تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين5%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 356616 / تحميل: 4844
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

وَعَلى جُنُوبِهِمْ ) ونحن أصحاب الأعراف أنا وعمى وأخي وابن عمى، و( اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى ) لا يلج النار لنا محب، ولا يدخل الجنة لنا مبغض، يقول اللهعزوجل :( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) وانا الصهر يقول اللهعزوجل ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً ) وانا الاذن الواعية يقول اللهعزوجل :( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) وانا السلم لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول اللهعزوجل ( وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ ) ومن ولدي مهدي هذه الامة ألآ وقد جعلت حجتكم(١) ، ببغضى يعرف المنافقون، وبمحبتي امتحن الله المؤمنين، هذا عهد النبي الأمّي إليَّ انّه لا يحبك إلّا مؤمن، ولا يبغضك إلّا منافق، وانا صاحب لواء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الدنيا والاخرة، ورسول الله فرطي وأنا فرط شيعتي(٢) والله لا عطش محبي ولا خاف وليي، انا وليّ المؤمنين والله وليي، حسب محبي أن يحبوا ما أحبَّ الله، وحسب مبغضي أنْ يبغضوا ما أحب الله، ألآ وانه بلغني انّ معاوية سبني ولعنني، أللّهم اشدد ووطأتك(٣) عليه وانزل اللعنة على المستحق آمين ربّ العالمين، بربِّ اسمعيل وباعث إبراهيم، انك حميد مجيد، ثمّ نزل عن أعوادها فما عاد إليها حتّى قتله ابن ملجم لعنه الله.

٣٥ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وغيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين على عاصم بن زياد حين لبس العباء وترك الملا وشكاه اخوه الربيع بن زياد إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام انه قد غم اهله وحزن ولده بذلك، فقال أمير المؤمنين: على بعاصم بن زياد فجيء به، فلما رآه عبس في وجهه فقال له: اما استحييت من أهلك؟ أما رحمت ولدك؟ أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أخذك منها؟ أنت أهون على الله من ذلك، أو ليس الله يقول:( وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ

__________________

(١) وفي المصدر «محنتكم» مكان «حجتكم».

(٢) الفرط: العلم المستقيم يهتدى به.

(٣) الوطأة: الاخذة الشديدة.

٦٠١

ذاتُ الْأَكْمامِ ) أو ليس يقول:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) إلى قوله:( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) فبالله لابتذال نعم الله بالفعال أحب إليه من ابتذاله لها بالمقال، فقد قالعزوجل :( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) فقال عاصم: يا أمير المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة وفي ملبسك على الخشونة؟ فقال: ويحك ان اللهعزوجل فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره(١) فألقى عاصم بن زياد العباء ولبس الملاء.

٣٦ ـ أحمد بن أبي عبد الله عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود بن الحصين عن فضل البقباق قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) قال: الذي أنعم عليك بما فضلك وأعطاك، ثم قال: فحدث بدينه وما أعطاه الله وما أنعم به عليه.

٣٧ ـ في نهج البلاغة وله عليك اثر ما أنعم الله به عليك.

٣٨ ـ في مجمع البيان( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) قال الصادقعليه‌السلام معناه فحدث بما أعطاك الله وفضلك ورزقك وأحسن إليك وهداك.

٣٩ ـ وفي الحديث: من لم يشكر الناس لم يشكر الله، ومن لم يشكر القليل لم يشكر الكثير.

٤٠ ـ في الكافي باسناده إلى أبي بصير قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ان الله جميل يحب الجمال، ويحب ان يرى اثر النعمة على عبده.

٤١ ـ علي بن محمد رفعه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: إذا أنعم الله على عبده بنعمة فظهرت عليه سمى حبيب الله، محدث بنعمة الله، وإذا أنعم الله على عبده بنعمة فلم تظهر عليه سمى بغيض الله، مكذب بنعمة الله(٢) .

٤٢ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير رفعه قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : اننى لأكره للرجل ان يكون عليه من الله نعمة فلا يظهرها.

__________________

(١) التبيغ: الهيجان والغلبة.

(٢) وفي المصدر «محدثا بنعمة الله» في المصدر و «مكذبا بنعمة الله» في الذيل.

٦٠٢

٤٣ ـ وباسناده إلى بريد بن معاوية قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لعبيد بن زياد: إظهار النعمة أحبّ إلى الله من صيانتها، فإياك ان تزين إلّا في أحسن زي قومك، فما رئي عبيد إلّا في أحسن زيّ قومه حتى قامت.

٤٤ ـ في محاسن البرقي عن الوشاء عن عاصم بن حميد عن عمرو بن أبي نصير قال: حدّثني رجل من أهل البصرة قال: رأيت الحسين بن عليعليهما‌السلام وعنده ابن عمر يطوفان بالبيت، فسألت ابن عمر فقلت: قول الله:( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) قال: امره ان يحدث بما أنعم الله عليه، ثم انى قلت للحسين بن عليعليه‌السلام قول الله( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) قال: امره ان يحدث بما أنعم الله عليه من دينه.

٤٥ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: حدّثني أبي عن جده عن آبائهعليهم‌السلام قال: إنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها فانها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من أكثر قراءة «والشمس، والليل إذا يغشى، والضحى، وألم نشرح» الحديث وقد تقدم في والشمس وضحيها.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها اعطى من الأجر كمن لقى محمدا مغتما ففرح عنه.

٣ ـ وروى أيضا أصحابنا ان الضحى وألم نشرح سورة واحدة لتعلق إحديهما بالأخرى.

أقول: وقد قدمنا في أول الضحى بعض الأحاديث في هذا المعنى فأطلبه.

٤ ـ في مجمع البيان روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله

٦٠٣

صلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد سألت ربي مسئلة وددت انى لم أسئله، قلت: أي رب انه قد كان أنبياء قبلي، منهم من سخرت له الريح، ومنهم من كان يحيى الموتى؟ قال: فقال: ألم أجدك يتيما فآويتك؟ قال: قلت: بلى، قال: ألم أجدك ضالا فهديتك؟ قال: قلت بلى أي رب، قال:( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ ) ؟ قال: قلت: بلى أي رب.

٥ ـ وعن ابن عباس قال: سئل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقيل: يا رسول الله أينشرح الصدر؟ قال: نعم، قالوا: يا رسول الله وهل لذلك علامة يعرف بها؟ قال نعم التجافي عن دار الغرور والانابة إلى دار الخلود والاعداد للموت قبل نزول الموت.

٦ ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن جميل عن الحسن بن راشد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى:( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) قال: بولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) قال: بعلى فجعلناه وصيك. قال: حين فتح مكة ودخلت قريش في الإسلام شرح الله صدره وسره( وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ ) قال: بعلى الحرب( الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ) أي أثقل ظهرك ورفعنا لك ذكرك قال: تذكر إذا ذكرت، وهو قول الناس أشهد أنْ لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمّدا رسول الله.

٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليعليهم‌السلام قال: إنّ يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعليٍّعليه‌السلام : هذا إدريسعليه‌السلام أعطاه اللهعزوجل مكانا عليا؟ قال له علىعليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى ما هو أفضل من هذا، ان الله جل ثناؤه قال فيه:( وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ ) فكفى بهذا من الله رفعة قال له اليهودي: فقد القى الله على موسى محبة منه؟ قال له علىعليه‌السلام : لقد كان كذلك وقد أعطى الله محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما هو أفضل من هذا، لقد ألقى اللهعزوجل عليه محبة منه. فمن هذا الذي يشركه في هذا الاسم إذ تم من اللهعزوجل به الشهادة، فلا تتم الشهادة إلّا أن يقال أشهد أنْ لا إله إلّا الله وأشهد

٦٠٤

أنَّ محمّدا رسول الله، ينادى على المنار، فلا يرفع صوت بذكر اللهعزوجل إلّا رفع بذكر محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله معه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ في مجمع البيان: وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في هذه الآية قال: قال لي جبرئيل: قال اللهعزوجل : إذا ذكرت ذكرت معى( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) روى عن عطاء عن ابن عباس قال: يقول الله تعالى: خلقت عسرا واحدا وخلقت يسرين، فلن يغلب عسر يسرين.

١٠ ـ وعن الحسن قال: خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مسرورا فرحا وهو يضحك ويقول لن يغلب عسر يسرين( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) قال الفراء: ان العرب يقول إذا ذكرت نكرة ثم أعدتها نكرة مثلها صارتا اثنتين، كقولك إذا كسبت درهما فأنفق درهما فالثاني غير الاول، وإذا أعدتها معرفة فهي هي كقولك: إذا اكتسبت درهما فأنفق الدرهم، فالثاني هو الاول، ونحو هذا ما قاله الزجاج انه ذكر العسر مع الالف واللام، ثم ثنى ذكره فصار المعنى ان مع العسر يسرين.

١١ ـ في تهذيب الأحكام ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن عليٍّعليهم‌السلام ان امرأة استعدت على زوجها انه لا ينفق عليها وكان زوجها معسرا فأبى عليٌّعليه‌السلام أن يحبسه وقال:( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) .

١٢ ـ في كتاب طب الائمةعليهم‌السلام باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: انى لأعرف آيتين من كتاب الله المنزل يكتبان للمرأة إذا عسر عليها ولدها يكتبان في رق ظبي وتعلقه عليها في حقويها(١) «بسم الله وبالله( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) سبع مرات( يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ ) .

١٣ ـ في من لا يحضره الفقيه باسناده إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: واعلم ان مع

__________________

(١) الرق: جلد رقيق يكتب فيه. والحقو: الخصر.

٦٠٥

العسر يسرا وان مع الصبر النصر وان الفرج مع الكرب و( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) .

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال:( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) قال: ما كنت فيه من العسر أتاك اليسر( فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ) قال: إذا فرغت من حجة الوداع فانصب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

١٥ ـ حدّثنا محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله: «فاذا فرغت من نبوتك فانصب عليا( وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) في ذلك».

