تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين7%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 356663 / تحميل: 4846
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

قال: قوله تعالى:( في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) وبالإسناد عن جابر بن عبد الله الأنصاريرضي‌الله‌عنه قال: كنّا عند رسول الله ص فتذاكر أصحابه الجنّة فقال صلى الله عليه وآله:[إنّ أوّل أهل الجنّة دخولا ((الجنّة)) بعد الأنبياء عليّ بن أبي طالب عليه السّلام] وفي الحديث، أنّه صلى الله عليه وآله قال:[لله تعالى لواء من نور وعمود من ياقوت، مكتوب على ذلك النور ((لا إله إلّا الله محمّد رسول الله عليٌّ خير البريّة)) وصاحب اللواء وإمام القيامة - وضرب بيده عليّ بن أبي طالب كرّم الله تعالى وجهه. فَسّر بذلك عليّ وقال:الحمد لله الذي شرّفنا بك فقال صلى الله عليه وآله: أبشر يا عليُّ، فإنّه ما من عبد يحبّك وينتحل مودّتك، إلّا بعثه الله تعالى يوم القيامة معي في ( في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) ].

١٤١

سورة الرحمن

( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ َيخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) (١)

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٣٣ ط ٣ طبعة مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة، في الحديث ٩٢٧ قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد، أخبرنا محمد بن أحمد محمد الحافظ، أخبرنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، حدّثنا الحسين بن علي، حدّثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا محمد بن جبلة، عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن جويبر عن الضحّاك في قوله تعالى:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: عليٌّ وفاطمة( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) النبي صلى الله عليه وآله( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال الحسن والحسين.

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٣٤ ط ٣ في الحديث ٩٢٨ بروايته عن سلمان الفارسي،قال: أخبرناه أبو القاسم يوسف بن محمد البلخي - قدم علينا - وأبو عبد الرحمان محمد بن أحمد القاضي -بريوند -قالا: حدّثنا أبو الحسن محمد بن علي الحسني - إملاء - حدّثنا أحمد بن سعيد بن عبد الرحمان الرجل الصالح،حدّثنا محمد بن أحمد السبيعي، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، حدّثنا قيس بن الربيع، عن محمد بن رستم، عن زاذان: عن سلمان، في قوله تعالى:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: عليّ وفاطمة( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) قال: النبي صلى الله عليه وآله( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال الحسن والحسين عليهما السلام (وذكراه) لفظا واحدا.

روى الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ص ٣٣٥ ط٣ في الحديث ٩٢٩، بروايته عن ابن عباس، قال: حدّثنيه أبو عمرو المحتسب، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد المذكر، وأخبرنا أبو بكر علي بن عمر بن أحمد الزاهد - بقراءتي عليه - حدّثنا أبي، قال: حدثنا أبو أحمد إسحاق بن محمد المنصوري المعروف بابن التّمار، حدّثنا الحسين بن محمد بن مصعب، حدّثنا جعفر بن أديم النيلي، عن عاصم بن علي، عن أبيه، عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس، في قوله تعالى:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: عليٌّ وفاطمة( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) قال: حبٌّ دائم لا ينقطع ولا ينفد( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال الحسن والحسين.

____________________

١- سورة الرحمن: الآية ١٩، ٢٠، ٢١.

١٤٢

١- وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٣٦ ط ٣ في الحديث ٩٣٠ قال: حدّثنيه أبو عمرو (محمد بن عبد الله) الرزجاهي، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي في مسند علي، قال: أخبرني علي بن العباس المقانعى حدّثنا جعفر بن أديم النيلي، حدّثنا عاصم بن علي، قال: حدّثني أبي، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس، في قوله تعالى:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: عليٌّ وفاطمة( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) قال: حبٌّ لاينقطع ولا ينفذ أبداً( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال: الحسن والحسين.

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٣٦ ط٣ في الحديث ٩٣١ قال:

أخبرناه أبو سعد السعدي في فوائده، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن السري الهمداني ببغداد، حدّثنا محمد بن هبة الله بن المهتدي بالله، حدَّثنا أبو منصور نصر بن عبد الرحمان المصيصي، حدَّثنا عبدالله بن عبد الرحمان البصري، حدَّثنا عمرو بن مرزوق، حدَّثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي عبد الرحمان السلمي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:[إذا فقدتم الشمس فأتوا القمر، وإذا فقدتم القمر فأتوا الزهرة، فإذا فقدتم الزهرة فأتوا الفرقدين. قيل: يارسول الله ما الشمس؟ قالأنا ، قيل: ما القمر قالعليٌّ ، قيل: ما الزهرة؟ قال:فاطمة ، قيل: ما الفرقدان؟ قال:الحسن والحسين عليهم‌السلام ] .

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٣٨ ط ٢، في الحديث ٩٣٢ قال: حدّثونا عن أبي بكر السبيعي، قال: كتب إلينا أحمد بن حمّاد بن سفيان القاضي إجازة، قال: حدثني زيدان. حدثنا عبد الله بن عبد الرحمان، عن الفريابي، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: عن ابن عباس في قوله تعالى:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: عليٌّ وفاطمة( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) ودٌّ لا يتباغضان( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال: الحسن والحسين.

والّذي(ورد) عن أبي مالك عن ابن عبّاس (مثل ما)و(رد)في الباب عن أبي ذرّ وجعفر الصّادق وعليّ الرضا.

روى أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري في تفسيره الكشف والبيان: ج ٤ / الورق ٢٨٩/ب عند تفسيره للآيات الكريمة، قال: وأخبرني الحسين بن محمد بن الحسين الدينوري، حدّثنا موسى بن محمد بن علي بن عبدالله قال: قرأ أبي على أبي محمد الحسين بن علوية القطان من كتابه وأنا أسمع، حدّثنا بعض أصحابنا قال: حدّثني رجل من أهل مصر يقال له: (هلسم) حدّثنا أبو حذيفة عن أبيه عن سفيان الثوري في قول الله سبحانه:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ) قال: فاطمة وعليّ عليهما السلام( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَان ) قال: الحسن والحسين.

١٤٣

ثمّ قال الثعلبي: وروي هذا القول عن سعيد بن جبير وقال:( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ ) محمّد صلى الله عليه وآله.

روى الحافظ علي بن محمد الجلابي - المعروف بابن المغازلي في مناقب عليّ: ص ٣٣٩ في الحديث ٣٩٠ قال: أخبرنا أبوغالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي إذناً، أخبرنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي، حدّثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، حدّثنا محمد بن هارون الهاشمي، حدثنا جَدّي، حدثنا يحيى الحمّاني، حدّثنا قيس بن الربيع الأسدي عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري، في قوله عزّ وجل:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: عليٌّ وفاطمة( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) قال:محمّد صلى الله عليه وآله( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال الحسن والحسين عليهما السلام.

وفي تفسير القمّي في قوله تعالى( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ) (١) قال مَنْ على وجه الأرض( وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَ‌بِّكَ ) (٢) قال دين ربّك، وقال عليّ بن الحسينعليه‌السلام [نحن الوجه الذي يؤتى الله منه].

وفي مناقب ابن شهر آشوب قوله:( وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ) قال الصادق عليه السّلام:[نحن وجه الله] أقول: وفي معنى هاتين الروايتين، فقد تقدّم ما يوجه به تفسير الوجه بالدين وبالإمام.

روى جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر كمال الدين السيوطي الشافعي في تفسيره الدرّ المنثور: ج ٧ ص ٦٩٧ ط دار الفكر، قال: وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك في قوله( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: عليٌّ وفاطمة عليهما السلام( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال: الحسن والحسين.

____________________

١- سورة الرحمن: الآية ٢٦

٢- سورة الرحمن: الآية ٢٧

١٤٤

روى الموفق بن أحمد أبو المؤيّد أخطب الخطباء الخوارزمي الحنفي في مقتل الحسين: ج١ ص ١١٣ في الفصل السادس،قال: وأخبرني سيد الحفّاظ أبو منصور شهر دار بن شيرويه الديلمي فيما كتب إليّ من همدان، حدثنا الرئيس أبو الفتح ابن عبد الله الهمداني كتابة حدّثنا الإمام عبد الله بن عبدان حدّثنا أبو عبد الله نافع بن علي، حدّثنا علي بن إبراهيم القطّان، حدّثنا أحمد بن حمّاد الكوفي، حدّثنا محمد بن زيدان الهاشمي، حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمان الموصلي حدّثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان بن سعيد الثوري عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: عن ابن عباس في قوله تعالى:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: علي وفاطمة( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) قال: ودٌّ لا يتباغضان( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال: الحسن والحسين.

روى أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤيّد الحموية،(الحموئي) في (فرائد السمطين) في الحديث ٣٦٧ في الباب الثالث من السمط الثاني، قال:

أخبرني أحمد بن إبراهيم الفاروقي، أنبأنا أبو طالب بن عبد السميع الهاشمي أنبأنا شاذان بن جبرئيل أنبأنا محمد بن عبد العزيز أنبأني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي النطنزي، قال: أنبأنا أبو الفتح (الفتوح "ن.خ") المحسن بن أبي طاهر حامد بن أبي الصباح الماه آبادي، حدّثنا الحافظ أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن سليم حدّثنا أبو الحسن علي بن جعفر الإمام حدّثنا عمر بن علي بن إبراهيم بن عيسى بن جرير بن موسى البغدادي أخبرنا القاضي يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم،قال: أخبرنا عمرو بن مرزوق، عن شعبة بن الحجّاج عن الأعمش عن أبي عبد الرحمان السلمي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:[أُطلبوا الشمس، فإذا غابت فاطلبوا القمر فإذا غاب فاطلبوا الزهرة، فإذا غابت فاطلبوا الفرقدين قلنا يارسول الله ومن الشمس؟ قالأنا ، قلنا: ومن القمر قالعليٌّ ، قلنا ومن الزهرة؟ قالفاطمة ، قلنا: ومن الفرقدان؟ قال:الحسن والحسين عليهم‌السلام ].

أورد المولى حيدر علي بن محمد الشيرواني في كتابه، ماروته العامّة في مناقب أهل البيتعليهم‌السلام : ص ٩٨ مطبعة المنشورات الإسلاميّة في الآيات النازلة في فضل الإمام عليّعليه‌السلام والآية السابعة والعشرون قال: قال الثعلبي سندا عن سفيان الثوري في قول الله عزّ وجل:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) قال: علي وفاطمة( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال: الحسن والحسين عليهما السلام.

وروى هذا القول أيضا عن سعيد بن جبير وقال( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ ) محمّد صلى الله عليه وآله.

ورواه السيوطي عن ابن عباس عنه صلى الله عليه وآله، وعن أنس بن مالك وقال أخرجها ابن مردويه.

١٤٥

روى السيد مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي في كتابه، نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار: ص ١١٥ قال: عن أنس بن مالك، في قوله تعالى:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) قال: عليٌّ وفاطمة( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال: الحسن والحسين.

