تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين5%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 356963 / تحميل: 4858
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

ما كان في بطنها كان في بطنها، وما كان في ظهرها كان على ظهرها.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: فحشر فنادى يعنى فرعون( فَنادى فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ ) الاخرة والاولى والنكال العقوبة، والاخرة هو قوله:( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) والاولى قوله:( ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي ) فأهلكه الله بهذين القولين.

٢١ ـ في كتاب الخصال عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال املى الله لفرعون ما بين الكلمتين أربعين سنة ثم أخذه الله نكال الاخرة والاولى، فكان بين أن قال الله تعالى لموسى وهارون:( قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما ) وبين أن عرفه الاجابة أربعين سنة، ثم قال: قال جبرئيلعليه‌السلام : نازلت ربي في فرعون منازلة شديدة، فقلت: يا رب تدعه وقد قال( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) ؟ فقال: انما يقول هذا عبد مثلك.

٢٢ ـ عن رجل من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إنّ أشد الناس عذابا يوم القيامة سبعة نفر أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه إلى قوله: وفرعون الذي قال:( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) الحديث.

٢٣ ـ في مجمع البيان( فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى ) بأن أغرقه في الدنيا ويعذبه في الاخرة، وقيل معناه فعاقبه الله بكلمة الاخرى وكلمة الاولى، فالاخرى قوله:( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) والاولى قوله:( ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي ) فنكل به نكال هاتين الكلمتين، وجاء في التفسير عن أبي جعفرعليه‌السلام انه كان بين الكلمتين أربعون سنة.

٢٤ ـ وروى أبو بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال جبرئيل قلت: يا رب تدع فرعون وقد قال:( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) ؟ فقال: انما يقول هذا مثلك من يخاف الفوت.

٢٥ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) نقلا عن تفسير الكلبي محمد عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن جبرئيل قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمد لو رأيتنى وفرعون يدعو بكلمة الإخلاص( آمَنْتُ أَنَّهُ لا إله إلّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) وانا ارسه في الماء والطين لشدة غضبى عليه مخالفة ان

٥٠١

يتوب فيتوب اللهعزوجل عليه؟ قال رسول الله: ما كان شدة غضبك عليه يا جبرئيل؟ قال: لقوله( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) وهي كلمته الاخرى منهما قالها حين انتهى إلى البحر وكلمته الاولى( ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي ) فكان بين الاولى والاخرة أربعون سنة وإنّما قال ذلك لقومه( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) حين انتهى إلى البحر فرآه قد يبست فيه الطريق فقال لقومه: ترون البحر قد يبس من فرقي فصدقوه لـمّا رأوا وذلك قولهعزوجل :( وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى ) .

٢٦ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن داود عن محمد بن عطية عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّه قال لرجل من أهل الشام: وكان الخالق قبل المخلوق، ولو كان أول ما خلق من خلقه الشيء من الشيء إذا لم يكن له انقطاع أبدا، ولم يزل الله إذا ومعه شيء وليس هو يتقدمه، ولكنه كان إذ لا شيء غيره، وخلق الشيء الذي جميع الأشياء منه فجعل نسب كل شيء إلى الماء ولم يجعل الماء نسبا يضاف اليه، وخلق الريح من الماء، ثم سلط الريح على الماء فشققت الريح متن الماء حتى ثار من الماء زبد على قدر ما شاء ان يثور، فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية ليس فيها صدع ولا ثقب ولا صعود ولا هبوط ولا شجرة ثم طواها فوضعها فوق الماء، ثم خلق الله النار من الماء فشققت النار متن الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ما شاء الله أن يثور، فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع ولا ثقب، وذلك قوله:( أَمِ السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها ) قال: ولا شمس ولا قمر ولا نجوم ولا سحاب، ثم طواها فوضعها فوق الأرض، ثم نسب الخلقتين فرفع السماء قبل دحو الأرض فذلك قوله عز ذكره:( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها ) يقول بسطها والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٧ ـ في نهج البلاغة كلام طويل يذكر فيهعليه‌السلام ابتداء خلق السماوات السبع وفيه قالعليه‌السلام : جعل سفلاهن موجا مكفوفا وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا.

٢٨ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن الحسين بن علي بن مروان عن عدة من أصحابنا عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّه قال كذلك

٥٠٢

ذكر البيت العتيق ان الله خلقه قبل الأرض، ثم خلق الأرض من بعده فدحاها من تحته.

٢٩ ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن منصور بن العباس عن صالح اللفائفي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله تعالى دحا الأرض من تحت الكعبة إلى منى، ثم دحاها من منى إلى عرفات، ثم دحاها من عرفات إلى منى، فالأرض من عرفات، وعرفات من منى، ومنى من الكعبة.

٣٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي زرارة التميمي عن أبي حسان عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لـمّا أراد الله تعالى أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربن وجه الماء حتى صار موجا ثم أزبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا عن زبد ثم دحا الأرض من تحته وهو قول الله تعالى:( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً ) .

ورواه أيضا عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

٣١ ـ محمد بن أحمد عن الحسين بن علي بن مروان عن عدة من أصحابنا عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام في المسجد الحرام: لأي شيء سماه الله العتيق؟ فقال: انه ليس من بيت وضعه الله على وجه الأرض إلّا له رب وسكان يسكنونه غير هذا البيت، فانه لا رب له إلّا الله تعالى، وهو الحرم. ثم قال: إنّ الله تعالى خلقه قبل الأرض، ثم خلق الأرض من بعده فدحاها من تحته.

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: خرج هشام بن عبد الملك حاجا ومعه الأبرش الكلبي فلقيا أبا عبد اللهعليه‌السلام في المسجد الحرام فقال هشام للأبرش: تعرف هذا؟ قال: لا. قال: هذا الذي تزعم الشيعة انه نبي من كثرة علمه، فقال الأبرش: لاسئلنه عن مسئلة لا يجيبني فيها إلّا نبي أو وصيّ نبي، فقال وددت انك فعلت ذلك فلقي الأبرش أبا عبد اللهعليه‌السلام فقال يا أبا عبد الله أخبرنى عن قول الله( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ) بما كان رتقهما وبما كان فتقهما؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام يا ابرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لاتحد ،

٥٠٣

ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء يومئذ عذب فرات، فلما أراد أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا ثم ازبد فصار زبدا واحدا. فجمعه في موضع البيت ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحى الأرض من تحته فقال الله تعالى:( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً ) ثم مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء فلما أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها، فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان من غير نار فخلق منه السماء وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر، وأجراها في الفلك وكانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر، وكانت الأرض غبراء على لون الماء العذب والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٣ ـ حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الأحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبي فاختة عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ونقل حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : وتبدل الأرض غير الأرض، يعنى بأرض لم تكسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها الجبال ولا نبات كما دحاها أول مرة.

٣٤ ـ في نهج البلاغة كبس الأرض على مور أمواج مستفحلة، ولجج بحار زاخرة ؛ يلتطم أو أذى أمواجها، وتصطفق متقاذفات اثباجها، وترغو زبدا كالفحول عند هياجها، فخضع جماح الماء المتلاطم لثقل حملها، وسكن هيج ارتمائه إذ وطأته بكلكلها، وذل مستخذيا إذ تمعكت عليه بكواهلها، فأصبح بعد اصطخاب أمواجه ساجيا مقهورا. وفي حكمة الذي منقادا أسيرا، وسكنت الأرض مدحوة في لجة تياره، وردت من نخوة بأوه واعتلائه، وشموخ أنفه وسمو غلوائه، وكعمته على كظة جريئة فهمد بعد نزقاته ولبد بعد زيفان وثباته(١) .

__________________

(١) كبس الأرض: أي أدخلها في الماء بقوة واعتماد شديد. والمور: مصدر مار: أي ذهب وجاء. قولهعليه‌السلام «مستفحلة» أي هائجة هيجان الفحول. واستفحل الأمر. تفاقم واشتد. زخر الماء امتد جدا وارتفع. والاواذى جمع آذى وهو الموج. وتصطفق: يضرب بعضها بعضا. والاثباج هاهنا أعالى الأمواج وأصل القبج: ما بين الكاهل إلى الظهر فنقل إلى هذا الموضع استعارة والرغاء: صوت البعير وغيره من ذوات الخف. وجماح ـ

٥٠٤

٣٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فخلق النهار قبل الليل؟ قال: نعم خلق النهار قبل الليل، والشمس والقمر والأرض قبل السماء.

قال عز من قائل:( أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها ) .

٣٦ ـ في روضة الكافي باسناده إلى أبي الربيع عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : ان الله تبارك وتعالى اهبط آدم إلى الأرض وكانت السماء رتقا لا تمطر، وكانت الأرض رتقا لا تنبت شيئا، فلما تاب اللهعزوجل على آدمعليه‌السلام أمر السماء فتفطرت بالغمام ثم أمرها فأرخت عز إليها(١) ثم أمر الأرض فأنبتت الأشجار وأثمرت الثمار، وتفيهت بالأنهار فكان ذلك رتقها وهذا فتقها.

