تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين5%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 356972 / تحميل: 4859
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

بصرى؟ قال: وما عِلْمُكَ بذلك فو الله إنْ عَمِيَ بصره إلّا من صفقة جناح الملك، قال فاستضحكت ثمّ تركته يوم ذلك لسخافة عقله، ثمّ لقيته فقلت: يا ابن عباس ما تكلّمت بصدق مثل أمس. قال لك عليّ بن أبي طالب: إنّ ليلة القدر في كل سنة وانه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، وان لذلك الأمر ولاة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت: من هم؟ فقال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدَّثون، فقلت: لا أراها كانت إلّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فتبدأ لك الملك الذي يحدّثه، فقال: كذبت يا عبد الله رأت عيناي الذي حدَّثكَ به عليٌّ ولم ترهُ عيناهُ، ولكن وعى قلبهُ ووقر في سمعه ثمّ صفَقكَ بجناحه فعميتَ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٨ ـ محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كان علي بن الحسينعليه‌السلام يقول:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) صدق اللهعزوجل انزل القرآن في ليلة القدر إلى ان قال: ثم قال في بعض كتابه:( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) في انا أنزلناه في ليلة القدر، وقال في بعض كتابه( وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) يقول في الآية الاولى ان محمدا حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر اللهعزوجل : مصنت ليلة القدر مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فهذه فتنة أصابتهم خاصة، وبها ارتدوا على أعقابهم، لأنهم ان قالوا لم تذهب فلا بد أن يكون للهعزوجل فيها أمر وإذا أقروا بالأمر لم يكن له من صاحب بد.

٣٩ ـ في مجمع البيان جاءت الرواية عن أبي ذر انه قال: قلت يا رسول الله ليلة القدر هي شيء يكون على عهد الأنبياء ينزل فيها فاذا قبضوا دفعت؟ قال: لا بل هي إلى يوم القيامة.

٤٠ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضيل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران انه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن

٦٢١

قول الله تعالى:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر، الحديث وسيأتى بتمامه ان شاء الله تعالى.

٤١ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن السياري عن بعض أصحابنا عن داود بن فرقد قال: حدّثني يعقوب قال: سمعت رجلا يسأل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن ليلة القدر؟ فقال: أخبرني عن ليلة القدر كانت أو تكون في كل عام؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن.

٤٢ ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحسين عن محمد بن الوليد ومحمد بن أحمد ابن يونس بن يعقوب عن علي بن عيسى القماط عن عمه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ارى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في منامه بني أميّة يصعدون على منبره من بعده ويضلون الناس عن الصراط القهقرى، فأصبح كئيبا حزينا قال: فهبط عليه جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا رسول الله ما لي أراك كئيبا حزينا؟ قال: يا جبرئيل انى رأيت بني أميّة في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي يضلون الناس عن الصراط القهقرى، فقال: والذي بعثك بالحق نبيا انى ما اطلعت عليه، فعرج إلى السماء فلم يلبث أن نزل بآي من القرآن يونسه بها قال:( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ ) وانزل عليه( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) جعل الله تعالى ليلة القدر لنبيهعليه‌السلام خيرا من ألف شهر ملك بنى امية.

٤٣ ـ في روضة الكافي سهل بن زياد عن محمد بن عبد الحميد عن يونس عن علي بن عيسى القماط عن عمه قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: هبط جبرئيلعليه‌السلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ورسول الله كئيب حزين فقال: يا رسول الله ما لي أراك كئيبا حزينا؟ فقال: انى رأيت الليلة رؤيا قال: وما الذي رأيت؟ قال: رأيت بني أميّة يصعدون المنابر وينزلون منها؟ قال: والذي بعثك بالحق نبيا ما علمت بشيء من هذا وصعد جبرئيل إلى السماء ثم أهبطه الله جل ذكره بآي من القرآن يعزيه(١) بها قوله:( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا

__________________

(١) أي يسليه بها.

٦٢٢

يُمَتَّعُونَ ) وأنزل الله جل ذكره( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) للقوم فجعل الله ليلة القدر [لرسوله] خير من ألف شهر.

٤٤ ـ في سند الصحيفة السجادية عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ أبي حدّثني عن أبيه عن جده عن عليٍّعليه‌السلام ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أخذته نعسة وهو على منبره فرأى في منامه رجالا ينزون على منبره نزو القردة(١) يردون الناس على أعقابهم القهقرى فاستوى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا والحزن يعرف في وجهه، فأتاه جبرئيلعليه‌السلام بهذه الآية( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً ) يعنى بني أميّة قال: يا جبرئيل أعلى عهدي يكونون وفي زمنى؟ قال: لا ولكن تدور رحى الإسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشرا، ثم تدور رحى الإسلام على أرس خمس وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمسا، ثم لا بد من رحى ضلالة هي قائمة على قطبها ثم ملك الفراعنة، قال: وأنزل الله تعالى في ذلك( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) يملكها بنو أميّة ليس فيها ليلة القدر، قال: فاطلع اللهعزوجل نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ان بني أميّة تملك سلطان هذه الامة، وملكها طول هذه المدة، فلو طاولتهم الجبال لطالوا عليها حتى يأذن الله تعالى بزوال ملكهم، وهم في ذلك يستشعرون عداوتنا أهل البيت وبغضنا أخبر الله نبيه بما يلقى أهل بيت محمد وأهل مودتهم وشيعتهم منهم في ايامهم وملكهم.

٤٥ ـ في مجمع البيان وذكر عطاء عن ابن عباس قال: ذكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رجل من بني إسرائيل انه حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر فعجب من ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عجبا شديدا وتمنى أن يكون ذلك في أمته، فقال: يا رب جعلت أمتي أقصر الناس أعمارا وأقلها أعمالا، فأعطاه الله ليلة القدر وقال:( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) الذي حمل الاسرائيلى السلاح في سبيل الله لك ولامتك من بعدك إلى يوم القيامة في كل رمضان.

٤٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الحسن بن عليعليهما‌السلام حديث

__________________

(١) نزى بمعنى وثب.

٦٢٣

طويل يقول فيه لمعاوية ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إذا بلغ ولد الوزغ ثلاثين رجلا أخذوا مال الله بينهم دولا، وعباده خولا وكتابه دخلا(١) فاذا بلغوا ثلاثمائة وعشرا حقت اللعنة عليهم ولهم، فاذا بلغوا أربعمائة، وخمسة وسبعين كان هلاكهم أسرع من لوك تمرة(٢) فأقبل الحكم بن أبي العاص وهم في ذلك الذكر والكلام ؛ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : احفظوا أصواتكم فان الوزغ تسمع، وذلك حين رآهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن يملك بعده منهم هذه الامة يعنى في المقام، فساءه ذلك وشق عليه، فأنزل اللهعزوجل (٣) في كتابه( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) فاشهد لكم واشهد عليكم ما سلطانكم بعد قتل على الالف شهر التي أجلها اللهعزوجل في كتابه.

٤٧ ـ في الكافي أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهماعليهما‌السلام قال: سألته عن علامة ليلة القدر؟ فقال: علامتها أن تطيب ريحها، وان كانت في برد دفئت(٤) وان كانت في حر بردت فطابت.

٤٨ ـ في مجمع البيان وروى الحسن عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في ليلة القدر أنها ليلة سمحة لا حارة ولا باردة، تطلع الشمس في صبيحتها ليس لها شعاع.

٤٩ ـ في أصول الكافي وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما خلق الدنيا إلى قوله: قال: وقال رجل لأبي جعفرعليه‌السلام : يا ابن رسول الله لا تغضب قال: ولا اغضب، قال: أرأيت قولك في ليلة القدر إلى قوله: قال السائل: يا ابن رسول الله كيف اعرف ان ليلة القدر تكون في كل سنة؟ قال :

__________________

(١) الخول: العبيد والإماء. والدخل: العيب والغش والفساد، قال الطريحي (ره) وحقيقته أن يدخلوا في الدين أمورا لم تجربها السنة.

(٢) لاك لو كا ـ اللقمة ـ: مضغها أهون المضغ وأدارها في فمه.

(٣) وفي المصدر زيادة وهي قوله: «فانزل الله في كتابه:( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) يعنى بنى امية، وأنزل أيضا في كتابه اه».

(٤) أي سخنت.

٦٢٤

أتى شهر رمضان فاقرأ سورة الدخان في كل ليلة مأة مرة، فاذا أتت ليلة ثلاث وعشرين فانك ناظر إلى تصديق الذي سألت عنه.

٥٠ ـ محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كان علي بن الحسينعليه‌السلام يقول:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) صدق اللهعزوجل انزل القرآن في ليلة القدر الحديث ستسمع تمامه إنْ شاء الله.

٥١ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن محمد عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لـمّا قبض أمير المؤمنينعليه‌السلام : قام الحسن بن علي في مسجد الكوفة فحمد الله واثنى عليه وصلى على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال: ايها الناس انه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، والله لقد قبض في ليلة التي قبض فيها وصيّ موسى يوشع بن نون، والليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم، والليلة التي نزل فيها القرآن، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٢ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٣ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله عن محمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثمّ نزل في طول عشرين سنة، ثمّ قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٤ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمرو الشامي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال:( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ

٦٢٥

وَالْأَرْضَ ) فغرة الشهور شهر الله عز ذكره وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر، ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان، فاستقبل الشهر بالقرآن.

٥٥ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم ابن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أنزلت التورية في ست مضت من شهر رمضان، ونزل الإنجيل في اثنى عشر ليلة مضت من شهر رمضان، ونزل الزبور في ليلة ثماني عشرة مضت من شهر رمضان ونزل القرآن في ليلة القدر.

٥٦ ـ وباسناده إلى حمران انه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر فلم ينزل القرآن إلّا في ليلة القدر.

٥٧ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان بن مهران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن ليلة القدر؟ قال: التمسها ليلة احدى وعشرين أو ليلة ثلاث وعشرين.

