تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين5%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 356903 / تحميل: 4856
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

يعاين ما ينزل في ليلة القدر لعظيم الشأن، قيل: وكيف ذاك يا أبا عبد الله؟ قال: يشق والله بطن ذلك الرجل ثم يؤخذ قلبه ويكتب عليه بمداد النور ذلك العلم، ثم يكون القلب مصحفا للبصر ويكون الاذن واعية للبصر، ويكون اللسان مترجما للاذن، إذا أراد ذلك الرجل علم شيء نظر ببصره وقلبه فكأنه تنظر في كتاب، فقلت له بعد ذلك: فكيف العلم في غيرها أيشق القلب فيه أم لا؟ قال: لا يشق ولكن الله يلهم ذلك الرجل بالقذف في القلب حتى يخيل إلى الاذن انه تكلم بما شاء الله من علمه والله واسع عليم.

١٠٩ ـ عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن عبد الله عن يونس عن عمرو بن يزيد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أرأيت من لم يقر بما يأتكم في ليلة القدر كما ذكرت ولم يجحده؟ قال: إذا قامت عليه الحجة ممن يثق به في علمنا فلم يثق به فهو كافر، وأمّا من لم يسمع ذلك فهو في عذر حتى يسمع، ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين.

١١٠ ـ وفيه بعد ان قال الحسن بن أحمد عن أحمد بن محمد عن العباس بن جريش عن أبي جعفرعليه‌السلام : وبهذا الاسناد قال: لـمّا قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هبط جبرئيل ومعه الملائكة والروح الذي كانوا يهبطون في ليلة القدر، قال: ففتح لأمير المؤمنينعليه‌السلام بصره، فرآهم في منتهى السموات إلى الأرض يغسلون النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله معه ويصلون عليه ويحفرون له، والله ما حفر له غيرهم حتى إذا وضع في قبره نزلوا فوضعوه، فتكلم وفتح لأمير المؤمنينعليه‌السلام فسمعه يوصيهم، فبكى وسمعهم يقولون لا يألونه جهدا وإنّما هو صاحبنا بعدك إلّا انه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه، قال. فلما مات أمير المؤمنين رأى الحسن والحسينعليهما‌السلام مثل الذي كان رأى ورأيا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أيضا يعين الملائكة مثل الذي صنعه بالنبي حتى إذا مات الحسن رأى منه الحسين مثل ذلك، وراى النبي وعليا يعينان الملائكة حتى إذا مات الحسينعليه‌السلام رأى علي بن الحسين منه مثل ذلك، ورأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليا والحسن يعينون الملائكة حتى إذا مات علي بن الحسين

٦٤١

عليه‌السلام رأى محمد بن عليعليه‌السلام مثل ذلك، وراى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليا والحسن والحسينعليه‌السلام يعينون الملائكة حتى إذا مات محمد بن عليعليه‌السلام رأى جعفر مثل ذلك وراى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليا والحسن والحسين وعلي بن الحسينعليهم‌السلام يعينون الملائكة حتى إذا مات جعفر وراى موسىعليه‌السلام مثل ذلك وهكذا يجرى إلى آخرنا.

١١١ ـ وباسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال عليٌّعليه‌السلام في صبيحة أول ليلة القدر التي كانت بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سلوني فو الله لا تسألونى عن شيء إلّا أخبرتكم بما يكون إلى ثلاثمأة وستين يوما من الذر فما دونها وما فوقها، ثم لأخبرتكم بشيء من ذلك لا بتكلف ولا برأي ولا بادعاء في علم إلّا من علم الله تبارك وتعالى وتعليمه، والله لا يسألني أهل التوراة ولا أهل الإنجيل ولا أهل الزبور ولا أهل الفرقان إلّا فرقت بين أهل كل كتاب بحكم ما في كتابهم.

١١٢ ـ وباسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام انه سئل أرأيت ما تعلمونه في ليلة القدر هل تمضى تلك السنة وبقي منه شيء لم تتكلموا به؟ قال: لا والذي نفسي بيده لو انه فيما علمنا في تلك الليلة ان أنصتوا لأعدائكم فنصتنا فالنصت أشد من الكلام.

١١٣ ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد قال: سألته عن قول اللهعزوجل :( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) قال: ينزل فيها ما يكون من السنة إلى السنة من موت أو مولود، قلت له: إلى من؟ قال: إلى من عسى ان يكون، ان الناس في تلك الليلة في صلوة دعاء ومسألة، وصاحب هذا الأمر في شغل نزول الملائكة إليه بأمور السنة من غروب الشمس إلى طلوعها من كل أمر سلام هي له إلى ان يطلع الفجر.

١١٤ ـ في الصحيفة السجادية في دعائهعليه‌السلام إذا دخل شهر رمضان: ثمّ فضل ليلة واحدة من لياليه على ليالي ألف شهر وسماها ليلة القدر،( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلامٌ ) دائم البركة إلى طلوع الفجر على ما يشاء من عباده بما أحكم من قضائه.

١١٥ ـ في أصول الكافي باسناده إلى أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال: قال أبو عبد الله

٦٤٢

عليه‌السلام : كان عليّ بن الحسينعليه‌السلام يقول:( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) صدق اللهعزوجل انزل القرآن في ليلة القدر إلى ان قال:( سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) يقول تسلم عليك يا محمد ملائكتي وروحي بسلامي من أول ما يهبطون إلى مطلع الفجر.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم في أوائل ما نقلنا في بيان هذه السورة مما أخذنا من كتاب جعفر بن محمد الدوريستي، ثم ما أخذنا من مجمع البيان بعده بلا فصل، ما يصلح ان يكون بيانا لقولهعزوجل :( سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من قرأ سورة «لم يكن الذين» كان بريئا من الشرك، وادخل في دين محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وبعثه اللهعزوجل مؤمنا وحاسبه حسابا يسيرا.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ومن قرأها كان يوم القيامة مع خير البرية مسافرا ومقيما.

٣ ـ عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو يعلم الناس ما في( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ) لعطلوا الأهل والمال وتعلموها، فقال رجل من خزاعة: ما فيها من الأجر يا رسول الله؟ قال: لا يقرأها منافق أبدا ولا عبد في قلبه شك في اللهعزوجل ، والله ان الملائكة المقربين ليقرؤنها منذ خلق الله السماوات والأرض لا يفترون من قراءتها، وما من عبد يقرأها بليل إلّا بعث الله ملائكة يحفظونه في دينه ودنياه، ويدعون له بالمغفرة والرحمة، فان قرأها نهارا أعطى عليها من الثواب مثل ما أضاء عليها النهار وأظلم عليه الليل.

٤ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر قال: رفع إلى أبو الحسنعليه‌السلام مصحفا وقال لا تنظر فيه، ففتحته وقرأت فيه:( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ) فوجدت فيها اسم سبعين رجلا من قريش بأسمائهم و

٦٤٣

أسماء آبائهم، قال: فبعث الى: ابعث إلى بالمصحف.

٥ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال: مما قال هارون لأبي الحسن موسىعليه‌السلام حين أدخل عليه: ما هذه الدار ودار من هي؟ قال: لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة، قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟ قال: أخذت منه عامرة ولا يأخذها إلّا معمورة، فقال: اين شيعتك فقرأ أبو الحسنعليه‌السلام :( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ) قال: فنحن كفار؟ قال: لا ولكن كما قال:( أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ) فغضب عند ذلك وغلظ عليه.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ) يعنى قريشا( وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ ) قال: هم في كفرهم( حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ) .

٧ ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: البينة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٨ ـ في مجمع البيان( حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ) اللفظ لفظ الاستقبال ومعناه المضي وقوله: «البينة» يريد محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله عن ابن عباس ومقاتل وقوله: رسول من الله بيان للبينة وتفسيرها، أي رسول من حبل الله يتلو عليهم صحفا مطهرة يعنى مطهرة في السماء ولا يمسها إلّا الملائكة المطهرون من الأنجاس عن الحسن والجبائي وهو محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أتاهم بالقرآن ودعاهم إلى التوحيد والايمان فيها أي في تلك الصحف كتب قيمة أي مستقيمة عادلة غير ذات عوج تبين الحق من الباطل وقيل مطهرة عن الباطل والكذب والزور يريد القرآن عن قتادة ويعنى بالصحف ما تضمنه الصحف من المكتوب فيها ويدل على ذلك ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يتلو عن ظهر قلبه لا عن كتاب، وقيل معناه رسول من الملائكة يتلو صحفا من اللوح المحفوظ عن أبي مسلم.

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله:( وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ) قال: لـمّا جاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالقرآن خالفوه وتفرقوا بعده قوله: حنفاء قال: طاهرين قال: قوله: ذلك

٦٤٤

دين القيمة أي دين قيم( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ ) قال: انزل الله عليهم القرآن فارتدوا وكفروا وعصوا أمير المؤمنين( أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال: نزلت في آل محمدعليهم‌السلام .

١٠ ـ في مجمع البيان وفي كتاب شواهد التنزيل للحاكم أبي القاسم الحسكانيرحمه‌الله قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ بالإسناد المرفوع إلى يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب علىعليه‌السلام قال: سمعت علياعليه‌السلام يقول: قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا مسنده إلى صدري فقال: يا عليُّ ألم تسمع قول الله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ؟ هم شيعتك وموعدي وموعدكم الحوض، إذا اجتمعت الأمم للحساب يدعون غرا محجلين.

١١ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فأقبل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قد أتاكم أخي ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال: والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ثم قال: انه أولكم ايمانا معى وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية، قال: فنزلت:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال: فكان أصحاب محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أقبل علىعليه‌السلام قالوا: جاء خير البرية.

١٢ ـ وباسناده إلى المنذر بن محمد أن أباه أخبره عن عليِّ بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عليِّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من هدهد إلّا وفي جناحه مكتوب بالسريانية: آل محمّد خير البرية.