روى الحافظ أحمد بن عبدالله بن أحمد بن إسحاق، المعروف بأبي نعيم الأصبهاني فيمانزل من القرآن في عليٍّعليه‌السلام : ص ٢٣٦ في الحديث ٦٤ ط ١ قال: أخبرني أبو إسحاق ابن حمزة إجازة قال حدّثنا القاسم خلف قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن يزيد، قال حدّثنا حسين الأشقر قال: حدّثنا الحكم بن ظهير، عن السدي عن أبي مالك: عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه ، في قوله عزَّ وجل:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: عليٌّ وفاطمة( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) قال النبي صلى الله عليه وآله:( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال: الحسن والحسين عليهما السلام.

روى رشيد الدين ابن شهر آشوب في كتاب مناقب آل أبي طالب: ج ٣ ص ٣١٩ قال: أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس: أنَّ فاطمة (عليها السلام) بكت للجوع والعرى، فقال النبي صلى الله عليه وآله: إقنعي يا فاطمة بزوجك فو الله إنّه سيّد في الدنيا سيّد في الآخرة وأصلح بينهما، فأنزل الله( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) يقول: أنا الله أرسلت البحرين: عليّ بن أبي طالب بحر العلم، وفاطمة بحر النبوّة،( يَلْتَقِيَانِ ) يتصلان، أنا الله أوقعت الوصلة بينهما. ثمّ قال:( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ ) مانع رسول الله يمنع علي بن أبى طالب أن يحزن لأجل الدنيا، ويمنع فاطمة أن تخاصم بعلها لأجل الدنيا( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَ‌بِّكُمَا ) يا معشر الجن والانس( تُكَذِّبَانِ ) بولاية أمير المؤمنين وحبّ فاطمة الزهراء فـ( اللُّؤْلُؤُ ) الحسن( وَالْمَرْ‌جَانُ ) الحسين.

(وروى) القاضي النطنزي عن سفيان بن عيينة عن (الامام) جعفر الصادقعليه‌السلام في قوله (تعالى)( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال:[عليٌّ وفاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه وفي رواية( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ ) رسول الله ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) الحسن والحسين عليهما السلام].

روى العلّامة السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٢٧ ص ١٠٣ ط إسماعيليان، قال:

و في الدرّ المنثور، أخرج ابن مردويه عن ابن عباس: في قوله:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال: عليٌّ و فاطمة( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ) قال: النبي (صلى الله عليه (وآله) وسلم)( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال: الحسن و الحسين.

أقول: و رواه أيضا عن ابن مردويه عن أنس بن مالك مثله، و رواه في مجمع البيان، عن سلمان الفارسي و سعيد بن جبير و سفيان الثوري.

١٤٦

أورد الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ج ٩ -١٠ ص ٢٠١ ط دار إحياء التراث العربي - بيروت، قال بعد إيراده للأقوال، وحسب الروايات: و قد روي عن سلمان الفارسي و سعيد بن جبير و سفيان الثوري أنَّ البحرين عليٌّ و فاطمة (عليهما السلام) بينهما برزخ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان الحسن و الحسين (عليهما السلام) و لا غرو أن يكونا بحرين لسعة فضلهما و كثرة خيرهما فإنّ البحر إنّما يسمى بحراً لسعته. ومصادر أخرى أوردت نزول الآية في أهل البيت.

١- العلّامة الشيخ عبد الله بن طلحة الشافعي في مناقبه: ص ٢١٢.

٢- الميبذي اليزدي كمال الدين حسين بن معين الدين في كتابه: شرح ديوان أمير المؤمنين.

٣- العلّامة الأمرتسري في كتابه أرجح المطالب: ص ٧٠ و ٣٠٩ طبعة لاهور.

٤- شهاب الدين محمود الآلوسي في تفسيره، روح المعاني: ج ٢٧ ص ٩٣ طبعة مصر.

٥- البَدخشي ميرزا محمد بن معتمد خان كتابه، مفاتيح النجا في آل العبا: ص ١٣.

٦- الشيخ سليمان بن الشيخ إبراهيم الحسيني القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع المودّة: ص ١١٨ وص ٤٠٨ طبعة إسلامبول.

١٤٧

سورة الواقعة

( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) . الواقعة ١٠ - ١١

١- روى الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٤١ ط ٣ طبعة مجمع إحياء الثقافة الاسلاميّة، في الحديث ٩٣٣ قال: أخبرنا (أحمد بن محمد) أبو بكر التميمي، أخبرنا (عبد الله بن محمد بن محمد) أبو بكر القبّاب، أخبرنا أبو بكر الشيباني، حدّثنا محمد بن عبد الرحيم، حدّثنا ابن عائشة. وحدّثني الحاكم أبو عبد الله الحافظ من خطّ يده، حدّثنا أحمد بن حمدويه البيهقي حدّثنا (محمد بن عبد الرحيم) أبو يحيى، حدّثنا عبيد الله بن محمد بن حفص القرشي، حدّثنا الحسين بن الحسن الفزاري الأشقر، عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد عن ابن عباس، قال: السبّاق ثلاثة: سبق يوشع بن نون إلى موسى، وسبق صاحب ياسين إلى عيسى، وسبق عليّ إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ).

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٤٣ ط٣، في الحديث ٩٣٤، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد الصوفي، حدّثنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ، حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن فهد، حدّثنا عبد الله بن محمد التستري، حدّثنا سفيان بن عيينة. عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : السُّبّاق أربعة: سبق يوشع إلى موسى، وسبق صاحب ياسين إلى عيسى، وسبق عليّ إلى محمّد، وسبق إبراهيم؟ ولم يسمَّ الآخر(١) .

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٤٥ في الحديث ٩٣٦ قال: أخبرناه أبو عبد الرحمان أحمد بن عبد الله بن إبراهيم الصوفي، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي البخاري، حدثنا محمد بن علي الحسني، حدثنا عبد الله بن عبيد السكري، حدّثنا (أبو الحسن) محمد بن علي (بن الحسن) الشقيقي، حدّثنا أبو نعيم عن مقاتل بن سليمان، عن الضحّاك عن ابن عباس قال:

____________________

١- قال المحقق بهامش النسخة الثالثة: لعلّه إلى نوح، قال الله تعالى( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَ‌اهِيمَ ) والله أعلم.

١٤٨

سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قول الله:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) قال:[حدّثني جبرئيل بتفسيرها قال: ذاك عليٌّ وشيعته إلى الجنّة].

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٤٦ في الحديث ٩٣٧ قال: أخبرنا أبو سعد ابن علي، أخبرنا أبو الحسين الكهيلي، حدثنا أبو جعفر الحضرمي، حدّثنا إسماعيل بن موسى، حدّثنا الحكم بن ظهير: عن السدّي، في قوله تعالى:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) ، قال: نزلت في عليٍّ.

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٤٦ - في الحديث ٩٣٨ قال: حدّثونا عن أبي بكر السبيعي، حدّثنا وصيف الأنطاكي، حدّثنا الفضل بن يوسف القصباني، حدّثنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير العامري، حدّثنا أبي، عن السدي، عن أبي مالك الغفاري: عن ابن عباس، في قول الله تعالى:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) قال: سابق هذه الأمّة عليُّ بن أبي طالب.

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٤٧ في الحديث ٩٣٩ قال وفي (التفسير) العتيق: حدّثنا إسحاق بن الحسن بن زيد، عن محمد بن إسحاق الهاشمي عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن ابن عباس: في قوله تعالى:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (١) قال: نزلت في عليٍّ "عليه‌السلام ".

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٤٧ في الحديث ٩٤٠ قال: وحدثنا إبراهيم بن محمد الكوفي، عن عبد الله بن واقد أبي قتادة الحّراني عن أيوب بن نهيك، عن عطاء بن أبي رباح: عن عبد الله بن عباس، (في قوله تعالى):( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) قال: (سبق) يوشع بن نون إلى موسى، و (سبق) شمعون بن يوحنّا إلى عيسى، و (سبق) عليّ بن أبي طالب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

____________________

١- سورة الواقعة: الآيتان ١٠ - ١١.

١٤٩

٢- روى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نُعيم في كتاب فضائل الصحابة: الورق ١٥/ب في فضائل عليّعليه‌السلام ، قال حدّثنا محمد بن عبد الرحيم حدّثنا ابن عائشة (أبو عبد الرحمان عبيد الله بن محمد بن حفص القرشي البصري)، حدّثنا حسين بن حسن الأشقر، عن ابن عيينة،عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه قال: السُّباق ثلاثة: سبق يوشع إلى موسىعليه‌السلام وصاحب ياسين إلى عيسىعليه‌السلام وعليّ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

٣- روى محمد بن محمد العكبري في أماليه: ص ٢٩٨ في الحديث ٢٧ من المجلس ٣٥ قال: أخبرني أبو نصر محمد بن الحسين المنقري قال: حدثنا عمر بن محمد الورّاق قال: أخبرنا علي بن العباس البجلي، قال: حدّثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا محمد بن تسنيم الوراق قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدثنا مقاتل بن سليمان و عن الضحاك بن مزاحم: عن ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قول الله عزّ وجل:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴿١٠﴾ أُولَـٰئِكَ الْمُقَرَّ‌بُونَ ﴿١١﴾ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) فقال:[قال لي جبرئيل: ذاك عليٌّ وشيعته هم السابقون إلى الجنّة المقرّبون إلى الله تعالى بكرامته لهم].

٤- روى الحافظ أبو الحسن علي بن محمد الجلابي المعروف بابن المغازلي الشافعي في كتابه مناقب عليّعليه‌السلام : ص ٣٢٠ ط٣، في الحديث ٣٦٥ قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن منصور، قال: حدّثنا أحمد بن الحسين، قال: حدّثنا زكريا قال: حدثنا أبو صالح ابن الضحّاك، قال، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه في قوله تعالى:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) قال: سبق يوشع بن نون إلى موسى وسبق صاحب ياسين إلى عيسى وسبق عليّ إلى محمّد.

٥- روى الحافظ سليمان بن أحمد بن أبي أيّوب اللخمي الطبراني في كتابه المعجم الكبير: ج ٣ / الورق ١١٢. وفي ط٢ ج ١١ ص ٧٧ قال: حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدّثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني، حدّثنا حسين الأشقر، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. عن ابن عباس قال: السبق ثلاثة، فالسابق إلى موسى يوشع بن نون والسابق إلى عيسى صاحب ياسين والسابق إلى محمّد " صلّى الله عليه "عليُّ بن أبي طالب.

٦- روى الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني في كتابه مناقب عليّ، بسنده عن ابن عباس، قال: يوشع بن نون سبق إلى موسى بن عمرانعليه‌السلام ، ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى بن مريم، وعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله.

١٥٠

٧- وأورد الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير الشافعي - الدمشقي في تفسيره: ج ٤ ص ٢٨٣ قال: وفي طبعة أخرى، ج ٤ - ص ٣٠٤ قال: عن محمد بن هارون الفلاس، عن عبد الله بن إسماعيل المدائني البزاز عن سفيان بن الضّحاك المدائني، عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: عن ابن عباس (في قوله تعالى):( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) قال: يوشع بن نون سبق إلى موسى، ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى وعليّ بن أبي طالب سبق إلى محمّد رسول الله صلى الله علي وسلم.

٨- روى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ج ٢٧ص ٢١٥ ط دار إحياء التراث العربي - بيروت و ج ٥ ص ٢٧٣ ط مؤسسة التاريخ العربي - بيروت. قال: وعن أبي جعفر عليه السلام قال: السابقون أربعة، ابن آدم المقتول، وسابق في أمّة موسىعليه‌السلام وهو مؤمن آل فرعون، وسابق في أمّة عيسىعليه‌السلام وهو حبيب النجّار، والسابق في أمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم عليّ بن أبي طالب.