٣٧ ـ وباسناده إلى محمد بن عطية عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام فان قول اللهعزوجل ( كانَتا رَتْقاً ) يقول: كانت السماء رتقا لا تنزل المطر وكانت الأرض رتقا لا تنبت الحب، فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيهما

__________________

ـ الماء: صعوده وغليانه واصله من جمح الفرس: ركب رأسه لا يثنيه شيء، يقال رجل جموح لمن يركب هو له فلا يمكن رده. وهيج الماء: اضطرابه. وارتمائه: تلاطمه. وكلكلها: صدرها. والمستخذي، الخاضع وتمعكت: تمرغت. والكواهل جمع كاهل وهو ما بين الكتفين والاصطخاب: افتعال من الصخب وهو الصياح والجلبة. والساجي: الساكن. وحكمة ـ محركة ـ: ما أحاط من اللجام بحنك الدابة. قولهعليه‌السلام «مدحوة» أي مبسوطة. والتيار: أعظم الموج. ولجته: أعمقه. والبأو: الكبر والفخر. والشموخ: العلو. قوله عليه‌السلام «غلوائه» أي غلوه وتجاوزه الحد، وكعمته أي شدت فمه لـمّا هاج، من الكعام وهو شيء يجعل في فم البعير. والكظة: الجهد والثقل الذي يعترى الإنسان عند الامتلاء من الطعام. وهمد بمعنى سكن. والنزقة: الخفة والطيش. ولبد الشيء بالأرض: لصق بها. والزيفان: شدة هبوب الريح.

(١) كناية عن شدة وقع المطر. وقد مر الحديث بمعناه في صفحة ١٠٦ من هذا المجلد أيضا فراجع.

٥٠٥

من كل دابة فتق السماء بالمطر، والأرض بنبات الحب.

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وقد ذكر السماء والأرض وكانتا رتقا مرتوقتين ليس لهما أبواب، ولم يكن للأرض أبواب وهو النبت، ولم تمطر السماء عليها، فتنبت ففتق السماء بالمطر وفتق الأرض بالنبات.

٣٩ ـ في نهج البلاغة وجبل جلاميدها ونشوز متونها وأطوادها، فأرساها في مراسيها فألزمها قرارتها، فمضت رؤسها في الهواء، ورست أصولها في الماء فأنهد جبالها عن سهولها، وأساخ قواعدها في متون أقطارها ومواضع أنصابها فأشهق قلالها، وأطال أنشازها، وجعلها للأرض عمادا وأرزها فيها أوتادا، فسكنت على حركتها من أن تميد بأهلها أو تسيخ بحملها أو تزول عن مواضعها(١) .

٤٠ ـ وفيه فلما ألقت السحاب برك بوانيها، وبعاع ما استقلت به من العبء المحمول عليها، اخرج به من هو أمد الأرض النبات، ومن زعر الجبال الاعشاب، فهي تبهج بزينة رياضها، وتزد هي بما ألبسته من ريط أزاهيرها، وحلية ما سمطت به من ناضر أنوارها، وجعل ذلك بلاغا للأنام ورزقا للانعام.(٢)

__________________

(١) قولهعليه‌السلام «وجبل جلاميدها» أي خلق صخورها. والنشوز جمع نشز وهو المرتفع من الأرض. ومتونها: جوانبها وأطوادها: جبالها. قولهعليه‌السلام فأرساها في مراسيها أي أثبتها في مواضعها قولهعليه‌السلام ـ «فألزمها قرارتها» أي أمسكها حيث استقرت قولهعليه‌السلام «فأنهد جبالها» أي أعلاها من نهد ثدى الجارية إذا أشرف وكعب. وقولهعليه‌السلام «وأساخ اه» أي غيب قواعد الجبال في جوانب أقطار الأرض. «والأنصاب» الأجسام المنصوبة. قولهعليه‌السلام «فأشهق قلالها» جمع قلة وهي ما علا من رأس الجبل. واشهقها أي جعلها شاهقة أي عالية. والنشز: المرتفع من الأرض ـ وقد مر أيضا ـ «وأرزها» أي أثبتها فيها.

(٢) البرك: الصدر. وبوانيها تثنية بوان ـ على زنة فعال بكسر الفاء ـ وهو عمود الخيمة. وبعاع السحاب: ثقله بالمطر. والعبء: الثقل. واستقلت أي ارتفعت ونهضت ـ

٥٠٦

٤١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى النزال بن سيارة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر الدجال ومن يقتله وأين يقتل: ألا إنّ بعد ذلك الطامة الكبرى قلنا: وما ذلك يا أمير المؤمنين قال: خروج دابة الأرض من عند الصفا، معها خاتم سليمان وعصى موسىعليهما‌السلام ، تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه هذا مؤمن حقا، وتضعه على وجه كل كافر فيكتب هذا كافر، حتى أن المؤمن لينادي: الويل لك حقا يا كافر، وان الكافر ينادى: طوبى لك يا مؤمن وددت انى كنت مثلك( فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ) ، ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله جل جلاله، وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلك ترفع التوبة فلا تقبل توبة ولا عمل يرفع، و( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ) ، ثم قالعليه‌السلام :لا تسألونى عما يكون بعد هذا، فانه عهد إلى حبيبي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ان لا أخبر به غير عترتي.

٤٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه يقول: كفى بالموت طامة(١) يا جبرئيل فقال جبرئيل: ان ما بعد الموت أطم وأطم من الموت قوله:( يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى ) قال: يذكر ما عمله كله وبرزت الحجيم لمن يرى قال: أحضرت.

٤٣ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ومن طغى ضل على عمل بلا حجة.(٢)

__________________

ـ وهو أمد الأرض: التي لانبات بها. وزعر الجبال جمع ازعر والمراد به قلة العشب والكلاء وأصله من الزعر وهو قلة الشعر في الرأس. والبهج والسرور. وتزدهي أي تتكبر. والريط جمع ريطة: كل ملاءة لست ذات لفقين أي قطعتين متضامتين كلها نسج واحد وقطعة واحدة والأزاهير: النور ذو الالوان. «وسمطت به» علق عليها السموط جمع سمط وهو العقد وفي نسخة الأصل «شمطت» أراد ما خالط سواد الرياض من النور الأبيض كالاقحوان ونحوه والنار ذو النضارة وهي الحسن والطراوة.

(١) الطامة: الداهية تغلب ما سواها قيل لها ذلك لأنها تطم كل شيء أي تعلوه وتغطيه.

(٢) كذا.

٥٠٧

٤٤ ـ وباسناده إلى داود الرقى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ) قال من علم ان الله يراه ويسمع ما يقول، ويعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال، فذلك الذي( خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى ) .

٤٥ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: قال لي أبو الحسنعليه‌السلام : اتق الله مرتقى السهل إذا كان منحدره وعرا(١) قال: وكان أبو عبد اللهعليه‌السلام يقول: لا تدع النفس وهواها فان هواها في رداها، وترك النفس وما تهوى داءها، وكف النفس عما تهوى دواءها.

٤٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن عبد الله بن بكير عن حمزة بن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الجنة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة، وجهنم محفوفة باللذات والشهوات، فمن اعطى نفسها لذتها وشهوتها دخل النار.

٤٧ ـ وباسناده إلى يحيى بن عقيل قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : انما أخاف عليكم الاثنين اتباع الهوى وطول الأمل، اما اتباع الهوى فانه يصد عن الحق، وأمّا طول الأمل فينسى الاخرة.

٤٨ ـ وباسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول اللهعزوجل : وعزتي وجلالي وكبريائي ونوري وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواه على هواي إلّا شتتت عليه أمره، ولبست عليه دنياه، وشغلت قلبه بها، ولم اوته منها إلّا ما قدرت له، وعزتي وجلالي وعظمتي ونوري وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر

__________________

(١) الوعر: المكان الصلب ضد السهل. قال الفيض (ره): ولعل المراد بصدر الحديث النهى عن طلب الجاه والرياسة وساير شهوات الدنيا ومرتفعاتها فانها وان كانت مواتية على اليسر والخفض إلّا ان عاقبتها عاقبة سوء والتخلص من غوائلها وتبعاتها في غاية الصعوبة، أعاذنا الله وساير المؤمنين من شرور الدنيا وغرورها.

٥٠٨

عبد هواي على هواه إلّا واستحفظته ملائكتى، وكفلت السماوات والأرضين رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر، وأتته الدنيا وهي راغمة.

٤٩ ـ وباسناده إلى أبي محمد الوابشي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: احذروا اهوائكم كما تحذرون أعدائكم، فليس شيء أعدى للرجال، من اتباع أهوائهم وحصائد ألسنتهم.

٥٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم «و( أَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى ) قال: هو العبد إذا وقف على معصية الله وقدر عليها ثم تركها مخافة الله ونهى الله ونهى النفس عنها فمكافاته الجنة. قوله: يسألونك أيان مرساها قال: متى تقوم فقال الله:( إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها ) . أي علمها عند الله قوله:( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها ) قال: بعض يوم.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء عبس وتولى و( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) كان تحت جناح الله من الجنان، وفي ظل الله وكرامته وفي جنانه. ولا يعظم ذلك على الله إنْ شاء الله.