١٣ ـ وباسناده إلى يعقوب بن ميثم التمار مولى علي بن الحسين قال: دخلت على أبي جعفر فقلت له: جعلت فداك يا ابن رسول الله انى وجدت في كتب أبي أنّ عليّا قال لأبي ميثم أحبب حبيب آل محمّد وان كان فاسقا زانيا وأبغض مبغض آل

٦٤٥

محمّد وان كان صواما قواما فإنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول:( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ثمّ التفت إليَّ وقال: هم والله أنت وشيعتك يا عليُّ، وميعادك وميعادهم الحوض غدا غرا محجّلين متوّجين، فقال أبو جعفر: هكذا هو عيان في كتاب عليٍّ.

١٤ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله وقال الباقرعليه‌السلام : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليٍّ مبتدئا:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) هم أنت وشيعتك، وميعادكم الحوض إذا حشر الناس جئت أنت وشيعتك شباعا مرويين غرا محجلين.

١٥ ـ في اعتقادات الامامية للصدوقرحمه‌الله وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : انا أفضل من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ومن جميع الملائكة المقربين، وانا خير البرية وسيد ولد آدم.

١٦ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن طاهر قال: كنت عند أبي جعفرعليه‌السلام فأقبل جعفرعليه‌السلام ، فقال أبو جعفر: هذا خير البرية أو أخير.

١٧ ـ أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن يونس بن يعقوب عن طاهر قال: كنت عند أبي جعفرعليه‌السلام فأقبل جعفرعليه‌السلام فقال: هذا خير البرية.

١٨ ـ أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن فضيل بن عثمان عن طاهر قال: كنت قاعدا عند أبي جعفر فأقبل جعفرعليه‌السلام فقال أبو جعفرعليه‌السلام : هذا خير البرية

١٩ ـ في روضة الكافي أحمد بن محمد عن علي بن الحسن التيمي عن محمد ابن عبد الله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم أهل الرضا عن الله جل ذكره برضاه عنكم، والملائكة إخوانكم في الخير، فاذا اجتهدتم ادعوا، وإذا غفلتم اجهدوا، وأنتم خير البرية، دياركم لكم جنة(١) وقبوركم لكم جنة. للجنة خلقتم وفي الجنة نعيمكم

__________________

(١) الجنة ـ بضم الجيم ـ: الستر.

٦٤٦

والى الجنة تصيرون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ وفي محاسن البرقي عنه عن يعقوب بن يزيد عن بعض الكوفيين عن عنبسة عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام في قول الله:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال: هم شيعتنا أهل البيت.

٢١ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) من كتاب محمد بن العباس بن مروان في تفسير قوله تعالى:( أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) وانها في مولانا علىعليه‌السلام وشيعته، ورواه مصنف الكتاب من نحو ستة وعشرين طريقا أكثرها من رجال ونحن نذكر منها طريقا واحدا بلفظها.

حدثنا أحمد بن محمد المحذور قال: حدّثنا الحسن بن عبيد بن عبد الرحمن الكندي قال: حدّثني محمد بن مسكين قال: حدّثني خالد بن السري الأودي قال: حدّثني النضر بن الياس قال: حدّثني عامر بن واثلة قال: خطبنا أمير المؤمنينعليه‌السلام على المنبر بالكوفة وهو اجيرات مجصص فحمد الله واثنى عليه وذكر الله بما هو اهله وصلى على نبيه ثم قال: ايها الناس سلوني فو الله لا تسألوني عن آية من كتاب الله إلّا حدّثتكم عنها متى نزلت بليل أو أنهار أو في مقام أو في سفر أم في سهل أم في جبل وفيمن نزلت أفي مؤمن أو منافق وما عنى بها أخاص أم عامة ولئن فقد تمونى لا يحدثكم أحد حديثي، فقام إليه ابن الكوا فلما بصر به قال بتعنت لا تسأل تعلما هات سل: فاذا سئلت فاعقل ما تسأل عنه فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول اللهعزوجل :( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) فسكت أمير المؤمنين فأعادها ثانية ابن الكوا فسكت فأعادها الثالثة فقال علىعليه‌السلام ورفع صوته: ويحك يا ابن الكوا أولئك نحن واتباعنا يوم القيامة غرا محجلين رواه مرويين يعرفون بسيماهم.

٢٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ) لا تصف الواصفون خير ما فيها( خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ) يريد رضى الله أعمالهم ورضوا عنه رضوا بثواب الله( ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ) يريد لمن يخاف ربه وتناهي عن معاصي اللهعزوجل .

٦٤٧

٢٣ ـ في روضة الكافي أحمد بن محمد عن علي بن الحسن التيمي عن محمد بن عبد الله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم أهل الرضا عن الله جل ذكره برضاه عنكم والملئكة إخوانكم في الخير فاذا اجتهدتم ادعوا، وإذا غفلتم اجهدوا، وأنتم خير البرية، دياركم لكم جنة وقبوركم لكم جنة. للجنة خلقتم وفي الجنة نعيمكم، والى الجنة تصيرون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لا تملوا من قراءة( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ ) فان من كانت قراءته في نوافله لم يصبه الله بزلزلة أبدا ولم يمت بها، ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا، فاذا مات أمر به إلى الجنة، فيقول اللهعزوجل : عبدي أبحتك جنتي فاسكن منها حيث شئت وهويت، لا ممنوعا ولا مدفوعا.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها فكأنما قرأ البقرة وأعطى من الأجر كمن قرأ ربع القرآن.

٣ ـ وعن أنس بن مالك قال: سأل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله رجلا من أصحابه فقال: يا فلان هل تزوجت؟ قال: لا وليس عندي ما أتزوج به. قال: أليس معك( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ) ؟ قال: بلى قال: ربع القرآن، قال: أليس معك إذا زلزلت؟ قال: بلى قال: ربع القرآن ثم قال: تزوج تزوج تزوج.

٤ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن أبيه عمن ذكره عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال: لا تملوا من قراءة( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها ) فانه من كانت قراءته بها في نوافله لم يصبه اللهعزوجل بزلزلة أبدا، ولم يمت بها

٦٤٨

ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا حتى يموت، وإذا مات نزل عليه ملك كريم من عند ربه فيقعد عند رأسه فيقول: يا ملك الموت ارفق بولي الله، فانه كان كثيرا ما يذكرني ويذكر تلاوة هذه السورة، وتقول له السورة مثل ذلك، ويقول ملك الموت: قد أمرنى ربي ان اسمع له وأطيع ولا أخرج روحه حتى يأمرني بذلك، فاذا أمرني أخرجت روحه، ولا يزال ملك الموت عنده حتى يأمره بقبض روحه، وإذا كشف له الغطاء فيرى منازله في الجنة، فيخرج روحه في ألين ما يكون من العلاج ثم يشبع روحه إلى الجنة سبعون الف ملك يبتدرون بها إلى الجنة.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ؛( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها ) قال: من الناس( وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها ) قال: ذلك أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى تميم بن حاتم قال: كنا مع علىعليه‌السلام حيث توجهنا إلى البصرة قال: فبينما نحن نزول إذا اضطربت الأرض ؛ فضربها علىعليه‌السلام بيده الشريفة وقال لها: ما لك؟ ثم أقبل علينا بوجهه الكريم ثم قال لنا: اما انها لو كانت الزلزلة التي ذكرها اللهعزوجل في كتابه العزيز لأجابتني ولكنها ليست بتلك في روضة الكافي علي بن محمد عن صالح عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بكر الحضرمي عن تميم بن حاتم مثل ما في كتاب العلل بتغيير يسير غير مغير للمعنى المقصود.

٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى هارون بن خارجة رفعه عن فاطمةعليها‌السلام قالت: أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر وفزع الناس إلى أبي بكر وعمر فوجدوهما قد خرجا فزعين إلى عليٍّعليه‌السلام ، فتبعهما الناس إلى ان قال: انتهوا إلى باب علىعليه‌السلام فخرج عليهم عليّعليه‌السلام غير مكترث لـما هم فيه(١) فمضى واتبعه الناس حتى انتهى إلى تلعة(٢) فقعد عليها وقعدوا حوله، وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتج جائية وذاهبة، فقال لهم عليّعليه‌السلام : كأنكم قد هالكم ما ترون؟ قالوا: وكيف

__________________

(١) يقال «هو لا يكترث لهذا الأمر» أي لا يعبأ به ولا يباليه.

(٢) التلعة: التل.

٦٤٩

لا يهولنا ولم نر مثلها قط؟ قال: فحرك شفتيه ثم ضرب الأرض بيده الشريفة ثم قال: ما لك؟ اسكني فسكنت بإذن الله، فتعجبوا من ذلك أكثر من تعجبهم اولا حيث خرج إليهم، قال لهم: فانكم قد تعجبتم من صنعي؟ قالوا: نعم، قال: انا الرجل الذي قال الله:( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها ) فانا الإنسان الذي يقول لها مالك( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها ) إياي تحدث.

٨ ـ في مجمع البيان وجاء في الحديث ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: أتدرون ما اخبارها؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: اخبارها ان تشهد على كل عبد وامة بما عملوا على ظهرها، تقول: عمل كذا وكذا ويوم كذا وكذا فهذا اخبارها.

٩ ـ وروى الواحدي باسناده مرفوعا إلى ربيعة الحرشي قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حافظوا على الوضوء وخير أعمالكم الصلوة وتحفظوا من الأرض فانها أملكم وليس فيها أحد يعمل خيرا أو شرا إلّا وهي مخبرة به.

١٠ ـ وقال أبو سعيد الخدري: إذا كنت بالبوادي فارفع صوتك بالأذان، فإنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: لا تسمعه جن ولا انس ولا حجر إلّا يشهد له.

١١ ـ في الخرائج والجرائح في روايات الخاصة روى أبو حمزة الثمالي عن أبي ـ جعفرعليه‌السلام قال: قرأت عند أمير المؤمنينعليه‌السلام :( إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها ) إلى ان بلغ قوله:( وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها ) قال: انا الإنسان أيا تحدث اخبارها.

١٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها ) إلى قوله: «أشتاتا» قال: يجيئون أشتاتا مؤمنين وكافرين ومنافقين، ليروا أعمالهم قال: يقفوا على ما فعلوه.

