تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين5%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 356822 / تحميل: 4853
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

٣٩ ـ في نهج البلاغة هذا ما أمر به عبد الله عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ابتغاء وجه الله ليولجني به الجنة، ويعطيني الامنة.

٤٠ ـ وفيه: وليس رجل فأعلم أحرص على جماعة امة محمد وألفتها منى، ابتغى بذلك حسن الثواب وكريم المآب.

٤١ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله باسناده إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من صام يوما تطوعا ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة.

٤٢ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى علي بن عمر بن العطار قال: دخلت على أبي الحسن العسكريعليه‌السلام يوم الثلثاء فقال: لم أرك أمس؟ قال: كرهت الحركة في يوم الاثنين، قال: يا عليُّ من أحب ان يقيه الله شر يوم الاثنين فليقرأ في أول ركعة من صلوة الغداة هل أتى على الإنسان ثم قرء أبو الحسنعليه‌السلام ( فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً ) .

٤٣ ـ في أمالي الصدوق (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه اعنى قوله وطلب ثوابه قال الله تعالى ذكره:( فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً ) في الوجوه وسرورا في القلوب و( جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً ) يسكنونها وحريرا يفترشونه ويلبسونه( مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ ) والاريكة السرير( لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً ) قال ابن عباس: بينا أهل الجنة في الجنة إذا رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان فيقول أهل الجنة: يا رب انك قلت في كتابك( لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً ) فيرسل الله جل اسمه إليهم جبرئيل فيقول: ليس هذه بشمس ولكن عليا وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما، ونزلت «هل أتى» فيهم إلى قوله:( وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ) .

٤٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا ) قال: ذلك في الدنيا قبل القيامة، وذلك ان في القيامة لا يكون غدو وعشى، لان الغدو والعشى انما يكون في الشمس والقمر وليس في جنان الخلد ونيرانها شمس ولا قمر.

٤٥ ـ حدّثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام انه قال: ان

٤٨١

الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له وضوؤهما من نور عرشه وحرهما من جهنم فاذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما، وعاد إلى النار حرهما.

فلا يكون شمس ولا قمر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٦ ـ في كتاب الخصال عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : في الشمس أربع خصال: تغير اللون، وتنتن الريح، وتخلق الثياب، وتورث الداء.

٤٧ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن قول اللهعزوجل :( وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً ) من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذي يشتهيه من الثمار فيه وهو متكئ وان الأنواع من الفاكهة ليقلن لوليّ الله يا ولي الله كلني قبل ان تأكل هذه قبلي.

٤٨ ـ في مجمع البيان كانت تلك الأكواب قواريرا أي زجاجا قوارير من فضة قال الصادقعليه‌السلام : ينفذ البصر في فضة الجنة كما ينفذ في الزجاج.

٤٩ ـ في كتاب الخصال عن أبي صالح عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: أعطاني الله تعالى خمسا وأعطى عليا خمسا ؛ أعطانى الكوثر وأعطاه السلسبيل، الحديث.

٥٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن مرة عن ثوبان قال يهودي للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها؟ قال: كبد الحوت قال: فما شرابهم على أثر ذلك؟ قال: السلسبيل قال: صدقت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ولدان مخلدون قال: مستورون.

٥٢ ـ في كتاب معاني الأخبار أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى الخشاب عن يزيد بن إسحاق عن عباس بن يزيد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ـ وكنت عنده ذات يوم: ـ أخبرني عن قول اللهعزوجل :

٤٨٢

( وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ) ما هذا الملك الذي كبر اللهعزوجل حتى سماه كبيرا؟ قال: إذا ادخل الله أهل الجنة الجنة أرسل رسولا إلى ولي من أوليائه فيجد الحجبة على بابه، فتقول له: قف حتى نستأذن لك ؛ فما يصل إليه رسول ربه إلّا بإذن، فهو قولهعزوجل :( وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ) .

٥٣ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إلى الرَّحْمنِ وَفْداً ) فقال: يا عليُّ إنّ الوفد لا يكون إلّا ركبانا إلى قوله: فقال علىعليه‌السلام يا رسول الله أخبرنا عن قول اللهعزوجل : «غرف مبنية من فوقها غرف» بما ذا بنيت يا رسول الله؟ فقال يا عليُّ تلك غرف بناها اللهعزوجل لأوليائه بالدر والياقوت والزبرجد، سقوفها الذهب محبوكة بالفضة(١) لكل غرفة منها الف باب من ذهب، على كل باب منها ملك موكل به فيها فرش مرفوعة بعضها فوق بعض من الحرير والديباج بألوان مختلفة وحشوها الكافور والعنبر وذلك قول اللهعزوجل ( وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ) إذا ادخل المؤمن إلى منازله في الجنة ووضع على رأسه تاج الملك والكرامة البس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظومة في الإكليل(٢) تحت التاج قال: فألبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة وضروب مختلفة منسوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الأحمر، فذلك قولهعزوجل :( يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ ) فاذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا، فاذا استقر لوليّ اللهعزوجل منازله في الجنان استأذن عليه الموكل بجنانه ليهنئه بكرامة اللهعزوجل إياه، فيقول له خدام المؤمن من الوصفاء

__________________

(١) الحبك: الشد والأحكام وتحسين اثر الصنعة في الثوب.

(٢) الإكليل: تحت التاج وشبه العصابة تزين بالجواهر.

٤٨٣

والوصائف:(١) مكانك فان ولي الله قد اتكى على أريكته وزوجته الحوراء تهيأ له، فاصبر لوليّ الله قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمة لها تمشي مقبلة وحولها وصائفها وعليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد، وهي من مسك وعنبر، وعلى رأسها تاج الكرامة وعليها نعلان من ذهب مكللتان بالياقوت واللؤلؤ شراكهما ياقوت أحمر، فاذا دنت من ولي الله فهمَّ أن يقوم إليها شوقا فتقول له: يا ولي الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب فلا تقم، انا لك وأنت لي، فيعتنقان مقدار خمسمائة عام من أعوام الدنيا لا يملها ولا تمله، قال: فاذا فتر بعض الفتور من غير ملالة نظر إلى عنقها فاذا عليها قلائد من قصب من ياقوت أحمر وسطها لوح صفحته درة مكتوب فيها: أنت يا ولي الله حبيبي وانا الحوراء حبيبتك إليك تناهت نفسي والى تناهت نفسك، ثم يبعث الله إليه ألف ملك يهنونه بالجنة ويزوجونه بالحوراء قال: فينتهون إلى أول باب من جنانه فيقولون للملك الموكل بأبواب جنانه استأذن على ولي الله فان الله بعثنا نهنئه، فيقول لهم الملك: حتى أقول للحاجب فيعلمه مكانكم، قال: فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه وبين الحاجب ثلاثة جنان حتى ينتهى إلى أول باب فيقول للحاجب: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين ليهنئوا ولي الله وقد سألونى أن آذن لهم عليه، فيقول الحاجب: انه ليعظم عليَّ أن استأذن لأحد على وليّ الله وهو مع زوجته الحوراء، قال: وبين الحاجب وبين وليّ الله جنتان قال: فيدخل الحاجب إلى القيم فيقول له: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العزة يهنئون وليّ الله فاستأذن [لهم فيتقدم القيم إلى الخدام فيقول لهم: ان رسل الجبار على باب العرصة وهم الف ملك أرسلهم الله يهنئون وليّ الله] فأعلموه بمكانهم [قال: فيعلمونه فيؤذن للملائكة فيدخلون على وليّ الله وهو في الغرفة ولها الف باب وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل. فاذا اذن للملائكة بالدخول على وليّ الله فتح كل ملك بابه الموكل به] قال: فيدخل القيم كل ملك من باب من أبواب الغرفة قال: فيبلغونه رسالة الجبار جل

__________________

(١) الوصفاء جمع الوصيف: الخادم والخادمة.

٤٨٤

وعز وذلك قول اللهعزوجل :( وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ ) من أبواب الغرفة «سلام عليكم» إلى آخر الآية قال: وذلك قولهعزوجل :( وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ) يعنى بذلك وليّ الله وما هو فيه من الكرامة والنعيم والملك العظيم الكبير، ان الملائكة من رسل الله عز ذكره يستأذنون عليه فلا يدخلون عليه إلّا باذنه، فذلك الملك العظيم الكبير، قال: والأنهار تجري من تحت مساكنهم وذلك قول اللهعزوجل :( تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ ) .

٥٤ ـ في مجمع البيان( وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ) لا يزول ولا يفنى عن الصادقعليه‌السلام .

٥٥ ـ وعن أبي الدرداء قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يذكر الناس فذكر الجنة وما فيها من الأزواج والنعيم وفي القوم أعرابي فجثا لركبتيه وقال: يا رسول الله هل في الجنة من سماع؟ قال: نعم، يا أعرابي، ان في الجنة نهرا حافتاه الأبكار من كل بيضاء يتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قط، فذلك أفضل نعيم الجنة.

٥٦ ـ عن أبي أمامة الباهلي ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ما من عبد يدخل الجنة إلّا ويجلس عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين يغنيانه بأحسن صوت سمعه الانس والجن، وليس بمزمار الشيطان ولكن بتحميد الله وتقديسه.

