تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين0%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

تفسير نور الثقلين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
تصنيف: الصفحات: 749
المشاهدات: 328285
تحميل: 3883


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 328285 / تحميل: 3883
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء 5

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن أبي عمير عن عيسى الفراء عن عبد الله بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال أبو جعفرعليه‌السلام : من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه.

١٤ ـ وروى المفضل عن الصادقعليه‌السلام انه قال: وقع بين سلمان الفارسي رحمة الله عليه وبين رجل حضره فقال الرجل لسلمان: من أنت وما أنت؟ فقال سلمان: أمّا أوّلي وأوّ لكَ فنطفة قذرة، وأمّا آخري وآخرك فجيفة منتنة، فاذا كان يوم القيامة ونصبت الموازين ف( مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ) فهو الكريم، و( مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ ) فهو اللئيم.

١٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم: فأمه هاوية قال: أم رأسه يقلب في النار على رأسه، ثم قال: وما أدريك يا محمد ماهية يعنى الهاوية ثم قال: نار حامية.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ سورة التكاثر في فريضة كتب الله له ثواب أجر مأة شهيد، ومن قرأها في نافلة كتب له ثواب خمسين شهيدا، وصلى معه في فريضته أربعون صفا من الملائكة إنْ شاء الله.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث أبي: ومن قرأها لم يحاسبه الله بالنعيم الذي أنعم عليه في دار الدنيا، وأعطى من الأجر كأنما قرأ الف آية.

٣ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد ابن بشير عن عبد الله الدهقان عن درست عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ ألهيكم التكاثر عند النوم وقى فتنة القبر.

٤ ـ في مجمع البيان وروى قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال: انتهيت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول: ألهيكم التكاثر قال: يقول ابن آدم مالي مالي وما لك من مالك إلّا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت أورده

٦٦١

مسلم في الصحيح.

٥ ـ في كتاب الخصال عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : والتكاثر لهو وشغل واستبدال الذي هو ادنى بالذي هو خير.

٦ ـ في نهج البلاغة من كلام لهعليه‌السلام قال بعد تلاوته( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ ) يا له مراما ما أبعده، وزورا ما اغفله، وخطرا ما أفظعه. لقد استخلوا منهم أي مدكر، وتناوشوهم من مكان بعيد، أفبمصارع آبائهم يفخرون أم بعديد الهلكى يتكاثرون؟ يرتجعون منهم أجسادا خوت. وحركات سكنت، ولان يكونوا عبرا أحق من ان يكونوا مفتخرا، ولا يهبطوا بهم جناب ذلة احجى من ان يقوموا بهم مقام عزة، لقد نظروا إليهم بابصار العشوة، وضربوا منهم في غمرة جهالة، ولو استنطقوا عنهم عرصات تلك الديار الخاوية، والربوع الخالية، لقالت ذهبوا في الأرض ضلالا، وذهبتم في أعقابهم جهالا، تطؤون في هامهم وتستنبتون في أجسادهم. وترتعون فيما لفظوا وتسكنون فيما خربوا(١)

٧ ـ في مجمع البيان:( كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) قال الحسن ومقاتل هو وعيد بعد وعيد، قيل: معناه سوف تعلمون في القبر ثم سوف تعلمون في الحشر، رواه زر بن حبيش عن عليٍّعليه‌السلام ، قال: ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت ألهيكم التكاثر إلى قوله:( كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) يريد في القبر ثم كلا سوف

__________________

(١) المراد بالمرام هو ما كان مقصدهم من التفاخر من إثبات الفخر والمنقبة لأنفسهم فبين (عليه السلام) ان ذلك المرام بعيد جدا لان الفخر بالميت كالفخر بالجماد. قوله (عليه السلام)«وزورا ما أغفله» المراد بالزور: الزائرون للمقابر المتفاخرون بهم، اسم للواحد والجمع. و «تناوشوهم» أي تناولوهم. قوله (عليه السلام)«يرتجعون ...» أي يطلبون رجوع أجسادهم وقد «خوت» أي خلت من الأرواح. والجناب: الفناء. والحجى: العقل والفتنة. والعشوة: سوء البصر بالليل وغمرة الشيء: شدته ومعظمه. والربوع جمع الربع: الدار حيث كانت والمنزل. والهام جمع الهامة: الرأس «وتستنبتون.» من النبات. أي تزرعون النبات في أجسادهم. واللفظ: أرمي من الفم يقال: لفظت الشيء: رميته من فمي.