١٣ ـ في توحيد المفضل المنقول عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام في الرد على منكري الصانع: الحمد لله مدبر الأدوار، ومعيد الأكوار، طبقا عن طبق وعالما بعد عالم،( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ) عدلا منه

٦٥٠

تقدست أسماؤه. وجلت آلاؤه، ولا يظلم الناس شيئا ولكن أنفسهم يظلمون. يشهد بذلك قولهعزوجل :( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) في نظائر لها في كتابه.

١٤ ـ في مجمع البيان في بعض الروايات عن الكسائي «خيرا يره وشرا يره» بضم الياء فيها وهو رواية أبان عن عاصم أيضا وهي قراءة علىعليه‌السلام .

١٥ ـ وعن أبي عثمان المازني عن أبي عبيدة قال قدم صعصعة بن ناجية جد الفرزدق على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في وفد بنى تميم فقال: بأبي أنت [وأمّي] يا رسول الله أوصني قال: أوصيك بأمك وأبيك ودابتك(١) قال: زدني يا رسول الله قال: احفظ ما بين لحييك ورجليك، ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما شيء بلغني عنك فعلته؟ فقال: يا رسول الله رأيت الناس يموجون على غير وجه ولم أدر أين الصواب غير أنى علمت انهم ليسوا عليه فرأيتهم يئدون بناتهم(٢) فعرفت ان اللهعزوجل لم يأمرهم بذلك فلم أتركهم يئدون وفديت ما قدرت.

وفي رواية اخرى انه سمع:( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) فقال: حسبي ما أبالي ان اسمع من القرآن غير هذا.

١٦ ـ وقال عبد الله بن مسعود: أحكم آية في القرآن( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) إلى آخر السورة، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يسميها الجامعة.

١٧ ـ في روضة الكافي كلام لعليٍّعليه‌السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيهعليه‌السلام : واعلم يا بن آدم ان وراء هذا أعظم وأفظع وأوجع للقلوب يوم القيامة، يوم لا تقال فيه عثرة، ولا يؤخذ من أحد فدية، ولا تقبل من أحد معذرة، ولا لأحد فيه مستقبل توبة، ليس إلّا الجزاء بالسيئات، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده، ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده.

__________________

(١) كذا في الأصل وفي المصدر «وادانيك».

(٢) وأدبنته: دفنها في القبر وهي حية.

٦٥١

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله:( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) يقول: إنّ كان من أهل النار وقد كان عمل في الدنيا مثقال ذرة خيرا يره يوم القيامة حسرة انه كان عمله لغير الله،( وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) يقول: إنّ كان من أهل الجنة راى ذلك الشر يوم القيامة ثم غفر له.

١٩ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي عن محمد بن عمر بن يزيد قال: أخبرت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام انى أصبت بابنين وبقي لي بنى صغير؟ فقال: تصدق عنه، ثم قال حين حضر قيامي: مر الصبى فليتصدق بيده بالكسرة والقبضة والشيء وان قل فان كل شيء يراد به الله وان قل بعد ان تصدق النية فيه عظيم، ان الله تعالى يقول:( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ في أصول الكافي باسناده إلى مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مأة عام، وانه لينظر إلى أزواجه في الجنة يتنعمن.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة العاديات وأدمن قراءته بعثه اللهعزوجل مع أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم القيامة خاصة وكان في حجره ورفقائه.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأها اعطى من الأجر عشر حسنات، بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعا.

٣ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره إبراهيم بن إسحق الأحمري قال :

٦٥٢

حدثنا محمد بن ثابت وأبو المغراء العجلي قال: حدّثني الحلبي قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل والعاديات ضبحا قال: وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عمر بن الخطاب في سرية فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنونه أصحابه، فلما انتهى إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليٍّ: أنت صاحب القوم فتهيأ أنت ومن تريد من فرسان المهاجرين والأنصار، فوجهه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال له: أكمن النهار وسر الليل ولا تفارقك العين، قال: فانتهى علىعليه‌السلام إلى ما أمره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسار إليهم، فلما كان عند وجه الصبح أغار عليهم فأنزل الله على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) إلى آخرها.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن أحمد عن عبيد بن موسى قال: حدّثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) قال: هذه السورة نزلت في أهل وادي اليابس، قال: قلت: وما كان حالهم وقصّتهم؟ قال: إنّ أهل وادي اليابس اجتمعوا إثنى عشر ألف فارس وتعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا أن لا يتخلّف رجل عن رجل، ولا يخذل أحد أحدا ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على حلف واحد، ويقتلوا محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام (١) فنزل جبرئيلعليه‌السلام على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره بقصّتهم وما تعاقدوا عليه وتوافقوا وامره أن يبعث أبا بكر إليهم في اربعة آلاف فارس من المهاجرين والأنصار، فصعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فحمد الله واثنى عليه ثمّ قال: يا معشر المهاجرين والأنصار إنّ جبرئيل قد أخبرني أنّ أهل وادي اليابس اثنى عشر ألفا قد استعدوا وتعاهدوا وتعاقدوا على ان لا يغدر رجل منهم بصاحبه ولا يفر عنه ولا يخذله حتى يقتلوني وأخي عليّ بن أبي طالب، وأمرني ان أسيّر إليهم أبا بكر في اربعة آلاف فارس فخذوا في أمركم واستعدوا لعدوّكم وانهضوا إليهم على اسم الله وبركته يوم الاثنين ان شاء الله فأخذ المسلمون في عدّتهم وتهيئوا وامر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر بامره، وكان فيما امره به انه إذا رآهم ان يعرض عليهم الإسلام فان بايعوا والا وافقهم فاقتل مقاتليهم واسب ذراريهم واستبح أموالهم وخرب ضياعهم وديارهم فمضى أبو بكر ومن

__________________

(١) وفي المصدر وكذا المنقول عنه في البرهان «محمدا وعلياعليهما‌السلام ».

٦٥٣

معه من المهاجرين والأنصار في أحسن عدة وأحسن هيئة يسير بهم سيرا رفيقا حتى انتهوا إلى أهل وادي اليابس، فلمّا بلغ القوم نزول القوم عليهم ونزل أبو بكر وأصحابه قريبا منهم خرج إليهم من أهل وادي اليابس مأتا رجل مدحجين بالسلاح(١) فلما صادفوهم قالوا لهم: من أنتم ومن اين أقبلتم واين تريدون ليخرج إلينا صاحبكم حتى نكلمه، فخرج إليهم أبو بكر في نفر من أصحابه المسلمين، فقال لهم: أنا أبو بكر صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قالوا: ما أقدمك علينا؟ قال: أمرنيصلى‌الله‌عليه‌وآله ان اعرض عليكم الإسلام وان تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون ولكم ما لهم وعليكم ما عليهم والا فالحرب بيننا وبينكم، قالوا له: واللّات والعزى لولا رحم ماسة وقرابة قريبة لقتلناك وجميع أصحابك قتلة تكون حديثا لمن يكون بعدكم، فارجع أنت ومن معك واربحوا العافية، فانا انما نريد صاحبكم بعينه وأخاه عليّ بن أبي طالب، فقال أبو بكر لأصحابه: يا قوم القوم أكثر منكم أضعافا وأعد منكم وقد نأت داركم عن إخوانكم من المسلمين فارجعوا نعلم رسول الله بحال القوم، فقالوا له جميعا: خالفت يا أبا بكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وما أمرك به فاتق الله وواقع القوم ولا تخالف قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال:( إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ ) والشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فانصرف وانصرف الناس أجمعون.

فأخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بمقالة القوم له وما رد عليهم أبو بكر فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبا بكر خالفت أمري ولم تفعل ما امرتك وكنت لي والله عاصيا فيما امرتك، فقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وصعد المنبر وحمد الله واثنى عليه ثمّ قال: يا معشر المسلمين انى أمرت أبا بكر ان يسير إلى أهل وادي اليابس وان يعرض عليهم الإسلام ويدعوهم إلى الله فان أجابوا والا واقعهم وانه سار إليهم وخرج منهم مأتا رجل، فلما سمع كلامهم وما استقبلوه به انتفخ صدره ودخله الرعب منهم وترك قولي ولم يطع أمري، وان جبرئيل أمرني عن الله ان أبعث إليهم عمر مكانه في أصحابه في اربعة آلاف فارس، فسر يا عمر على اسم الله ولا تعمل كما عمل أبو بكر أخوك فانه قد عصا الله وعصاني وامره بما أمر به

__________________

(١) المدحج: الشاك في السلاح.

٦٥٤

أبا بكر، فخرج عمر والمهاجرين والأنصار الذين كانوا مع أبي بكر يقصدونهم في مسيرهم حتى شارف القوم وكان قريبا بحيث يراهم ويرونهم، وخرج إليهم مأتا رجل فقالوا له ولأصحابه مثل مقالتهم لأبي بكر فانصرف وانصرف الناس معه وكاد ان يطير قلبه مما رأى من عدة القوم وجمعهم، ورجع يهرب منهم، فنزل جبرئيل وأخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما صنع عمر وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه، فصعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنبر فحمد الله واثنى عليه وأخبر بما صنع عمر وما كان منه وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه مخالفا لأمري عاصيا لقولي، فقدم عليه فأخبره مثل ما أخبره به صاحبه، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عمر عصيت الله في عرشه وعصيتني وخالفت قولي وعملت برأيك ألا قبح الله رأيك، وان جبرئيلعليه‌السلام قد أمرني ان ابعث عليّ بن أبي طالب في هؤلاء المسلمين وأخبرني ان الله يفتح عليه وعلى أصحابه فدعا عليّاعليه‌السلام وأوصاه بما اوصى أبا بكر وعمر وأصحابه الاربعة آلاف، وأخبره ان الله سيفتح عليه وعلى أصحابه.