٥٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك يا ابن رسول الله شوقني فقال: يا أبا محمد ان من أدنى نعيم أهل الجنة أن يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدنيا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فكيف يتنعم أهل الجنة بما فيها من النعيم وما منهم أحد إلّا وقد افتقد ابنه أو أباه أو حميمه أو أمّه، فاذا افتقدوهم في الجنة لم يشكوا في مصيرهم إلى النار فيما يصنع بالنعيم من يعلم أن حميمه في النار يعذب؟ قالعليه‌السلام : ان أهل العلم

٤٨٥

قالوا: انهم ينسون ذكرهم وقال بعضهم انتظروا قدومهم ورجوا أن يكونوا بين الجنة والنار في أصحاب الأعراف.

٥٩ ـ في مجمع البيان:( عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ ) وروى عن الصادقعليه‌السلام في معناه تعلوهم الثياب فيلبسونها.

٦٠ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إلى الرَّحْمنِ وَفْداً ) فقال: يا عليُّ إنّ الوفد لا يكونون إلّا ركبانا، أولئك رجال اتقوا الله فأحبهم الله عز ذكره، واختصهم ورضى أعمالهم فسماهم المتقين، ثم قال له: يا عليُّ أما والذي فلق الحبة وبرىء النسمة انهم ليخرجون من قبورهم وان الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق العز، عليها رحائل الذهب مكللة بالدر والياقوت، وجلائلها الإستبرق والسندس وخطمها جذل الأرجوان(١) تطير بهم إلى المحشر مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله يزفونهم زفا(٢) حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة الأعظم، وعلى باب الجنة شجرة ان الورقة منها ليستظل تحتها ألف رجل من الناس، وعن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية، قال: فيسقون منها شربة فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد، ويسقط عن أبشارهم(٣) الشعر وذلك قول اللهعزوجل :( وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً ) من تلك العين المطهرة قال: ثم يصرفون إلى عين اخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون فيها وهي عين الحياة

__________________

(١) «مكللة» أي محفوفة. وقوله «جلائلها» كذا في الأصل وتوافقه المصدر أيضا لكن في تفسير علي بن إبراهيم «جلالها» وهو بالكسر جمع جل بالضم: وهو للدابة كالثوب للإنسان تصان به «والإستبرق»: الديباج الغليظ. والسندس: الديباج الرقيق. والخطم، اللجام. والجذل ـ بالكسر والفتح ـ: أصل الشجرة يقطع وقد يجعل العود جذلا. والأرجوان معرب أرغوان.

(٢) أي يذهبون بهم على غاية الكرامة كما يزف العروس زوجها، أو يسرءون بهم.

(٣) جمع بشرة.

٤٨٦

فلا يموتون أبدا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٦١ ـ في أصول الكافي عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت:( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً ) قال: بولاية على تنزيلا، قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم. ذا تأويل.

٦٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله: بكرة وأصيلا قال: بالغداة ونصف النهار و( مِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً ) قال: صلوة الليل.

٦٣ ـ في مجمع البيان( وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً ) وروى عن الرضاعليه‌السلام انه سأله أحمد بن محمد عن هذه الآية وقال: ما ذلك التسبيح؟ قال: صلوات الليل.

٦٤ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت: ان هذه تذكرة قال: الولاية.

٦٥ ـ في الخرائج والجرائح عن القائمعليه‌السلام حديث طويل فيه يقول لكامل بن إبراهيم المدني: وجئت تسأل من مقالة المفوضة، كذبوا بل قلوبنا اوعية لمشية اللهعزوجل ، فاذا شاء شئنا، والله يقول:( وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ ) .

٦٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل يقولعليه‌السلام ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره وفعلهم فعله وكل ما يأتونه منسوب اليه، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله، لأنه يتوفى الأنفس على يد من يشاء، ويعطى ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء، وان فعل امنائه فعله، كما قال:( وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ ) .

٦٧ ـ في نهج البلاغة وان الله يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة.

٦٨ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت: يدخل من يشاء في

٤٨٧

رحمته قال: في ولايتنا، قال:( وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً ) ألآ ترى أنّ الله يقول: «( وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) قال: إنّ الله أعز وأمنع من أن يظلم، وأن ينسب نفسه إلى الظلم، ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته، ثم انزل بذلك قرآنا على نبيه فقال:( وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) قلت: هذا تنزيل؟ قال نعم.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء( وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً ) عرف الله بينه وبين محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرء سورة «والمرسلات» كتب ليس من المشركين.

٣ ـ في كتاب الخصال عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: أسرع الشيب إليك يا رسول الله؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: والمرسلات عرفا قال: آيات يتبع بعضها بعضا.

٥ ـ في مجمع البيان( وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً ) يعنى الرياح أرسلت متتابعة كعرف الفرس(١) عن ابن مسعود وابن عباس إلى قوله: وقيل انها الملائكة أرسلت بالعرف أمر الله ونهيه في رواية الهروي عن ابن مسعود وأبى حمزة الثمالي عن أصحاب علىعليه‌السلام .

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: والعاصفات عصفا قال: القبر والناشرات نشرا قال: نشر الأموات فالفارقات فرقا قال: الدابة فالملقيات ذكرا قال: الملائكة( عُذْراً أَوْ نُذْراً ) أعذركم وأنذركم بما أقول وهو قسم وجوابه( إِنَّما

__________________

(١) العرف: شعر عنق الفرس.

٤٨٨

تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ ) قوله:( فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ) قال: يذهب نورها وتسقط.

٧ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن سلام مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن رسول الله حديث طويل وفيه فيأمر اللهعزوجل أن تنفخ في وجوه الخلائق نفخة فتنفخ ؛ فمن شدة نفختها تنقطع السماء، وتنطمس النجوم، وتجمد البحار، وتزول الجبال، وتظلم الأبصار وتضع الحوامل حملها، وتشيب الولدان من هولها يوم القيامة.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ) فطمسها ذهاب ضوءها( وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ ) قال: تفرج وتنشق( وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ) قال: بعثت في أوقات مختلفة.

٩ ـ في مجمع البيان وقال الصادقعليه‌السلام : «اقتت» أي بعثت في أوقات مختلفة.

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ) قال: أخرت ليوم الفصل.

١١ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت:( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) قال يقول: ويل للمكذبين يا محمد بما أوحيت إليك من ولاية عليٍّعليه‌السلام ( أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ ) قال: الأولين الذين كذبوا الرسل في طاعة الأوصياء( كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ) قال: من أجرم إلى آل محمد وركب من وصيه ما ركب.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ ) قال: منتن( فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ ) قال في الرحم وأمّا قوله:( إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ ) يقول: منتهى الأجل.

١٣ ـ في نهج البلاغة ايها المخلوق السوي والمنشأ المرعى في ظلمات الأرحام، ومضاعفات الأستار، بديت من سلالة من طين، ووضعت( فِي قَرارٍ

٤٨٩

مَكِينٍ، إلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ ) ، وأجل مقسوم. تمور في بطن أمك جنينا، لا تخبر دعاء ولا تسمع نداء.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً ) قال: الكفات المساكن وقال: نظر أمير المؤمنينعليه‌السلام في رجوعه من صفين إلى المقابر فقال: هذه كفات الأموات أي مساكنهم، ثم نظر إلى بيوت الكوفة، فقال: هذه كفات الأحياء، ثم تلا قوله:( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً ) .

١٥ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن سليمان بن داود المنقري عن حماد بن عيسى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه نظر إلى المقابر فقال: يا حماد هذه كفات الأموات ونظر إلى البيوت فقال: هذه كفات الأحياء ثم تلا هذه الاية:( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً ) .

١٦ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن بعض أصحابه عن أبي كهمس عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً ) قال: دفن الشعر والظفر.

١٧ ـ في م علي بن إبراهيم وقوله:( وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ ) قال: جبال مرتفعة.

١٨ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل في بيان الأيام وفيه قال: قلت: فالثلثاء؟ قال: خلقت النار فيه، وذلك قوله تعالى:( انْطَلِقُوا إلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ انْطَلِقُوا إلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ ) قال: قلت: فالأربعاء؟ قال: بنيت أربعة أركان النار يوم الأربعاء.

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قولهعزوجل ( أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) فبلغنا والله أعلم انه إذا استوى أهل النار إلى النار لينطلق بهم قبل أن يدخلوا النار فيقال لهم: ادخلوا( إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ ) من دخان النار، فيحسبون انها الجنة ثم يدخلون النار أفواجا وذلك

٤٩٠

نصف النهار.

٢٠ ـ وفيه وقوله:( انْطَلِقُوا إلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ ) قال فيه ثلاث شعب من النار وقوله:( إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) قال: شرر النار مثل القصور والجبال.

٢١ ـ في إرشاد المفيد (ره) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه يقولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتزفر النار بمثل الجبال شررا.

٢٢ ـ في روضة الكافي باسناده إلى حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في قولهعزوجل :( وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ) فقال: الله أجل واعدل وأعظم من ان يكون لعبده عذر ولا يدعه يعتذر به، ولكنه فلج فلم يكن له عذر.

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ ) قال: في ظلال من نور أنور من الشمس.

