أيام شكرا للهعزوجل ، وكذلك قالت فاطمةعليها‌السلام وقال الصبيان: ونحن أيضا نصوم ثلاثة أيام، وكذلك قالت جاريتهم فضة، فألبسهما الله عافية فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام، فانطلق علىعليه‌السلام إلى جار له من اليهود يقال له شمعون يعالج الصوف، فقال: هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك ابنة محمد بثلاثة أصوع من شعير؟ قال: نعم فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمةعليها‌السلام فقبلت وأطاعت، ثم عمدت فغزلت ثلث الصوف ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرصا، وصلى علىعليه‌السلام مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المغرب ثم أتى منزله فوضع الخوان وجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها علىعليه‌السلام إذا مسكين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده ثم قال :

فاطم ذات المجد واليقين

يا بنت خير الناس أجمعين

أما ترين البائس المسكين

قد جاء إلى الباب له حنين

يشكو إلى الله ويستكين

يشكو إلينا جائعا حزين

كل امرئ بكسبه رهين

من يفعل الخير يقف سمين

٤٧٥

موعده في جنة دهين(١)

حرمها الله على الضنين

وصاحب النجل يقف حزين

تهوى به النار إلى سجين

شرابه الحميم والغسلين فأقبلت فاطمة تقول :

أمرك سمع يا ابن عم وطاعة

ما بى من لؤم ولا ضراعة(٢)

غذيت باللب وبالبراعة

أرجو إذا أشبعت من مجاعة

ان ألحق الأخيار والجماعة

وادخل الجنة في شفاعة

وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين وباتوا جياعا، وأصبحوا صياما لم يذوقوا إلّا الماء القراح، ثم عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة اقراص لكل واحد قرصا، وصلى علىعليه‌السلام المغرب مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم أتى منزله، فلما وضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علىعليه‌السلام إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة، فوضع علىعليه‌السلام اللقمة من يده ثم قال :

فاطم بنت السيد الكريم

بنت نبي ليس بالزنيم(٣)

قد جاءنا الله بذا اليتيم

من يرحم اليوم فهو رحيم

موعده في جنة النعيم

حرمها الله على اللئيم

وصاحب البخل يقف ذميم

تهوى به النار إلى الجحيم

شرابه الصديد والحميم

__________________

(١) قولهعليه‌السلام «دهين» كناية عن النضارة والطراوة كأنه صب عليه الدهن يقال «قوم مدهنون» عليهم آثار النعم.

(٢) الضراعة: الذل والاستكانة والضعف.

(٣) الزنيم: اللئيم الذي يعرف بلؤمه.

٤٧٦

فأقبلت فاطمةعليها‌السلام وهي تقول :

فسوف أعطيه ولا أبالي

وأوثر الله على عيالي

امسوا جياعا وهم أشبالى

أصغر هما يقتل في القتال

بكربلا يقتل باغتيال

لقاتليه الويل مع وبال

يهوى في النار إلى سفال

كبوله زادت على الأكبال

ثم عمدت فأعطته جميع ما على الخوان وباتوا جياعا لم يذوقوا إلّا الماء القراح، وأصبحوا صياما وعمدت فاطمةعليها‌السلام فغزلت الثلث الباقي من الصوف وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، لكل واحد قرصا، وصلى علىعليه‌السلام المغرب مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم أتى منزله فقرب إليه الخوان وجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها علىعليه‌السلام إذا أسير من أسراء المشركين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعمونا؟ فوضع علىعليه‌السلام اللقمة من يده ثم قال :

فاطم يا بنت النبي أحمد

بنت نبي سيد مسدد

قد جاءك الأسير ليس يهتدى

مكبلا في غله مقيد

يشكو إلينا الجوع قد تقدد

من يطعم اليوم يجده في غد

عند العليِّ الواحد الموحد

ما يزرع الزارع سوف يحصد

فأطعمى من غير من أنكد(١) فأقبلت فاطمةعليها‌السلام وهي تقول :

لم يبق مما كان غير صاع

قدد برت كفّي مع الذراع(٢)

شبلاي والله هما جياع

يا ربّ لا تتركهما ضياع

أبوهما للخير ذو اصطناع

عبل الذراعين طويل الباع

وما على رأسى من قناع

الا عبا نسجتها بصاع

__________________

(١) نكد عيشتهم: اشتد وعسر.

(٢) الدبر: الجرح.

٤٧٧

وعمدوا إلى ما كان على الخوان فأعطوه وباتوا جياعا وأصبحوا مفطرين، وليس عندهم شيء، قال شعيب في حديثه وأقبل على بالحسن والحسينعليهما‌السلام نحو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهما يرتعشان كالفراخ(١) من شدة الجوع، فلما بصر بهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: يا أبا الحسن شد ما يسوؤني ما ارى بكم انطلق إلى ابنتي فاطمة فانطلقوا وهي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع، وغارت عيناها(٢) فلما رآها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ضمها إليه وقال: وا غوثاه بالله أنتم منذ ثلاث فيما أرى فهبط جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا محمد خذ ما هيأ الله لك في أهل بيتك، فقال وما آخذ يا جبرئيل قال:( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ) حتى بلغ( إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً، وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ) وقال الحسن بن مهران في حديثه: فوثب النبي حتى دخل منزل فاطمةعليها‌السلام فرأى ما بهم فجمعهم ثم انكب عليهم يبكى ويقول: أنتم منذ ثلاث فيما أرى وأنا غافل عنكم؟! فهبط جبرئيلعليه‌السلام بهذه الآيات( إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً ) قال: هي عين في دار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تفجر إلى دور الأنبياء والمؤمنين يوفون بالنذر يعنى عليا وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام وجاريتهم( وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) يقول عابسا كلوحا(٣)

٢٥ ـ في كتاب الخصال في احتجاج علىعليه‌السلام على أبي بكر قال: أنشدك بالله أنا صاحب الآية( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) أم أنت؟ قال: بل أنت.