فخرج عليٌّ ومعه المهاجرون والأنصار وسار بهم غير سير أبي بكر وعمر وذلك انه اعنف(١) في السير حتى خافوا ان ينقطعوا من التعب وتحفى دوابهم(٢) فقال لهم: لا تخافوا فانّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أمرني بأمر وأخبرني أنّ الله سيفتح عليَّ وعليكم فأبشروا فانكم على خير والى خير، فطابت نفوسهم وقلوبهم وساروا على ذلك السير المتعب حتى إذا كانوا قريبا منهم حيث يرونه ويراهم أمر أصحابه ان ينزلوا، وسمع أهل وادي اليابس بمقدم عليّ بن أبي طالب وأصحابه فخرج إليه منهم مأتا رجل شاكين في السلاح، فلما رآهم عليٌّعليه‌السلام خرج إليهم في نفر من أصحابه فقالوا لهم: من أنتم ومن أنّى أقبلتم واين تريدون؟ قال: انا عليّ بن أبي طالب ابن عم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأخوه ورسوله إليكم. أدعوكم إلى شهادة أنْ لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله، ولكم إنْ آمنتم ما للمسلمين وعليكم ما على

__________________

(١) أي أشد ولم يرفق بهم.

(٢) حفي الفرس: دقت حافره من كثرة السير.

٦٥٥

المسلمين من خير وشر، فقالوا له: إياك أردنا وأنت طلبتنا قد سمعنا مقالتك فخذ حذرك واستعد للحرب العوان(١) واعلم انا قاتلوك وقاتلوا أصحابك والموعود فيما بيننا وبينك غدا ضحوة وقد أعذرنا فيما بيننا وبينك، فقال لهم عليٌّعليه‌السلام : ويلكم تهددوني بكثرتكم وجمعكم فأنا أستعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم.

فانصرفوا إلى مراكزهم وانصرف عليٌّعليه‌السلام إلى مركزه، فلمّا جنّه الليل أمر أصحابه أنْ يحسنوا إلى دوابهم ويقضموا(٢) ويسرجوا، فلما انشق عمود الصبح صلّى بالناس بغلس(٣) ثمّ غار عليهم وبأصحابهم فلم يعلموا حتى وطئتهم الخيل فما أدرك آخر أصحابه حتى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وخرب ديارهم واقبل بالأسارى والأموال معه، فنزل جبرئيلعليه‌السلام فأخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بما فتح الله على عليٍّ وجماعة المسلمين، وصعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فحمد الله واثنى عليه وأخبر الناس بما فتح الله على المسلمين وأعلمهم انه لم يصب منهم(٤) إلّا رجلان ونزل فخرج يستقبل عليّا في جميع أهل المدينة من المسلمين حتى لقيه على ثلاثة أميال من المدينة، فلما رآه عليٌّ مقبلا نزل عن دابته ونزل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى التزمه وقــبّـل ما بين عينيه فنزل جماعة من المسلمين إلى عليٍّعليه‌السلام حيث نزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واقبل بالغنيمة والأسارى وما رزقهم الله من أهل وادي اليابس ثمّ قال جعفر بن محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما غنم المسلمون مثلها قطّ إلّا ان يكون من خيبر فانها مثل خيبر وانزل الله تبارك وتعالى في ذلك اليوم هذه السورة( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) يعنى بالعاديات الخيل تعدو بالرجال، والضبح صيحتها في أعنتها ولجمها.

٥ ـ في مجمع البيان( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) قيل هي الخيل في الغزو تعدو في سبيل الله

__________________

(١) الحرب العوان: التي قوتل فيها مرة، والحرب العوان أشد الحروب.

(٢) القضم: أكل الشيء اليابس. واللفظ كناية.

(٣) الغلس ـ بفتحتين ـ: ظلمة آخر الليل.

(٤) أي لم يقتل منهم. وفي البرهان «لم يقتل منه» مكان «لم يصب منهم».

٦٥٦

الى قوله: وقيل هي الإبل حين ذهب إلى غزوة بدر، تمد أعناقها في السير فهي تضبح أي تضبع روى ذلك عن عليٍّعليه‌السلام .

٦ ـ وروى أيضا انها إبل الحاج تغدو من عرفة إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى منى واختلفت الروايات فيه فروى عن أبي صالح انه قال: قاولت فيه عكرمة فقال عكرمة: قال ابن عباس: هي الخيل في القتال فقلت انا: قال عليٌّعليه‌السلام : هي الإبل في الحج وقلت: مولاي اعلم من مولاك.

٧ ـ وفي رواية اخرى ان ابن عباس قال: هي الخيل ألا تراه قال:( فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ) فهل تثيره إلّا بحوافرها، وهل تضبح الإبل انما تضبح الخيل، فقال علىعليه‌السلام : ليس كما قلت لقد رأيتنا يوم بدر وما معنا إلّا فرس أبلق للمقداد بن الأسود.

٨ ـ وفي رواية اخرى لمرثد بن أبي مرثد الغنوي وروى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال: بينما انا في الحجر جالس إذا أتاني رجل فسأل عن( الْعادِياتِ ضَبْحاً ) فقلت له: الخيل حين تغزو في سبيل الله ثم تأوى إلى الليل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم، فانفتل عنى وذهب إلى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وهو تحت سقاية زمزم فسأله عن( الْعادِياتِ ضَبْحاً ) فقال: سألت عنها أحدا قبلي؟ قال: نعم سألت عنها ابن عباس، فقال: الخيل حين تغزو في سبيل الله قال: فاذهب فادعه لي، فلما وقف على رأسه قال: تفتي الناس بما لا علم لك به؟ والله ان كانت لاول غزوة في الإسلام بدر وما كان معنا إلّا فرسان: فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود، فكيف يكون العاديات الخيل؟ بل العاديات ضبحا الإبل من عرفة إلى المزدلفة ومن مزدلفة إلى منى، قال ابن عباس: فرغبت عن قولي ورجعت إلى الذي قاله علىعليه‌السلام .

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال علي بن إبراهيم في قوله:( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) أي عدوا عليهم في الضبح، ضباح الكلاب صوتها فالموريات قدحا كانت بلادهم فيها حجارة فاذا وطئتها سنابك الخيل(١) كاد تنقدح منها النار فالمغيرات صبحا أي صبحهم بالغارة.

__________________

(١) السنابك جمع السنبك ـ كقنفذ: طرف الحافر.

٦٥٧

١٠ ـ وفيه متصل بآخر ما نقلنا من الحديث السابق أعنى قوله ولجمها( فَالْمُورِياتِ قَدْحاً فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً ) فقد أخبرك انها غارت عليهم صبحا قلت: قوله( إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: الكفور( وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ ) قال: يعنيهما قد شهدا جميعا وادي اليابس وكانا لحب الحيوة حريصان قلت: قوله:( فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ) قال: يعنى الخيل يأثرن بالوادي( نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ) قد شهدا جميعا وادي اليابس.

١١ ـ وفيه متصل بقوله قريبا أي صبحهم بالغارة( فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ) قال: ثارت الغبرة من ركض الخيل( فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ) قال: توسط المشركون بجمعهم.

١٢ ـ في مجمع البيان في الشواذ قراءة علىعليه‌السلام «فوسطن» بتشديد السين.

١٣ ـ( إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) روى أبو أمامة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: أتدرون من الكنود؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: الكنود الذي يأكل وحده ويمنع رفده ويضرب عبده.

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم متصل بقوله: بجمعهم( إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) أي كفور وهما الذين امرا واشارا على أمير المؤمنينعليه‌السلام ان يدع الطريق مما حسداه وكان على صلوات الله عليه قد أخذ بهم على غير الطريق الذي أخذ فيه أبو بكر وعمر، فعلما انه يظفر بالقوم، فقال عمرو بن العاص لأبي بكر: ان عليا غلام حدث لا علم له بالطريق وهذا طريق مسبع(١) لا يأمن فيه من السباع، فمشيا إليه وقالا له: يا أبا الحسن هذا الطريق الذي أخذت فيه طريق مسبع فلو رجعت إلى الطريق؟ فقال لهما أمير المؤمنينعليه‌السلام : الزما رحالكما وكفا عما لا يعينكما واسمعا وأطيعا فإنّي اعلم بما اصنع فسكتا، قوله( وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ ) أي على العداوة( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) يعنى حب الحيوة حيث خافوا السباع على أنفسهما فقال اللهعزوجل :( أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ ) أي يجمع ويظهر( إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ) .

__________________

(١) أي تكثر فيه السباع.

٦٥٨

١٥ ـ وفيه متصل بآخر ما نقلنا من الحديث اعنى قوله: حريصان قلت: قوله:( أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ) قال: نزلت الآيتان فيهما خاصة، كانا يضمران ضمير السوء ويعملان به، فأخبر الله خبرهما وفعالهما ؛ فهذه قصة أهل وادي اليابس وتفسير العاديات.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من قرأ وأكثر من قراءة القارعة آمنه اللهعزوجل من فتنة الدجال ان يؤمن به ومن قيح جهنم(١) يوم القيامة إنْ شاء الله.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث أبي: من قرأها ثقل الله بها ميزانه يوم القيامة.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: القارعة ما القارعة وما أدريك ما القارعة يرددها الله لهولها وفزع بها الناس( وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ) قال: العهن: الصوف.

٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : ومعنى قوله: فمن ثقلت موازينه و( مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ ) فهو قلة الحسنات وكثرته.

٥ ـ وفيه في احتجاج أبي عبد اللهعليه‌السلام قال السائل: أو ليس توزن الأعمال؟ قال: لا لان الأعمال ليست أجساما وإنّما هي صفة ما عملوا، وإنّما يحتاج إلى وزن الشيء من جهل عدد الأشياء ولا يعرف ثقلها وخفتها، وان الله لا يخفى عليه شيء، قال: فما معنى الميزان؟ قال: العدل قال: فما معناه في كتابه( مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ) قال: فمن رجح عمله.

٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن أسباط

__________________

(١) القيح: لمدة البيضاء التي لا يخالطها دم.

٦٥٩

عن العلا عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إنّ الله ثقل على أهل الدنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة، وان اللهعزوجل خفف الشر على أهل الدنيا كخفته في موازينهم يوم القيامة.