١٦ ـ في أصول الكافي محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام حاكيا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاحتج عليهم حين اعلم بموته ونعمت إليه نفسه فقال الله جل ذكره:( فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) يقول:( فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ) علمك وأعلن وصيك، فأعلمهم فضله علانية، فقالعليه‌السلام : من كنت مولاه فعلى مولاه، أللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ثلاث مرات، ثم قال: لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار، يعرض بمن رجع يجبن أصحابه ويجبنونه.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : على سيد المؤمنين وقال: على عمود الدين وقال: هذا هو الذي يضرب الناس بالسيف على الحق بعدي. وقال: الحق مع على أينما مال.

وقال: انى تارك فيكم أمرين ان أخذتم بهما لن تضلوا كتاب اللهعزوجل وأهل بيتي عترتي ايها الناس اسمعوا وقد بلغت انكم ستردون على الحوض، فأسألكم عما فعلتم في الثقلين، والثقلان كتاب الله جل ذكره وأهل بيتي، فلا تسبقوهم فتهلكوا ولا تعلموهم انهم أعلم منكم.

١٧ ـ في مجمع البيان( فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) معناه

٦٠٦

فاذا فرغت من الصلوة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدعاء وارغب إليه في المسئلة يعطك عن مجاهد وقتادة والضحاك ومقاتل والكلبي وهو المروي عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام ، وقال الصادقعليه‌السلام : هو الدعاء في دبر الصلوة وأنت جالس.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ والتين في فرائضه ونوافله اعطى من الجنة حيث يرضى.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها أعطاه الله خصلتين العافية ما دام في الدنيا، فان مات أعطاه الله من الأجر بعدد من قرأ هذه السورة صيام يوم.

٣ ـ وعن البراء بن عازب قال: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقرأ في المغرب والتين والزيتون فما رأيت إنسانا أحسن قراءة منه رواه مسلم في الصحيح عن مقاتل قال عمر بن ميمون: سمعت عمر بن الخطاب يقرأ بمكة في المغرب والتين والزيتون وطور سينا قال: فظننت انما قرأها ليعلم حرمة البلد، وروى ذلك عن موسى بن جعفر أيضا.

٤ ـ في كتاب الخصال عن أبي الحسن الاولعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الله تبارك وتعالى اختار من كل شيء اربعة إلى ان قال: واختار من البلدان اربعة فقال تعالى:( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) فالتين المدينة والزيتون بيت المقدس، وطور سينين الكوفة، وهذا البلد مكة.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) قال: «التين» رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،( وَالزَّيْتُونِ ) أمير المؤمنينعليه‌السلام .( وَطُورِ سِينِينَ ) الحسن والحسين( وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) الائمةعليهم‌السلام .

٦٠٧

٦ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب بعد أن نقل قوله تعالى:( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ) وانها نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام خاصة، وان الأزواج فاطمة وذرياتنا الحسن والحسين، قال: وقد روى ان «والتين والزيتون» نزلت فيهما.

٧ ـ مقاتل عن مرازم عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام في قوله تعالى:( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) قال: الحسن والحسين،( وَطُورِ سِينِينَ ) قال: عليّ بن أبي طالب،( وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) قال: محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقد روى أبو ذر ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في التين: لو قلت ان فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه هي، لان فاكهة الجنة بلا عجم، فكلوها فانها تقطع البواسير وتنفع من النقرس، وأمّا الزيتون فانه يعتصر منه الزيت الذي يدور في أكثر الاطعمة وهو أدم ؛ والتين طعام وفيه منافع كثيرة.

٩ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب متصل بآخر ما نقلنا أعنى محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) قال: الاول( ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ ) ببغضه أمير المؤمنين.

١٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) قال: نزلت في الاول «( ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ ) .

١١ ـ في كتاب الخصال عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: قوام الإنسان وبقاؤه بأربعة: بالنار والنور والريح والماء فبالنار يأكل ويشرب. وبالنور يبصر ويعقل، وبالريح يسمع ويشم، وبالماء يجد لذة الطعام، ولو لا ان النار في مقعدته لـما هضمت الطعام والشراب، ولو لا ان النور في بصره لـما أبصر ولا عقل، ولو لا الريح لـما التهب نار المعدة، ولو لا الماء لـما وجد لذة الطعام.

١٢ ـ عن أبي عبد اللهعليهم‌السلام قال: بني الجسد على أربعة أشياء على الروح والعقل والدم والنفس، فاذا خرجت الروح تبعها العقل، وإذا رأى الروح شيئا حفظه عليه العقل وتبقى الروح والنفس.

٦٠٨

١٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) قال: ذاك أمير المؤمنين( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) أي لا يمن عليهم به.

١٤ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب متصل بآخر ما نقلنا من قوله: ببغضه أمير المؤمنين( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) عليّ بن أبي طالب فما يكذبك بالدين ولاية علي بن أبي طالب.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) قال: بأمير المؤمنين( أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ ) .

١٦ ـ في مجمع البيان وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا ختم هذه قال: بلى وانا على ذلك من الشاهدين.

١٧ ـ في عيون الأخبار في باب ذكر أخلاق الرضاعليه‌السلام ووصف عبادته وإذا قرأ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) قال: عند الفراغ منها بلى وانا على ذلك من الشاهدين.

١٨ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه، إذا قرأتم والتين فقولوا في آخرها: ونحن على ذلك من الشاهدين.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ في يومه أو ليلته( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) ثم مات في يومه أو ليلته مات شهيدا، وبعثه الله شهيدا وأحياه شهيدا، وكان كمن ضرب بسيفه في سبيل اللهعزوجل مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها فكأنما قرأ المفصل كله.

٣ ـ وروى عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: العزائم: «الم تنزيل، وحم السجدة، والنجم إذا هوى، واقرأ باسم ربك» وما عداها في جميع القرآن

٦٠٩

مسنون ليس بمفروض.

٤ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ان العزائم اربع: «( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) ، والنجم، وتنزيل السجدة، وحم السجدة».

٥ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن خالد قال: قال الرضاعليه‌السلام : سمعت أبي يحدّث عن أبيهعليه‌السلام إنّ أوّل سورة نزلت( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) وآخر سورة نزلت( إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ ) .

٦ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد عن منصور بن العباس ومحمد بن الحسن بن السري عن عمه علي بن السري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أول ما نزل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) وآخره( إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ ) .

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام وانه كانت أول سورة نزلت( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) الحديث وقد تقدم عند قوله تعالى:( ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ) .

٨ ـ حدّثنا أحمد بن محمد الشيباني قال: حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن علي قال: حدّثنا عثمان بن يوسف عن عبد الله بن كيسان عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: نزل جبرئيل على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا محمد اقرأ قال: وما اقرء؟ قال:( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) يعنى خلق نورك القديم قبل الأشياء( خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ ) يعنى خلقك علقة وشق منك عليا( اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ) يعنى علم علي بن أبي طالبعليه‌السلام ( عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ ) يعنى علم عليا من الكتاب ما لم يعلم قبل ذلك.

قال علي بن إبراهيم: في قوله:( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) قال: اقرأ باسم الله الرحمن الرحيم الذي خلق( خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ ) قال: من دم( اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ) قال: علم الإنسان بالكتابة التي بها تتم أمور الدنيا في مشارق الأرض ومغاربها ثم قال:( كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى ) قال: إنّ الإنسان إذا

٦١٠

استغنى يكفر ويطغى وينكر.

قولهعزوجل ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى ) .

٩ ـ في من لا يحضره الفقيه روى عبد الواحد بن المختار الأنصاري عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سألته عن صلوة الضحى؟ فقال: أول من صلاها قومك، انهم كانوا من الغافلين فيصلونها ولم يصلها رسول الله.

١٠ ـ وقال: ان علياعليه‌السلام مر على رجل وهو يصليها، فقال علىعليه‌السلام ما هذه الصلوة؟ قال: ادعها يا أمير المؤمنين؟ فقال يا عليُّ: أكون انهى( عَبْداً إِذا صَلَّى ) ؟.

١١ ـ في مجمع البيان وجاء في الحديث ان أبا جهل قال: هل يغفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قالوا: نعم قال: فبالذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، فقيل له: ها هو ذلك يصلى، فانطلق ليطأ على رقبته فما فجئهم إلّا وهو ينكص على عقبيه ويتقى بيديه(١) فقالوا: ما لك يا أبا الحكم؟ قال: إنّ بيني وبينه خندقا من نار وهو لا وأجنحة.

وقال نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والذي نفسي بيده لو دنا مني لاختطفته الملئكة عضوا عضوا فأنزل الله سبحانه( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى ) إلى آخر السورة رواه مسلم في الصحيح.

١٢ ـ وقد روى عن عليٍّعليه‌السلام انه خرج في يوم عيد فرأى أناسا يصلون فقال: يا أيها الناس قد شهدنا نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مثل هذا اليوم فلم يكن أحد يصلّي قبل العيد ـ أو قال النبي ـ فقال رجل: يا أمير المؤمنين ألآ تنهى أنْ يصلوا قبل خروج الامام؟ فقال: لا أريد ان انهى( عَبْداً إِذا صَلَّى ) ، ولكنا نحدّثهم بما شهدنا من النبي أو كما قال.

١٣ ـ قال ابن عباس لـمّا أتى أبو جهل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله انتهره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال أبو جهل: أتنتهرني يا محمّد فو الله لقد علمت ما بها أحد أكثر ناديا منى(٢)

__________________

(١)( نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ ) : رجع عما كان عليه.

(٢) النادي: المجس. قال الطبرسي (ره): فليدع ناديه أي أهل ناديه يعنى عشيرته فحذف المضاف.