٢٤ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب، عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي قال: قلت: «ان المتقين» قال: نحن والله وشيعتنا ليس على ملة إبراهيم غيرنا وساير الناس منها براء.

٢٥ ـ في مجمع البيان( وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ ) أي لا يصلون قال، مقاتل: نزلت في ثقيف حين أمرهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالصلوة فقالوا لا ننحنى، والرواية لا نحني فان ذلك سبة علينا فقالعليه‌السلام : لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود.

٢٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ ) قال: إذا قيل لهم تولوا الامام لم يتولوه.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء «عم يتساءلون» لم تخرج سنته إذا كان يد منها في كل يوم حتى يزور بيت الله الحرام.

٤٩١

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ومن قرء عم يتساءلون سقاه الله برد الشراب يوم القيامة.

٣ ـ في كتاب الخصال عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: يا رسول الله أسرع إليك الشب؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون.

٤ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة ومحمد بن عبدالله عن علي بن حسان عن عبد الله بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ) قال: النبأ العظيم الولاية.

٥ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن أبي عمير وغيره عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك ان الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية( عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ) ؟ قال: ذلك إلى ان شئت أخبرتهم وان شئت لم أخبرهم، ثم قال: لكني أخبرك بتفسيرها، قلت: عم يتساءلون؟ قال: فقال: هي في أمير المؤمنينعليه‌السلام . كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: ما للهعزوجل آية هي أكبر منى، ولا لله من نبأ أعظم منى.

٦ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين هي خطبة الوسيلة قالعليه‌السلام فيها: وانى النبأ العظيم.

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام في قوله:( عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ) قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ما لله نبأ أعظم منى، وما لله آية أكبر منى، ولقد عرض فضلي على الأمم الماضية على اختلاف ألسنتها فلم تقر بفضلي.

٨ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى ياسر الخادم عن أبي الحسن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّعليه‌السلام : يا عليُّ أنت حجة الله وأنت باب الله، وأنت الطريق إلى الله، وأنت النبأ العظيم، وأنت الصراط المستقيم وأنت المثل الأعلى، الحديث.

٤٩٢

٩ ـ في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادقعليه‌السلام شهدنا بمنك ولطفك بأنك أنت الله لا إله إلّا أنت ربنا، ومحمد عبدك ورسولك نبينا وعلى أمير المؤمنين والحجة العظمى وآيتك الكبرى والنبأ العظيم الذي هم فيه يختلفون.

١٠ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ هبط عليه الأمين جبرئيل ومعه جام من البلور الأحمر مملوء مسكا وعنبرا، وكان إلى جنب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وولداه الحسن والحسين، إلى قوله: فلما صارت في كف الحسنعليه‌السلام قالت:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً ) قال: يمهد فيها الإنسان والجبال أوتادا أي أوتاد الأرض.

١٢ ـ في نهج البلاغة قالعليه‌السلام : ووتد بالضحور ميدان أرضه.

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً ) قال: يلبس على النهار.

١٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: أخبرني لم سمى الليل ليلا؟ قال: لأنه يلايل الرجال من النساء(١) جعله اللهعزوجل ألفة ولباسا وذلك قول اللهعزوجل :( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً ) قال: صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وجعلنا سراجا وهاجا قال: الشمس المضيئة( وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ) قال: من السحاب ماء ثجاجا قال: صبا على صب

١٦ ـ وفيه وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قرء رجل على أمير المؤمنينعليه‌السلام

__________________

(١) لايله ملايلة: استأجره لليلة.

٤٩٣

( ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) فقال: ويحك أي شيء يعصرون؟ يعصرون الخمر؟ قال الرجل: يا أمير المؤمنين كيف اقرأها؟ فقال: انما نزلت «عام( يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) (١) أي يمطرون بعد سنى المجاعة، والدليل على ذلك قوله:( وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً ) .

١٧ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن علي الصيرفي عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ( عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) بالياء(٢) يمطرون ثم قال: اما سمعت قوله:( وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً ) .

١٨ ـ عن علي بن معمر عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) مضمومة ثم قال:( وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً ) .

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: جنات ألفافا قال: بساتين ملتفة الشجر.

٢٠ ـ في مجمع البيان وفي الحديث عن البراء بن عازب قال: كان معاذ بن جبل جالسا قريبا من رسول الله في منزل أبي أيوب الأنصاري فقال معاذ: يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى:( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً ) الآيات فقال: يا معاذ سألت عن عظيم من الأمر ثم أرسل عينيه ثم قال: يحشر عشرة أصناف من أمتي أشتاتا قد ميزهم الله تعالى من المسلمين وبدل صورهم بعضهم على صورة القردة ؛ وبعضهم على صورة الخنازير، وبعضهم منكسون أرجلهم من فوق، ووجوههم من تحت، ثم يسحبون عليها، وبعضهم عمى يترددون، وبعضهم صم وبكم لا يعقلون، وبعضهم يمضغون ألسنتهم تسيل القيح من أفواههم لعابا يتقذرهم أهل الجمع، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار، وبعضهم أشد نتنا من الجيف، وبعضهم يلبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم، فأما الذين

__________________

(١) أي «يصرون» بضم الياء.

(٢) وفي البحار «بضم الياء».

٤٩٤

بصورة القردة فالفتات من الناس(١) وأمّا الذين على صورة الخنازير فأهل السحت وأمّا المنكسون على رؤسهم فآكلة الربا والعمى الجائرون في الحكم، والصم البكم المعجبون بأعمالهم والذين يمضغون بألسنتهم العلماء والقضاة الذين خالف أعمالهم أقوالهم، والمقطعة أيديهم وأرجلهم الذين يؤذون الجيران، والمصلبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى السلطان، والذين أشد نتنا من الجيف فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات. ويمنعون حق الله تعالى في أموالهم، والذينهم يلبسون الجباب فأهل الفخر والخيلاء.

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً ) قال: تفتح أبواب الجنان قوله( وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً ) قال: تسير الجبال مثل السراب الذي يلمع في المفازة.

٢٢ ـ في نهج البلاغة وتذل الشم الشوامخ والصم الرواسخ فيصير صلدها سرابا رقراقا ومعهدها قاعا سملقا(٢)

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً ) قال: قائمة قوله:( لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً ) قال: الاحقاب السنين والحقب سنة، والسنة عددها ثلاثمأة وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون، أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد ابن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن درست بن أبي منصور عن الأحول عن حمران بن أعين قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله( لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً ) قال: هذه في الذين لا يخرجون من النار.

__________________

(١) أي النامون.

(٢) الشم الشوامخ: الجبال العالية وذلها: تدكدكها، وهي أيضا: الصم الرواسخ، فيصير صلدها وهو الصلب الشديد الصلابة سرابا وهو ما يتراءى في النهار فيظن ماء والرقراق: الخفيف ومعهدها ما جعل منها منزلا للناس. والقاع: الأرض الخالية، والسملق: الصفصف المستوى ليس بعضه أرفع وبعضه أخفض.

٤٩٥

٢٤ ـ في كتاب معاني الأخبار أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن جعفر بن محمد بن عقبة عمن رواه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل ( لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً ) قال: الاحقاب ثمانية احقاب والحقب ثمانون سنة، والسنة ثلاثمأة وستون يوما، واليوم( كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) .

٢٥ ـ في مجمع البيان روى نافع عن ابن عمر قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يخرج من النار من دخلها حتى يمكث فيها أحقابا، والحقب بضع وستون سنة، والسنة ثلاثمأة وستون يوما، كل يوم( أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) فلا يتكلمن أحد على أن يخرج من النار.

٢٦ ـ وروى العياشي باسناده عن حمران قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن هذه الآية فقال: هذه في الذين يخرجون من النار، وروى عن الأحول مثله.

٢٧ ـ ورووا عن عليٍّعليه‌السلام و( كَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً ) خفيفة والقرائة المشهورة( وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً ) بالتثقيل.

٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً ) قال: يفوزون قوله: وكواعب اترابا قال: جوار وأتراب لأهل الجنة، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال في قوله:( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً ) قال: هي الكرامات( وَكَواعِبَ أَتْراباً ) أي الفتيات النواهد.(١)

٢٩ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : حتى إذا كان يوم القيامة حسب لهم حسناتهم ثم أعطاهم بكل واحدة عشرا أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال اللهعزوجل ( جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً ) وقال:( فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ ) .

٣٠ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت:( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ ) الآية قال: نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون

__________________

(١) النواهد: النسوة اللاتي كعب ثديهن وأشرف.

٤٩٦

صوابا، قلت: ما تقولون إذا تكلمتم؟ قال: نمجد ربنا ونصلي على نبينا، ونشفع لشيعتنا، ولا يردنا ربنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣١ ـ في مجمع البيان( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا ) الآية اختلف في معنى الروح هنا على أقوال إلى قوله: وروى علي بن إبراهيم باسناده إلى الصادقعليه‌السلام قال: هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل.

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا ) قال: الروح ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل، وكان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مع الائمةعليهم‌السلام .

٣٣ ـ في مجمع البيان( يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً ) وروى معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سئل عن هذه الآية فقال: نحن والله المأذونون لهم يوم القيامة والقائلون صوابا، قال: جعلت فداك ما تقولون؟ قال: نمجد ربنا ونصلي على نبينا ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربنا رواه العياشي مرفوعا.