٧ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أحدهماعليهما‌السلام قال: ما في الميزان شيء أثقل من الصلوة على محمد وآل محمد، وان الرجل لتوضع اعماله في الميزان فيميل به فيخرج الصلوة فيضعها في ميزانه فيرجح.

٨ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيهعليه‌السلام : وأشهد أنْ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله شهادتان ترفعان القول وتضاعفان العمل، خف ميزان ترفعان منه ؛ وثقل ميزان توضعان فيه

٩ ـ في نهج البلاغة ونشهد أنْ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله شهادتين تصعد ان القول وترفعان العمل، لا يخف ميزانه توضعان فيه، ولا يثقل ميزان ترفعان منه.

١٠ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن موسى قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ الخير ثقل على أهل الدنيا على قدر ثقله في موازينهم يوم القيامة، وان الشر خف على أهل الدنيا على قدر خفته في موازينهم يوم القيامة.

١١ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليه‌السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات وأمّا قوله:( مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ) وخفت موازينه فانما يعنى الحسنات توزن الحسنات والسيئات والحسنات ثقل الميزان والسيئات خفة الميزان

١٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن عليّ بن أبي طالب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل في تفسير سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر وفيه قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقوله: لا إله إلّا الله يعنى بوحدانيته لا يقبل الله الأعمال إلّا بها، وهي كلمة التقوى يثقل الله بها الموازين يوم القيامة.

٦٦٠

١٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن أبي عمير عن عيسى الفراء عن عبد الله بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال أبو جعفرعليه‌السلام : من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه.

١٤ ـ وروى المفضل عن الصادقعليه‌السلام انه قال: وقع بين سلمان الفارسي رحمة الله عليه وبين رجل حضره فقال الرجل لسلمان: من أنت وما أنت؟ فقال سلمان: أمّا أوّلي وأوّ لكَ فنطفة قذرة، وأمّا آخري وآخرك فجيفة منتنة، فاذا كان يوم القيامة ونصبت الموازين ف( مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ) فهو الكريم، و( مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ ) فهو اللئيم.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: فأمه هاوية قال: أم رأسه يقلب في النار على رأسه، ثم قال: وما أدريك يا محمد ماهية يعنى الهاوية ثم قال: نار حامية.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة التكاثر في فريضة كتب الله له ثواب أجر مأة شهيد، ومن قرأها في نافلة كتب له ثواب خمسين شهيدا، وصلى معه في فريضته أربعون صفا من الملائكة إنْ شاء الله.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث أبي: ومن قرأها لم يحاسبه الله بالنعيم الذي أنعم عليه في دار الدنيا، وأعطى من الأجر كأنما قرأ الف آية.

٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد ابن بشير عن عبد الله الدهقان عن درست عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ ألهيكم التكاثر عند النوم وقى فتنة القبر.

٤ ـ في مجمع البيان وروى قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال: انتهيت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول: ألهيكم التكاثر قال: يقول ابن آدم مالي مالي وما لك من مالك إلّا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت أورده

٦٦١

مسلم في الصحيح.

٥ ـ في كتاب الخصال عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : والتكاثر لهو وشغل واستبدال الذي هو ادنى بالذي هو خير.

٦ ـ في نهج البلاغة من كلام لهعليه‌السلام قال بعد تلاوته( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ ) يا له مراما ما أبعده، وزورا ما اغفله، وخطرا ما أفظعه. لقد استخلوا منهم أي مدكر، وتناوشوهم من مكان بعيد، أفبمصارع آبائهم يفخرون أم بعديد الهلكى يتكاثرون؟ يرتجعون منهم أجسادا خوت. وحركات سكنت، ولان يكونوا عبرا أحق من ان يكونوا مفتخرا، ولا يهبطوا بهم جناب ذلة احجى من ان يقوموا بهم مقام عزة، لقد نظروا إليهم بابصار العشوة، وضربوا منهم في غمرة جهالة، ولو استنطقوا عنهم عرصات تلك الديار الخاوية، والربوع الخالية، لقالت ذهبوا في الأرض ضلالا، وذهبتم في أعقابهم جهالا، تطؤون في هامهم وتستنبتون في أجسادهم. وترتعون فيما لفظوا وتسكنون فيما خربوا(١)

٧ ـ في مجمع البيان:( كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) قال الحسن ومقاتل هو وعيد بعد وعيد، قيل: معناه سوف تعلمون في القبر ثم سوف تعلمون في الحشر، رواه زر بن حبيش عن عليٍّعليه‌السلام ، قال: ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت ألهيكم التكاثر إلى قوله:( كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) يريد في القبر ثم كلا سوف

__________________

(١) المراد بالمرام هو ما كان مقصدهم من التفاخر من إثبات الفخر والمنقبة لأنفسهم فبين (عليه السلام) ان ذلك المرام بعيد جدا لان الفخر بالميت كالفخر بالجماد. قوله (عليه السلام)«وزورا ما أغفله» المراد بالزور: الزائرون للمقابر المتفاخرون بهم، اسم للواحد والجمع. و «تناوشوهم» أي تناولوهم. قوله (عليه السلام)«يرتجعون ...» أي يطلبون رجوع أجسادهم وقد «خوت» أي خلت من الأرواح. والجناب: الفناء. والحجى: العقل والفتنة. والعشوة: سوء البصر بالليل وغمرة الشيء: شدته ومعظمه. والربوع جمع الربع: الدار حيث كانت والمنزل. والهام جمع الهامة: الرأس «وتستنبتون.» من النبات. أي تزرعون النبات في أجسادهم. واللفظ: أرمي من الفم يقال: لفظت الشيء: رميته من فمي.

٦٦٢

تعلمون بعد البعث.

٨ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال ابن عباس قرأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ) قال: التكاثر الأموال جمعها من غير حقها ومنعها من حقها وشدها في الاوعية( حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ ) حتى دخلتم قبوركم( كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) لو قد دخلتم قبوركم( ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) لو قد خرجتم من قبوركم إلى محشركم( كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ) قال: وذلك حين يؤتى بالصراط فينصب بين جسري جهنم.

٩ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ) قال: المعانية.

١٠ ـ في مجمع البيان قرأ ابن عامر والكسائي «لترون» بضم التاء وروى ذلك عن علىعليه‌السلام ، والباقي( لَتَرَوُنَّ ) بالفتح.

١١ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى جسر جهنم( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: عن خمس عن شبع البطون، وبارد الشراب، ولذة النوم، وظلال المساكين، واعتدال الخلق.وروى في أخبارنا ان النعيم ولاية عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

١٢ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن أبي سعيد عن أبي حمزة قال: كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام جماعة فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذة وطيبا وأتينا بتمر ننظر فيه أوجهنا من صفائه وحسنه، فقال رجل: لتسئلن عن هذا النعيم الذي تنعمتم به عند ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام ان اللهعزوجل أكرم وأجل ان يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسئلكم عنه، ولكن يسئلكم عما أنعم به عليكم بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبآل محمدعليهم‌السلام .

١٣ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن القاسم بن محمد الجوهري الحارث بن جرير عن سدير الصيرفي عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فدعا بالغدا فأكلت معه طعاما ما أكلت طعاما قط أطيب منه ولا أنظف فلما فرغنا من الطعام قال: يا أبا خالد كيف رأيت طعامك أو قال طعامنا

٦٦٣

قلت: جعلت فداك ما رأيت أطيب منه قط ولا أنظف، ولكني ذكرت الآية في كتاب اللهعزوجل «و( لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال أبو جعفرعليه‌السلام انما يسئلكم عما أنتم عليه من الحق.

١٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام والزمهم الحجة بان خاطبهم خطابا يدل على انفراده وتوحيده، وبان لهم أولياء تجري أفعالهم وأحكامهم مجرى فعله، فهم العباد المكرمون، وهم النعيم الذي يسأل عنه، ان الله تبارك وتعالى أنعم بهم على من اتبعهم من أوليائهم، قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن حل محله من أصفياء ـ الله الذين قال:( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه.

١٥ ـ في مجمع البيان وروى العياشي باسناده في حديث طويل قال: سأل أبو حنيفة أبا عبد اللهعليه‌السلام عن هذه الآية فقال له: ما النعيم عندك يا نعمان؟ قال: القوت من الطعام والماء البارد، فقال: لئن أوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتى يسئلك عن كل اكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه، قال: فما النعيم جعلت فداك؟ قال: نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد، وبنا ائتلفوا بعد ان كانوا مختلفين، وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم إخوانا بعد ان كانوا أعداء وبنا هداهم الله للإسلام وهو النعمة التي لا تنقطع، والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم وهو النبي وعترته.

١٦ ـ في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادقعليه‌السلام أللّهم وكما كان من شأنك يا صادق الوعد، يا من لا يخلف الميعاد، يا من هو كل يوم في شأن، ان أنعمت علينا بموالاة أولياءك المسئول عنها عبادك، فانك قلت وقولك الحق:( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) وقلت:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) .

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن سلمة بن عطا عن جميل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: قول الله :

٦٦٤

( لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: تسئل هذه الامة عما أنعم الله عليهم برسول الله ثم بأهل بيته.

١٨ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى إبراهيم بن عباس الصوفي الكاتب قال: كنا يوما بين يدي علي بن موسى الرضاعليه‌السلام فقال: ليس في الدنيا نعيم حقيقى، فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره: فيقول اللهعزوجل :( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) اما هذه النعيم في الدنيا وهو الماء البارد؟ فقال له الرضاعليه‌السلام وعلا صوته: كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب، فقالت طائفة: هو الماء البارد، وقال غيرهم: هو الطعام الطيب، وقال آخرون: هو طيب النوم، ولقد حدّثني أبي عن أبيه أبي عبد اللهعليه‌السلام ان أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول اللهعزوجل :( لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) فغضب وقال: ان اللهعزوجل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم به، ولا يمن بذلك عليهم، والامتنان بالانعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالقعزوجل ما لا يرضى المخلوقين به؟ ولكن النعيم حبنا أهل البيت وموالاتنا، يسأل الله عنه بعد التوحيد والنبوة، لان العبد إذا وفي بذلك اداه إلى نعيم الجنة الذي كان لا يزول ولقد حدّثني بذلك أبي عن أبيه عن محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن الحسين بن عليّعليه‌السلام انه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أول ما يسئل عنه العبد بعد موته شهادة أنْ لا إله إلّا الله، وان محمدا رسول الله، وانك وليّ المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك. فمن أقر بذلك وكان معتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له.

١٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى صفوان بن يحيى عمن حدثه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه سئل عن( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فقال: الباء بهاء الله، والسين سناء الله والميم ملك الله، قال: قلت: الله، قال: الالف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله في قوله:( لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال ان الله أكرم ان يسأل مؤمنا

٦٦٥

عن اكله وشربه.

٢١ ـ عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ثلثة أشياء لا يحاسب العبد المؤمن عليهن، طعام يأكله، وثوب يلبسه، وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه.

٢٢ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار المجموعة بالإسناد قال: قال عليٌّعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: الرطب والماء البارد.

٢٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كل نعيم مسئول عنه صاحبه إلّا ما كان في غزو أو حج.

٢٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادقعليه‌السلام قال: من ذكر اسم الله على الطعام لم تسئل عن نعيم ذلك الطعام.

٢٥ ـ في مجمع البيان( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) الصحة والفراغ، عن عكرمة ويعضده ما رواه ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ.

٢٦ ـ وقيل: هو الأمن والصحة عن عبد الله بن مسعود ومجاهد، وروى ذلك عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام وقيل: يسئل عن كل نعيم إلّا ما خصّه، الحديث، وهو قوله: ثلاث لا يسئل عنها العبد: خرقة يوارى بها عورته وكسرة يسد بها جوعته، وبيت يكنه من الحر والبرد.

٢٧ ـ وروى ان بعض الصحابة أضاف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجماعة من أصحابه فوجدوا عنده تمرا وماء باردا فأكلوا، فلما خرجوا قال: هذا من النعيم الذي تسئلون عنه.

٢٨ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى حفص الصائغ عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام في قوله:( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: نحن من النعيم.

٦٦٦

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ والعصر في نوافله بعثه الله يوم القيامة مشرقا وجهه، ضاحكا سنه قريرا عينه حتى يدخل الجنة.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث أبي: ومن قرأها ختم له بالصبر، وكان مع أصحاب الحق يوم القيامة.

٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها وفي على والله نزلت سورة العصر:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ ) إلى آخره.

٤ ـ في مجمع البيان وقيل: ان في قراءة ابن مسعود «( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) وانه فيه إلى آخر الدهر» وروى ذلك عن عليٍّعليه‌السلام .

٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل ابن عمر قال: سألت الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) قال: العصر عصر خروج القائمعليه‌السلام ( إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) يعنى اعدانا إلّا الذين آمنوا يعنى بآياتنا وعملوا الصالحات يعنى بمواساة الاخوان وتواصوا بالحق يعنى الامامة وتواصوا بالصبر يعنى بالعترة.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) قال: قسم بان الإنسان خاسر وقرأ أبو عبد اللهعليه‌السلام «( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) وانه فيه إلى آخر الدهر( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) وأتمروا بالتقوى وأتمروا بالصبر.

٧ ـ حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثني يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ ) فقال: استثنى أهل صفوته من خلقه، حيث قال:( إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) يقول

٦٦٧

آمنوا بولاية أمير المؤمنين( وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ ) ذرياتهم ومن خلقوا بالولاية وتواصوا بها وصبروا عليها.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ ) في فريضة من فرائض الله بعد الله عنه الفقر، وجلب عليه الرزق، ويدفع عنه ميتة السوء.

٢ ـ في مجمع البيان وفي حديث أبي: من قرأها أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من استهزء بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه.

٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام قال: المسوخ من بنى آدم ثلثة عشر إلى أن قال: وأمّا العقرب فكان رجلا همازا لمازا(١) فمسخه الله عقربا.

٤ ـ وفيه أيضا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن المسوخ فقال: هي ثلثة عشر: الفيل والدب إلى أن قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : وأمّا العقرب فكان رجلا لداغا لا يسلم من لسانه.

٥ ـ في عوالئى اللئالى وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيت ليلة الإسراء قوما يقطع اللحم من جنوبهم ثم يلقمونه، ويقال: كلوا ما كنتم تأكلون من لحم أخيكم فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الهمازون من أمتك اللمازون، وفي تفسير علي بن إبراهيم نحوه.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ ) قال: الذين يغمز الناس ويستحقر الفقهاء وقوله لمزة يلوى عنقه ورأسه ويغضب إذا راى فقيرا أو سائلا الذي جمع مالا

__________________

(١) الهمز: الطعن. واللمز: العيب، قيل: والفرق بينهما هو ان الهمزة: الذي يعيبك بظهر الغيب واللمزة: يعيبك في وجهك، وقيل: الهمزة: الذي يؤذى جليسه بسوء لفظه واللمزة: الذي يكسر عينه على جليسه وشير برأسه ويؤمي بعينه.

٦٦٨

وعدده قال: أعده ووضعه.

٧ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن اسمعيل بن بزيع قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يقول: لا يجتمع المال إلّا بخمس خصال: بخل شديد وأمل طويل، وحرص غالب، وقطيعة رحم، وإيثار الدنيا على الاخرة.

٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبان الأحمر عن الصادقعليه‌السلام انه جاء إليه رجل فقال له بأبي أنت وأمّي عظني موعظة. فقالعليه‌السلام : ان كان الحسنات حقا فالجمع لماذا؟ وان كان الخلف من اللهعزوجل حقا فالبخل لـماذا؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ ) ويبقيه ثم قال:( كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ) والحطمة النار التي تحطم كل شيء، ثم قال:( وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ) قال: تلتهب على الفؤاد قال أبو ذر رضى الله عنه: بشر المتكبرين بكى في الصدور وسحب على الظهور(١) قوله:( إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ) قال: مطبقة( فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ) قال: إذا مدت العمد عليهم أكلت والله الجلود.

١٠ ـ في مجمع البيان وروى العياشي عن محمد بن النعمان الأحول عن حمران بن أعين عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الكفار والمشركين يعيرون أهل التوحيد في النار ويقولون: ما نرى توحيدكم أغنى عنكم شيئا وما نحن وأنتم الأسواء؟ قال: فيأنف لهم الرب تعالى، فيقول للملائكة: اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله، ثم يقول للنبيين: اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله، ويقول الله: انا ارحم الراحمين اخرجوا برحمتي فيخرجون كما يخرج الفراش، ثم قال أبو جعفرعليه‌السلام : ثم مدت العمد وأو صدت عليهم وكان والله الخلود.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ في

__________________

(١) الكي: إحراق الجلد بحديدة ونحوها. والسحب: الجر على وجه الأرض.

٦٦٩

فرائضه الم تر كيف فعل ربك شهد له يوم القيامة كل سهل وجبل ومدر بأنه كان من المصلين، وينادى له يوم القيامة مناد: صدقتم على عبدي قبلت شهادتكم له وعليه، أدخلوه الجنة ولا تحاسبوه فانه ممن أحبه الله وأحب عمله.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث أبي: من قرأها عافاه الله أيام حيوته من المسخ والقذف.

٣ ـ وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: لا تجمع سورتين في ركعة واحدة إلّا الضحى والم نشرح، والم تر كيف ولإيلاف قريش.

٤ ـ وعن أبي العباس عن أحدهماعليهم‌السلام قال:( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ ) و( لِإِيلافِ ) سورة واحدة.

٥ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام قال: المسوخ من بنى آدم ثلثة عشر إلى ان قال: وأمّا الفيل فكان ينكح البهائم فمسخه الله فيلا.

٦ ـ وفيه أيضا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن المسوخ فقال: هي ثلثة عشر: الفيل والدب إلى ان قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : اما الفيل كان رجلا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا.

٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى محمد بن الحسن وعلان عن أبي الحسنعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام فاما الفيل فانه كان ملكا زناء لوطيا.

٨ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال علي بن الحسينعليه‌السلام كان أبو طالب يضرب عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بسيفه إلى ان قال: فقال أبو طالب: يا ابن أخ إلى الناس كافة أرسلت أم إلى قومك خاصة؟ قال: لا بل إلى الناس أرسلت كافة الأبيض والأسود والعربي والعجمي، والذي نفسي بيده لأدعون إلى هذا الأمر الأبيض والأسود ومن على رؤس الجبال ومن في لجج البحار، ولأدعون السنة فارس والروم فحيرت قريش واستكبرت وقالت: أما تسمع إلى ابن أخيك وما يقول والله لو

٦٧٠

سمعت بهذا فارس والروم لاختطفتنا من أرضنا، ولقلعت الكعبة حجرا حجرا، فأنزل الله تبارك وتعالى:( وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إليه ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ ) إلى آخر الآية وانزل في قولهم لقلعت الكعبة حجرا حجرا( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ ) إلى آخر الآية.