٦١١

فأنزل الله سبحانه فليدع ناديه.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( فَلْيَدْعُ نادِيَهُ ) قال: لـمّا مات أبو طالب نادى أبو جهل والوليد عليهما لعائن الله: هلموا فاقتلوا محمّدا فقد مات الذي كان ناصره، فقال الله:( فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ ) قال: كما دعا إلى قتل محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحن أيضا ندع الزبانية، ثم قال:( كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) أي لا يطيعون لـِما دعاهم إليه لانّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أجاره مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ولم يجسر عليه أحد.

١٥ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام حدّثنا أبي رضى الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشا قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يقول: أقرب ما يكون العبد من اللهعزوجل وهو ساجد، وذلك قوله تبارك وتعالى:( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) .

١٦ ـ في الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن الوشا قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يقول: أقرب ما يكون العبد من اللهعزوجل وهو ساجد، وذلك قولهعزوجل :( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) .

١٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن يعقوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا قرأ أحدكم السجدة من العزائم فليقل في سجوده وسجدت لك تعبدا ورقا لا مستكبرا عن عبادتك ولا مستنكفا ولا متعظما بل انا عبد ذليل خائف مستجير.

١٨ ـ فيمن لا يحضره الفقيه قال الصادقعليه‌السلام : أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد قال اللهعزوجل ( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) . وقد روى انه يقول في سجدة العزائم لا إله إلّا الله حقا حقا، لا إله إلّا الله ايمانا وتصديقا، لا إله إلّا الله عبودية ورقا سجدت لك يا رب تعبدا ورقا، لا مستنكفا ولا مستنكرا بل انا عبد ذليل خائف مستجير، ثم يرفع رأسه ثم يكبر.

١٩ ـ في مجمع البيان وفي الحديث عن عبد الله بن مسعود ان رسول الله

٦١٢

صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: أقرب ما يكون العبد من الله إذا كان ساجدا.

٢٠ ـ في غوالي اللئالى وروى في الحديث انه لـمّا نزل قوله تعالى:( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) سجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال في سجوده: أعوذ بالله برضاك من سخطك وبما فاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك، لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن سيف بن عميرة عن رجل عن أبي جعفرعليه‌السلام من قرء( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) فجهر بها صوته كان كالشاهر سيفه في سبيل اللهعزوجل ، ومن قرأها سرا كان كالمتشحط بدمه في سبيل الله، ومن قرأها عشر مرات محى الله عنه ألف ذنب من ذنوبه.

٢ ـ وفي أصول الكافي مثله إلّا أنّ في آخره ومن قرأها عشر مرات مرت له(١) على [محو] ألف ذنب من ذنوبه.

٣ ـ وباسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) في فريضة من فرائض الله نادى مناد: يا عبد الله غفر الله لك ما مضى فاستأنف العمل.

٤ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من قرأها اعطى من الأجر كمن صام رمضان وأحيى ليلة القدر.

٥ ـ في مهج الدعوات لابن طاوسرحمه‌الله انه قيل للصادقعليه‌السلام : بما احترست من المنصور عند دخولك عليه؟ فقال: بالله وبقراءة انا أنزلناه، ثم قلت: يا الله يا الله سبعا انى أتشفع إليك بمحمد وآلهصلى‌الله‌عليه‌وآله من أن تقلبه لي فمن ابتلى بذلك فليصنع مثل صنعي، ولو لا أننا نقرأها ونأمر بقرائتها شيعتنا لتخطفهم الناس ولكن هي والله لهم كهف.

__________________

(١) وفي المصدر «غفرت له اه».

٦١٣

٦ ـ في كتاب طب الائمة باسناده إلى أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: شكا رجل من همدان إلى أمير المؤمنين وجع الظهر وانه يسهر الليل، فقال: ضع يدك على الموضع الذي تشتكي منه واقرأ ثلثا( وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ كِتاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ) واقرأ سبع مرات( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) إلى آخرها فانك تعافى من العلة إنْ شاء الله تعالى.

٧ ـ وباسناده إلى بكر بن محمد الأزدي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وأوصى أصحابه وأولياءه من كانت به علة فليأخذ قلة جديدة(١) وليجعل فيه الماء، وليسقى الماء بنفسه، وليقرأ على الماء سورة انا أنزلناه على الترتيل ثلاثين مرة ثم يشرب من ذلك الماء وليتوض وليمسح به. وكلما انقص زاد فيه، فانه لا يظهر ذلك ثلاثة أيام إلّا ويعافيه الله من ذلك الداء.

٨ ـ في أصول الكافي باسناده إلى بكر بن محمد الأزدي عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في العوذة قالت: تأخذ قلة جديدة فيجعل فيها ماء ثم تقرأ عليها( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ثلاثين مرة، ثم تعلق ويشرب منها ويتوضأ ويزاد فيها ماء إنشاء الله تعالى.

٩ ـ في تهذيب الأحكام أبو الصباح الكناني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا كان ليلة القدر وفيها يفرق كل أمر حكيم نادى مناد، تلك الليلة من بطنان العرش: ان الله تعالى قد غفر لمن أتى قبر الحسينعليه‌السلام في هذه الليلة.

١٠ ـ محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن يحيى قال: كنت بفيد(٢) فمشيت مع علي بن بلال إلى قبر محمد بن اسمعيل بن بزيع قال: فقال لي علي بن بلال: قال لي صاحب هذا القبر عن الرضاعليه‌السلام : من أتى قبر أخيه المؤمن من أي ناحية يضع يده وقرأ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) سبع مرات

__________________

(١) القلة: الحبّ العظيم. وقيل: الكوز الصغير، ضد.

(٢) فيد: منزل بطريق مكة.

٦١٤

امن من الفزع الأكبر.

١١ ـ الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال: مررت مع أبي جعفرعليه‌السلام بالبقيع، فمررنا بقبر رجل من أهل الكوفة من الشيعة فقلت لأبي جعفرعليه‌السلام : جعلت فداك هذا قبر رجل من الشيعة؟ قال: فوقف عليه ثم قال أللّهم ارحم غربته، وصل وحدته، وآنس وحشته، واسكن إليه من رحمتك رحمة يستغنى بها عن رحمة من سواك، والحقه من كان يتولاه. ثم قرأ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) سبع مرات.

١٢ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وقال الرضاعليه‌السلام : ما من عبد زار قبر مؤمن فقرأ عنده( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) سبع مرات إلّا غفر الله له ولصاحب القبر.

١٣ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حديث طويل وفيه فاذا كانت ليلة القدر يأمر الله تبارك وتعالى جبرئيلعليه‌السلام فيهبط في كبكبة من الملائكة ومعهم لواء أخضر، فيركن اللواء على ظهر الكعبة وله ستمائة جناح، منها جناحان لا ينشرهما إلّا في ليلة القدر فيجاوزان المشرق والمغرب ويثبت جبرئيل الملائكة في هذه الامة فيسلمون على كل قاعد وقائم ومصل وذاكر ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر، فاذا طلع الفجر نادى جبرئيل: معشر الملئكة الرحيل الرحيل فيقولون: يا جبرئيل ما صنع الله تعالى في حوائج المؤمنين من امة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقول: ان اللهعزوجل نظر إليهم هذه الليلة فعفا عنهم وغفر لهم إلّا أربعة، فقيل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من هذه الاربعة؟ قال: رجل مات مدمن خمر، وعاق لوالديه، وقاطع رحم، وشاجن، قيل: يا رسول الله وما الشاجن؟ قال: الصارمة(١) .

١٤ ـ في مجمع البيان روى عن ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إذا كانت ليلة القدر تنزل الملئكة الذين هم سكان سدرة المنتهى ومنهم جبرئيل، فينزل جبرئيل ومعه ألوية ينصب لواء منها على قبري، ولواء على بيت المقدس، ولواء في المسجد

__________________

(١) كذا في الأصل ومصدر الحديث مخطوط لم اظفر عليه.

٦١٥

الحرام، ولواء على طور سيناء، ولا يدع فيها مؤمنا ولا مؤمنة إلّا سلَّم عليه إلّا مدمن الخمر وآكل لحم الخنزير والمتضمخ بالزعفران.(١)

١٥ ـ وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ الشيطان لا يخرج في هذه الليلة حتى يضيء فجرها، ولا يستطيع فيها ان ينال أحدا بخبل(٢) أو داء أو ضرب من ضروب الفساد، ولا ينفذ فيه سحر ساحر.

١٦ ـ وذكر عطاء عن ابن عباس قال: ذكر لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رجل من بني إسرائيل انه حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله الف شهر، فعجب من ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عجبا شديدا وتمنى ان يكون ذلك في أمته، فقال: يا رب جعلت أمتي اقصر الناس أعمارا وأقلها أعمالا، فأعطاه الله ليلة القدر وقال:( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) الذي حمل الاسرائيلى السلاح في سبيل الله لك ولامتك من بعدك إلى يوم القيامة في كل رمضان.

١٧ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه، من قرء:( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) من قبل ان تطلع الشمس ومثلها «انا أنزلناه» ومثلها آية الكرسي منع ماله مما يخاف، من قرء «قل هو الله أحد» و «انا أنزلناه» قبل ان تطلع الشمس لم يصبه في ذلك اليوم ذنب وان جهد إبليس ؛ إذا أراد أحدكم حاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أللّهم بارك لامّتي في بكورها يوم الخميس، وليقرء إذا خرج من بيته الآيات الاخرة من آل عمران وآية الكرسي وانا أنزلناه وأم الكتاب، فان فيها قضاء الحوائج للدنيا والاخرة، إذا كسا الله مؤمنا ثوبا [جديدا] فليتوض وليصل ركعتين يقرأ فيهما أم الكتاب وآية الكرسي وقل هو الله أحد وانا أنزلناه في ليلة القدر، وليحمد الله الذي ستر عورته وزينه في الناس، وليكثر من قول: لا حول ولا قوة إلّا بالله العليِّ العظيم، فانه لا يعصى الله فيه، وله بكل سلك فيه ملك يقدس له و

__________________

(١) التضمخ: التلطخ بالطيب ونحو والإكثار منه.

