تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين7%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 356697 / تحميل: 4848
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

ما كان في بطنها كان في بطنها، وما كان في ظهرها كان على ظهرها.

٢٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: فحشر فنادى يعنى فرعون( فَنادى فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ ) الاخرة والاولى والنكال العقوبة، والاخرة هو قوله:( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) والاولى قوله:( ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي ) فأهلكه الله بهذين القولين.

٢١ ـ في كتاب الخصال عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال املى الله لفرعون ما بين الكلمتين أربعين سنة ثم أخذه الله نكال الاخرة والاولى، فكان بين أن قال الله تعالى لموسى وهارون:( قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما ) وبين أن عرفه الاجابة أربعين سنة، ثم قال: قال جبرئيلعليه‌السلام : نازلت ربي في فرعون منازلة شديدة، فقلت: يا رب تدعه وقد قال( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) ؟ فقال: انما يقول هذا عبد مثلك.

٢٢ ـ عن رجل من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إنّ أشد الناس عذابا يوم القيامة سبعة نفر أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه إلى قوله: وفرعون الذي قال:( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) الحديث.

٢٣ ـ في مجمع البيان( فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى ) بأن أغرقه في الدنيا ويعذبه في الاخرة، وقيل معناه فعاقبه الله بكلمة الاخرى وكلمة الاولى، فالاخرى قوله:( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) والاولى قوله:( ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي ) فنكل به نكال هاتين الكلمتين، وجاء في التفسير عن أبي جعفرعليه‌السلام انه كان بين الكلمتين أربعون سنة.

٢٤ ـ وروى أبو بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال جبرئيل قلت: يا رب تدع فرعون وقد قال:( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) ؟ فقال: انما يقول هذا مثلك من يخاف الفوت.

٢٥ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) نقلا عن تفسير الكلبي محمد عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن جبرئيل قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمد لو رأيتنى وفرعون يدعو بكلمة الإخلاص( آمَنْتُ أَنَّهُ لا إله إلّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) وانا ارسه في الماء والطين لشدة غضبى عليه مخالفة ان

٥٠١

يتوب فيتوب اللهعزوجل عليه؟ قال رسول الله: ما كان شدة غضبك عليه يا جبرئيل؟ قال: لقوله( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) وهي كلمته الاخرى منهما قالها حين انتهى إلى البحر وكلمته الاولى( ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي ) فكان بين الاولى والاخرة أربعون سنة وإنّما قال ذلك لقومه( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) حين انتهى إلى البحر فرآه قد يبست فيه الطريق فقال لقومه: ترون البحر قد يبس من فرقي فصدقوه لـمّا رأوا وذلك قولهعزوجل :( وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى ) .

٢٦ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن داود عن محمد بن عطية عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّه قال لرجل من أهل الشام: وكان الخالق قبل المخلوق، ولو كان أول ما خلق من خلقه الشيء من الشيء إذا لم يكن له انقطاع أبدا، ولم يزل الله إذا ومعه شيء وليس هو يتقدمه، ولكنه كان إذ لا شيء غيره، وخلق الشيء الذي جميع الأشياء منه فجعل نسب كل شيء إلى الماء ولم يجعل الماء نسبا يضاف اليه، وخلق الريح من الماء، ثم سلط الريح على الماء فشققت الريح متن الماء حتى ثار من الماء زبد على قدر ما شاء ان يثور، فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية ليس فيها صدع ولا ثقب ولا صعود ولا هبوط ولا شجرة ثم طواها فوضعها فوق الماء، ثم خلق الله النار من الماء فشققت النار متن الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ما شاء الله أن يثور، فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع ولا ثقب، وذلك قوله:( أَمِ السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها ) قال: ولا شمس ولا قمر ولا نجوم ولا سحاب، ثم طواها فوضعها فوق الأرض، ثم نسب الخلقتين فرفع السماء قبل دحو الأرض فذلك قوله عز ذكره:( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها ) يقول بسطها والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٧ ـ في نهج البلاغة كلام طويل يذكر فيهعليه‌السلام ابتداء خلق السماوات السبع وفيه قالعليه‌السلام : جعل سفلاهن موجا مكفوفا وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا.

٢٨ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن الحسين بن علي بن مروان عن عدة من أصحابنا عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام أنّه قال كذلك

٥٠٢

ذكر البيت العتيق ان الله خلقه قبل الأرض، ثم خلق الأرض من بعده فدحاها من تحته.

٢٩ ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن منصور بن العباس عن صالح اللفائفي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله تعالى دحا الأرض من تحت الكعبة إلى منى، ثم دحاها من منى إلى عرفات، ثم دحاها من عرفات إلى منى، فالأرض من عرفات، وعرفات من منى، ومنى من الكعبة.

٣٠ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي زرارة التميمي عن أبي حسان عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لـمّا أراد الله تعالى أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربن وجه الماء حتى صار موجا ثم أزبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا عن زبد ثم دحا الأرض من تحته وهو قول الله تعالى:( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً ) .

ورواه أيضا عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

٣١ ـ محمد بن أحمد عن الحسين بن علي بن مروان عن عدة من أصحابنا عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام في المسجد الحرام: لأي شيء سماه الله العتيق؟ فقال: انه ليس من بيت وضعه الله على وجه الأرض إلّا له رب وسكان يسكنونه غير هذا البيت، فانه لا رب له إلّا الله تعالى، وهو الحرم. ثم قال: إنّ الله تعالى خلقه قبل الأرض، ثم خلق الأرض من بعده فدحاها من تحته.

٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: خرج هشام بن عبد الملك حاجا ومعه الأبرش الكلبي فلقيا أبا عبد اللهعليه‌السلام في المسجد الحرام فقال هشام للأبرش: تعرف هذا؟ قال: لا. قال: هذا الذي تزعم الشيعة انه نبي من كثرة علمه، فقال الأبرش: لاسئلنه عن مسئلة لا يجيبني فيها إلّا نبي أو وصيّ نبي، فقال وددت انك فعلت ذلك فلقي الأبرش أبا عبد اللهعليه‌السلام فقال يا أبا عبد الله أخبرنى عن قول الله( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ) بما كان رتقهما وبما كان فتقهما؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام يا ابرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لاتحد ،

٥٠٣

ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء يومئذ عذب فرات، فلما أراد أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا ثم ازبد فصار زبدا واحدا. فجمعه في موضع البيت ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحى الأرض من تحته فقال الله تعالى:( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً ) ثم مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء فلما أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها، فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان من غير نار فخلق منه السماء وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر، وأجراها في الفلك وكانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر، وكانت الأرض غبراء على لون الماء العذب والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٣ ـ حدّثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الأحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبي فاختة عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ونقل حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : وتبدل الأرض غير الأرض، يعنى بأرض لم تكسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها الجبال ولا نبات كما دحاها أول مرة.

٣٤ ـ في نهج البلاغة كبس الأرض على مور أمواج مستفحلة، ولجج بحار زاخرة ؛ يلتطم أو أذى أمواجها، وتصطفق متقاذفات اثباجها، وترغو زبدا كالفحول عند هياجها، فخضع جماح الماء المتلاطم لثقل حملها، وسكن هيج ارتمائه إذ وطأته بكلكلها، وذل مستخذيا إذ تمعكت عليه بكواهلها، فأصبح بعد اصطخاب أمواجه ساجيا مقهورا. وفي حكمة الذي منقادا أسيرا، وسكنت الأرض مدحوة في لجة تياره، وردت من نخوة بأوه واعتلائه، وشموخ أنفه وسمو غلوائه، وكعمته على كظة جريئة فهمد بعد نزقاته ولبد بعد زيفان وثباته(١) .

__________________

(١) كبس الأرض: أي أدخلها في الماء بقوة واعتماد شديد. والمور: مصدر مار: أي ذهب وجاء. قولهعليه‌السلام «مستفحلة» أي هائجة هيجان الفحول. واستفحل الأمر. تفاقم واشتد. زخر الماء امتد جدا وارتفع. والاواذى جمع آذى وهو الموج. وتصطفق: يضرب بعضها بعضا. والاثباج هاهنا أعالى الأمواج وأصل القبج: ما بين الكاهل إلى الظهر فنقل إلى هذا الموضع استعارة والرغاء: صوت البعير وغيره من ذوات الخف. وجماح ـ

٥٠٤

٣٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فخلق النهار قبل الليل؟ قال: نعم خلق النهار قبل الليل، والشمس والقمر والأرض قبل السماء.

قال عز من قائل:( أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها ) .

٣٦ ـ في روضة الكافي باسناده إلى أبي الربيع عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام : ان الله تبارك وتعالى اهبط آدم إلى الأرض وكانت السماء رتقا لا تمطر، وكانت الأرض رتقا لا تنبت شيئا، فلما تاب اللهعزوجل على آدمعليه‌السلام أمر السماء فتفطرت بالغمام ثم أمرها فأرخت عز إليها(١) ثم أمر الأرض فأنبتت الأشجار وأثمرت الثمار، وتفيهت بالأنهار فكان ذلك رتقها وهذا فتقها.