٥٨ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن علي بن أبي حمزة الثمالي قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له أبو بصير: جعلت فداك الليلة التي يرجى فيها ما يرجى؟ فقال: في احدى وعشرين أو ثلاث وعشرين قال: فان لم أقو على كلتيهما فقال: ما أيسر ليلتين فيما تطلب، قلت: فربما رأينا الهلال عندنا وجاءنا من يخبرنا بخلاف ذلك من أرض اخرى، فقال: ما أيسر أربع ليال تطلبها فيها قلت: جعلت فداك ليلة ثلاث وعشرين ليلة الجهني(١) فقال: إنّ ذلك ليقال، فقلت: جعلت فداك ان سليمان بن خالد روى في تسع عشرة يكتب وفد الحاج فقال لي: يا أبا محمّد وفد الحاج يكتب في ليلة القدر والمنايا والبلايا والأرزاق وما يكون إلى مثلها في قابل فاطلبها في ليلة احدى وعشرين وثلاث وعشرين وصل في

__________________

(١) سيأتى حديث الجهني تحت رقم ٦٧.

٦٢٦

كل واحدة منهما مأة ركعة وأحيهما ان استطعت إلى النور(١) واغتسل فيهما قال: قلت: فان لم أقدر على ذلك وانا قائم؟ قال: فصل وأنت جالس، قال: قلت: فان لم أستطع قال: فعلى فراشك لا عليك أن تكتحل أول الليل بشيء من النوم، ان أبواب السماء تفتح في رمضان وتصفد(٢) الشياطين، وتقبل أعمال المؤمنين، نعم الشهر رمضان، كان يسمى على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المرزوق.

٥٩ ـ وباسناده إلى حمران أنه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر.

٦٠ ـ محمد بن يحيى عن أحمد محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال في حديث طويل: وغسل ليلة احدى وعشرين وغسل ليلة ثلاث وعشرين سنة لا تتركها، فانه يرجى في إحديهن ليلة القدر.

٦١ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن إسحق بن عمار قال: سمعته يقول وناس يسألونه، يقولون: الأرزاق تقسم ليلة النصف من شعبان؟ قال: فقال: لا والله ما ذلك إلّا في ليلة تسعة عشر من شهر رمضان، واحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، فان في تسعة عشر يلتقي الجمعان، وفي ليلة احدى وعشرين يفرق كل أمر حكيم، وفي ليلة ثلاث وعشرين يمضى ما أراد الله تعالى من ذلك، وهي ليلة القدر التي قال الله تعالى( خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) قال: قلت: ما معنى قوله: يلتقي الجمعان؟ قال: يجمع الله فيها ما أراد من تقديمه وتأخيره وإرادته وقضائه، قال: قلت: فما معنى يمضيه في ثلاث وعشرين؟ قال: انه يفرقه في ليلة احدى وعشرين إمضاؤه، ويكون له فيه البداء، فاذا كانت ليلة ثلاث وعشرين أمضاه فيكون من المحتوم الذي لا يبدو له فيه تبارك وتعالى.

٦٢ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ابن بكير عن زرارة

__________________

(١) قال الفيض (ره): النور كناية عن انفجار الصبح بالفلق.

(٢) الصد: القيد والشد.

٦٢٧

قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : التقدير في ليلة القدر تسعة عشر والإبرام في ليلة احدى وعشرين، والإمضاء في ليلة ثلاث وعشرين.

٦٣ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن فضال عن أبي جميلة عن رفاعة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ليلة القدر هي أول السنة وهي آخرها(١) .

٦٤ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن ربيع المسلي وزياد ابن أبي الحلال ذكراه عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: في تسعة عشر من شهر رمضان التقدير، وفي ليلة احدى وعشرين القضاء، وفي ليلة ثلاث وعشرين إبرام ما يكون في السنة إلى مثلها لله جل ثناؤه وسيفعل ما يشاء في خلقه.

٦٥ ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحسين عن محمد بن عيسى عن أيوب بن يقطين أو غيره منهمعليهم‌السلام دعاء العشر الأواخر تقول في الليلة الاولى إلى ان قال: وتقول في الليلة الثالثة يا رب ليلة القدر وجاعلها خيرا من ألف شهر ورب الليل والنهار، الدعاء.

٦٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن حمران عن سفيان بن السمط قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : الليالي التي يرجى فيها من شهر رمضان؟ فقال: تسع عشرة واحدى وعشرين وثلاث وعشرين، قلت. فان أخذت إنسانا الفترة أو علة ما المعتمد عليه من ذلك؟ فقال: ثلاث وعشرين.

٦٧ ـ وفي رواية عبد الله بن بكير عن زرارة عن أحدهماعليه‌السلام قال: سألته عن الليالي التي يستحب فيها الغسل في شهر رمضان؟ فقال: ليلة تسع عشرة وليلة احدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وقال: ليلة ثلاث وعشرين هي ليلة الجهني

__________________

(١) قال المجلسي (ره). قال الوالد العلامة: الظاهر ان الاولية باعتبار التقدير أي أول السنة التي يقدر فيها الأمور لليلة القدر، والاخرية باعتبار المجاورة، فان ما قدر في السنة الماضية انتهى إليها كما وردان أول السنة التي يحل فيها الاكل والشرب يوم الفطر، أو أن عملها يكتب في آخر السنة الاولى، وأول السنة الثانية كصلاة الصبح في أول الوقت، أو يكون أول السنة باعتبار تقدير ما يكون في السنة الآتية وآخر السنة المقدر فيها الأمور.

٦٢٨

وحديثه أنّه قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان منزلي ناء عن المدينة، فمرني بليلة ادخل فيها فأمره بليلة ثلاث وعشرين، قال مصنف هذا الكتابرحمه‌الله : واسم الجهني عبد الله بن أنيس الأنصاري، انتهى.

٦٨ ـ في أصول الكافي عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل وفيه قال السائل: يا بن رسول الله كيف اعرف ان ليلة القدر تكون في كل سنة؟ قال: إذا أتى شهر رمضان فاقرء سورة الدخان في كل ليلة مأة مرة، فاذا أتت ليلة ثلاث وعشرين فانك ناظر إلى تصديق الذي سألت عنه.

٦٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من نام في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم لم يحج تلك السنة، وهي ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، الحديث وستقف عليه بتمامه إنْ شاء الله.

٧٠ ـ في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن زرارة عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن ليلة القدر؟ قال: في ليلتين ليلة ثلاث وعشرين واحدى وعشرين، فقلت: أفرد لي إحديهما فقال: وما عليك ان تعمل في ليلتين هي إحديهما.

٧١ ـ وعن شهاب بن عبد ربه قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام أخبرني بليلة القدر فقال: ليلة احدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين.

٧٢ ـ وعن حماد بن عثمان عن حسان بن أبي على قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن ليلة القدر، قال: اطلبها في تسع عشرة واحدى وعشرين وثلاث وعشرين.

٧٣ ـ وقيل انها ليلة سبع وعشرين عن أبيّ بن كعب وعائشة وروى عن ابن عباس وابن عمر قال ابن عمر: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تحروها ليلة سبع وعشرين.

٧٤ ـ وعن زر بن حبيش قال: قلت لأبي يا أبا المنذر من أين علمت انها ليلة سبع وعشرين؟ قال: بالاية التي أنبأ بها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: تطلع الشمس غداتئذ

٦٢٩

كأنها طشت ليس لها شعاع.

٧٥ ـ وروى عن أبي بكرة قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: التمسوها في العشر الأواخر في تسع بقين أو سبع بقين أو خمس بقين أو ثلاث بقين أو آخر ليلة.

٧٦ ـ وروى انها ليلة الفرقان في صبيحتها التقى الجمعان وروى مرفوعا عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: التمسوها في العشر الأواخر من رمضان.

٧٧ ـ قال أبو سعيد الخدري: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها، ورأيتنى اسجد في ماء وطين فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر قال: فأبصرت عيناي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله انصرف وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين من صبيحة احدى وعشرين أورده البخاري في الصحيح.

٧٨ ـ وعن علىٍّعليه‌السلام ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يوقظ اهله في العشر الأواخر من رمضان.

٧٩ ـ عن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا رسول الله: انى رأيت في النوم كان ليلة القدر هي ليلة سابعة تبقى؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ارى رؤياكم قد تواطأت على ثلاث وعشرين، فمن كان منكم يريد أن يقوم من الشهر شيئا فليقم ليلة ثلاث وعشرين وعن عمر بن الخطاب أنّه قال لأصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قد علمتم ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في ليلة القدر: اطلبوها في العشر الأواخر وترا.

٨٠ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى الأصبغ بن نباتة عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليُّ أتدري ما معنى ليلة القدر؟ فقلت: لا يا رسول الله، فقال: إنّ الله تبارك وتعالى قدر فيها ما هو كائن إلى يوم القيامة، فكان فيما قدرعزوجل ولايتك وولاية الائمة من ولدك إلى يوم القيامة.

٨١ ـ وباسناده إلى المفضل بن عمر قال: ذكر أبو عبد اللهعليه‌السلام ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) قال: ما أبين فضلها على الشهور، قال قلت وأى شيء فضلها؟ قال نزلت ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام فيها، قلت في ليلة القدر التي ترتجيها في شهر رمضان؟ قال نعم هي ليلة القدر قدرت فيها السموات والأرض، وقدرت ولاية أمير المؤمنينعليه‌السلام فيها.

٦٣٠

٨٢ ـ في عيون الأخبار في باب مجلس الرضاعليه‌السلام مع سليمان المروزي قال سليمان للرضا: ألا تخبرني عن( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) في أي شيء نزلت؟ قال: يا سليمان ليلة القدر يقدر اللهعزوجل فيها ما يكون من السنة إلى السنة، من حياة أو موت أو خيرا أو شر أو رزق، فما قدره في تلك الليلة فهو من المحتوم، قال سليمان: الآن فهمت جعلت فداك.

٨٣ ـ وفي باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها من الرضاعليه‌السلام فان قيل: فلم جعل الصوم في شهر رمضان دون ساير الشهور؟ قيل: لان شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن [وفيه فرق بين الحق والباطل كما قال اللهعزوجل :( شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ ) ] وفيه نبئ محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفيها يفرق كل أمر حكيم، وهو رأس السنة يقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر أو مضرة أو منفعة أو رزق أو أجل ولذلك سميت ليلة القدر.