٩- وروى الشيخ عبد الحسين الأميني عليه الرحمة في كتابه الغدير: ج ١ ص ٢٠٦ قال: وجاء في مناشدة أمير المؤمنين الإمام عليّ (ع) أيام عثمان بن عفّان، فروى شيخ الاسلام أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الدين ابن الحمويه بإسناده في فرائد السمطين، في السمط الأوّل في الباب الثامن والخمسين عن التابعي سليم بن قيس الهلالي قال: رأيت عليّاً صلوات الله عليه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خلافة عثمان بن عفّان.... وجماعة يتحدّثون ويتذاكرون العلم والفقه فذكروا قريشاً وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل منهم عليّ بن أبي طالب وسعد بن أبي وقّاص وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة والزبير، والمقداد وهاشم بن عتبة وابن عمر والحسن والحسين، وابن عباس ومحمد بن أبي بكر وعبد الله بن جعفر.... الخ. فناشدهم عليٌّ، ومن بين مناشدته قال: فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت والسابقون الاوّلون من المهاجرين والأنصار والسابقون السابقون أولئك المقرّبون؟ سئل عنها رسول الله فقال:[أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصياهم، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله، وعليّ بن أبي طالب وصييي أفضل الأوصياء] ثمّ قالوا: أللّهم نعم. أورد الشوكاني محمد ين علي الشوكاني اليماني في تفسيره فتح القدير: ج ٥ ص ١٥١ قال: أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه في قوله:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) ، قال: يوشع بن نون سبق إلى موسى، ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى وعليّ بن أبي طالب سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وأخرج ابن مردويه أيضا في الآية قال:رضي‌الله‌عنه : نزلت في خرقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجّار الذي (جاء ذكره) في سورة يس وعليّ بن أبي طالب وكل رجل منهم سابق أمّته وعليٌّ أفضلهم سبقاً.

١٥١

١٠ - روى رشيد الدين محمد بن علي بن شهر أشوب المازندراني في كتابه مناقب آل أبي طالب: ج ٢ ص ٥ ط قم، في عنوان:(المسابقة بالإسلام) - قال: وأمّا الروايات في أنّ عليّاً أوّل الناس إسلاماً فقد صنف فيه كتب (وورد فيه أحاديث كثيرة جدّاً) منها ما رواه السدّي عن أبي مالك عن ابن عباس في قوله:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) ، فقال: سابق هذه الأمّة عليّ بن أبي طالب (وعن) مالك بن أنس عن أبي صالح عن ابن عبّاس (قال): إنّها نزلت في أمير المؤمنين (عليّ) سبق والله كلّ أهل الإيمان.

١١- روى جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر كمال الدين السيوطي الشافعي في تفسيره الدرّ المنثور: ج ٥ ص ٢٦ و ج ٦ ص ١٥٤ قال وبإسناده عن ابن عباس في قوله:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) قال: يوشع بن نون سبق إلى موسى، ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى، وعليّ بن أبي طالب سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

١٢- وأورد المولى حيدر علي بن محمد الشرواني في كتابه ماروته العامّة من مناقب أهل البيتعليهم‌السلام : ص ١٠١ ط مطبعة المنشورات الاسلاميّة قال: وروى السيوطي في تفسيره، قال: أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) قال: نزلت في حزقيل آل فرعون، وحبيب النجّار وعليّ بن أبي طالب وكلّ رجل منهم سابق أمّته وعليٌّ أفضلهم سبقاً.

١٣- روى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نُعيم في كتابه ما نزل من القرآن في عليّعليه‌السلام : ص ٢٤٠ ط١ منشورات وزارة الارشاد الإسلامي في الحديث رقم ٦٥ قال حدثنا مسلم بن أحمد بن مسلم الدهّان، قال: حدّثنا (إبراهيم بن الحكم بن) ظهير (العامري) قال: حدثني أبي عن السّدي عن أبي مالك (الغفاري): عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه في قوله تعالى:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) إلى آخر القصّة قال: سابق هذه الأمّة عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

١٤- نقل عن العلّامة الحلّي في كتاب دلائل الصدق للشخ محمد حسن المظفر الجزء الثاني منه: ص ١٥٦ قال: قوله تعالى:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) الواقعة آية ١٠.روى الجمهور عن ابن عباس قال: سابق هذه الأمّة عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

١٥- روى التابعي الكبير سُلَيم بن قيس الهلالي في كتابه؟، كتاب سليم بن قيس الهلالي: ص ١٩١ ط٢ مطبعة نكارش - مناشدة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في خلافة عثمان في المسجد النبوي في المدينة المنوّرة وممّا قال الإمام عليّعليه‌السلام في مناشدته: وفي المسجد أكثر من مائتي رجل.

[أنشدكم الله أتعلمون أنّ الله عزّ وجل فضّل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية، وإنّي لم يسبقني إلى الله عزّ وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وآلهواحد من هذه الأمّة؟ قالوا: أللّهم نعم.

١٥٢

قال:فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِ‌ينَ وَالْأَنصَارِ‌ ) (١) ، ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) ، سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم فانا أفضل أنبياء الله ورسله وعليّ بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء] قالوا: أللّهم نعم.

وروى سليم بن قيس، مناشدات أمير المؤمنينعليه‌السلام للمسلمين في صفّين، في كتابه ص٢٩٥ قال: ثمّ صعدعليه‌السلام المنبر في عسكره وجمع الناس ومن بحضرته من النواحي والمهاجرين والأنصار، ثمّ حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:

____________________

١- سورة التوبة: الآية ١٠٠.

١٥٣

[يا معاشر الناس إنّ مناقبي أكثر من أن تحصى أو تعد، ما أنزل الله في كتابه من ذلك وما قال فيَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أكتفي بها عن جميع مناقبي وفضلي. أتعلمون أنّ الله فضّل في كتابه الناطق السابق إلى الاسلام - في غير آية من كتابه - على المسبوق وأنّه لم يسبقني إلى الله ورسوله أحد من الأمّة؟ قالوا: أللّهم نعم، قال:أنشدكم الله، سئل رسول الله صلى الله عليه وآلهعن قوله ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنزلها الله في الأنبياء وأوصيائهم وأنا أفضل أنبياء الله وأخي ووصيي عليّ بن أبي طالب أفضل الأوصياء؟، فقام نحو من سبعين بدريّاً جلّهم من الأنصار وبقيّتهم من المهاجرين منهم أبو الهيثم بن التيهان وخالد بن زيد أبو أيّوب الأنصاري ومن المهاجرين عمّار بن ياسر وغيره، فقالوا: نشهد أنّا قد سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ذلك] .

١٦- روى محمد بن العباس بن الماهيار في تفسيره، عند تفسير الآيتين ١٠ - ١١ من سورة الواقعة، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد بإسناده عن رجاله عن سليم بن قيس عن الحسن بن عليّ عن أبيه عليهما السلام في قوله عزّ وجل:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) قال:[(إنّي أسبق السابقين إلى الله وإلى رسوله وأقرب المقرّبين إلى الله وإلى رسوله)].

١٧- أورد الشيخ الأمينيرضي‌الله‌عنه في كتابه الغدير: ج ٢ ص ٣٥٤ الطبعة الأولى المميزة - مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - شعراً للعبدي ومنه البيت التالي:

الصّادقون النّاطقون

السّابقون إلى الرغائبْ

قال الشيخ الأميني، قوله: السابقون إلى الرغائب إشارةٌ إلى قوله تعالى:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) وبأنّها نزلت في عليّعليه‌السلام .

أخرج ابن مروديه عن ابن عبّاس: انَّها نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجّار الذي ذُكر في يس وعليُّ بن أبي طالب وكلّ رجلٍ منهم سابق أُمَّته وعليٌّ أفضلهم.

وفي لفظ ابن أبي حاتم يوشع بن نون بدل حزقيل، وأخرج الديلمي عن عائشة، والطبراني وابن الضحّاك والثعلبي وابن مروديه وابن المغازلي عن ابن عبّاس: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قال:[السَّبق . وفي لفظ:السُبّاق ثلاثة: السابق إلى موسى يوشع بن نون. وصاحب ياسين إلى عيسى. والسابق إلى محمَّد عليُّ بن أبي طالب. وزاد الثعالبي في لفظه: فهم الصدّيقون وعليٌّ أفضلهم..].

ورواه محبُّ الدين الطبري في رياضه: ج ١ ص ١٥٧، والهيثمي في المجمع: ج ٩ ص ١٠٢، والكنجي في الكفاية: ص ٤٦ بلفظ: سُبَّاقُ الأُمم ثلاثةٌ لم يشركوا بالله طرفة عين: عليّ بن أبي طالب وصاحب ياسين ومؤمن آل فرعون. فهم الصدِّيقون وعليٌّ أفضلهم. ثمّ قال: هذا سندٌ اعتمد عليه الدار قطني واحتجَّ به.

١٥٤

ورواه باللفظ الأوَّل الحافظ السيوطي في الدرِّ المنثور: ج ٦ ص ١٥٤ وابن حجر في الصواعق: ص ٧٤ وسبط ابن الجوزي في التذكرة: ص ١١، قوله:

فَولاهُم فرضٌ من الرَّ

حمان في القرآن واجبْ

١٨- روى السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره الميزان: ج ٢٧ ص ١١٨ ط٥ مطبعة إسماعيليان، قال:وفي الدرِّ المنثور أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عليّ بن أبي طالب قال: الهباء المنبثّ رهج الذرّات والهباء المنثور غبار الشمس الّذي تراه في شعاع الكوّة.

وفيه أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) ، قال: نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجّار الّذي ذكر في يس وعليُّ بن أبي طالب كلُّ رجل منهم سابق أُمّته وعليٌّ أفضلهم سبقاً.

وفي المجمع عن أبي جعفرعليه‌السلام قال:[السابقون أربعة: ابن آدم المقتول وسابق أُمّة موسى وهو مؤمن آل فرعون، وسابق أُمّة عيسى وهو حبيب والسّابق في أمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلموهو عليُّ بن أبي طالب].

أقول: وروي هذا المعنى في روضة الواعظين عن الصادقعليه‌السلام . وفي أمالي الشيخ بإسناده إلى ابن عبّاس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قول الله عزّ وجل:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) فقال:[قال لي جبرئيل:ذلك عليٌّ وشيعته، هم السابقون إلى الجنّة المقرّبون من الله بكرامته لهم].

وفي كمال الدين بإسناده إلى خيثمة الجعفي عن أبي جعفرعليه‌السلام في حديث: ونحن السابقون السابقون ونحن الآخرون. وفي العيون في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار المجموعة بإسناده عن عليّعليه‌السلام قال:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) فيَّ نزلت.

١٩- أخرج الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، في مناقبه: ص ١٨٧، بروايته عن ابن عباس، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله تعالى( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) الآية، فقال صلى الله عليه وآله:[قال لي جبرئيل ذلك عليٌّ وشيعته السابقون إلى الجنّة المقرّبون من الله بكرامته لهم].