٣٤ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام حاكيا أحوال موقف أهل المحشر ثم يجتمعون في مواطن أخر فليستنطقون فيفر بعضهم من بعض، ذلك قولهعزوجل :( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ) فليستنطقون( لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً ) فيقوم الرسولعليهم‌السلام فيشهدون في هذا الموطن فذلك قولهعزوجل :( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ) .

٣٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله( إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً ) قال في النار وقال:( يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً ) أي علويا وقال: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: المكنى أمير المؤمنين أبو تراب.

٣٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عباية بن ربعي قال: قلت لعبد الله ابن عباس: لم كنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليا أبا تراب؟ قال: لأنه صاحب الأرض وحجة الله على أهلها بعده، وبه بقاؤها واليه سكونها، ولقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :

٤٩٧

إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تبارك وتعالى لشيعة على من الثواب والزلفى والكرامة قال:( يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً ) أي من شيعة علىعليه‌السلام ، وذلك قول اللهعزوجل ( وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء والنازعات لم يمت إلّا ريانا ولم يبعثه الله إلّا ريانا.

٢ ـ في مجمع البيان وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام من قرءها لم يمت إلّا ريان، ولم يبعثه الله إلّا ريان، ولم يدخل الجنة إلّا ريان.

٣ ـ أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرء سورة والنازعات لم يكن حبسه وحسابه يوم القيامة إلّا كقدر صلوة مكتوبة حتى يدخل الجنة.

٤ ـ والنازعات غرقا اختلف في معناه على وجوه: أحدها انه يعنى الملائكة الذين ينزعون أرواح الكفار عن أبدانهم بالشدة كما يغرق النازع بالقوس فيبلغ بها غاية المد وروى ذلك عن عليٍّعليه‌السلام .

٥ ـ وقيل هو الموت ينزع النفوس وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام .

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً ) قال نزع الروح والناشطات نشطا قال: الكفار ينشطون في الدنيا.

٧ ـ في مجمع البيان( وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً ) في معناه أقوال وثانيها انها الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الجلد والأظفار حتى تخرجها من أجوافهم بالكرب والغم عن علىعليه‌السلام يقال: نشط الجلد نشطا: نزعها.

٨ ـ والسابحات سبحا فيه أقوال: أحدها الملائكة يقبضون أرواح المؤمنين يسلونها سلا رفيقا ثم يدعونها حتى تستريح كالسابح بالشيء في الماء يرمى به عن عليٍّعليه‌السلام .

٤٩٨

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم في قوله فالسابقات سبقا يعنى أرواح المؤمنين تسبق أرواحهم إلى الجنة بمثل الدنيا، وأرواح الكافرين بمثل ذلك إلى النار.

١٠ ـ في مجمع البيان( فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً ) فيه أقوال أيضا أحدها انها الملائكة لأنها سبقت ابن آدم بالخير والايمان والعمل الصالح عن مجاهد، وقيل انها تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء، وقيل: انها تسبق أرواح المؤمنين إلى الجنة عن عليٍّعليه‌السلام ومقاتل. (وثانيها) انها أنفس المؤمنين تسبق إلى الملائكة الذين يقبضونها وقد عاينت السرور شوقا إلى رحمة الله ولقاء ثوابه وكرامته عن ابن مسعود.

١١ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عن أبيه موسى بن جعفرعليهم‌السلام قال: كان قوم من خواص الصادقعليه‌السلام جلوسا بحضرته في ليلة مقمرة مصبحة(١) فقالوا: يا ابن رسول الله ما أحسن أديم(٢) هذه السماء ونور هذه النجوم والكواكب؟ فقال الصادقعليه‌السلام : انكم لتقولون هذا وان المدبرات الاربعة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموتعليهم‌السلام ينظرون إلى الأرض فيرونكم وإخوانكم في أقطار الأرض، ونوركم إلى السماوات وإليهم أحسن من نور هذه الكواكب، وانهم ليقولون كما تقولون: ما أحسن أنوار هؤلاء المؤمنين؟.

١٢ ـ في مجمع البيان فالمدبرات امرأ فيه أقوال أيضا أحدها انها الملائكة تدبر أمر العباد من السنة إلى السنة عن عليٍّعليه‌السلام .

١٣ ـ وثالثها انها الأفلاك يقع فيها أمر الله تعالى فيجري به القضاء في الدنيا رواه علي بن إبراهيم، أقسم الله بهذه الأشياء التي عددها، وقيل تقديره ورب النازعات، وما ذكره بعدها، وهذا ترك الظاهر بغير دليل، وقد قال الباقر والصادقعليهما‌السلام : ان لله تعالى ان يقسم بما شاء من خلقه، وليس لخلقه ان يقسموا إلّا به.

١٤ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : قول اللهعزوجل :( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى

__________________

(١) كذا في الأصل وفي المصدر «مضحية» مكان «مصبحة».

(٢) أديم السماء: وجهها.

٤٩٩

وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) وما أشبه ذلك قال: إنّ للهعزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء وليس لخلقه أن يقسموا إلّا به.

١٥ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن علي بن مهزيار قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : قولهعزوجل :( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ) وقولهعزوجل :( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) وما أشبه هذا، فقال: إنّ للهعزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء وليس لخلقه أن يقسموا إلّا به.

١٦ ـ وفي تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله:( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ) قال: تنشق الأرض بأهلها، والرادفة الصيحة( يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ ) قال: قالت قريش أنرجع بعد الموت( أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً ) أي بالية( تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ ) قال: قالوا هذه على حد الاستهزاء، فقال الله:( فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ) قال: الزجرة النفخة الثانية في الصور، والساهرة موضع بالشام عند بيت المقدس.

١٧ ـ في نهج البلاغة وصارت الأجساد شحبة بعد بضتها، والعظام نخرة بعد قوتها.(١)

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قوله:( أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ ) يقول: في الخلق الجديد وأمّا قوله( فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ) والساهرة الأرض كانوا في القبور فلما سمعوا الزجرة خرجوا من قبورهم فاستووا على الأرض.

١٩ ـ في مجمع البيان روى أبو هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ( تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ ) فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي(٢) ( لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً ) ثم يزجر الله الخلق زجرة فاذا هم في هذه المبدلة في مثل مواضعهم من الاولى ،

__________________

(١) الشحب: الهلاك. والبض: الرخص الجسد الرقيق الجلد الممتلئ.

(٢) منسوب إلى عكاظ وهي سوق من أسواق العرب كانت تقوم هلال ذي القعدة وتستمر عشرين يوما وقيل شهرا.

٥٠٠

ما كان في بطنها كان في بطنها، وما كان في ظهرها كان على ظهرها.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: فحشر فنادى يعنى فرعون( فَنادى فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ ) الاخرة والاولى والنكال العقوبة، والاخرة هو قوله:( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) والاولى قوله:( ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي ) فأهلكه الله بهذين القولين.

٢١ ـ في كتاب الخصال عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال املى الله لفرعون ما بين الكلمتين أربعين سنة ثم أخذه الله نكال الاخرة والاولى، فكان بين أن قال الله تعالى لموسى وهارون:( قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما ) وبين أن عرفه الاجابة أربعين سنة، ثم قال: قال جبرئيلعليه‌السلام : نازلت ربي في فرعون منازلة شديدة، فقلت: يا رب تدعه وقد قال( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) ؟ فقال: انما يقول هذا عبد مثلك.

٢٢ ـ عن رجل من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إنّ أشد الناس عذابا يوم القيامة سبعة نفر أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه إلى قوله: وفرعون الذي قال:( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) الحديث.

٢٣ ـ في مجمع البيان( فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى ) بأن أغرقه في الدنيا ويعذبه في الاخرة، وقيل معناه فعاقبه الله بكلمة الاخرى وكلمة الاولى، فالاخرى قوله:( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) والاولى قوله:( ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي ) فنكل به نكال هاتين الكلمتين، وجاء في التفسير عن أبي جعفرعليه‌السلام انه كان بين الكلمتين أربعون سنة.

٢٤ ـ وروى أبو بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال جبرئيل قلت: يا رب تدع فرعون وقد قال:( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) ؟ فقال: انما يقول هذا مثلك من يخاف الفوت.

٢٥ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) نقلا عن تفسير الكلبي محمد عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن جبرئيل قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمد لو رأيتنى وفرعون يدعو بكلمة الإخلاص( آمَنْتُ أَنَّهُ لا إله إلّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) وانا ارسه في الماء والطين لشدة غضبى عليه مخالفة ان

٥٠١

يتوب فيتوب اللهعزوجل عليه؟ قال رسول الله: ما كان شدة غضبك عليه يا جبرئيل؟ قال: لقوله( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) وهي كلمته الاخرى منهما قالها حين انتهى إلى البحر وكلمته الاولى( ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي ) فكان بين الاولى والاخرة أربعون سنة وإنّما قال ذلك لقومه( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) حين انتهى إلى البحر فرآه قد يبست فيه الطريق فقال لقومه: ترون البحر قد يبس من فرقي فصدقوه لـمّا رأوا وذلك قولهعزوجل :( وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى ) .