٨٤ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران انه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) قال: نعم ليلة القدر وهي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر، فلم ينزل القرآن إلّا في ليلة القدر، قال الله تعالى:( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمر حَكِيمٍ ) قال: يقدر في ليلة القدر كل شيء يكون في تلك السنة (الليلة خ ل) إلى مثلها من قابل، خير وشر وطاعة ومعصية ومولود وأجل ورزق، فما قدر في تلك السنة وقضى فهو المحتوم ولله تعالى فيه المشية، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. وستقف على تمامه ان شاء الله تعالى عند قولهعزوجل : «( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) .

٨٥ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهماعليهما‌السلام قال: وسأل عن ليلة القدر؟ فقال: تنزل فيها الملئكة والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون في أمر السنة وما

٦٣١

وما يصيب العباد، وامره عنده موقوف وفيه المشية، فيقدم ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ويمحو ويثبت وعنده أم الكتاب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٨٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إذا كان ليلة القدر نزلت الملئكة والروح والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون من قضاء الله تبارك وتعالى في تلك السنة، فاذا أراد الله ان يقدم شيئا أو يؤخره أو ينقص أمر الملك أن يمحو ما شاء، ثم اثبت الذي أراد قلت: وكل شيء هو عنده ومثبت في كتاب؟ قال: نعم قلت: فأى شيء يكون بعده؟ قال: سبحان الله ثم يحدث الله أيضا ما يشاء تبارك وتعالى.

٨٧ ـ أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله:( وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها ) قال: إنّ عند الله كتبا موقوفة يقدم منها ما يشاء ويؤخر، فاذا كان ليلة القدر أنزل الله فيها كل شيء يكون إلى مثلها، فذلك قولهعزوجل :( وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها ) إذا أنزله وكتبه كتاب السموات، وهو الذي لا يؤخره.

٨٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من نام في الليلة التي يفرق كل أمر حكيم لم يحج تلك السنة، وهي ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان. لان فيها يكتب وفد الحاج وفيها تكتب الأرزاق والآجال وما يكون من السنة إلى السنة قال: قلت: فمن لم يكتب في ليلة القدر لم يستطيع الحج؟ فقال: لا، فقلت: كيف يكون هذا؟ قال: لست في خصومتكم في شيء، هذا الأمر.

٨٩ ـ في أصول الكافي محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كان علي بن الحسينعليه‌السلام يقول:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) صدق اللهعزوجل أنزل القرآن في ليلة القدر( وَما

٦٣٢

أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا أدري قال اللهعزوجل ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) ليس فيها ليلة القدر.

٩٠ ـ في الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحق بن عمار عن المسمعي انه سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يوصى ولده إذا دخل شهر رمضان فاجهدوا أنفسكم فان فيه تقسم الأرزاق وتكتب الآجال، وفيه يكتب وفد الله الذين يفدون اليه. وفيه ليلة، العمل فيها خير من العمل في الف شهر.

٩١ ـ وباسناده إلى أبي الورد عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: خطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الناس في آخر جمعة من شعبان، فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من الف شهر، وهو شهر رمضان، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٢ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قالوا: قال له بعض أصحابنا ـ قال: ولا أعلمه إلّا سعيد السمان ـ كيف تكون( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) ؟ قال: العمل فيها خير من العمل في الف شهر ليس فيها ليلة القدر.

٩٣ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له:( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) أي شيء عنى بذلك؟ فقال: العمل الصالح فيها من الصلوة والزكاة وأنواع الخير خير من العمل في الف شهر ليس فيها ليلة القدر، ولو لا ما يضاعف الله تبارك وتعالى للمؤمنين ما بلغوا ولكن الله يضاعف لهم الحسنات. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم قوله:( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) قال: رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كأن قرودا تصعد منبره فغمه ذلك، فأنزل الله سورة القدر( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) تملكه بنو أميّة ليس فيها ليلة القدر.

٦٣٣

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم فيما نقلنا عن الكافي وعن سند الصحيفة السجادية، وعن مجمع البيان، وعن كتاب الاحتجاج لبيان سبب النزول ما فيه بيان لقولهعزوجل :( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) فليراجع فهو مسطور سابقا على هذا الترتيب.

٩٥ ـ في أصول الكافي وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان عليٌّعليه‌السلام كثيرا ما يقول: اجتمع التيمي والعديّ: عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقرأ «انا أنزلناه» بتخشّع وبكاء، فيقولان: ما أشدّ دقتك لهذه السورة؟ فيقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لـما رأت عيني ووعى قلبي ولـما يرى قل هذا من بعدي، فيقولان: وما الذي رأيت؟ قال: فيكتب لهما في التراب( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) قال: ثم يقول هل بقي شيء بعد قولهعزوجل : «كل امر»؟ فيقولان: لا فيقول: هل تعلمان من المنزل إليه بذلك؟ فيقولان: أنت يا رسول الله، فيقول نعم فيقول هل تكون ليلة القدر من بعدي؟ فيقولان: نعم قال فيقول: فهل ينزل ذلك الأمر فيها؟ فيقولان نعم قال: فيقول: إلى من؟ فيقولان: لا ندري فيأخذ برأسي ويقول ان لم تدريا فادريا، هو هذا من بعدي، قال: فان كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من شدة ما يداخلهما من الرعب.

٩٦ ـ محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وذكر كلاما طويلا بين الياس والباقرعليهما‌السلام وفي أثنائه قال الياس للباقرعليه‌السلام : ما سألتك عن أمرك وبى منه جهالة غير انى أحببت ان يكون هذا الحديث قوة لأصحابك وسأخبرك بآية أنت تعرفها ان خاصموا بها فلجوا(١) قال: فقال له أبي إنْ شئت أخبرتك بها! قال: قد شئت قال: إنّ شيعتنا ان قالوا لأهل الخلاف لنا: ان اللهعزوجل يقول لرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) إلى آخرها فهل كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يعلم من العلم شيئا لا يعلمه في تلك الليلة أو

__________________

(١) أي ظفروا.

٦٣٤

يأتيه به جبرئيلعليه‌السلام في غيرها؟ فإنهم سيقولون: لا فقل لهم: فهل كان لـما علم بد من أن يظهر؟ فيقولون: لا، فقل لهم: فهل كان فيما أظهر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من علم الله عز ذكره اختلاف؟ فان قالوا: لا فقل لهم فمن حكم بحكم الله فيه اختلاف فهل خالف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فيقولون: نعم، فان قالوا: لا، فقد نقضوا أول كلامهم، فقل لهم: ما يعلم تأويله إلّا الله والراسخون في العلم، فان قالوا: من الراسخون في العلم؟ فقل: من لا يختلف في علمه فان قالوا: فمن هو ذاك؟ فقل: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صاحب ذلك، فهل بلغ أو لا؟ فان قالوا: قد بلغ فقل: فهل ماتصلى‌الله‌عليه‌وآله والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف؟ فان قالوا: لا فقل: ان خليفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مؤيد ولا يستخلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا من يحكم بحكمه، وإلّا من يكون مثله إلّا النبوة، وان كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده، فان قالوا لك: فان علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان من القرآن، فقل: «( حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ، إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ ) القدر» إلى قوله:( إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ) فان قالوا لك لا يرسل اللهعزوجل إلّا إلى نبي فقل: هذا الأمر الحكيم الذي يفرق فيه هو من الملئكة والروح التي تنزل من سماء إلى سماء أو من سماء إلى أرض، فان قالوا: من سماء إلى سماء فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية، فان قالوا: من سماء إلى أرض وأهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك، فقل: فهل لهم بد من سيد يتحاكمون اليه؟ فان قالوا: فان الخليفة هو حكمهم، فقل:( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ ) إلى قوله:( خالِدُونَ ) ولعمري ما في الأرض ولا في السماء وليٌّ لله عز ذكره إلّا وهو مؤيد، ومن أيد لم يخط. وما في الأرض عدو لله عزّ ذكره إلّا وهو مخذول ومن خذل لم يصب، كما أن الأمر لا بد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض، كذلك لا بد من وال، فان قالوا: لا نعرف هذا فقل: قولوا: ما أحببتم، أبى اللهعزوجل بعد محمّد أن يترك العباد ولا حجة عليهم.(١)

__________________

(١) لهذا الحديث وكذا الأحاديث الآتية المنقولة عن أصول الكافي شرح طويل عن المجلسي (ره) راجع ج ٧ من كتاب بحار الأنوار صفحة ٢٠١ ـ ٢٠٦ ط كمبانى.

٦٣٥

٩٧ ـ وباسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال اللهعزوجل : في ليلة القدر:( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمر حَكِيمٍ ) يقول: ينزل فيها كل أمر حكيم، والمحكم ليس بشيئين انما هو شيء واحد فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم اللهعزوجل . ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى انه مصيب قد حكم بحكم الطاغوت، انه لينزل في ليلة القدر إلى وليّ الأمر تفسير الأمور سنة سنة، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا، وفي أمر الناس بكذا وكذا، وانه ليحدث لوليّ الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله عز ذكره الخاص والمكنون العجيب المخزون، مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ؛ ثم قرأ: «( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .

٩٨ ـ وباسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان عليّ بن الحسين صلوات الله عليه يقول:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) صدق اللهعزوجل أنزل القرآن في ليلة القدر:( وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا أدرى قال اللهعزوجل :( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) ليس فيها ليلة القدر قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وهل تدري لم هي خير من الف شهر؟ قال لا قال: لأنها( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) وإذا اذن اللهعزوجل بشيء فقد رضيه إلى قوله ثم قال في بعض كتابه( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) في( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) وقال في بعض كتابه:( وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) يقول في الآية الاولى: ان محمدا حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر اللهعزوجل : مضت ليلة القدر مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فهذه فتنة أصابتهم خاصة وبها ارتدوا على أعقابهم، لأنهم ان قالوا: لم تذهب فلا بد ان يكون للهعزوجل فيها امر، وإذا أقروا بالأمر لم يكن له من صاحب بد.

