تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين5%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 357061 / تحميل: 4860
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

ابن أعين قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : عندكم التوراة والإنجيل والزبور وما في الصحف الاولى صحف إبراهيم وموسى؟ قال: نعم قلت: ان هذا لهو العلم الأكبر؟ قال: يا حمران ولكن ما يحدث بالليل والنهار علمه عندنا أعظم.

٣٨ ـ إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن أبي خالد القماط عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: عندنا صحف إبراهيم وموسى ورثناها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليعليهم‌السلام قال: قال عليٌّعليه‌السلام لبعض أحبار اليهود وقد ذكر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ومناقبه: واعطى سورة بني إسرائيل وبراءة بصحف إبراهيم وصحف موسىعليهما‌السلام .

٤٠ ـ في مجمع البيان في تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباتة قال: لـمّا قدم أمير المؤمنينعليه‌السلام الكوفة صلى بهم أربعين صباحا يقرء بهم( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) فقال المنافقون: لا والله ما يحسن ابن أبي طالب أن يقرأ القرآن، ولو أحسن ان يقرء لقرء بنا غير هذه السورة، قال: فبلغه ذلك فقال: ويلهم انى لأعرف ناسخه من منسوخه ومحكمه من متشابهه، وفصله وفصاله وحروفه من معانيه، والله ما من حرف نزل على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ألآ إنّي أعرف فيمن أنزل وفي أي يوم وايِّ موضع، ويل لهم أما يقرؤن( إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) والله عندي ورثتها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

في بصائر الدرجات محمد بن عيسى عن أبي محمد الأنصاري عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة المزني عن الأصبغ بن نباتة نحو ما في تفسير العياشي.

٤١ ـ في كتاب الخصال عن عتبة بن عمير الليثي عن أبي ذررحمه‌الله قال: دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو في المسجد جالس وحده فاغتنمت خلوته إلى أن قال: قلت: يا رسول الله كم انزل الله من كتاب؟ قال: مأة كتاب واربعة كتب، انزل الله على شيث خمسين صحيفة، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشرين

٥٦١

صحيفة، وانزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، قلت: يا رسول الله وما كانت صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالا كلها، وكان فيها: ايها الملك المبتلى المغرور انى لم أبعثك تجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم فإنّي لا أردها وان كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا ان يكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها صنع اللهعزوجل اليه، وساعة يخلو فيها لحظ نفسه من الحلال، فان هذه الساعة عون لتلك الساعات، واستحمام للقلوب وتوديع لها، وعلى العاقل ان يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، فانه من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلّا فيما يعنيه، وعلى العاقل ان يكون طالبا لثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو تلذذ في غير محرم، قلت: يا رسول الله فيما كانت صحف موسى؟ قال: كانت عبرا كلها، عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ ولمن أيقن بالنار كيف يضحك؟ ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها؟ ولمن يؤمن بالقدر كيف ينصب؟ ولمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل؟

٤٢ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي قال أبو ذر: قلت يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيمعليه‌السلام ؟ قال: كانت أمثالا كلها: ايها الملك المسلط المبتلى المغرور انى لم أبعثك لتجمع المال بعضه على بعض، وإنّما بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم فإنّي لا أردها وان كانت من كافر أو فاجر فجوره على نفسه ؛ وكان فيها أمثال وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله ان يكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يفكر فيها في صنع الله، وساعة يحاسب نفسه فيما قدم وأخر، وساعة يخلو فيها بحاجته من الحلال ومن المطعم والمشرب، وعلى العاقل ان يكون طاعنا في ثلاث: تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيرا في زمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلّا في ما يعنيه، قلت: يا رسول الله فما كانت صحف موسىعليه‌السلام ؟ قال: كانت عبرا كلها: عجبت لمن أيقن بالنار ثم ضحك، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ،

٥٦٢

عجبت لمن أبصر الدنيا وتقلبها بأهلها حالا بعد حال وهو يطمئن إليها؟ عجبت لمن أيقن بالحساب ثم لم يعمل قلت: يا رسول الله فهل في أيدينا شيء مما كان في صحف إبراهيم وموسىعليهما‌السلام فيما أنزل الله عليك؟ قال: أقرأ يا أبا ذر( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) .

٤٣ ـ في مجمع البيان روى عن أبي ذر أنه قال: قلت: يا رسول الله كم الأنبياء قال: مأة الف نبي وأربعة وعشرون ألفا قلت: يا رسول الله كم المرسلون منهم؟ قال: ثلاثمأة وثلاثة عشر وبقيتهم أنبياء، قلت: كان آدم نبيا؟ قال: نعم كلمه الله وخلقه بيده، يا أبا ذر أربعة من الأنبياء عرب: هود وصالح وشعيب ونبيك، قلت: يا رسول الله كم انزل الله من كتاب؟ قال: مأة وأربعة كتب، انزل منها على آدم عشرة صحف، وعلى شيث خمسين صحيفة، وعلى أخنوخ وهو إدريس ثلاثين صحيفة، وهو أول من خط بالقلم ؛ وعلى إبراهيم عشر صحائف، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان.

٤٤ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى أنس بن مالك قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بعثت على اثر ثمانية آلاف نبي. منهم أربعة آلاف من بنى إسرائيل.

٤٥ ـ في تهذيب الأحكام باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أحب ان يصافحه مأتا الف نبي وعشرون الف نبي فليزر قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام في النصف من شعبان، فان أرواح النبيين تستأذن الله في زيارة قبره فيؤذن لهم.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أدمن قراءة( هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ ) في فريضة أو نافلة غشاه الله برحمته في الدنيا والاخرة، و

٥٦٣

آتاه الأمن يوم القيامة من عذاب النار.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من قرءها حاسبه الله حسابا يسيرا.

٣ ـ في روضة الكافي عن محمد عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت:( هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ ) قال: يغشاهم القائم بالسيف، قال: قلت:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ ) قال: خاضعة لا تطيق الامتناع، قال: قلت: عاملة قال: عملت بغير ما انزل الله قال: قلت ناصبة قال: نصبت غير ولاة الأمر قال: قلت:( تَصْلى ناراً حامِيَةً ) قال: تصلى نارا الحرب في الدنيا على عهد القائم وفي الاخرة نار جهنم.

٤ ـ علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن محمد بن الكناسي قال: حدّثنا من رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل ( هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ ) قال: الذين يغشون الامام.

٥ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن حنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يبالي الناصب صلى أم زنا، وهذه نزلت فيهم:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ) .

٦ ـ علي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن عمرو بن أبي المقدام قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال أبي قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : كل ناصب وان تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الاية:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧ ـ في كتاب ثواب الأعمال أبيرحمه‌الله قال: حدّثني أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد قال: حدّثني أبو عبد الله الرازي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن صالح بن سعيد القماط عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كل ناصب وان تعبد واجتهد يصير إلى هذه الغاية:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ) .

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حديثنا جعفر بن أحمد قال: حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال: حدّثنا محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة: قال

٥٦٤

سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: كل من خالفكم وان تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الاية:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ) .

٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي إسحاق الليثي عن الباقرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه أبو إسحاق بعد ان قال: وأجد من أعدائكم ومن ناصبيكم من يكثر من الصلوة ومن الصيام ويخرج الزكاة ويتابع بين الحج والعمرة ويحض على الجهاد ويأثر على البر وعلى صلة الأرحام ويقضى حقوق إخوانه ويواسيهم من ماله ويتجنب شرب الخمر والزنا واللواط وساير الفواحش؟ وان ناصب على ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم لو اعطى ما بين المشرق والمغرب ذهبا وفضة ان يزول عن محبة الطواغيت وموالاتهم إلى موالاتكم ما فعل ولا زال، ولو ضربت خياشيمه(١) بالسيوف فيهم ولو فعل فيهم ما ارتدع ولا رجع، وإذا سمع أحدهم منقبة لكم وفضلا اشمأز من ذلك وتغير لونه وراى كراهة ذلك في وجهه بغضا لكم ومحبة لهم، قال: فتبسم الباقرعليه‌السلام ثم قال: يا إبراهيم هاهنا هلكت «العاملة الناصبة( تَصْلى ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) ومن ذلك قالعزوجل :( وَقَدِمْنا إلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ) .

١٠ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله حدّثنا محمد بن الحسن رضى الله عنه قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : كل ناصب وان تعبد واجتهد فمنسوب إلى هذه الاية:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ) .

١١ ـ في مجمع البيان وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كل ناصب وان تعبد واجتهد يصير إلى هذه الاية:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ) .

١٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن الحسن بن عليٍّ

__________________

(١) الخياشيم جمع الخيشوم: أقصى الأنف.

٥٦٥

عليهما‌السلام يتكلم فيه على جمع كثير في مجلس معاوية بن أبي سفيان وعلى معاوية أيضا وفيه: وأمّا أنت يا عقبة بن أبي سفيان فو الله ما أنت بحصيف(١) فأجاوبك ولا عاقل فأعاتبك، وما عندك خير يرجى ولا شر يخشى، وما كنت -ولو سببت عليا- لأعير به عليك لأنك عندي لست بكفو لعبد عند عليّ بن أبي طالب فأرد عليك وأعاتبك، ولكن اللهعزوجل لك ولأبيك ولأمك وأخيك بالمرصاد، فأنت ذرية آبائك الذين ذكرهم الله في القرآن فقال:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) إلى قوله:( مِنْ جُوعٍ ) .