٢٦ ـ في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسنعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) الذي أخذ عليهم من ولايتنا.

__________________

(١) الفراخ جمع الفرخ: ولد الطائر.

(٢) غارت عينه: دخلت في الرأس وانحسفت.

(٣) الكلوح بمعنى العبوس.

٤٧٨

على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت قوله:( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) قال: يوفون بالنذر الذي أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا.

٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) قال: المستطير العظيم.

٢٩ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي المغرا عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قلت: قوله: و( يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ) قال: ليس من الزكاة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٠ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: ينبغي للرجل ان يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته، وتلا هذه الآية( وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ) قال: الأسير عيال: الرجل ينبغي للرجل إذا زيد في النعمة ان يزيد أسرائه في السعة عليهم، ثم قال: إنّ فلانا أنعم الله عليه بنعمة فمنعها أسراء وجعلها عند فلان فذهب بها قال معمر: وكان فلان حاضرا.

٣١ ـ في كتاب الخصال عن المنكدر باسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خيركم من أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى والناس نيام.

٣٢ ـ عن أحمد بن عمر الحلبي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أي الخصال بالمرء أجمل؟ قال: وقار بلا مهانة وسماح بلا طلب مكافاة، وتشاغل بغير متاع الدنيا.

٣٣ ـ في مجمع البيان( وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ ) أي على حب الطعام، وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ما من مسلم أطعم مسلما على جوع إلّا أطعمه الله من ثمار الجنة، وما من مسلم كسا أخاه على عرى إلّا كساه الله من خضر الجنة، ومن سقى مسلما على ظمأ سقاه الله من الرحيق.

٤٧٩

٣٤ ـ وفيه وقال أهل التحقيق، القرض الحسن يجمع عشرة أوصاف، إلى قوله: وان يتصدق وهو يحب المال ويرجو الحياة، لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا سئل عن أفضل الصدقة ان تعطيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت التراقي قلت: لفلان كذا ولفلان كذا.

٣٥ ـ في أمالي الصدوق (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا اعنى قوله: عابسا كلوحا:( وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً ) يقول: على شهواتهم للطعام وإيثارهم له مسكينا من مساكين المسلمين، ويتيما من يتامى المسلمين، وأسيرا من أسارى المشركين، ويقولون إذا أطعموهم:( إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً ) قال: والله ما قالوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله بإضمارهم، يقولون: لا نريد جزاء تكافوننا به، ولا شكورا تثنون علينا به، ولكنا انما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه.

٣٦ ـ في كتاب الخصال عن أحمد بن عمران الحلبي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أي الخصال بالمرء أجمل؟ قال: وقار بلا مهابة، وسماح بلا طلب مكافاة، وتشاغل بغير متاع الدنيا.

٣٧ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أبي الحسن علي بن يحيى عن أيوب بن أعين عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يؤتى يوم القيامة برجل فيقال له: احتج فيقول: يا رب خلقتني وهديتني فأوسعت على، فلم أزل أوسع على خلقك وأيسر عليهم لكي تنشر على هذا اليوم رحمتك وتيسره؟ فيقول الرب جل ثناؤه وتعالى ذكره: صدق عبدي أدخلوه الجنة.

٣٨ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال: إنّ موسى ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى لا يطول في الدنيا أملك وذكر حديثا قدسيا طويلا وفيه يقولعزوجل : فاعمل كأنك ترى ثواب عملك لكي يكون أطمع لك في الاخرة لا محالة.

٤٨٠

٣٩ ـ في نهج البلاغة هذا ما أمر به عبد الله عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ابتغاء وجه الله ليولجني به الجنة، ويعطيني الامنة.

٤٠ ـ وفيه: وليس رجل فأعلم أحرص على جماعة امة محمد وألفتها منى، ابتغى بذلك حسن الثواب وكريم المآب.

٤١ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله باسناده إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من صام يوما تطوعا ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة.

٤٢ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى علي بن عمر بن العطار قال: دخلت على أبي الحسن العسكريعليه‌السلام يوم الثلثاء فقال: لم أرك أمس؟ قال: كرهت الحركة في يوم الاثنين، قال: يا عليُّ من أحب ان يقيه الله شر يوم الاثنين فليقرأ في أول ركعة من صلوة الغداة هل أتى على الإنسان ثم قرء أبو الحسنعليه‌السلام ( فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً ) .

٤٣ ـ في أمالي الصدوق (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه اعنى قوله وطلب ثوابه قال الله تعالى ذكره:( فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً ) في الوجوه وسرورا في القلوب و( جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً ) يسكنونها وحريرا يفترشونه ويلبسونه( مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ ) والاريكة السرير( لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً ) قال ابن عباس: بينا أهل الجنة في الجنة إذا رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان فيقول أهل الجنة: يا رب انك قلت في كتابك( لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً ) فيرسل الله جل اسمه إليهم جبرئيل فيقول: ليس هذه بشمس ولكن عليا وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما، ونزلت «هل أتى» فيهم إلى قوله:( وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ) .