٩٩ ـ وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة انا أنزلناه تفلحوا، فو الله انها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ وانها لسيدة دينكم، وانها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا «بحم والكتاب،( إِنَّا أَنْزَلْناهُ

٦٣٦

فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ) فانها لولاة الأمر خاصة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

١٠٠ ـ وعن أبي جعفرعليه‌السلام قال: لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما خلق الله الدنيا، ولقد خلق فيها أول نبي يكون وأول وصيٍّ يكون، ولقد قضى ان يكون في كل سنة يهبط فيها بتفسير الأمور إلى مثلها من السنة المقبلة، من جحد ذلك فقد رد على اللهعزوجل علمه لأنه لا يقوم الأنبياء والرسل والمحدّثون إلّا ان تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة من الحجة التي يأتيهم بها جبرئيلعليه‌السلام قلت: والمحدثون أيضا يأتيهم جبرئيل أو غيره من الملئكةعليهم‌السلام ، قال: اما الأنبياء والرسل صلى الله عليهم فلا شك ولا بد لمن سواهم من أول يوم خلقت فيه الأرض إلى آخر فناء الدنيا ان تكون على وجه الأرض حجة ينزل ذلك في تلك الليلة إلى من أحب من عباده، وايم الله لقد نزل الروح والملائكة بالأمر في ليلة القدر على آدم، وايم الله ما مات آدم إلّا وله وصيٌّ وكل من بعد آدم من الأنبياء قد أتاه الأمر فيها، ووضع لوصيه من بعده، وايم الله ان كان النبي ليؤمر فيما يأتيه من الأمر في تلك الليلة من آدم إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ان أوص إلى فلان، ثم قال أبو جعفرعليه‌السلام : فضل ايمان المؤمن بحمله «انا أنزلناه» وبتفسيرها على من ليس مثله في الايمان بها، كفضل الإنسان على البهائم وان اللهعزوجل ليدفع بالمؤمنين بها على الجاحدين لها في الدنيا لكمال عذاب الاخرة لمن علم انه لا يتوب منهم ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين، ولا اعلم ان في هذا الزمان جهاد إلّا الحج والعمرة والجوار.

١٠١ ـ قال: وقال رجل لأبي جعفرعليه‌السلام : يا ابن رسول الله لا تغضب عليَّ قال: لماذا؟ قال: لـِما أريد ان أسئلك عنه، قال: قل، قال: ولا تغضب؟ قال: ولا اغضب قال: أرأيت قولك في ليلة القدر: وتنزل الملئكة والروح فيها إلى الأوصياء يأتونهم بأمر لم يكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد علمه، أو يأتونهم بأمر كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يعلمه وقد علمت ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مات وليس شيء من علمه إلّا وعليٌّعليه‌السلام له واع؟ قال أبو جعفرعليه‌السلام : ما لي ولك أيها الرجل ومن أدخلك عليَّ؟ قال: أدخلني عليك القضاء لطلب الدين قال: فافهم ما أقول لك ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما أسرى به لم يهبط حتى أعلمه الله

٦٣٧

جل ذكره ما قد كان وما سيكون، وكان كثير من علمه ذلك جملا يأتى تفسيرها في ليلة القدر، وكذلك كان عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قد علم جمل العلم وباقي تفسيره في ليالي القدر كما كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال السائل: أو ما كان في الجمل تفسير قال بلى ولكنه انما يأتى بالأمر من الله تعالى في ليالي القدر إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والى الأوصياء افعل كذا وكذا، لأمر قد كانوا علموه، أمروا كيف يعملون فيه؟ قلت: فسر لي هذا، قال: لم يمت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا حافظا لجملة العلم وتفسيره قلت: فالذي كان يأتيه في ليالي القدر علم ما هو؟ قال: الأمر واليسر فيما كان قد علم، قال السائل: فما يحدث لهم في ليالي القدر علم سوى ما علموا؟ قال: هذا مما قد أمروا بكتمانه، ولا يعلم تفسير ما سئلت عنه إلّا اللهعزوجل ، قال السائل: فهل يعلم الأوصياء ما لم يعلم الأنبياء؟ قال: لا وكيف يعلم وصيّ غير علم ما أوصى الله اليه؟ قال السائل: فهل يسعنا ان نقول ان أحدا من الوصاة يعلم ما لم يعلم الاخر؟ قال: لا لم يمت نبي إلّا وعلمه في جوف وصيه، وإنّما تنزل الملائكة والروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد، قال السائل: وما كان علموا ذلك الحكم؟ قال: بلى قد علموه ولكنهم لا يستطيعون إمضاء شيء منه حتى يؤمروا في ليالي القدر كيف يصنعون إلى السنة المقبلة، قال السائل: يا أبا جعفر لا أستطيع انكار هذا.

قال أبو جعفرعليه‌السلام : من أنكره فليس منا في شيء، قال السائل: يا أبا جعفر أرايت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله هل كان يأتيه في ليالي القدر شيء لم يكن علمه؟ قال: لا يحل لك ان تسأل عن هذا، اما علم ما كان وما سيكون فليس يموت نبي ولا وصيٌّ إلّا والوصيّ الذي بعده يعلمه اما هذا العلم الذي تسأل عنه، فان الله عزّ وعلا أبى أنْ يطلع الأوصياء عليه إلّا أنفسهم.

١٠٢ ـ وقال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : لـما ترون من بعثه اللهعزوجل : للشقاء على أهل الضلالة من أجناد الشياطين وأرواحهم أكثر مما ترون مع خليفة الله الذي بعثه للعدل والثواب من الملائكة، قيل: يا أبا جعفر وكيف يكون شيء أكثر من الملائكة قال كما شاء اللهعزوجل ، قال السائل: يا أبا جعفر انى لو حدّثت بعض الشيعة بهذا الحديث

٦٣٨

لأنكروه؟ قال: وكيف ينكروه قال: يقولون ان الملائكةعليهم‌السلام أكثر من الشياطين؟ قال صدقت افهم عنى ما أقول، انه ليس من يوم ولا ليلة إلّا وجميع الجن والشياطين يزورون أئمة الضلال وتزور امام الهدى عددهم من الملائكة حتى إذا أتت ليلة القدر، فهبط فيها من الملائكة إلى وليّ الأمر خلق الله ـ أو قال قبض الله ـعزوجل من الشياطين بعددهم ثم زاروا وليّ الضلالة فأتوه بالإفك والكذب حتى لعله يصبح، فيقول: رأيت كذا وكذا، فلو سأل وليّ الأمر عن ذلك لقال: رأيت شيطانا أخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيرا ويعلمه الضلالة التي هو عليها، وأيم الله ان من صدَّق بليلة القدر ليعلم انها لنا خاصة، لقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليٍّعليه‌السلام حين دنا موته: هذا وليكم من بعدي، فان أطعتموه رشدتم ولكن من لا يؤمن بما في ليلة القدر منكر. ومن آمن بليلة القدر ممن على غير رأينا فانه لا يسعه في الصدق إلّا أن يقول انها لنا، ومن لم يقل فانه كاذب، ان اللهعزوجل أعظم من أن ينزل الأمر مع الروح والملائكة إلى كافر فاسق، فان قال: انه ينزل إلى الخليفة الذي هو عليها فليس قولهم ذلك بشيء وان قالوا: انه ليس ينزل إلى أحد فلا يكون أن ينزل شيء إلى غير شيء، وان قالوا: سيقولون ليس هذا بشيء فقد ضلوا ضلالا بعيدا.

وفي الحديث كلام يسير حذفناه لعدم مسيس الحاجة اليه.

١٠٣ ـ محمد بن الحسن عن محمد بن أسلم عن علي بن أبي حمزة عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سمعته يقول: ما من ملك يهبطه الله في أمر ما يهبطه إلّا بدأ بالإمام فعرض ذلك عليه وان مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر.

١٠٤ ـ علي بن محمد عن عبد الله بن إسحق العلوي عن محمد بن زيد الرزامي عن محمد بن سليمان الديلمي عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا وفيه قلت: جعلت فداك الروح ليس هو جبرئيل؟ قال: الروح أعظم من جبرئيل، ان جبرئيلعليه‌السلام من الملائكة وان الروح هو خلق أعظم من الملائكةعليهم‌السلام ، أليس يقول الله تبارك وتعالى( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ )

٦٣٩

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم فيما نقلنا عن كتاب معاني الأخبار في بيان معنى ليلة القدر، ثم ما نقلناه عن عيون الاخبار، وعن الكافي، وعن تفسير علي بن إبراهيم، وعن كتاب علل الشرائع، ما فيه بيان لقولهعزوجل :( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) فليراجع وهو مسطور سابقا بهذا الترتيب.

١٠٥ ـ في بصائر الدرجات إبراهيم بن هاشم عن أبي عمير الهمداني عن يونس عن داود بن فرقد عن أبي المهاجر عن أبي الهذيل عن أبي جعفر قال: قال يا أبا هذيل انا لا نخفى علينا ليلة القدر، ان الملائكة يطوفون بنا فيها.

١٠٦ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن الحسن بن موسى عن سعيد بن يسار قال: كنت عند المعلى بن خنيس إذ جاء رسول أبي عبد اللهعليه‌السلام فقلت له: سله عن ليلة القدر. فلما رجع قلت: سألته؟ قال: نعم فأخبرني بما أردت وما لم أرد فقال: إنّ الله يقضى فيها مقادير تلك السنة ثم يقذف به إلى الأرض فقلت: إلى من؟ قال: إلى من ترى يا عاجز ـ أو يا ضعيف ـ.

١٠٧ ـ عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ نطفة الامام من الجنة، وإذا وقع من بطن امه إلى الأرض وقع وهو واضع يده على الأرض رافع رأسه إلى السماء، قلت جعلت فداك ولم ذاك؟ قال: لان مناديا يناديه من جو السماء من بطنان العرش من الأفق الأعلى: يا فلان بن فلان ثبت فانك صوتي من خلقي وعيبة علمي لك ولمن تولاك أوجبت رحمتي، ومنحت جناني وأحللت جواري، ثم وعزتي وجلالي لاصلين من عاداك أشد عذابي وان أوسعت عليهم في دنياي من سعة رزقي، قال: فاذا انقضى صوت المنادي أجابه هو:( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إله إلّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إله إلّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ، فاذا قالها أعطاه العلم الاول والعلم الاخر، واستحق زيادة الروح في ليلة القدر.