٦٦٢

تعلمون بعد البعث.

٨ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال ابن عباس قرأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ) قال: التكاثر الأموال جمعها من غير حقها ومنعها من حقها وشدها في الاوعية( حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ ) حتى دخلتم قبوركم( كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) لو قد دخلتم قبوركم( ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) لو قد خرجتم من قبوركم إلى محشركم( كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ) قال: وذلك حين يؤتى بالصراط فينصب بين جسري جهنم.

٩ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله:( لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ) قال: المعانية.

١٠ ـ في مجمع البيان قرأ ابن عامر والكسائي «لترون» بضم التاء وروى ذلك عن علىعليه‌السلام ، والباقي( لَتَرَوُنَّ ) بالفتح.

١١ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى جسر جهنم( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: عن خمس عن شبع البطون، وبارد الشراب، ولذة النوم، وظلال المساكين، واعتدال الخلق.وروى في أخبارنا ان النعيم ولاية عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

١٢ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن أبي سعيد عن أبي حمزة قال: كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام جماعة فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذة وطيبا وأتينا بتمر ننظر فيه أوجهنا من صفائه وحسنه، فقال رجل: لتسئلن عن هذا النعيم الذي تنعمتم به عند ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام ان اللهعزوجل أكرم وأجل ان يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسئلكم عنه، ولكن يسئلكم عما أنعم به عليكم بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبآل محمدعليهم‌السلام .

١٣ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن القاسم بن محمد الجوهري الحارث بن جرير عن سدير الصيرفي عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فدعا بالغدا فأكلت معه طعاما ما أكلت طعاما قط أطيب منه ولا أنظف فلما فرغنا من الطعام قال: يا أبا خالد كيف رأيت طعامك أو قال طعامنا

٦٦٣

قلت: جعلت فداك ما رأيت أطيب منه قط ولا أنظف، ولكني ذكرت الآية في كتاب اللهعزوجل «و( لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال أبو جعفرعليه‌السلام انما يسئلكم عما أنتم عليه من الحق.

١٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام والزمهم الحجة بان خاطبهم خطابا يدل على انفراده وتوحيده، وبان لهم أولياء تجري أفعالهم وأحكامهم مجرى فعله، فهم العباد المكرمون، وهم النعيم الذي يسأل عنه، ان الله تبارك وتعالى أنعم بهم على من اتبعهم من أوليائهم، قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن حل محله من أصفياء ـ الله الذين قال:( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه.

١٥ ـ في مجمع البيان وروى العياشي باسناده في حديث طويل قال: سأل أبو حنيفة أبا عبد اللهعليه‌السلام عن هذه الآية فقال له: ما النعيم عندك يا نعمان؟ قال: القوت من الطعام والماء البارد، فقال: لئن أوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتى يسئلك عن كل اكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه، قال: فما النعيم جعلت فداك؟ قال: نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد، وبنا ائتلفوا بعد ان كانوا مختلفين، وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم إخوانا بعد ان كانوا أعداء وبنا هداهم الله للإسلام وهو النعمة التي لا تنقطع، والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم وهو النبي وعترته.

١٦ ـ في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادقعليه‌السلام أللّهم وكما كان من شأنك يا صادق الوعد، يا من لا يخلف الميعاد، يا من هو كل يوم في شأن، ان أنعمت علينا بموالاة أولياءك المسئول عنها عبادك، فانك قلت وقولك الحق:( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) وقلت:( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) .

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن سلمة بن عطا عن جميل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: قول الله :

٦٦٤

( لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: تسئل هذه الامة عما أنعم الله عليهم برسول الله ثم بأهل بيته.