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ ) وهم الذين خالفوا دين الله وصلوا وصاموا ونصبوا لأمير المؤمنينعليه‌السلام وهو قوله:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ ) عملوا ونصبوا فلا يقبل شيء من أفعالهم و «( تَصْلى ) وجوههم( ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) قال: لها أنين من شدة حرها( لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: عرق أهل النار وما يخرج من فروج الزواني.

١٤ ـ في مجمع البيان عن ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الضريع شيء يكون في النار يشبه الشوك أمر من الصبر وأنتن من الجيفة، وأشد حرا من النار سماه الله الضريع.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: يا ابن رسول الله خوفني فان قلبي قد قسا، فقال: يا أبا محمد استعد للحياة الطويلة فان جبرئيل جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو قاطب(٢) وقد كان قبل ذلك يجيء وهو متبسم، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا؟ فقال يا محمد قد وضعت منافخ النار، فقال: وما منافخ النار يا جبرئيل فقال: يا محمد ان اللهعزوجل أمر بالنار فنفخ عليها الف عام حتى ابيضت، ثم نفخ عليها الف عام حتى احمرت، ثم نفخ عليها الف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة، لو ان قطرة من

__________________

(١) الحصيف: المحكم العقل.

(٢) قطب الرجل: زوي ما بين عينيه وكلح.

٥٦٦

الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سأله الأبرش الكلبي عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) قال: تبدل خبزة يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب، قال الأبرش: ان الناس لفي شغل عن الاكل؟ فقال أبو جعفرعليه‌السلام : هم في النار لا يشتغلون عن أكل الضريع وشرب الحميم في العذاب فكيف يشتغلون عنه في الحساب

١٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن القاسم بن عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) قال: تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغوا من الحساب، فقال له قائل: انهم لفي شغل يومئذ عن الاكل والشرب؟ فقال: إنّ اللهعزوجل خلق ابن آدم أجوف لا بد له من الطعام والشراب، أهم أشد شغلا يومئذ أم في النار؟ فقد استغاثوا واللهعزوجل يقول: «و( إِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ ) .

١٨ ـ في تفسير العياشي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) قال: تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب فقال قائل: انهم لفي شغل عن الاكل والشرب؟ فقال له: ان ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام والشراب أهم أشد شغلا أم هم في النار؟ فقد استغاثوا فقال: «و( إِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ ) .

١٩ ـ وفيه بعد ان ذكر حديثا عن أبي جعفرعليه‌السلام وفي خبر آخر عنه فقال: وهم في النار لا يشغلون عن أكل الضريع وشرب الحميم وهم في العذاب، كيف يشغلون عنه في الحساب؟

٢٠ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن محمد الكناسي قال: حدّثنا من رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله «هل أتيك حديث الغاشية

٥٦٧

قال: الذين يغشون الامام إلى قولهعزوجل ( لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ) قال: لا ينفعهم ولا يغنيهم ولا ينفعهم الدخول ولا يغنيهم القعود.

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ذكر اتباع أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ لِسَعْيِها راضِيَةٌ ) يرضى الله بما سعوا فيه( فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً ) قال: الهزل والكذب.

٢٢ ـ في مجمع البيان وعن عاصم بن ضمرة عن عليٍّعليه‌السلام انه ذكر أهل الجنة فقال: يجيئون فيدخلون فاذا أساس بيوتهم من جندل اللؤلؤ و( سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ) ولو لا أن الله تعالى قدرها لهم لا لتمعت أبصارهم بما يرون، ويعانقون الأزواج ويقعدون على السرر، ويقولون: الحمد لله الذي هدانا لهذا.

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله:( وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ ) قال: البسط والوسائد( وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ) قال: كل شيء خلقه الله في الجنة له مثال في الدنيا إلّا الزرابي فانه لا يدرى ما هي؟

٢٤ ـ في مجمع البيان وروى عن عليٍّعليه‌السلام ( أَفَلا يَنْظُرُونَ إلى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ) بفتح أوائل هذه الحروف كلها وضم التاء.

٢٥ ـ في كتاب الخصال عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : جمع الخير كله في ثلاث خصال: النظر والسكوت والكلام، وكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكل سكوت ليس فيه فكر فهو غفلة، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، فطوبى لمن كان نظره عبرا، وسكوته فكرا، وكلامه ذكرا، وبكى على خطيئته وأمن الناس شره.

٢٦ ـ في كتاب التوحيد قال هشام: فكان من سؤال الزنديق ان قال: فما الدليل عليه؟ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وجود الأفاعيل التي دلت على أن صانعا صنعها ألا ترى انك إذا نظرت إلى بناء مشيد مبني علمت أن له بانيا وان كنت لم تر الباني

٥٦٨

ولم تشاهده وفي أصول الكافي مثله سواء.

٢٧ ـ في كتاب الاهليلجة المنقول عن الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام في الرد على من أنكر وجود الصانع قالعليه‌السلام لمن كان منكرا للصانع: إذا رأيت بناء أتقر ان له بانيا، وإذا رأيت صورة أتقر أن لها مصورا؟ قال لا بد من ذلك.

٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم في قوله:( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ) قال: بحافظ ولا كاتب عليهم.

وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ ) يريد من لم يتعظ ولم يصدقك وجحد ربوبيتى وكفر نعمتي( فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ ) يريد الغليظ الشديد الدائم( إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ) يريد مصيرهم( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ) يريد جزاءهم.

٢٩ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا فما كان لله سألنا الله ان يهبه فهو لهم وما كان لنا فهو لهم ثم قرء أبو عبد اللهعليه‌السلام :( إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثمّ إنّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ) .

٣٠ ـ في روضة الكافي سهل بن زياد عن ابن سنان عن سعدان عن سماعة قال: كنت قاعدا مع أبي الحسن الاولعليه‌السلام والناس في الطواف في جوف الليل، فقال لي: يا سماعة إلينا إياب هذا الخلق وعلينا حسابهم فما كان لهم من ذنب بينهم وبين اللهعزوجل حتمنا على اللهعزوجل في تركه لنا، فأجابنا إلى ذلك، وما كان بينهم وبين الناس استوهبناه منهم فأجابوا إلى ذلك وعوضهم اللهعزوجل .

٣١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال: يا جابر إذا كان يوم القيامة جمع اللهعزوجل الأولين والآخرين لفصل الخطاب، دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودعا أمير المؤمنينعليه‌السلام فيكسى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حلة خضراء تضيء ما بين المشرق والمغرب، ويكسى علىعليه‌السلام مثلها، ويكسى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حلة وردية يضيء لها ما بين المشرق و

٥٦٩

المغرب، ويكسى علىعليه‌السلام مثله ثم يصعدان عندها، ثم يدعى بنا فيدفع إلينا حساب الناس فنحن والله ندخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٢ ـ في بصائر الدرجات الحسن بن علي بن صباح عن زيد بن الشحام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: إلينا الصراط والميزان وحساب شيعتنا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٣ ـ في من لا يحضره الفقيه في الزيارة الجامعة لجميع الائمة صلوات الله عليهم المنقولة عن محمد بن علي الجوادعليه‌السلام : وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم.

٣٤ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمن بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : وأمّا الذنب الذي لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض، ان الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه اقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف ومسحة بكف ولو نطحة ما بين الجماء إلى القرناء فيقضى للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لأحد على أحد مظلمة ثم يبعثهم للحساب(١) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال أهل القيامة يقول فيهعليه‌السلام : والناس يومئذ على طبقات ومنازل، فمنهم من يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهل مسرورا، ومنهم الذين يدخلون الجنة بغير حساب، لأنهم لم يتلبسوا من أمر الدنيا بشيء، وإنّما الحساب هناك على من تلبس بها هاهنا، ومنهم من يحاسب على النقير والقطمير ويصير إلى عذاب السعير.

٣٦ ـ في نهج البلاغة وسئلعليه‌السلام كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم؟ قال كما يرزقهم على كثرتهم، قيل: فكيف يحاسبهم ولا يرونه؟ قال: كما يرزقهم ولا يرونه ٣٧ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من اخبار هذه المجموعة

__________________

(١) مضى الحديث في تفسير سورة الانفطار فراجع.

٥٧٠

وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الله تعالى يحاسب كل خلق إلّا من أشرك بالله فانه لا يحاسب ويؤمر به إلى النار.

٣٨ ـ في كتاب علل الشرائع أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: أرأيت الميت إذا مات لم تجعل معه الجريدة؟ قال: تجافى عنه العذاب والحساب ما دام العود رطبا، انما الحساب والعذاب كله في يوم واحد في ساعة واحدة قدر ما يدخل ويرجع الناس، فانما جعل السعاف لذلك ولا عذاب ولا حساب بعد جفوفها إنْ شاء الله.