٢ ـ في تفسير مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ومن قرأ عبس جاء يوم القيامة ووجهه ضاحك مستبشر.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى ) قال: نزلت في عثمان وابن أم مكتوم مؤذن لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان أعمى، وجاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده أصحابه وعثمان عنده فقدمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على عثمان، فعبس عثمان وجهه وتولى عنه، فأنزل الله «عبس وتولى» يعنى عثمان( أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ) أي يكون طاهرا ازكى أو يذكر قال: يذكره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فتنفعه الذكرى

٥٠٩

٤ ـ في مجمع البيان قيل نزلت الآية في عبد الله بن أم مكتوم وهو عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بنى عامر بن لوى. وذلك انه أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وأبيا وامية إبني خلف يدعوهم إلى الله ويرجو إسلامهم، فقال: يا رسول الله اقربنى وعلمني مما علمك الله، فجعل يناديه وكرر النداء ولا يدرى انه مشتغل مقبل على غيره، حتى ظهرت الكراهية في وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لقطعه كلامه. وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد انما اتباعه العميان والعبيد فأعرض وأقبل على القوم يكلمهم، فنزلت الآيات وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا رآه قال: مرحبا بمن عاتبني فيه ربي، ويقول: هل لك من حاجة؟ واستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين، قال أنس بن مالك: فرأيته يوم القادسية وعليه درع ومعه راية سوداء. وروى عن الصادقعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا راى أم مكتوم قال: مرحبا لا والله لا يعاتبني الله فيك أبدا وكان يصنع من اللطف حتى كان يكف عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مما يفعل به، قال المرتضى علم الهدىقدس‌سره : ليس في ظاهر الآية دلالة على توجهها إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بل هي خبر محض لم يصرح به المخبر عنه، وفيها ما يدل على ان المعنى بها غيره، لان العبوس ليس من صفات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مع الأعداء المتبائنين فضلا عن المؤمنين المسترشدين ثم الوصف بأنه يتصدى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة، ويؤيد هذا القول قوله سبحانه في وصفهعليه‌السلام :( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) وقوله:( وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) والظاهر أن قوله: عبس وتولى المراد به غيره وروى عن الصادقعليه‌السلام انها نزلت في رجل من بني أميّة كان عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجائه ابن أم مكتوم فلما رآه تقذر منه وعبس وجمع نفسه وأعرض بوجهه عنه، فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره عليه.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم خاطب عثمان فقال:( أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ) قال: أنت إذا جاءك غنى تتصدى له وترفعه( وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى ) أي لا تبالي أزكيا كان أو غير زكى إذا كان غنيا و( أَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى ) يعنى ابن

٥١٠

أم مكتوم( وَهُوَ يَخْشى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ) أي تلهو ولا تلتفت اليه.

٦ ـ في مجمع البيان وفي الشواذ قراءة الحسن «آن جاءه» وقراءة أبي جعفرعليه‌السلام «تصدى» بضم التاء وفتح الصاد و «تلهى» بضم التاء أيضا.

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ ) قال: القرآن( فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ ) قال: عند الله( مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ) قال: بأيدى الائمةعليهم‌السلام كرام بررة.

٨ ـ في مجمع البيان( كِرامٍ بَرَرَةٍ ) وقال قتادة: هم القراء يكتبونها ويقرءونها، قال: وروى الفضيل بن يسار عن الصادقعليه‌السلام قال: الحافظ للقرآن العالم به مع السفرة الكرام البررة (انتهى).

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ ) قال: هو أمير المؤمنينعليه‌السلام قال:( ما أَكْفَرَهُ ) أي ما فعل وأذنب حتى قتلوه، أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن جميل بن دراج عن أبي اسامة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله:( قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ ) قال نعم. نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام ما أكفره؟ يعنى بقتلكم إياه.

١٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه( قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ ) أي لعن الإنسان.

١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا من الرواية عنه اعنى قوله: بقتلكم إياه ثم نسب أمير المؤمنينعليه‌السلام ونسب خلقه وما أكرمه الله به فقال:( مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ) يقول: من طينة الأنبياء خلقه فقدره للخير( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ) يعنى سبيل الهدى ثم أماته ميتة الأنبياء( ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ ) قلت: فما قوله:( ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ ) ؟ قال يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضى ما أمره.

وفيه أي في تفسيره أيضا( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ) قال: يسر له طريق الخير.

قال عز من قائل:( ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ) .

١٢ ـ في كتاب علل الشرائع في العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه

٥١١

سمعها من الرضاعليه‌السلام فان قال: فلم أمر بدفنه؟ قيل: لئلا يظهر الناس على فساد جسده وقبح منظره وتغير ريحه، ولا تتأذى به الأحياء بريحه وبما يدخل به الافة والدنس والفساد، وليكون مستورا عن الأولياء والأعداء فلا يشمت عدو ولا يحزن صديق.

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ ) أي لم يقض أمير المؤمنينعليه‌السلام ما قد أمره، وسيرجع حتى يقضى ما( أَمَرَهُ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إلى طَعامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ) إلى قوله:( وَقَضْباً ) قال: القضب القت(١) قوله: وفاكهة وأبا قال: الأب الحشيش للبهائم.

١٤ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله وروى أن أبا بكر سئل عن قول الله تعالى:( وَفاكِهَةً وَأَبًّا ) فلم يعرف معنى الأب من القرآن، وقال: أي سماء تظلني أم أي أرض تقلني أم كيف أصنع ان قلت في كتاب الله بما لا أعلم، أمّا الفاكهة فنعرفها، وأمّا الأب فالله أعلم، فبلغ أمير المؤمنينعليه‌السلام مقاله في ذلك فقال: سبحان الله اما علم أن الأب هو الكلاء والمرعى؟ وان قوله تعالى( وَفاكِهَةً وَأَبًّا ) اعتداد من الله بانعامه على خلقه فيما غذاهم به وخلقه لهم ولانعامهم مما تحيى به أنفسهم، وتقوم به أجسادهم.

أقول قد نقلنا في سورة والنازعات عند قولهعزوجل ( أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها ) ما يكون بيانا لقولهعزوجل :( أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ) إلى قوله:( مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ ) فليراجع.

١٥ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وقام رجل يسأله فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن قول الله تعالى( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ) من هم؟ قال: قابيل وهابيل. والذي يفر من امه موسى، والذي يفر من أبيه إبراهيم يعنى الأب المربي لا الوالد، والذي يفر من صاحبته لوط، والذي يفر من ابنه نوح وابنه كنعان.

__________________

(١) القت: الفصفصة، وهي الرطبة من علف الدواب.

٥١٢

في كتاب الخصال عن الحسين بن عليعليه‌السلام قال: كان عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام بالكوفة في الجامع إذ جاء إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، وكان فيما سأله أن قال له: أخبرنى عن قول الله تعالى:( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ) وذكر مثل ما في عيون الأخبار سواء ؛ إلّا انه ليس فيه يعنى الأب المربي لا الوالد وبعده قال مصنف هذا الكتابرحمه‌الله : انما يفر موسى من امه خشية أن يكون قصر فيما وجب عليه من حقها، وإبراهيم انما يفر من الأب المربي المشرك لا من الأب الوالد وهو تارخ

١٦ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام عن أهل المحشر: ثم يجتمعون في مواطن أخر فيستنطقون فيفر بعضهم من بعض ؛ فذلك قولهعزوجل :( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ )

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) قال شغل يشغله عن غيره.

١٨ ـ في مجمع البيان وروى عن عطاء بن يسار عن سودة زوج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالت: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يبعث الناس حفاة عراة غر لا(١) يلجمهم العرق ويبلغ شحمة الأذان، قالت قلت: يا رسول الله وسوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض إذا جاء؟! قال: شغل الناس عن ذلك، وتلا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) .

١٩ ـ في محاسن البرقي عنه عن الحسين بن يزيد النوفلي عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن عليٍّعليه‌السلام قال: ومن وقر مسجدا لقى الله يوم يلقاه ضاحكا مستبشرا وأعطاه كتابه بيمينه.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء عبس وتولى و( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) كان تحت جناح الله من الجنات، وفي ظل الله وكرامته وفي

__________________

(١) الغرل جمع الأغرل: الأقلف وهو الذي لم يختن.

٥١٣

جناته، ولا يعظم ذلك على الله إنْ شاء الله.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرء( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) أعاذه الله ان يفضحه حين ينشر صحيفته.

٣ ـ ابن عمر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحب ان ينظر إلى يوم القيامة فليقرأ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) .

٤ ـ وروى أبو بكر قال: قلت: يا رسول الله أسرع إليك الشيب؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت.

٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي ذر الغفاريرحمه‌الله قال: كنت آخذا بيد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن نتماشى جميعا، فما زلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت، فقلت يا رسول الله أين تغيب؟ قال: في السماء ثم ترفع من سماء إلى سماء حتى ترفع إلى السماء السابعة العليا حتى تكون تحت العرش، فتخر ساجدة فتسجد معها الملائكة الموكلون بها ثم تقول: يا رب من أين أطلع؟ أمن مغربي أم من مطلعي؟ فذلك قولهعزوجل :( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) يعنى صنع الرب العزيز في ملكه بخلقه، قال: فيأتيها جبرئيل بحلة ضوء من نور العرش على مقادير ساعات النهار في طوله في الصيف وقصره في الشتاء وما بين ذلك في الخريف والربيع قال: فتلبس تلك الحلة كما يلبس أحدكم ثيابه ثم تنطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطلعها قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : فكأني بها قد جلست مقدار ثلاث ليال ثم لا تكسى ضوء وتؤمر أن تطلع من مغربها فذلك قولهعزوجل :( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) والقمر كذلك من مطلعه ومجراه في أفق السماء ومغربه وارتفاعه إلى السماء السابعة، ويسجد تحت العرش ثم يأتيه جبرئيل من نور الكرسي، فذلك قولهعزوجل :( جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً ) .