١٠٨ ـ الحسن بن أحمد بن محمد عن أبيه عن الحسن بن عباس بن جريش انه عرضه على أبي جعفرعليه‌السلام فأقر به. قال: وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان القلب الذي

٦٤٠

يعاين ما ينزل في ليلة القدر لعظيم الشأن، قيل: وكيف ذاك يا أبا عبد الله؟ قال: يشق والله بطن ذلك الرجل ثم يؤخذ قلبه ويكتب عليه بمداد النور ذلك العلم، ثم يكون القلب مصحفا للبصر ويكون الاذن واعية للبصر، ويكون اللسان مترجما للاذن، إذا أراد ذلك الرجل علم شيء نظر ببصره وقلبه فكأنه تنظر في كتاب، فقلت له بعد ذلك: فكيف العلم في غيرها أيشق القلب فيه أم لا؟ قال: لا يشق ولكن الله يلهم ذلك الرجل بالقذف في القلب حتى يخيل إلى الاذن انه تكلم بما شاء الله من علمه والله واسع عليم.

١٠٩ ـ عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن عبد الله عن يونس عن عمرو بن يزيد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أرأيت من لم يقر بما يأتكم في ليلة القدر كما ذكرت ولم يجحده؟ قال: إذا قامت عليه الحجة ممن يثق به في علمنا فلم يثق به فهو كافر، وأمّا من لم يسمع ذلك فهو في عذر حتى يسمع، ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين.

١١٠ ـ وفيه بعد ان قال الحسن بن أحمد عن أحمد بن محمد عن العباس بن جريش عن أبي جعفرعليه‌السلام : وبهذا الاسناد قال: لـمّا قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هبط جبرئيل ومعه الملائكة والروح الذي كانوا يهبطون في ليلة القدر، قال: ففتح لأمير المؤمنينعليه‌السلام بصره، فرآهم في منتهى السموات إلى الأرض يغسلون النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله معه ويصلون عليه ويحفرون له، والله ما حفر له غيرهم حتى إذا وضع في قبره نزلوا فوضعوه، فتكلم وفتح لأمير المؤمنينعليه‌السلام فسمعه يوصيهم، فبكى وسمعهم يقولون لا يألونه جهدا وإنّما هو صاحبنا بعدك إلّا انه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه، قال. فلما مات أمير المؤمنين رأى الحسن والحسينعليهما‌السلام مثل الذي كان رأى ورأيا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أيضا يعين الملائكة مثل الذي صنعه بالنبي حتى إذا مات الحسن رأى منه الحسين مثل ذلك، وراى النبي وعليا يعينان الملائكة حتى إذا مات الحسينعليه‌السلام رأى علي بن الحسين منه مثل ذلك، ورأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليا والحسن يعينون الملائكة حتى إذا مات علي بن الحسين

٦٤١

عليه‌السلام رأى محمد بن عليعليه‌السلام مثل ذلك، وراى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليا والحسن والحسينعليه‌السلام يعينون الملائكة حتى إذا مات محمد بن عليعليه‌السلام رأى جعفر مثل ذلك وراى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليا والحسن والحسين وعلي بن الحسينعليهم‌السلام يعينون الملائكة حتى إذا مات جعفر وراى موسىعليه‌السلام مثل ذلك وهكذا يجرى إلى آخرنا.

١١١ ـ وباسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال عليٌّعليه‌السلام في صبيحة أول ليلة القدر التي كانت بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سلوني فو الله لا تسألونى عن شيء إلّا أخبرتكم بما يكون إلى ثلاثمأة وستين يوما من الذر فما دونها وما فوقها، ثم لأخبرتكم بشيء من ذلك لا بتكلف ولا برأي ولا بادعاء في علم إلّا من علم الله تبارك وتعالى وتعليمه، والله لا يسألني أهل التوراة ولا أهل الإنجيل ولا أهل الزبور ولا أهل الفرقان إلّا فرقت بين أهل كل كتاب بحكم ما في كتابهم.

١١٢ ـ وباسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام انه سئل أرأيت ما تعلمونه في ليلة القدر هل تمضى تلك السنة وبقي منه شيء لم تتكلموا به؟ قال: لا والذي نفسي بيده لو انه فيما علمنا في تلك الليلة ان أنصتوا لأعدائكم فنصتنا فالنصت أشد من الكلام.

١١٣ ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) قال: ينزل فيها ما يكون من السنة إلى السنة من موت أو مولود، قلت له: إلى من؟ قال: إلى من عسى ان يكون، ان الناس في تلك الليلة في صلوة دعاء ومسألة، وصاحب هذا الأمر في شغل نزول الملائكة إليه بأمور السنة من غروب الشمس إلى طلوعها من كل أمر سلام هي له إلى ان يطلع الفجر.

١١٤ ـ في الصحيفة السجادية في دعائهعليه‌السلام إذا دخل شهر رمضان: ثمّ فضل ليلة واحدة من لياليه على ليالي ألف شهر وسماها ليلة القدر،( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلامٌ ) دائم البركة إلى طلوع الفجر على ما يشاء من عباده بما أحكم من قضائه.

١١٥ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال: قال أبو عبد الله

٦٤٢

عليه‌السلام : كان عليّ بن الحسينعليه‌السلام يقول:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) صدق اللهعزوجل انزل القرآن في ليلة القدر إلى ان قال:( سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) يقول تسلم عليك يا محمد ملائكتي وروحي بسلامي من أول ما يهبطون إلى مطلع الفجر.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم في أوائل ما نقلنا في بيان هذه السورة مما أخذنا من كتاب جعفر بن محمد الدوريستي، ثم ما أخذنا من مجمع البيان بعده بلا فصل، ما يصلح ان يكون بيانا لقولهعزوجل :( سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من قرأ سورة «لم يكن الذين» كان بريئا من الشرك، وادخل في دين محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وبعثه اللهعزوجل مؤمنا وحاسبه حسابا يسيرا.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرأها كان يوم القيامة مع خير البرية مسافرا ومقيما.

٣ ـ عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو يعلم الناس ما في( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ) لعطلوا الأهل والمال وتعلموها، فقال رجل من خزاعة: ما فيها من الأجر يا رسول الله؟ قال: لا يقرأها منافق أبدا ولا عبد في قلبه شك في اللهعزوجل ، والله ان الملائكة المقربين ليقرؤنها منذ خلق الله السماوات والأرض لا يفترون من قراءتها، وما من عبد يقرأها بليل إلّا بعث الله ملائكة يحفظونه في دينه ودنياه، ويدعون له بالمغفرة والرحمة، فان قرأها نهارا أعطى عليها من الثواب مثل ما أضاء عليها النهار وأظلم عليه الليل.

٤ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر قال: رفع إلى أبو الحسنعليه‌السلام مصحفا وقال لا تنظر فيه، ففتحته وقرأت فيه:( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ) فوجدت فيها اسم سبعين رجلا من قريش بأسمائهم و

٦٤٣

أسماء آبائهم، قال: فبعث الى: ابعث إلى بالمصحف.

٥ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال: مما قال هارون لأبي الحسن موسىعليه‌السلام حين أدخل عليه: ما هذه الدار ودار من هي؟ قال: لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة، قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟ قال: أخذت منه عامرة ولا يأخذها إلّا معمورة، فقال: اين شيعتك فقرأ أبو الحسنعليه‌السلام :( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ) قال: فنحن كفار؟ قال: لا ولكن كما قال:( أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ) فغضب عند ذلك وغلظ عليه.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ) يعنى قريشا( وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ ) قال: هم في كفرهم( حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ) .

٧ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: البينة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٨ ـ في مجمع البيان( حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ) اللفظ لفظ الاستقبال ومعناه المضي وقوله: «البينة» يريد محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله عن ابن عباس ومقاتل وقوله: رسول من الله بيان للبينة وتفسيرها، أي رسول من حبل الله يتلو عليهم صحفا مطهرة يعنى مطهرة في السماء ولا يمسها إلّا الملائكة المطهرون من الأنجاس عن الحسن والجبائي وهو محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أتاهم بالقرآن ودعاهم إلى التوحيد والايمان فيها أي في تلك الصحف كتب قيمة أي مستقيمة عادلة غير ذات عوج تبين الحق من الباطل وقيل مطهرة عن الباطل والكذب والزور يريد القرآن عن قتادة ويعنى بالصحف ما تضمنه الصحف من المكتوب فيها ويدل على ذلك ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يتلو عن ظهر قلبه لا عن كتاب، وقيل معناه رسول من الملائكة يتلو صحفا من اللوح المحفوظ عن أبي مسلم.

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله:( وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ) قال: لـمّا جاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالقرآن خالفوه وتفرقوا بعده قوله: حنفاء قال: طاهرين قال: قوله: ذلك

٦٤٤

دين القيمة أي دين قيم( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ ) قال: انزل الله عليهم القرآن فارتدوا وكفروا وعصوا أمير المؤمنين( أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال: نزلت في آل محمدعليهم‌السلام .

١٠ ـ في مجمع البيان وفي كتاب شواهد التنزيل للحاكم أبي القاسم الحسكانيرحمه‌الله قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ بالإسناد المرفوع إلى يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب علىعليه‌السلام قال: سمعت علياعليه‌السلام يقول: قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا مسنده إلى صدري فقال: يا عليُّ ألم تسمع قول الله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ؟ هم شيعتك وموعدي وموعدكم الحوض، إذا اجتمعت الأمم للحساب يدعون غرا محجلين.

١١ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فأقبل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قد أتاكم أخي ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال: والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ثم قال: انه أولكم ايمانا معى وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية، قال: فنزلت:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال: فكان أصحاب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أقبل علىعليه‌السلام قالوا: جاء خير البرية.

١٢ ـ وباسناده إلى المنذر بن محمد أن أباه أخبره عن عليِّ بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عليِّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من هدهد إلّا وفي جناحه مكتوب بالسريانية: آل محمّد خير البرية.

١٣ ـ وباسناده إلى يعقوب بن ميثم التمار مولى علي بن الحسين قال: دخلت على أبي جعفر فقلت له: جعلت فداك يا ابن رسول الله انى وجدت في كتب أبي أنّ عليّا قال لأبي ميثم أحبب حبيب آل محمّد وان كان فاسقا زانيا وأبغض مبغض آل

٦٤٥

محمّد وان كان صواما قواما فإنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول:( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ثمّ التفت إليَّ وقال: هم والله أنت وشيعتك يا عليُّ، وميعادك وميعادهم الحوض غدا غرا محجّلين متوّجين، فقال أبو جعفر: هكذا هو عيان في كتاب عليٍّ.