٤٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا ) قال: ذلك في الدنيا قبل القيامة، وذلك ان في القيامة لا يكون غدو وعشى، لان الغدو والعشى انما يكون في الشمس والقمر وليس في جنان الخلد ونيرانها شمس ولا قمر.

٤٥ ـ حدّثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام انه قال: ان

٤٨١

الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له وضوؤهما من نور عرشه وحرهما من جهنم فاذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما، وعاد إلى النار حرهما.

فلا يكون شمس ولا قمر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٦ ـ في كتاب الخصال عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : في الشمس أربع خصال: تغير اللون، وتنتن الريح، وتخلق الثياب، وتورث الداء.

٤٧ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن قول اللهعزوجل :( وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً ) من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذي يشتهيه من الثمار فيه وهو متكئ وان الأنواع من الفاكهة ليقلن لوليّ الله يا ولي الله كلني قبل ان تأكل هذه قبلي.

٤٨ ـ في مجمع البيان كانت تلك الأكواب قواريرا أي زجاجا قوارير من فضة قال الصادقعليه‌السلام : ينفذ البصر في فضة الجنة كما ينفذ في الزجاج.

٤٩ ـ في كتاب الخصال عن أبي صالح عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: أعطاني الله تعالى خمسا وأعطى عليا خمسا ؛ أعطانى الكوثر وأعطاه السلسبيل، الحديث.

٥٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن مرة عن ثوبان قال يهودي للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها؟ قال: كبد الحوت قال: فما شرابهم على أثر ذلك؟ قال: السلسبيل قال: صدقت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ولدان مخلدون قال: مستورون.

٥٢ ـ في كتاب معاني الأخبار أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى الخشاب عن يزيد بن إسحاق عن عباس بن يزيد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ـ وكنت عنده ذات يوم: ـ أخبرني عن قول اللهعزوجل :

٤٨٢

( وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ) ما هذا الملك الذي كبر اللهعزوجل حتى سماه كبيرا؟ قال: إذا ادخل الله أهل الجنة الجنة أرسل رسولا إلى ولي من أوليائه فيجد الحجبة على بابه، فتقول له: قف حتى نستأذن لك ؛ فما يصل إليه رسول ربه إلّا بإذن، فهو قولهعزوجل :( وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ) .

٥٣ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إلى الرَّحْمنِ وَفْداً ) فقال: يا عليُّ إنّ الوفد لا يكون إلّا ركبانا إلى قوله: فقال علىعليه‌السلام يا رسول الله أخبرنا عن قول اللهعزوجل : «غرف مبنية من فوقها غرف» بما ذا بنيت يا رسول الله؟ فقال يا عليُّ تلك غرف بناها اللهعزوجل لأوليائه بالدر والياقوت والزبرجد، سقوفها الذهب محبوكة بالفضة(١) لكل غرفة منها الف باب من ذهب، على كل باب منها ملك موكل به فيها فرش مرفوعة بعضها فوق بعض من الحرير والديباج بألوان مختلفة وحشوها الكافور والعنبر وذلك قول اللهعزوجل ( وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ) إذا ادخل المؤمن إلى منازله في الجنة ووضع على رأسه تاج الملك والكرامة البس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظومة في الإكليل(٢) تحت التاج قال: فألبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة وضروب مختلفة منسوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الأحمر، فذلك قولهعزوجل :( يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ ) فاذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا، فاذا استقر لوليّ اللهعزوجل منازله في الجنان استأذن عليه الموكل بجنانه ليهنئه بكرامة اللهعزوجل إياه، فيقول له خدام المؤمن من الوصفاء

__________________

(١) الحبك: الشد والأحكام وتحسين اثر الصنعة في الثوب.

(٢) الإكليل: تحت التاج وشبه العصابة تزين بالجواهر.

٤٨٣

والوصائف:(١) مكانك فان ولي الله قد اتكى على أريكته وزوجته الحوراء تهيأ له، فاصبر لوليّ الله قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمة لها تمشي مقبلة وحولها وصائفها وعليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد، وهي من مسك وعنبر، وعلى رأسها تاج الكرامة وعليها نعلان من ذهب مكللتان بالياقوت واللؤلؤ شراكهما ياقوت أحمر، فاذا دنت من ولي الله فهمَّ أن يقوم إليها شوقا فتقول له: يا ولي الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب فلا تقم، انا لك وأنت لي، فيعتنقان مقدار خمسمائة عام من أعوام الدنيا لا يملها ولا تمله، قال: فاذا فتر بعض الفتور من غير ملالة نظر إلى عنقها فاذا عليها قلائد من قصب من ياقوت أحمر وسطها لوح صفحته درة مكتوب فيها: أنت يا ولي الله حبيبي وانا الحوراء حبيبتك إليك تناهت نفسي والى تناهت نفسك، ثم يبعث الله إليه ألف ملك يهنونه بالجنة ويزوجونه بالحوراء قال: فينتهون إلى أول باب من جنانه فيقولون للملك الموكل بأبواب جنانه استأذن على ولي الله فان الله بعثنا نهنئه، فيقول لهم الملك: حتى أقول للحاجب فيعلمه مكانكم، قال: فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه وبين الحاجب ثلاثة جنان حتى ينتهى إلى أول باب فيقول للحاجب: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين ليهنئوا ولي الله وقد سألونى أن آذن لهم عليه، فيقول الحاجب: انه ليعظم عليَّ أن استأذن لأحد على وليّ الله وهو مع زوجته الحوراء، قال: وبين الحاجب وبين وليّ الله جنتان قال: فيدخل الحاجب إلى القيم فيقول له: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العزة يهنئون وليّ الله فاستأذن [لهم فيتقدم القيم إلى الخدام فيقول لهم: ان رسل الجبار على باب العرصة وهم الف ملك أرسلهم الله يهنئون وليّ الله] فأعلموه بمكانهم [قال: فيعلمونه فيؤذن للملائكة فيدخلون على وليّ الله وهو في الغرفة ولها الف باب وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل. فاذا اذن للملائكة بالدخول على وليّ الله فتح كل ملك بابه الموكل به] قال: فيدخل القيم كل ملك من باب من أبواب الغرفة قال: فيبلغونه رسالة الجبار جل

__________________

(١) الوصفاء جمع الوصيف: الخادم والخادمة.