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) قال: تصير سوداء مظلمة( وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) قال: يذهب ضوءها.( وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ ) قال تسير كما قال:( تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ ) قوله:( وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ )

٥١٤

قال الإبل تتعطل إذا مات الخلق فلا يكون من يحلبها قوله:( وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ ) قال: تتحول البحار التي حول الدنيا كلّما نيرانا( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: من الحور العين.

٧ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: اما أهل الجنة فزوجوا الخيرات الحسان، وأمّا أهل النار فمع كل إنسان منهم شيطان يعنى قرنت نفوس الكافرين والمنافقين بالشياطين فهم قرنائهم.

٨ ـ في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام ( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ) بفتح الميم والواو وروى عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) .(١)

٩ ـ وفيه ومن قرء «وإذا الموؤدة سألت بفتح السين» جعلت الموؤدة موصوفة بالسؤال، وبالقول( بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) . ويمكن ان يكون الله تعالى أكملها في تلك الحال وأقدرها على النطق حتى قالت ذلك القول، ويعضده ما روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه يجيء المقتول ظلما يوم القيامة وأوداجه تشخب دما اللون لون الدم، والريح ريح المسك، متعلقا بقاتله يقول: يا رب سل هذا فيما قتلني، وأمّا من قرء الموؤدة بفتح الميم والواو فالمراد بذلك الرحم والقرابة، وانه يسأل قاطعها عن سبب قطعها، وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: يعنى قرابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن قتل في جهاد.

وفي رواية اخرى قال: هو من قتل في مودتنا وولايتنا.

١٠ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقرعليه‌السلام في قوله:( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ) يقول: اسئلكم عن المودة التي انزل عليكم فضلها مودة ذي القربى، وحق الواجب على الناس، وحبنا الواجب على الخلق، قتلوا موءودنا بأى ذنب قتلتمونا.

١١ ـ في أصول الكافي محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل

__________________

(١) أي بفتح السين في «سئلت» والقاف في «قتلت».

٥١٥

بن حسان وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ثم قال جل ذكره:( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) وكان علىعليه‌السلام وكان حقه الوصية التي جعلت والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوة، فقال:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ثم قال:( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) يقول اسئلكم عن المودة التي نزلت عليكم فضلها مودة القربى بأى ذنب قتلتموهم.

١٢ ـ محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ايها الناس ان الله تبارك وتعالى أرسل إليكم الرسول إلى أن قال: ودفنوا في التراب الموؤدة بينهم من أولادهم أو لا يختارون دونهم طيب العيش ورفاهية خفوض الدنيا، لا يرجون ثوابا ولا يخافون والله منه عقابا، حيهم أعمى نجس وميتهم في النار مبلس فجاءهم بنسخة ما في الصحف الاولى.

١٣ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمان بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنين: وأمّا الذنب الذي لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض ان الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه(١) أقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف، ومسحة بكف أو نطحة ما بين القرناء إلى الجماء(٢) فيقتص للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لأحد على أحد مظلمة، ثم يبعثهم للحساب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد ابن محمد عن علي بن الحكم عن أيمن بن محرز عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) قال: من قتل في مودتنا، وقال علي بن إبراهيم في قوله:( وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ) قال: صحف الأعمال قوله :

__________________

(١) لعله كناية عن ظهور أحكامه وثوابه وحسابه.

(٢) نطحه ـ كمنعه ـ: أصابه بقرنه. والجماء: الشاة لا قرن لها.

٥١٦

( وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ ) قال: أبطلت.

١٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وفي رواية سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي وذكر حديثا طويلا وفيه قال عليٌّعليه‌السلام : ويلك يا ابن الخطاب لو تدري مما خرجت وفيما دخلت وما ذا جنيت على نفسك وعلى صاحبك؟ فقال أبو بكر: يا عمر اما إذا بايع وأمنا شره وفتكه وغائلته فدعه يقول ما يشاء فقال علىعليه‌السلام لست بقائل غير شيء واحد. أذكركم بالله أيها الاربعة يعنيني والزبير وأبا ذر والمقداد: أسمعتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إنّ تابوتا من نار فيه اثنا عشر رجلا، ستة من الأولين وستة من الآخرين، في جب في قعر جهنم في تابوت مقفل، على ذلك الجب صخرة إذا أراد الله أن يسعر جهنم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب فاستعاذت جهنم من وهج(١) ذلك الجب فسألناه عنهم وأنتم شهود فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : اما الأولين فابن آدم الذي قتل أخاه، وفرعون الفراعنة، والذي حاج إبراهيم في ربه، ورجلان من بني إسرائيل بدلا كتابهم وغيرا سنتهم، اما أحدهما فهود اليهود، والاخر نصر النصارى، وإبليس سادسهم، والدجال في الآخرين وهؤلاء الخمسة أصحاب الصحيفة الذين تعاهدوا وتعاقدوا على عداوتك يا أخي وتظاهروا عليك بعدي، هذا وهذا وهذا حتى عدهم وسماهم؟ فقال سلمان: فقلنا صدقت نشهد انا سمعنا ذلك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

١٦ ـ وعن سليم بن قيس الهلالي قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام للزبير وقد ادعى ان سعيد بن عمرو بن نفيل سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول في العشرة: انهم من أهل الجنة: ووالله ان بعض من سميته لفي تابوت في شعب في جب في أسفل درك من جهنم ؛ على ذلك الجب صخرة إذا أراد الله ان يسعر جهنم رفع تلك الصخرة، سمعت ذلك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: فلا اقسم بالخنس قال: أي واقسم بالخنس وهو اسم النجوم الجوار الكنس قال: النجوم

__________________

(١) الوهج ـ محركة ـ: اتقاد النار والشمس وحرهما من بعيد.

٥١٧

تكنس(١) بالنهار فلا تبين.

١٨ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى إبراهيم بن عطية عن أم هانى الثقفية قال: غدوت على سيدي محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام فقلت: يا سيدي آية من كتاب اللهعزوجل :( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) قال: نعم المسئلة سئلتنى يا أم هانى هذا مولود في آخر الزمان هو المهدي من هذه العترة، يكون له حيرة وغيبة يضل فيها قوم ويهتدى فيها قوم، فيا طوبى لك ان ادركتيه ويا طوبى لمن أدركه.

١٩ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن جعفر بن محمد عن موسى بن جعفر البغدادي عن وهب بن شاذان عن الحسن بن أبي الربيع عن محمد بن إسحاق عن أم هانى قال: سألت أبا جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) قالت: فقال: امام يخنس(٢) سنة ستين ومأتين، ثم يظهر كالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء، وان أدركت زمانه قرت عينك.

٢٠ ـ عدة من أصحابنا عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن الحسن عن عمر بن يزيد عن الحسن بن الربيع الهمداني قال حدّثنا محمد بن إسحاق عن أسيد بن ثعلبة عن أم هانى قال: لقيت أبا جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام فسألته عن هذه الآية( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) قال الخنس امام يخنس في زمانه عند انقطاع علمه من عند الناس سنة ستين ومأتين، ثم يبدو كالشهاب الواقد في ظلمة الليل، فان أدركت ذلك قرت عينك.

٢١ ـ في مجمع البيان «بالخنس» وهي النجوم تخنس بالنهار وتبدو بالليل والجوار صفة لها، لأنها تجري في أفلاكها «الكنس» من صفتها أيضا لأنها تكنس أي تتوارى في بروجها كما تتوارى الظباء في كناسها(٣) وهي خمسة أنجم: زحل والمشترى والمريخ والزهرة وعطارد عن عليٍّعليه‌السلام .( وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ ) أي إذا

__________________

(١) أي تستر.

(٢) أي يستر.

(٣) الكناس ـ ككتاب ـ: بيت الطبي يستتر فيه.

٥١٨

أدبر بظلامه عن عليٍّعليه‌السلام .

٢٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ ) قال: إذا أظلم( وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ ) قال: إذا ارتفع.

٢٣ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسأله عن شيء تنفس ليس له لحم ولا دم؟ فقال: ذاك الصبح إذا تنفس.

٢٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ) قال: يعنى جبرئيل قلت: قوله:( مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ) قال: يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هو المطاع عند ربه الأمين يوم القيامة.

٢٥ ـ في مجمع البيان وفي الحديث ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لجبرئيل: ما أحسن ما اثنى عليك ربك( ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ) فما كانت قوتك وما كانت أمانتك؟ فقال: أمّا قوّتي فإنّي بعثت إلى مدائن لوط وهي أربع مدائن، في كل مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذراري، فحملتهم من الأرض حتى سمع أهل السماوات أصوات الدجاج ونباح الكلاب، ثم هويت بهن فقلبتهن وأمّا أمانتى فإنّي لم أؤمر بشيء فعدوته إلى غيره.

٢٦ ـ وفيه عند قوله تعالى:( وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ ) روى أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لجبرئيل لـمّا نزلت هذه الاية: هل أصابك من هذه الرحمة شيء؟ قال: نعم انى كنت أخشى عاقبة الأمر فآمنت بك لما اثنى الله عليَّ بقوله:( ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ) .

٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه من الحديث أعنى قوله يوم القيامة: قلت: وما صاحبكم بمجنون قال: يعنى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في نصبه أمير المؤمنينعليه‌السلام علما للناس.

٢٨ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قال في كل يوم من

٥١٩

شعبان سبعين مرة: استغفر الله الذي لا إله إلّا هو الرحمن الرحيم الحي القيوم وأتوب اليه، كتب في أفق المبين، قال: قلت: وما الأفق المبين؟ قال: قاع(١) بين يدي العرش فيه أنهار تطرد، وفيه من القدحان عدد النجوم.

٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه قريبا اعنى قوله «علما للناس» قلت( وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ) قال: ما هو تبارك وتعالى على نبيه بغيبه بضنين عليه، قلت قوله:( وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ ) قال: يعنى الكهنة الذين كانوا في قريش فنسب كلامهم إلى كلام الشياطين الذين كانوا معهم، يتكلمون على ألسنتهم، فقال:( وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ ) مثل أولئك، قلت قوله:( فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ لِمَنْ ) أخذ الله ميثاقه على ولايتهعليه‌السلام قلت:( لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ) قال: في طاعة على والائمة من بعده قلت قوله:( وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) قال: لان المشية إليه تبارك وتعالى لا إلى الناس.

٣٠ ـ حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا محمد بن أحمد عن أحمد بن محمد السياري عن فلان عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: إنّ الله جعل قلوب الائمة موردا لإرادته، فاذا شاء الله شيئا شاؤه، وهو قوله:( وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) .

٣١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام يذكر فيه جواب بعض الزنادقة عما اعترض به على التنزيل أجابعليه‌السلام عما توهمه من التناقض بين قوله:( اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها ) وقوله: «( يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ ) ، وتوفته رسلنا، وتتوفاهم الملائكة» بقوله: «فمن كان من أهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة، ومن كان من أهل المعصية تولت قبض روحه ملائكة النقمة، ولملك الموت أعوان من ملائكة» الرحمة والنقمة يصدرون عن امره فعلهم فعله، وكل ما يأتونه منسوب اليه، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله، لأنه يتوفى الأنفس على يد من يشاء، ويعطى ويمنع ويثيب

__________________

(١) القاع: ارض سهلة مطمئنة.

٥٢٠

ويعاقب على يد من يشاء، وان فعل امنائه فعله، كما قال:( وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: من قرء هاتين السورتين وجعلهما نصب عينيه في صلوة الفريضة والنافلة( إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ ) و( إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ) لم يحجبه الله من حاجبة، ولم يحجزه من الله حاجز، ولم يزل ينظر إلى الله وينظر الله إليه حتى يفرق من حساب الناس.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ومن قرأها أعطاه الله من الأجر بعدد كل قبر حسنة، وبعدد كل قطرة ماء حسنة، وأصلح له شأنه يوم القيامة.

٣ ـ في مصباح شيخ الطائفةقدس‌سره في دعاء مروي عن الصادقعليه‌السلام واسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فنسفت، ووضعته على السماء فانشقت، وعلى النجوم فانتشرت.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ) قال: تنشق فيخرج الناس منها( عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ) أي ما عملت من خير وشر.

٥ ـ في مجمع البيان( عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ) هذا كقوله:( يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ ) وقد مر ذكره وعن عبد الله بن مسعود قال: ما قدمت من خير أو شر وما أخرت من سنة حسنة استن بها بعده فله أجر من اتبعه من غير ان ينقص من أجورهم، أو سنة سيئة عمل بها بعده فعليه وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء، ويؤيد هذا القول ما جاء في الحديث ان سائلا قام(١)

__________________

(١) وفي نسخة الأصل «قدم» بدل «قام».

٥٢١

على عهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فسأل، فسكت القوم ثمّ إنّ رجلا أعطاه فأعطاه القوم، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من استن خيرا فله اجره ومثل اجوره من اتبعه غير منتقص من أجورهم ومن استن شرا فاستن فعليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منتقص من أوزارهم.

قال: فتلا حذيفة بن اليمان( عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) أي أى شيء غرك بخالقك وخدعك وسول لك الباطل حتى عصيته وخالفته، وروى أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا تلا هذه الآية قال: غره جهله.

٦ ـ وقال أمير المؤمنين: كم من مغرور بالستر عليه ومستدرج بالإحسان اليه.

٧ ـ في نهج البلاغة من كلامهعليه‌السلام قال عند تلاوته( يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) ادحض مسئول حجة وأقطع مغتر معذرة لقد أبرح جهالة بنفسه إياه يا ايها الإنسان ما جرأك على ذنبك وما غرك بربك، وما آنسك بهلكة نفسك، اما من دائك بلول أم ليس من نومتك يقظة؟ أما ترحم من نفسك ما ترحم من غيرك فلربما ترى الضاحي من حر الشمس فتظله أو ترى المبتلى بألم يمض جسده فتبكى رحمة له فما صبرك على دائك، وجلدك على مصابك، وعزاك عن البكاء على نفسك وهي أعز الأنفس عليك، وكيف لا يوقظك خوف بيات نقمة، وقد تورطت بمعاصيه مدارج سطواته.(١)

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ ) قال: لو شاء ركبك على غير هذه الصورة.

٩ ـ في مجمع البيان وروى عن الرضا عن آبائه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال لرجل ما ولد لك؟ قال: يا رسول الله وما عسى أن يولد لي إمّا غلام وإمّا جارية، قال: فمن يشبه؟ قال: يشبه امه أو أباه، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله . لا تقل هكذا ان النطفة إذا استقرت

__________________

(١) يقال هذا الأمر أبرح من هذا أي أشد. و «جهالة» منصوب على التميز. والبلول مصدر بل الرجل من مرضه إذا برىء والضاحي لحر الشمس: البارز. ومض بمعنى أحرق. وبيات نقمة ـ بفتح الباء ـ: طروقها ليلا. وتورط: وقع في الورطة وهي الهلاك. والمدارج: الطرق والمسالك.

٥٢٢

في الرحم أحضر الله كل نسب بينها وبين آدمعليه‌السلام ، اما قرأت هذه الآية( فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ ) ؟ أي فيما بينك وبين آدم.

١٠ ـ وقال الصادقعليه‌السلام : لو شاء ركبك على غير هذه الصورة.

١١ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الشيرازي في كتابه باسناده إلى الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال في قوله:( فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ ) قال: صور اللهعزوجل عليّ بن أبي طالب في ظهر أبي طالب على صورة محمّد، فكان عليّ بن أبي طالب أشبه الناس برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان الحسين بن عليّ أشبه الناس بفاطمة وكنت أشبه الناس(١) بخديجة الكبرى.

١٢ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى أبي جعفر الباقرعليه‌السلام حديث طويل وفيه أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليٍّعليه‌السلام : قل: ما أول نعمة أبلاك اللهعزوجل وأنعم عليك بها؟ قال: إنّ خلقني جل ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا، قال: صدقت إلى قوله: فما الثالثة قال: إنّ أنشأنى فله الحمد في أحسن صورة وأعدل تركيب قال: صدقت.

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ) قال برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام و( إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ ) قال: الملكان الموكلان بالإنسان.

١٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقول السائل: فما علة الملكين الموكلين بعباده يكتبون ما عليهم ولهم، والله عالم السر وما هو أخفى؟ قال: استعبدهم بذلك وجعلهم شهودا على خلقه ليكون العباد لملازمتهم إياهم أشد على طاعة الله مواظبة وعن معصيته أشد انقباضا، وكم من عبد يهم بمعصية فذكر مكانهما فارعوى وكف، فيقول: ربي يراني وحفظنى على بذلك تشهد، وان الله برأفته ولطفه وكلهم بعباده يذبون عنهم مردة الشياطين وهو أم الأرض وآفات كثيرة من حيث لا يرون بإذن الله إلى ان يجيء أمر اللهعزوجل .

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن النضر بن سويد عن محمد بن قيس عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما واضعا

__________________

(١) كذا في الأصل ولم أقف على الحديث في المصدر.

٥٢٣

يده على كتف العباس فاستقبله أمير المؤمنين صلوات الله عليه فعانقه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقبل بين عينيه ثم سلم العباس على عليٍّ فرد عليه ردا خفيا فغضب العباس فقال: يا رسول الله لا يدع على زهوه(١) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تقل ذلك في عليٍّ فإنّي لقيت جبرئيل آنفا فقال: لقيني الملكان الموكلان بعلى الساعة فقالا: ما كتبا عليه ذنبا منذ يوم ولدا لي هذا اليوم.