٢٠ - روى العلّامة الذهبي الشافعي صاحب كتاب ميزان الاعتدال في كتابه تاريخ الاسلام: ج ٢ ص ١٩٣ بإسناده عن عبد الله بن عباس، قال: وثبت عن ابن عباس أنّه قال: أوّل من أسلم عليٌّ.

٢١- وروى الموفق بن أحمد أبو المؤيد أخطب الخطباء الخوارزمي في كتابه مناقب عليّ بن أبي طالب: ص ٣٢ وص ١٩٥ قال: قوله تعالى:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) قيل هم الذين صلّوا إلى القبلتين، وقيل السابقون إلى الطاعة وقبل إلى الهجرة، وقيل إلى الاسلام وإجابة الرسول صلى الله عليه وآله وكل ذلك موجود في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب.

١٥٥

٢٢- روى محمد بن جرير الطبري في تاريخه: ج ٣ ص ى ٣١٢ بإسناده عن محمد بن المنكدر وربيعة بن أبي عبد الرحمان وأبي حازم المدني والكلبي، قالوا: (عليٌّ أوّل من أسلم).

٢٣ - روى العلّامة الكشفي المير محمد صالح الترمذي الحنفي في مناقبه، الباب الأوّل قال: عن ابن عباس أنّه قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم عن هذه الأمّة من هم؟ فقال (صلى الله عليه (وآله) وسلم):[هم عليٌّ وشيعته فانّهم السابقون المقرّبون إلى الله وهم في جنّات النعيم].

٢٤- أخرج السيد شرف الدين الموسوي في كتابه المراجعات: ص ٤٥ المراجعة ١٢ قال: أخرج الديلمي كما في الحديث التاسع والعشرين من الفصل الثاني من الباب التاسع من الصواعق لابن حجر عن عائشة والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:[السبق ثلاثة: فالسابق إلى موسى يوشع بن نون والسابق إلى عيسى صاحب ياسين والسابق إلى محمّد عليّ بن أبي طالب]. وأخرجه الموفق بن أحمد والفقيه ابن المغازلي بالإسناد إلى ابن عباس.

٢٥- روى سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص: ص ٢١ الباب الثاني، قال: روى سعيد بن جبير عن ابن عباس (قال) أوّل من صلّى مع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلّم عليٌّ، وفيه نزلت هذه الآية.

قال القاضي أبو حنيفة النعمان بن أحمد التميمي المغربي القاهري في كتابه شرح الأخبار: ص ٢٥٣ مطبعة مؤسسة النشر الإسلامي: وكان عليٌّعليه‌السلام أوّل من آمن بالله عزّ وجل وتولّى رسول الله صلى الله عليه وآله، وأوّل من صلّى معه وتزكّى وصام وأوّل من جاهد في سبيل الله وبذل مهجته دون رسول الله صلى الله عليه وآله ولما حَجَّ رسول الله أشركه في هديه فكان بذلك أفضل من حجَّ معه فجمع الله عزّ وجل له السبق إلى كلّ فضيلة، إبانة له بالفضل عمّن سواه، وأنّه أقرب الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله تبارك اسمه في كتابه تبارك اسمه:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) فكان عليٌّعليه‌السلام أسبق الخلق إلى كل فضيلة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ولما يؤثر من سبقه إلى الجهاد وعنائه فيه وأنّه أوفر الأمّة حظّاً منه بما أبان الله عزّ وجل به فضله على سائر الأمّة لقوله عزّ وجل:( لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ) (١) .

____________________

١- سورة النساء: الآية ٩٥.

١٥٦

( ثُلَّةٌ مِّنَ الأوّلين وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ) الواقعة ١٣ - ١٤

وروى الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٤٨ ط٣ ط مجمع إحياء الثقافة الاسلاميّة، في الحديث ٩٤١ قال: أخبرنا أبو يحيى زكريا بن أحمد بقراءتي عليه في داري من أصل سماعه،أخبرنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن النخّاس - ببغداد، حدّثنا علي بن العباس بن الوليد، حدّثنا جعفر محمد بن الحسين الرمّاني، حدّثنا حسن بن حسين الأنصاري، حدّثنا محمد بن فرات قال: سمعت جعفر بن محمّد وسأله رجل عن هذه الآية:( ثُلَّةٌ مِّنَ الأوّلين وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ) قال:[الثلّة من الأوّلين ابن آدم المقتول، ومؤمن آل فرعون وصاحب ياسين ( وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ) : عليّ بن أبي طالب] (و) رواه السبيعي عن علي بن العباس في تفسيره وله طرق عن جعفر.

والحديث ٩٤٢ من شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٤٨ قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ حدثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، قال حّدثني محمد بن زكريا حدثنا شعيب بن واقد حدثنا محمد بن سهل: عن جعفر بن محمد في قوله تعالى:( ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ ) قال:[ابن آدم الّذي قتله أخوه ( وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ) عليّ بن أبي طالب].

روى الحسكاني في الشواهد: ج ٢ ص ٣٤٩ في الحديث ٩٤٣ قال فرات، قال: حدّثني الحسين بن سعيد، حدّثنا عباد حدّثنا محمد بن فرات:

عن جعفر بن محمّد وسألته عن قول الله:( ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ ) قال:[ابن آدم المقتول ومؤمن آل فرعون وحبيب صاحب ياسين ( وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ) : عليّ بن أبي طالب] (وورد أيضا) عن مكحول مثله.

روى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ج ٢٧ - ص ٢١٥ - ط دار إحياء التراث العربي - بيروت، قال: وعن أبي جعفر عليه السلام قال:[ السابقون أربعة ابن آدم المقتول وسابق في أمّه موسى عليه السلام وهو مؤمن آل فرعون وسابق في أمّة عيسى عليه السلام وهو حبيب النجّار والسابق في أمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلمعليّ بن أبي طالب عليه السلام]. ( ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ ) أي هم ثلّةٌ يعني جماعة كثيرة العدد من الأوّلين من الأمم الماضية،( وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ) من أمّة محمّد لأنّ من سبق إلى إجابة نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم قليل بالاضافة إلى من سبق إلى إجابة النبييّن قبله.

١٥٧

( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أصحاب الْيَمِينِ ) الواقعة ٢٧

روى الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير: ج ٣ / الورق ٧٦ /ب. وفي الطبعة الثانية: ج ١٠ ص ١٨٣. وفي مسند عبد الله بن مسعود، عند الرقم - ١٠٣٩٦ - قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد حدّثنا يحيى بن حاتم العسكري حدّثنا بشر بن مهران حدّثنا شريك عن عثمان بن المغيرة عن زيد بن وهب عن ابن مسعود، قال: أوّل شيء علمت من أمر رسول الله صلى الله عليه أنّي قدمت مكّة في عمومة لي فأُرشِدنا إلى العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم، فجلسنا إليه، فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة، له وفرة جعد إلى أنصاف أذنيه، أشم أقنًى أذلف، براق الثنايا، أدعج العينين، كثُّ اللحية، دقيق المسربة، شثن الكفين والقدمين، عليه ثوبان أبيضان، كأنَّه القمر ليلة البدر، يمشي على يمينه غلام أمرد حسن الوجه مراهق أو محتلم، تقفوهم إمرأة قد سترت محاسنها، حتّى قصد نحو الحَجَر فاستلمه، ثمّ استلم الغلام ثمّ استلمت المرأة، ثمّ طاف بالبيت سبعاً، و الغلام والمرأة يطوفان معه، ثمّ استلم الركن ورفع يديه وكبّر، وقام الغلام عن يمينه ورفع يديه (وكبّر)، وقامت المرأة خلفهما فرفعت يديها وكبّرت، وأطال القنوت، ثمّ ركع وأطال الركوع، ثمّ رفع رأسه من الركوع فقنت وهو قائم ثمّ سجد وسجد الغلام و المرأة معه، يصنعان مثل ما يصنع ويتبعانه. قال (ابن مسعود): فرأينا شيئاً لم نكن نعرفه بمكّة، فأنكرنا فأقبلنا على العباس فقلنا: يا(أ)با الفضل إنّ هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم، أشيءٌ حدث؟ قال: أجل والله، أما تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا ابن أخي محمّد بن عبد الله، والغلام عليّ بن أبي طالب و المرأة خديجة بنت خويلد، أمَا والله ما على ظهر الأرض أحدٌ يعبد الله على هذا الدين إلّا هولاء الثلاثة.

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل: ج ٢- ص ٣٥٠ ط ٣ مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة في الحديث ٩٤٤ قال أخبرنا محمد بن عبد الله الصوفي، أخبرنا محمد بن أحمد الحافظ، حدثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى، قال: حدثني محمد بن زكرّيا، حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، قال: حدثني أبي، عن جابر الجُعْفِي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ، قال: قال: عليّ بن أبي طالب:[أنزلت النبّوه على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلميوم الاثنين وأسلمت غداة يوم الثلاثاء، فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلميصلّي وأنا أصلّي عن يمينه وما معه أحد من الرجال غيري فأنزل الله ( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ ) ] ، إلى آخر الآية.

ويشهد له حديث عبد الله بن مسعود: (ولاحقاً يورد الحسكاني رواية عبد الله بن مسعود).

يروي الحسكاني في شواهد التنزيل: ج ٢ ص ٣٥٠ ط ٣، حديث ٩٤٥ وبإسناده، عن ابن مسعود - قال: أخبرناه أبو بكر ابن فنجويه الاصبهاني - بقراءتي عليه -،

١٥٨

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن محمود الاصبهاني أنَّ عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس أخبرهم، (قال:) حدّثنا يحيى بن حاتم العسكري، حدّثنا بشر بن مهران، حدثنا شريك بن عبد الله.

وأخبرنا أبو عبد الله الجرجاني - و اللفظ له - قال: حدّثنا أبي، أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق القاضي بالأهواز، حدّثنا أحمد بن زيد بن الحريش حدّثنا يحيى بن حاتم، حدّثنا بشر بن مهران أبو الحسن، حدثنا شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود، قال: أوّل شيء علمته من أمر رسول الله صلى الله عليه، (أنّي) قدمت مكّة في عمومة لي وأناس من قومي نبتاع منها متاعاً، وكان في أنفسنا شراء عطر، فأرشدنا إلى العباس بن عبد المطلب، فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم، فجلسنا اليه، فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة، و عليه ثوبان أبيضان يمشي عن يمينه غلام أمرد حسن الوجه مراهق، تقفوهم إمرأة، ثمّ استقبل الركن ورفع يديه وكبّر، وقام الغلام عن يمينه ورفع يديه ثمّ كبَّر، وقامت المرأة خلفهما فرفعت يديها وكبّرت، فأطال القنوت، وذكر (الحديث) إلى قول العباس: هذا ابن أخي محمّد بن عبد الله، والغلام عليّ بن أبي طالب و المرأة امرأته خديجة، ما على ظهر الارض يعبد الله بهذا الدين إلّا هولاء الثلاثة.