١٨ ـ في عيون الأخبار باسناده إلى إبراهيم بن عباس الصوفي الكاتب قال: كنا يوما بين يدي علي بن موسى الرضاعليه‌السلام فقال: ليس في الدنيا نعيم حقيقى، فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره: فيقول اللهعزوجل :( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) اما هذه النعيم في الدنيا وهو الماء البارد؟ فقال له الرضاعليه‌السلام وعلا صوته: كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب، فقالت طائفة: هو الماء البارد، وقال غيرهم: هو الطعام الطيب، وقال آخرون: هو طيب النوم، ولقد حدّثني أبي عن أبيه أبي عبد اللهعليه‌السلام ان أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول اللهعزوجل :( لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) فغضب وقال: ان اللهعزوجل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم به، ولا يمن بذلك عليهم، والامتنان بالانعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالقعزوجل ما لا يرضى المخلوقين به؟ ولكن النعيم حبنا أهل البيت وموالاتنا، يسأل الله عنه بعد التوحيد والنبوة، لان العبد إذا وفي بذلك اداه إلى نعيم الجنة الذي كان لا يزول ولقد حدّثني بذلك أبي عن أبيه عن محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن الحسين بن عليّعليه‌السلام انه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أول ما يسئل عنه العبد بعد موته شهادة أنْ لا إله إلّا الله، وان محمدا رسول الله، وانك وليّ المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك. فمن أقر بذلك وكان معتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له.

١٩ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى صفوان بن يحيى عمن حدثه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه سئل عن( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فقال: الباء بهاء الله، والسين سناء الله والميم ملك الله، قال: قلت: الله، قال: الالف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٠ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله في قوله:( لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال ان الله أكرم ان يسأل مؤمنا

٦٦٥

عن اكله وشربه.

٢١ ـ عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ثلثة أشياء لا يحاسب العبد المؤمن عليهن، طعام يأكله، وثوب يلبسه، وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه.

٢٢ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الأخبار المجموعة بالإسناد قال: قال عليٌّعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: الرطب والماء البارد.

٢٣ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كل نعيم مسئول عنه صاحبه إلّا ما كان في غزو أو حج.

٢٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادقعليه‌السلام قال: من ذكر اسم الله على الطعام لم تسئل عن نعيم ذلك الطعام.

٢٥ ـ في مجمع البيان( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) الصحة والفراغ، عن عكرمة ويعضده ما رواه ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ.

٢٦ ـ وقيل: هو الأمن والصحة عن عبد الله بن مسعود ومجاهد، وروى ذلك عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليهما‌السلام وقيل: يسئل عن كل نعيم إلّا ما خصّه، الحديث، وهو قوله: ثلاث لا يسئل عنها العبد: خرقة يوارى بها عورته وكسرة يسد بها جوعته، وبيت يكنه من الحر والبرد.

٢٧ ـ وروى ان بعض الصحابة أضاف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجماعة من أصحابه فوجدوا عنده تمرا وماء باردا فأكلوا، فلما خرجوا قال: هذا من النعيم الذي تسئلون عنه.

٢٨ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى حفص الصائغ عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام في قوله:( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: نحن من النعيم.

٦٦٦

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ والعصر في نوافله بعثه الله يوم القيامة مشرقا وجهه، ضاحكا سنه قريرا عينه حتى يدخل الجنة.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث أبي: ومن قرأها ختم له بالصبر، وكان مع أصحاب الحق يوم القيامة.

٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها وفي على والله نزلت سورة العصر:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ ) إلى آخره.

٤ ـ في مجمع البيان وقيل: ان في قراءة ابن مسعود «( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) وانه فيه إلى آخر الدهر» وروى ذلك عن عليٍّعليه‌السلام .

٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل ابن عمر قال: سألت الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام عن قول اللهعزوجل :( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) قال: العصر عصر خروج القائمعليه‌السلام ( إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) يعنى اعدانا إلّا الذين آمنوا يعنى بآياتنا وعملوا الصالحات يعنى بمواساة الاخوان وتواصوا بالحق يعنى الامامة وتواصوا بالصبر يعنى بالعترة.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) قال: قسم بان الإنسان خاسر وقرأ أبو عبد اللهعليه‌السلام «( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) وانه فيه إلى آخر الدهر( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) وأتمروا بالتقوى وأتمروا بالصبر.

٧ ـ حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثني يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ ) فقال: استثنى أهل صفوته من خلقه، حيث قال:( إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) يقول

٦٦٧

آمنوا بولاية أمير المؤمنين( وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ ) ذرياتهم ومن خلقوا بالولاية وتواصوا بها وصبروا عليها.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ ) في فريضة من فرائض الله بعد الله عنه الفقر، وجلب عليه الرزق، ويدفع عنه ميتة السوء.