٣٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن جعفر بن إبراهيم عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: إذا كان يوم القيامة أوقف المؤمن بين يديه فيكون هو الذي يلي حسابه، فيعرض عليه عمله فينظر في صحيفته، فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه وترتعد فرائصه وتفزع نفسه ثم يرى حسناته فتقر عينه وتسر نفسه وتفرح روحه، ثم ينظر إلى ما أعطاه الله من الثواب فيشتد فرحه، ثم يقول الله للملائكة: هلموا بالصحف التي فيها الأعمال التي لم يعملوها، قال: فيقرءونها فيقولون: وعزتك انك لتعلم انا لم نعمل منها شيئا، فيقول: صدقتكم لكنكم نويتموها فكتبناها لكم ثم يثابون عليها.

٤٠ ـ وفيه فقال الصادقعليه‌السلام : كل امة يحاسبها امام زمانها، ويعرف الائمة أوليائهم وأعدائهم بسيماهم، وهو قوله: «( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) أفيعطوا أولياءهم كتابهم بيمينهم، فيمروا إلى الجنة بغير حساب، ويعطوا أعدائهم كتابهم بشمالهم فيمروا إلى النار بغير حساب.

٥٧١

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: اقرؤوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم، فانها سورة الحسين بن عليعليهما‌السلام ، من قرءها كان مع الحسينعليه‌السلام يوم القيامة في درجته من الجنة ان الله عزيز حكيم.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرأها في ليالي عشر غفر له، ومن قرأها ساير الأيام كانت له نورا يوم القيامة.

٣ ـ والفجر أقسم الله سبحانه بفجر النهار إلى قوله: وقيل: أراد بالفجر النهار كله عن ابن عباس وليال عشر يعنى العشر من ذي الحجة عن ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك والسدي وروى ذلك مرفوعا والشفع والوتر قيل: الشفع لأنه قال: وخلقناكم أزواجا والوتر الله تعالى عن ابن عباس، وهو رواية أبي سعيد الخدري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقيل الشفع والوتر الصلوة منها شفع ومنها وتر وهو رواية ابن حصين عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقيل: الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة عن ابن عباس وعكرمة وضحاك وهو رواية جابر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقيل: الشفع يوم التروية ؛ والوتر يوم عرفة روى ذلك عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام :

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَالْفَجْرِ ) قال: ليس فيها واو انما هو «الفجر»( وَلَيالٍ عَشْرٍ ) قال: عشر ذي الحجة( وَالشَّفْعِ ) قال: الشفع ركعتان والوتر ركعة. وفي حديث آخر قال: «الشفع» الحسن والحسين و «الوتر» أمير المؤمنينعليهم‌السلام .( وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ ) قال: هي ليلة جمع.

٥ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله لذي حجر يقول: لذي عقل.

٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبان الأحمر قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ ) لأي شيء سمى ذا الأوتاد؟ فقال :

٥٧٢

لأنه كان إذا عذب رجلا بسطه على الأرض على وجهه ومد يده ورجليه فأوقدها بأربعة أوتاد في الأرض، وربما بسطه على خشب منبسط، فوتد رجليه ويديه بأربعة أوتاد، ثم تركه على حاله حتى يموت فسماه اللهعزوجل فرعون ذا الأوتاد.

٧ ـ في كتاب الخصال عن رجل من أهل الشام عن أبيه قال: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: شر خلق الله خمسة: إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه، وفرعون ذو الأوتاد، ورجل من بني إسرائيل ردهم عن دينهم، ورجل من هذه الامة يبايع على كفر عند باب لد(١) ثم قال إنّي لـمّا رأيت معاوية يبايع عند باب لد ذكرت قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلحقت بعليٍّعليه‌السلام كنت معه.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله( وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ ) عمل الأوتاد التي أراد ان يصعد بها إلى السماء.

٩ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أخبرني الروح الأمين ان الله لا اله غيره إذا وقف الخلائق وجميع الأولين والآخرين أتى بجهنم ثم يوضع عليها صراط أدق من الشعر وأحد من السيف عليه ثلاثة قناطر الاولى عليها الامانة والرحمة، والثانية عليها الصلوة، والثالثة عليها عدل رب العالمين لا اله غيره فيكلفون الممر عليها فتحبسهم الرحم والامانة، فان نجوا منها حبستهم الصلوة، فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين جل ذكره وهو قول الله تبارك وتعالى( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث ستقف عليه مسندا قريبا عند قوله تعالى: و( جِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) في هذه السورة وفيه مثل ما في روضة الكافي سواء.

١١ ـ في نهج البلاغة ولئن أمهل الله الظالم فلن يفوت اخذه وهو له ،

__________________

(١) قال الحموي: اللد ـ بالضم والتشديد ـ: قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين.

٥٧٣

بالمرصاد على مجاز طريقة، وبموضع الشجا من مساغ ريقه.(١)

١٢ ـ في مجمع البيان( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ ) وروى عن عليٍّعليه‌السلام أنّه قال ان معناه ان ربك قادر ان يجزى أهل المعاصي جزاءهم.

١٣ ـ وعن الصادقعليه‌السلام انه قال: المرصاد قنطرة على الصراط، لا يجوزها عبد بمظلمة عبد.

١٤ ـ في غوالي اللئالى وقال الصادقعليه‌السلام في تفسير قوله تعالى:( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً ) انما ظن بمعنى استيقن ان الله تعالى لن يضيق عليه رزقه ألا تسمع قول الله تعالى: و( أَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ) أي ضيق عليه.

١٥ ـ وفيه في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام عند قوله:( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً ) الآية فظن بمعنى استيقن( أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ) أي لن يضيق عليه رزقه ومنه قولهعزوجل ( وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ) أي ضيق عليه وقتر.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ ) أي لا تدعون وهم الذين غصبوا آل محمد حقهم وأكلوا مال اتباعهم وفقرائهم وأبناء سبيلهم.

١٧ ـ في مجمع البيان( لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ) وهو الطفل الذي لا أب له، أي لا تعطونهم مما أعطاهم الله حتى تغنوهم عن ذل السؤال وخص اليتيم لأنه لا كافل لهم يقوم بأمرهم، وقد قال: انا وكافل اليتيم كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى.

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ) قال: هي الزلزلة.

١٩ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى داود بن سليمان قال: حدّثني علي بن موسى عن أبيه عن جعفر عن علي بن الحسين عن أبيه عن عليِّ بن

__________________

(١) قوله (عليه السلام)«مجاز طريقه» أي مسلكه وموضع جوازه. والشجا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه. ومساغ: موضع الاساغة.

٥٧٤

ابى طالبعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : هل تدرون ما تفسير هذه الاية:( كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ) قال: إذا كان يوم القيامة تقاد جهنم بسبعين الف زمام بيد سبعين الف ملك ؛ فتشرد شردة لو لا ان الله تعالى حبسها لأحرقت السموات والأرض

٢٠ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار في التوحيد باسناده إلى علي بن الحسين عن علي بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ) فقال: إنّ الله سبحانه لا يوصف بالمجيء والذهاب، تعالى عن الانتقال انما يعنى بذلك «وجاء أمر ربك» والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وأمّا قوله:( وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ) وقوله:( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ ) فذلك كله حق وليست له جثة جل ذكره كجثة(١) خلقه وانه رب كل شيء ورب شيء من كتاب اللهعزوجل يكون تأويله على غير تنزيله، ولا يشبه تأويل كلام البشر ولا فعل البشر، وسأنبئك بمثال لذلك تكتفى إنشاء الله وهو حكاية اللهعزوجل عن إبراهيمعليه‌السلام حيث قال:( إِنِّي ذاهِبٌ إلى رَبِّي ) فذهابه إلى ربه توجيهه إليه وعبادته واجتهاده، ألآ ترى أنّ تأويله غير تنزيله؟ وقال:( أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ ) وقال:( وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ) فانزاله ذلك خلقه وكذلك قوله:( إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ ) أي الجاهدين فالتأويل في هذا القول باطنه مضاد لظاهره.

٢٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى ) قال: حدّثني أبي عن عمرو بن عثمان عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لـمّا نزلت هذه الآية( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) سئل عن ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال بذلك أخبرني الروح الأمين أنّ الله لا إله غيره إذا برز للخلائق وجمع الأوّلين والآخرين أتى بجهنّم تقاد بألف زمام أخذ بكل زمام الف ملك تقودها من الغلاظ

__________________

(١) في المصدر «جيئة كجيئة خلقه».

٥٧٥

الشداد، لها هدة(١) وغضب وزفير وشهيق، وانها لتزفر الزفرة فلو لا ان الله اخرهم للحساب لأهلكت الجمع، ثم يخرج منها عنق(٢) فيحيط بالخلائق البر منهم والفاجر. فما خلق الله عبدا من عباد الله ملكا ولا نبيا إلّا ينادى رب نفسي نفسي، وأنت يا نبي الله تنادي أمتي أمتي، ثم يوضع عليها الصراط أدق من حد السيف عليه ثلاثة قناطر، فأما واحدة فعليها الامانة والرحم، والثانية فعليها الصلوة، وأمّا الثالثة فعليها رب العالمين لا اله غيره، فيكلفون الممر عليها فيحسبهم الرحم والامانة، فان نجوا منها حبستهم الصلوة. فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين وهو قوله:( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ ) والناس على الصراط فمتعلق بيد وتزول قدم وتستمسك بقدم والملائكة حولها ينادون يا حليم اعف واصفح وعد بفضلك وسلم سلم، والناس يتهافتون في النار كالفراش فيها، فاذا نجا ناج برحمة ومر بها فقال: الحمد لله وبنعمته تتم الصالحات وتزكوا الحسنات، والحمد لله الذي نجاني منك بعد إياس بمنه وفضله، ان ربنا لغفور شكور.