١٤ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله وقال الباقرعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّ مبتدئا:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) هم أنت وشيعتك، وميعادكم الحوض إذا حشر الناس جئت أنت وشيعتك شباعا مرويين غرا محجلين.

١٥ ـ في اعتقادات الامامية للصدوقرحمه‌الله وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : انا أفضل من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ومن جميع الملائكة المقربين، وانا خير البرية وسيد ولد آدم.

١٦ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن طاهر قال: كنت عند أبي جعفرعليه‌السلام فأقبل جعفرعليه‌السلام ، فقال أبو جعفر: هذا خير البرية أو أخير.

١٧ ـ أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن يونس بن يعقوب عن طاهر قال: كنت عند أبي جعفرعليه‌السلام فأقبل جعفرعليه‌السلام فقال: هذا خير البرية.

١٨ ـ أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن فضيل بن عثمان عن طاهر قال: كنت قاعدا عند أبي جعفر فأقبل جعفرعليه‌السلام فقال أبو جعفرعليه‌السلام : هذا خير البرية

١٩ ـ في روضة الكافي أحمد بن محمد عن علي بن الحسن التيمي عن محمد ابن عبد الله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم أهل الرضا عن الله جل ذكره برضاه عنكم، والملائكة إخوانكم في الخير، فاذا اجتهدتم ادعوا، وإذا غفلتم اجهدوا، وأنتم خير البرية، دياركم لكم جنة(١) وقبوركم لكم جنة. للجنة خلقتم وفي الجنة نعيمكم

__________________

(١) الجنة ـ بضم الجيم ـ: الستر.

٦٤٦

والى الجنة تصيرون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ وفي محاسن البرقي عنه عن يعقوب بن يزيد عن بعض الكوفيين عن عنبسة عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال: هم شيعتنا أهل البيت.

٢١ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) من كتاب محمد بن العباس بن مروان في تفسير قوله تعالى:( أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) وانها في مولانا علىعليه‌السلام وشيعته، ورواه مصنف الكتاب من نحو ستة وعشرين طريقا أكثرها من رجال ونحن نذكر منها طريقا واحدا بلفظها.

حدثنا أحمد بن محمد المحذور قال: حدّثنا الحسن بن عبيد بن عبد الرحمن الكندي قال: حدّثني محمد بن مسكين قال: حدّثني خالد بن السري الأودي قال: حدّثني النضر بن الياس قال: حدّثني عامر بن واثلة قال: خطبنا أمير المؤمنينعليه‌السلام على المنبر بالكوفة وهو اجيرات مجصص فحمد الله واثنى عليه وذكر الله بما هو اهله وصلى على نبيه ثم قال: ايها الناس سلوني فو الله لا تسألوني عن آية من كتاب الله إلّا حدّثتكم عنها متى نزلت بليل أو أنهار أو في مقام أو في سفر أم في سهل أم في جبل وفيمن نزلت أفي مؤمن أو منافق وما عنى بها أخاص أم عامة ولئن فقد تمونى لا يحدثكم أحد حديثي، فقام إليه ابن الكوا فلما بصر به قال بتعنت لا تسأل تعلما هات سل: فاذا سئلت فاعقل ما تسأل عنه فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول اللهعزوجل :( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) فسكت أمير المؤمنين فأعادها ثانية ابن الكوا فسكت فأعادها الثالثة فقال علىعليه‌السلام ورفع صوته: ويحك يا ابن الكوا أولئك نحن واتباعنا يوم القيامة غرا محجلين رواه مرويين يعرفون بسيماهم.

٢٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ) لا تصف الواصفون خير ما فيها( خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ) يريد رضى الله أعمالهم ورضوا عنه رضوا بثواب الله( ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ) يريد لمن يخاف ربه وتناهي عن معاصي اللهعزوجل .

٦٤٧

٢٣ ـ في روضة الكافي أحمد بن محمد عن علي بن الحسن التيمي عن محمد بن عبد الله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم أهل الرضا عن الله جل ذكره برضاه عنكم والملئكة إخوانكم في الخير فاذا اجتهدتم ادعوا، وإذا غفلتم اجهدوا، وأنتم خير البرية، دياركم لكم جنة وقبوركم لكم جنة. للجنة خلقتم وفي الجنة نعيمكم، والى الجنة تصيرون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا تملوا من قراءة( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ ) فان من كانت قراءته في نوافله لم يصبه الله بزلزلة أبدا ولم يمت بها، ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا، فاذا مات أمر به إلى الجنة، فيقول اللهعزوجل : عبدي أبحتك جنتي فاسكن منها حيث شئت وهويت، لا ممنوعا ولا مدفوعا.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها فكأنما قرأ البقرة وأعطى من الأجر كمن قرأ ربع القرآن.

٣ ـ وعن أنس بن مالك قال: سأل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله رجلا من أصحابه فقال: يا فلان هل تزوجت؟ قال: لا وليس عندي ما أتزوج به. قال: أليس معك( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ) ؟ قال: بلى قال: ربع القرآن، قال: أليس معك إذا زلزلت؟ قال: بلى قال: ربع القرآن ثم قال: تزوج تزوج تزوج.

٤ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن أبيه عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: لا تملوا من قراءة( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها ) فانه من كانت قراءته بها في نوافله لم يصبه اللهعزوجل بزلزلة أبدا، ولم يمت بها

٦٤٨

ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا حتى يموت، وإذا مات نزل عليه ملك كريم من عند ربه فيقعد عند رأسه فيقول: يا ملك الموت ارفق بولي الله، فانه كان كثيرا ما يذكرني ويذكر تلاوة هذه السورة، وتقول له السورة مثل ذلك، ويقول ملك الموت: قد أمرنى ربي ان اسمع له وأطيع ولا أخرج روحه حتى يأمرني بذلك، فاذا أمرني أخرجت روحه، ولا يزال ملك الموت عنده حتى يأمره بقبض روحه، وإذا كشف له الغطاء فيرى منازله في الجنة، فيخرج روحه في ألين ما يكون من العلاج ثم يشبع روحه إلى الجنة سبعون الف ملك يبتدرون بها إلى الجنة.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ؛( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها ) قال: من الناس( وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها ) قال: ذلك أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى تميم بن حاتم قال: كنا مع علىعليه‌السلام حيث توجهنا إلى البصرة قال: فبينما نحن نزول إذا اضطربت الأرض ؛ فضربها علىعليه‌السلام بيده الشريفة وقال لها: ما لك؟ ثم أقبل علينا بوجهه الكريم ثم قال لنا: اما انها لو كانت الزلزلة التي ذكرها اللهعزوجل في كتابه العزيز لأجابتني ولكنها ليست بتلك في روضة الكافي علي بن محمد عن صالح عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بكر الحضرمي عن تميم بن حاتم مثل ما في كتاب العلل بتغيير يسير غير مغير للمعنى المقصود.

٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى هارون بن خارجة رفعه عن فاطمةعليها‌السلام قالت: أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر وفزع الناس إلى أبي بكر وعمر فوجدوهما قد خرجا فزعين إلى عليٍّعليه‌السلام ، فتبعهما الناس إلى ان قال: انتهوا إلى باب علىعليه‌السلام فخرج عليهم عليّعليه‌السلام غير مكترث لـما هم فيه(١) فمضى واتبعه الناس حتى انتهى إلى تلعة(٢) فقعد عليها وقعدوا حوله، وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتج جائية وذاهبة، فقال لهم عليّعليه‌السلام : كأنكم قد هالكم ما ترون؟ قالوا: وكيف

__________________

(١) يقال «هو لا يكترث لهذا الأمر» أي لا يعبأ به ولا يباليه.

(٢) التلعة: التل.

٦٤٩

لا يهولنا ولم نر مثلها قط؟ قال: فحرك شفتيه ثم ضرب الأرض بيده الشريفة ثم قال: ما لك؟ اسكني فسكنت بإذن الله، فتعجبوا من ذلك أكثر من تعجبهم اولا حيث خرج إليهم، قال لهم: فانكم قد تعجبتم من صنعي؟ قالوا: نعم، قال: انا الرجل الذي قال الله:( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها ) فانا الإنسان الذي يقول لها مالك( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها ) إياي تحدث.

٨ ـ في مجمع البيان وجاء في الحديث ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: أتدرون ما اخبارها؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: اخبارها ان تشهد على كل عبد وامة بما عملوا على ظهرها، تقول: عمل كذا وكذا ويوم كذا وكذا فهذا اخبارها.

٩ ـ وروى الواحدي باسناده مرفوعا إلى ربيعة الحرشي قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حافظوا على الوضوء وخير أعمالكم الصلوة وتحفظوا من الأرض فانها أملكم وليس فيها أحد يعمل خيرا أو شرا إلّا وهي مخبرة به.

١٠ ـ وقال أبو سعيد الخدري: إذا كنت بالبوادي فارفع صوتك بالأذان، فإنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: لا تسمعه جن ولا انس ولا حجر إلّا يشهد له.

١١ ـ في الخرائج والجرائح في روايات الخاصة روى أبو حمزة الثمالي عن أبي ـ جعفرعليه‌السلام قال: قرأت عند أمير المؤمنينعليه‌السلام :( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها ) إلى ان بلغ قوله:( وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها ) قال: انا الإنسان أيا تحدث اخبارها.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها ) إلى قوله: «أشتاتا» قال: يجيئون أشتاتا مؤمنين وكافرين ومنافقين، ليروا أعمالهم قال: يقفوا على ما فعلوه.

١٣ ـ في توحيد المفضل المنقول عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام في الرد على منكري الصانع: الحمد لله مدبر الأدوار، ومعيد الأكوار، طبقا عن طبق وعالما بعد عالم،( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ) عدلا منه

٦٥٠

تقدست أسماؤه. وجلت آلاؤه، ولا يظلم الناس شيئا ولكن أنفسهم يظلمون. يشهد بذلك قولهعزوجل :( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) في نظائر لها في كتابه.

١٤ ـ في مجمع البيان في بعض الروايات عن الكسائي «خيرا يره وشرا يره» بضم الياء فيها وهو رواية أبان عن عاصم أيضا وهي قراءة علىعليه‌السلام .