٢٦ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن داود عن محمد بن عطية عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّه قال لرجل من أهل الشام: وكان الخالق قبل المخلوق، ولو كان أول ما خلق من خلقه الشيء من الشيء إذا لم يكن له انقطاع أبدا، ولم يزل الله إذا ومعه شيء وليس هو يتقدمه، ولكنه كان إذ لا شيء غيره، وخلق الشيء الذي جميع الأشياء منه فجعل نسب كل شيء إلى الماء ولم يجعل الماء نسبا يضاف اليه، وخلق الريح من الماء، ثم سلط الريح على الماء فشققت الريح متن الماء حتى ثار من الماء زبد على قدر ما شاء ان يثور، فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية ليس فيها صدع ولا ثقب ولا صعود ولا هبوط ولا شجرة ثم طواها فوضعها فوق الماء، ثم خلق الله النار من الماء فشققت النار متن الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ما شاء الله أن يثور، فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع ولا ثقب، وذلك قوله:( أَمِ السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها ) قال: ولا شمس ولا قمر ولا نجوم ولا سحاب، ثم طواها فوضعها فوق الأرض، ثم نسب الخلقتين فرفع السماء قبل دحو الأرض فذلك قوله عز ذكره:( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها ) يقول بسطها والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٧ ـ في نهج البلاغة كلام طويل يذكر فيهعليه‌السلام ابتداء خلق السماوات السبع وفيه قالعليه‌السلام : جعل سفلاهن موجا مكفوفا وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا.

٢٨ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن الحسين بن علي بن مروان عن عدة من أصحابنا عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّه قال كذلك

٥٠٢

ذكر البيت العتيق ان الله خلقه قبل الأرض، ثم خلق الأرض من بعده فدحاها من تحته.

٢٩ ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن منصور بن العباس عن صالح اللفائفي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله تعالى دحا الأرض من تحت الكعبة إلى منى، ثم دحاها من منى إلى عرفات، ثم دحاها من عرفات إلى منى، فالأرض من عرفات، وعرفات من منى، ومنى من الكعبة.

٣٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي زرارة التميمي عن أبي حسان عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لـمّا أراد الله تعالى أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربن وجه الماء حتى صار موجا ثم أزبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا عن زبد ثم دحا الأرض من تحته وهو قول الله تعالى:( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً ) .

ورواه أيضا عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

٣١ ـ محمد بن أحمد عن الحسين بن علي بن مروان عن عدة من أصحابنا عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام في المسجد الحرام: لأي شيء سماه الله العتيق؟ فقال: انه ليس من بيت وضعه الله على وجه الأرض إلّا له رب وسكان يسكنونه غير هذا البيت، فانه لا رب له إلّا الله تعالى، وهو الحرم. ثم قال: إنّ الله تعالى خلقه قبل الأرض، ثم خلق الأرض من بعده فدحاها من تحته.

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: خرج هشام بن عبد الملك حاجا ومعه الأبرش الكلبي فلقيا أبا عبد اللهعليه‌السلام في المسجد الحرام فقال هشام للأبرش: تعرف هذا؟ قال: لا. قال: هذا الذي تزعم الشيعة انه نبي من كثرة علمه، فقال الأبرش: لاسئلنه عن مسئلة لا يجيبني فيها إلّا نبي أو وصيّ نبي، فقال وددت انك فعلت ذلك فلقي الأبرش أبا عبد اللهعليه‌السلام فقال يا أبا عبد الله أخبرنى عن قول الله( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ) بما كان رتقهما وبما كان فتقهما؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام يا ابرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لاتحد ،

٥٠٣

ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء يومئذ عذب فرات، فلما أراد أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا ثم ازبد فصار زبدا واحدا. فجمعه في موضع البيت ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحى الأرض من تحته فقال الله تعالى:( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً ) ثم مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء فلما أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها، فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان من غير نار فخلق منه السماء وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر، وأجراها في الفلك وكانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر، وكانت الأرض غبراء على لون الماء العذب والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٣ ـ حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الأحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبي فاختة عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ونقل حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : وتبدل الأرض غير الأرض، يعنى بأرض لم تكسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها الجبال ولا نبات كما دحاها أول مرة.

٣٤ ـ في نهج البلاغة كبس الأرض على مور أمواج مستفحلة، ولجج بحار زاخرة ؛ يلتطم أو أذى أمواجها، وتصطفق متقاذفات اثباجها، وترغو زبدا كالفحول عند هياجها، فخضع جماح الماء المتلاطم لثقل حملها، وسكن هيج ارتمائه إذ وطأته بكلكلها، وذل مستخذيا إذ تمعكت عليه بكواهلها، فأصبح بعد اصطخاب أمواجه ساجيا مقهورا. وفي حكمة الذي منقادا أسيرا، وسكنت الأرض مدحوة في لجة تياره، وردت من نخوة بأوه واعتلائه، وشموخ أنفه وسمو غلوائه، وكعمته على كظة جريئة فهمد بعد نزقاته ولبد بعد زيفان وثباته(١) .

__________________

(١) كبس الأرض: أي أدخلها في الماء بقوة واعتماد شديد. والمور: مصدر مار: أي ذهب وجاء. قولهعليه‌السلام «مستفحلة» أي هائجة هيجان الفحول. واستفحل الأمر. تفاقم واشتد. زخر الماء امتد جدا وارتفع. والاواذى جمع آذى وهو الموج. وتصطفق: يضرب بعضها بعضا. والاثباج هاهنا أعالى الأمواج وأصل القبج: ما بين الكاهل إلى الظهر فنقل إلى هذا الموضع استعارة والرغاء: صوت البعير وغيره من ذوات الخف. وجماح ـ

٥٠٤

٣٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فخلق النهار قبل الليل؟ قال: نعم خلق النهار قبل الليل، والشمس والقمر والأرض قبل السماء.

قال عز من قائل:( أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها ) .

٣٦ ـ في روضة الكافي باسناده إلى أبي الربيع عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : ان الله تبارك وتعالى اهبط آدم إلى الأرض وكانت السماء رتقا لا تمطر، وكانت الأرض رتقا لا تنبت شيئا، فلما تاب اللهعزوجل على آدمعليه‌السلام أمر السماء فتفطرت بالغمام ثم أمرها فأرخت عز إليها(١) ثم أمر الأرض فأنبتت الأشجار وأثمرت الثمار، وتفيهت بالأنهار فكان ذلك رتقها وهذا فتقها.

٣٧ ـ وباسناده إلى محمد بن عطية عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام فان قول اللهعزوجل ( كانَتا رَتْقاً ) يقول: كانت السماء رتقا لا تنزل المطر وكانت الأرض رتقا لا تنبت الحب، فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيهما

__________________

ـ الماء: صعوده وغليانه واصله من جمح الفرس: ركب رأسه لا يثنيه شيء، يقال رجل جموح لمن يركب هو له فلا يمكن رده. وهيج الماء: اضطرابه. وارتمائه: تلاطمه. وكلكلها: صدرها. والمستخذي، الخاضع وتمعكت: تمرغت. والكواهل جمع كاهل وهو ما بين الكتفين والاصطخاب: افتعال من الصخب وهو الصياح والجلبة. والساجي: الساكن. وحكمة ـ محركة ـ: ما أحاط من اللجام بحنك الدابة. قولهعليه‌السلام «مدحوة» أي مبسوطة. والتيار: أعظم الموج. ولجته: أعمقه. والبأو: الكبر والفخر. والشموخ: العلو. قوله عليه‌السلام «غلوائه» أي غلوه وتجاوزه الحد، وكعمته أي شدت فمه لـمّا هاج، من الكعام وهو شيء يجعل في فم البعير. والكظة: الجهد والثقل الذي يعترى الإنسان عند الامتلاء من الطعام. وهمد بمعنى سكن. والنزقة: الخفة والطيش. ولبد الشيء بالأرض: لصق بها. والزيفان: شدة هبوب الريح.

(١) كناية عن شدة وقع المطر. وقد مر الحديث بمعناه في صفحة ١٠٦ من هذا المجلد أيضا فراجع.

٥٠٥

من كل دابة فتق السماء بالمطر، والأرض بنبات الحب.

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وقد ذكر السماء والأرض وكانتا رتقا مرتوقتين ليس لهما أبواب، ولم يكن للأرض أبواب وهو النبت، ولم تمطر السماء عليها، فتنبت ففتق السماء بالمطر وفتق الأرض بالنبات.

٣٩ ـ في نهج البلاغة وجبل جلاميدها ونشوز متونها وأطوادها، فأرساها في مراسيها فألزمها قرارتها، فمضت رؤسها في الهواء، ورست أصولها في الماء فأنهد جبالها عن سهولها، وأساخ قواعدها في متون أقطارها ومواضع أنصابها فأشهق قلالها، وأطال أنشازها، وجعلها للأرض عمادا وأرزها فيها أوتادا، فسكنت على حركتها من أن تميد بأهلها أو تسيخ بحملها أو تزول عن مواضعها(١) .