٣٧ ـ وباسناده إلى محمد بن عطية عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام فان قول اللهعزوجل ( كانَتا رَتْقاً ) يقول: كانت السماء رتقا لا تنزل المطر وكانت الأرض رتقا لا تنبت الحب، فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيهما

__________________

ـ الماء: صعوده وغليانه واصله من جمح الفرس: ركب رأسه لا يثنيه شيء، يقال رجل جموح لمن يركب هو له فلا يمكن رده. وهيج الماء: اضطرابه. وارتمائه: تلاطمه. وكلكلها: صدرها. والمستخذي، الخاضع وتمعكت: تمرغت. والكواهل جمع كاهل وهو ما بين الكتفين والاصطخاب: افتعال من الصخب وهو الصياح والجلبة. والساجي: الساكن. وحكمة ـ محركة ـ: ما أحاط من اللجام بحنك الدابة. قولهعليه‌السلام «مدحوة» أي مبسوطة. والتيار: أعظم الموج. ولجته: أعمقه. والبأو: الكبر والفخر. والشموخ: العلو. قوله عليه‌السلام «غلوائه» أي غلوه وتجاوزه الحد، وكعمته أي شدت فمه لـمّا هاج، من الكعام وهو شيء يجعل في فم البعير. والكظة: الجهد والثقل الذي يعترى الإنسان عند الامتلاء من الطعام. وهمد بمعنى سكن. والنزقة: الخفة والطيش. ولبد الشيء بالأرض: لصق بها. والزيفان: شدة هبوب الريح.

(١) كناية عن شدة وقع المطر. وقد مر الحديث بمعناه في صفحة ١٠٦ من هذا المجلد أيضا فراجع.

٥٠٥

من كل دابة فتق السماء بالمطر، والأرض بنبات الحب.

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وقد ذكر السماء والأرض وكانتا رتقا مرتوقتين ليس لهما أبواب، ولم يكن للأرض أبواب وهو النبت، ولم تمطر السماء عليها، فتنبت ففتق السماء بالمطر وفتق الأرض بالنبات.

٣٩ ـ في نهج البلاغة وجبل جلاميدها ونشوز متونها وأطوادها، فأرساها في مراسيها فألزمها قرارتها، فمضت رؤسها في الهواء، ورست أصولها في الماء فأنهد جبالها عن سهولها، وأساخ قواعدها في متون أقطارها ومواضع أنصابها فأشهق قلالها، وأطال أنشازها، وجعلها للأرض عمادا وأرزها فيها أوتادا، فسكنت على حركتها من أن تميد بأهلها أو تسيخ بحملها أو تزول عن مواضعها(١) .

٤٠ ـ وفيه فلما ألقت السحاب برك بوانيها، وبعاع ما استقلت به من العبء المحمول عليها، اخرج به من هو أمد الأرض النبات، ومن زعر الجبال الاعشاب، فهي تبهج بزينة رياضها، وتزد هي بما ألبسته من ريط أزاهيرها، وحلية ما سمطت به من ناضر أنوارها، وجعل ذلك بلاغا للأنام ورزقا للانعام.(٢)

__________________

(١) قولهعليه‌السلام «وجبل جلاميدها» أي خلق صخورها. والنشوز جمع نشز وهو المرتفع من الأرض. ومتونها: جوانبها وأطوادها: جبالها. قولهعليه‌السلام فأرساها في مراسيها أي أثبتها في مواضعها قولهعليه‌السلام ـ «فألزمها قرارتها» أي أمسكها حيث استقرت قولهعليه‌السلام «فأنهد جبالها» أي أعلاها من نهد ثدى الجارية إذا أشرف وكعب. وقولهعليه‌السلام «وأساخ اه» أي غيب قواعد الجبال في جوانب أقطار الأرض. «والأنصاب» الأجسام المنصوبة. قولهعليه‌السلام «فأشهق قلالها» جمع قلة وهي ما علا من رأس الجبل. واشهقها أي جعلها شاهقة أي عالية. والنشز: المرتفع من الأرض ـ وقد مر أيضا ـ «وأرزها» أي أثبتها فيها.

(٢) البرك: الصدر. وبوانيها تثنية بوان ـ على زنة فعال بكسر الفاء ـ وهو عمود الخيمة. وبعاع السحاب: ثقله بالمطر. والعبء: الثقل. واستقلت أي ارتفعت ونهضت ـ

٥٠٦

٤١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى النزال بن سيارة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر الدجال ومن يقتله وأين يقتل: ألا إنّ بعد ذلك الطامة الكبرى قلنا: وما ذلك يا أمير المؤمنين قال: خروج دابة الأرض من عند الصفا، معها خاتم سليمان وعصى موسىعليهما‌السلام ، تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه هذا مؤمن حقا، وتضعه على وجه كل كافر فيكتب هذا كافر، حتى أن المؤمن لينادي: الويل لك حقا يا كافر، وان الكافر ينادى: طوبى لك يا مؤمن وددت انى كنت مثلك( فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ) ، ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله جل جلاله، وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلك ترفع التوبة فلا تقبل توبة ولا عمل يرفع، و( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ) ، ثم قالعليه‌السلام :لا تسألونى عما يكون بعد هذا، فانه عهد إلى حبيبي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ان لا أخبر به غير عترتي.

٤٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه يقول: كفى بالموت طامة(١) يا جبرئيل فقال جبرئيل: ان ما بعد الموت أطم وأطم من الموت قوله:( يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى ) قال: يذكر ما عمله كله وبرزت الحجيم لمن يرى قال: أحضرت.

٤٣ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ومن طغى ضل على عمل بلا حجة.(٢)

__________________

ـ وهو أمد الأرض: التي لانبات بها. وزعر الجبال جمع ازعر والمراد به قلة العشب والكلاء وأصله من الزعر وهو قلة الشعر في الرأس. والبهج والسرور. وتزدهي أي تتكبر. والريط جمع ريطة: كل ملاءة لست ذات لفقين أي قطعتين متضامتين كلها نسج واحد وقطعة واحدة والأزاهير: النور ذو الالوان. «وسمطت به» علق عليها السموط جمع سمط وهو العقد وفي نسخة الأصل «شمطت» أراد ما خالط سواد الرياض من النور الأبيض كالاقحوان ونحوه والنار ذو النضارة وهي الحسن والطراوة.

(١) الطامة: الداهية تغلب ما سواها قيل لها ذلك لأنها تطم كل شيء أي تعلوه وتغطيه.

(٢) كذا.

٥٠٧

٤٤ ـ وباسناده إلى داود الرقى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ) قال من علم ان الله يراه ويسمع ما يقول، ويعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال، فذلك الذي( خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى ) .

٤٥ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: قال لي أبو الحسنعليه‌السلام : اتق الله مرتقى السهل إذا كان منحدره وعرا(١) قال: وكان أبو عبد اللهعليه‌السلام يقول: لا تدع النفس وهواها فان هواها في رداها، وترك النفس وما تهوى داءها، وكف النفس عما تهوى دواءها.

٤٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن عبد الله بن بكير عن حمزة بن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الجنة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة، وجهنم محفوفة باللذات والشهوات، فمن اعطى نفسها لذتها وشهوتها دخل النار.

٤٧ ـ وباسناده إلى يحيى بن عقيل قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : انما أخاف عليكم الاثنين اتباع الهوى وطول الأمل، اما اتباع الهوى فانه يصد عن الحق، وأمّا طول الأمل فينسى الاخرة.

٤٨ ـ وباسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول اللهعزوجل : وعزتي وجلالي وكبريائي ونوري وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواه على هواي إلّا شتتت عليه أمره، ولبست عليه دنياه، وشغلت قلبه بها، ولم اوته منها إلّا ما قدرت له، وعزتي وجلالي وعظمتي ونوري وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر

__________________

(١) الوعر: المكان الصلب ضد السهل. قال الفيض (ره): ولعل المراد بصدر الحديث النهى عن طلب الجاه والرياسة وساير شهوات الدنيا ومرتفعاتها فانها وان كانت مواتية على اليسر والخفض إلّا ان عاقبتها عاقبة سوء والتخلص من غوائلها وتبعاتها في غاية الصعوبة، أعاذنا الله وساير المؤمنين من شرور الدنيا وغرورها.

٥٠٨

عبد هواي على هواه إلّا واستحفظته ملائكتى، وكفلت السماوات والأرضين رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر، وأتته الدنيا وهي راغمة.

٤٩ ـ وباسناده إلى أبي محمد الوابشي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: احذروا اهوائكم كما تحذرون أعدائكم، فليس شيء أعدى للرجال، من اتباع أهوائهم وحصائد ألسنتهم.

٥٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم «و( أَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى ) قال: هو العبد إذا وقف على معصية الله وقدر عليها ثم تركها مخافة الله ونهى الله ونهى النفس عنها فمكافاته الجنة. قوله: يسألونك أيان مرساها قال: متى تقوم فقال الله:( إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها ) . أي علمها عند الله قوله:( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها ) قال: بعض يوم.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء عبس وتولى و( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) كان تحت جناح الله من الجنان، وفي ظل الله وكرامته وفي جنانه. ولا يعظم ذلك على الله إنْ شاء الله.