٢٣ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سأله بعض اليهود عن مسائل: ان الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها، فاذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبح كل شيء دون العرش بحمد ربي جل جلاله، وهي الساعة التي يصلّي فيها ربي، ففرض اللهعزوجل على أمتي فيها الصلوة، وقال:( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى غَسَقِ اللَّيْلِ ) وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنم يوم القيامة، فما من مؤمن يوافق تلك الساعة ان يكون ساجدا أو راكعا أو قائما إلّا حرم اللهعزوجل جسده على النار.

٢٤ ـ في مجمع البيان( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) وروى مرفوعا عن أبي سعيد الخدري قال: لـمّا نزلت هذه الآية تغير وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعرف حتى اشتد على

__________________

(١) الهدة: صوت وقع الحائط ونحوه.

(٢) أي طائفة من النار.

٥٧٦

أصحابه ما رأوا من حاله، وانطلق بعضهم إلى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقالوا: يا عليُّ لقد حدث أمر قد رأيناه في نبي الله فجاء علىعليه‌السلام فاحتضنه من خلفه وقبل بين عاتقيه ثم قال: يا نبي الله بأبي أنت وأمّي ما الذي حدث اليوم؟ قال: جاء جبرئيل فاقرأنى( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) قال: فقلت يجاء بها؟ قال: يجيء بها سبعون ألف يقودونها بسبعين ألف زمام فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع، ثمّ أتعرض لجهنّم فتقول: ما لي ولك يا محمّد فقد حرم الله لحمك عليَّ فلا يبقى أحد إلّا قال: نفسي نفسي وان محمّدا يقول: أمّتي أمّتي.

في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي مثل ما في مجمع البيان سواء

٢٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وفي رواية سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي ونقل كلاما طويلا وفيه قال: قال لي عمر بن الخطاب: قل ما شئت أليس قد عزلها اللهعزوجل عن أهل هذا البيت الذين قد اتخذتموهم أربابا قال قلت فإنّي اشهد انى سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: وقد سألته عن هذه الآية( فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ ) فقال: انك أنت هو، فقال اسكت اسكت الله نامتك ايها العبد يا ابن اللخناء فقال لي علىعليه‌السلام : اسكت يا سلمان فسكت، وو الله لو لا انه أمرنى بالسكوت لأخبرته بكل شيء نزل فيه وفي صاحبه، فلما رأى ذلك عمر انه قد سكت قال: انك له مطيع مسلم.

٢٦ ـ في مجمع البيان وأمّا القرائة بفتح العين في يعذب ويوثق فقد وردت الرواية عن أبي قلابة قال: اقرأنى من اقرأه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ ) والمعنى لا يعذب أحد تعذيب هذا الكافر ان قلنا انه كافر بعينه، أو تعذيب هذا الصنف من الكفار وهم الذين ذكروا في قوله:( لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ) الآيات.

٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ ) قال: هو الثاني.

٢٨ ـ قوله:( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً

٥٧٧

قال: إذا حضر المؤمن الوفاة نادى مناد من عند الله:( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي ) بولاية على مرضية بالثواب( فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) فلا يكون له همة إلّا اللحوق بالنداء.

حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن موسى عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ) الآية يعنى الحسين ابن علىعليهما‌السلام .

٢٨ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير الصيرفي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك يا ابن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال: لا والله انه إذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع عند ذلك فيقول ملك الموت: يا وليّ الله لا تجزع فو الذي بعث محمدا لأنا أبر بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينيك فانظر قال: ويمثل له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ذريتهمعليهم‌السلام فيقال له: هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمةعليهم‌السلام رفقاؤك، قال: فيفتح عينيه فينظر فينادى روحه مناد من قبل رب العزة فيقول:( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) إلى محمد وأهل بيته،( ارْجِعِي إلى رَبِّكِ راضِيَةً ) بالولاية مرضية بالثواب،( فَادْخُلِي فِي عِبادِي ) يعنى محمدا وأهل بيته، وادخلى جنتي، فما من شيء أحب إليه من استدلال روحه واللحوق بالمنادي

٢٩ ـ في محاسن البرقي عنه عن محمد بن علي عن محمد بن أسلم عن الخطاب الكوفي ومصعب الكوفي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لسدير: والذي بعث محمّدا بالنبوة وعجّل روحه الجنة ما بين أحدكم وبين ان يغتبط ويرى السرور أو تبين له الندامة إلّا ان يعاين ما قال اللهعزوجل في كتابه:( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ) وأتاه ملك الموت بقبض روحه فينادى روحه فتخرج من جسده، فاما المؤمن فلا يحس بخروجها، وذلك قول الله تبارك وتعالى:( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) ثم قال :

٥٧٨

ذلك لمن كان ورعا مواسيا لإخوانه وصولا لهم، وان كان غير ورع ولا وصول لإخوانه قيل له: ما منعك عن الورع والمواساة لإخوانك أنت ممن اتخذ المحبة بلسانه ولم يصدق ذلك بفعله، وإذا لقى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام لقيهما معرضين مغضبين في وجهه، غير شافعين له قال سدير من جدع [الله] انفه(١) قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فهو ذلك.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من كان قراءته في فريضته( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ ) كان في الدنيا معروفا انه من الصالحين، وكان في الاخرة معروفا أن له من الله مكانا، وكان يوم القيامة من رفقاء النبيين والشهداء والصالحين.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأها أعطاه الله إلّا من غضبه يوم القيامة.

٣ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله رفعه في قوله تعالى:( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ وَوالِدٍ وَما وَلَدَ ) قال: أمير المؤمنينعليه‌السلام وما ولد من الائمة.

٤ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كانت الجاهلية يعظمون المحرم ولا يقسمون به، ولا شهر رجب ولا يعرضون فيهما لمن كان فيهما ذاهبا أو جائيا وان كان قتل أباه. ولا لشيء يخرج من الحرم دابة أو شاة أو بعيرا أو غير ذلك، فقال اللهعزوجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

(١) قال المجلسي (ره): جدع الأنف أي قطعه، كناية عن المذلة أي من أذله الله يكون كذلك، ويحتمل أن يكون «من» استفهاما أي من يكون كذلك؟ فقوله: جدع الله انفه جملة دعائية، فأجاب (عليه السلام)بأنه هو الذي ذكرت لك سابقا.

٥٧٩

( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ) قال: فبلغ من جهلهم انهم استحلوا قتل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعظموا أيام الشهر حيث يقسمون به فينقضون.

٥ ـ علي بن إبراهيم عن إسماعيل بن مهران عن يونس عن بعض أصحابنا قال: سألته عن قول اللهعزوجل ( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ) قال: عظم اثم من يحلف بها، قال: وكان أهل الجاهلية يعظمون الحرم ولا يقسمون به ويستحلون حرمة الله فيه، ولا يعرضون لمن كان فيه ولا يخرجون منه دابة، فقال الله تبارك وتعالى:( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ وَوالِدٍ وَما وَلَدَ ) قال: يعظمون البلدان يحلفون به ويستحلون فيه حرمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٦ ـ في مجمع البيان( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ ) اجمع المفسرون على أن هذا قسم بالبلد الحرام وهو مكة( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ) تشرف من حل به من الرسول الداعي إلى توحيده وإخلاص عبادته، وقيل معناه وأنت محل بهذا البلد وهو ضد المحرم، والمراد أنت حلال لك قتل من رأيت من الكفار، وذلك حين أمر بالقتال يوم فتح مكة فأحلها الله له حتى قاتل وقتل وقد قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لا حد بعدي ولم تحل لي إلّا ساعة من نهار، عن ابن عباس ومجاهد وعطا وهذا وعد من الله لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يحل له مكة حتى يقاتل فيها ويفتحها على يده ويكون بها يصنع بها ما يريد من القتل والأسر، وقد فعل سبحانه ذلك فدخلها غلبة وكرها وقتل ابن أخطل وهو متعلق بأستار الكعبة، ومقيس بن صبابة(١) وغيرهما وقيل: معناه: لا اقسم بهذا البلد وأنت حلال منتهك الحرمة مستباح العرض لا تحترم فلا يبقى للبلد حرمة حيث هتكت عن أبي مسلم وهو المروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كانت قريش تعظم البلد وتستحل محمدا فيه، فقال:( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ) يريد انهم استحلوك فيه وكذبوك وشتموك، وكانوا لا يأخذ الرجل منهم فيه قاتل أبيه ويتقلدون لحاء شجر الحرم فيأمنون بتقليدهم إياه فاستحلوا

__________________

(١) وفي المصدر «سبابة» بالسين لكن الظاهر الموافق للسيرة لابن هشام وغيره هو المختار.