٤٨٤

وعز وذلك قول اللهعزوجل :( وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ ) من أبواب الغرفة «سلام عليكم» إلى آخر الآية قال: وذلك قولهعزوجل :( وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ) يعنى بذلك وليّ الله وما هو فيه من الكرامة والنعيم والملك العظيم الكبير، ان الملائكة من رسل الله عز ذكره يستأذنون عليه فلا يدخلون عليه إلّا باذنه، فذلك الملك العظيم الكبير، قال: والأنهار تجري من تحت مساكنهم وذلك قول اللهعزوجل :( تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ ) .

٥٤ ـ في مجمع البيان( وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ) لا يزول ولا يفنى عن الصادقعليه‌السلام .

٥٥ ـ وعن أبي الدرداء قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يذكر الناس فذكر الجنة وما فيها من الأزواج والنعيم وفي القوم أعرابي فجثا لركبتيه وقال: يا رسول الله هل في الجنة من سماع؟ قال: نعم، يا أعرابي، ان في الجنة نهرا حافتاه الأبكار من كل بيضاء يتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قط، فذلك أفضل نعيم الجنة.

٥٦ ـ عن أبي أمامة الباهلي ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ما من عبد يدخل الجنة إلّا ويجلس عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين يغنيانه بأحسن صوت سمعه الانس والجن، وليس بمزمار الشيطان ولكن بتحميد الله وتقديسه.

٥٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك يا ابن رسول الله شوقني فقال: يا أبا محمد ان من أدنى نعيم أهل الجنة أن يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدنيا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فكيف يتنعم أهل الجنة بما فيها من النعيم وما منهم أحد إلّا وقد افتقد ابنه أو أباه أو حميمه أو أمّه، فاذا افتقدوهم في الجنة لم يشكوا في مصيرهم إلى النار فيما يصنع بالنعيم من يعلم أن حميمه في النار يعذب؟ قالعليه‌السلام : ان أهل العلم

٤٨٥

قالوا: انهم ينسون ذكرهم وقال بعضهم انتظروا قدومهم ورجوا أن يكونوا بين الجنة والنار في أصحاب الأعراف.

٥٩ ـ في مجمع البيان:( عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ ) وروى عن الصادقعليه‌السلام في معناه تعلوهم الثياب فيلبسونها.

٦٠ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إلى الرَّحْمنِ وَفْداً ) فقال: يا عليُّ إنّ الوفد لا يكونون إلّا ركبانا، أولئك رجال اتقوا الله فأحبهم الله عز ذكره، واختصهم ورضى أعمالهم فسماهم المتقين، ثم قال له: يا عليُّ أما والذي فلق الحبة وبرىء النسمة انهم ليخرجون من قبورهم وان الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق العز، عليها رحائل الذهب مكللة بالدر والياقوت، وجلائلها الإستبرق والسندس وخطمها جذل الأرجوان(١) تطير بهم إلى المحشر مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله يزفونهم زفا(٢) حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة الأعظم، وعلى باب الجنة شجرة ان الورقة منها ليستظل تحتها ألف رجل من الناس، وعن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية، قال: فيسقون منها شربة فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد، ويسقط عن أبشارهم(٣) الشعر وذلك قول اللهعزوجل :( وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً ) من تلك العين المطهرة قال: ثم يصرفون إلى عين اخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون فيها وهي عين الحياة

__________________

(١) «مكللة» أي محفوفة. وقوله «جلائلها» كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا لكن في تفسير علي بن إبراهيم «جلالها» وهو بالكسر جمع جل بالضم: وهو للدابة كالثوب للإنسان تصان به «والإستبرق»: الديباج الغليظ. والسندس: الديباج الرقيق. والخطم، اللجام. والجذل ـ بالكسر والفتح ـ: أصل الشجرة يقطع وقد يجعل العود جذلا. والأرجوان معرب أرغوان.

(٢) أي يذهبون بهم على غاية الكرامة كما يزف العروس زوجها، أو يسرءون بهم.

(٣) جمع بشرة.

٤٨٦

فلا يموتون أبدا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦١ ـ في أصول الكافي عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت:( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً ) قال: بولاية على تنزيلا، قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم. ذا تأويل.

٦٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله: بكرة وأصيلا قال: بالغداة ونصف النهار و( مِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً ) قال: صلوة الليل.

٦٣ ـ في مجمع البيان( وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً ) وروى عن الرضاعليه‌السلام انه سأله أحمد بن محمد عن هذه الآية وقال: ما ذلك التسبيح؟ قال: صلوات الليل.

٦٤ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت: ان هذه تذكرة قال: الولاية.