٢ ـ في تفسير مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ومن قرأ عبس جاء يوم القيامة ووجهه ضاحك مستبشر.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى ) قال: نزلت في عثمان وابن أم مكتوم مؤذن لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان أعمى، وجاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده أصحابه وعثمان عنده فقدمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على عثمان، فعبس عثمان وجهه وتولى عنه، فأنزل الله «عبس وتولى» يعنى عثمان( أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ) أي يكون طاهرا ازكى أو يذكر قال: يذكره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فتنفعه الذكرى

٥٠٩

٤ ـ في مجمع البيان قيل نزلت الآية في عبد الله بن أم مكتوم وهو عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بنى عامر بن لوى. وذلك انه أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وأبيا وامية إبني خلف يدعوهم إلى الله ويرجو إسلامهم، فقال: يا رسول الله اقربنى وعلمني مما علمك الله، فجعل يناديه وكرر النداء ولا يدرى انه مشتغل مقبل على غيره، حتى ظهرت الكراهية في وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لقطعه كلامه. وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد انما اتباعه العميان والعبيد فأعرض وأقبل على القوم يكلمهم، فنزلت الآيات وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا رآه قال: مرحبا بمن عاتبني فيه ربي، ويقول: هل لك من حاجة؟ واستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين، قال أنس بن مالك: فرأيته يوم القادسية وعليه درع ومعه راية سوداء. وروى عن الصادقعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا راى أم مكتوم قال: مرحبا لا والله لا يعاتبني الله فيك أبدا وكان يصنع من اللطف حتى كان يكف عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مما يفعل به، قال المرتضى علم الهدىقدس‌سره : ليس في ظاهر الآية دلالة على توجهها إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بل هي خبر محض لم يصرح به المخبر عنه، وفيها ما يدل على ان المعنى بها غيره، لان العبوس ليس من صفات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مع الأعداء المتبائنين فضلا عن المؤمنين المسترشدين ثم الوصف بأنه يتصدى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة، ويؤيد هذا القول قوله سبحانه في وصفهعليه‌السلام :( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) وقوله:( وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) والظاهر أن قوله: عبس وتولى المراد به غيره وروى عن الصادقعليه‌السلام انها نزلت في رجل من بني أميّة كان عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجائه ابن أم مكتوم فلما رآه تقذر منه وعبس وجمع نفسه وأعرض بوجهه عنه، فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره عليه.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم خاطب عثمان فقال:( أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ) قال: أنت إذا جاءك غنى تتصدى له وترفعه( وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى ) أي لا تبالي أزكيا كان أو غير زكى إذا كان غنيا و( أَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى ) يعنى ابن

٥١٠

أم مكتوم( وَهُوَ يَخْشى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ) أي تلهو ولا تلتفت اليه.

٦ ـ في مجمع البيان وفي الشواذ قراءة الحسن «آن جاءه» وقراءة أبي جعفرعليه‌السلام «تصدى» بضم التاء وفتح الصاد و «تلهى» بضم التاء أيضا.

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ ) قال: القرآن( فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ ) قال: عند الله( مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ) قال: بأيدى الائمةعليهم‌السلام كرام بررة.

٨ ـ في مجمع البيان( كِرامٍ بَرَرَةٍ ) وقال قتادة: هم القراء يكتبونها ويقرءونها، قال: وروى الفضيل بن يسار عن الصادقعليه‌السلام قال: الحافظ للقرآن العالم به مع السفرة الكرام البررة (انتهى).

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ ) قال: هو أمير المؤمنينعليه‌السلام قال:( ما أَكْفَرَهُ ) أي ما فعل وأذنب حتى قتلوه، أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن جميل بن دراج عن أبي اسامة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله:( قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ ) قال نعم. نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام ما أكفره؟ يعنى بقتلكم إياه.

١٠ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه( قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ ) أي لعن الإنسان.

١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا من الرواية عنه اعنى قوله: بقتلكم إياه ثم نسب أمير المؤمنينعليه‌السلام ونسب خلقه وما أكرمه الله به فقال:( مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ) يقول: من طينة الأنبياء خلقه فقدره للخير( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ) يعنى سبيل الهدى ثم أماته ميتة الأنبياء( ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ ) قلت: فما قوله:( ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ ) ؟ قال يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضى ما أمره.

وفيه أي في تفسيره أيضا( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ) قال: يسر له طريق الخير.

قال عز من قائل:( ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ) .

١٢ ـ في كتاب علل الشرائع في العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه

٥١١

سمعها من الرضاعليه‌السلام فان قال: فلم أمر بدفنه؟ قيل: لئلا يظهر الناس على فساد جسده وقبح منظره وتغير ريحه، ولا تتأذى به الأحياء بريحه وبما يدخل به الافة والدنس والفساد، وليكون مستورا عن الأولياء والأعداء فلا يشمت عدو ولا يحزن صديق.

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ ) أي لم يقض أمير المؤمنينعليه‌السلام ما قد أمره، وسيرجع حتى يقضى ما( أَمَرَهُ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إلى طَعامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ) إلى قوله:( وَقَضْباً ) قال: القضب القت(١) قوله: وفاكهة وأبا قال: الأب الحشيش للبهائم.

١٤ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله وروى أن أبا بكر سئل عن قول الله تعالى:( وَفاكِهَةً وَأَبًّا ) فلم يعرف معنى الأب من القرآن، وقال: أي سماء تظلني أم أي أرض تقلني أم كيف أصنع ان قلت في كتاب الله بما لا أعلم، أمّا الفاكهة فنعرفها، وأمّا الأب فالله أعلم، فبلغ أمير المؤمنينعليه‌السلام مقاله في ذلك فقال: سبحان الله اما علم أن الأب هو الكلاء والمرعى؟ وان قوله تعالى( وَفاكِهَةً وَأَبًّا ) اعتداد من الله بانعامه على خلقه فيما غذاهم به وخلقه لهم ولانعامهم مما تحيى به أنفسهم، وتقوم به أجسادهم.

أقول قد نقلنا في سورة والنازعات عند قولهعزوجل ( أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها ) ما يكون بيانا لقولهعزوجل :( أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ) إلى قوله:( مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ ) فليراجع.

١٥ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وقام رجل يسأله فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن قول الله تعالى( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ) من هم؟ قال: قابيل وهابيل. والذي يفر من امه موسى، والذي يفر من أبيه إبراهيم يعنى الأب المربي لا الوالد، والذي يفر من صاحبته لوط، والذي يفر من ابنه نوح وابنه كنعان.

__________________

(١) القت: الفصفصة، وهي الرطبة من علف الدواب.

٥١٢

في كتاب الخصال عن الحسين بن عليعليه‌السلام قال: كان عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام بالكوفة في الجامع إذ جاء إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، وكان فيما سأله أن قال له: أخبرنى عن قول الله تعالى:( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ) وذكر مثل ما في عيون الأخبار سواء ؛ إلّا انه ليس فيه يعنى الأب المربي لا الوالد وبعده قال مصنف هذا الكتابرحمه‌الله : انما يفر موسى من امه خشية أن يكون قصر فيما وجب عليه من حقها، وإبراهيم انما يفر من الأب المربي المشرك لا من الأب الوالد وهو تارخ

١٦ ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام عن أهل المحشر: ثم يجتمعون في مواطن أخر فيستنطقون فيفر بعضهم من بعض ؛ فذلك قولهعزوجل :( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ )

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) قال شغل يشغله عن غيره.

١٨ ـ في مجمع البيان وروى عن عطاء بن يسار عن سودة زوج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالت: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يبعث الناس حفاة عراة غر لا(١) يلجمهم العرق ويبلغ شحمة الأذان، قالت قلت: يا رسول الله وسوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض إذا جاء؟! قال: شغل الناس عن ذلك، وتلا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) .

١٩ ـ في محاسن البرقي عنه عن الحسين بن يزيد النوفلي عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن عليٍّعليه‌السلام قال: ومن وقر مسجدا لقى الله يوم يلقاه ضاحكا مستبشرا وأعطاه كتابه بيمينه.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرء عبس وتولى و( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) كان تحت جناح الله من الجنات، وفي ظل الله وكرامته وفي

__________________

(١) الغرل جمع الأغرل: الأقلف وهو الذي لم يختن.

٥١٣

جناته، ولا يعظم ذلك على الله إنْ شاء الله.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرء( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) أعاذه الله ان يفضحه حين ينشر صحيفته.

٣ ـ ابن عمر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحب ان ينظر إلى يوم القيامة فليقرأ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) .

٤ ـ وروى أبو بكر قال: قلت: يا رسول الله أسرع إليك الشيب؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت.

٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي ذر الغفاريرحمه‌الله قال: كنت آخذا بيد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن نتماشى جميعا، فما زلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت، فقلت يا رسول الله أين تغيب؟ قال: في السماء ثم ترفع من سماء إلى سماء حتى ترفع إلى السماء السابعة العليا حتى تكون تحت العرش، فتخر ساجدة فتسجد معها الملائكة الموكلون بها ثم تقول: يا رب من أين أطلع؟ أمن مغربي أم من مطلعي؟ فذلك قولهعزوجل :( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) يعنى صنع الرب العزيز في ملكه بخلقه، قال: فيأتيها جبرئيل بحلة ضوء من نور العرش على مقادير ساعات النهار في طوله في الصيف وقصره في الشتاء وما بين ذلك في الخريف والربيع قال: فتلبس تلك الحلة كما يلبس أحدكم ثيابه ثم تنطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطلعها قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : فكأني بها قد جلست مقدار ثلاث ليال ثم لا تكسى ضوء وتؤمر أن تطلع من مغربها فذلك قولهعزوجل :( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) والقمر كذلك من مطلعه ومجراه في أفق السماء ومغربه وارتفاعه إلى السماء السابعة، ويسجد تحت العرش ثم يأتيه جبرئيل من نور الكرسي، فذلك قولهعزوجل :( جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً ) .

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) قال: تصير سوداء مظلمة( وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) قال: يذهب ضوءها.( وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ ) قال تسير كما قال:( تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ ) قوله:( وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ )

٥١٤

قال الإبل تتعطل إذا مات الخلق فلا يكون من يحلبها قوله:( وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ ) قال: تتحول البحار التي حول الدنيا كلّما نيرانا( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: من الحور العين.