٢ ـ في مجمع البيان وفي حديث أبي: من قرأها أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من استهزء بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه.

٣ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام قال: المسوخ من بنى آدم ثلثة عشر إلى أن قال: وأمّا العقرب فكان رجلا همازا لمازا(١) فمسخه الله عقربا.

٤ ـ وفيه أيضا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن المسوخ فقال: هي ثلثة عشر: الفيل والدب إلى أن قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : وأمّا العقرب فكان رجلا لداغا لا يسلم من لسانه.

٥ ـ في عوالئى اللئالى وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيت ليلة الإسراء قوما يقطع اللحم من جنوبهم ثم يلقمونه، ويقال: كلوا ما كنتم تأكلون من لحم أخيكم فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الهمازون من أمتك اللمازون، وفي تفسير علي بن إبراهيم نحوه.

٦ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ ) قال: الذين يغمز الناس ويستحقر الفقهاء وقوله لمزة يلوى عنقه ورأسه ويغضب إذا راى فقيرا أو سائلا الذي جمع مالا

__________________

(١) الهمز: الطعن. واللمز: العيب، قيل: والفرق بينهما هو ان الهمزة: الذي يعيبك بظهر الغيب واللمزة: يعيبك في وجهك، وقيل: الهمزة: الذي يؤذى جليسه بسوء لفظه واللمزة: الذي يكسر عينه على جليسه وشير برأسه ويؤمي بعينه.

٦٦٨

وعدده قال: أعده ووضعه.

٧ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن اسمعيل بن بزيع قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يقول: لا يجتمع المال إلّا بخمس خصال: بخل شديد وأمل طويل، وحرص غالب، وقطيعة رحم، وإيثار الدنيا على الاخرة.

٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبان الأحمر عن الصادقعليه‌السلام انه جاء إليه رجل فقال له بأبي أنت وأمّي عظني موعظة. فقالعليه‌السلام : ان كان الحسنات حقا فالجمع لماذا؟ وان كان الخلف من اللهعزوجل حقا فالبخل لـماذا؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ ) ويبقيه ثم قال:( كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ) والحطمة النار التي تحطم كل شيء، ثم قال:( وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ) قال: تلتهب على الفؤاد قال أبو ذر رضى الله عنه: بشر المتكبرين بكى في الصدور وسحب على الظهور(١) قوله:( إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ) قال: مطبقة( فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ) قال: إذا مدت العمد عليهم أكلت والله الجلود.

١٠ ـ في مجمع البيان وروى العياشي عن محمد بن النعمان الأحول عن حمران بن أعين عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: إنّ الكفار والمشركين يعيرون أهل التوحيد في النار ويقولون: ما نرى توحيدكم أغنى عنكم شيئا وما نحن وأنتم الأسواء؟ قال: فيأنف لهم الرب تعالى، فيقول للملائكة: اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله، ثم يقول للنبيين: اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله، ويقول الله: انا ارحم الراحمين اخرجوا برحمتي فيخرجون كما يخرج الفراش، ثم قال أبو جعفرعليه‌السلام : ثم مدت العمد وأو صدت عليهم وكان والله الخلود.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ في

__________________

(١) الكي: إحراق الجلد بحديدة ونحوها. والسحب: الجر على وجه الأرض.

٦٦٩

فرائضه الم تر كيف فعل ربك شهد له يوم القيامة كل سهل وجبل ومدر بأنه كان من المصلين، وينادى له يوم القيامة مناد: صدقتم على عبدي قبلت شهادتكم له وعليه، أدخلوه الجنة ولا تحاسبوه فانه ممن أحبه الله وأحب عمله.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث أبي: من قرأها عافاه الله أيام حيوته من المسخ والقذف.

٣ ـ وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: لا تجمع سورتين في ركعة واحدة إلّا الضحى والم نشرح، والم تر كيف ولإيلاف قريش.

٤ ـ وعن أبي العباس عن أحدهماعليهم‌السلام قال:( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ ) و( لِإِيلافِ ) سورة واحدة.

٥ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام قال: المسوخ من بنى آدم ثلثة عشر إلى ان قال: وأمّا الفيل فكان ينكح البهائم فمسخه الله فيلا.