١٦ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوسرحمه‌الله فصل فيما يذكر من كتاب قصص القرآن وأسباب نزول آثار القرآن تأليف الهيصم بن محمد بن الهيصم النيشابوري فصل في ذكر الملكين الحافظين دخل عثمان بن عفان على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: أخبرني عن العبد كم معه من ملك؟ قال: ملك على يمينك على حسناتك وواحد على الشمال، فاذا عملت حسنة كتب عشرا وإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين: اكتب، قال: لعله يستغفر الله ويتوب فاذا قال ثلاثا قال نعم أكتب أراحنا الله منه فلبئس القرين ما أقل مراقبته للهعزوجل وأقل استحيائه منا يقول الله تعالى:( ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) وملكان بين يديك ومن خلفك يقول الله سبحانه( لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) وملك قابض على ناصيتك فاذا تواضعت للهعزوجل رفعك. وإذا تجبرت لله فضحك، وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك إلّا الصلوات على محمّد، وملك قائم على فيك لا يدع أن تدب الحية في فيك، وملكان على عينيك فهذا عشرة أملاك في كل آدمي يعد ان ملائكة الليل على ملائكة النهار لان ملائكة الليل سوى ملائكة النهار فهؤلاء عشرون ملائكة على كل آدمي وإبليس بالنهار وولده بالليل قال الله سبحانه( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ ) الآية وقالعزوجل :( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ ) الاية.

١٧ ـ وفي كتاب سعد السعود أيضا بعد أن ذكر ملكي الليل وملكي النهار وفي رواية انهما يأتيان المؤمن عند حضور صلوة الفجر، فاذا هبطا صعد الملكان الموكلان بالليل، فاذا غربت الشمس نزل إليه الموكلان بكتابة الليل، ويصعد

__________________

(١) الزهو: الكبر والفخر.

٥٢٤

الملكان الكاتبان بالنهار بديوانه إلى اللهعزوجل ، فلا يزال ذلك دأبهم إلى وقت حضور اجله، فاذا حضر اجله قالا للرجل الصالح: جزاك الله من صاحب عنا خيرا فكم من عمل صالح أريتناه، وكم من قول حسن أسمعتناه، وكم من مجلس خير أحضرتناه، فنحن اليوم على ما تحبه وشفعاء إلى ربك، وان كان عاصيا قالا له: جزاك الله من صاحب عنا شرا فلقد كنت تؤذينا، فكم من عمل سيئ أريتناه وكم من قول سيئ أسمعتناه، ومن مجلس سوء أحضرتناه، ونحن اليوم لك على ما تكره وشهيدان عند ربك.

١٨ ـ في أصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن موسى بن جعفر عن أبيه قال: سألته عن الملكين هل يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن يفعله أو الحسنة؟ فقال: ريح الكنيف والطيب سواء؟ قلت: لا قال: إنّ العبد إذا هم بالحسنة خرج نفسه طيب الريح، فقال صاحب اليمين لصاحب الشمال: قم فانه قد هم بالحسنة، فاذا فعلها كان لسانه قلمه، وريقه مداده، وأثبتها له وإذا هم بالسيئة خرج نفسه منتن الريح فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين: قف فانه قد هم بالسيئة فاذا هو فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده وأثبتها عليه.

١٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن فضيل بن عثمان المرادي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أربع من كن فيه لم يهلك على الله بعدهن إلّا هالك، يهم العبد بالحسنة فيعملها فان هو لم يعملها أجل سبع ساعات، وقال صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال: لا تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها، فان اللهعزوجل يقول: «إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ .» أو الاستغفار فان هو قال: استغفر الله الذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذا الجلال والإكرام وأتوب اليه، لم يكتب عليه شيء وان مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات: أكتب على الشقي المحروم(١) .

٢٠ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن

__________________

(١) لهذا الحديث بيان في أصول الكافي ج ٢ ص ٤٢٩.

٥٢٥

زرارة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ العبد إذا أذنب ذنبا أجل من غدوة إلى الليل، فان استغفر الله لم يكتب عليه.

٢١ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه وابو على الأشعري ومحمد بن يحيى جميعا عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ العبد المؤمن إذا أذنب ذنبا اجله الله سبع ساعات فان استغفر لم يكتب عليه شيء، وان مضت الساعات ولم يستغفر كتبت عليه سيئة، وان المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتى يستغفر ربه فيغفر له، وان الكافر لينساه من ساعته.

٢٢ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد عن أحمد بن محمد بن قيس أبي نصر عن درست قال: سمعت أبا إبراهيمعليه‌السلام يقول: إذا مرض المؤمن اوحى اللهعزوجل إلى صاحب الشمال: لا تكتب على عبدي ما دام في حبسي ووثاقي ذنبا ويوحى إلى صاحب اليمين: ان أكتب لعبدي ما كنت تكتب له في صحته من الحسنات.

٢٣ ـ وباسناده إلى سدير عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام قال: من أحب ان يمشى مشى الكرام الكاتبين فليمش جنبي السرير.

٢٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن العلة التي من أجلها وجب التسليم في الصلوة؟ قال: لأنه تحليل الصلوة، قلت: فلأي علة يسلم على اليمين ولا يسلم على اليسار؟ قال: لان الملك الموكل يكتب الحسنات على اليمين، والذي يكتب السيئات على اليسار، والصلوة حسنات ليس فيها سيئات، فلهذا يسلم على اليمين دون اليسار، قلت: فلم لا يقال: السلام عليك والملك على اليمين واحد، ولكن يقال: السلام عليكم؟ قال: ليكون قد سلم عليه وعلى مَن على اليسار، وفضل صاحب اليمين عليه بالإيماء اليه، قلت: فلم لا يكون الإيماء في التسليم بالوجه كله ولكن كان بالأنف لمن يصلّي وحده وبالعين لمن يصلّي بقوم؟ قال: لان مقعد الملكين من ابن آدم الشدقين(١) فصاحب

__________________

(١) الشدق ـ بالكسر والفتح ـ: زاوية الفم من باطن الخدين.

٥٢٦

اليمين على الشدق الأيمن، وتسليم المصلى عليه ليثبت له صلوته في صحيفته، قلت: فلم يسلم المأموم ثلاثا؟ قال: يكون واحدة ردا على الامام، ويكون عليه وعلى ملائكته، ويكون الثانية على يمينه والملكين الموكلين به، ويكون الثالثة على مَن على يساره والملكين الموكلين به، ومن لم يكن على يساره أحد لم يسلم على يساره إلّا أن يكون يمينه إلى الحائط ويساره إلى مصلي معه خلف الامام فيسلم على يساره قلت: فتسليم الامام على من يقع؟ قال: على ملائكته(١) والمأمونين، يقول لملائكته: اكتبا سلامة صلاتي لـما يفسدها ويقول لمن خلفه: سلمتم وامنتم من عذاب اللهعزوجل ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٥ ـ وباسناده إلى محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول ان حافظي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ليفتخران على جميع الحفظة لكينونتهما مع ذلك انهما لم يصعدا إلى اللهعزوجل بشيء يسخط الله تبارك وتعالى.

٢٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن بعض أصحابنا عن الحسن بن علي بن أبي عثمان عن واصل عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاء رجل إلى أبي ذر فقال له: يا أبا ذر كيف ترى حالنا عند الله؟ قال: اعرضوا أعمالكم على الكتاب ان الله يقول:( إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ) فقال الرجل فأين رحمة الله؟ قال: رحمة الله قريب من المسلمين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٧ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب بالإسناد عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: كل ما في كتاب اللهعزوجل من قوله:( إِنَّ الْأَبْرارَ ) فو الله ما أراد به إلّا عليّ بن أبي طالب وفاطمة وأنا والحسين، لأنا نحن أبرار آبائنا وأمهاتنا، وقلوبنا علمت بالطاعات والبر وتبرأت من الدنيا وجيها، وأطعنا الله في جميع فرائضه، وآمنا بوحدانيته، وصدقنا برسوله.

__________________

(١) وفي المصدر «على ملكيه» بصيغة التثنية.

٥٢٧

٢٨ ـ في مجمع البيان: والأمر يومئذ لله وحده أي الحكم له في الجزاء والثواب والعفو والانتقام ؛ وروى عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام انه قال:( وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) والأمر كله لله، يا جابر إذا كان يوم القيامة بادت(١) الحكام فلم يبق حاكم إلّا الله.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء في فرائضه( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ) أعطاه الله الأمن يوم القيامة من النار ولم تره ولم يرها، ولم يمر على جسر جهنم ولا يحاسب يوم القيامة.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأها سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: ويل للمطففين قال: الذين يبخسون المكيال والميزان. وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: نزلت على نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين قدم المدينة، وهم يومئذ أسوء الناس كيلا فأحسنوا الكيل فأما الويل فبلغنا والله أعلم انه بئر في جهنم.

٤ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد عن بعض أصحابنا عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران، عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: وانزل في الكيل( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ) ولم يجعل الويل لأحد حتى يسميه كافرا، قال اللهعزوجل :( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) .

٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه وانه رب شيء من كتاب اللهعزوجل يكون تأويله على تنزيله، ولا يشبه تأويل كلام البشر ولا فعل البشر، وسأنبئك بمثال لذلك تكتفى به ان شاء الله ،

__________________

(١) باد: هلك.

٥٢٨

الى قوله:( فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) فسمى فعل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فعلا له، ألا ترى تأويله على غير تنزيله؟ ومثل قوله:( بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ ) فسمى البعث لقاء وكذلك قوله:( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ ) أي يوقنون( أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ ) ومثله قوله:( أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ) أي أليس يوقنون انهم مبعوثون.

٦ ـ وفيه أيضا عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام وأمّا قوله:( وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها ) يعنى تيقنوا انهم دخلوها وكذلك قوله( إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ ) وأمّا قوله للمنافقين( وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا ) فهو ظن شك وليس ظن يقين ؛ والظن ظنان ظن شك وظن يقين فما كان من أمر المعاد من الظن فهو ظن يقين، وما كان من أمر الدنيا فهو على الشك.