٧ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قال: اما أهل الجنة فزوجوا الخيرات الحسان، وأمّا أهل النار فمع كل إنسان منهم شيطان يعنى قرنت نفوس الكافرين والمنافقين بالشياطين فهم قرنائهم.

٨ ـ في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام ( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ) بفتح الميم والواو وروى عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) .(١)

٩ ـ وفيه ومن قرء «وإذا الموؤدة سألت بفتح السين» جعلت الموؤدة موصوفة بالسؤال، وبالقول( بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) . ويمكن ان يكون الله تعالى أكملها في تلك الحال وأقدرها على النطق حتى قالت ذلك القول، ويعضده ما روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه يجيء المقتول ظلما يوم القيامة وأوداجه تشخب دما اللون لون الدم، والريح ريح المسك، متعلقا بقاتله يقول: يا رب سل هذا فيما قتلني، وأمّا من قرء الموؤدة بفتح الميم والواو فالمراد بذلك الرحم والقرابة، وانه يسأل قاطعها عن سبب قطعها، وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: يعنى قرابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن قتل في جهاد.

وفي رواية اخرى قال: هو من قتل في مودتنا وولايتنا.

١٠ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقرعليه‌السلام في قوله:( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ) يقول: اسئلكم عن المودة التي انزل عليكم فضلها مودة ذي القربى، وحق الواجب على الناس، وحبنا الواجب على الخلق، قتلوا موءودنا بأى ذنب قتلتمونا.

١١ ـ في أصول الكافي محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل

__________________

(١) أي بفتح السين في «سئلت» والقاف في «قتلت».

٥١٥

بن حسان وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ثم قال جل ذكره:( وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) وكان علىعليه‌السلام وكان حقه الوصية التي جعلت والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوة، فقال:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ثم قال:( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) يقول اسئلكم عن المودة التي نزلت عليكم فضلها مودة القربى بأى ذنب قتلتموهم.

١٢ ـ محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ايها الناس ان الله تبارك وتعالى أرسل إليكم الرسول إلى أن قال: ودفنوا في التراب الموؤدة بينهم من أولادهم أو لا يختارون دونهم طيب العيش ورفاهية خفوض الدنيا، لا يرجون ثوابا ولا يخافون والله منه عقابا، حيهم أعمى نجس وميتهم في النار مبلس فجاءهم بنسخة ما في الصحف الاولى.

١٣ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمان بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنين: وأمّا الذنب الذي لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض ان الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه(١) أقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف، ومسحة بكف أو نطحة ما بين القرناء إلى الجماء(٢) فيقتص للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لأحد على أحد مظلمة، ثم يبعثهم للحساب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد ابن محمد عن علي بن الحكم عن أيمن بن محرز عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) قال: من قتل في مودتنا، وقال علي بن إبراهيم في قوله:( وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ) قال: صحف الأعمال قوله :

__________________

(١) لعله كناية عن ظهور أحكامه وثوابه وحسابه.

(٢) نطحه ـ كمنعه ـ: أصابه بقرنه. والجماء: الشاة لا قرن لها.

٥١٦

( وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ ) قال: أبطلت.

١٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وفي رواية سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي وذكر حديثا طويلا وفيه قال عليٌّعليه‌السلام : ويلك يا ابن الخطاب لو تدري مما خرجت وفيما دخلت وما ذا جنيت على نفسك وعلى صاحبك؟ فقال أبو بكر: يا عمر اما إذا بايع وأمنا شره وفتكه وغائلته فدعه يقول ما يشاء فقال علىعليه‌السلام لست بقائل غير شيء واحد. أذكركم بالله أيها الاربعة يعنيني والزبير وأبا ذر والمقداد: أسمعتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إنّ تابوتا من نار فيه اثنا عشر رجلا، ستة من الأولين وستة من الآخرين، في جب في قعر جهنم في تابوت مقفل، على ذلك الجب صخرة إذا أراد الله أن يسعر جهنم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب فاستعاذت جهنم من وهج(١) ذلك الجب فسألناه عنهم وأنتم شهود فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : اما الأولين فابن آدم الذي قتل أخاه، وفرعون الفراعنة، والذي حاج إبراهيم في ربه، ورجلان من بني إسرائيل بدلا كتابهم وغيرا سنتهم، اما أحدهما فهود اليهود، والاخر نصر النصارى، وإبليس سادسهم، والدجال في الآخرين وهؤلاء الخمسة أصحاب الصحيفة الذين تعاهدوا وتعاقدوا على عداوتك يا أخي وتظاهروا عليك بعدي، هذا وهذا وهذا حتى عدهم وسماهم؟ فقال سلمان: فقلنا صدقت نشهد انا سمعنا ذلك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

١٦ ـ وعن سليم بن قيس الهلالي قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام للزبير وقد ادعى ان سعيد بن عمرو بن نفيل سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول في العشرة: انهم من أهل الجنة: ووالله ان بعض من سميته لفي تابوت في شعب في جب في أسفل درك من جهنم ؛ على ذلك الجب صخرة إذا أراد الله ان يسعر جهنم رفع تلك الصخرة، سمعت ذلك من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: فلا اقسم بالخنس قال: أي واقسم بالخنس وهو اسم النجوم الجوار الكنس قال: النجوم

__________________

(١) الوهج ـ محركة ـ: اتقاد النار والشمس وحرهما من بعيد.

٥١٧

تكنس(١) بالنهار فلا تبين.

١٨ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى إبراهيم بن عطية عن أم هانى الثقفية قال: غدوت على سيدي محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام فقلت: يا سيدي آية من كتاب اللهعزوجل :( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) قال: نعم المسئلة سئلتنى يا أم هانى هذا مولود في آخر الزمان هو المهدي من هذه العترة، يكون له حيرة وغيبة يضل فيها قوم ويهتدى فيها قوم، فيا طوبى لك ان ادركتيه ويا طوبى لمن أدركه.

١٩ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن جعفر بن محمد عن موسى بن جعفر البغدادي عن وهب بن شاذان عن الحسن بن أبي الربيع عن محمد بن إسحاق عن أم هانى قال: سألت أبا جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام عن قول اللهعزوجل :( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) قالت: فقال: امام يخنس(٢) سنة ستين ومأتين، ثم يظهر كالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء، وان أدركت زمانه قرت عينك.

٢٠ ـ عدة من أصحابنا عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن الحسن عن عمر بن يزيد عن الحسن بن الربيع الهمداني قال حدّثنا محمد بن إسحاق عن أسيد بن ثعلبة عن أم هانى قال: لقيت أبا جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام فسألته عن هذه الآية( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) قال الخنس امام يخنس في زمانه عند انقطاع علمه من عند الناس سنة ستين ومأتين، ثم يبدو كالشهاب الواقد في ظلمة الليل، فان أدركت ذلك قرت عينك.

٢١ ـ في مجمع البيان «بالخنس» وهي النجوم تخنس بالنهار وتبدو بالليل والجوار صفة لها، لأنها تجري في أفلاكها «الكنس» من صفتها أيضا لأنها تكنس أي تتوارى في بروجها كما تتوارى الظباء في كناسها(٣) وهي خمسة أنجم: زحل والمشترى والمريخ والزهرة وعطارد عن عليٍّعليه‌السلام .( وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ ) أي إذا

__________________

(١) أي تستر.

(٢) أي يستر.

(٣) الكناس ـ ككتاب ـ: بيت الطبي يستتر فيه.

٥١٨

أدبر بظلامه عن عليٍّعليه‌السلام .

٢٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ ) قال: إذا أظلم( وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ ) قال: إذا ارتفع.

٢٣ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسأله عن شيء تنفس ليس له لحم ولا دم؟ فقال: ذاك الصبح إذا تنفس.

٢٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ) قال: يعنى جبرئيل قلت: قوله:( مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ) قال: يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هو المطاع عند ربه الأمين يوم القيامة.

٢٥ ـ في مجمع البيان وفي الحديث ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لجبرئيل: ما أحسن ما اثنى عليك ربك( ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ) فما كانت قوتك وما كانت أمانتك؟ فقال: أمّا قوّتي فإنّي بعثت إلى مدائن لوط وهي أربع مدائن، في كل مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذراري، فحملتهم من الأرض حتى سمع أهل السماوات أصوات الدجاج ونباح الكلاب، ثم هويت بهن فقلبتهن وأمّا أمانتى فإنّي لم أؤمر بشيء فعدوته إلى غيره.

٢٦ ـ وفيه عند قوله تعالى:( وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ ) روى أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لجبرئيل لـمّا نزلت هذه الاية: هل أصابك من هذه الرحمة شيء؟ قال: نعم انى كنت أخشى عاقبة الأمر فآمنت بك لما اثنى الله عليَّ بقوله:( ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ) .

٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه من الحديث أعنى قوله يوم القيامة: قلت: وما صاحبكم بمجنون قال: يعنى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في نصبه أمير المؤمنينعليه‌السلام علما للناس.

٢٨ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قال في كل يوم من

٥١٩

شعبان سبعين مرة: استغفر الله الذي لا إله إلّا هو الرحمن الرحيم الحي القيوم وأتوب اليه، كتب في أفق المبين، قال: قلت: وما الأفق المبين؟ قال: قاع(١) بين يدي العرش فيه أنهار تطرد، وفيه من القدحان عدد النجوم.

٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه قريبا اعنى قوله «علما للناس» قلت( وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ) قال: ما هو تبارك وتعالى على نبيه بغيبه بضنين عليه، قلت قوله:( وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ ) قال: يعنى الكهنة الذين كانوا في قريش فنسب كلامهم إلى كلام الشياطين الذين كانوا معهم، يتكلمون على ألسنتهم، فقال:( وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ ) مثل أولئك، قلت قوله:( فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ لِمَنْ ) أخذ الله ميثاقه على ولايتهعليه‌السلام قلت:( لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ) قال: في طاعة على والائمة من بعده قلت قوله:( وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) قال: لان المشية إليه تبارك وتعالى لا إلى الناس.

٣٠ ـ حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا محمد بن أحمد عن أحمد بن محمد السياري عن فلان عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: إنّ الله جعل قلوب الائمة موردا لإرادته، فاذا شاء الله شيئا شاؤه، وهو قوله:( وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) .

٣١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام يذكر فيه جواب بعض الزنادقة عما اعترض به على التنزيل أجابعليه‌السلام عما توهمه من التناقض بين قوله:( اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها ) وقوله: «( يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ ) ، وتوفته رسلنا، وتتوفاهم الملائكة» بقوله: «فمن كان من أهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة، ومن كان من أهل المعصية تولت قبض روحه ملائكة النقمة، ولملك الموت أعوان من ملائكة» الرحمة والنقمة يصدرون عن امره فعلهم فعله، وكل ما يأتونه منسوب اليه، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله، لأنه يتوفى الأنفس على يد من يشاء، ويعطى ويمنع ويثيب

__________________

(١) القاع: ارض سهلة مطمئنة.

٥٢٠

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

ابن أعين قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : عندكم التوراة والإنجيل والزبور وما في الصحف الاولى صحف إبراهيم وموسى؟ قال: نعم قلت: ان هذا لهو العلم الأكبر؟ قال: يا حمران ولكن ما يحدث بالليل والنهار علمه عندنا أعظم.

٣٨ ـ إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن أبي خالد القماط عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: عندنا صحف إبراهيم وموسى ورثناها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليعليهم‌السلام قال: قال عليٌّعليه‌السلام لبعض أحبار اليهود وقد ذكر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ومناقبه: واعطى سورة بني إسرائيل وبراءة بصحف إبراهيم وصحف موسىعليهما‌السلام .

٤٠ ـ في مجمع البيان في تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباتة قال: لـمّا قدم أمير المؤمنينعليه‌السلام الكوفة صلى بهم أربعين صباحا يقرء بهم( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) فقال المنافقون: لا والله ما يحسن ابن أبي طالب أن يقرأ القرآن، ولو أحسن ان يقرء لقرء بنا غير هذه السورة، قال: فبلغه ذلك فقال: ويلهم انى لأعرف ناسخه من منسوخه ومحكمه من متشابهه، وفصله وفصاله وحروفه من معانيه، والله ما من حرف نزل على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ألآ إنّي أعرف فيمن أنزل وفي أي يوم وايِّ موضع، ويل لهم أما يقرؤن( إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) والله عندي ورثتها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

في بصائر الدرجات محمد بن عيسى عن أبي محمد الأنصاري عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة المزني عن الأصبغ بن نباتة نحو ما في تفسير العياشي.

٤١ ـ في كتاب الخصال عن عتبة بن عمير الليثي عن أبي ذررحمه‌الله قال: دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو في المسجد جالس وحده فاغتنمت خلوته إلى أن قال: قلت: يا رسول الله كم انزل الله من كتاب؟ قال: مأة كتاب واربعة كتب، انزل الله على شيث خمسين صحيفة، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشرين

٥٦١

صحيفة، وانزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، قلت: يا رسول الله وما كانت صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالا كلها، وكان فيها: ايها الملك المبتلى المغرور انى لم أبعثك تجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم فإنّي لا أردها وان كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا ان يكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها صنع اللهعزوجل اليه، وساعة يخلو فيها لحظ نفسه من الحلال، فان هذه الساعة عون لتلك الساعات، واستحمام للقلوب وتوديع لها، وعلى العاقل ان يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، فانه من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلّا فيما يعنيه، وعلى العاقل ان يكون طالبا لثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو تلذذ في غير محرم، قلت: يا رسول الله فيما كانت صحف موسى؟ قال: كانت عبرا كلها، عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ ولمن أيقن بالنار كيف يضحك؟ ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها؟ ولمن يؤمن بالقدر كيف ينصب؟ ولمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل؟

٤٢ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي قال أبو ذر: قلت يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيمعليه‌السلام ؟ قال: كانت أمثالا كلها: ايها الملك المسلط المبتلى المغرور انى لم أبعثك لتجمع المال بعضه على بعض، وإنّما بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم فإنّي لا أردها وان كانت من كافر أو فاجر فجوره على نفسه ؛ وكان فيها أمثال وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله ان يكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يفكر فيها في صنع الله، وساعة يحاسب نفسه فيما قدم وأخر، وساعة يخلو فيها بحاجته من الحلال ومن المطعم والمشرب، وعلى العاقل ان يكون طاعنا في ثلاث: تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيرا في زمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلّا في ما يعنيه، قلت: يا رسول الله فما كانت صحف موسىعليه‌السلام ؟ قال: كانت عبرا كلها: عجبت لمن أيقن بالنار ثم ضحك، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ،

٥٦٢

عجبت لمن أبصر الدنيا وتقلبها بأهلها حالا بعد حال وهو يطمئن إليها؟ عجبت لمن أيقن بالحساب ثم لم يعمل قلت: يا رسول الله فهل في أيدينا شيء مما كان في صحف إبراهيم وموسىعليهما‌السلام فيما أنزل الله عليك؟ قال: أقرأ يا أبا ذر( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) .

٤٣ ـ في مجمع البيان روى عن أبي ذر أنه قال: قلت: يا رسول الله كم الأنبياء قال: مأة الف نبي وأربعة وعشرون ألفا قلت: يا رسول الله كم المرسلون منهم؟ قال: ثلاثمأة وثلاثة عشر وبقيتهم أنبياء، قلت: كان آدم نبيا؟ قال: نعم كلمه الله وخلقه بيده، يا أبا ذر أربعة من الأنبياء عرب: هود وصالح وشعيب ونبيك، قلت: يا رسول الله كم انزل الله من كتاب؟ قال: مأة وأربعة كتب، انزل منها على آدم عشرة صحف، وعلى شيث خمسين صحيفة، وعلى أخنوخ وهو إدريس ثلاثين صحيفة، وهو أول من خط بالقلم ؛ وعلى إبراهيم عشر صحائف، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان.

٤٤ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى أنس بن مالك قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بعثت على اثر ثمانية آلاف نبي. منهم أربعة آلاف من بنى إسرائيل.

٤٥ ـ في تهذيب الأحكام باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أحب ان يصافحه مأتا الف نبي وعشرون الف نبي فليزر قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام في النصف من شعبان، فان أرواح النبيين تستأذن الله في زيارة قبره فيؤذن لهم.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أدمن قراءة( هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ ) في فريضة أو نافلة غشاه الله برحمته في الدنيا والاخرة، و

٥٦٣

آتاه الأمن يوم القيامة من عذاب النار.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من قرءها حاسبه الله حسابا يسيرا.

٣ ـ في روضة الكافي عن محمد عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت:( هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ ) قال: يغشاهم القائم بالسيف، قال: قلت:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ ) قال: خاضعة لا تطيق الامتناع، قال: قلت: عاملة قال: عملت بغير ما انزل الله قال: قلت ناصبة قال: نصبت غير ولاة الأمر قال: قلت:( تَصْلى ناراً حامِيَةً ) قال: تصلى نارا الحرب في الدنيا على عهد القائم وفي الاخرة نار جهنم.

٤ ـ علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن محمد بن الكناسي قال: حدّثنا من رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل ( هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ ) قال: الذين يغشون الامام.

٥ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن حنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا يبالي الناصب صلى أم زنا، وهذه نزلت فيهم:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ) .

٦ ـ علي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن عمرو بن أبي المقدام قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال أبي قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : كل ناصب وان تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الاية:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٧ ـ في كتاب ثواب الأعمال أبيرحمه‌الله قال: حدّثني أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد قال: حدّثني أبو عبد الله الرازي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن صالح بن سعيد القماط عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كل ناصب وان تعبد واجتهد يصير إلى هذه الغاية:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ) .

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حديثنا جعفر بن أحمد قال: حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال: حدّثنا محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة: قال

٥٦٤

سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: كل من خالفكم وان تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الاية:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ) .

٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي إسحاق الليثي عن الباقرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه أبو إسحاق بعد ان قال: وأجد من أعدائكم ومن ناصبيكم من يكثر من الصلوة ومن الصيام ويخرج الزكاة ويتابع بين الحج والعمرة ويحض على الجهاد ويأثر على البر وعلى صلة الأرحام ويقضى حقوق إخوانه ويواسيهم من ماله ويتجنب شرب الخمر والزنا واللواط وساير الفواحش؟ وان ناصب على ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم لو اعطى ما بين المشرق والمغرب ذهبا وفضة ان يزول عن محبة الطواغيت وموالاتهم إلى موالاتكم ما فعل ولا زال، ولو ضربت خياشيمه(١) بالسيوف فيهم ولو فعل فيهم ما ارتدع ولا رجع، وإذا سمع أحدهم منقبة لكم وفضلا اشمأز من ذلك وتغير لونه وراى كراهة ذلك في وجهه بغضا لكم ومحبة لهم، قال: فتبسم الباقرعليه‌السلام ثم قال: يا إبراهيم هاهنا هلكت «العاملة الناصبة( تَصْلى ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) ومن ذلك قالعزوجل :( وَقَدِمْنا إلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ) .