٦ ـ وفيه أيضا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام قال: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن المسوخ فقال: هي ثلثة عشر: الفيل والدب إلى ان قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : اما الفيل كان رجلا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا.

٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى محمد بن الحسن وعلان عن أبي الحسنعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام فاما الفيل فانه كان ملكا زناء لوطيا.

٨ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال علي بن الحسينعليه‌السلام كان أبو طالب يضرب عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بسيفه إلى ان قال: فقال أبو طالب: يا ابن أخ إلى الناس كافة أرسلت أم إلى قومك خاصة؟ قال: لا بل إلى الناس أرسلت كافة الأبيض والأسود والعربي والعجمي، والذي نفسي بيده لأدعون إلى هذا الأمر الأبيض والأسود ومن على رؤس الجبال ومن في لجج البحار، ولأدعون السنة فارس والروم فحيرت قريش واستكبرت وقالت: أما تسمع إلى ابن أخيك وما يقول والله لو

٦٧٠

سمعت بهذا فارس والروم لاختطفتنا من أرضنا، ولقلعت الكعبة حجرا حجرا، فأنزل الله تبارك وتعالى:( وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إليه ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ ) إلى آخر الآية وانزل في قولهم لقلعت الكعبة حجرا حجرا( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ ) إلى آخر الآية.

٩ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لـمّا ان وجه صاحب الحبشة بالخيل ومعهم الفيل ليهدم البيت مروا بابل لعبد المطلب فساقوها، فبلغ ذلك عبد المطلب فأتى صاحب الحبشة فدخل الآذن فقال: هذا عبد المطلب بن هاشم قال: وما يشاء؟ قال الترجمان: جاء في إبل له ساقوها يسئلك ردها؟ فقال ملك الحبشة لأصحابه: هذا رئيس قوم وزعيمهم جئت إلى بيته الذي يعبده لأهدمه وهو يسألني اطلاق ابله؟ اما لو سألنى الإمساك عن هدمه لفعلت ردوا عليه ابله فقال عبد المطلب لترجمانه: ما قال الملك؟ فأخبره فقال عبد المطلب: انا رب الإبل ولهذا البيت رب يمنعه فردت عليه ابله وانصرف عبد المطلب نحو منزله، فمر بالفيل في منصرفه فقال للفيل: يا محمود فحرك الفيل رأسه، فقال له: أتدري لم جاءوك؟ فقال الفيل برأسه: لا، فقال عبد المطلب: جاؤا بك لتهدم بيت ربك أفتراك فاعل ذلك؟ فقال برأسه: لا، فانصرف عبد المطلب إلى منزله فلما أصبحوا غدوا به لدخول الحرم فأبى وامتنع عليهم فقال عبد المطلب لبعض مواليه عند ذلك: اعل الجبل فانظر ترى شيئا؟ فقال: ارى سوادا من قبل البحر فقال له يصيبه بصرك اجمع؟ فقال له: لا ولا شك ان يصيب، فلما ان قرب قال: هو طير كثير ولا أعرفه يحمل كل طير في منقاره حصاة مثل حصاة الخذف(١) أو دون حصاة الخذف فقال عبد المطلب: ورب عبد المطلب ما تريد إلّا القوم حتى لـمّا صار فوق رؤسهم

__________________

(١) الخذف ـ بالمعجمتين ـ: الرمي بحصاة أو نواة أو نحوهما تؤخذ بين السبابتين يرمى بها.

٦٧١

اجمع القت الحصاة فوقعت كل حصاة على هامة(١) رجل فخرجت من دبره فقتلته فما انفلت منهم إلّا رجل واحد يخبر الناس، فلما ان أخبرهم القت عليه فقتلته.