١٥ ـ وعن أبي عثمان المازني عن أبي عبيدة قال قدم صعصعة بن ناجية جد الفرزدق على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في وفد بنى تميم فقال: بأبي أنت [وأمّي] يا رسول الله أوصني قال: أوصيك بأمك وأبيك ودابتك(١) قال: زدني يا رسول الله قال: احفظ ما بين لحييك ورجليك، ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما شيء بلغني عنك فعلته؟ فقال: يا رسول الله رأيت الناس يموجون على غير وجه ولم أدر أين الصواب غير أنى علمت انهم ليسوا عليه فرأيتهم يئدون بناتهم(٢) فعرفت ان اللهعزوجل لم يأمرهم بذلك فلم أتركهم يئدون وفديت ما قدرت.

وفي رواية اخرى انه سمع:( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) فقال: حسبي ما أبالي ان اسمع من القرآن غير هذا.

١٦ ـ وقال عبد الله بن مسعود: أحكم آية في القرآن( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) إلى آخر السورة، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يسميها الجامعة.

١٧ ـ في روضة الكافي كلام لعليٍّعليه‌السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيهعليه‌السلام : واعلم يا بن آدم ان وراء هذا أعظم وأفظع وأوجع للقلوب يوم القيامة، يوم لا تقال فيه عثرة، ولا يؤخذ من أحد فدية، ولا تقبل من أحد معذرة، ولا لأحد فيه مستقبل توبة، ليس إلّا الجزاء بالسيئات، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده، ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده.

__________________

(١) كذا في الأصل وفي المصدر «وادانيك».

(٢) وأدبنته: دفنها في القبر وهي حية.

٦٥١

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) يقول: إنّ كان من أهل النار وقد كان عمل في الدنيا مثقال ذرة خيرا يره يوم القيامة حسرة انه كان عمله لغير الله،( وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) يقول: إنّ كان من أهل الجنة راى ذلك الشر يوم القيامة ثم غفر له.

١٩ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي عن محمد بن عمر بن يزيد قال: أخبرت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام انى أصبت بابنين وبقي لي بنى صغير؟ فقال: تصدق عنه، ثم قال حين حضر قيامي: مر الصبى فليتصدق بيده بالكسرة والقبضة والشيء وان قل فان كل شيء يراد به الله وان قل بعد ان تصدق النية فيه عظيم، ان الله تعالى يقول:( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ في أصول الكافي باسناده إلى مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مأة عام، وانه لينظر إلى أزواجه في الجنة يتنعمن.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة العاديات وأدمن قراءته بعثه اللهعزوجل مع أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم القيامة خاصة وكان في حجره ورفقائه.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها اعطى من الأجر عشر حسنات، بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعا.

٣ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره إبراهيم بن إسحق الأحمري قال :

٦٥٢

حدثنا محمد بن ثابت وأبو المغراء العجلي قال: حدّثني الحلبي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل والعاديات ضبحا قال: وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عمر بن الخطاب في سرية فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنونه أصحابه، فلما انتهى إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليٍّ: أنت صاحب القوم فتهيأ أنت ومن تريد من فرسان المهاجرين والأنصار، فوجهه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال له: أكمن النهار وسر الليل ولا تفارقك العين، قال: فانتهى علىعليه‌السلام إلى ما أمره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسار إليهم، فلما كان عند وجه الصبح أغار عليهم فأنزل الله على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) إلى آخرها.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد عن عبيد بن موسى قال: حدّثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) قال: هذه السورة نزلت في أهل وادي اليابس، قال: قلت: وما كان حالهم وقصّتهم؟ قال: إنّ أهل وادي اليابس اجتمعوا إثنى عشر ألف فارس وتعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا أن لا يتخلّف رجل عن رجل، ولا يخذل أحد أحدا ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على حلف واحد، ويقتلوا محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام (١) فنزل جبرئيلعليه‌السلام على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره بقصّتهم وما تعاقدوا عليه وتوافقوا وامره أن يبعث أبا بكر إليهم في اربعة آلاف فارس من المهاجرين والأنصار، فصعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فحمد الله واثنى عليه ثمّ قال: يا معشر المهاجرين والأنصار إنّ جبرئيل قد أخبرني أنّ أهل وادي اليابس اثنى عشر ألفا قد استعدوا وتعاهدوا وتعاقدوا على ان لا يغدر رجل منهم بصاحبه ولا يفر عنه ولا يخذله حتى يقتلوني وأخي عليّ بن أبي طالب، وأمرني ان أسيّر إليهم أبا بكر في اربعة آلاف فارس فخذوا في أمركم واستعدوا لعدوّكم وانهضوا إليهم على اسم الله وبركته يوم الاثنين ان شاء الله فأخذ المسلمون في عدّتهم وتهيئوا وامر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر بامره، وكان فيما امره به انه إذا رآهم ان يعرض عليهم الإسلام فان بايعوا والا وافقهم فاقتل مقاتليهم واسب ذراريهم واستبح أموالهم وخرب ضياعهم وديارهم فمضى أبو بكر ومن

__________________

(١) وفي المصدر وكذا المنقول عنه في البرهان «محمدا وعلياعليهما‌السلام ».

٦٥٣

معه من المهاجرين والأنصار في أحسن عدة وأحسن هيئة يسير بهم سيرا رفيقا حتى انتهوا إلى أهل وادي اليابس، فلمّا بلغ القوم نزول القوم عليهم ونزل أبو بكر وأصحابه قريبا منهم خرج إليهم من أهل وادي اليابس مأتا رجل مدحجين بالسلاح(١) فلما صادفوهم قالوا لهم: من أنتم ومن اين أقبلتم واين تريدون ليخرج إلينا صاحبكم حتى نكلمه، فخرج إليهم أبو بكر في نفر من أصحابه المسلمين، فقال لهم: أنا أبو بكر صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قالوا: ما أقدمك علينا؟ قال: أمرنيصلى‌الله‌عليه‌وآله ان اعرض عليكم الإسلام وان تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون ولكم ما لهم وعليكم ما عليهم والا فالحرب بيننا وبينكم، قالوا له: واللّات والعزى لولا رحم ماسة وقرابة قريبة لقتلناك وجميع أصحابك قتلة تكون حديثا لمن يكون بعدكم، فارجع أنت ومن معك واربحوا العافية، فانا انما نريد صاحبكم بعينه وأخاه عليّ بن أبي طالب، فقال أبو بكر لأصحابه: يا قوم القوم أكثر منكم أضعافا وأعد منكم وقد نأت داركم عن إخوانكم من المسلمين فارجعوا نعلم رسول الله بحال القوم، فقالوا له جميعا: خالفت يا أبا بكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وما أمرك به فاتق الله وواقع القوم ولا تخالف قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال:( إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ ) والشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فانصرف وانصرف الناس أجمعون.

فأخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بمقالة القوم له وما رد عليهم أبو بكر فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبا بكر خالفت أمري ولم تفعل ما امرتك وكنت لي والله عاصيا فيما امرتك، فقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وصعد المنبر وحمد الله واثنى عليه ثمّ قال: يا معشر المسلمين انى أمرت أبا بكر ان يسير إلى أهل وادي اليابس وان يعرض عليهم الإسلام ويدعوهم إلى الله فان أجابوا والا واقعهم وانه سار إليهم وخرج منهم مأتا رجل، فلما سمع كلامهم وما استقبلوه به انتفخ صدره ودخله الرعب منهم وترك قولي ولم يطع أمري، وان جبرئيل أمرني عن الله ان أبعث إليهم عمر مكانه في أصحابه في اربعة آلاف فارس، فسر يا عمر على اسم الله ولا تعمل كما عمل أبو بكر أخوك فانه قد عصا الله وعصاني وامره بما أمر به

__________________

(١) المدحج: الشاك في السلاح.

٦٥٤

أبا بكر، فخرج عمر والمهاجرين والأنصار الذين كانوا مع أبي بكر يقصدونهم في مسيرهم حتى شارف القوم وكان قريبا بحيث يراهم ويرونهم، وخرج إليهم مأتا رجل فقالوا له ولأصحابه مثل مقالتهم لأبي بكر فانصرف وانصرف الناس معه وكاد ان يطير قلبه مما رأى من عدة القوم وجمعهم، ورجع يهرب منهم، فنزل جبرئيل وأخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما صنع عمر وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه، فصعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنبر فحمد الله واثنى عليه وأخبر بما صنع عمر وما كان منه وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه مخالفا لأمري عاصيا لقولي، فقدم عليه فأخبره مثل ما أخبره به صاحبه، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عمر عصيت الله في عرشه وعصيتني وخالفت قولي وعملت برأيك ألا قبح الله رأيك، وان جبرئيلعليه‌السلام قد أمرني ان ابعث عليّ بن أبي طالب في هؤلاء المسلمين وأخبرني ان الله يفتح عليه وعلى أصحابه فدعا عليّاعليه‌السلام وأوصاه بما اوصى أبا بكر وعمر وأصحابه الاربعة آلاف، وأخبره ان الله سيفتح عليه وعلى أصحابه.

فخرج عليٌّ ومعه المهاجرون والأنصار وسار بهم غير سير أبي بكر وعمر وذلك انه اعنف(١) في السير حتى خافوا ان ينقطعوا من التعب وتحفى دوابهم(٢) فقال لهم: لا تخافوا فانّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أمرني بأمر وأخبرني أنّ الله سيفتح عليَّ وعليكم فأبشروا فانكم على خير والى خير، فطابت نفوسهم وقلوبهم وساروا على ذلك السير المتعب حتى إذا كانوا قريبا منهم حيث يرونه ويراهم أمر أصحابه ان ينزلوا، وسمع أهل وادي اليابس بمقدم عليّ بن أبي طالب وأصحابه فخرج إليه منهم مأتا رجل شاكين في السلاح، فلما رآهم عليٌّعليه‌السلام خرج إليهم في نفر من أصحابه فقالوا لهم: من أنتم ومن أنّى أقبلتم واين تريدون؟ قال: انا عليّ بن أبي طالب ابن عم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأخوه ورسوله إليكم. أدعوكم إلى شهادة أنْ لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله، ولكم إنْ آمنتم ما للمسلمين وعليكم ما على

__________________

(١) أي أشد ولم يرفق بهم.

(٢) حفي الفرس: دقت حافره من كثرة السير.