١٠ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله حدّثنا محمد بن الحسن رضى الله عنه قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام : كل ناصب وان تعبد واجتهد فمنسوب إلى هذه الاية:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ) .

١١ ـ في مجمع البيان وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كل ناصب وان تعبد واجتهد يصير إلى هذه الاية:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً ) .

١٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن الحسن بن عليٍّ

__________________

(١) الخياشيم جمع الخيشوم: أقصى الأنف.

٥٦٥

عليهما‌السلام يتكلم فيه على جمع كثير في مجلس معاوية بن أبي سفيان وعلى معاوية أيضا وفيه: وأمّا أنت يا عقبة بن أبي سفيان فو الله ما أنت بحصيف(١) فأجاوبك ولا عاقل فأعاتبك، وما عندك خير يرجى ولا شر يخشى، وما كنت -ولو سببت عليا- لأعير به عليك لأنك عندي لست بكفو لعبد عند عليّ بن أبي طالب فأرد عليك وأعاتبك، ولكن اللهعزوجل لك ولأبيك ولأمك وأخيك بالمرصاد، فأنت ذرية آبائك الذين ذكرهم الله في القرآن فقال:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) إلى قوله:( مِنْ جُوعٍ ) .

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ ) وهم الذين خالفوا دين الله وصلوا وصاموا ونصبوا لأمير المؤمنينعليه‌السلام وهو قوله:( عامِلَةٌ ناصِبَةٌ ) عملوا ونصبوا فلا يقبل شيء من أفعالهم و «( تَصْلى ) وجوههم( ناراً حامِيَةً تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) قال: لها أنين من شدة حرها( لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ ) قال: عرق أهل النار وما يخرج من فروج الزواني.

١٤ ـ في مجمع البيان عن ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الضريع شيء يكون في النار يشبه الشوك أمر من الصبر وأنتن من الجيفة، وأشد حرا من النار سماه الله الضريع.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت له: يا ابن رسول الله خوفني فان قلبي قد قسا، فقال: يا أبا محمد استعد للحياة الطويلة فان جبرئيل جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو قاطب(٢) وقد كان قبل ذلك يجيء وهو متبسم، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا؟ فقال يا محمد قد وضعت منافخ النار، فقال: وما منافخ النار يا جبرئيل فقال: يا محمد ان اللهعزوجل أمر بالنار فنفخ عليها الف عام حتى ابيضت، ثم نفخ عليها الف عام حتى احمرت، ثم نفخ عليها الف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة، لو ان قطرة من

__________________

(١) الحصيف: المحكم العقل.

(٢) قطب الرجل: زوي ما بين عينيه وكلح.

٥٦٦

الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٦ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سأله الأبرش الكلبي عن قول اللهعزوجل :( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) قال: تبدل خبزة يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب، قال الأبرش: ان الناس لفي شغل عن الاكل؟ فقال أبو جعفرعليه‌السلام : هم في النار لا يشتغلون عن أكل الضريع وشرب الحميم في العذاب فكيف يشتغلون عنه في الحساب

١٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن القاسم بن عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) قال: تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغوا من الحساب، فقال له قائل: انهم لفي شغل يومئذ عن الاكل والشرب؟ فقال: إنّ اللهعزوجل خلق ابن آدم أجوف لا بد له من الطعام والشراب، أهم أشد شغلا يومئذ أم في النار؟ فقد استغاثوا واللهعزوجل يقول: «و( إِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ ) .

١٨ ـ في تفسير العياشي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) قال: تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب فقال قائل: انهم لفي شغل عن الاكل والشرب؟ فقال له: ان ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام والشراب أهم أشد شغلا أم هم في النار؟ فقد استغاثوا فقال: «و( إِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ ) .

١٩ ـ وفيه بعد ان ذكر حديثا عن أبي جعفرعليه‌السلام وفي خبر آخر عنه فقال: وهم في النار لا يشغلون عن أكل الضريع وشرب الحميم وهم في العذاب، كيف يشغلون عنه في الحساب؟

٢٠ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن محمد الكناسي قال: حدّثنا من رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله «هل أتيك حديث الغاشية

٥٦٧

قال: الذين يغشون الامام إلى قولهعزوجل ( لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ) قال: لا ينفعهم ولا يغنيهم ولا ينفعهم الدخول ولا يغنيهم القعود.

٢١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ذكر اتباع أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ لِسَعْيِها راضِيَةٌ ) يرضى الله بما سعوا فيه( فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً ) قال: الهزل والكذب.

٢٢ ـ في مجمع البيان وعن عاصم بن ضمرة عن عليٍّعليه‌السلام انه ذكر أهل الجنة فقال: يجيئون فيدخلون فاذا أساس بيوتهم من جندل اللؤلؤ و( سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ) ولو لا أن الله تعالى قدرها لهم لا لتمعت أبصارهم بما يرون، ويعانقون الأزواج ويقعدون على السرر، ويقولون: الحمد لله الذي هدانا لهذا.

٢٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله:( وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ ) قال: البسط والوسائد( وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ) قال: كل شيء خلقه الله في الجنة له مثال في الدنيا إلّا الزرابي فانه لا يدرى ما هي؟

٢٤ ـ في مجمع البيان وروى عن عليٍّعليه‌السلام ( أَفَلا يَنْظُرُونَ إلى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ) بفتح أوائل هذه الحروف كلها وضم التاء.

٢٥ ـ في كتاب الخصال عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : جمع الخير كله في ثلاث خصال: النظر والسكوت والكلام، وكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكل سكوت ليس فيه فكر فهو غفلة، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، فطوبى لمن كان نظره عبرا، وسكوته فكرا، وكلامه ذكرا، وبكى على خطيئته وأمن الناس شره.

٢٦ ـ في كتاب التوحيد قال هشام: فكان من سؤال الزنديق ان قال: فما الدليل عليه؟ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وجود الأفاعيل التي دلت على أن صانعا صنعها ألا ترى انك إذا نظرت إلى بناء مشيد مبني علمت أن له بانيا وان كنت لم تر الباني

٥٦٨

ولم تشاهده وفي أصول الكافي مثله سواء.

٢٧ ـ في كتاب الاهليلجة المنقول عن الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام في الرد على من أنكر وجود الصانع قالعليه‌السلام لمن كان منكرا للصانع: إذا رأيت بناء أتقر ان له بانيا، وإذا رأيت صورة أتقر أن لها مصورا؟ قال لا بد من ذلك.

٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم في قوله:( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ) قال: بحافظ ولا كاتب عليهم.

وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ ) يريد من لم يتعظ ولم يصدقك وجحد ربوبيتى وكفر نعمتي( فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ ) يريد الغليظ الشديد الدائم( إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ) يريد مصيرهم( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ) يريد جزاءهم.

٢٩ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا فما كان لله سألنا الله ان يهبه فهو لهم وما كان لنا فهو لهم ثم قرء أبو عبد اللهعليه‌السلام :( إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثمّ إنّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ) .

٣٠ ـ في روضة الكافي سهل بن زياد عن ابن سنان عن سعدان عن سماعة قال: كنت قاعدا مع أبي الحسن الاولعليه‌السلام والناس في الطواف في جوف الليل، فقال لي: يا سماعة إلينا إياب هذا الخلق وعلينا حسابهم فما كان لهم من ذنب بينهم وبين اللهعزوجل حتمنا على اللهعزوجل في تركه لنا، فأجابنا إلى ذلك، وما كان بينهم وبين الناس استوهبناه منهم فأجابوا إلى ذلك وعوضهم اللهعزوجل .

٣١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال: يا جابر إذا كان يوم القيامة جمع اللهعزوجل الأولين والآخرين لفصل الخطاب، دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودعا أمير المؤمنينعليه‌السلام فيكسى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حلة خضراء تضيء ما بين المشرق والمغرب، ويكسى علىعليه‌السلام مثلها، ويكسى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حلة وردية يضيء لها ما بين المشرق و

٥٦٩

المغرب، ويكسى علىعليه‌السلام مثله ثم يصعدان عندها، ثم يدعى بنا فيدفع إلينا حساب الناس فنحن والله ندخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٢ ـ في بصائر الدرجات الحسن بن علي بن صباح عن زيد بن الشحام عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: إلينا الصراط والميزان وحساب شيعتنا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٣ ـ في من لا يحضره الفقيه في الزيارة الجامعة لجميع الائمة صلوات الله عليهم المنقولة عن محمد بن علي الجوادعليه‌السلام : وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم.

٣٤ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمن بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : وأمّا الذنب الذي لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض، ان الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه اقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف ومسحة بكف ولو نطحة ما بين الجماء إلى القرناء فيقضى للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لأحد على أحد مظلمة ثم يبعثهم للحساب(١) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال أهل القيامة يقول فيهعليه‌السلام : والناس يومئذ على طبقات ومنازل، فمنهم من يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهل مسرورا، ومنهم الذين يدخلون الجنة بغير حساب، لأنهم لم يتلبسوا من أمر الدنيا بشيء، وإنّما الحساب هناك على من تلبس بها هاهنا، ومنهم من يحاسب على النقير والقطمير ويصير إلى عذاب السعير.

٣٦ ـ في نهج البلاغة وسئلعليه‌السلام كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم؟ قال كما يرزقهم على كثرتهم، قيل: فكيف يحاسبهم ولا يرونه؟ قال: كما يرزقهم ولا يرونه ٣٧ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من اخبار هذه المجموعة

__________________

(١) مضى الحديث في تفسير سورة الانفطار فراجع.