(٢) الخبل ـ بالتحريك ـ: فساد الأعضاء. الجنون.

٦١٦

يستغفر له ويترحم عليه.

١٨ ـ في الكافي علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن غير واحد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ انا أنزلناه ثنتين وثلثين مرة في إناء جديد ورش بثوبه الجديد إذا ألبسه لم يزل يأكل في سعة وما بقي.

١٩ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى حكيمة عمة أبي محمّد الحسنعليه‌السلام انها قالت أمرني أبو محمّدعليه‌السلام بالمبيت عنده ليلة ولد القائمعليه‌السلام ، فكنت مع نرجس أم القائمعليه‌السلام فلم أزل أرقبها إلى وقت طلوع الفجر وهي نائمة بين يدي لا تقلب جنبا عن جنب إلى جنب، حتى إذا كان آخر الليل وقت الفجر وثبت فزعة فضممتها إلى صدري وسميت عليها فصاح إلى أبو محمدعليه‌السلام وقال: اقرئي عليها( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ، فأقبلت اقرأ عليها وقلت لها: ما حالك؟ قالت: ظهر بى الأمر الذي أخبرك به مولاي، فأقبلت اقرأ عليها كما أمرني فأجابنى الجنين من بطنها يقرأ مثل ما اقرأ وسلم عليَّ قالت حكيمة: ففزعت لـِما سمعت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الله اختار من الليالي ليلة القدر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢١ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل وفيه يقولعليه‌السلام حاكيا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن ربه جل جلاله انه قال: اقرأ «انا أنزلناه» فانها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة.

٢٢ ـ وباسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبي عبد الله قال: من نام(١) في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم لم يحج تلك السنة وهي ليلة ثلث وعشرين من شهر رمضان، لان فيها تكتب وفد الحاج، وفيها يكتب الأرزاق والآجال، وما يكون من السنة إلى السنة، قال: قلت: فمن لم يكتب في ليلة القدر

__________________

(١) كذا في الأصل وفي المصدر «من لم يكتب له اه» مكان «من نام اه».

٦١٧

لم يستطيع الحج؟ فقال: لا، قلت: كيف يكون هذا؟ قال: لست في خصومتكم من شيء هكذا الأمر.

٢٣ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى المفضل بن عمر قال: ذكر أبو عبد اللهعليه‌السلام انا أنزلناه في ليلة القدر قال: ما أبين فضلها على المشهود قال: قلت: وأى شيء فضلها؟ قال: نزلت ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام فيها، قلت: في ليلة القدر التي نرتجيها في شهر رمضان؟ قال: نعم هي ليلة قدرت فيها السموات والأرض، وقدرت ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام فيها.

٢٤ ـ في الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن عبدوس عن محمد بن زاوية عن أبي علي بن راشد قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : جعلت فداك انك كتبت إلى محمد بن الفرج تعلمه ان أفضل ما يقرء في الفرائض بانا أنزلناه وقل هو الله أحد، وان صدري ليضيق بقراءتهما في الفجر، فقالعليه‌السلام : لا يضيقن صدرك بهما فان الفضل والله فيهما.

٢٥ ـ سهل بن زياد عن منصور بن العباس عن اسمعيل بن سهل قال: كتبت إلى أبي جعفرعليه‌السلام انى قد لزمني دين فادح(١) فكتب إلى أكثر من الاستغفار ورطب لسانك بقراءة انا أنزلناه.

٢٦ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن سليمان عن أحمد بن الفضل أبي عمر الحذاء قال: سائت حالي فكتبت إلى أبي جعفرعليه‌السلام ، فكتب إلى أدم قراءة( إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إلى قَوْمِهِ ) قال: فقرأتها حولا فلم أر شيئا فكتبت إليه أخبره بسوء حالي وانى قد قرأت( إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إلى قَوْمِهِ ) حولا كما أمرتني ولم أر شيئا؟ قال: فكتب إلى قد وفى لك الحول فانتقل منها إلى قراءة انا أنزلناه قال: ففعلت فما كان إلّا يسيرا حتى بعث ابن أبي داود فقضى عنى ديني واجرى على وعلى عيالي، ووجهني إلى البصرة في وكالة بباب كلاء(٢) واجرى على

__________________

(١) فدحه الدين: أثقله.

(٢) الكلاء ـ ككتان ـ: موضع بالبصرة ويقال لكل ساحل نهر.

٦١٨

خمسمائة درهم، وكتبت من البصرة على يدي علي بن مهزيار إلى أبي الحسن صلوات الله عليه، انى كنت سألت أباك عن كذا وشكوت كذا وانى قد نلت الذي أحببت، فأحببت أن تخبرني يا مولاي كيف اصنع في قراءة «انا أنزلناه» أقتصر عليها وحدها في فرائضي وغيرها أم اقرء معها غيرها؟ أم لها حد أعمل به؟ فوقععليه‌السلام وقرأت التوقيع: لا تدع من القرآن قصيره وطويله ويجزيك من قراءة «انا أنزلناه» يومك وليلتك مأة مرة.

٢٧ ـ علي بن محمد رفعه قال: الختم على طين قبر الحسينعليه‌السلام ان يقرأ عليه( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) .

٢٨ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمر الشامي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) فغرة الشهور شهر الله عز ذكره، وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر، ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان، فاستقبل الشهر بالقرآن.

٢٩ ـ وباسناده إلى المسمعي انه سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يوصى ولده: إذا دخل شهر رمضان فاجهدوا أنفسكم فان فيه تقسم الأرزاق وتكتب الآجال، وفيه يكتب وفد الله الذين يفدون اليه، وفيه ليلة، العمل فيها خير من العمل في الف شهر.

٣٠ ـ وباسناده إلى أبي الورد عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: خطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر جمعة من شعبان فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس انه قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، وهو شهر رمضان الحديث.

٣١ ـ وباسناده إلى عبد الله بن عبد الله عن رجل عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا حضر شهر رمضان وذلك في ثلاث بقين من شعبان قال لبلال: ناد في الناس، فجمع الناس ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ايها الناس ان هذا الشهر قد خصكم الله به وحضركم وهو سيد الشهور ليلة فيه خير من الف شهر الحديث.

٦١٩

٣٢ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: الغسل في سبعة عشر موطنا ليلة سبع وعشرة من شهر رمضان إلى قوله: وليلة ثلاث وعشرين يرجى فيها ليلة القدر.

٣٣ ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن ليلة القدر؟ قال: التمسها ليلة احدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين من رمضان.

٣٤ ـ عن جابر بن عبد الله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه ذكر شهر رمضان فقال رجل: فيه ليلة القدر يا رسول الله؟ قال: نعم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٥ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي نصر عن حماد عن الحلبي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إذا كان الرجل على عمل فليدم عليه سنة ثم يتحول عنه ان شاء إلى غيره، وذلك ان ليلة القدر تكون فيها في عامة ذلك ما شاء الله أن يكون.

٣٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن أبي عبد الله ومحمد ابن الحسن عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ان أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: لابن العباس ان ليلة القدر في كل سنة، وانه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، ولذلك الأمر ولاة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال ابن عباس: من هم؟ قال: انا واحد عشر من صلبي.

٣٧ ـ وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لي أبيعليه‌السلام : قلت لابن عباس: أنشدك هل في حكم الله جل ذكره اختلاف؟ قال: فقال: لا فقلت: ما ترى في رجل ضرب رجلا أصابعه بالسيف حتى سقطت، ثمّ ذهب وأتى رجل آخر فأطار كفّه فأتى به إليك وأنت قاض كيف أنت صانع؟ قال: أقول لهذا القاطع: أعطه دية كفّه. وأقول لهذا المقطوع: صالحه على ما شئت وابعث به إلى ذوي عدل، قلت: جاء الاختلاف في حكم الله عزّ ذكره ونقضت القول الاوّل، أبى الله عزّ ذكره أنْ يُحْدِثَ في خلقه شيئا من الحدود وليس تفسيره في الأرض، اقطع قاطع الكف أصلا، ثمّ أعطه دية الأصابع هذا حكم الله ليلة يَنْزِل فيها أمْرُهُ إنْ جحدتها بعد ما سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأدخلك الله النار كما أَعْمَى بصرك يوم جحدتها عليّ بن أبي طالب، قال: فلذلك عَمِيَ

٦٢٠

بصرى؟ قال: وما عِلْمُكَ بذلك فو الله إنْ عَمِيَ بصره إلّا من صفقة جناح الملك، قال فاستضحكت ثمّ تركته يوم ذلك لسخافة عقله، ثمّ لقيته فقلت: يا ابن عباس ما تكلّمت بصدق مثل أمس. قال لك عليّ بن أبي طالب: إنّ ليلة القدر في كل سنة وانه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، وان لذلك الأمر ولاة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت: من هم؟ فقال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدَّثون، فقلت: لا أراها كانت إلّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فتبدأ لك الملك الذي يحدّثه، فقال: كذبت يا عبد الله رأت عيناي الذي حدَّثكَ به عليٌّ ولم ترهُ عيناهُ، ولكن وعى قلبهُ ووقر في سمعه ثمّ صفَقكَ بجناحه فعميتَ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٨ ـ محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كان علي بن الحسينعليه‌السلام يقول:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) صدق اللهعزوجل انزل القرآن في ليلة القدر إلى ان قال: ثم قال في بعض كتابه:( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) في انا أنزلناه في ليلة القدر، وقال في بعض كتابه( وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) يقول في الآية الاولى ان محمدا حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر اللهعزوجل : مصنت ليلة القدر مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فهذه فتنة أصابتهم خاصة، وبها ارتدوا على أعقابهم، لأنهم ان قالوا لم تذهب فلا بد أن يكون للهعزوجل فيها أمر وإذا أقروا بالأمر لم يكن له من صاحب بد.