٧ ـ في عوالي اللئالى وفي الحديث انهصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا قرء( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ) قال يقومون حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى انصاف أذنيه.

٨ ـ في مجمع البيان( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ) وجاء الحديث انهم يقومون في رشحهم إلى انصاف آذانهم، وفي حديث آخر يقومون حتى يبلغ الرشح إلى أطراف آذانهم.

وفي الحديث عن سليم بن عامر عن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون الشمس بمقدار ميل أو ميلين، قال سليم: فلا أدري أمسافة الأرض أم الميل الذي يكحل به العين؟ ثم قال: صهرتهم الشمس فيكونون في العرق بمقدار أعمالهم، فمنهم من يأخذه إلى عقبه ومنه من يلجمه الجاما، قال: فرأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يشير بيده إلى فيه قال: يلجمه الجاما أورده مسلم في الصحيح.

٩ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن حفص عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: مثل الناس يوم القيامة إذا قاموا لرب العالمين مثل السهم في القرب، ليس له من الأرض إلّا موضع

٥٢٩

قدرته كالسهم في الكنانة، لا يقدر أن يزول هاهنا ولا هاهنا.

١٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن أبي نهشل قال: حدّثني محمد بن إسماعيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إنّ الله خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا، وخلق أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا، ثم تلا هذه الآية( كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) وخلق عدونا من سجين، وخلق قلوب شيعتهم، مما خلقهم منه وأبدانهم من دون ذلك، قلوبهم تهوى إليهم لأنها خلقت مما خلقوا منه ثم تلا هذه الآية( كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ ) .

١١ ـ محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد وغيره عن محمد بن خلف عن أبي نهشل قال: حدّثني محمد بن إسماعيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إنّ اللهعزوجل خلقنا من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه، وخلق أبدانهم من دون ذلك، وذكر إلى آخر ما سبق وزاد( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) .

١٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى محمد بن إسماعيل رفعه إلى محمد ابن سنان عن زيد الشحام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى خلقنا من نور مبتدع من نور سنخ ذلك النور في طينة من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلق منه، ثم قرء( إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) وان الله تبارك خلق قلوب أعدائنا من طينة من سجين وخلق أبدانهم من طينة دون ذلك، وخلق قلوب شيعتهم مما خلق منه أبدانهم قلوبهم تهوى إليهم، ثم قرء( إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) .

١٣ ـ في مجمع البيان عن البراء بن عازب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سجين أسفل سبع أرضين، وقيل: ان سجين جب في جهنم مفتوح، والفلق جب

٥٣٠

في جهنم مغطى، رواه أبو هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

١٤ ـ وروى عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام انه قال: اما المؤمنون فترفع أعمالهم وأرواحهم إلى السماء، فتنفتح لهم أبوابها، وأمّا الكافر فيصعد بعلمه وروحه حتى إذا بلغ إلى السماء نادى مناد: اهبطوا به إلى سجين، وهو واد بحضر موت يقال له برهوت.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ) قال: ما كتب الله لهم من العذاب لفي سجين وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: السجين الأرض السابعة وعليون السماء السابعة.

١٦ ـ وباسناده إلى الكلبي عن جعفر بن محمدعليه‌السلام في قوله:( كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ) قال: هو فلان وفلان.

١٧ ـ وفيه عن الامام الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة ويزلف المعتبر، وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الأرضين السابعة وفيها الفلق والسجين.

١٨ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت:( كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ) قال: هم الذين فجروا في حق الائمة واعتدوا عليهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٩ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به، فاذا صعد بحسناته يقول اللهعزوجل : اجعلوها في سجين انه ليس إياي أراد فيها.

٢٠ ـ باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: مر عيسى بن مريم على قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابها: فقال: اما انهم لم يموتوا إلّا بسخط، ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا، فقال الحواريون: يا روح الله وكلمته ادع الله ان يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت

٥٣١

أعمالهم فنجتنبها فدعا عيسىعليه‌السلام ربه فنودي من الجو: أن نادهم، فقام عيسىعليه‌السلام بالليل على شرف من الأرض، فقال: يا أهل هذه القرية، فأجابه منهم مجيب: لبيك يا روح الله وكلمته، فقال: ويحكم ما كانت أعمالكم؟ قال: عبادة الطاغوت وحب الدنيا مع خوف قليل وأمل بعيد وغفلة في لهو ولعب، فقال: كيف كان حبكم للدنيا؟ قال: كحب الصبى لامه إذا أقبلت علينا فرحنا وسررنا، وإذا أدبرت بكينا وحزنا. قال: كيف كانت عبادتكم للطاغوت؟ قال: الطاعة لأهل المعاصي قال: كيف كان عاقبة أمركم؟ قال: بتنا ليلة في عافية وأصبحنا في الهاوية، فقال: وما الهاوية؟ فقال سجين قال: وما سجين؟ قال: جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه من الرواية قريبا اعنى قوله: فلان وفلان( وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ ) إلى قوله:( الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) الاول والثاني( وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) وهو الاول والثاني كانا يكذبان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢٢ ـ في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن عيسى بن أيوب عن علي بن مهزيار عن القاسم بن عروة عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: ما من عبد إلّا وفي قلبه نكتة بيضاء، فاذا أذنب ذنبا خرج في تلك النكتة نكتة سوداء، فان تاب ذهب ذلك السوداء، وان تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطى البياض فاذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا، وهو قول اللهعزوجل ( كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ ) .

٢٣ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن محمد الحجال عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : تذاكروا وتلا قوا وتحدثوا، فان الحديث جلاء للقلوب، ان القلوب لترين كما يرين السيف وجلاءه الحديث.

٢٤ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال الباقرعليه‌السلام : ما من شيء أفسد للقلب من الخطيئة، ان القلب لتواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أسفله

٥٣٢

أعلاه وأعلاه أسفله، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فان تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منه وان ازداد زادت فذلك الران الذي ذكره الله تعالى في كتابه( كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ ) .

٢٥ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وقال الحسنعليه‌السلام لحبيب بن مسلمة الفهري: رب مسير لك في غير طاعة، قال: اما مسيري إلى أبيك فلا، قال: بلى ولكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة فلئن قام بك في دنياك لقد قعد بك في آخرتك فلو كنت إذا فعلت شرا قلت خيرا كنت كما قال اللهعزوجل :( خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً ) ولكنك كما قال( كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ ) .

٢٦ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى علي بن الحسين بن علي بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ) فقال: إنّ الله تعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده، ولكنه يعنى انهم عن ثواب ربهم محجوبون.

٢٧ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يقول: فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات وأمّا قوله:( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ) فانما يعنى يوم القيامة انهم عن ثواب ربهم محجوبون.

٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بما نقلنا من قوله: كانا يكذبان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى قوله:( إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ ) هما( ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يعنى هما ومن تبعهما.

٢٩ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليه‌السلام قال: قلت:( ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ) قال: يعنى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قلت: تنزيل؟ قال: نعم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٠ ـ محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد وغيره عن محمد بن خلف عن أبي نهشل قال: حدّثني محمد بن إسماعيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت

٥٣٣

أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إنّ اللهعزوجل خلقنا من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه، وخلق أبدانهم من دون ذلك وقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا، ثم تلا هذه الآية( كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) .

٣١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن أبي نهشل قال: حدّثني محمد بن إسماعيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إنّ الله خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا وخلق أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا، ثم قرأ هذه الآية( كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

٣٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى محمد بن إسماعيل رفعه إلى محمد بن سنان عن زيد الشحام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله تبارك وتعالى خلقنا من نور مبتدع من نور سنخ ذلك النور في طينة من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلق منه أبداننا، وخلق أبدانهم من طينة دون ذلك، فقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا منه، ثم قرء( إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٣ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في كتابه بالإسناد عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: كلّما في كتاب اللهعزوجل من قوله:( إِنَّ الْأَبْرارَ ) فو الله ما أراد به إلّا عليّ بن أبي طالب وفاطمة وانا والحسين، وقد تقدم في سورة الانفطار.

٣٤ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن عليٍّعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال في وصيته له يا عليُّ إنّ الله تبارك وتعالى أعطانى فيك سبع خصال إلى قوله: وأنت أول من يشرب من الرحيق المختوم الذي ختامه مسك.

٣٥ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن إبراهيم عن أبى

٥٣٤

حمزة عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم.

٣٦ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حسين بن نعيم عن مسمع أبي سيار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: من نفس عن مؤمن كربة إلى قوله: ومن سقاه شربة سقاه الله من الرحيق المختوم.

٣٧ ـ في من لا يحضره الفقيه في وصية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليٍّعليه‌السلام : يا عليُّ من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم، فقال على: لغير الله؟ قال: نعم والله صيانة لنفسه فيشكره الله تعالى على ذلك.

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتامُهُ مِسْكٌ ) قال: ماء إذا شربه المؤمن وجد رائحة المسك فيه، وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم، قال: يا ابن رسول الله من تركه لغير الله؟ قال: نعم صيانة لنفسه.

٣٩ ـ في مجمع البيان وفي الحديث من صام لله في يوم صائف سقاه الله من الظمأ من الرحيق المختوم.