٥٧٠

وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الله تعالى يحاسب كل خلق إلّا من أشرك بالله فانه لا يحاسب ويؤمر به إلى النار.

٣٨ ـ في كتاب علل الشرائع أبيرحمه‌الله قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: أرأيت الميت إذا مات لم تجعل معه الجريدة؟ قال: تجافى عنه العذاب والحساب ما دام العود رطبا، انما الحساب والعذاب كله في يوم واحد في ساعة واحدة قدر ما يدخل ويرجع الناس، فانما جعل السعاف لذلك ولا عذاب ولا حساب بعد جفوفها إنْ شاء الله.

٣٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني أبي عن جعفر بن إبراهيم عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: إذا كان يوم القيامة أوقف المؤمن بين يديه فيكون هو الذي يلي حسابه، فيعرض عليه عمله فينظر في صحيفته، فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه وترتعد فرائصه وتفزع نفسه ثم يرى حسناته فتقر عينه وتسر نفسه وتفرح روحه، ثم ينظر إلى ما أعطاه الله من الثواب فيشتد فرحه، ثم يقول الله للملائكة: هلموا بالصحف التي فيها الأعمال التي لم يعملوها، قال: فيقرءونها فيقولون: وعزتك انك لتعلم انا لم نعمل منها شيئا، فيقول: صدقتكم لكنكم نويتموها فكتبناها لكم ثم يثابون عليها.

٤٠ ـ وفيه فقال الصادقعليه‌السلام : كل امة يحاسبها امام زمانها، ويعرف الائمة أوليائهم وأعدائهم بسيماهم، وهو قوله: «( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) أفيعطوا أولياءهم كتابهم بيمينهم، فيمروا إلى الجنة بغير حساب، ويعطوا أعدائهم كتابهم بشمالهم فيمروا إلى النار بغير حساب.

٥٧١

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: اقرؤوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم، فانها سورة الحسين بن عليعليهما‌السلام ، من قرءها كان مع الحسينعليه‌السلام يوم القيامة في درجته من الجنة ان الله عزيز حكيم.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرأها في ليالي عشر غفر له، ومن قرأها ساير الأيام كانت له نورا يوم القيامة.

٣ ـ والفجر أقسم الله سبحانه بفجر النهار إلى قوله: وقيل: أراد بالفجر النهار كله عن ابن عباس وليال عشر يعنى العشر من ذي الحجة عن ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك والسدي وروى ذلك مرفوعا والشفع والوتر قيل: الشفع لأنه قال: وخلقناكم أزواجا والوتر الله تعالى عن ابن عباس، وهو رواية أبي سعيد الخدري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقيل الشفع والوتر الصلوة منها شفع ومنها وتر وهو رواية ابن حصين عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقيل: الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة عن ابن عباس وعكرمة وضحاك وهو رواية جابر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقيل: الشفع يوم التروية ؛ والوتر يوم عرفة روى ذلك عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام :

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَالْفَجْرِ ) قال: ليس فيها واو انما هو «الفجر»( وَلَيالٍ عَشْرٍ ) قال: عشر ذي الحجة( وَالشَّفْعِ ) قال: الشفع ركعتان والوتر ركعة. وفي حديث آخر قال: «الشفع» الحسن والحسين و «الوتر» أمير المؤمنينعليهم‌السلام .( وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ ) قال: هي ليلة جمع.

٥ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله لذي حجر يقول: لذي عقل.

٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبان الأحمر قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ ) لأي شيء سمى ذا الأوتاد؟ فقال :

٥٧٢

لأنه كان إذا عذب رجلا بسطه على الأرض على وجهه ومد يده ورجليه فأوقدها بأربعة أوتاد في الأرض، وربما بسطه على خشب منبسط، فوتد رجليه ويديه بأربعة أوتاد، ثم تركه على حاله حتى يموت فسماه اللهعزوجل فرعون ذا الأوتاد.

٧ ـ في كتاب الخصال عن رجل من أهل الشام عن أبيه قال: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: شر خلق الله خمسة: إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه، وفرعون ذو الأوتاد، ورجل من بني إسرائيل ردهم عن دينهم، ورجل من هذه الامة يبايع على كفر عند باب لد(١) ثم قال إنّي لـمّا رأيت معاوية يبايع عند باب لد ذكرت قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلحقت بعليٍّعليه‌السلام كنت معه.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله( وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ ) عمل الأوتاد التي أراد ان يصعد بها إلى السماء.

٩ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أخبرني الروح الأمين ان الله لا اله غيره إذا وقف الخلائق وجميع الأولين والآخرين أتى بجهنم ثم يوضع عليها صراط أدق من الشعر وأحد من السيف عليه ثلاثة قناطر الاولى عليها الامانة والرحمة، والثانية عليها الصلوة، والثالثة عليها عدل رب العالمين لا اله غيره فيكلفون الممر عليها فتحبسهم الرحم والامانة، فان نجوا منها حبستهم الصلوة، فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين جل ذكره وهو قول الله تبارك وتعالى( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث ستقف عليه مسندا قريبا عند قوله تعالى: و( جِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) في هذه السورة وفيه مثل ما في روضة الكافي سواء.

١١ ـ في نهج البلاغة ولئن أمهل الله الظالم فلن يفوت اخذه وهو له ،

__________________

(١) قال الحموي: اللد ـ بالضم والتشديد ـ: قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين.

٥٧٣

بالمرصاد على مجاز طريقة، وبموضع الشجا من مساغ ريقه.(١)

١٢ ـ في مجمع البيان( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ ) وروى عن عليٍّعليه‌السلام أنّه قال ان معناه ان ربك قادر ان يجزى أهل المعاصي جزاءهم.

١٣ ـ وعن الصادقعليه‌السلام انه قال: المرصاد قنطرة على الصراط، لا يجوزها عبد بمظلمة عبد.

١٤ ـ في غوالي اللئالى وقال الصادقعليه‌السلام في تفسير قوله تعالى:( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً ) انما ظن بمعنى استيقن ان الله تعالى لن يضيق عليه رزقه ألا تسمع قول الله تعالى: و( أَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ) أي ضيق عليه.

١٥ ـ وفيه في باب ذكر مجلس الرضاعليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام عند قوله:( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً ) الآية فظن بمعنى استيقن( أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ) أي لن يضيق عليه رزقه ومنه قولهعزوجل ( وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ) أي ضيق عليه وقتر.

١٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ ) أي لا تدعون وهم الذين غصبوا آل محمد حقهم وأكلوا مال اتباعهم وفقرائهم وأبناء سبيلهم.

١٧ ـ في مجمع البيان( لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ) وهو الطفل الذي لا أب له، أي لا تعطونهم مما أعطاهم الله حتى تغنوهم عن ذل السؤال وخص اليتيم لأنه لا كافل لهم يقوم بأمرهم، وقد قال: انا وكافل اليتيم كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى.

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ) قال: هي الزلزلة.

١٩ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى داود بن سليمان قال: حدّثني علي بن موسى عن أبيه عن جعفر عن علي بن الحسين عن أبيه عن عليِّ بن

__________________

(١) قوله (عليه السلام)«مجاز طريقه» أي مسلكه وموضع جوازه. والشجا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه. ومساغ: موضع الاساغة.

٥٧٤

ابى طالبعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : هل تدرون ما تفسير هذه الاية:( كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ) قال: إذا كان يوم القيامة تقاد جهنم بسبعين الف زمام بيد سبعين الف ملك ؛ فتشرد شردة لو لا ان الله تعالى حبسها لأحرقت السموات والأرض

٢٠ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار في التوحيد باسناده إلى علي بن الحسين عن علي بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ) فقال: إنّ الله سبحانه لا يوصف بالمجيء والذهاب، تعالى عن الانتقال انما يعنى بذلك «وجاء أمر ربك» والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام وأمّا قوله:( وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ) وقوله:( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ ) فذلك كله حق وليست له جثة جل ذكره كجثة(١) خلقه وانه رب كل شيء ورب شيء من كتاب اللهعزوجل يكون تأويله على غير تنزيله، ولا يشبه تأويل كلام البشر ولا فعل البشر، وسأنبئك بمثال لذلك تكتفى إنشاء الله وهو حكاية اللهعزوجل عن إبراهيمعليه‌السلام حيث قال:( إِنِّي ذاهِبٌ إلى رَبِّي ) فذهابه إلى ربه توجيهه إليه وعبادته واجتهاده، ألآ ترى أنّ تأويله غير تنزيله؟ وقال:( أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ ) وقال:( وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ) فانزاله ذلك خلقه وكذلك قوله:( إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ ) أي الجاهدين فالتأويل في هذا القول باطنه مضاد لظاهره.

٢٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى ) قال: حدّثني أبي عن عمرو بن عثمان عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لـمّا نزلت هذه الآية( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) سئل عن ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال بذلك أخبرني الروح الأمين أنّ الله لا إله غيره إذا برز للخلائق وجمع الأوّلين والآخرين أتى بجهنّم تقاد بألف زمام أخذ بكل زمام الف ملك تقودها من الغلاظ

__________________

(١) في المصدر «جيئة كجيئة خلقه».