٣٩ ـ في مجمع البيان جاءت الرواية عن أبي ذر انه قال: قلت يا رسول الله ليلة القدر هي شيء يكون على عهد الأنبياء ينزل فيها فاذا قبضوا دفعت؟ قال: لا بل هي إلى يوم القيامة.

٤٠ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضيل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران انه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن

٦٢١

قول الله تعالى:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر، الحديث وسيأتى بتمامه ان شاء الله تعالى.

٤١ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن السياري عن بعض أصحابنا عن داود بن فرقد قال: حدّثني يعقوب قال: سمعت رجلا يسأل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن ليلة القدر؟ فقال: أخبرني عن ليلة القدر كانت أو تكون في كل عام؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن.

٤٢ ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحسين عن محمد بن الوليد ومحمد بن أحمد ابن يونس بن يعقوب عن علي بن عيسى القماط عن عمه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ارى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في منامه بني أميّة يصعدون على منبره من بعده ويضلون الناس عن الصراط القهقرى، فأصبح كئيبا حزينا قال: فهبط عليه جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا رسول الله ما لي أراك كئيبا حزينا؟ قال: يا جبرئيل انى رأيت بني أميّة في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي يضلون الناس عن الصراط القهقرى، فقال: والذي بعثك بالحق نبيا انى ما اطلعت عليه، فعرج إلى السماء فلم يلبث أن نزل بآي من القرآن يونسه بها قال:( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ ) وانزل عليه( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) جعل الله تعالى ليلة القدر لنبيهعليه‌السلام خيرا من ألف شهر ملك بنى امية.

٤٣ ـ في روضة الكافي سهل بن زياد عن محمد بن عبد الحميد عن يونس عن علي بن عيسى القماط عن عمه قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: هبط جبرئيلعليه‌السلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ورسول الله كئيب حزين فقال: يا رسول الله ما لي أراك كئيبا حزينا؟ فقال: انى رأيت الليلة رؤيا قال: وما الذي رأيت؟ قال: رأيت بني أميّة يصعدون المنابر وينزلون منها؟ قال: والذي بعثك بالحق نبيا ما علمت بشيء من هذا وصعد جبرئيل إلى السماء ثم أهبطه الله جل ذكره بآي من القرآن يعزيه(١) بها قوله:( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا

__________________

(١) أي يسليه بها.

٦٢٢

يُمَتَّعُونَ ) وأنزل الله جل ذكره( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) للقوم فجعل الله ليلة القدر [لرسوله] خير من ألف شهر.

٤٤ ـ في سند الصحيفة السجادية عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ أبي حدّثني عن أبيه عن جده عن عليٍّعليه‌السلام ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أخذته نعسة وهو على منبره فرأى في منامه رجالا ينزون على منبره نزو القردة(١) يردون الناس على أعقابهم القهقرى فاستوى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا والحزن يعرف في وجهه، فأتاه جبرئيلعليه‌السلام بهذه الآية( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً ) يعنى بني أميّة قال: يا جبرئيل أعلى عهدي يكونون وفي زمنى؟ قال: لا ولكن تدور رحى الإسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشرا، ثم تدور رحى الإسلام على أرس خمس وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمسا، ثم لا بد من رحى ضلالة هي قائمة على قطبها ثم ملك الفراعنة، قال: وأنزل الله تعالى في ذلك( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) يملكها بنو أميّة ليس فيها ليلة القدر، قال: فاطلع اللهعزوجل نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ان بني أميّة تملك سلطان هذه الامة، وملكها طول هذه المدة، فلو طاولتهم الجبال لطالوا عليها حتى يأذن الله تعالى بزوال ملكهم، وهم في ذلك يستشعرون عداوتنا أهل البيت وبغضنا أخبر الله نبيه بما يلقى أهل بيت محمد وأهل مودتهم وشيعتهم منهم في ايامهم وملكهم.

٤٥ ـ في مجمع البيان وذكر عطاء عن ابن عباس قال: ذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رجل من بني إسرائيل انه حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر فعجب من ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عجبا شديدا وتمنى أن يكون ذلك في أمته، فقال: يا رب جعلت أمتي أقصر الناس أعمارا وأقلها أعمالا، فأعطاه الله ليلة القدر وقال:( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) الذي حمل الاسرائيلى السلاح في سبيل الله لك ولامتك من بعدك إلى يوم القيامة في كل رمضان.

٤٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الحسن بن عليعليهما‌السلام حديث

__________________

(١) نزى بمعنى وثب.

٦٢٣

طويل يقول فيه لمعاوية ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إذا بلغ ولد الوزغ ثلاثين رجلا أخذوا مال الله بينهم دولا، وعباده خولا وكتابه دخلا(١) فاذا بلغوا ثلاثمائة وعشرا حقت اللعنة عليهم ولهم، فاذا بلغوا أربعمائة، وخمسة وسبعين كان هلاكهم أسرع من لوك تمرة(٢) فأقبل الحكم بن أبي العاص وهم في ذلك الذكر والكلام ؛ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : احفظوا أصواتكم فان الوزغ تسمع، وذلك حين رآهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن يملك بعده منهم هذه الامة يعنى في المقام، فساءه ذلك وشق عليه، فأنزل اللهعزوجل (٣) في كتابه( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) فاشهد لكم واشهد عليكم ما سلطانكم بعد قتل على الالف شهر التي أجلها اللهعزوجل في كتابه.

٤٧ ـ في الكافي أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهماعليهما‌السلام قال: سألته عن علامة ليلة القدر؟ فقال: علامتها أن تطيب ريحها، وان كانت في برد دفئت(٤) وان كانت في حر بردت فطابت.

٤٨ ـ في مجمع البيان وروى الحسن عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في ليلة القدر أنها ليلة سمحة لا حارة ولا باردة، تطلع الشمس في صبيحتها ليس لها شعاع.

٤٩ ـ في أصول الكافي وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما خلق الدنيا إلى قوله: قال: وقال رجل لأبي جعفرعليه‌السلام : يا ابن رسول الله لا تغضب قال: ولا اغضب، قال: أرأيت قولك في ليلة القدر إلى قوله: قال السائل: يا ابن رسول الله كيف اعرف ان ليلة القدر تكون في كل سنة؟ قال :

__________________

(١) الخول: العبيد والإماء. والدخل: العيب والغش والفساد، قال الطريحي (ره) وحقيقته أن يدخلوا في الدين أمورا لم تجربها السنة.

(٢) لاك لو كا ـ اللقمة ـ: مضغها أهون المضغ وأدارها في فمه.

(٣) وفي المصدر زيادة وهي قوله: «فانزل الله في كتابه:( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) يعنى بنى امية، وأنزل أيضا في كتابه اه».

(٤) أي سخنت.

٦٢٤

أتى شهر رمضان فاقرأ سورة الدخان في كل ليلة مأة مرة، فاذا أتت ليلة ثلاث وعشرين فانك ناظر إلى تصديق الذي سألت عنه.

٥٠ ـ محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كان علي بن الحسينعليه‌السلام يقول:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) صدق اللهعزوجل انزل القرآن في ليلة القدر الحديث ستسمع تمامه إنْ شاء الله.

٥١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن محمد عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لـمّا قبض أمير المؤمنينعليه‌السلام : قام الحسن بن علي في مسجد الكوفة فحمد الله واثنى عليه وصلى على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال: ايها الناس انه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، والله لقد قبض في ليلة التي قبض فيها وصيّ موسى يوشع بن نون، والليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم، والليلة التي نزل فيها القرآن، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٢ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٣ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله عن محمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثمّ نزل في طول عشرين سنة، ثمّ قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٤ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمرو الشامي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ

٦٢٥

وَالْأَرْضَ ) فغرة الشهور شهر الله عز ذكره وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر، ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان، فاستقبل الشهر بالقرآن.

٥٥ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم ابن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أنزلت التورية في ست مضت من شهر رمضان، ونزل الإنجيل في اثنى عشر ليلة مضت من شهر رمضان، ونزل الزبور في ليلة ثماني عشرة مضت من شهر رمضان ونزل القرآن في ليلة القدر.

٥٦ ـ وباسناده إلى حمران انه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر فلم ينزل القرآن إلّا في ليلة القدر.

٥٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان بن مهران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن ليلة القدر؟ قال: التمسها ليلة احدى وعشرين أو ليلة ثلاث وعشرين.

٥٨ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن علي بن أبي حمزة الثمالي قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له أبو بصير: جعلت فداك الليلة التي يرجى فيها ما يرجى؟ فقال: في احدى وعشرين أو ثلاث وعشرين قال: فان لم أقو على كلتيهما فقال: ما أيسر ليلتين فيما تطلب، قلت: فربما رأينا الهلال عندنا وجاءنا من يخبرنا بخلاف ذلك من أرض اخرى، فقال: ما أيسر أربع ليال تطلبها فيها قلت: جعلت فداك ليلة ثلاث وعشرين ليلة الجهني(١) فقال: إنّ ذلك ليقال، فقلت: جعلت فداك ان سليمان بن خالد روى في تسع عشرة يكتب وفد الحاج فقال لي: يا أبا محمّد وفد الحاج يكتب في ليلة القدر والمنايا والبلايا والأرزاق وما يكون إلى مثلها في قابل فاطلبها في ليلة احدى وعشرين وثلاث وعشرين وصل في

__________________

(١) سيأتى حديث الجهني تحت رقم ٦٧.

٦٢٦

كل واحدة منهما مأة ركعة وأحيهما ان استطعت إلى النور(١) واغتسل فيهما قال: قلت: فان لم أقدر على ذلك وانا قائم؟ قال: فصل وأنت جالس، قال: قلت: فان لم أستطع قال: فعلى فراشك لا عليك أن تكتحل أول الليل بشيء من النوم، ان أبواب السماء تفتح في رمضان وتصفد(٢) الشياطين، وتقبل أعمال المؤمنين، نعم الشهر رمضان، كان يسمى على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المرزوق.