١٠ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران وهشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لـمّا أقبل صاحب الحبشة بالفيل يريد هدم الكعبة مروا بابل عبد المطلب فاستاقوها فتوجه عبد المطلب إلى صاحبهم يسأله رد ابله عليه، فاستأذن عليه فاذن له، وقيل: ان هذا شريف قريش أو عظيم قريش فهو رجل له عقل ومروة فأكرمه وأدناه، ثم قال لترجمانه: سله ما حاجتك؟ فقال له: ان أصحابك مروا بابل لي فاستاقوها فأحببت ان تردها على قال فتعجب من سؤاله إياه رد الإبل وقال: هذا الذي زعمتم انه عظيم قريش وذكرتم عقله يدع ان يسألني ان انصرف عن بيته الذي يعبده اما لو سألنى ان انصرف عن هذه(٢) لانصرفت له عنه فأخبره الترجمان بمقالة الملك، فقال له عبد المطلب: ان لذلك البيت ربا يمنعه، وإنّما سألتك رد ابلى لحاجتي إليها، فامر برده عليه ومضى عبد المطلب حتى لقى الفيل على طرف الحرم فقال له: محمود، فحرك رأسه فقال له أتدري لـِما جيء بك؟ فقال برأسه: لا، فقال جاؤا بك لتهدم بيت ربك فتفعل؟ فقال برأسه: لا، قال: فانصرف عنه عبد المطلب وجاؤا بالفيل ليدخل الحرم فلما انتهى إلى طرف الحرم امتنع من الدخول فضربوه فامتنع من الدخول، [فضربوه فامتنع]، فأداروا به نواحي الحرم كلها كل ذلك يمتنع عليهم، فلم يدخل وبعث الله عليهم الطير كالخطاطيف في مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها، فكانت تحاذى برأس الرجل ثم ترسلها على رأسه فتخرج من دبره حتى لم يبق منهم أحد، إلّا رجل هرب فجعل يحدث الناس بما راى إذ طلع عليه طائر منها فرفع رأسه فقال: هذا الطير منها وجاء الطير حتى حاذى برأسه ثم ألقاها عليه فخرجت من دبره فمات.

١١ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن

__________________

(١) الهامة: الرأس.

(٢) الهد: الهدم الشديد.

٦٧٢

بن محبوب عن جميل بن دراج عن أبي مريم عن أبي جعفرعليه‌السلام قال سألته عن قول اللهعزوجل :( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ) قال كان طير ساف(١) جاءهم من قبل البحور رؤسهم كأمثال رؤس السباع، وأظفارها كأظفار السباع من الطير، مع كل طائر ثلثة أحجار، في رجليه حجران، وفي منقاره حجر، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت أجسامهم فقتلهم بها، وما كان قبل ذلك رؤي شيء من الجدري ولا رأوا ذلك من الطير قبل ذلك اليوم ولا بعده، قال: ومن أفلت منهم يومئذ انطلق حتى إذا بلغوا حضرموت وهو واد دون اليمن أرسل الله عليهم سيلا فغرقهم أجمعين، قال: وما راى في ذلك الوادي ماء قبل ذلك اليوم بخمس عشرة سنة، قال: فلذلك سمى حضرموت حين ماتوا فيه.

١٢ ـ في مجمع البيان أجمعت الرواة على ان ملك اليمن الذي قصد هدم الكعبة هو أبرهة بن الصباح الاشرم.

١٣ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى موسى بن جعفرعليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه آيات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه: ومن ذلك ان أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعثه، فقال عبد المطلب: ان لهذا البيت ربا يمنعه، ثم جمع أهل مكة فدعا وهذا بعد ما أخبره سيف بن ذي يزن، فأرسل الله تبارك وتعالى طيرا أبابيل ورفعهم عن مكة وأهلها.

١٤ ـ في الكافي ولد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الاول في عام الفيل مع الزوال، وروى أيضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة.

١٥ ـ في أمالي شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن أبيه عن جده قال: لـمّا ان قصد أبرهة بن الصباح ملك الحبشة لهدم البيت تسرعت الحبشة فأغاروا عليها، فأخذوا سرحا(٢) لعبد المطلب بن

__________________

(١) سف الطائر: مر على وجه الأرض.

(٢) السرح: المال السائم.