٥٧٥

الشداد، لها هدة(١) وغضب وزفير وشهيق، وانها لتزفر الزفرة فلو لا ان الله اخرهم للحساب لأهلكت الجمع، ثم يخرج منها عنق(٢) فيحيط بالخلائق البر منهم والفاجر. فما خلق الله عبدا من عباد الله ملكا ولا نبيا إلّا ينادى رب نفسي نفسي، وأنت يا نبي الله تنادي أمتي أمتي، ثم يوضع عليها الصراط أدق من حد السيف عليه ثلاثة قناطر، فأما واحدة فعليها الامانة والرحم، والثانية فعليها الصلوة، وأمّا الثالثة فعليها رب العالمين لا اله غيره، فيكلفون الممر عليها فيحسبهم الرحم والامانة، فان نجوا منها حبستهم الصلوة. فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين وهو قوله:( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ ) والناس على الصراط فمتعلق بيد وتزول قدم وتستمسك بقدم والملائكة حولها ينادون يا حليم اعف واصفح وعد بفضلك وسلم سلم، والناس يتهافتون في النار كالفراش فيها، فاذا نجا ناج برحمة ومر بها فقال: الحمد لله وبنعمته تتم الصالحات وتزكوا الحسنات، والحمد لله الذي نجاني منك بعد إياس بمنه وفضله، ان ربنا لغفور شكور.

٢٣ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل يقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سأله بعض اليهود عن مسائل: ان الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها، فاذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبح كل شيء دون العرش بحمد ربي جل جلاله، وهي الساعة التي يصلّي فيها ربي، ففرض اللهعزوجل على أمتي فيها الصلوة، وقال:( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إلى غَسَقِ اللَّيْلِ ) وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنم يوم القيامة، فما من مؤمن يوافق تلك الساعة ان يكون ساجدا أو راكعا أو قائما إلّا حرم اللهعزوجل جسده على النار.

٢٤ ـ في مجمع البيان( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) وروى مرفوعا عن أبي سعيد الخدري قال: لـمّا نزلت هذه الآية تغير وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعرف حتى اشتد على

__________________

(١) الهدة: صوت وقع الحائط ونحوه.

(٢) أي طائفة من النار.

٥٧٦

أصحابه ما رأوا من حاله، وانطلق بعضهم إلى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقالوا: يا عليُّ لقد حدث أمر قد رأيناه في نبي الله فجاء علىعليه‌السلام فاحتضنه من خلفه وقبل بين عاتقيه ثم قال: يا نبي الله بأبي أنت وأمّي ما الذي حدث اليوم؟ قال: جاء جبرئيل فاقرأنى( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) قال: فقلت يجاء بها؟ قال: يجيء بها سبعون ألف يقودونها بسبعين ألف زمام فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع، ثمّ أتعرض لجهنّم فتقول: ما لي ولك يا محمّد فقد حرم الله لحمك عليَّ فلا يبقى أحد إلّا قال: نفسي نفسي وان محمّدا يقول: أمّتي أمّتي.

في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي مثل ما في مجمع البيان سواء

٢٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وفي رواية سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي ونقل كلاما طويلا وفيه قال: قال لي عمر بن الخطاب: قل ما شئت أليس قد عزلها اللهعزوجل عن أهل هذا البيت الذين قد اتخذتموهم أربابا قال قلت فإنّي اشهد انى سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: وقد سألته عن هذه الآية( فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ ) فقال: انك أنت هو، فقال اسكت اسكت الله نامتك ايها العبد يا ابن اللخناء فقال لي علىعليه‌السلام : اسكت يا سلمان فسكت، وو الله لو لا انه أمرنى بالسكوت لأخبرته بكل شيء نزل فيه وفي صاحبه، فلما رأى ذلك عمر انه قد سكت قال: انك له مطيع مسلم.

٢٦ ـ في مجمع البيان وأمّا القرائة بفتح العين في يعذب ويوثق فقد وردت الرواية عن أبي قلابة قال: اقرأنى من اقرأه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ ) والمعنى لا يعذب أحد تعذيب هذا الكافر ان قلنا انه كافر بعينه، أو تعذيب هذا الصنف من الكفار وهم الذين ذكروا في قوله:( لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ) الآيات.

٢٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ ) قال: هو الثاني.

٢٨ ـ قوله:( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً

٥٧٧

قال: إذا حضر المؤمن الوفاة نادى مناد من عند الله:( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي ) بولاية على مرضية بالثواب( فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) فلا يكون له همة إلّا اللحوق بالنداء.

حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن موسى عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ) الآية يعنى الحسين ابن علىعليهما‌السلام .

٢٨ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير الصيرفي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك يا ابن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال: لا والله انه إذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع عند ذلك فيقول ملك الموت: يا وليّ الله لا تجزع فو الذي بعث محمدا لأنا أبر بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينيك فانظر قال: ويمثل له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ذريتهمعليهم‌السلام فيقال له: هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمةعليهم‌السلام رفقاؤك، قال: فيفتح عينيه فينظر فينادى روحه مناد من قبل رب العزة فيقول:( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) إلى محمد وأهل بيته،( ارْجِعِي إلى رَبِّكِ راضِيَةً ) بالولاية مرضية بالثواب،( فَادْخُلِي فِي عِبادِي ) يعنى محمدا وأهل بيته، وادخلى جنتي، فما من شيء أحب إليه من استدلال روحه واللحوق بالمنادي

٢٩ ـ في محاسن البرقي عنه عن محمد بن علي عن محمد بن أسلم عن الخطاب الكوفي ومصعب الكوفي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال لسدير: والذي بعث محمّدا بالنبوة وعجّل روحه الجنة ما بين أحدكم وبين ان يغتبط ويرى السرور أو تبين له الندامة إلّا ان يعاين ما قال اللهعزوجل في كتابه:( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ) وأتاه ملك الموت بقبض روحه فينادى روحه فتخرج من جسده، فاما المؤمن فلا يحس بخروجها، وذلك قول الله تبارك وتعالى:( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) ثم قال :

٥٧٨

ذلك لمن كان ورعا مواسيا لإخوانه وصولا لهم، وان كان غير ورع ولا وصول لإخوانه قيل له: ما منعك عن الورع والمواساة لإخوانك أنت ممن اتخذ المحبة بلسانه ولم يصدق ذلك بفعله، وإذا لقى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام لقيهما معرضين مغضبين في وجهه، غير شافعين له قال سدير من جدع [الله] انفه(١) قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فهو ذلك.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من كان قراءته في فريضته( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ ) كان في الدنيا معروفا انه من الصالحين، وكان في الاخرة معروفا أن له من الله مكانا، وكان يوم القيامة من رفقاء النبيين والشهداء والصالحين.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأها أعطاه الله إلّا من غضبه يوم القيامة.

٣ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله رفعه في قوله تعالى:( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ وَوالِدٍ وَما وَلَدَ ) قال: أمير المؤمنينعليه‌السلام وما ولد من الائمة.

٤ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كانت الجاهلية يعظمون المحرم ولا يقسمون به، ولا شهر رجب ولا يعرضون فيهما لمن كان فيهما ذاهبا أو جائيا وان كان قتل أباه. ولا لشيء يخرج من الحرم دابة أو شاة أو بعيرا أو غير ذلك، فقال اللهعزوجل لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

(١) قال المجلسي (ره): جدع الأنف أي قطعه، كناية عن المذلة أي من أذله الله يكون كذلك، ويحتمل أن يكون «من» استفهاما أي من يكون كذلك؟ فقوله: جدع الله انفه جملة دعائية، فأجاب (عليه السلام)بأنه هو الذي ذكرت لك سابقا.

٥٧٩

( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ) قال: فبلغ من جهلهم انهم استحلوا قتل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعظموا أيام الشهر حيث يقسمون به فينقضون.

٥ ـ علي بن إبراهيم عن إسماعيل بن مهران عن يونس عن بعض أصحابنا قال: سألته عن قول اللهعزوجل ( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ) قال: عظم اثم من يحلف بها، قال: وكان أهل الجاهلية يعظمون الحرم ولا يقسمون به ويستحلون حرمة الله فيه، ولا يعرضون لمن كان فيه ولا يخرجون منه دابة، فقال الله تبارك وتعالى:( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ وَوالِدٍ وَما وَلَدَ ) قال: يعظمون البلدان يحلفون به ويستحلون فيه حرمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٦ ـ في مجمع البيان( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ ) اجمع المفسرون على أن هذا قسم بالبلد الحرام وهو مكة( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ) تشرف من حل به من الرسول الداعي إلى توحيده وإخلاص عبادته، وقيل معناه وأنت محل بهذا البلد وهو ضد المحرم، والمراد أنت حلال لك قتل من رأيت من الكفار، وذلك حين أمر بالقتال يوم فتح مكة فأحلها الله له حتى قاتل وقتل وقد قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لا حد بعدي ولم تحل لي إلّا ساعة من نهار، عن ابن عباس ومجاهد وعطا وهذا وعد من الله لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يحل له مكة حتى يقاتل فيها ويفتحها على يده ويكون بها يصنع بها ما يريد من القتل والأسر، وقد فعل سبحانه ذلك فدخلها غلبة وكرها وقتل ابن أخطل وهو متعلق بأستار الكعبة، ومقيس بن صبابة(١) وغيرهما وقيل: معناه: لا اقسم بهذا البلد وأنت حلال منتهك الحرمة مستباح العرض لا تحترم فلا يبقى للبلد حرمة حيث هتكت عن أبي مسلم وهو المروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كانت قريش تعظم البلد وتستحل محمدا فيه، فقال:( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ) يريد انهم استحلوك فيه وكذبوك وشتموك، وكانوا لا يأخذ الرجل منهم فيه قاتل أبيه ويتقلدون لحاء شجر الحرم فيأمنون بتقليدهم إياه فاستحلوا

__________________

(١) وفي المصدر «سبابة» بالسين لكن الظاهر الموافق للسيرة لابن هشام وغيره هو المختار.

٥٨٠

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749