٥٨٠

من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما لم يستحلوا من غيره فعاب الله ذلك عليهم.( وَوالِدٍ وَما وَلَدَ ) يعنى آدم وذريته إلى قوله وقيل آدم وما ولد من الأنبياء والأوصياء وأتباعهم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ ) والبلد مكة( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ) قال: كانت قريش لا يستحلون ان يظلموا أحدا في هذا البلد ويستحلون ظلمك فيه( وَوالِدٍ وَما وَلَدَ ) قال: آدم وما ولد من الأنبياء والأوصياء( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ ) أي منتصبا.

٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى حماد بن عثمان قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام انا نرى الدواب في بطون أيديها الرقعتين مثل الكي فمن أي شيء ذلك؟ فقال: ذلك موضع منخريه في بطن امه، وابن آدم منتصب في بطن امه، وذلك قول اللهعزوجل :( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ ) وما سوى ابن آدم فرأسه في دبره ويداه بين يديه.

٩ ـ في أصول الكافي علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : وهو قائم ليس على معنى انتصاب وقيام على ساق في كبد كما قامت الأشياء، ولكن قائم يخبر انه حافظ كقول الرجل القائم بأمرنا فلان.

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى الحسين بن أبي يعقوب عن بعض أصحابه عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ) يعنى يقتل في قتله ابنة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ( يَقُولُ: أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً ) يعنى الذي جهز به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في جيش العسرة.

وفيه( يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً ) قال: اللبد المجتمع.

وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً ) قال: هو عمرو بن عبد ود حين عرض عليه عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام الإسلام يوم الخندق وقال: فأين ما أنفقت فيكم مالا لبدا، وكان أنفق مالا في الصد عن سبيل الله فقتله

٥٨١

علىعليه‌السلام ( أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ ) قال: في فساد كان في نفسه.( أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولسانا يعنى أمير المؤمنينعليه‌السلام وشفتين يعنى الحسنينعليهما‌السلام .

١١ ـ في مجمع البيان وروى عبد الحميد المدائني عن أبي حازم أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ الله تعالى يقول: يا ابن آدم ان نازعك لسانك فيما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فأطبق، وان نازعك بصرك إلى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فأطبق، وهديناه النجدين أي سبيل الخير وسبيل الشر، عن عليٍّعليه‌السلام .

١٢ ـ وروى انه قيل لأمير المؤمنينعليه‌السلام : ان أناسا يقولون في قوله:( وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ ) انهما الثديان فقال: لا، هما الخير والشر.

١٣ ـ وقال الحسن بلغني أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ايها الناس هما نجدان نجد الخير ونجد الشر، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير؟ ١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه قريبا اعنى قوله: يعنى الحسن والحسين( وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ ) إلى ولايتهما.

١٥ ـ في أصول الكافي باسناده إلى حمزة بن محمد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله تعالى:( وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ ) قال: نجد الخير والشر.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله:( وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ ) قال: بينا له طريق الخير وطريق الشر.

١٧ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن يونس قال: أخبرنى من رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام في قولهعزوجل :( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ ) يعنى بقوله: فك رقبة ولاية أمير المؤمنين، فان ذلك فك رقبة.

١٨ ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمي

٥٨٢

عن أبيه عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: جعلت فداك قوله:( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) قال: من أكرمه الله بولايتنا فقد جاز العقبة ونحن تلك العقبة التي من اقتحمها نجا، قال: فسكت فقال لي: فهلا أفيدك حرفا خيرا لك من الدنيا وما فيها؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: قوله:( فَكُّ رَقَبَةٍ ) ثم قال: الناس كلهم عبيد النار غيرك وأصحابك، فان الله فك رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت.

١٩ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن علي عن محمد بن عمرو بن يزيد قال: أخبرت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام انى أصبت بابنين وبقي لي ابن صغير قال: تصدق عنه، ثم قال حين حضر قيامي مر الصبى فليتصدق بيده بالكسرة والقبضة والشيء وان قل، فان كل شيء يراد به الله وان قل بعد أن تصدق النية فيه عظيم، ان الله تعالى يقول:( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) وقال:( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ) علم اللهعزوجل ان كل أحد لا يقدر على فك رقبة فجعل إطعام اليتيم والمسكين مثل ذلك تصدق عنه.

٢٠ ـ أحمد بن محمد عن أبيه عن جعفر بن خلاد قال: كان أبو الحسن الرضاعليه‌السلام إذا أكل أتى بصحفة فتوضع قرب مائدته فيعمد إلى أطيب الطعام مما يؤتى به، فيأخذ من كل شيء شيئا، فيضع في تلك الصحفة، ثم يأمر بها للمساكين ثم يتلو هذه الاية:( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) ثم يقول: علم اللهعزوجل انه ليس كل إنسان يقدر على عتق رقبة فجعل لهم السبيل إلى الجنة.

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ ) قال: العقبة الائمة من صعدها فك رقبته من النار.

٢٢ ـ وفيه( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ ) يقول: ما أعلمك وكل شيء في القرآن وما ادراك فهو ما أعلمك. حدّثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا

٥٨٣

عبد الله بن مسعود عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( فَكُّ رَقَبَةٍ ) قال: بنا تفك الرقاب وبمعرفتنا، ونحن المطعمون في يوم الجوع والمسغبة.

٢٣ ـ في مجمع البيان وأمّا المراد بالعقبة ففيه وجوه: أحدها انه مثل ضربه الله لمجاهدة النفس والهوى والشيطان في اعمال الخير والشر إلى قوله: وثانيها انها عقبة حقيقة، قال الحسن وقتادة: هي عقبة شديدة في النار دون الجسر فاقتحموها بطاعة اللهعزوجل ، وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: إنّ أمامكم عقبة كئودا(١) لا يجوزها المثقلون وانا أريد ان أخفف عنكم لتلك العقبة.

٢٤ ـ وروى مرفوعا عن البراء بن عازب قال: جاء أعرابي إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة، قال: إنّ كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسئلة أعتق النسمة وفك الرقبة فقال: أو ليسا واحدا؟ قال: لا، عتق الرقبة ان تتفرد بعتقها، وفك الرقبة ان تعين في ثمنها، والفيء على ذي الرحم الظالم، فان لم يكن ذلك فأطعم الجائع، واسق الظمآن،( وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) ، فان لم تطق ذلك فكف لسانك إلّا من خير.

٢٥ ـ وروى محمد بن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي الحسن الرضاعليه‌السلام : ان لي ابنا شديد العلة قال: مره تتصدق بالقبضة من الطعام بعد القبضة، فان الله تعالى يقول:( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) وقرأ الآيات.

٢٦ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن سعدان بن مسلم العامري عن بعض أصحابه قال: رأيت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام يأكل فتلا هذه الآية( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ ) إلى آخر الآية ثم قال: علم الله أن ليس كل خلقه يقدر بعتق رقبة، فجعل لهم سبيلا إلى الجنة بإطعام الطعام.

٢٧ ـ في مجمع البيان:( فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ) وفي الحديث عن معاذ بن جبل

__________________

(١) أي صعبة شاقة المصعد.

٥٨٤

قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أشبع جائعا في يوم مسغب(١) ادخله الله يوم القيامة من باب من أبواب الجنان لا يدخلها إلّا من فعل مثل ما فعل.

٢٨ ـ وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان(٢) .

٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ ) يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المقربة قرباه( أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ) يعنى أمير المؤمنينعليه‌السلام مترب بالعلم، وفيه( أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ) قال: لا يقيه من التراب شيء.

٣٠ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من اطعم مؤمنا حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ما له من الأجر في الاخرة، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل إلّا الله رب العالمين، ثمّ قال: من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان، ثم تلا قول اللهعزوجل :( أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ) .

وفي محاسن البرقي مثله سواء مع زيادة الجنة بعد موجبات و( ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ) أخيرا.

٣١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله: أصحاب الميمنة أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام والذين كفروا بآياتنا قال: الذين خالفوا أمير المؤمنينعليه‌السلام ( هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ ) وقال: المشأمة أعداء آل محمدعليهم‌السلام نار مؤصدة أي مطبقة.

__________________

(١) يوم مسغب أو مسغبة أي مجاعة.

(٢) السغبان: الجائع.

٥٨٥

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أكثر قراءة «والشمس، والليل إذا يغشى، والضحى، وألم نشرح» في يوم أو ليلة لم يبق شيء بحضرته إلّا شهد له يوم القيامة حتى شعره وبشره ولحمه ودمه وعروقه وعصبه وعظامه، وجميع ما أقلت الأرض منه، ويقول الرب تبارك وتعالى: قبلت شهادتكم لعبدي وأجزتها له، انطلقوا به إلى جناتى حتى يتخير منها حيث ما أحب فأعطوه من غير من ولكن رحمة منى وفضلا عليه وهنيئا لعبدي.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها فكأنما تصدق بكل شيء طلعت عليه الشمس والقمر.