٥٩ ـ وباسناده إلى حمران أنه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر.

٦٠ ـ محمد بن يحيى عن أحمد محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال في حديث طويل: وغسل ليلة احدى وعشرين وغسل ليلة ثلاث وعشرين سنة لا تتركها، فانه يرجى في إحديهن ليلة القدر.

٦١ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن إسحق بن عمار قال: سمعته يقول وناس يسألونه، يقولون: الأرزاق تقسم ليلة النصف من شعبان؟ قال: فقال: لا والله ما ذلك إلّا في ليلة تسعة عشر من شهر رمضان، واحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، فان في تسعة عشر يلتقي الجمعان، وفي ليلة احدى وعشرين يفرق كل أمر حكيم، وفي ليلة ثلاث وعشرين يمضى ما أراد الله تعالى من ذلك، وهي ليلة القدر التي قال الله تعالى( خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) قال: قلت: ما معنى قوله: يلتقي الجمعان؟ قال: يجمع الله فيها ما أراد من تقديمه وتأخيره وإرادته وقضائه، قال: قلت: فما معنى يمضيه في ثلاث وعشرين؟ قال: انه يفرقه في ليلة احدى وعشرين إمضاؤه، ويكون له فيه البداء، فاذا كانت ليلة ثلاث وعشرين أمضاه فيكون من المحتوم الذي لا يبدو له فيه تبارك وتعالى.

٦٢ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ابن بكير عن زرارة

__________________

(١) قال الفيض (ره): النور كناية عن انفجار الصبح بالفلق.

(٢) الصد: القيد والشد.

٦٢٧

قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : التقدير في ليلة القدر تسعة عشر والإبرام في ليلة احدى وعشرين، والإمضاء في ليلة ثلاث وعشرين.

٦٣ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن فضال عن أبي جميلة عن رفاعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ليلة القدر هي أول السنة وهي آخرها(١) .

٦٤ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن ربيع المسلي وزياد ابن أبي الحلال ذكراه عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: في تسعة عشر من شهر رمضان التقدير، وفي ليلة احدى وعشرين القضاء، وفي ليلة ثلاث وعشرين إبرام ما يكون في السنة إلى مثلها لله جل ثناؤه وسيفعل ما يشاء في خلقه.

٦٥ ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحسين عن محمد بن عيسى عن أيوب بن يقطين أو غيره منهمعليهم‌السلام دعاء العشر الأواخر تقول في الليلة الاولى إلى ان قال: وتقول في الليلة الثالثة يا رب ليلة القدر وجاعلها خيرا من ألف شهر ورب الليل والنهار، الدعاء.

٦٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن حمران عن سفيان بن السمط قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : الليالي التي يرجى فيها من شهر رمضان؟ فقال: تسع عشرة واحدى وعشرين وثلاث وعشرين، قلت. فان أخذت إنسانا الفترة أو علة ما المعتمد عليه من ذلك؟ فقال: ثلاث وعشرين.

٦٧ ـ وفي رواية عبد الله بن بكير عن زرارة عن أحدهماعليه‌السلام قال: سألته عن الليالي التي يستحب فيها الغسل في شهر رمضان؟ فقال: ليلة تسع عشرة وليلة احدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وقال: ليلة ثلاث وعشرين هي ليلة الجهني

__________________

(١) قال المجلسي (ره). قال الوالد العلامة: الظاهر ان الاولية باعتبار التقدير أي أول السنة التي يقدر فيها الأمور لليلة القدر، والاخرية باعتبار المجاورة، فان ما قدر في السنة الماضية انتهى إليها كما وردان أول السنة التي يحل فيها الاكل والشرب يوم الفطر، أو أن عملها يكتب في آخر السنة الاولى، وأول السنة الثانية كصلاة الصبح في أول الوقت، أو يكون أول السنة باعتبار تقدير ما يكون في السنة الآتية وآخر السنة المقدر فيها الأمور.

٦٢٨

وحديثه أنّه قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان منزلي ناء عن المدينة، فمرني بليلة ادخل فيها فأمره بليلة ثلاث وعشرين، قال مصنف هذا الكتابرحمه‌الله : واسم الجهني عبد الله بن أنيس الأنصاري، انتهى.

٦٨ ـ في أصول الكافي عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: يا بن رسول الله كيف اعرف ان ليلة القدر تكون في كل سنة؟ قال: إذا أتى شهر رمضان فاقرء سورة الدخان في كل ليلة مأة مرة، فاذا أتت ليلة ثلاث وعشرين فانك ناظر إلى تصديق الذي سألت عنه.

٦٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من نام في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم لم يحج تلك السنة، وهي ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، الحديث وستقف عليه بتمامه إنْ شاء الله.

٧٠ ـ في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن زرارة عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن ليلة القدر؟ قال: في ليلتين ليلة ثلاث وعشرين واحدى وعشرين، فقلت: أفرد لي إحديهما فقال: وما عليك ان تعمل في ليلتين هي إحديهما.

٧١ ـ وعن شهاب بن عبد ربه قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام أخبرني بليلة القدر فقال: ليلة احدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين.

٧٢ ـ وعن حماد بن عثمان عن حسان بن أبي على قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن ليلة القدر، قال: اطلبها في تسع عشرة واحدى وعشرين وثلاث وعشرين.

٧٣ ـ وقيل انها ليلة سبع وعشرين عن أبيّ بن كعب وعائشة وروى عن ابن عباس وابن عمر قال ابن عمر: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تحروها ليلة سبع وعشرين.

٧٤ ـ وعن زر بن حبيش قال: قلت لأبي يا أبا المنذر من أين علمت انها ليلة سبع وعشرين؟ قال: بالاية التي أنبأ بها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: تطلع الشمس غداتئذ

٦٢٩

كأنها طشت ليس لها شعاع.

٧٥ ـ وروى عن أبي بكرة قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: التمسوها في العشر الأواخر في تسع بقين أو سبع بقين أو خمس بقين أو ثلاث بقين أو آخر ليلة.

٧٦ ـ وروى انها ليلة الفرقان في صبيحتها التقى الجمعان وروى مرفوعا عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: التمسوها في العشر الأواخر من رمضان.

٧٧ ـ قال أبو سعيد الخدري: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها، ورأيتنى اسجد في ماء وطين فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر قال: فأبصرت عيناي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله انصرف وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين من صبيحة احدى وعشرين أورده البخاري في الصحيح.

٧٨ ـ وعن علىٍّعليه‌السلام ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يوقظ اهله في العشر الأواخر من رمضان.

٧٩ ـ عن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا رسول الله: انى رأيت في النوم كان ليلة القدر هي ليلة سابعة تبقى؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ارى رؤياكم قد تواطأت على ثلاث وعشرين، فمن كان منكم يريد أن يقوم من الشهر شيئا فليقم ليلة ثلاث وعشرين وعن عمر بن الخطاب أنّه قال لأصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قد علمتم ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في ليلة القدر: اطلبوها في العشر الأواخر وترا.

٨٠ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى الأصبغ بن نباتة عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليُّ أتدري ما معنى ليلة القدر؟ فقلت: لا يا رسول الله، فقال: إنّ الله تبارك وتعالى قدر فيها ما هو كائن إلى يوم القيامة، فكان فيما قدرعزوجل ولايتك وولاية الائمة من ولدك إلى يوم القيامة.

٨١ ـ وباسناده إلى المفضل بن عمر قال: ذكر أبو عبد اللهعليه‌السلام ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) قال: ما أبين فضلها على الشهور، قال قلت وأى شيء فضلها؟ قال نزلت ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام فيها، قلت في ليلة القدر التي ترتجيها في شهر رمضان؟ قال نعم هي ليلة القدر قدرت فيها السموات والأرض، وقدرت ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام فيها.

٦٣٠

٨٢ ـ في عيون الأخبار في باب مجلس الرضاعليه‌السلام مع سليمان المروزي قال سليمان للرضا: ألا تخبرني عن( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) في أي شيء نزلت؟ قال: يا سليمان ليلة القدر يقدر اللهعزوجل فيها ما يكون من السنة إلى السنة، من حياة أو موت أو خيرا أو شر أو رزق، فما قدره في تلك الليلة فهو من المحتوم، قال سليمان: الآن فهمت جعلت فداك.

٨٣ ـ وفي باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها من الرضاعليه‌السلام فان قيل: فلم جعل الصوم في شهر رمضان دون ساير الشهور؟ قيل: لان شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن [وفيه فرق بين الحق والباطل كما قال اللهعزوجل :( شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ ) ] وفيه نبئ محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفيها يفرق كل أمر حكيم، وهو رأس السنة يقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر أو مضرة أو منفعة أو رزق أو أجل ولذلك سميت ليلة القدر.

٨٤ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران انه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر، فلم ينزل القرآن إلّا في ليلة القدر، قال الله تعالى:( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمر حَكِيمٍ ) قال: يقدر في ليلة القدر كل شيء يكون في تلك السنة (الليلة خ ل) إلى مثلها من قابل، خير وشر وطاعة ومعصية ومولود وأجل ورزق، فما قدر في تلك السنة وقضى فهو المحتوم ولله تعالى فيه المشية، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. وستقف على تمامه ان شاء الله تعالى عند قولهعزوجل : «( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) .