٤٠ ـ وفيه فلما ألقت السحاب برك بوانيها، وبعاع ما استقلت به من العبء المحمول عليها، اخرج به من هو أمد الأرض النبات، ومن زعر الجبال الاعشاب، فهي تبهج بزينة رياضها، وتزد هي بما ألبسته من ريط أزاهيرها، وحلية ما سمطت به من ناضر أنوارها، وجعل ذلك بلاغا للأنام ورزقا للانعام.(٢)

__________________

(١) قولهعليه‌السلام «وجبل جلاميدها» أي خلق صخورها. والنشوز جمع نشز وهو المرتفع من الأرض. ومتونها: جوانبها وأطوادها: جبالها. قولهعليه‌السلام فأرساها في مراسيها أي أثبتها في مواضعها قولهعليه‌السلام ـ «فألزمها قرارتها» أي أمسكها حيث استقرت قولهعليه‌السلام «فأنهد جبالها» أي أعلاها من نهد ثدى الجارية إذا أشرف وكعب. وقولهعليه‌السلام «وأساخ اه» أي غيب قواعد الجبال في جوانب أقطار الأرض. «والأنصاب» الأجسام المنصوبة. قولهعليه‌السلام «فأشهق قلالها» جمع قلة وهي ما علا من رأس الجبل. واشهقها أي جعلها شاهقة أي عالية. والنشز: المرتفع من الأرض ـ وقد مر أيضا ـ «وأرزها» أي أثبتها فيها.

(٢) البرك: الصدر. وبوانيها تثنية بوان ـ على زنة فعال بكسر الفاء ـ وهو عمود الخيمة. وبعاع السحاب: ثقله بالمطر. والعبء: الثقل. واستقلت أي ارتفعت ونهضت ـ

٥٠٦

٤١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى النزال بن سيارة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر الدجال ومن يقتله وأين يقتل: ألا إنّ بعد ذلك الطامة الكبرى قلنا: وما ذلك يا أمير المؤمنين قال: خروج دابة الأرض من عند الصفا، معها خاتم سليمان وعصى موسىعليهما‌السلام ، تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه هذا مؤمن حقا، وتضعه على وجه كل كافر فيكتب هذا كافر، حتى أن المؤمن لينادي: الويل لك حقا يا كافر، وان الكافر ينادى: طوبى لك يا مؤمن وددت انى كنت مثلك( فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ) ، ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله جل جلاله، وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلك ترفع التوبة فلا تقبل توبة ولا عمل يرفع، و( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ) ، ثم قالعليه‌السلام :لا تسألونى عما يكون بعد هذا، فانه عهد إلى حبيبي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ان لا أخبر به غير عترتي.

٤٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه يقول: كفى بالموت طامة(١) يا جبرئيل فقال جبرئيل: ان ما بعد الموت أطم وأطم من الموت قوله:( يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى ) قال: يذكر ما عمله كله وبرزت الحجيم لمن يرى قال: أحضرت.

٤٣ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ومن طغى ضل على عمل بلا حجة.(٢)

__________________

ـ وهو أمد الأرض: التي لانبات بها. وزعر الجبال جمع ازعر والمراد به قلة العشب والكلاء وأصله من الزعر وهو قلة الشعر في الرأس. والبهج والسرور. وتزدهي أي تتكبر. والريط جمع ريطة: كل ملاءة لست ذات لفقين أي قطعتين متضامتين كلها نسج واحد وقطعة واحدة والأزاهير: النور ذو الالوان. «وسمطت به» علق عليها السموط جمع سمط وهو العقد وفي نسخة الأصل «شمطت» أراد ما خالط سواد الرياض من النور الأبيض كالاقحوان ونحوه والنار ذو النضارة وهي الحسن والطراوة.

(١) الطامة: الداهية تغلب ما سواها قيل لها ذلك لأنها تطم كل شيء أي تعلوه وتغطيه.

(٢) كذا.

٥٠٧

٤٤ ـ وباسناده إلى داود الرقى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ) قال من علم ان الله يراه ويسمع ما يقول، ويعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال، فذلك الذي( خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى ) .

٤٥ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: قال لي أبو الحسنعليه‌السلام : اتق الله مرتقى السهل إذا كان منحدره وعرا(١) قال: وكان أبو عبد اللهعليه‌السلام يقول: لا تدع النفس وهواها فان هواها في رداها، وترك النفس وما تهوى داءها، وكف النفس عما تهوى دواءها.

٤٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن عبد الله بن بكير عن حمزة بن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الجنة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة، وجهنم محفوفة باللذات والشهوات، فمن اعطى نفسها لذتها وشهوتها دخل النار.

٤٧ ـ وباسناده إلى يحيى بن عقيل قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : انما أخاف عليكم الاثنين اتباع الهوى وطول الأمل، اما اتباع الهوى فانه يصد عن الحق، وأمّا طول الأمل فينسى الاخرة.

٤٨ ـ وباسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول اللهعزوجل : وعزتي وجلالي وكبريائي ونوري وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواه على هواي إلّا شتتت عليه أمره، ولبست عليه دنياه، وشغلت قلبه بها، ولم اوته منها إلّا ما قدرت له، وعزتي وجلالي وعظمتي ونوري وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر

__________________

(١) الوعر: المكان الصلب ضد السهل. قال الفيض (ره): ولعل المراد بصدر الحديث النهى عن طلب الجاه والرياسة وساير شهوات الدنيا ومرتفعاتها فانها وان كانت مواتية على اليسر والخفض إلّا ان عاقبتها عاقبة سوء والتخلص من غوائلها وتبعاتها في غاية الصعوبة، أعاذنا الله وساير المؤمنين من شرور الدنيا وغرورها.

٥٠٨

عبد هواي على هواه إلّا واستحفظته ملائكتى، وكفلت السماوات والأرضين رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر، وأتته الدنيا وهي راغمة.

٤٩ ـ وباسناده إلى أبي محمد الوابشي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: احذروا اهوائكم كما تحذرون أعدائكم، فليس شيء أعدى للرجال، من اتباع أهوائهم وحصائد ألسنتهم.

٥٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم «و( أَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى ) قال: هو العبد إذا وقف على معصية الله وقدر عليها ثم تركها مخافة الله ونهى الله ونهى النفس عنها فمكافاته الجنة. قوله: يسألونك أيان مرساها قال: متى تقوم فقال الله:( إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها ) . أي علمها عند الله قوله:( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها ) قال: بعض يوم.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء عبس وتولى و( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) كان تحت جناح الله من الجنان، وفي ظل الله وكرامته وفي جنانه. ولا يعظم ذلك على الله إنْ شاء الله.

٢ ـ في تفسير مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ومن قرأ عبس جاء يوم القيامة ووجهه ضاحك مستبشر.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى ) قال: نزلت في عثمان وابن أم مكتوم مؤذن لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان أعمى، وجاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده أصحابه وعثمان عنده فقدمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على عثمان، فعبس عثمان وجهه وتولى عنه، فأنزل الله «عبس وتولى» يعنى عثمان( أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ) أي يكون طاهرا ازكى أو يذكر قال: يذكره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فتنفعه الذكرى

٥٠٩

٤ ـ في مجمع البيان قيل نزلت الآية في عبد الله بن أم مكتوم وهو عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بنى عامر بن لوى. وذلك انه أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وأبيا وامية إبني خلف يدعوهم إلى الله ويرجو إسلامهم، فقال: يا رسول الله اقربنى وعلمني مما علمك الله، فجعل يناديه وكرر النداء ولا يدرى انه مشتغل مقبل على غيره، حتى ظهرت الكراهية في وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لقطعه كلامه. وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد انما اتباعه العميان والعبيد فأعرض وأقبل على القوم يكلمهم، فنزلت الآيات وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا رآه قال: مرحبا بمن عاتبني فيه ربي، ويقول: هل لك من حاجة؟ واستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين، قال أنس بن مالك: فرأيته يوم القادسية وعليه درع ومعه راية سوداء. وروى عن الصادقعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا راى أم مكتوم قال: مرحبا لا والله لا يعاتبني الله فيك أبدا وكان يصنع من اللطف حتى كان يكف عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مما يفعل به، قال المرتضى علم الهدىقدس‌سره : ليس في ظاهر الآية دلالة على توجهها إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بل هي خبر محض لم يصرح به المخبر عنه، وفيها ما يدل على ان المعنى بها غيره، لان العبوس ليس من صفات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مع الأعداء المتبائنين فضلا عن المؤمنين المسترشدين ثم الوصف بأنه يتصدى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة، ويؤيد هذا القول قوله سبحانه في وصفهعليه‌السلام :( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) وقوله:( وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) والظاهر أن قوله: عبس وتولى المراد به غيره وروى عن الصادقعليه‌السلام انها نزلت في رجل من بني أميّة كان عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجائه ابن أم مكتوم فلما رآه تقذر منه وعبس وجمع نفسه وأعرض بوجهه عنه، فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره عليه.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم خاطب عثمان فقال:( أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ) قال: أنت إذا جاءك غنى تتصدى له وترفعه( وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى ) أي لا تبالي أزكيا كان أو غير زكى إذا كان غنيا و( أَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى ) يعنى ابن

٥١٠

أم مكتوم( وَهُوَ يَخْشى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ) أي تلهو ولا تلتفت اليه.