٩ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لـمّا ان وجه صاحب الحبشة بالخيل ومعهم الفيل ليهدم البيت مروا بابل لعبد المطلب فساقوها، فبلغ ذلك عبد المطلب فأتى صاحب الحبشة فدخل الآذن فقال: هذا عبد المطلب بن هاشم قال: وما يشاء؟ قال الترجمان: جاء في إبل له ساقوها يسئلك ردها؟ فقال ملك الحبشة لأصحابه: هذا رئيس قوم وزعيمهم جئت إلى بيته الذي يعبده لأهدمه وهو يسألني اطلاق ابله؟ اما لو سألنى الإمساك عن هدمه لفعلت ردوا عليه ابله فقال عبد المطلب لترجمانه: ما قال الملك؟ فأخبره فقال عبد المطلب: انا رب الإبل ولهذا البيت رب يمنعه فردت عليه ابله وانصرف عبد المطلب نحو منزله، فمر بالفيل في منصرفه فقال للفيل: يا محمود فحرك الفيل رأسه، فقال له: أتدري لم جاءوك؟ فقال الفيل برأسه: لا، فقال عبد المطلب: جاؤا بك لتهدم بيت ربك أفتراك فاعل ذلك؟ فقال برأسه: لا، فانصرف عبد المطلب إلى منزله فلما أصبحوا غدوا به لدخول الحرم فأبى وامتنع عليهم فقال عبد المطلب لبعض مواليه عند ذلك: اعل الجبل فانظر ترى شيئا؟ فقال: ارى سوادا من قبل البحر فقال له يصيبه بصرك اجمع؟ فقال له: لا ولا شك ان يصيب، فلما ان قرب قال: هو طير كثير ولا أعرفه يحمل كل طير في منقاره حصاة مثل حصاة الخذف(١) أو دون حصاة الخذف فقال عبد المطلب: ورب عبد المطلب ما تريد إلّا القوم حتى لـمّا صار فوق رؤسهم

__________________

(١) الخذف ـ بالمعجمتين ـ: الرمي بحصاة أو نواة أو نحوهما تؤخذ بين السبابتين يرمى بها.

٦٧١

اجمع القت الحصاة فوقعت كل حصاة على هامة(١) رجل فخرجت من دبره فقتلته فما انفلت منهم إلّا رجل واحد يخبر الناس، فلما ان أخبرهم القت عليه فقتلته.

١٠ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران وهشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لـمّا أقبل صاحب الحبشة بالفيل يريد هدم الكعبة مروا بابل عبد المطلب فاستاقوها فتوجه عبد المطلب إلى صاحبهم يسأله رد ابله عليه، فاستأذن عليه فاذن له، وقيل: ان هذا شريف قريش أو عظيم قريش فهو رجل له عقل ومروة فأكرمه وأدناه، ثم قال لترجمانه: سله ما حاجتك؟ فقال له: ان أصحابك مروا بابل لي فاستاقوها فأحببت ان تردها على قال فتعجب من سؤاله إياه رد الإبل وقال: هذا الذي زعمتم انه عظيم قريش وذكرتم عقله يدع ان يسألني ان انصرف عن بيته الذي يعبده اما لو سألنى ان انصرف عن هذه(٢) لانصرفت له عنه فأخبره الترجمان بمقالة الملك، فقال له عبد المطلب: ان لذلك البيت ربا يمنعه، وإنّما سألتك رد ابلى لحاجتي إليها، فامر برده عليه ومضى عبد المطلب حتى لقى الفيل على طرف الحرم فقال له: محمود، فحرك رأسه فقال له أتدري لـِما جيء بك؟ فقال برأسه: لا، فقال جاؤا بك لتهدم بيت ربك فتفعل؟ فقال برأسه: لا، قال: فانصرف عنه عبد المطلب وجاؤا بالفيل ليدخل الحرم فلما انتهى إلى طرف الحرم امتنع من الدخول فضربوه فامتنع من الدخول، [فضربوه فامتنع]، فأداروا به نواحي الحرم كلها كل ذلك يمتنع عليهم، فلم يدخل وبعث الله عليهم الطير كالخطاطيف في مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها، فكانت تحاذى برأس الرجل ثم ترسلها على رأسه فتخرج من دبره حتى لم يبق منهم أحد، إلّا رجل هرب فجعل يحدث الناس بما راى إذ طلع عليه طائر منها فرفع رأسه فقال: هذا الطير منها وجاء الطير حتى حاذى برأسه ثم ألقاها عليه فخرجت من دبره فمات.

١١ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن

__________________

(١) الهامة: الرأس.

(٢) الهد: الهدم الشديد.

٦٧٢

بن محبوب عن جميل بن دراج عن أبي مريم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال سألته عن قول اللهعزوجل :( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ) قال كان طير ساف(١) جاءهم من قبل البحور رؤسهم كأمثال رؤس السباع، وأظفارها كأظفار السباع من الطير، مع كل طائر ثلثة أحجار، في رجليه حجران، وفي منقاره حجر، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت أجسامهم فقتلهم بها، وما كان قبل ذلك رؤي شيء من الجدري ولا رأوا ذلك من الطير قبل ذلك اليوم ولا بعده، قال: ومن أفلت منهم يومئذ انطلق حتى إذا بلغوا حضرموت وهو واد دون اليمن أرسل الله عليهم سيلا فغرقهم أجمعين، قال: وما راى في ذلك الوادي ماء قبل ذلك اليوم بخمس عشرة سنة، قال: فلذلك سمى حضرموت حين ماتوا فيه.

١٢ ـ في مجمع البيان أجمعت الرواة على ان ملك اليمن الذي قصد هدم الكعبة هو أبرهة بن الصباح الاشرم.

١٣ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى موسى بن جعفرعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه آيات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه: ومن ذلك ان أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعثه، فقال عبد المطلب: ان لهذا البيت ربا يمنعه، ثم جمع أهل مكة فدعا وهذا بعد ما أخبره سيف بن ذي يزن، فأرسل الله تبارك وتعالى طيرا أبابيل ورفعهم عن مكة وأهلها.

١٤ ـ في الكافي ولد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الاول في عام الفيل مع الزوال، وروى أيضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة.

١٥ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيه عن جده قال: لـمّا ان قصد أبرهة بن الصباح ملك الحبشة لهدم البيت تسرعت الحبشة فأغاروا عليها، فأخذوا سرحا(٢) لعبد المطلب بن

__________________

(١) سف الطائر: مر على وجه الأرض.

(٢) السرح: المال السائم.

٦٧٣

هاشم فجاء عبد المطلب إلى الملك فاستأذن عليه فاذن له، وهو في قبة ديباج على سرير له، فسلم عليه فرد أبرهة السلام وجعل ينظر في وجهه، فراعه حسنه وجماله وهيئته، فقال له: هل كان في آبائك مثل هذا النور الذي أراه لك والجمال؟ قال: نعم أيها الملك كل آبائي كان لهم هذا الجمال والنور والبهاء، فقال له أبرهة لقد فقتم فخرا وشرفا ويحق لك أن تكون سيد قومك، ثم أجلسه معه على سريره وقال لسايس فيله الأعظم وكان فيلا ابيض عظيم الخلق له نابان مرصعان بأنواع الدر والجواهر، وكان الملك يباهي به ملوك الأرض: ايتني به فجاء به سايسه وقد زين بكل زينة حسنة، فحين قابل [وجه] عبد المطلب سجد له ولم يكن سجد لملكه وأطلق الله لسانه بالعربية، فسلم على عبد المطلب، فلما راى الملك ذلك ارتاع له وظنه سحرا فقال: ردوا الفيل إلى مكانه، ثم قال لعبد الملك: فيم جئت؟ فقد بلغني سخاؤك وكرمك وفضلك، ورأيت من هيئتك وجمالك وجلالك ما يقتضي ان انظر في حاجتك فسلني ما شئت، وهو يرى انه يسأله في الرجوع عن مكة؟ فقال له عبد المطلب: ان أصحابك غدوا على سرح لي فذهبوا به فمرهم برده على قال: فتغيظ الحبشي من ذلك وقال لعبد المطلب لقد سقطت من عيني جئتني تسألنى في سرحك وأنا قد جئت لهدم شرفك وشرف قومك ومكرمتكم التي تتميزون بها من كل جبل؟ وهو البيت الذي يحج إليه من كل صقع في الأرض(١) فتركت مسألتى في ذلك وسألتنى في سرحك؟ فقال له عبد المطلب: لست برب البيت الذي قصدت لهدمه وأنا رب سرحي الذي أخذه أصحابك فجئت أسئلك فيما أنا ربه وللبيت رب هو أمنع له من الخلق كلهم وأولى به منهم، فقال الملك: ردوا عليه سرحه وانصرف إلى مكة واتبعه الملك بالفيل الأعظم مع الجيش لهدم البيت، فكانوا إذا حملوه على دخول الحرم أناخ وإذا تركوه رجع مهرولا، فقال عبد المطلب لغلمانه: ادعوا إلى إبني فجيء بالعباس فقال: ليس هذا أريد، ادعوا إلى إبني فجيء بأبي طالب، فقال: ليس هذا أريد أدعو إلى إبني فجيء بعبد الله أب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما أقبل إليه قال: اذهب يا بنى حتى تصعد أبا قبيس ثم اضرب ببصرك

__________________

(١) الصقع: الناحية.

٦٧٤

ناحية البحر فانظر أي شيء يجيء من هناك وأخبرنى به، قال: فصعد عبد الله أبا قبيس فما لبث أن جاء طيرا أبابيل مثل السيل والليل، فسقط على أبي قبيس ثم صار إلى البيت فطاف سبعا ثم صار إلى الصفا والمروة فطاف بهما سبعا، فجاء عبد الله إلى أبيه فأخبره الخبر، فقال: انظر يا بنى ما يكون من أمرها بعد فأخبرنى به، فنظرها فاذا هي قد أخذت نحو عسكر الحبشة فأخبر عبد المطلب بذلك، فخرج عبد المطلب وهو يقول: يا أهل مكة اخرجوا إلى العسكر فخذوا غنائمكم، قال: فأتوا العسكر وهم أمثال الخشب النخرة وليس من الطير إلّا ومعه ثلثة أحجار في منقاره ويديه، يقتل بكل حصاة منها واحدا من القوم، فلما أتوا على جميعهم انصرف الطير فلم ير قبل ذلك ولا بعده، فلما هلك القوم بأجمعهم جاء عبد المطلب إلى البيت فتعلق بأستاره وقال :

يا حابس الفيل بذي المغمس

حبسته كأنه مكوس(١)

في مجلس تزهق فيه الأنفس فانصرف وهو يقول في فرار قريش وجزعهم من الحبشة :

طارت قريش إذ رأت خميسا

فظلت فردا لا أرى أنيسا

ولا أحس منهم حسيسا

الا أخا لي ماجدا نفيسا

مسودا في أهله رئيسا

١٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي مريم عن أبي جعفرعليه‌السلام ( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ) فقال: هؤلاء أهل مدينة كانت على ساحل البحر إلى المشرق فيما بين اليمامة والبحرين يخيفون السبيل ويأتون المنكر فأرسل الله عليهم طيرا جائتهم من قبل البحر رؤسهما كأمثال رؤس السباع، وابصارها كابصار السباع من الطير، مع كل طير ثلثة أحجار حجران في مخاليبه وحجر في منقاره، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت أجسادهم فقتلهم اللهعزوجل بها، وما كانوا قبل ذلك رأوا شيئا من ذلك الطير ولا من الجدر، ومن انفلت منهم انطلقوا حتى بلغوا حضرموت

__________________

(١) قال الفيروزآبادي: المغمس ـ كمعظم ومحدث ـ: موضع بطريق الطائف فيه قبر أبي رغال دليل أبرهة ويرجم، وقال: المكوس ـ كمعظم ـ: حمار.