٨٥ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهماعليهما‌السلام قال: وسأل عن ليلة القدر؟ فقال: تنزل فيها الملئكة والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون في أمر السنة وما

٦٣١

وما يصيب العباد، وامره عنده موقوف وفيه المشية، فيقدم ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ويمحو ويثبت وعنده أم الكتاب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا كان ليلة القدر نزلت الملئكة والروح والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون من قضاء الله تبارك وتعالى في تلك السنة، فاذا أراد الله ان يقدم شيئا أو يؤخره أو ينقص أمر الملك أن يمحو ما شاء، ثم اثبت الذي أراد قلت: وكل شيء هو عنده ومثبت في كتاب؟ قال: نعم قلت: فأى شيء يكون بعده؟ قال: سبحان الله ثم يحدث الله أيضا ما يشاء تبارك وتعالى.

٨٧ ـ أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله:( وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها ) قال: إنّ عند الله كتبا موقوفة يقدم منها ما يشاء ويؤخر، فاذا كان ليلة القدر أنزل الله فيها كل شيء يكون إلى مثلها، فذلك قولهعزوجل :( وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها ) إذا أنزله وكتبه كتاب السموات، وهو الذي لا يؤخره.

٨٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من نام في الليلة التي يفرق كل أمر حكيم لم يحج تلك السنة، وهي ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان. لان فيها يكتب وفد الحاج وفيها تكتب الأرزاق والآجال وما يكون من السنة إلى السنة قال: قلت: فمن لم يكتب في ليلة القدر لم يستطيع الحج؟ فقال: لا، فقلت: كيف يكون هذا؟ قال: لست في خصومتكم في شيء، هذا الأمر.

٨٩ ـ في أصول الكافي محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كان علي بن الحسينعليه‌السلام يقول:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) صدق اللهعزوجل أنزل القرآن في ليلة القدر( وَما

٦٣٢

أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا أدري قال اللهعزوجل ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) ليس فيها ليلة القدر.

٩٠ ـ في الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحق بن عمار عن المسمعي انه سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يوصى ولده إذا دخل شهر رمضان فاجهدوا أنفسكم فان فيه تقسم الأرزاق وتكتب الآجال، وفيه يكتب وفد الله الذين يفدون اليه. وفيه ليلة، العمل فيها خير من العمل في الف شهر.

٩١ ـ وباسناده إلى أبي الورد عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: خطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الناس في آخر جمعة من شعبان، فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من الف شهر، وهو شهر رمضان، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٢ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قالوا: قال له بعض أصحابنا ـ قال: ولا أعلمه إلّا سعيد السمان ـ كيف تكون( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) ؟ قال: العمل فيها خير من العمل في الف شهر ليس فيها ليلة القدر.

٩٣ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له:( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) أي شيء عنى بذلك؟ فقال: العمل الصالح فيها من الصلوة والزكاة وأنواع الخير خير من العمل في الف شهر ليس فيها ليلة القدر، ولو لا ما يضاعف الله تبارك وتعالى للمؤمنين ما بلغوا ولكن الله يضاعف لهم الحسنات. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) قال: رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كأن قرودا تصعد منبره فغمه ذلك، فأنزل الله سورة القدر( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) تملكه بنو أميّة ليس فيها ليلة القدر.

٦٣٣

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم فيما نقلنا عن الكافي وعن سند الصحيفة السجادية، وعن مجمع البيان، وعن كتاب الاحتجاج لبيان سبب النزول ما فيه بيان لقولهعزوجل :( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) فليراجع فهو مسطور سابقا على هذا الترتيب.

٩٥ ـ في أصول الكافي وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان عليٌّعليه‌السلام كثيرا ما يقول: اجتمع التيمي والعديّ: عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقرأ «انا أنزلناه» بتخشّع وبكاء، فيقولان: ما أشدّ دقتك لهذه السورة؟ فيقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لـما رأت عيني ووعى قلبي ولـما يرى قل هذا من بعدي، فيقولان: وما الذي رأيت؟ قال: فيكتب لهما في التراب( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) قال: ثم يقول هل بقي شيء بعد قولهعزوجل : «كل امر»؟ فيقولان: لا فيقول: هل تعلمان من المنزل إليه بذلك؟ فيقولان: أنت يا رسول الله، فيقول نعم فيقول هل تكون ليلة القدر من بعدي؟ فيقولان: نعم قال فيقول: فهل ينزل ذلك الأمر فيها؟ فيقولان نعم قال: فيقول: إلى من؟ فيقولان: لا ندري فيأخذ برأسي ويقول ان لم تدريا فادريا، هو هذا من بعدي، قال: فان كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من شدة ما يداخلهما من الرعب.

٩٦ ـ محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وذكر كلاما طويلا بين الياس والباقرعليهما‌السلام وفي أثنائه قال الياس للباقرعليه‌السلام : ما سألتك عن أمرك وبى منه جهالة غير انى أحببت ان يكون هذا الحديث قوة لأصحابك وسأخبرك بآية أنت تعرفها ان خاصموا بها فلجوا(١) قال: فقال له أبي إنْ شئت أخبرتك بها! قال: قد شئت قال: إنّ شيعتنا ان قالوا لأهل الخلاف لنا: ان اللهعزوجل يقول لرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) إلى آخرها فهل كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يعلم من العلم شيئا لا يعلمه في تلك الليلة أو

__________________

(١) أي ظفروا.

٦٣٤

يأتيه به جبرئيلعليه‌السلام في غيرها؟ فإنهم سيقولون: لا فقل لهم: فهل كان لـما علم بد من أن يظهر؟ فيقولون: لا، فقل لهم: فهل كان فيما أظهر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من علم الله عز ذكره اختلاف؟ فان قالوا: لا فقل لهم فمن حكم بحكم الله فيه اختلاف فهل خالف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فيقولون: نعم، فان قالوا: لا، فقد نقضوا أول كلامهم، فقل لهم: ما يعلم تأويله إلّا الله والراسخون في العلم، فان قالوا: من الراسخون في العلم؟ فقل: من لا يختلف في علمه فان قالوا: فمن هو ذاك؟ فقل: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صاحب ذلك، فهل بلغ أو لا؟ فان قالوا: قد بلغ فقل: فهل ماتصلى‌الله‌عليه‌وآله والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف؟ فان قالوا: لا فقل: ان خليفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مؤيد ولا يستخلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا من يحكم بحكمه، وإلّا من يكون مثله إلّا النبوة، وان كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده، فان قالوا لك: فان علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان من القرآن، فقل: «( حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ، إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ ) القدر» إلى قوله:( إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ) فان قالوا لك لا يرسل اللهعزوجل إلّا إلى نبي فقل: هذا الأمر الحكيم الذي يفرق فيه هو من الملئكة والروح التي تنزل من سماء إلى سماء أو من سماء إلى أرض، فان قالوا: من سماء إلى سماء فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية، فان قالوا: من سماء إلى أرض وأهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك، فقل: فهل لهم بد من سيد يتحاكمون اليه؟ فان قالوا: فان الخليفة هو حكمهم، فقل:( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ ) إلى قوله:( خالِدُونَ ) ولعمري ما في الأرض ولا في السماء وليٌّ لله عز ذكره إلّا وهو مؤيد، ومن أيد لم يخط. وما في الأرض عدو لله عزّ ذكره إلّا وهو مخذول ومن خذل لم يصب، كما أن الأمر لا بد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض، كذلك لا بد من وال، فان قالوا: لا نعرف هذا فقل: قولوا: ما أحببتم، أبى اللهعزوجل بعد محمّد أن يترك العباد ولا حجة عليهم.(١)

__________________

(١) لهذا الحديث وكذا الأحاديث الآتية المنقولة عن أصول الكافي شرح طويل عن المجلسي (ره) راجع ج ٧ من كتاب بحار الأنوار صفحة ٢٠١ ـ ٢٠٦ ط كمبانى.

٦٣٥

٩٧ ـ وباسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال اللهعزوجل : في ليلة القدر:( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمر حَكِيمٍ ) يقول: ينزل فيها كل أمر حكيم، والمحكم ليس بشيئين انما هو شيء واحد فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم اللهعزوجل . ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى انه مصيب قد حكم بحكم الطاغوت، انه لينزل في ليلة القدر إلى وليّ الأمر تفسير الأمور سنة سنة، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا، وفي أمر الناس بكذا وكذا، وانه ليحدث لوليّ الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله عز ذكره الخاص والمكنون العجيب المخزون، مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ؛ ثم قرأ: «( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .

٩٨ ـ وباسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان عليّ بن الحسين صلوات الله عليه يقول:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) صدق اللهعزوجل أنزل القرآن في ليلة القدر:( وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا أدرى قال اللهعزوجل :( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) ليس فيها ليلة القدر قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وهل تدري لم هي خير من الف شهر؟ قال لا قال: لأنها( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) وإذا اذن اللهعزوجل بشيء فقد رضيه إلى قوله ثم قال في بعض كتابه( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) في( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) وقال في بعض كتابه:( وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) يقول في الآية الاولى: ان محمدا حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر اللهعزوجل : مضت ليلة القدر مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فهذه فتنة أصابتهم خاصة وبها ارتدوا على أعقابهم، لأنهم ان قالوا: لم تذهب فلا بد ان يكون للهعزوجل فيها امر، وإذا أقروا بالأمر لم يكن له من صاحب بد.