٦ ـ في مجمع البيان وفي الشواذ قراءة الحسن «آن جاءه» وقراءة أبي جعفرعليه‌السلام «تصدى» بضم التاء وفتح الصاد و «تلهى» بضم التاء أيضا.

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ ) قال: القرآن( فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ ) قال: عند الله( مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ) قال: بأيدى الائمةعليهم‌السلام كرام بررة.

٨ ـ في مجمع البيان( كِرامٍ بَرَرَةٍ ) وقال قتادة: هم القراء يكتبونها ويقرءونها، قال: وروى الفضيل بن يسار عن الصادقعليه‌السلام قال: الحافظ للقرآن العالم به مع السفرة الكرام البررة (انتهى).

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ ) قال: هو أمير المؤمنينعليه‌السلام قال:( ما أَكْفَرَهُ ) أي ما فعل وأذنب حتى قتلوه، أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن جميل بن دراج عن أبي اسامة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله:( قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ ) قال نعم. نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام ما أكفره؟ يعنى بقتلكم إياه.

١٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه( قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ ) أي لعن الإنسان.

١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا من الرواية عنه اعنى قوله: بقتلكم إياه ثم نسب أمير المؤمنينعليه‌السلام ونسب خلقه وما أكرمه الله به فقال:( مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ) يقول: من طينة الأنبياء خلقه فقدره للخير( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ) يعنى سبيل الهدى ثم أماته ميتة الأنبياء( ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ ) قلت: فما قوله:( ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ ) ؟ قال يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضى ما أمره.

وفيه أي في تفسيره أيضا( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ) قال: يسر له طريق الخير.

قال عز من قائل:( ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ) .

١٢ ـ في كتاب علل الشرائع في العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه

٥١١

سمعها من الرضاعليه‌السلام فان قال: فلم أمر بدفنه؟ قيل: لئلا يظهر الناس على فساد جسده وقبح منظره وتغير ريحه، ولا تتأذى به الأحياء بريحه وبما يدخل به الافة والدنس والفساد، وليكون مستورا عن الأولياء والأعداء فلا يشمت عدو ولا يحزن صديق.

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ ) أي لم يقض أمير المؤمنينعليه‌السلام ما قد أمره، وسيرجع حتى يقضى ما( أَمَرَهُ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إلى طَعامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ) إلى قوله:( وَقَضْباً ) قال: القضب القت(١) قوله: وفاكهة وأبا قال: الأب الحشيش للبهائم.

١٤ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله وروى أن أبا بكر سئل عن قول الله تعالى:( وَفاكِهَةً وَأَبًّا ) فلم يعرف معنى الأب من القرآن، وقال: أي سماء تظلني أم أي أرض تقلني أم كيف أصنع ان قلت في كتاب الله بما لا أعلم، أمّا الفاكهة فنعرفها، وأمّا الأب فالله أعلم، فبلغ أمير المؤمنينعليه‌السلام مقاله في ذلك فقال: سبحان الله اما علم أن الأب هو الكلاء والمرعى؟ وان قوله تعالى( وَفاكِهَةً وَأَبًّا ) اعتداد من الله بانعامه على خلقه فيما غذاهم به وخلقه لهم ولانعامهم مما تحيى به أنفسهم، وتقوم به أجسادهم.

أقول قد نقلنا في سورة والنازعات عند قولهعزوجل ( أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها ) ما يكون بيانا لقولهعزوجل :( أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ) إلى قوله:( مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ ) فليراجع.

١٥ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وقام رجل يسأله فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن قول الله تعالى( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ) من هم؟ قال: قابيل وهابيل. والذي يفر من امه موسى، والذي يفر من أبيه إبراهيم يعنى الأب المربي لا الوالد، والذي يفر من صاحبته لوط، والذي يفر من ابنه نوح وابنه كنعان.

__________________

(١) القت: الفصفصة، وهي الرطبة من علف الدواب.

٥١٢

في كتاب الخصال عن الحسين بن عليعليه‌السلام قال: كان عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام بالكوفة في الجامع إذ جاء إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، وكان فيما سأله أن قال له: أخبرنى عن قول الله تعالى:( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ) وذكر مثل ما في عيون الأخبار سواء ؛ إلّا انه ليس فيه يعنى الأب المربي لا الوالد وبعده قال مصنف هذا الكتابرحمه‌الله : انما يفر موسى من امه خشية أن يكون قصر فيما وجب عليه من حقها، وإبراهيم انما يفر من الأب المربي المشرك لا من الأب الوالد وهو تارخ

١٦ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام عن أهل المحشر: ثم يجتمعون في مواطن أخر فيستنطقون فيفر بعضهم من بعض ؛ فذلك قولهعزوجل :( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ )

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) قال شغل يشغله عن غيره.

١٨ ـ في مجمع البيان وروى عن عطاء بن يسار عن سودة زوج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالت: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يبعث الناس حفاة عراة غر لا(١) يلجمهم العرق ويبلغ شحمة الأذان، قالت قلت: يا رسول الله وسوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض إذا جاء؟! قال: شغل الناس عن ذلك، وتلا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) .

١٩ ـ في محاسن البرقي عنه عن الحسين بن يزيد النوفلي عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن عليٍّعليه‌السلام قال: ومن وقر مسجدا لقى الله يوم يلقاه ضاحكا مستبشرا وأعطاه كتابه بيمينه.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء عبس وتولى و( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) كان تحت جناح الله من الجنات، وفي ظل الله وكرامته وفي

__________________

(١) الغرل جمع الأغرل: الأقلف وهو الذي لم يختن.

٥١٣

جناته، ولا يعظم ذلك على الله إنْ شاء الله.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرء( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) أعاذه الله ان يفضحه حين ينشر صحيفته.

٣ ـ ابن عمر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحب ان ينظر إلى يوم القيامة فليقرأ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) .

٤ ـ وروى أبو بكر قال: قلت: يا رسول الله أسرع إليك الشيب؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت.

٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي ذر الغفاريرحمه‌الله قال: كنت آخذا بيد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن نتماشى جميعا، فما زلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت، فقلت يا رسول الله أين تغيب؟ قال: في السماء ثم ترفع من سماء إلى سماء حتى ترفع إلى السماء السابعة العليا حتى تكون تحت العرش، فتخر ساجدة فتسجد معها الملائكة الموكلون بها ثم تقول: يا رب من أين أطلع؟ أمن مغربي أم من مطلعي؟ فذلك قولهعزوجل :( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) يعنى صنع الرب العزيز في ملكه بخلقه، قال: فيأتيها جبرئيل بحلة ضوء من نور العرش على مقادير ساعات النهار في طوله في الصيف وقصره في الشتاء وما بين ذلك في الخريف والربيع قال: فتلبس تلك الحلة كما يلبس أحدكم ثيابه ثم تنطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطلعها قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : فكأني بها قد جلست مقدار ثلاث ليال ثم لا تكسى ضوء وتؤمر أن تطلع من مغربها فذلك قولهعزوجل :( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) والقمر كذلك من مطلعه ومجراه في أفق السماء ومغربه وارتفاعه إلى السماء السابعة، ويسجد تحت العرش ثم يأتيه جبرئيل من نور الكرسي، فذلك قولهعزوجل :( جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً ) .

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) قال: تصير سوداء مظلمة( وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) قال: يذهب ضوءها.( وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ ) قال تسير كما قال:( تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ ) قوله:( وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ )

٥١٤

قال الإبل تتعطل إذا مات الخلق فلا يكون من يحلبها قوله:( وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ ) قال: تتحول البحار التي حول الدنيا كلّما نيرانا( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: من الحور العين.

٧ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: اما أهل الجنة فزوجوا الخيرات الحسان، وأمّا أهل النار فمع كل إنسان منهم شيطان يعنى قرنت نفوس الكافرين والمنافقين بالشياطين فهم قرنائهم.

٨ ـ في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام ( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ) بفتح الميم والواو وروى عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) .(١)

٩ ـ وفيه ومن قرء «وإذا الموؤدة سألت بفتح السين» جعلت الموؤدة موصوفة بالسؤال، وبالقول( بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) . ويمكن ان يكون الله تعالى أكملها في تلك الحال وأقدرها على النطق حتى قالت ذلك القول، ويعضده ما روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه يجيء المقتول ظلما يوم القيامة وأوداجه تشخب دما اللون لون الدم، والريح ريح المسك، متعلقا بقاتله يقول: يا رب سل هذا فيما قتلني، وأمّا من قرء الموؤدة بفتح الميم والواو فالمراد بذلك الرحم والقرابة، وانه يسأل قاطعها عن سبب قطعها، وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: يعنى قرابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن قتل في جهاد.

وفي رواية اخرى قال: هو من قتل في مودتنا وولايتنا.

١٠ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقرعليه‌السلام في قوله:( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ) يقول: اسئلكم عن المودة التي انزل عليكم فضلها مودة ذي القربى، وحق الواجب على الناس، وحبنا الواجب على الخلق، قتلوا موءودنا بأى ذنب قتلتمونا.

١١ ـ في أصول الكافي محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل

__________________

(١) أي بفتح السين في «سئلت» والقاف في «قتلت».