٣ ـ في تهذيب الأحكام في الموثق عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: الرجل إذا قرء والشمس وضحاها فختمها أن يقول: صدق الله وصدق رسوله، قلت: فان لم يقل الرجل شيئا من هذا إذا قرأ؟ قال: ليس عليه شيء والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤ ـ في روضة الكافي جماعة عن سهل عن محمد عن أبيه عن أبي محمد عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) قال: الشمس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله به أوضح اللهعزوجل للناس دينهم، قال: قلت:( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ) قال ذلك أمير المؤمنينعليه‌السلام تلا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونفثه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالعلم نفثا، قال: قلت:( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) قال: ذلك أئمة الجور الذين استبد وأبا الأمر دون آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجلسوا مجلسا كان آل الرسول اولى به منهم، فغشوا دين الله بالظلم والجور، فحكى الله فعلهم فقال:( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) قال: قلت:( وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها ) قال: الامام من ذرية فاطمة صلوات الله عليها يسأل عن دين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيجليه لمن سأله، فحكى اللهعزوجل قوله: فقال:( وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها ) .

٥٨٦

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال: أخبرنى أبي عن سليمان الديلمي عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) ونقل نحو ما نقلنا عن الروضة.وفيه متصل بآخر ما نقل اعنى( إِذا جَلَّاها ) وقوله: ونفس وما سواها قال: خلقها وصورها( فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها ) أي عرفها وألهمها ثم خيرها فاختارت.

٦ ـ في أصول الكافي باسناده إلى حمزة بن محمد الطيار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام وقال:( فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها ) قال: بين لها ما تأتى وما تترك.

٧ ـ في مجمع البيان وروى زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام في قوله:( فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها ) قال: بين لها ما تأتى وما تترك وفي قوله:( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ) قال: قد أفلح من أطاع( وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ) قال: قد خاب من عصى.

٨ ـ وجاء الرواية عن سعيد بن أبي هلال قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا قرء هذه الآية( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ) وقف ثم قال: أللّهم آت نفسي تقواها أنت وليها ومولاها، وزكها أنت خير من زكاها.

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ) يعنى نفسه طهرها( وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ) أي أغواها.

حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد الله قال: حدّثنا الحسن بن جعفر قال حدّثنا عثمان بن عبيد الله الفارسي قال حدّثنا محمد بن علي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ) قال أمير المؤمنينعليه‌السلام زكاه ربه( وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ) قال: هو الاول والثاني في بيعته إياه حيث مسح على كفه.

وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها ) يقول الطغيان حملها على التكذيب، وقال علي بن إبراهيم في قوله:( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها ) قال الذي عقر الناقة.

١٠ ـ في مجمع البيان والأشقى عاقر الناقة وهو أشقى الأولين على لسان

٥٨٧

رسول الله واسمه قذار بن سالف وقد صحت الرواية بالإسناد عن عثمان بن صهيب عن أبيه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليِّ بن أبي طالبعليه‌السلام : من أشقى الأولين؟ قال عاقر الناقة قال: صدقت، فمن أشقى الآخرين؟ قال: قلت: لا اعلم يا رسول الله قال: الذي يضربك على هذه وأشار إلى يافوخه(١) .

١١ ـ عن عمار بن ياسر قال كنت أنا وعلي بن أبي طالبعليه‌السلام في غزوة العسرة نائمين في صور من النخل ودقعاء من التراب(٢) فو الله ما أهبنا إلّا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يحركنا برجله، وقد تتربنا من تلك الدقعاء ؛ فقال: ألآ أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا عليُّ على هذه، ووضع يده على قرنه حتى يبل منها هذه وأخذ بلحيته.

١٢ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبو بكر مردويه في فضائل أمير المؤمنين وأبو بكر الشيرازي في نزول القرآن أنّه قال سعيد بن المسيب كان على يقرء إذا انبعث أشقاها قال: فو الذي نفسي بيده ليخضبن هذه من هذه وأشار بيده إلى لحيته ورأسه.

١٣ ـ وروى الثعلبي والواحدي بإسنادهما عن عمار عن عثمان بن صهيب وعن الضحاك وروى ابن مردويه باسناده عن جابر بن سمرة وعن صهيب وعن عمار وعن ابن عدى وعن الضحاك والخطيب في التاريخ عن جابر بن سمرة وروى الطبري والموصلي عن عمار وروى أحمد بن حنبل عن الضحاك أنّه قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليُّ أشقى الأوّلين عاقر الناقة، وأشقى الآخرين قاتلك، وفي رواية من يخضب هذه من هذا.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ ) قال أخذهم بغتة وغفلة بالليل ولا يخاف عقباها قال: من بعد هؤلاء الذين أهلكناهم لا يخافون.

__________________

(١) اليافوخ: الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل.

(٢) الصور: المجتمع من النخل. والدقعاء: التراب الدقيق على وجه الأرض.

٥٨٨

١٥ ـ في مجمع البيان قرء أهل المدينة وابن عامر «فلا يخاف» بالفاء وكذلك هو في مصاحف أهل المدينة والشام وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أكثر قراءة «والشمس والليل» الحديث وقد تقدم في سورة الشمس.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها أعطاه الله حتى يرضى وعافاه من العسر ويسر له اليسر.

٣ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن محمد ابن مسلم قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : قول اللهعزوجل :( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ) و( النَّجْمِ إِذا هَوى ) وما أشبه ذلك قال: إنّ للهعزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء، وليس لخلقه أن يقسموا إلّا به.

٤ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى علي بن مهزيار قال: قلت لأبي جعفر الثاني قولهعزوجل :( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ) وقولهعزوجل :( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) وما أشبه هذا فقال: إنّ للهعزوجل ان يقسم من خلقه بما شاء، وليس لخلقه أن يقسموا إلّا به.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا محمد بن عبد الجبار عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا ـ جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ) قال: الليل في هذا الموضع الثاني غشي أمير المؤمنينعليه‌السلام في دولته التي جرت لهعليه‌السلام ، وأمير المؤمنينعليه‌السلام يصبر في دولتهم حتى تنقضي، قال:( وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ) قال: النهار هو القائم منا أهل البيت إذا قام غلب دولة الباطل، والقرآن ضرب فيه الأمثال للناس وخاطب نبيه ونحن، فليس يعلمه غيرنا.

٥٨٩

٦ ـ في جوامع الجامع وفي قراءة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلىعليه‌السلام وابن عباس «والذكر والأنثى».

٧ ـ في مجمع البيان في الشواذ قراءة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقراءة عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ( وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ) وخلق الذكر والأنثى» بغير «ما» روى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٨ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقرعليه‌السلام في قوله:( وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى ) فالذكر أمير المؤمنين والأنثى فاطمةعليها‌السلام ( إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ) لمختلف( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) بقوته وصام حتى وفى بنذره وتصدق بخاتمه وهو راكع، وآثر المقداد بالدينار على نفسه، قال:( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) وهي الجنة والثواب من الله بنفسه فسنيسره لذلك بأن جعله إماما في القبر وقدوة بالأئمة يسره الله لليسرى.

٩ ـ في قرب الاسناد للحميري أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: سمعته يقول في تفسير( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ) قال: إنّ رجلا من الأنصار كان لرجل في حائطه نخلة فكان يضر به فشكا ذلك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدعاه فقال: أعطني نخلتك بنخلة في الجنة فأبى فسمع ذلك رجل من الأنصار يكنى أبا الدحداح فجاء إلى صاحب النخلة فقال: يعنى نخلتك بحائطى فباعه فجاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله قد اشتريت نخلة فلان بحائطى، قال: فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : فلك بدلها نخلة في الجنة، فأنزل الله تعالى على نبيه:( وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى فَأَمَّا مَنْ أَعْطى ) يعنى النخلة( وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) بموعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ) إلى قوله تردى.

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله:( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ) قال: نزلت في رجل من الأنصار، كانت له نخلة في دار رجل آخر وكان يدخل عليه بغير اذن فشكا ذلك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال رسول الله لصاحب النخلة: يعنى نخلتك هذه بنخلة في الجنة ،

٥٩٠

فقال: لا أفعل، فقال: بعينها بحديقة في الجنة، فقال: لا أفعل وانصرف فمضى إليه أبو الدحداح واشتراها منه وأتى أبو الدحداح إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله خذها واجعل لي في الجنة التي قلت لهذا فلم يقبلها. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لك في الجنة حدائق وحدائق فأنزل الله في ذلك:( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) يعنى أبا الدحداح( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى ) يعنى إذا مات.

١١ ـ أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحصين عن خالد بن يزيد عن عبد الأعلى عن أبي الخطاب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) قال: بالولاية( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى ) فقال: بالولاية( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ) .