٩٩ ـ وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة انا أنزلناه تفلحوا، فو الله انها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ وانها لسيدة دينكم، وانها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا «بحم والكتاب،( إِنَّا أَنْزَلْناهُ

٦٣٦

فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ) فانها لولاة الأمر خاصة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

١٠٠ ـ وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما خلق الله الدنيا، ولقد خلق فيها أول نبي يكون وأول وصيٍّ يكون، ولقد قضى ان يكون في كل سنة يهبط فيها بتفسير الأمور إلى مثلها من السنة المقبلة، من جحد ذلك فقد رد على اللهعزوجل علمه لأنه لا يقوم الأنبياء والرسل والمحدّثون إلّا ان تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة من الحجة التي يأتيهم بها جبرئيلعليه‌السلام قلت: والمحدثون أيضا يأتيهم جبرئيل أو غيره من الملئكةعليهم‌السلام ، قال: اما الأنبياء والرسل صلى الله عليهم فلا شك ولا بد لمن سواهم من أول يوم خلقت فيه الأرض إلى آخر فناء الدنيا ان تكون على وجه الأرض حجة ينزل ذلك في تلك الليلة إلى من أحب من عباده، وايم الله لقد نزل الروح والملائكة بالأمر في ليلة القدر على آدم، وايم الله ما مات آدم إلّا وله وصيٌّ وكل من بعد آدم من الأنبياء قد أتاه الأمر فيها، ووضع لوصيه من بعده، وايم الله ان كان النبي ليؤمر فيما يأتيه من الأمر في تلك الليلة من آدم إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ان أوص إلى فلان، ثم قال أبو جعفرعليه‌السلام : فضل ايمان المؤمن بحمله «انا أنزلناه» وبتفسيرها على من ليس مثله في الايمان بها، كفضل الإنسان على البهائم وان اللهعزوجل ليدفع بالمؤمنين بها على الجاحدين لها في الدنيا لكمال عذاب الاخرة لمن علم انه لا يتوب منهم ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين، ولا اعلم ان في هذا الزمان جهاد إلّا الحج والعمرة والجوار.

١٠١ ـ قال: وقال رجل لأبي جعفرعليه‌السلام : يا ابن رسول الله لا تغضب عليَّ قال: لماذا؟ قال: لـِما أريد ان أسئلك عنه، قال: قل، قال: ولا تغضب؟ قال: ولا اغضب قال: أرأيت قولك في ليلة القدر: وتنزل الملئكة والروح فيها إلى الأوصياء يأتونهم بأمر لم يكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد علمه، أو يأتونهم بأمر كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يعلمه وقد علمت ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مات وليس شيء من علمه إلّا وعليٌّعليه‌السلام له واع؟ قال أبو جعفرعليه‌السلام : ما لي ولك أيها الرجل ومن أدخلك عليَّ؟ قال: أدخلني عليك القضاء لطلب الدين قال: فافهم ما أقول لك ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما أسرى به لم يهبط حتى أعلمه الله

٦٣٧

جل ذكره ما قد كان وما سيكون، وكان كثير من علمه ذلك جملا يأتى تفسيرها في ليلة القدر، وكذلك كان عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قد علم جمل العلم وباقي تفسيره في ليالي القدر كما كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال السائل: أو ما كان في الجمل تفسير قال بلى ولكنه انما يأتى بالأمر من الله تعالى في ليالي القدر إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والى الأوصياء افعل كذا وكذا، لأمر قد كانوا علموه، أمروا كيف يعملون فيه؟ قلت: فسر لي هذا، قال: لم يمت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا حافظا لجملة العلم وتفسيره قلت: فالذي كان يأتيه في ليالي القدر علم ما هو؟ قال: الأمر واليسر فيما كان قد علم، قال السائل: فما يحدث لهم في ليالي القدر علم سوى ما علموا؟ قال: هذا مما قد أمروا بكتمانه، ولا يعلم تفسير ما سئلت عنه إلّا اللهعزوجل ، قال السائل: فهل يعلم الأوصياء ما لم يعلم الأنبياء؟ قال: لا وكيف يعلم وصيّ غير علم ما أوصى الله اليه؟ قال السائل: فهل يسعنا ان نقول ان أحدا من الوصاة يعلم ما لم يعلم الاخر؟ قال: لا لم يمت نبي إلّا وعلمه في جوف وصيه، وإنّما تنزل الملائكة والروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد، قال السائل: وما كان علموا ذلك الحكم؟ قال: بلى قد علموه ولكنهم لا يستطيعون إمضاء شيء منه حتى يؤمروا في ليالي القدر كيف يصنعون إلى السنة المقبلة، قال السائل: يا أبا جعفر لا أستطيع انكار هذا.

قال أبو جعفرعليه‌السلام : من أنكره فليس منا في شيء، قال السائل: يا أبا جعفر أرايت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله هل كان يأتيه في ليالي القدر شيء لم يكن علمه؟ قال: لا يحل لك ان تسأل عن هذا، اما علم ما كان وما سيكون فليس يموت نبي ولا وصيٌّ إلّا والوصيّ الذي بعده يعلمه اما هذا العلم الذي تسأل عنه، فان الله عزّ وعلا أبى أنْ يطلع الأوصياء عليه إلّا أنفسهم.

١٠٢ ـ وقال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : لـما ترون من بعثه اللهعزوجل : للشقاء على أهل الضلالة من أجناد الشياطين وأرواحهم أكثر مما ترون مع خليفة الله الذي بعثه للعدل والثواب من الملائكة، قيل: يا أبا جعفر وكيف يكون شيء أكثر من الملائكة قال كما شاء اللهعزوجل ، قال السائل: يا أبا جعفر انى لو حدّثت بعض الشيعة بهذا الحديث

٦٣٨

لأنكروه؟ قال: وكيف ينكروه قال: يقولون ان الملائكةعليهم‌السلام أكثر من الشياطين؟ قال صدقت افهم عنى ما أقول، انه ليس من يوم ولا ليلة إلّا وجميع الجن والشياطين يزورون أئمة الضلال وتزور امام الهدى عددهم من الملائكة حتى إذا أتت ليلة القدر، فهبط فيها من الملائكة إلى وليّ الأمر خلق الله ـ أو قال قبض الله ـعزوجل من الشياطين بعددهم ثم زاروا وليّ الضلالة فأتوه بالإفك والكذب حتى لعله يصبح، فيقول: رأيت كذا وكذا، فلو سأل وليّ الأمر عن ذلك لقال: رأيت شيطانا أخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيرا ويعلمه الضلالة التي هو عليها، وأيم الله ان من صدَّق بليلة القدر ليعلم انها لنا خاصة، لقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليٍّعليه‌السلام حين دنا موته: هذا وليكم من بعدي، فان أطعتموه رشدتم ولكن من لا يؤمن بما في ليلة القدر منكر. ومن آمن بليلة القدر ممن على غير رأينا فانه لا يسعه في الصدق إلّا أن يقول انها لنا، ومن لم يقل فانه كاذب، ان اللهعزوجل أعظم من أن ينزل الأمر مع الروح والملائكة إلى كافر فاسق، فان قال: انه ينزل إلى الخليفة الذي هو عليها فليس قولهم ذلك بشيء وان قالوا: انه ليس ينزل إلى أحد فلا يكون أن ينزل شيء إلى غير شيء، وان قالوا: سيقولون ليس هذا بشيء فقد ضلوا ضلالا بعيدا.

وفي الحديث كلام يسير حذفناه لعدم مسيس الحاجة اليه.

١٠٣ ـ محمد بن الحسن عن محمد بن أسلم عن علي بن أبي حمزة عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سمعته يقول: ما من ملك يهبطه الله في أمر ما يهبطه إلّا بدأ بالإمام فعرض ذلك عليه وان مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر.

١٠٤ ـ علي بن محمد عن عبد الله بن إسحق العلوي عن محمد بن زيد الرزامي عن محمد بن سليمان الديلمي عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا وفيه قلت: جعلت فداك الروح ليس هو جبرئيل؟ قال: الروح أعظم من جبرئيل، ان جبرئيلعليه‌السلام من الملائكة وان الروح هو خلق أعظم من الملائكةعليهم‌السلام ، أليس يقول الله تبارك وتعالى( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ )

٦٣٩

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم فيما نقلنا عن كتاب معاني الأخبار في بيان معنى ليلة القدر، ثم ما نقلناه عن عيون الاخبار، وعن الكافي، وعن تفسير علي بن إبراهيم، وعن كتاب علل الشرائع، ما فيه بيان لقولهعزوجل :( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) فليراجع وهو مسطور سابقا بهذا الترتيب.

١٠٥ ـ في بصائر الدرجات إبراهيم بن هاشم عن أبي عمير الهمداني عن يونس عن داود بن فرقد عن أبي المهاجر عن أبي الهذيل عن أبي جعفر قال: قال يا أبا هذيل انا لا نخفى علينا ليلة القدر، ان الملائكة يطوفون بنا فيها.

١٠٦ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن الحسن بن موسى عن سعيد بن يسار قال: كنت عند المعلى بن خنيس إذ جاء رسول أبي عبد اللهعليه‌السلام فقلت له: سله عن ليلة القدر. فلما رجع قلت: سألته؟ قال: نعم فأخبرني بما أردت وما لم أرد فقال: إنّ الله يقضى فيها مقادير تلك السنة ثم يقذف به إلى الأرض فقلت: إلى من؟ قال: إلى من ترى يا عاجز ـ أو يا ضعيف ـ.

١٠٧ ـ عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ نطفة الامام من الجنة، وإذا وقع من بطن امه إلى الأرض وقع وهو واضع يده على الأرض رافع رأسه إلى السماء، قلت جعلت فداك ولم ذاك؟ قال: لان مناديا يناديه من جو السماء من بطنان العرش من الأفق الأعلى: يا فلان بن فلان ثبت فانك صوتي من خلقي وعيبة علمي لك ولمن تولاك أوجبت رحمتي، ومنحت جناني وأحللت جواري، ثم وعزتي وجلالي لاصلين من عاداك أشد عذابي وان أوسعت عليهم في دنياي من سعة رزقي، قال: فاذا انقضى صوت المنادي أجابه هو:( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إله إلّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إله إلّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ، فاذا قالها أعطاه العلم الاول والعلم الاخر، واستحق زيادة الروح في ليلة القدر.

١٠٨ ـ الحسن بن أحمد بن محمد عن أبيه عن الحسن بن عباس بن جريش انه عرضه على أبي جعفرعليه‌السلام فأقر به. قال: وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان القلب الذي

٦٤٠

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749