٥١٥

بن حسان وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ثم قال جل ذكره:( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) وكان علىعليه‌السلام وكان حقه الوصية التي جعلت والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوة، فقال:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ثم قال:( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) يقول اسئلكم عن المودة التي نزلت عليكم فضلها مودة القربى بأى ذنب قتلتموهم.

١٢ ـ محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ايها الناس ان الله تبارك وتعالى أرسل إليكم الرسول إلى أن قال: ودفنوا في التراب الموؤدة بينهم من أولادهم أو لا يختارون دونهم طيب العيش ورفاهية خفوض الدنيا، لا يرجون ثوابا ولا يخافون والله منه عقابا، حيهم أعمى نجس وميتهم في النار مبلس فجاءهم بنسخة ما في الصحف الاولى.

١٣ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمان بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنين: وأمّا الذنب الذي لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض ان الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه(١) أقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف، ومسحة بكف أو نطحة ما بين القرناء إلى الجماء(٢) فيقتص للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لأحد على أحد مظلمة، ثم يبعثهم للحساب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد ابن محمد عن علي بن الحكم عن أيمن بن محرز عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) قال: من قتل في مودتنا، وقال علي بن إبراهيم في قوله:( وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ) قال: صحف الأعمال قوله :

__________________

(١) لعله كناية عن ظهور أحكامه وثوابه وحسابه.

(٢) نطحه ـ كمنعه ـ: أصابه بقرنه. والجماء: الشاة لا قرن لها.

٥١٦

( وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ ) قال: أبطلت.

١٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وفي رواية سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي وذكر حديثا طويلا وفيه قال عليٌّعليه‌السلام : ويلك يا ابن الخطاب لو تدري مما خرجت وفيما دخلت وما ذا جنيت على نفسك وعلى صاحبك؟ فقال أبو بكر: يا عمر اما إذا بايع وأمنا شره وفتكه وغائلته فدعه يقول ما يشاء فقال علىعليه‌السلام لست بقائل غير شيء واحد. أذكركم بالله أيها الاربعة يعنيني والزبير وأبا ذر والمقداد: أسمعتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إنّ تابوتا من نار فيه اثنا عشر رجلا، ستة من الأولين وستة من الآخرين، في جب في قعر جهنم في تابوت مقفل، على ذلك الجب صخرة إذا أراد الله أن يسعر جهنم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب فاستعاذت جهنم من وهج(١) ذلك الجب فسألناه عنهم وأنتم شهود فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : اما الأولين فابن آدم الذي قتل أخاه، وفرعون الفراعنة، والذي حاج إبراهيم في ربه، ورجلان من بني إسرائيل بدلا كتابهم وغيرا سنتهم، اما أحدهما فهود اليهود، والاخر نصر النصارى، وإبليس سادسهم، والدجال في الآخرين وهؤلاء الخمسة أصحاب الصحيفة الذين تعاهدوا وتعاقدوا على عداوتك يا أخي وتظاهروا عليك بعدي، هذا وهذا وهذا حتى عدهم وسماهم؟ فقال سلمان: فقلنا صدقت نشهد انا سمعنا ذلك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

١٦ ـ وعن سليم بن قيس الهلالي قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام للزبير وقد ادعى ان سعيد بن عمرو بن نفيل سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول في العشرة: انهم من أهل الجنة: ووالله ان بعض من سميته لفي تابوت في شعب في جب في أسفل درك من جهنم ؛ على ذلك الجب صخرة إذا أراد الله ان يسعر جهنم رفع تلك الصخرة، سمعت ذلك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: فلا اقسم بالخنس قال: أي واقسم بالخنس وهو اسم النجوم الجوار الكنس قال: النجوم

__________________

(١) الوهج ـ محركة ـ: اتقاد النار والشمس وحرهما من بعيد.

٥١٧

تكنس(١) بالنهار فلا تبين.

١٨ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى إبراهيم بن عطية عن أم هانى الثقفية قال: غدوت على سيدي محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام فقلت: يا سيدي آية من كتاب اللهعزوجل :( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) قال: نعم المسئلة سئلتنى يا أم هانى هذا مولود في آخر الزمان هو المهدي من هذه العترة، يكون له حيرة وغيبة يضل فيها قوم ويهتدى فيها قوم، فيا طوبى لك ان ادركتيه ويا طوبى لمن أدركه.

١٩ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن جعفر بن محمد عن موسى بن جعفر البغدادي عن وهب بن شاذان عن الحسن بن أبي الربيع عن محمد بن إسحاق عن أم هانى قال: سألت أبا جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) قالت: فقال: امام يخنس(٢) سنة ستين ومأتين، ثم يظهر كالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء، وان أدركت زمانه قرت عينك.

٢٠ ـ عدة من أصحابنا عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن الحسن عن عمر بن يزيد عن الحسن بن الربيع الهمداني قال حدّثنا محمد بن إسحاق عن أسيد بن ثعلبة عن أم هانى قال: لقيت أبا جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام فسألته عن هذه الآية( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) قال الخنس امام يخنس في زمانه عند انقطاع علمه من عند الناس سنة ستين ومأتين، ثم يبدو كالشهاب الواقد في ظلمة الليل، فان أدركت ذلك قرت عينك.

٢١ ـ في مجمع البيان «بالخنس» وهي النجوم تخنس بالنهار وتبدو بالليل والجوار صفة لها، لأنها تجري في أفلاكها «الكنس» من صفتها أيضا لأنها تكنس أي تتوارى في بروجها كما تتوارى الظباء في كناسها(٣) وهي خمسة أنجم: زحل والمشترى والمريخ والزهرة وعطارد عن عليٍّعليه‌السلام .( وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ ) أي إذا

__________________

(١) أي تستر.

(٢) أي يستر.

(٣) الكناس ـ ككتاب ـ: بيت الطبي يستتر فيه.

٥١٨

أدبر بظلامه عن عليٍّعليه‌السلام .

٢٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ ) قال: إذا أظلم( وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ ) قال: إذا ارتفع.

٢٣ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسأله عن شيء تنفس ليس له لحم ولا دم؟ فقال: ذاك الصبح إذا تنفس.

٢٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ) قال: يعنى جبرئيل قلت: قوله:( مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ) قال: يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هو المطاع عند ربه الأمين يوم القيامة.

٢٥ ـ في مجمع البيان وفي الحديث ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لجبرئيل: ما أحسن ما اثنى عليك ربك( ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ) فما كانت قوتك وما كانت أمانتك؟ فقال: أمّا قوّتي فإنّي بعثت إلى مدائن لوط وهي أربع مدائن، في كل مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذراري، فحملتهم من الأرض حتى سمع أهل السماوات أصوات الدجاج ونباح الكلاب، ثم هويت بهن فقلبتهن وأمّا أمانتى فإنّي لم أؤمر بشيء فعدوته إلى غيره.

٢٦ ـ وفيه عند قوله تعالى:( وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ ) روى أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لجبرئيل لـمّا نزلت هذه الاية: هل أصابك من هذه الرحمة شيء؟ قال: نعم انى كنت أخشى عاقبة الأمر فآمنت بك لما اثنى الله عليَّ بقوله:( ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ) .

٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه من الحديث أعنى قوله يوم القيامة: قلت: وما صاحبكم بمجنون قال: يعنى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في نصبه أمير المؤمنينعليه‌السلام علما للناس.

٢٨ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قال في كل يوم من

٥١٩

شعبان سبعين مرة: استغفر الله الذي لا إله إلّا هو الرحمن الرحيم الحي القيوم وأتوب اليه، كتب في أفق المبين، قال: قلت: وما الأفق المبين؟ قال: قاع(١) بين يدي العرش فيه أنهار تطرد، وفيه من القدحان عدد النجوم.

٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه قريبا اعنى قوله «علما للناس» قلت( وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ) قال: ما هو تبارك وتعالى على نبيه بغيبه بضنين عليه، قلت قوله:( وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ ) قال: يعنى الكهنة الذين كانوا في قريش فنسب كلامهم إلى كلام الشياطين الذين كانوا معهم، يتكلمون على ألسنتهم، فقال:( وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ ) مثل أولئك، قلت قوله:( فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ لِمَنْ ) أخذ الله ميثاقه على ولايتهعليه‌السلام قلت:( لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ) قال: في طاعة على والائمة من بعده قلت قوله:( وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) قال: لان المشية إليه تبارك وتعالى لا إلى الناس.

٣٠ ـ حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا محمد بن أحمد عن أحمد بن محمد السياري عن فلان عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: إنّ الله جعل قلوب الائمة موردا لإرادته، فاذا شاء الله شيئا شاؤه، وهو قوله:( وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) .

٣١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام يذكر فيه جواب بعض الزنادقة عما اعترض به على التنزيل أجابعليه‌السلام عما توهمه من التناقض بين قوله:( اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها ) وقوله: «( يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ ) ، وتوفته رسلنا، وتتوفاهم الملائكة» بقوله: «فمن كان من أهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة، ومن كان من أهل المعصية تولت قبض روحه ملائكة النقمة، ولملك الموت أعوان من ملائكة» الرحمة والنقمة يصدرون عن امره فعلهم فعله، وكل ما يأتونه منسوب اليه، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله، لأنه يتوفى الأنفس على يد من يشاء، ويعطى ويمنع ويثيب

__________________

(١) القاع: ارض سهلة مطمئنة.

٥٢٠

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749