١٢ ـ في مجمع البيان روى الواحدي بالإسناد المرفوع المتصل عن عكرمة عن ابن عباس ان رجلا كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال، وكان الرجل إذا جاء فدخل الدار وصعد النخلة ليأخذ منها التمر فرعا سقطت التمر فيأخذها صبيان الفقير، فينزل الرجل من النخلة حتى يأخذ التمر من أيديهم، فان وجدها في فيّ أحدهم أدخل إصبعه حتى يأخذ التمرة من فيه، فشكا الرجل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأخبره بما يلقى من صاحب النخلة، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : اذهب ولقى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صاحب النخلة فقال: تعطيني نخلتك المائلة التي فرعها في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة؟ فقال له الرجل: ان لي نخلا كثيرا وما فيه نخلة أعجب إلى تمرة منها، قال: ثمّ ذهب الرجل فقال رجل كان يسمع كلام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا رسول الله أتعطينى بما أعطيت الرجل نخلة في الجنة إنْ أخذتها؟ قال: نعم فذهب الرجل ولقى صاحب النخلة فساومها(١) منه فقال له: أشعرت أنّ محمّدا أعطاني

__________________

(١) ساوم السلعة: غالى بها أي عرضها بثمن ودقع له المشترى أقل منه وهكذا إلى أن ينفقا على ثمن متوسط بين ما يطلبه البائع ويدفعه الشاري.

٥٩١

بها نخلة في الجنة فقلت له: يعجبني تمرها وان لي نخلا فما فيه نخلة أعجب إلى تمرة منها؟ فقال الاخر: أتريد بيعها فقال: لا إلّا أنْ أعطى قال: فما هناك؟ قال: أربعون نخلة، فقال الرجل: جئت بعظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة؟ ثمّ سكت عنه فقال له: إنْ أنا أعطيك أربعين نخلة؟ فقال له: أشهد إنْ كنت صادقا فمر إلى الناس فدعاهم فاشهدهم بأربعين نخلة، ثمّ ذهب إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله إنّ النخلة قد صارت في ملكي فهي لك، فذهب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى صاحب الدار فقال له: النخلة لك ولعيالك، فأنزل الله تعالى:( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ) السورة.

عن عطاء قال: اسم الرجل أبو الدحداح( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى ) وهو أبو الدحداح( وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى ) وهو صاحب النخلة وقوله: لا يصليها إلّا الأشقى هو صاحب النخلة وسيجنبها الأنقى هو أبو الدحداح ولسوف يرضى إذا دخل الجنة قال: فكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يمر بذلك الحش(١) وعذوقه دانية فيقول: عذوق وعذوق لأبي الدحداح في الجنة.

١٣ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن ضريس الكناسي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: مر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم برجل يغرس غرسا في حائط فوقف له وقال: ألا أدلك على غرس أثبت أصلا وأسرع إيناعا(٢) وأطيب ثمرا وأبقى قال: بلى فدلني يا رسول الله، فقال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر فان لك إنْ قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة، وهو من الباقيات الصالحات، قال: فقال الرجل: فإنّي أشهدك يا رسول الله أنّ حائطى هذا صدقة مقبوضة على فقراء المسلمين أهل الصدقة، فأنزل اللهعزوجل آيات من القرآن( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ) .

١٤ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن مهران بن

__________________

(١) الحش: النخل القصير.

(٢) أينع الثمر: أدرك وطاب وحان قطافه.

٥٩٢

محمد عن سعدان بن طريف عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول اللهعزوجل ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) بان اللهعزوجل يعطى بالواحد عشرة إلى مأة ألف فما زاد( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ) قال: لا يريد شيئا من الخير إلّا يسره الله له( وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى ) قال بخل بما آتاه اللهعزوجل ( وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى ) بان الله يعطى بالواحد عشرة إلى مأة الف فما زاد( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ) قال: لا يريد شيئا من الشر إلّا يسره له( وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى ) قال أما والله ما هو تردى في بئر ولا من جبل ولا من حائط ولكن تردى في نار جهنم.

١٥ ـ في قرب الاسناد للحميري أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قلت له قول الله تبارك وتعالى( إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ) قال: الله يهدى من يشاء ويضل من يشاء ؛ فقلت له: أصلحك الله ان قوما من أصحابنا يزعمون ان المعرفة مكتسبة وانهم ان ينظروا من وجه النظر أدركوه، فأنكر ذلك قال لهؤلاء القوم: لا يكتسبون الخير لأنفسهم ليس أحد من الناس إلّا وهو يحب ان يكون هو خير ممن هو منه، هؤلاء بنو هاشم موضعهم موضعهم وقرابتهم قرابتهم وهم أحق بهذا الأمر منكم، أفترون انهم لا ينظرون انهم لا ينظرون لأنفسهم وقد عرفتم ولم يعرفوا قال أبو جعفر: لو استطاع الناس لأحبونا.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ) قال: علينا ان نبين لهم قوله:( فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى ) أي تتلهب عليهم، حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله( فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) قال: في جهنم واد فيه نار لا يصليها إلّا الأشقى فلان الذي كذب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في عليٍّ وتولّى عن ولايته، ثمّ قال: النيران بعضها دون بعض فما كان من نار لهذا الوادي فللنصاب.

وفيه( لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى ) يعنى هذا الذي بخل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ) الذي قال أبو الدحداح.

٥٩٣

١٧ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وانزل في «( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) فهذا مشرك.

أقول: قد تقدم فيما نقلنا من مجمع البيان عن ابن عباس بيان للاشقى والا تقى فأطلبه.

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال الله( وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ) قال: ليس لأحد عند الله يدعى ربه بما فعله لنفسه، وان جازاه فبفضله يفعل وهو قوله( إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى وَلَسَوْفَ يَرْضى ) أي يرضى عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ويرضى عنه.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أكثر قراءة «والشمس، والليل إذا يغشى، والضحى» الحديث وقد تقدم في والشمس والضحى.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ومن قرأها كان ممن يرضاه الله، ولمحمد ان يشفع له، وله عشر حسنات بعدد كل يتيم وسائل.

٣ ـ وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: لا يجمع سورتين في ركعة واحدة إلّا الضحى وألم نشرح، وألم تر كيف ولإيلاف قريش.

وفيه وروى أصحابنا ان الضحى وألم نشرح سورة واحدة، لتعلق إحديهما بالأخرى.

٤ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن فضالة عن العلا عن زيد الشحام قال: صلى بنا أبو عبد اللهعليه‌السلام الفجر فقرأ الضحى وألم نشرح في ركعة.

٥٩٤

٥ ـ في مجمع البيان في الشواذ عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ما ودعك بالتخفيف والقراءة المشهورة بالتشديد.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ) وذلك ان جبرئيلعليه‌السلام أبطأ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وانه كانت أول سورة نزلت( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) ثم ابطأ عليه فقالت خديجة رضى الله عنها: لعل ربك قد تركك فلا يرسل إليك، فأنزل الله تبارك وتعالى( ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ) .

٧ ـ في مجمع البيان وقيل ان المسلمين قالوا ما ينزل عليك الوحي يا رسول الله؟ فقال: وكيف ينزل على الوحي وأنتم لا تتقون براجمكم(١) ولا تقلمون أظفاركم، ولما نزلت السورة قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لجبرئيلعليه‌السلام : ما جئت حتى اشتقت إليك؟ فقال جبرئيلعليه‌السلام : وانا كنت أشد إليك شوقا ولكني عبد مأمور( وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ) .

٨ ـ في جوامع الجامع وروى ان الوحي كان قد احتبس عنه أياما فقال المشركون ان محمدا ودعه ربه وقلاه فنزلت.

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله( وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى ) قال يعنى الكرة وهي الاخرة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قلت: قوله( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ) قال: يعطيك من الجنة حتى ترضى.

١٠ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب تفسير الثعلبي عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام وتفسير القشيري عن جابر الأنصاري انه قال: راى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمةعليها‌السلام وعليها كساء من اجلة الإبل وهي تطحن بيديها وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الاخرة، فقالت: يا رسول الله

__________________

(١) البراجم: العقد التي تكون في ظهور الأصابع يجتمع فيها الوسخ.

٥٩٥

الحمد لله على نعمائه والشكر لله على آلائه فأنزل الله:( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ) .

١١ ـ في مجمع البيان وعن الصادقعليه‌السلام قال: دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على فاطمةعليها‌السلام وعليها كساء من ثلة الإبل(١) وهي تطحن بيدها وترضع ولدها فدمعت عينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لـما أبصرها فقال: يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الاخرة فقد انزل الله على( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ) وقال الصادقعليه‌السلام : رضا جدي ان لا يبقى في النار موحد.

١٢ ـ وروى حريث بن شريح عن محمد بن على، ابن الحنفية انه قال: يا أهل العراق تزعمون ان أرجى آية في كتاب اللهعزوجل :( يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ ) الآية وانا أهل البيت نقول أرجى آية في كتاب الله( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ) وهي والله الشفاعة ليعطينها في أهل لا إله إلّا الله حتى يقول: رب رضيت.

١٣ ـ وروى العياشي باسناده عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام في قوله:( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى ) قال: فردا لا مثل لك في المخلوقين فآوى الناس إليك ووجدك ضالا أي ضالا في قوم لا يعرفون فضلك فهداهم إليك ووجدك عائلا تعول أقواما بالعلم فأغناهم الله بك وروى ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: مَن على ربي وهو أهل المن.

١٤ ـ وسئل الصادقعليه‌السلام لم اوتم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن أبويه؟ فقال: لئلا يكون لمخلوق عليه حق.