٦٥ ـ في الخرائج والجرائح عن القائمعليه‌السلام حديث طويل فيه يقول لكامل بن إبراهيم المدني: وجئت تسأل من مقالة المفوضة، كذبوا بل قلوبنا اوعية لمشية اللهعزوجل ، فاذا شاء شئنا، والله يقول:( وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ ) .

٦٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل يقولعليه‌السلام ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره وفعلهم فعله وكل ما يأتونه منسوب اليه، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله، لأنه يتوفى الأنفس على يد من يشاء، ويعطى ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء، وان فعل امنائه فعله، كما قال:( وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ ) .

٦٧ ـ في نهج البلاغة وان الله يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة.

٦٨ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت: يدخل من يشاء في

٤٨٧

رحمته قال: في ولايتنا، قال:( وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً ) ألآ ترى أنّ الله يقول: «( وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) قال: إنّ الله أعز وأمنع من أن يظلم، وأن ينسب نفسه إلى الظلم، ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته، ثم انزل بذلك قرآنا على نبيه فقال:( وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) قلت: هذا تنزيل؟ قال نعم.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء( وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً ) عرف الله بينه وبين محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرء سورة «والمرسلات» كتب ليس من المشركين.

٣ ـ في كتاب الخصال عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: أسرع الشيب إليك يا رسول الله؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: والمرسلات عرفا قال: آيات يتبع بعضها بعضا.

٥ ـ في مجمع البيان( وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً ) يعنى الرياح أرسلت متتابعة كعرف الفرس(١) عن ابن مسعود وابن عباس إلى قوله: وقيل انها الملائكة أرسلت بالعرف أمر الله ونهيه في رواية الهروي عن ابن مسعود وأبى حمزة الثمالي عن أصحاب علىعليه‌السلام .

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: والعاصفات عصفا قال: القبر والناشرات نشرا قال: نشر الأموات فالفارقات فرقا قال: الدابة فالملقيات ذكرا قال: الملائكة( عُذْراً أَوْ نُذْراً ) أعذركم وأنذركم بما أقول وهو قسم وجوابه( إِنَّما

__________________

(١) العرف: شعر عنق الفرس.

٤٨٨

تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ ) قوله:( فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ) قال: يذهب نورها وتسقط.

٧ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن سلام مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن رسول الله حديث طويل وفيه فيأمر اللهعزوجل أن تنفخ في وجوه الخلائق نفخة فتنفخ ؛ فمن شدة نفختها تنقطع السماء، وتنطمس النجوم، وتجمد البحار، وتزول الجبال، وتظلم الأبصار وتضع الحوامل حملها، وتشيب الولدان من هولها يوم القيامة.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ) فطمسها ذهاب ضوءها( وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ ) قال: تفرج وتنشق( وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ) قال: بعثت في أوقات مختلفة.

٩ ـ في مجمع البيان وقال الصادقعليه‌السلام : «اقتت» أي بعثت في أوقات مختلفة.

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ) قال: أخرت ليوم الفصل.

١١ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت:( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) قال يقول: ويل للمكذبين يا محمد بما أوحيت إليك من ولاية عليٍّعليه‌السلام ( أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ ) قال: الأولين الذين كذبوا الرسل في طاعة الأوصياء( كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ) قال: من أجرم إلى آل محمد وركب من وصيه ما ركب.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ ) قال: منتن( فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ ) قال في الرحم وأمّا قوله:( إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ ) يقول: منتهى الأجل.

١٣ ـ في نهج البلاغة ايها المخلوق السوي والمنشأ المرعى في ظلمات الأرحام، ومضاعفات الأستار، بديت من سلالة من طين، ووضعت( فِي قَرارٍ

٤٨٩

مَكِينٍ، إلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ ) ، وأجل مقسوم. تمور في بطن أمك جنينا، لا تخبر دعاء ولا تسمع نداء.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً ) قال: الكفات المساكن وقال: نظر أمير المؤمنينعليه‌السلام في رجوعه من صفين إلى المقابر فقال: هذه كفات الأموات أي مساكنهم، ثم نظر إلى بيوت الكوفة، فقال: هذه كفات الأحياء، ثم تلا قوله:( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً ) .

١٥ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن سليمان بن داود المنقري عن حماد بن عيسى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه نظر إلى المقابر فقال: يا حماد هذه كفات الأموات ونظر إلى البيوت فقال: هذه كفات الأحياء ثم تلا هذه الاية:( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً ) .

١٦ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن بعض أصحابه عن أبي كهمس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً ) قال: دفن الشعر والظفر.

١٧ ـ في م علي بن إبراهيم وقوله:( وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ ) قال: جبال مرتفعة.

١٨ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل في بيان الأيام وفيه قال: قلت: فالثلثاء؟ قال: خلقت النار فيه، وذلك قوله تعالى:( انْطَلِقُوا إلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ انْطَلِقُوا إلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ ) قال: قلت: فالأربعاء؟ قال: بنيت أربعة أركان النار يوم الأربعاء.

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل ( أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) فبلغنا والله أعلم انه إذا استوى أهل النار إلى النار لينطلق بهم قبل أن يدخلوا النار فيقال لهم: ادخلوا( إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ ) من دخان النار، فيحسبون انها الجنة ثم يدخلون النار أفواجا وذلك

٤٩٠

نصف النهار.

٢٠ ـ وفيه وقوله:( انْطَلِقُوا إلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ ) قال فيه ثلاث شعب من النار وقوله:( إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) قال: شرر النار مثل القصور والجبال.