روى الحافظ علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي الشهير بابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق: ج ١ ص ٢٢٩ ط دمشق وبتحقيق نشاط غزاوي، قال: كتب لي أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البرجي، ثمّ حدّثني أبو أحمد عبد الملك المستملي، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن أبي الوفاء الحاجي، قال: أخبرنا جدّي لأُمّي أبو القاسم غانم بن محمد، وأبو علي الحدّاد، قالا: أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، حدّثنا يحيى بن حاتم العسكري، حدّثنا بشر بن مهران حدّثنا شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهاب، عن عبد الله بن مسعود قال: أوّل شيء علمته من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّي قدمت مكّة في عمومة لي فأرشدونا إلى العباس بن عبد المطلب فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم، فجلسنا إليه، فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة، له وفرة جعد إلى أنصاف أذنيه، أقنى الأنف، أذلف، براق الثنايا، أدعج العينين، كثّ اللحية، دقيق المسربة، شــثـن الكفّين والقدمين، عليه ثوبان أبيضان، كأنّه القمر ليلة البدر، يمشي على يمينه غلام أمرد حسن الوجه مراهق أو محتلم، تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها، حتّى قصد نحو الحَجَر فاستلمه، ثمّ استلم الغلام ثمّ استلمت المرأة، ثمّ طاف بالبيت سبعاً، و الغلام والمرأة يطوفان معه. قلنا يا أبا الفضل إنّ هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم. أوَ شيء حدث؟ قال: هذا ابن أخي محمّد بن عبد الله، والغلام عليّ بن أبي طالب و المرأة امرأته خديجة (بنت خويلد)، ما على وجه الأرض أحد يعبد الله بهذا الدين إلّا هولاء الثلاثة.

١٥٩

وروى الحافظ ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق: ج ٣٩ ص ١٩ ط دمشق، في ترجمته لعبد الله بن مسعود قال: وبإسناد آخر أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي إجازة إن لم يكن سماعاً أنبأنا أبو الحسين عبد الرحمان بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلال، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثني جدّي، قال: حدّثنيه بشر بن مهران الخصاف أنبأنا شريك عن عثمان بن المغيرة، عن زيد وهب، قال: قال عبد الله (بن مسعود): إنّ أوّل شيء علمته من أمر رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، قدمت مكّة مع عمومة لي أو أناس من قومي نبتاع منها متاعاً، وكان في بغيتنا شراء عطر، فأرشدونا إلى العباس بن عبد المطلب، فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم، فجلسنا إليه، فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة، له وفرة جعدة إلى أنصاف أذنية أشم أقني أذلف أدعج بالعينين برّاق الثنايا، دقيق المسربة، شـثـن الكفّين والقدمين كثّ اللحية، عليه ثوبان أبيضان، كأنّه القمر ليلة البدر، يمشي على يمينه غلام حسن الوجه مراهق أو محتلم، تقفوهم إمرأة قد سترت محاسنها، حتّى قصد نحو الحجر فاستلمه، ثمّ استلمه الغلام ثمّ استلمته المرأة، ثمّ طاف بالبيت سبعاً، و الغلام والمرأة يطوفان معه، ثمّ استقبل الركن فرفع يديه وكبّر،(وقام الغلام خلفه فرفع يديه وكبّر)، وقامت المرأة خلفهما فرفعت يديها وكبّرت، ثمّ ركع فأطال الركوع، ثمّ رفع رأسه من الركوع فثبت مليّا ثمّ سجد وسجد الغلام معه والمرأة، يتبعونه يصنعون مثل ما يصنع فرأينا شيئاً أنكرنا، لم نكن نعرفه بمكّة فأقبلنا على العباس فقلنا: يا أبا الفضل إنّ هذا الدين حدث فيكم، أو أمرٌ لم نكن نعرفه فيكم؟ قال: أجل والله، ما تعرفون هذا؟ قلنا: لا، والله ما نعرفه: قال: هذا ابن أخي محمّد بن عبد الله، والغلام عليّ بن أبي طالب والمرأة خديجة بنت خويلد امرأته، أما والله ما على وجه الأرض أحد نعلمه يعبد الله بهذا الدين إلّا هولاء الثلاثة.

قال يعقوب (بن شيبة) لا نعلمه رواه أحد عن شريك غير هذا الشيخ (بشر بن مهران الخصاف) وهو رجل صالح.

روى الموفق بن أحمد أبو المؤيد أخطب الخطباء الخوارزمي في مناقب عليّعليه‌السلام : ص ٢٠ في الحديث ٨ من الفصل الرابع قال: أخبرني سيّد الحفّاظ شهردار الديلمي، عن عبدوس الهمداني عن أبي طالب، عن ابن مردويه الحافظ، قال حدّثنا عبد الله بن جعفر، حدّثني يحيى بن حاتم العسكري، حدّثنا بشر بن مهران،حدّثنا شريك بن عبد الله.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

بصرى؟ قال: وما عِلْمُكَ بذلك فو الله إنْ عَمِيَ بصره إلّا من صفقة جناح الملك، قال فاستضحكت ثمّ تركته يوم ذلك لسخافة عقله، ثمّ لقيته فقلت: يا ابن عباس ما تكلّمت بصدق مثل أمس. قال لك عليّ بن أبي طالب: إنّ ليلة القدر في كل سنة وانه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، وان لذلك الأمر ولاة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت: من هم؟ فقال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدَّثون، فقلت: لا أراها كانت إلّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فتبدأ لك الملك الذي يحدّثه، فقال: كذبت يا عبد الله رأت عيناي الذي حدَّثكَ به عليٌّ ولم ترهُ عيناهُ، ولكن وعى قلبهُ ووقر في سمعه ثمّ صفَقكَ بجناحه فعميتَ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٨ ـ محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كان علي بن الحسينعليه‌السلام يقول:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) صدق اللهعزوجل انزل القرآن في ليلة القدر إلى ان قال: ثم قال في بعض كتابه:( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) في انا أنزلناه في ليلة القدر، وقال في بعض كتابه( وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) يقول في الآية الاولى ان محمدا حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر اللهعزوجل : مصنت ليلة القدر مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فهذه فتنة أصابتهم خاصة، وبها ارتدوا على أعقابهم، لأنهم ان قالوا لم تذهب فلا بد أن يكون للهعزوجل فيها أمر وإذا أقروا بالأمر لم يكن له من صاحب بد.

٣٩ ـ في مجمع البيان جاءت الرواية عن أبي ذر انه قال: قلت يا رسول الله ليلة القدر هي شيء يكون على عهد الأنبياء ينزل فيها فاذا قبضوا دفعت؟ قال: لا بل هي إلى يوم القيامة.

٤٠ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضيل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران انه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن

٦٢١

قول الله تعالى:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر، الحديث وسيأتى بتمامه ان شاء الله تعالى.

٤١ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن السياري عن بعض أصحابنا عن داود بن فرقد قال: حدّثني يعقوب قال: سمعت رجلا يسأل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن ليلة القدر؟ فقال: أخبرني عن ليلة القدر كانت أو تكون في كل عام؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن.

٤٢ ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحسين عن محمد بن الوليد ومحمد بن أحمد ابن يونس بن يعقوب عن علي بن عيسى القماط عن عمه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ارى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في منامه بني أميّة يصعدون على منبره من بعده ويضلون الناس عن الصراط القهقرى، فأصبح كئيبا حزينا قال: فهبط عليه جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا رسول الله ما لي أراك كئيبا حزينا؟ قال: يا جبرئيل انى رأيت بني أميّة في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي يضلون الناس عن الصراط القهقرى، فقال: والذي بعثك بالحق نبيا انى ما اطلعت عليه، فعرج إلى السماء فلم يلبث أن نزل بآي من القرآن يونسه بها قال:( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ ) وانزل عليه( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) جعل الله تعالى ليلة القدر لنبيهعليه‌السلام خيرا من ألف شهر ملك بنى امية.

٤٣ ـ في روضة الكافي سهل بن زياد عن محمد بن عبد الحميد عن يونس عن علي بن عيسى القماط عن عمه قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: هبط جبرئيلعليه‌السلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ورسول الله كئيب حزين فقال: يا رسول الله ما لي أراك كئيبا حزينا؟ فقال: انى رأيت الليلة رؤيا قال: وما الذي رأيت؟ قال: رأيت بني أميّة يصعدون المنابر وينزلون منها؟ قال: والذي بعثك بالحق نبيا ما علمت بشيء من هذا وصعد جبرئيل إلى السماء ثم أهبطه الله جل ذكره بآي من القرآن يعزيه(١) بها قوله:( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا

__________________

(١) أي يسليه بها.

٦٢٢

يُمَتَّعُونَ ) وأنزل الله جل ذكره( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) للقوم فجعل الله ليلة القدر [لرسوله] خير من ألف شهر.

٤٤ ـ في سند الصحيفة السجادية عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ أبي حدّثني عن أبيه عن جده عن عليٍّعليه‌السلام ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أخذته نعسة وهو على منبره فرأى في منامه رجالا ينزون على منبره نزو القردة(١) يردون الناس على أعقابهم القهقرى فاستوى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا والحزن يعرف في وجهه، فأتاه جبرئيلعليه‌السلام بهذه الآية( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً ) يعنى بني أميّة قال: يا جبرئيل أعلى عهدي يكونون وفي زمنى؟ قال: لا ولكن تدور رحى الإسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشرا، ثم تدور رحى الإسلام على أرس خمس وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمسا، ثم لا بد من رحى ضلالة هي قائمة على قطبها ثم ملك الفراعنة، قال: وأنزل الله تعالى في ذلك( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) يملكها بنو أميّة ليس فيها ليلة القدر، قال: فاطلع اللهعزوجل نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ان بني أميّة تملك سلطان هذه الامة، وملكها طول هذه المدة، فلو طاولتهم الجبال لطالوا عليها حتى يأذن الله تعالى بزوال ملكهم، وهم في ذلك يستشعرون عداوتنا أهل البيت وبغضنا أخبر الله نبيه بما يلقى أهل بيت محمد وأهل مودتهم وشيعتهم منهم في ايامهم وملكهم.

٤٥ ـ في مجمع البيان وذكر عطاء عن ابن عباس قال: ذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رجل من بني إسرائيل انه حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر فعجب من ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عجبا شديدا وتمنى أن يكون ذلك في أمته، فقال: يا رب جعلت أمتي أقصر الناس أعمارا وأقلها أعمالا، فأعطاه الله ليلة القدر وقال:( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) الذي حمل الاسرائيلى السلاح في سبيل الله لك ولامتك من بعدك إلى يوم القيامة في كل رمضان.

٤٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الحسن بن عليعليهما‌السلام حديث

__________________

(١) نزى بمعنى وثب.

٦٢٣

طويل يقول فيه لمعاوية ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إذا بلغ ولد الوزغ ثلاثين رجلا أخذوا مال الله بينهم دولا، وعباده خولا وكتابه دخلا(١) فاذا بلغوا ثلاثمائة وعشرا حقت اللعنة عليهم ولهم، فاذا بلغوا أربعمائة، وخمسة وسبعين كان هلاكهم أسرع من لوك تمرة(٢) فأقبل الحكم بن أبي العاص وهم في ذلك الذكر والكلام ؛ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : احفظوا أصواتكم فان الوزغ تسمع، وذلك حين رآهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن يملك بعده منهم هذه الامة يعنى في المقام، فساءه ذلك وشق عليه، فأنزل اللهعزوجل (٣) في كتابه( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) فاشهد لكم واشهد عليكم ما سلطانكم بعد قتل على الالف شهر التي أجلها اللهعزوجل في كتابه.