٦٧٥

واد باليمن، أرسل اللهعزوجل عليهم سيلا فغرقهم ولا رأوا في ذلك الوادي ماءا قبل ذلك، فلذلك سمى حضر موت حين ماتوا فيه.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( أَلَمْ تَرَ ) الم تعلم يا محمد( كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ ) قال: نزلت في الحبشة حين جاؤا بالفيل ليهدموا به الكعبة، فلما أدنوه من باب المسجد قال له عبد المطلب: تدري اين يؤم بك؟ قال: برأسه لا، قال: أتوا بك لنهدم كعبة الله أتفعل ذلك؟ فقال برأسه: لا فجهدت به الحبشة ليدخل المسجد فامتنع فحملوا عليه بالسيوف وقطعوه «فأرسل الله( عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ ) قال: بعضها على اثر بعض( تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ) قال: كان مع كل طير ثلثة أحجار، حجر في منقاره وحجران في مخاليبه، وكانت ترفرف على رؤسهم وترمى في دماغهم فيدخل الحجر في دماغهم ويخرج من ادبارهم وتنقض أبدانهم فكانوا كما قال الله( فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) قال: العصف التين والمأكول هو الذي يبقى من فضله.

قال الصادقعليه‌السلام : وأهل الجدري من ذلك الذي أصابهم في زمانهم جدري.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من أكثر قراءة لإيلاف قريش بعثه الله يوم القيامة على مركب من مراكب الجنة حتى يقعد على موائد النور يوم القيامة.

٢ ـ في مجمع البيان وفي حديث أبي: من قرأها اعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة واعتكف بها.

٣ ـ وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: لا تجمع بين سورتين في ركعة واحدة إلّا الضحى والم نشرح، والم تر كيف ولإيلاف قريش.

٤ ـ وعن ابن العباس عن أحدهماعليهما‌السلام قال: «الم تر كيف فعل ربك، ولإيلاف»

٦٧٦

سورة واحدة.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ ) قال: نزلت في قريش لأنه كان معاشهم من الرحلتين رحلة في الشتاء إلى اليمن، ورحلة في الصيف إلى الشام، وكانوا يحملون من مكة الأدم واللب وما يقع من ناحية البحر من الفلفل وغيره فيشتروا بالشام الثياب والدرمك(١) والحبوب وكانوا يتألفون في طريقهم ويثبتون في الخروج في كل خرجة رئيسا من رؤساء قريش وكان معاشهم من ذلك، فلما بعث الله نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله استغنوا عن ذلك لان الناس وفدوا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحجوا إلى البيت، فقال الله:( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ ) لا يحتاجون ان يذهبوا إلى الشام( وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ) يعنى خوف الطريق.

٦ ـ في مجمع البيان وقال سعيد بن جبير مر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه أبو بكر بملاؤهم ينشدون :

يا ذا الذى طلب السماحة والندى

هلا مررت بآل عبد الدار

لو ان مررت بهم تريد قراهم

منعوك من جهد ومن إقتار(٢)

فقال لأبي بكر: أهكذا قال الشاعر؟ قال: لا والذي بعثك بالحق بل قال :

يا ذا الذي طلب السماحة والندى

هلا مررت بآل عبد مناف

لو ان مررت بهم تريد قراهم

منعوك من جهد ومن إيجاف(٣)

الرايشين وليس يوجد رايش

والقائلين هلم للاضياف(٤)

والخالطين غنيهم بفقيرهم

حتى يصير فقيرهم كالكافي

والقائلين بكل وعد صادق

ورجال مكة مسنتين عجاف(٥)

__________________

(١) الدرمك: الدقيق الحوارى أي الدقيق الأبيض وهو لباب الدقيق.

(٢) الإقتار: الفقر وضيق المعيشة.

(٣) الإيجاف: سرعة السير.

(٤) راشه: أعانه وأغناه.

(٥) المسنتون: الذين أصابتهم السنة وهي الجوع والقحط والعجاف: من العجف وهو الهزال والضعف.

٦٧٧

سفرين سنهما له ولقومه

سفر الشتاء ورحلة الأصياف

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من قرأ سورة( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ) في فرائضه ونوافله قبل اللهعزوجل صلوته وصيامه، ولم يحاسبه بما كان معه منه في الحيوة الدنيا.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث أبي: من قرأها غفر الله له ان كان للزكوة مؤديا.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ) قال: نزلت في أبي جهل وكفار قريش( فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) أي يدفعه عن حقه( وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ ) أي لا يرغبه في إطعام المساكين ثم قال:( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) قال: عنى به تاركون، لان كل إنسان يسهو في الصلوة، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : تأخير الصلوة عن أول وقتها لغير عذر.

٤ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: ليس عمل أحب إلى اللهعزوجل من الصلوة، فلا يشغلنكم عن أوقاتها شيء من أمور الدنيا، فان اللهعزوجل ذم أقواما فقال:( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) يعنى انهم غافلون استهانوا بأوقاتها.

٥ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين عن محمد بن الفضيل قال: سألت عبدا صالحاعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) قال: هو التضييع.

٦ ـ في مجمع البيان( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) وهم الذين يؤخرون الصلوة عن أوقاتها عن ابن عباس ومسروق، وروى ذلك مرفوعا، وقيل يريد المنافقين الذين لا يرجون ثوابا ان صلوا، ولا يخافون عليها عقابا ان تركوا، فهم عنها غافلون حتى يذهب وقتها، فاذا كانوا مع المؤمنين صلوها رياء وإذا لم يكونوا

٦٧٨

معهم لم يصلوا، وهو قوله:( الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ ) عن عليٍّعليه‌السلام وابن عباس.

٧ ـ وروى العياشي باسناده عن يونس بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله:( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) أهي وسوسة الشيطان؟ فقال: لا كل أحد يصيبه هذا ولكن ان يفعلها ويدع ان يصلّي في أول وقتها.

٨ ـ وعن أبي أسامة زيد الشحام قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله:( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) قال: هو الترك لها والتواني عنها.

٩ ـ وعن محمد بن الفضيل عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: هو التضييع.

١٠ ـ في جوامع الجامع ولا يكون الرجل مرائيا بإظهار العمل الصالح ان كان فريضة، فمن حق الفرايض الإعلان بها وتشهيرها لقولهعليه‌السلام : ولا غمة في فرائض الله لأنها شعار الدين وأعلام الإسلام.

١١ ـ وقولهعليه‌السلام : من صلى الخمس جماعة فظنوا به كل خير.

١٢ ـ وقولهعليه‌السلام لأقوام لم يحضروا الجماعة: لتحضرن المسجد أو لأحرقن عليكم منازلكم.

١٣ ـ ولان تاركها يستحق الذم والتوبيخ فوجب إماطة التهمة بالإظهار، وان كان تطوعا فالاولى فيه الإخفاء لأنه مما لا يلام بتركه ولا تهمة فيه، فيكون ابعد من الرياء فان أظهره قاصدا للاقتداء به كان حسنا، فان الرياء ان يقصد بإظهاره ان يراه الناس فيثنوا عليه بالصلاح، على ان اجتناب الرياء أمر صعب إلّا على المخلصين ولذلك قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : الريا أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على المسح الأسود(١) .

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ ) فيما يفعلون ويمنعون الماعون مثل السراج والنار والخمير وأشباه ذلك من الآلات الذي يحتاج إليه الناس.

١٥ ـ وفي رواية اخرى الخمس والزكاة.

١٦ ـ في مجمع البيان( وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ ) اختلف فيه فقيل هو الزكاة

__________________

(١) المسح ـ بكسر الميم ـ: البلاس يقعد عليه. الكساء من شعر.

٦٧٩

المفروضة عن عليٍّعليه‌السلام ، وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

١٧ ـ وقيل هو ما يتعاوره الناس بينهم من الدلو والفأس(١) والقدر وما لا يمنع كالماء والملح وروى ذلك مرفوعا.

١٨ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: والماعون أيضا هو القرض يقرضه، والمتاع يعيره، والمعروف يصنعه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٩ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي المغرا عن أبي بصير قال: كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ومعنا بعض الأموال فذكروا الزكاة فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان الزكاة ليس يحمد بها صاحبها، وإنّما هو شيء ظاهر انما حقن الله بها دمه وسمى بها مسلما، ولو لم يردها لم تقبل له صلوة، وان عليكم في أموالكم غير الزكاة، فقلت: أصلحك الله وما علينا ما في أموالنا غير الزكاة؟ فقال: سبحان الله اما تسمع اللهعزوجل يقول في كتابه( وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) إلى قوله وقولهعزوجل :( وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ ) هو القرض يقرضه والمعروف يصنعه ومتاع البيت يعيره ومنه الزكاة، فقلت له: ان لنا جيرانا إذا أعرناهم متاعا كسروه وأفسدوه، فعلينا جناح أن نمنعهم؟ فقال: لا ليس عليكم جناح ان تمنعوهم إذا كانوا كذلك.

٢٠ ـ في من لا يحضره الفقيه ونهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان يمنع أحد الماعون جاره وقال: من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة، ووكله إلى نفسه ومن وكله إلى نفسه فما أسوء حاله.

__________________

(١) الفأس: آلة ذات هراوة قصيرة يقطع بها الخشب وغيره ويقال له بالفارسية «تبر».

٦٨٠

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749