٢١ ـ في إرشاد المفيد (ره) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه يقولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتزفر النار بمثل الجبال شررا.

٢٢ ـ في روضة الكافي باسناده إلى حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في قولهعزوجل :( وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ) فقال: الله أجل واعدل وأعظم من ان يكون لعبده عذر ولا يدعه يعتذر به، ولكنه فلج فلم يكن له عذر.

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ ) قال: في ظلال من نور أنور من الشمس.

٢٤ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب، عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي قال: قلت: «ان المتقين» قال: نحن والله وشيعتنا ليس على ملة إبراهيم غيرنا وساير الناس منها براء.

٢٥ ـ في مجمع البيان( وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ ) أي لا يصلون قال، مقاتل: نزلت في ثقيف حين أمرهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالصلوة فقالوا لا ننحنى، والرواية لا نحني فان ذلك سبة علينا فقالعليه‌السلام : لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود.

٢٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ ) قال: إذا قيل لهم تولوا الامام لم يتولوه.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء «عم يتساءلون» لم تخرج سنته إذا كان يد منها في كل يوم حتى يزور بيت الله الحرام.

٤٩١

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ومن قرء عم يتساءلون سقاه الله برد الشراب يوم القيامة.

٣ ـ في كتاب الخصال عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: يا رسول الله أسرع إليك الشب؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون.

٤ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة ومحمد بن عبدالله عن علي بن حسان عن عبد الله بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ) قال: النبأ العظيم الولاية.

٥ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن أبي عمير وغيره عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك ان الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية( عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ) ؟ قال: ذلك إلى ان شئت أخبرتهم وان شئت لم أخبرهم، ثم قال: لكني أخبرك بتفسيرها، قلت: عم يتساءلون؟ قال: فقال: هي في أمير المؤمنينعليه‌السلام . كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: ما للهعزوجل آية هي أكبر منى، ولا لله من نبأ أعظم منى.

٦ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين هي خطبة الوسيلة قالعليه‌السلام فيها: وانى النبأ العظيم.

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام في قوله:( عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ) قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ما لله نبأ أعظم منى، وما لله آية أكبر منى، ولقد عرض فضلي على الأمم الماضية على اختلاف ألسنتها فلم تقر بفضلي.

٨ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى ياسر الخادم عن أبي الحسن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّعليه‌السلام : يا عليُّ أنت حجة الله وأنت باب الله، وأنت الطريق إلى الله، وأنت النبأ العظيم، وأنت الصراط المستقيم وأنت المثل الأعلى، الحديث.

٤٩٢

٩ ـ في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادقعليه‌السلام شهدنا بمنك ولطفك بأنك أنت الله لا إله إلّا أنت ربنا، ومحمد عبدك ورسولك نبينا وعلى أمير المؤمنين والحجة العظمى وآيتك الكبرى والنبأ العظيم الذي هم فيه يختلفون.

١٠ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ هبط عليه الأمين جبرئيل ومعه جام من البلور الأحمر مملوء مسكا وعنبرا، وكان إلى جنب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وولداه الحسن والحسين، إلى قوله: فلما صارت في كف الحسنعليه‌السلام قالت:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً ) قال: يمهد فيها الإنسان والجبال أوتادا أي أوتاد الأرض.

١٢ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : ووتد بالضحور ميدان أرضه.

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً ) قال: يلبس على النهار.

١٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: أخبرني لم سمى الليل ليلا؟ قال: لأنه يلايل الرجال من النساء(١) جعله اللهعزوجل ألفة ولباسا وذلك قول اللهعزوجل :( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً ) قال: صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وجعلنا سراجا وهاجا قال: الشمس المضيئة( وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ) قال: من السحاب ماء ثجاجا قال: صبا على صب

١٦ ـ وفيه وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قرء رجل على أمير المؤمنينعليه‌السلام

__________________

(١) لايله ملايلة: استأجره لليلة.

٤٩٣

( ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) فقال: ويحك أي شيء يعصرون؟ يعصرون الخمر؟ قال الرجل: يا أمير المؤمنين كيف اقرأها؟ فقال: انما نزلت «عام( يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) (١) أي يمطرون بعد سنى المجاعة، والدليل على ذلك قوله:( وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً ) .

١٧ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن علي الصيرفي عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ( عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) بالياء(٢) يمطرون ثم قال: اما سمعت قوله:( وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً ) .

١٨ ـ عن علي بن معمر عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) مضمومة ثم قال:( وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً ) .

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: جنات ألفافا قال: بساتين ملتفة الشجر.

٢٠ ـ في مجمع البيان وفي الحديث عن البراء بن عازب قال: كان معاذ بن جبل جالسا قريبا من رسول الله في منزل أبي أيوب الأنصاري فقال معاذ: يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى:( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً ) الآيات فقال: يا معاذ سألت عن عظيم من الأمر ثم أرسل عينيه ثم قال: يحشر عشرة أصناف من أمتي أشتاتا قد ميزهم الله تعالى من المسلمين وبدل صورهم بعضهم على صورة القردة ؛ وبعضهم على صورة الخنازير، وبعضهم منكسون أرجلهم من فوق، ووجوههم من تحت، ثم يسحبون عليها، وبعضهم عمى يترددون، وبعضهم صم وبكم لا يعقلون، وبعضهم يمضغون ألسنتهم تسيل القيح من أفواههم لعابا يتقذرهم أهل الجمع، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار، وبعضهم أشد نتنا من الجيف، وبعضهم يلبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم، فأما الذين

__________________

(١) أي «يصرون» بضم الياء.