٤٧ ـ في الكافي أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهماعليهما‌السلام قال: سألته عن علامة ليلة القدر؟ فقال: علامتها أن تطيب ريحها، وان كانت في برد دفئت(٤) وان كانت في حر بردت فطابت.

٤٨ ـ في مجمع البيان وروى الحسن عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في ليلة القدر أنها ليلة سمحة لا حارة ولا باردة، تطلع الشمس في صبيحتها ليس لها شعاع.

٤٩ ـ في أصول الكافي وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما خلق الدنيا إلى قوله: قال: وقال رجل لأبي جعفرعليه‌السلام : يا ابن رسول الله لا تغضب قال: ولا اغضب، قال: أرأيت قولك في ليلة القدر إلى قوله: قال السائل: يا ابن رسول الله كيف اعرف ان ليلة القدر تكون في كل سنة؟ قال :

__________________

(١) الخول: العبيد والإماء. والدخل: العيب والغش والفساد، قال الطريحي (ره) وحقيقته أن يدخلوا في الدين أمورا لم تجربها السنة.

(٢) لاك لو كا ـ اللقمة ـ: مضغها أهون المضغ وأدارها في فمه.

(٣) وفي المصدر زيادة وهي قوله: «فانزل الله في كتابه:( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) يعنى بنى امية، وأنزل أيضا في كتابه اه».

(٤) أي سخنت.

٦٢٤

أتى شهر رمضان فاقرأ سورة الدخان في كل ليلة مأة مرة، فاذا أتت ليلة ثلاث وعشرين فانك ناظر إلى تصديق الذي سألت عنه.

٥٠ ـ محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كان علي بن الحسينعليه‌السلام يقول:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) صدق اللهعزوجل انزل القرآن في ليلة القدر الحديث ستسمع تمامه إنْ شاء الله.

٥١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن محمد عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لـمّا قبض أمير المؤمنينعليه‌السلام : قام الحسن بن علي في مسجد الكوفة فحمد الله واثنى عليه وصلى على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال: ايها الناس انه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، والله لقد قبض في ليلة التي قبض فيها وصيّ موسى يوشع بن نون، والليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم، والليلة التي نزل فيها القرآن، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٢ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٣ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله عن محمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثمّ نزل في طول عشرين سنة، ثمّ قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٤ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمرو الشامي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ

٦٢٥

وَالْأَرْضَ ) فغرة الشهور شهر الله عز ذكره وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر، ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان، فاستقبل الشهر بالقرآن.

٥٥ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم ابن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أنزلت التورية في ست مضت من شهر رمضان، ونزل الإنجيل في اثنى عشر ليلة مضت من شهر رمضان، ونزل الزبور في ليلة ثماني عشرة مضت من شهر رمضان ونزل القرآن في ليلة القدر.

٥٦ ـ وباسناده إلى حمران انه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر فلم ينزل القرآن إلّا في ليلة القدر.

٥٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان بن مهران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن ليلة القدر؟ قال: التمسها ليلة احدى وعشرين أو ليلة ثلاث وعشرين.

٥٨ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن علي بن أبي حمزة الثمالي قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له أبو بصير: جعلت فداك الليلة التي يرجى فيها ما يرجى؟ فقال: في احدى وعشرين أو ثلاث وعشرين قال: فان لم أقو على كلتيهما فقال: ما أيسر ليلتين فيما تطلب، قلت: فربما رأينا الهلال عندنا وجاءنا من يخبرنا بخلاف ذلك من أرض اخرى، فقال: ما أيسر أربع ليال تطلبها فيها قلت: جعلت فداك ليلة ثلاث وعشرين ليلة الجهني(١) فقال: إنّ ذلك ليقال، فقلت: جعلت فداك ان سليمان بن خالد روى في تسع عشرة يكتب وفد الحاج فقال لي: يا أبا محمّد وفد الحاج يكتب في ليلة القدر والمنايا والبلايا والأرزاق وما يكون إلى مثلها في قابل فاطلبها في ليلة احدى وعشرين وثلاث وعشرين وصل في

__________________

(١) سيأتى حديث الجهني تحت رقم ٦٧.

٦٢٦

كل واحدة منهما مأة ركعة وأحيهما ان استطعت إلى النور(١) واغتسل فيهما قال: قلت: فان لم أقدر على ذلك وانا قائم؟ قال: فصل وأنت جالس، قال: قلت: فان لم أستطع قال: فعلى فراشك لا عليك أن تكتحل أول الليل بشيء من النوم، ان أبواب السماء تفتح في رمضان وتصفد(٢) الشياطين، وتقبل أعمال المؤمنين، نعم الشهر رمضان، كان يسمى على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المرزوق.

٥٩ ـ وباسناده إلى حمران أنه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر.

٦٠ ـ محمد بن يحيى عن أحمد محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال في حديث طويل: وغسل ليلة احدى وعشرين وغسل ليلة ثلاث وعشرين سنة لا تتركها، فانه يرجى في إحديهن ليلة القدر.

٦١ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن إسحق بن عمار قال: سمعته يقول وناس يسألونه، يقولون: الأرزاق تقسم ليلة النصف من شعبان؟ قال: فقال: لا والله ما ذلك إلّا في ليلة تسعة عشر من شهر رمضان، واحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، فان في تسعة عشر يلتقي الجمعان، وفي ليلة احدى وعشرين يفرق كل أمر حكيم، وفي ليلة ثلاث وعشرين يمضى ما أراد الله تعالى من ذلك، وهي ليلة القدر التي قال الله تعالى( خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) قال: قلت: ما معنى قوله: يلتقي الجمعان؟ قال: يجمع الله فيها ما أراد من تقديمه وتأخيره وإرادته وقضائه، قال: قلت: فما معنى يمضيه في ثلاث وعشرين؟ قال: انه يفرقه في ليلة احدى وعشرين إمضاؤه، ويكون له فيه البداء، فاذا كانت ليلة ثلاث وعشرين أمضاه فيكون من المحتوم الذي لا يبدو له فيه تبارك وتعالى.

٦٢ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ابن بكير عن زرارة

__________________

(١) قال الفيض (ره): النور كناية عن انفجار الصبح بالفلق.

(٢) الصد: القيد والشد.

٦٢٧

قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : التقدير في ليلة القدر تسعة عشر والإبرام في ليلة احدى وعشرين، والإمضاء في ليلة ثلاث وعشرين.

٦٣ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن فضال عن أبي جميلة عن رفاعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ليلة القدر هي أول السنة وهي آخرها(١) .

٦٤ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن ربيع المسلي وزياد ابن أبي الحلال ذكراه عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: في تسعة عشر من شهر رمضان التقدير، وفي ليلة احدى وعشرين القضاء، وفي ليلة ثلاث وعشرين إبرام ما يكون في السنة إلى مثلها لله جل ثناؤه وسيفعل ما يشاء في خلقه.

٦٥ ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحسين عن محمد بن عيسى عن أيوب بن يقطين أو غيره منهمعليهم‌السلام دعاء العشر الأواخر تقول في الليلة الاولى إلى ان قال: وتقول في الليلة الثالثة يا رب ليلة القدر وجاعلها خيرا من ألف شهر ورب الليل والنهار، الدعاء.

٦٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن حمران عن سفيان بن السمط قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : الليالي التي يرجى فيها من شهر رمضان؟ فقال: تسع عشرة واحدى وعشرين وثلاث وعشرين، قلت. فان أخذت إنسانا الفترة أو علة ما المعتمد عليه من ذلك؟ فقال: ثلاث وعشرين.

٦٧ ـ وفي رواية عبد الله بن بكير عن زرارة عن أحدهماعليه‌السلام قال: سألته عن الليالي التي يستحب فيها الغسل في شهر رمضان؟ فقال: ليلة تسع عشرة وليلة احدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وقال: ليلة ثلاث وعشرين هي ليلة الجهني

__________________

(١) قال المجلسي (ره). قال الوالد العلامة: الظاهر ان الاولية باعتبار التقدير أي أول السنة التي يقدر فيها الأمور لليلة القدر، والاخرية باعتبار المجاورة، فان ما قدر في السنة الماضية انتهى إليها كما وردان أول السنة التي يحل فيها الاكل والشرب يوم الفطر، أو أن عملها يكتب في آخر السنة الاولى، وأول السنة الثانية كصلاة الصبح في أول الوقت، أو يكون أول السنة باعتبار تقدير ما يكون في السنة الآتية وآخر السنة المقدر فيها الأمور.

٦٢٨

وحديثه أنّه قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان منزلي ناء عن المدينة، فمرني بليلة ادخل فيها فأمره بليلة ثلاث وعشرين، قال مصنف هذا الكتابرحمه‌الله : واسم الجهني عبد الله بن أنيس الأنصاري، انتهى.

٦٨ ـ في أصول الكافي عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: يا بن رسول الله كيف اعرف ان ليلة القدر تكون في كل سنة؟ قال: إذا أتى شهر رمضان فاقرء سورة الدخان في كل ليلة مأة مرة، فاذا أتت ليلة ثلاث وعشرين فانك ناظر إلى تصديق الذي سألت عنه.

٦٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من نام في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم لم يحج تلك السنة، وهي ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، الحديث وستقف عليه بتمامه إنْ شاء الله.

٧٠ ـ في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن زرارة عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن ليلة القدر؟ قال: في ليلتين ليلة ثلاث وعشرين واحدى وعشرين، فقلت: أفرد لي إحديهما فقال: وما عليك ان تعمل في ليلتين هي إحديهما.

٧١ ـ وعن شهاب بن عبد ربه قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام أخبرني بليلة القدر فقال: ليلة احدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين.

٧٢ ـ وعن حماد بن عثمان عن حسان بن أبي على قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن ليلة القدر، قال: اطلبها في تسع عشرة واحدى وعشرين وثلاث وعشرين.

٧٣ ـ وقيل انها ليلة سبع وعشرين عن أبيّ بن كعب وعائشة وروى عن ابن عباس وابن عمر قال ابن عمر: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تحروها ليلة سبع وعشرين.

٧٤ ـ وعن زر بن حبيش قال: قلت لأبي يا أبا المنذر من أين علمت انها ليلة سبع وعشرين؟ قال: بالاية التي أنبأ بها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: تطلع الشمس غداتئذ

٦٢٩

كأنها طشت ليس لها شعاع.

٧٥ ـ وروى عن أبي بكرة قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: التمسوها في العشر الأواخر في تسع بقين أو سبع بقين أو خمس بقين أو ثلاث بقين أو آخر ليلة.

٧٦ ـ وروى انها ليلة الفرقان في صبيحتها التقى الجمعان وروى مرفوعا عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: التمسوها في العشر الأواخر من رمضان.

٧٧ ـ قال أبو سعيد الخدري: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها، ورأيتنى اسجد في ماء وطين فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر قال: فأبصرت عيناي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله انصرف وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين من صبيحة احدى وعشرين أورده البخاري في الصحيح.

٧٨ ـ وعن علىٍّعليه‌السلام ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يوقظ اهله في العشر الأواخر من رمضان.