٤٠ ـ وفي وصية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنينعليه‌السلام : يا عليُّ من ترك الخمر لله سقاه الله من الرحيق المختوم.

٤١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: وفي ذلك فليتنا فس المتنافسون قال: فيما ذكرناه من الثواب الذي يطلبه المؤمن.

٤٢ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن أسباط عنهمعليهم‌السلام قال: فيما وعظ اللهعزوجل به عيسىعليه‌السلام : يا ابن مريم ولو رأت عينك ما أعددت لأوليائي الصالحين ذاب قلبك وزهقت نفسك شوقا(١) فليس كدار الاخرة دار تجاور فيها الطيبين، ويدخل عليهم فيها الملائكة المقربون مما يأتى يوم القيامة من أهوالها آمنون، دار لا يتغير فيها النعيم، ولا يزول عن أهلها، يا ابن مريم نافس فيها

__________________

(١) زهقت نفسه: خرجت.

٥٣٥

مع المتنافسين فانها امنية المتمنين حسنة المنظر. طوبى لك يا ابن مريم ان كنت لها من العاملين مع آبائك آدم وإبراهيم في جنات ونعيم لا تبغي بها بدلا ولا تحويلا، كذلك افعل بالمتقين، وفي هذا الحديث أيضا: فنافس في الصالحات جهدك وفيه فنافس في العمل الصالح.

٤٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ) وهو مصدر سنمه إذا رفعه لأنها أرفع شراب أهل الجنة، أو لأنها تأتيهم من فوق، أشرف شراب أهل الجنة يأتيهم من عال يتسنم عليهم في منازلهم، وهي عين( يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ) وهم آل محمد صلوات الله عليهم يقول الله:( السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) رسول الله وخديجة وعلي بن أبي طالب وذرياتهم تلحق بهم يقول الله( أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) والمقربون يشربون من تسنيم بحتا صرفا، وساير المؤمنين ممزوجا.

٤٤ ـ وفيه( كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ) إلى قوله:( عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ) وهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمةعليهم‌السلام .

٤٥ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقرعليه‌السلام في قوله:( كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ ) إلى قوله:( الْمُقَرَّبُونَ ) وهو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام .

٤٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ) الاول والثاني ومن تابعهما( كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ) قيل نزلت في عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وذلك انه كان في نفر من المسلمين جاؤا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا، ثم رجعوا إلى أصحابهم فقالوا: رأينا اليوم الأصلع(١) فضحكنا منه، فنزلت الآية قبل أن يصل على وأصحابه إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن مقاتل والكلبي. وذكر الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفضيل باسناده عن أبي صالح عن ابن عباس قال:( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ) منافقوا

__________________

(١) الأصلع هو الذي انحسر مقدم شعر رأسه.

٥٣٦

قريش «والذين آمنوا» عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

٤٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ) إلى قوله:( فَكِهِينَ ) قال: يسخرون.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: من قرء هاتين السورتين وجعلهما نصب عينيه في صلوة الفريضة والنافلة( إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ ) و( إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ) لم يحجبه الله من حاجة، ولم يحجزه من الله حاجز، ولم يزل ينظر إلى الله وينظر الله إليه حتى يفرغ من حساب الناس.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرء «انشقت» أعاذه الله أن يعطيه كتابه وراء ظهره.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ) قال: يوم القيامة.

٤ ـ في مصباح شيخ الطائفةقدس‌سره في دعاء مروي عن الصادقعليه‌السلام : واسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فنسفت، ووضعته على السماء فانشقت.

٥ ـ في جوامع الجامع والاذن الاستماع قال عدى :

وسماع يأذن الشيخ له

وحديث مثل ما ذي مشار(١)

ومنه قولهعليه‌السلام : ما اذن الله لشيء كاذنه لنبي يتغنى بالقرآن.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ ) قال: تمد الأرض فتشق فيخرج الناس منها.

٧ ـ في مجمع البيان وروى أبو هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال:( تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ ) فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي(٢) ( لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً ) .

__________________

(١) الماذي: العسل الأبيض. والمشار بمعنى الأبيض.

(٢) مر الحديث بمعناه قريبا فراجع.

٥٣٧

٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال القيامة وفيه يقول: والناس يومئذ على طبقات ومنازل، فمنهم من يحاسب حسابا( وَيَنْقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً ) ومنهم الذين يدخلون الجنة بغير حساب، لأنهم لم يلبسوا من أمر الدنيا بشيء، وإنّما الحساب هناك على من تلبس بها هاهنا ومنهم من يحاسب على النقير والقطمير ويصير إلى عذاب السعير.

٩ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن ابن سنان عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كل محاسب معذب، فقال له قائل: يا رسول الله فأين قول اللهعزوجل ( فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً ) قال ذلك العرض يعنى التصفح.

١٠ ـ في مجمع البيان( فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً ) يريد انه لا يناقش في الحساب ويوقف على ما عمل من الحسنات، وما له عليها من الثواب وما حط عنه من الأوزار، اما بالتوبة أو بالعفو، وقيل: الحساب اليسير التجاوز عن السيئات والاثابة على الحسنات، ومن نوقش الحساب عذب، في خبر مرفوع.

١١ ـ وفي رواية اخرى يعرف بعلمه ثم يتجاوز عنه.

١٢ ـ وفي حديث آخر: ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله الجنة برحمته، قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال: تعطى من حرمك، وتصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك.

١٣ ـ في محاسن البرقي عن الحسن بن علي بن يقطين عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: انما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا.

١٤ ـ في جوامع الجامع: حسابا يسيرا أي سهلا مهينا لا تناقش فيه وروى أن الحساب اليسير هو الاثابة على الحسنات والتجاوز عن السيئات ومن نوقش الحساب عذب.

١٥ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن

٥٣٨

الحسن بن محبوب عن سدير الصيرفي قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : في حديث طويل: إذا بعث اللهعزوجل المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه امامه، كلّما رأى المؤمن هو لا من أهوال يوم القيامة قال له المثال: لا تفزع ولا تحزن وأبشر بالسرور والكرامة من الله جل وعز، حتى يقف بين يدي الله جل وعز فيحاسبه حسابا يسيرا، ويأمر به إلى الجنة والمثال امامه، فيقول له المؤمن: رحمك الله نعم الخارج خرجت معى من قبري وما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من ربي حتى رأيت ذلك، فيقول: من أنت؟ فيقول: انا السرور الذي كنت أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا، خلقني الله جل وعز منه لا بشرك انتهى.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله: وأمّا من اوتى كتابه بيمينه فهو أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسود بن هلال المخزومي وهو من بنى مخزوم.( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ ) فهو اخوه الأسود بن عبد الأسود بن هلال المخزومي فقتله حمزة بن عبد المطلب يوم بدر.

١٧ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وانزل في «( إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً وَيَصْلى سَعِيراً إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ ) بلى فهذا مشرك.

١٨ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى صفوان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لجبرئيلعليه‌السلام : يا جبرئيل أرنى كيف يبعث الله تبارك وتعالى العباد يوم القيامة، قال: نعم فخرج إلى مقبرة بنى ساعدة فأتى قبرا فقال له اخرج بإذن الله، فخرج رجل ينفض رأسه من التراب، وهو يقول: والهفاه واللهف الثبور ثم قال: ادخل فدخل، الحديث وهو بتمامه مذكور في الحج عند قوله تعالى:( يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) .

١٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً ) والثبور الويل( إِنَّهُ

٥٣٩

ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ بَلى ) يقول: ظن ان لن يرجع بعد ما يموت قوله:( فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ) والشفق الحمرة بعد غروب الشمس والليل وما وسق يقول: إذا ساق كل شيء من الخلق إلى حيث يهلكوا بها( وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ) إذا اجتمع( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) يقول: حالا بعد حال يقول: لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة(١) لا تخطون طريقهم، ولا يخطى شبر بشبر وذراع بذراع وباع بباع(٢) حتى أن لو كان من دخل حجر ضب لدخلتموه، قالوا: اليهود والنصارى تعنى يا رسول الله؟ قال: فمن أعنى لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فيكون أول ما تنقضون من دينكم الامامة وآخره الصلوة.

٢٠ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى حنان عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ للقائم غيبة يطول أمدها فقلت له: ولم ذلك يا ابن رسول الله؟ قال: لان اللهعزوجل أبي أنّ لا يجرى فيه سير الأنبياءعليهم‌السلام في غيباتهم، وانه لا بد له يا سدير من انتهاء مدة غيباتهم، قال الله تعالى:( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) أي سير من كان قبلكم.

٢١ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زرارة، عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله:( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) قال: يا زرارة أو لم تركب هذه الامة بعد نبيها( طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) في أمر فلان وفلان وفلان؟ ٢٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وليس كل من أقر أيضا من أهل القبلة بالشهادتين كان مؤمنا ان المنافقين كانوا يشهدون ان لا إله إلّا الله وان محمدا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويدفعون عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما عهد به من دين الله، وعزائمه وبراهين نبوته إلى وصيه، ويضمرون من الكراهية لذلك، والنقض لـما أبرمه عند إمكان الأمر لهم فيه ما قد بينه

__________________

(١) القذة: ريش السهم. يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان.

(٢) الباع: قدر مدالدين وما بينهما من البدن.

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749