(٢) وفي البحار «بضم الياء».

٤٩٤

بصورة القردة فالفتات من الناس(١) وأمّا الذين على صورة الخنازير فأهل السحت وأمّا المنكسون على رؤسهم فآكلة الربا والعمى الجائرون في الحكم، والصم البكم المعجبون بأعمالهم والذين يمضغون بألسنتهم العلماء والقضاة الذين خالف أعمالهم أقوالهم، والمقطعة أيديهم وأرجلهم الذين يؤذون الجيران، والمصلبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى السلطان، والذين أشد نتنا من الجيف فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات. ويمنعون حق الله تعالى في أموالهم، والذينهم يلبسون الجباب فأهل الفخر والخيلاء.

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً ) قال: تفتح أبواب الجنان قوله( وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً ) قال: تسير الجبال مثل السراب الذي يلمع في المفازة.

٢٢ ـ في نهج البلاغة وتذل الشم الشوامخ والصم الرواسخ فيصير صلدها سرابا رقراقا ومعهدها قاعا سملقا(٢)

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً ) قال: قائمة قوله:( لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً ) قال: الاحقاب السنين والحقب سنة، والسنة عددها ثلاثمأة وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون، أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد ابن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن درست بن أبي منصور عن الأحول عن حمران بن أعين قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله( لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً ) قال: هذه في الذين لا يخرجون من النار.

__________________

(١) أي النامون.

(٢) الشم الشوامخ: الجبال العالية وذلها: تدكدكها، وهي أيضا: الصم الرواسخ، فيصير صلدها وهو الصلب الشديد الصلابة سرابا وهو ما يتراءى في النهار فيظن ماء والرقراق: الخفيف ومعهدها ما جعل منها منزلا للناس. والقاع: الأرض الخالية، والسملق: الصفصف المستوى ليس بعضه أرفع وبعضه أخفض.

٤٩٥

٢٤ ـ في كتاب معاني الأخبار أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن جعفر بن محمد بن عقبة عمن رواه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل ( لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً ) قال: الاحقاب ثمانية احقاب والحقب ثمانون سنة، والسنة ثلاثمأة وستون يوما، واليوم( كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) .

٢٥ ـ في مجمع البيان روى نافع عن ابن عمر قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يخرج من النار من دخلها حتى يمكث فيها أحقابا، والحقب بضع وستون سنة، والسنة ثلاثمأة وستون يوما، كل يوم( أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) فلا يتكلمن أحد على أن يخرج من النار.

٢٦ ـ وروى العياشي باسناده عن حمران قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن هذه الآية فقال: هذه في الذين يخرجون من النار، وروى عن الأحول مثله.

٢٧ ـ ورووا عن عليٍّعليه‌السلام و( كَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً ) خفيفة والقرائة المشهورة( وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً ) بالتثقيل.

٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً ) قال: يفوزون قوله: وكواعب اترابا قال: جوار وأتراب لأهل الجنة، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال في قوله:( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً ) قال: هي الكرامات( وَكَواعِبَ أَتْراباً ) أي الفتيات النواهد.(١)

٢٩ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : حتى إذا كان يوم القيامة حسب لهم حسناتهم ثم أعطاهم بكل واحدة عشرا أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال اللهعزوجل ( جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً ) وقال:( فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ ) .

٣٠ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت:( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ ) الآية قال: نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون

__________________

(١) النواهد: النسوة اللاتي كعب ثديهن وأشرف.

٤٩٦

صوابا، قلت: ما تقولون إذا تكلمتم؟ قال: نمجد ربنا ونصلي على نبينا، ونشفع لشيعتنا، ولا يردنا ربنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣١ ـ في مجمع البيان( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا ) الآية اختلف في معنى الروح هنا على أقوال إلى قوله: وروى علي بن إبراهيم باسناده إلى الصادقعليه‌السلام قال: هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل.

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا ) قال: الروح ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل، وكان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مع الائمةعليهم‌السلام .

٣٣ ـ في مجمع البيان( يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً ) وروى معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سئل عن هذه الآية فقال: نحن والله المأذونون لهم يوم القيامة والقائلون صوابا، قال: جعلت فداك ما تقولون؟ قال: نمجد ربنا ونصلي على نبينا ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربنا رواه العياشي مرفوعا.

٣٤ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام حاكيا أحوال موقف أهل المحشر ثم يجتمعون في مواطن أخر فليستنطقون فيفر بعضهم من بعض، ذلك قولهعزوجل :( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ) فليستنطقون( لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً ) فيقوم الرسولعليهم‌السلام فيشهدون في هذا الموطن فذلك قولهعزوجل :( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ) .

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله( إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً ) قال في النار وقال:( يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً ) أي علويا وقال: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: المكنى أمير المؤمنين أبو تراب.

٣٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عباية بن ربعي قال: قلت لعبد الله ابن عباس: لم كنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليا أبا تراب؟ قال: لأنه صاحب الأرض وحجة الله على أهلها بعده، وبه بقاؤها واليه سكونها، ولقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :

٤٩٧

إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تبارك وتعالى لشيعة على من الثواب والزلفى والكرامة قال:( يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً ) أي من شيعة علىعليه‌السلام ، وذلك قول اللهعزوجل ( وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء والنازعات لم يمت إلّا ريانا ولم يبعثه الله إلّا ريانا.