٦٥٥

المسلمين من خير وشر، فقالوا له: إياك أردنا وأنت طلبتنا قد سمعنا مقالتك فخذ حذرك واستعد للحرب العوان(١) واعلم انا قاتلوك وقاتلوا أصحابك والموعود فيما بيننا وبينك غدا ضحوة وقد أعذرنا فيما بيننا وبينك، فقال لهم عليٌّعليه‌السلام : ويلكم تهددوني بكثرتكم وجمعكم فأنا أستعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم.

فانصرفوا إلى مراكزهم وانصرف عليٌّعليه‌السلام إلى مركزه، فلمّا جنّه الليل أمر أصحابه أنْ يحسنوا إلى دوابهم ويقضموا(٢) ويسرجوا، فلما انشق عمود الصبح صلّى بالناس بغلس(٣) ثمّ غار عليهم وبأصحابهم فلم يعلموا حتى وطئتهم الخيل فما أدرك آخر أصحابه حتى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وخرب ديارهم واقبل بالأسارى والأموال معه، فنزل جبرئيلعليه‌السلام فأخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بما فتح الله على عليٍّ وجماعة المسلمين، وصعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فحمد الله واثنى عليه وأخبر الناس بما فتح الله على المسلمين وأعلمهم انه لم يصب منهم(٤) إلّا رجلان ونزل فخرج يستقبل عليّا في جميع أهل المدينة من المسلمين حتى لقيه على ثلاثة أميال من المدينة، فلما رآه عليٌّ مقبلا نزل عن دابته ونزل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى التزمه وقــبّـل ما بين عينيه فنزل جماعة من المسلمين إلى عليٍّعليه‌السلام حيث نزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واقبل بالغنيمة والأسارى وما رزقهم الله من أهل وادي اليابس ثمّ قال جعفر بن محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما غنم المسلمون مثلها قطّ إلّا ان يكون من خيبر فانها مثل خيبر وانزل الله تبارك وتعالى في ذلك اليوم هذه السورة( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) يعنى بالعاديات الخيل تعدو بالرجال، والضبح صيحتها في أعنتها ولجمها.

٥ ـ في مجمع البيان( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) قيل هي الخيل في الغزو تعدو في سبيل الله

__________________

(١) الحرب العوان: التي قوتل فيها مرة، والحرب العوان أشد الحروب.

(٢) القضم: أكل الشيء اليابس. واللفظ كناية.

(٣) الغلس ـ بفتحتين ـ: ظلمة آخر الليل.

(٤) أي لم يقتل منهم. وفي البرهان «لم يقتل منه» مكان «لم يصب منهم».

٦٥٦

الى قوله: وقيل هي الإبل حين ذهب إلى غزوة بدر، تمد أعناقها في السير فهي تضبح أي تضبع روى ذلك عن عليٍّعليه‌السلام .

٦ ـ وروى أيضا انها إبل الحاج تغدو من عرفة إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى منى واختلفت الروايات فيه فروى عن أبي صالح انه قال: قاولت فيه عكرمة فقال عكرمة: قال ابن عباس: هي الخيل في القتال فقلت انا: قال عليٌّعليه‌السلام : هي الإبل في الحج وقلت: مولاي اعلم من مولاك.

٧ ـ وفي رواية اخرى ان ابن عباس قال: هي الخيل ألا تراه قال:( فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ) فهل تثيره إلّا بحوافرها، وهل تضبح الإبل انما تضبح الخيل، فقال علىعليه‌السلام : ليس كما قلت لقد رأيتنا يوم بدر وما معنا إلّا فرس أبلق للمقداد بن الأسود.

٨ ـ وفي رواية اخرى لمرثد بن أبي مرثد الغنوي وروى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال: بينما انا في الحجر جالس إذا أتاني رجل فسأل عن( الْعادِياتِ ضَبْحاً ) فقلت له: الخيل حين تغزو في سبيل الله ثم تأوى إلى الليل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم، فانفتل عنى وذهب إلى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وهو تحت سقاية زمزم فسأله عن( الْعادِياتِ ضَبْحاً ) فقال: سألت عنها أحدا قبلي؟ قال: نعم سألت عنها ابن عباس، فقال: الخيل حين تغزو في سبيل الله قال: فاذهب فادعه لي، فلما وقف على رأسه قال: تفتي الناس بما لا علم لك به؟ والله ان كانت لاول غزوة في الإسلام بدر وما كان معنا إلّا فرسان: فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود، فكيف يكون العاديات الخيل؟ بل العاديات ضبحا الإبل من عرفة إلى المزدلفة ومن مزدلفة إلى منى، قال ابن عباس: فرغبت عن قولي ورجعت إلى الذي قاله علىعليه‌السلام .

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال علي بن إبراهيم في قوله:( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) أي عدوا عليهم في الضبح، ضباح الكلاب صوتها فالموريات قدحا كانت بلادهم فيها حجارة فاذا وطئتها سنابك الخيل(١) كاد تنقدح منها النار فالمغيرات صبحا أي صبحهم بالغارة.

__________________

(١) السنابك جمع السنبك ـ كقنفذ: طرف الحافر.

٦٥٧

١٠ ـ وفيه متصل بآخر ما نقلنا من الحديث السابق أعنى قوله ولجمها( فَالْمُورِياتِ قَدْحاً فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً ) فقد أخبرك انها غارت عليهم صبحا قلت: قوله( إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: الكفور( وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ ) قال: يعنيهما قد شهدا جميعا وادي اليابس وكانا لحب الحيوة حريصان قلت: قوله:( فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ) قال: يعنى الخيل يأثرن بالوادي( نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ) قد شهدا جميعا وادي اليابس.

١١ ـ وفيه متصل بقوله قريبا أي صبحهم بالغارة( فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ) قال: ثارت الغبرة من ركض الخيل( فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ) قال: توسط المشركون بجمعهم.

١٢ ـ في مجمع البيان في الشواذ قراءة علىعليه‌السلام «فوسطن» بتشديد السين.

١٣ ـ( إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) روى أبو أمامة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: أتدرون من الكنود؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: الكنود الذي يأكل وحده ويمنع رفده ويضرب عبده.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بقوله: بجمعهم( إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) أي كفور وهما الذين امرا واشارا على أمير المؤمنينعليه‌السلام ان يدع الطريق مما حسداه وكان على صلوات الله عليه قد أخذ بهم على غير الطريق الذي أخذ فيه أبو بكر وعمر، فعلما انه يظفر بالقوم، فقال عمرو بن العاص لأبي بكر: ان عليا غلام حدث لا علم له بالطريق وهذا طريق مسبع(١) لا يأمن فيه من السباع، فمشيا إليه وقالا له: يا أبا الحسن هذا الطريق الذي أخذت فيه طريق مسبع فلو رجعت إلى الطريق؟ فقال لهما أمير المؤمنينعليه‌السلام : الزما رحالكما وكفا عما لا يعينكما واسمعا وأطيعا فإنّي اعلم بما اصنع فسكتا، قوله( وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ ) أي على العداوة( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) يعنى حب الحيوة حيث خافوا السباع على أنفسهما فقال اللهعزوجل :( أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ ) أي يجمع ويظهر( إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ) .

__________________

(١) أي تكثر فيه السباع.

٦٥٨

١٥ ـ وفيه متصل بآخر ما نقلنا من الحديث اعنى قوله: حريصان قلت: قوله:( أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ) قال: نزلت الآيتان فيهما خاصة، كانا يضمران ضمير السوء ويعملان به، فأخبر الله خبرهما وفعالهما ؛ فهذه قصة أهل وادي اليابس وتفسير العاديات.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من قرأ وأكثر من قراءة القارعة آمنه اللهعزوجل من فتنة الدجال ان يؤمن به ومن قيح جهنم(١) يوم القيامة إنْ شاء الله.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث أبي: من قرأها ثقل الله بها ميزانه يوم القيامة.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: القارعة ما القارعة وما أدريك ما القارعة يرددها الله لهولها وفزع بها الناس( وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ) قال: العهن: الصوف.

٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ومعنى قوله: فمن ثقلت موازينه و( مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ ) فهو قلة الحسنات وكثرته.

٥ ـ وفيه في احتجاج أبي عبد اللهعليه‌السلام قال السائل: أو ليس توزن الأعمال؟ قال: لا لان الأعمال ليست أجساما وإنّما هي صفة ما عملوا، وإنّما يحتاج إلى وزن الشيء من جهل عدد الأشياء ولا يعرف ثقلها وخفتها، وان الله لا يخفى عليه شيء، قال: فما معنى الميزان؟ قال: العدل قال: فما معناه في كتابه( مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ) قال: فمن رجح عمله.

٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن أسباط

__________________

(١) القيح: لمدة البيضاء التي لا يخالطها دم.

٦٥٩

عن العلا عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إنّ الله ثقل على أهل الدنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة، وان اللهعزوجل خفف الشر على أهل الدنيا كخفته في موازينهم يوم القيامة.

٧ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أحدهماعليهما‌السلام قال: ما في الميزان شيء أثقل من الصلوة على محمد وآل محمد، وان الرجل لتوضع اعماله في الميزان فيميل به فيخرج الصلوة فيضعها في ميزانه فيرجح.

٨ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيهعليه‌السلام : وأشهد أنْ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله شهادتان ترفعان القول وتضاعفان العمل، خف ميزان ترفعان منه ؛ وثقل ميزان توضعان فيه

٩ ـ في نهج البلاغة ونشهد أنْ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله شهادتين تصعد ان القول وترفعان العمل، لا يخف ميزانه توضعان فيه، ولا يثقل ميزان ترفعان منه.

١٠ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن موسى قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ الخير ثقل على أهل الدنيا على قدر ثقله في موازينهم يوم القيامة، وان الشر خف على أهل الدنيا على قدر خفته في موازينهم يوم القيامة.

١١ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات وأمّا قوله:( مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ) وخفت موازينه فانما يعنى الحسنات توزن الحسنات والسيئات والحسنات ثقل الميزان والسيئات خفة الميزان

١٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن عليّ بن أبي طالب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل في تفسير سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر وفيه قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقوله: لا إله إلّا الله يعنى بوحدانيته لا يقبل الله الأعمال إلّا بها، وهي كلمة التقوى يثقل الله بها الموازين يوم القيامة.

٦٦٠

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749