٧٩ ـ عن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا رسول الله: انى رأيت في النوم كان ليلة القدر هي ليلة سابعة تبقى؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ارى رؤياكم قد تواطأت على ثلاث وعشرين، فمن كان منكم يريد أن يقوم من الشهر شيئا فليقم ليلة ثلاث وعشرين وعن عمر بن الخطاب أنّه قال لأصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قد علمتم ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في ليلة القدر: اطلبوها في العشر الأواخر وترا.

٨٠ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى الأصبغ بن نباتة عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليُّ أتدري ما معنى ليلة القدر؟ فقلت: لا يا رسول الله، فقال: إنّ الله تبارك وتعالى قدر فيها ما هو كائن إلى يوم القيامة، فكان فيما قدرعزوجل ولايتك وولاية الائمة من ولدك إلى يوم القيامة.

٨١ ـ وباسناده إلى المفضل بن عمر قال: ذكر أبو عبد اللهعليه‌السلام ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) قال: ما أبين فضلها على الشهور، قال قلت وأى شيء فضلها؟ قال نزلت ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام فيها، قلت في ليلة القدر التي ترتجيها في شهر رمضان؟ قال نعم هي ليلة القدر قدرت فيها السموات والأرض، وقدرت ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام فيها.

٦٣٠

٨٢ ـ في عيون الأخبار في باب مجلس الرضاعليه‌السلام مع سليمان المروزي قال سليمان للرضا: ألا تخبرني عن( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) في أي شيء نزلت؟ قال: يا سليمان ليلة القدر يقدر اللهعزوجل فيها ما يكون من السنة إلى السنة، من حياة أو موت أو خيرا أو شر أو رزق، فما قدره في تلك الليلة فهو من المحتوم، قال سليمان: الآن فهمت جعلت فداك.

٨٣ ـ وفي باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها من الرضاعليه‌السلام فان قيل: فلم جعل الصوم في شهر رمضان دون ساير الشهور؟ قيل: لان شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن [وفيه فرق بين الحق والباطل كما قال اللهعزوجل :( شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ ) ] وفيه نبئ محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفيها يفرق كل أمر حكيم، وهو رأس السنة يقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر أو مضرة أو منفعة أو رزق أو أجل ولذلك سميت ليلة القدر.

٨٤ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران انه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر، فلم ينزل القرآن إلّا في ليلة القدر، قال الله تعالى:( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمر حَكِيمٍ ) قال: يقدر في ليلة القدر كل شيء يكون في تلك السنة (الليلة خ ل) إلى مثلها من قابل، خير وشر وطاعة ومعصية ومولود وأجل ورزق، فما قدر في تلك السنة وقضى فهو المحتوم ولله تعالى فيه المشية، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. وستقف على تمامه ان شاء الله تعالى عند قولهعزوجل : «( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) .

٨٥ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهماعليهما‌السلام قال: وسأل عن ليلة القدر؟ فقال: تنزل فيها الملئكة والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون في أمر السنة وما

٦٣١

وما يصيب العباد، وامره عنده موقوف وفيه المشية، فيقدم ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ويمحو ويثبت وعنده أم الكتاب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا كان ليلة القدر نزلت الملئكة والروح والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون من قضاء الله تبارك وتعالى في تلك السنة، فاذا أراد الله ان يقدم شيئا أو يؤخره أو ينقص أمر الملك أن يمحو ما شاء، ثم اثبت الذي أراد قلت: وكل شيء هو عنده ومثبت في كتاب؟ قال: نعم قلت: فأى شيء يكون بعده؟ قال: سبحان الله ثم يحدث الله أيضا ما يشاء تبارك وتعالى.

٨٧ ـ أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله:( وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها ) قال: إنّ عند الله كتبا موقوفة يقدم منها ما يشاء ويؤخر، فاذا كان ليلة القدر أنزل الله فيها كل شيء يكون إلى مثلها، فذلك قولهعزوجل :( وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها ) إذا أنزله وكتبه كتاب السموات، وهو الذي لا يؤخره.

٨٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من نام في الليلة التي يفرق كل أمر حكيم لم يحج تلك السنة، وهي ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان. لان فيها يكتب وفد الحاج وفيها تكتب الأرزاق والآجال وما يكون من السنة إلى السنة قال: قلت: فمن لم يكتب في ليلة القدر لم يستطيع الحج؟ فقال: لا، فقلت: كيف يكون هذا؟ قال: لست في خصومتكم في شيء، هذا الأمر.

٨٩ ـ في أصول الكافي محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كان علي بن الحسينعليه‌السلام يقول:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) صدق اللهعزوجل أنزل القرآن في ليلة القدر( وَما

٦٣٢

أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا أدري قال اللهعزوجل ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) ليس فيها ليلة القدر.

٩٠ ـ في الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحق بن عمار عن المسمعي انه سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يوصى ولده إذا دخل شهر رمضان فاجهدوا أنفسكم فان فيه تقسم الأرزاق وتكتب الآجال، وفيه يكتب وفد الله الذين يفدون اليه. وفيه ليلة، العمل فيها خير من العمل في الف شهر.

٩١ ـ وباسناده إلى أبي الورد عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: خطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الناس في آخر جمعة من شعبان، فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من الف شهر، وهو شهر رمضان، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٢ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قالوا: قال له بعض أصحابنا ـ قال: ولا أعلمه إلّا سعيد السمان ـ كيف تكون( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) ؟ قال: العمل فيها خير من العمل في الف شهر ليس فيها ليلة القدر.

٩٣ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له:( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) أي شيء عنى بذلك؟ فقال: العمل الصالح فيها من الصلوة والزكاة وأنواع الخير خير من العمل في الف شهر ليس فيها ليلة القدر، ولو لا ما يضاعف الله تبارك وتعالى للمؤمنين ما بلغوا ولكن الله يضاعف لهم الحسنات. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) قال: رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كأن قرودا تصعد منبره فغمه ذلك، فأنزل الله سورة القدر( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) تملكه بنو أميّة ليس فيها ليلة القدر.

٦٣٣

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم فيما نقلنا عن الكافي وعن سند الصحيفة السجادية، وعن مجمع البيان، وعن كتاب الاحتجاج لبيان سبب النزول ما فيه بيان لقولهعزوجل :( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) فليراجع فهو مسطور سابقا على هذا الترتيب.

٩٥ ـ في أصول الكافي وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان عليٌّعليه‌السلام كثيرا ما يقول: اجتمع التيمي والعديّ: عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقرأ «انا أنزلناه» بتخشّع وبكاء، فيقولان: ما أشدّ دقتك لهذه السورة؟ فيقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لـما رأت عيني ووعى قلبي ولـما يرى قل هذا من بعدي، فيقولان: وما الذي رأيت؟ قال: فيكتب لهما في التراب( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) قال: ثم يقول هل بقي شيء بعد قولهعزوجل : «كل امر»؟ فيقولان: لا فيقول: هل تعلمان من المنزل إليه بذلك؟ فيقولان: أنت يا رسول الله، فيقول نعم فيقول هل تكون ليلة القدر من بعدي؟ فيقولان: نعم قال فيقول: فهل ينزل ذلك الأمر فيها؟ فيقولان نعم قال: فيقول: إلى من؟ فيقولان: لا ندري فيأخذ برأسي ويقول ان لم تدريا فادريا، هو هذا من بعدي، قال: فان كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من شدة ما يداخلهما من الرعب.

٩٦ ـ محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وذكر كلاما طويلا بين الياس والباقرعليهما‌السلام وفي أثنائه قال الياس للباقرعليه‌السلام : ما سألتك عن أمرك وبى منه جهالة غير انى أحببت ان يكون هذا الحديث قوة لأصحابك وسأخبرك بآية أنت تعرفها ان خاصموا بها فلجوا(١) قال: فقال له أبي إنْ شئت أخبرتك بها! قال: قد شئت قال: إنّ شيعتنا ان قالوا لأهل الخلاف لنا: ان اللهعزوجل يقول لرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) إلى آخرها فهل كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يعلم من العلم شيئا لا يعلمه في تلك الليلة أو

__________________

(١) أي ظفروا.

٦٣٤

يأتيه به جبرئيلعليه‌السلام في غيرها؟ فإنهم سيقولون: لا فقل لهم: فهل كان لـما علم بد من أن يظهر؟ فيقولون: لا، فقل لهم: فهل كان فيما أظهر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من علم الله عز ذكره اختلاف؟ فان قالوا: لا فقل لهم فمن حكم بحكم الله فيه اختلاف فهل خالف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فيقولون: نعم، فان قالوا: لا، فقد نقضوا أول كلامهم، فقل لهم: ما يعلم تأويله إلّا الله والراسخون في العلم، فان قالوا: من الراسخون في العلم؟ فقل: من لا يختلف في علمه فان قالوا: فمن هو ذاك؟ فقل: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صاحب ذلك، فهل بلغ أو لا؟ فان قالوا: قد بلغ فقل: فهل ماتصلى‌الله‌عليه‌وآله والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف؟ فان قالوا: لا فقل: ان خليفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مؤيد ولا يستخلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا من يحكم بحكمه، وإلّا من يكون مثله إلّا النبوة، وان كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده، فان قالوا لك: فان علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان من القرآن، فقل: «( حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ، إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ ) القدر» إلى قوله:( إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ) فان قالوا لك لا يرسل اللهعزوجل إلّا إلى نبي فقل: هذا الأمر الحكيم الذي يفرق فيه هو من الملئكة والروح التي تنزل من سماء إلى سماء أو من سماء إلى أرض، فان قالوا: من سماء إلى سماء فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية، فان قالوا: من سماء إلى أرض وأهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك، فقل: فهل لهم بد من سيد يتحاكمون اليه؟ فان قالوا: فان الخليفة هو حكمهم، فقل:( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ ) إلى قوله:( خالِدُونَ ) ولعمري ما في الأرض ولا في السماء وليٌّ لله عز ذكره إلّا وهو مؤيد، ومن أيد لم يخط. وما في الأرض عدو لله عزّ ذكره إلّا وهو مخذول ومن خذل لم يصب، كما أن الأمر لا بد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض، كذلك لا بد من وال، فان قالوا: لا نعرف هذا فقل: قولوا: ما أحببتم، أبى اللهعزوجل بعد محمّد أن يترك العباد ولا حجة عليهم.(١)

__________________

(١) لهذا الحديث وكذا الأحاديث الآتية المنقولة عن أصول الكافي شرح طويل عن المجلسي (ره) راجع ج ٧ من كتاب بحار الأنوار صفحة ٢٠١ ـ ٢٠٦ ط كمبانى.

٦٣٥

٩٧ ـ وباسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال اللهعزوجل : في ليلة القدر:( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمر حَكِيمٍ ) يقول: ينزل فيها كل أمر حكيم، والمحكم ليس بشيئين انما هو شيء واحد فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم اللهعزوجل . ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى انه مصيب قد حكم بحكم الطاغوت، انه لينزل في ليلة القدر إلى وليّ الأمر تفسير الأمور سنة سنة، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا، وفي أمر الناس بكذا وكذا، وانه ليحدث لوليّ الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله عز ذكره الخاص والمكنون العجيب المخزون، مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ؛ ثم قرأ: «( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .

٩٨ ـ وباسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان عليّ بن الحسين صلوات الله عليه يقول:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) صدق اللهعزوجل أنزل القرآن في ليلة القدر:( وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا أدرى قال اللهعزوجل :( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) ليس فيها ليلة القدر قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وهل تدري لم هي خير من الف شهر؟ قال لا قال: لأنها( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) وإذا اذن اللهعزوجل بشيء فقد رضيه إلى قوله ثم قال في بعض كتابه( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) في( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) وقال في بعض كتابه:( وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) يقول في الآية الاولى: ان محمدا حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر اللهعزوجل : مضت ليلة القدر مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فهذه فتنة أصابتهم خاصة وبها ارتدوا على أعقابهم، لأنهم ان قالوا: لم تذهب فلا بد ان يكون للهعزوجل فيها امر، وإذا أقروا بالأمر لم يكن له من صاحب بد.

٩٩ ـ وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة انا أنزلناه تفلحوا، فو الله انها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ وانها لسيدة دينكم، وانها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا «بحم والكتاب،( إِنَّا أَنْزَلْناهُ

٦٣٦

فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ) فانها لولاة الأمر خاصة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

١٠٠ ـ وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما خلق الله الدنيا، ولقد خلق فيها أول نبي يكون وأول وصيٍّ يكون، ولقد قضى ان يكون في كل سنة يهبط فيها بتفسير الأمور إلى مثلها من السنة المقبلة، من جحد ذلك فقد رد على اللهعزوجل علمه لأنه لا يقوم الأنبياء والرسل والمحدّثون إلّا ان تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة من الحجة التي يأتيهم بها جبرئيلعليه‌السلام قلت: والمحدثون أيضا يأتيهم جبرئيل أو غيره من الملئكةعليهم‌السلام ، قال: اما الأنبياء والرسل صلى الله عليهم فلا شك ولا بد لمن سواهم من أول يوم خلقت فيه الأرض إلى آخر فناء الدنيا ان تكون على وجه الأرض حجة ينزل ذلك في تلك الليلة إلى من أحب من عباده، وايم الله لقد نزل الروح والملائكة بالأمر في ليلة القدر على آدم، وايم الله ما مات آدم إلّا وله وصيٌّ وكل من بعد آدم من الأنبياء قد أتاه الأمر فيها، ووضع لوصيه من بعده، وايم الله ان كان النبي ليؤمر فيما يأتيه من الأمر في تلك الليلة من آدم إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ان أوص إلى فلان، ثم قال أبو جعفرعليه‌السلام : فضل ايمان المؤمن بحمله «انا أنزلناه» وبتفسيرها على من ليس مثله في الايمان بها، كفضل الإنسان على البهائم وان اللهعزوجل ليدفع بالمؤمنين بها على الجاحدين لها في الدنيا لكمال عذاب الاخرة لمن علم انه لا يتوب منهم ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين، ولا اعلم ان في هذا الزمان جهاد إلّا الحج والعمرة والجوار.

١٠١ ـ قال: وقال رجل لأبي جعفرعليه‌السلام : يا ابن رسول الله لا تغضب عليَّ قال: لماذا؟ قال: لـِما أريد ان أسئلك عنه، قال: قل، قال: ولا تغضب؟ قال: ولا اغضب قال: أرأيت قولك في ليلة القدر: وتنزل الملئكة والروح فيها إلى الأوصياء يأتونهم بأمر لم يكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد علمه، أو يأتونهم بأمر كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يعلمه وقد علمت ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مات وليس شيء من علمه إلّا وعليٌّعليه‌السلام له واع؟ قال أبو جعفرعليه‌السلام : ما لي ولك أيها الرجل ومن أدخلك عليَّ؟ قال: أدخلني عليك القضاء لطلب الدين قال: فافهم ما أقول لك ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما أسرى به لم يهبط حتى أعلمه الله

٦٣٧

جل ذكره ما قد كان وما سيكون، وكان كثير من علمه ذلك جملا يأتى تفسيرها في ليلة القدر، وكذلك كان عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قد علم جمل العلم وباقي تفسيره في ليالي القدر كما كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال السائل: أو ما كان في الجمل تفسير قال بلى ولكنه انما يأتى بالأمر من الله تعالى في ليالي القدر إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والى الأوصياء افعل كذا وكذا، لأمر قد كانوا علموه، أمروا كيف يعملون فيه؟ قلت: فسر لي هذا، قال: لم يمت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا حافظا لجملة العلم وتفسيره قلت: فالذي كان يأتيه في ليالي القدر علم ما هو؟ قال: الأمر واليسر فيما كان قد علم، قال السائل: فما يحدث لهم في ليالي القدر علم سوى ما علموا؟ قال: هذا مما قد أمروا بكتمانه، ولا يعلم تفسير ما سئلت عنه إلّا اللهعزوجل ، قال السائل: فهل يعلم الأوصياء ما لم يعلم الأنبياء؟ قال: لا وكيف يعلم وصيّ غير علم ما أوصى الله اليه؟ قال السائل: فهل يسعنا ان نقول ان أحدا من الوصاة يعلم ما لم يعلم الاخر؟ قال: لا لم يمت نبي إلّا وعلمه في جوف وصيه، وإنّما تنزل الملائكة والروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد، قال السائل: وما كان علموا ذلك الحكم؟ قال: بلى قد علموه ولكنهم لا يستطيعون إمضاء شيء منه حتى يؤمروا في ليالي القدر كيف يصنعون إلى السنة المقبلة، قال السائل: يا أبا جعفر لا أستطيع انكار هذا.

قال أبو جعفرعليه‌السلام : من أنكره فليس منا في شيء، قال السائل: يا أبا جعفر أرايت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله هل كان يأتيه في ليالي القدر شيء لم يكن علمه؟ قال: لا يحل لك ان تسأل عن هذا، اما علم ما كان وما سيكون فليس يموت نبي ولا وصيٌّ إلّا والوصيّ الذي بعده يعلمه اما هذا العلم الذي تسأل عنه، فان الله عزّ وعلا أبى أنْ يطلع الأوصياء عليه إلّا أنفسهم.

١٠٢ ـ وقال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : لـما ترون من بعثه اللهعزوجل : للشقاء على أهل الضلالة من أجناد الشياطين وأرواحهم أكثر مما ترون مع خليفة الله الذي بعثه للعدل والثواب من الملائكة، قيل: يا أبا جعفر وكيف يكون شيء أكثر من الملائكة قال كما شاء اللهعزوجل ، قال السائل: يا أبا جعفر انى لو حدّثت بعض الشيعة بهذا الحديث

٦٣٨

لأنكروه؟ قال: وكيف ينكروه قال: يقولون ان الملائكةعليهم‌السلام أكثر من الشياطين؟ قال صدقت افهم عنى ما أقول، انه ليس من يوم ولا ليلة إلّا وجميع الجن والشياطين يزورون أئمة الضلال وتزور امام الهدى عددهم من الملائكة حتى إذا أتت ليلة القدر، فهبط فيها من الملائكة إلى وليّ الأمر خلق الله ـ أو قال قبض الله ـعزوجل من الشياطين بعددهم ثم زاروا وليّ الضلالة فأتوه بالإفك والكذب حتى لعله يصبح، فيقول: رأيت كذا وكذا، فلو سأل وليّ الأمر عن ذلك لقال: رأيت شيطانا أخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيرا ويعلمه الضلالة التي هو عليها، وأيم الله ان من صدَّق بليلة القدر ليعلم انها لنا خاصة، لقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليٍّعليه‌السلام حين دنا موته: هذا وليكم من بعدي، فان أطعتموه رشدتم ولكن من لا يؤمن بما في ليلة القدر منكر. ومن آمن بليلة القدر ممن على غير رأينا فانه لا يسعه في الصدق إلّا أن يقول انها لنا، ومن لم يقل فانه كاذب، ان اللهعزوجل أعظم من أن ينزل الأمر مع الروح والملائكة إلى كافر فاسق، فان قال: انه ينزل إلى الخليفة الذي هو عليها فليس قولهم ذلك بشيء وان قالوا: انه ليس ينزل إلى أحد فلا يكون أن ينزل شيء إلى غير شيء، وان قالوا: سيقولون ليس هذا بشيء فقد ضلوا ضلالا بعيدا.

وفي الحديث كلام يسير حذفناه لعدم مسيس الحاجة اليه.

١٠٣ ـ محمد بن الحسن عن محمد بن أسلم عن علي بن أبي حمزة عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سمعته يقول: ما من ملك يهبطه الله في أمر ما يهبطه إلّا بدأ بالإمام فعرض ذلك عليه وان مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر.

١٠٤ ـ علي بن محمد عن عبد الله بن إسحق العلوي عن محمد بن زيد الرزامي عن محمد بن سليمان الديلمي عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا وفيه قلت: جعلت فداك الروح ليس هو جبرئيل؟ قال: الروح أعظم من جبرئيل، ان جبرئيلعليه‌السلام من الملائكة وان الروح هو خلق أعظم من الملائكةعليهم‌السلام ، أليس يقول الله تبارك وتعالى( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ )

٦٣٩

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم فيما نقلنا عن كتاب معاني الأخبار في بيان معنى ليلة القدر، ثم ما نقلناه عن عيون الاخبار، وعن الكافي، وعن تفسير علي بن إبراهيم، وعن كتاب علل الشرائع، ما فيه بيان لقولهعزوجل :( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) فليراجع وهو مسطور سابقا بهذا الترتيب.

١٠٥ ـ في بصائر الدرجات إبراهيم بن هاشم عن أبي عمير الهمداني عن يونس عن داود بن فرقد عن أبي المهاجر عن أبي الهذيل عن أبي جعفر قال: قال يا أبا هذيل انا لا نخفى علينا ليلة القدر، ان الملائكة يطوفون بنا فيها.

١٠٦ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن الحسن بن موسى عن سعيد بن يسار قال: كنت عند المعلى بن خنيس إذ جاء رسول أبي عبد اللهعليه‌السلام فقلت له: سله عن ليلة القدر. فلما رجع قلت: سألته؟ قال: نعم فأخبرني بما أردت وما لم أرد فقال: إنّ الله يقضى فيها مقادير تلك السنة ثم يقذف به إلى الأرض فقلت: إلى من؟ قال: إلى من ترى يا عاجز ـ أو يا ضعيف ـ.

١٠٧ ـ عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ نطفة الامام من الجنة، وإذا وقع من بطن امه إلى الأرض وقع وهو واضع يده على الأرض رافع رأسه إلى السماء، قلت جعلت فداك ولم ذاك؟ قال: لان مناديا يناديه من جو السماء من بطنان العرش من الأفق الأعلى: يا فلان بن فلان ثبت فانك صوتي من خلقي وعيبة علمي لك ولمن تولاك أوجبت رحمتي، ومنحت جناني وأحللت جواري، ثم وعزتي وجلالي لاصلين من عاداك أشد عذابي وان أوسعت عليهم في دنياي من سعة رزقي، قال: فاذا انقضى صوت المنادي أجابه هو:( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إله إلّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إله إلّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ، فاذا قالها أعطاه العلم الاول والعلم الاخر، واستحق زيادة الروح في ليلة القدر.

١٠٨ ـ الحسن بن أحمد بن محمد عن أبيه عن الحسن بن عباس بن جريش انه عرضه على أبي جعفرعليه‌السلام فأقر به. قال: وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان القلب الذي

٦٤٠

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749