١٥ ـ وفيه( وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى ) قيل في معناه أقوال إلى قوله وثانيها ان المعنى وجدت متحيرا لا تعرف وجوه معاشك، فهداك إلى وجوه معاشك، فان الرجل إذا لم يهتد طريق كسبه ووجه معيشته يقال له انه ضال لا يدرى إلى اين يذهب ومن أي وجه يكتسب، وفي الحديث نصرت بالرعب وجعل رزقي في ظل رمحي يعنى الجهاد.

١٦ ـ وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد

__________________

(١) الثلة ـ بفتح الثاء ـ: الصوف.

٥٩٦

سألت ربي مسئلة وددت انى لم أسئله، قلت: أي رب انه قد كانت أنبياء قبلي منهم من سخرت له الريح، ومنهم من كان يحيى الموتى؟ قال: فقال الم أجدك يتيما فآويتك؟ قال: قلت بلى، قال: الم أجدك ضالا فهديتك؟ قال: قلت بلى أي رب، قال: الم اشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك؟ قال: قلت بلى أي رب.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن خالد بن يزيد عن أبي الهيثم الواسطي عن زرارة عن أحدهماعليهما‌السلام في قول الله:( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً ) فآوى إليك الناس( وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى ) أي أهدى إليك قوما لا يعرفونك حتى عرفوك( وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى ) أي وجدك تعول أقواما فأغناهم بعلمك قال علي بن إبراهيم: في قولهعزوجل ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى ) قال: اليتيم الذي لا مثل له، ولذلك سميت الدرة اليتيمة لأنه لا مثل لها( وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى ) قال: فأغناك بالوحي فلا تسئل عن شيء أحدا( وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى ) قال: وجدك ضالا في قوم لا يعرفون فضل نبوتك فهداهم الله بك.

١٨ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عند المأمون في عصمة الأنبياءعليهم‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام للمأمون وقد قال اللهعزوجل لنبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله :( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى ) يقول ألم يجدك وحيدا فآوى إليك الناس( وَوَجَدَكَ ضَالًّا ) يعنى عند قومك( فَهَدى ) أي هديهم إلى معرفتك( وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى ) يقول: بان جعل دعاك مستجابا قال المأمون بارك الله فيك يا ابن رسول الله.

١٩ ـ في روضة الكافي باسناده عنهمعليهم‌السلام فيما وعظ اللهعزوجل به عيسىعليه‌السلام يا عيسى انا ربك إلى قولهعزوجل في صفة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : النور في صدره، والحق على لسانه، وهو على الحق حيث ما كان أصله يتيم ضال برهة من زمانه عما يراد به.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ) أي لا تظلم والمخاطبة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والمعنى للناس.

٢١ ـ في مجمع البيان وكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يحسن إلى اليتامى ويبرهم و

٥٩٧

يوصى بهم، وجاء في حديث عن ابن أبي اوفى قال: كنا جلوسا عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأتاه غلام فقال: غلام يتيم وأخت لي يتيمة وأم لي ارملة(١) أطعمنا مما أطعمك الله، أعطاك الله مما عنده حتى ترضى قال: ما أحسن ما قلت يا غلام، اذهب يا بلال فأتنا بما كان عندنا، فجاء بواحدة وعشرين تمرة فقال سبع لك وسبع لأختك وسبع لأمك، فقام إليه معاذ بن جبل تمسح رأسه وقال: جبر الله يتمك وجعلك خلفا من أبيك وكان من أبناء المهاجرين. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيتك يا معاذ وما صنعت قال رحمته قال: لا يلي منكم يتيما فيحسن ولايته ويضع يده على رأسه إلّا كتب الله له بكل شعرة حسنة، ومحى عنه بكل شعرة سيئة، ورفع له بكل شعرة درجة.

٢٢ ـ وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من مسح على رأس يتيم كان له بكل شعرة تمر به على يده نور يوم القيامة.

٢٣ ـ وقالعليه‌السلام : انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة إذا أتقى اللهعزوجل ، وأشار بالسبابة والوسطى.

٢٤ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبي خالد الكابلي قال: سمعت زين العابدين علي بن الحسينعليهما‌السلام يقول: الذنوب التي تحبس غيث السماء جور الحكام في القضاء، وشهادة الزور وكتمان الشهادة، ومنع الزكاة والقرض والماعون وقساوة القلوب على أهل الفقر والفاقة، وظلم اليتيم والارملة وانتهار السائل ورده بالليل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٥ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا طرقكم سائل ذكر بالليل فلا تردوه.

٢٦ ـ وسئل الصادقعليه‌السلام عن السائل يسأل فلا يدرى ما هو فقال: أعط من وقعت في قلبك الرحمة له.

٢٧ ـ وروى الوصافي عن أبي جعفر قال: كان فيما ناجى الله به موسى ان قال

__________________

(١) الأرملة: المرأة التي مت زوجها وهي فقيرة.

٥٩٨

يا موسى أكرم السائل ببذل يسير أو برد جميل انه يأتيك من ليس بإنس ولا جان ملائكة من ملائكة الرحمن، يبلونك فيما خولتك ويسئلونك مما نولتك(١) فانظر كيف أنت صانع يا ابن عمران.

٢٨ ـ وقالعليه‌السلام : أعط السائل ولو ظهر فرس.

٢٩ ـ وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تقطعوا على السائل مسئلته، فلو لا ان المساكين يكذبون ما أفلح من ردهم.

٣٠ ـ وقال أبو جعفرعليه‌السلام : لو يعلم السائل ما في المسئلة ما سئل أحد أحدا، ولو يعلم المعطى ما في العطية ما رد أحد أحدا.

٣١ ـ وروى عن الوليد بن صبيح قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فجاء سائل فأعطاه، ثم جاء آخر فأعطاه، ثم جاء آخر فأعطاه، ثم جاء آخر فأعطاه، فقال: وسع الله عليك.

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ) أي لا تطرد قوله وأمّا ما بنعمة ربك فحدث قال: بما أنزل الله عليك وأمرك به من الصلوة والزكاة والصوم والحج والولاية وبما فضلك الله به فحدث.

٣٣ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب: ألبسوا ثياب القطن فانها لباس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم يكن يلبس الشعر والصوف إلّا من علة، وقال: ان الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده.

٣٤ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام قال: خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام بالكوفة منصرفه من النهروان وبلغه ان معاوية يسبه ويعيبه ويقتل أصحابه، فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه، ثم قال لو لا آية من كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكر في مقامي هذا، يقول اللهعزوجل :( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ

__________________

(١) خوله الله: أعطاه ونوله أيضا بمعناه.

٥٩٩

رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) أللّهم لك الحمد على نعمتك التي لا تحصى، وفضلك الذي لا ينسى، يا ايها الناس انه بلغني ما بلغني وانى أرانى قد اقترب أجلى، وكأني بكم وقد جهلتم أمرى وانى تارك فيكم ما تركه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كتاب الله وعترتي، وهي عترة الهادي إلى النجاة خاتم الأنبياء وسيد النجباء والنبي المصطفى يا ايها الناس لعلكم لا تسمعون قائلا يقول مثل قولي بعدي إلّا مفتر، أنا أخو رسول الله وابن عمّه وسيف نقمته وعماد نصرته وبأسه وشدته، انا رحى جهنم الدائرة وأضراسها الطاحنة انا موتم البنين والبنات، انا قابض الأرواح وبأس الله الذي لا يرده عن القوم المجرمين، انا مجدل الابطال وقاتل الفرسان ومبير من كفر بالرحمن، وصهر خير الأنام، انا سيد الأوصياء ووصى خير الأنبياء، انا باب مدينة العلم وخازن علم رسول الله ووارثه، وانا زوج البتول سيدة نساء العالمين فاطمة التقية الزكية البرة المهدية حبيبة حبيب الله وخير بناته وسلالته، وريحانة رسول الله سبطاه خير الأسباط، وولداي خير الأولاد، هل أحد ينكر ما أقول؟ اين مسلموا أهل الكتاب، انا رسمي في الإنجيل إليا وفي التورية «بريى» وفي الزبور «ارى» وعند الهند «كبكر» وعند الروم «بطريسا» وعند الفرس «جبتر» وعند الترك «بثير» وعند الزنج «حيتر» وعند الكهنة «بويئ» وعند الحبشة «بثريك» وعند أمّي «حيدرة» وعند ظئرى «ميمون» وعند العرب «عليٌّ» وعند الأرمن «فريق» وعند أبي «ظهير»(١) الآ وانى مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، يقول اللهعزوجل : «ان الله مع الصادقين» انا ذلك الصادق وانا المؤذن في الدنيا والاخرة قال اللهعزوجل :( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) انا ذلك المؤذن وقال:( وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ) وانا ذلك الأذان، وانا المحسن يقول اللهعزوجل ( إِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) وانا ذو القلب يقول اللهعزوجل :( إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ ) وانا الذاكر يقول اللهعزوجل ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً

__________________

(١) في ضبط بعض تلك الأسماء خلاف راجع المصدر صفحة ٥٨ ـ ٥٩ من الطبعة الجديدة. وفيه شرح للأسماء أيضا.

٦٠٠

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749