٢ ـ في مجمع البيان وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام من قرءها لم يمت إلّا ريان، ولم يبعثه الله إلّا ريان، ولم يدخل الجنة إلّا ريان.

٣ ـ أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرء سورة والنازعات لم يكن حبسه وحسابه يوم القيامة إلّا كقدر صلوة مكتوبة حتى يدخل الجنة.

٤ ـ والنازعات غرقا اختلف في معناه على وجوه: أحدها انه يعنى الملائكة الذين ينزعون أرواح الكفار عن أبدانهم بالشدة كما يغرق النازع بالقوس فيبلغ بها غاية المد وروى ذلك عن عليٍّعليه‌السلام .

٥ ـ وقيل هو الموت ينزع النفوس وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام .

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً ) قال نزع الروح والناشطات نشطا قال: الكفار ينشطون في الدنيا.

٧ ـ في مجمع البيان( وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً ) في معناه أقوال وثانيها انها الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الجلد والأظفار حتى تخرجها من أجوافهم بالكرب والغم عن علىعليه‌السلام يقال: نشط الجلد نشطا: نزعها.

٨ ـ والسابحات سبحا فيه أقوال: أحدها الملائكة يقبضون أرواح المؤمنين يسلونها سلا رفيقا ثم يدعونها حتى تستريح كالسابح بالشيء في الماء يرمى به عن عليٍّعليه‌السلام .

٤٩٨

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم في قوله فالسابقات سبقا يعنى أرواح المؤمنين تسبق أرواحهم إلى الجنة بمثل الدنيا، وأرواح الكافرين بمثل ذلك إلى النار.

١٠ ـ في مجمع البيان( فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً ) فيه أقوال أيضا أحدها انها الملائكة لأنها سبقت ابن آدم بالخير والايمان والعمل الصالح عن مجاهد، وقيل انها تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء، وقيل: انها تسبق أرواح المؤمنين إلى الجنة عن عليٍّعليه‌السلام ومقاتل. (وثانيها) انها أنفس المؤمنين تسبق إلى الملائكة الذين يقبضونها وقد عاينت السرور شوقا إلى رحمة الله ولقاء ثوابه وكرامته عن ابن مسعود.

١١ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عن أبيه موسى بن جعفرعليهم‌السلام قال: كان قوم من خواص الصادقعليه‌السلام جلوسا بحضرته في ليلة مقمرة مصبحة(١) فقالوا: يا ابن رسول الله ما أحسن أديم(٢) هذه السماء ونور هذه النجوم والكواكب؟ فقال الصادقعليه‌السلام : انكم لتقولون هذا وان المدبرات الاربعة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموتعليهم‌السلام ينظرون إلى الأرض فيرونكم وإخوانكم في أقطار الأرض، ونوركم إلى السماوات وإليهم أحسن من نور هذه الكواكب، وانهم ليقولون كما تقولون: ما أحسن أنوار هؤلاء المؤمنين؟.

١٢ ـ في مجمع البيان فالمدبرات امرأ فيه أقوال أيضا أحدها انها الملائكة تدبر أمر العباد من السنة إلى السنة عن عليٍّعليه‌السلام .

١٣ ـ وثالثها انها الأفلاك يقع فيها أمر الله تعالى فيجري به القضاء في الدنيا رواه علي بن إبراهيم، أقسم الله بهذه الأشياء التي عددها، وقيل تقديره ورب النازعات، وما ذكره بعدها، وهذا ترك الظاهر بغير دليل، وقد قال الباقر والصادقعليهما‌السلام : ان لله تعالى ان يقسم بما شاء من خلقه، وليس لخلقه ان يقسموا إلّا به.

١٤ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : قول اللهعزوجل :( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى

__________________

(١) كذا في الأصل وفي المصدر «مضحية» مكان «مصبحة».

(٢) أديم السماء: وجهها.

٤٩٩

وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) وما أشبه ذلك قال: إنّ للهعزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء وليس لخلقه أن يقسموا إلّا به.

١٥ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن علي بن مهزيار قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : قولهعزوجل :( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ) وقولهعزوجل :( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) وما أشبه هذا، فقال: إنّ للهعزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء وليس لخلقه أن يقسموا إلّا به.

١٦ ـ وفي تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله:( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ) قال: تنشق الأرض بأهلها، والرادفة الصيحة( يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ ) قال: قالت قريش أنرجع بعد الموت( أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً ) أي بالية( تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ ) قال: قالوا هذه على حد الاستهزاء، فقال الله:( فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ) قال: الزجرة النفخة الثانية في الصور، والساهرة موضع بالشام عند بيت المقدس.

١٧ ـ في نهج البلاغة وصارت الأجساد شحبة بعد بضتها، والعظام نخرة بعد قوتها.(١)

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قوله:( أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ ) يقول: في الخلق الجديد وأمّا قوله( فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ) والساهرة الأرض كانوا في القبور فلما سمعوا الزجرة خرجوا من قبورهم فاستووا على الأرض.

١٩ ـ في مجمع البيان روى أبو هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ( تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ ) فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي(٢) ( لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً ) ثم يزجر الله الخلق زجرة فاذا هم في هذه المبدلة في مثل مواضعهم من الاولى ،

__________________

(١) الشحب: الهلاك. والبض: الرخص الجسد الرقيق الجلد الممتلئ.

(٢) منسوب إلى عكاظ وهي سوق من أسواق العرب كانت تقوم هلال ذي القعدة وتستمر عشرين يوما وقيل شهرا.

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749