٦٧٣

هاشم فجاء عبد المطلب إلى الملك فاستأذن عليه فاذن له، وهو في قبة ديباج على سرير له، فسلم عليه فرد أبرهة السلام وجعل ينظر في وجهه، فراعه حسنه وجماله وهيئته، فقال له: هل كان في آبائك مثل هذا النور الذي أراه لك والجمال؟ قال: نعم أيها الملك كل آبائي كان لهم هذا الجمال والنور والبهاء، فقال له أبرهة لقد فقتم فخرا وشرفا ويحق لك أن تكون سيد قومك، ثم أجلسه معه على سريره وقال لسايس فيله الأعظم وكان فيلا ابيض عظيم الخلق له نابان مرصعان بأنواع الدر والجواهر، وكان الملك يباهي به ملوك الأرض: ايتني به فجاء به سايسه وقد زين بكل زينة حسنة، فحين قابل [وجه] عبد المطلب سجد له ولم يكن سجد لملكه وأطلق الله لسانه بالعربية، فسلم على عبد المطلب، فلما راى الملك ذلك ارتاع له وظنه سحرا فقال: ردوا الفيل إلى مكانه، ثم قال لعبد الملك: فيم جئت؟ فقد بلغني سخاؤك وكرمك وفضلك، ورأيت من هيئتك وجمالك وجلالك ما يقتضي ان انظر في حاجتك فسلني ما شئت، وهو يرى انه يسأله في الرجوع عن مكة؟ فقال له عبد المطلب: ان أصحابك غدوا على سرح لي فذهبوا به فمرهم برده على قال: فتغيظ الحبشي من ذلك وقال لعبد المطلب لقد سقطت من عيني جئتني تسألنى في سرحك وأنا قد جئت لهدم شرفك وشرف قومك ومكرمتكم التي تتميزون بها من كل جبل؟ وهو البيت الذي يحج إليه من كل صقع في الأرض(١) فتركت مسألتى في ذلك وسألتنى في سرحك؟ فقال له عبد المطلب: لست برب البيت الذي قصدت لهدمه وأنا رب سرحي الذي أخذه أصحابك فجئت أسئلك فيما أنا ربه وللبيت رب هو أمنع له من الخلق كلهم وأولى به منهم، فقال الملك: ردوا عليه سرحه وانصرف إلى مكة واتبعه الملك بالفيل الأعظم مع الجيش لهدم البيت، فكانوا إذا حملوه على دخول الحرم أناخ وإذا تركوه رجع مهرولا، فقال عبد المطلب لغلمانه: ادعوا إلى إبني فجيء بالعباس فقال: ليس هذا أريد، ادعوا إلى إبني فجيء بأبي طالب، فقال: ليس هذا أريد أدعو إلى إبني فجيء بعبد الله أب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما أقبل إليه قال: اذهب يا بنى حتى تصعد أبا قبيس ثم اضرب ببصرك

__________________

(١) الصقع: الناحية.

٦٧٤

ناحية البحر فانظر أي شيء يجيء من هناك وأخبرنى به، قال: فصعد عبد الله أبا قبيس فما لبث أن جاء طيرا أبابيل مثل السيل والليل، فسقط على أبي قبيس ثم صار إلى البيت فطاف سبعا ثم صار إلى الصفا والمروة فطاف بهما سبعا، فجاء عبد الله إلى أبيه فأخبره الخبر، فقال: انظر يا بنى ما يكون من أمرها بعد فأخبرنى به، فنظرها فاذا هي قد أخذت نحو عسكر الحبشة فأخبر عبد المطلب بذلك، فخرج عبد المطلب وهو يقول: يا أهل مكة اخرجوا إلى العسكر فخذوا غنائمكم، قال: فأتوا العسكر وهم أمثال الخشب النخرة وليس من الطير إلّا ومعه ثلثة أحجار في منقاره ويديه، يقتل بكل حصاة منها واحدا من القوم، فلما أتوا على جميعهم انصرف الطير فلم ير قبل ذلك ولا بعده، فلما هلك القوم بأجمعهم جاء عبد المطلب إلى البيت فتعلق بأستاره وقال :

يا حابس الفيل بذي المغمس

حبسته كأنه مكوس(١)

في مجلس تزهق فيه الأنفس فانصرف وهو يقول في فرار قريش وجزعهم من الحبشة :

طارت قريش إذ رأت خميسا

فظلت فردا لا أرى أنيسا

ولا أحس منهم حسيسا

الا أخا لي ماجدا نفيسا

مسودا في أهله رئيسا

١٦ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبي مريم عن أبي جعفرعليه‌السلام ( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ) فقال: هؤلاء أهل مدينة كانت على ساحل البحر إلى المشرق فيما بين اليمامة والبحرين يخيفون السبيل ويأتون المنكر فأرسل الله عليهم طيرا جائتهم من قبل البحر رؤسهما كأمثال رؤس السباع، وابصارها كابصار السباع من الطير، مع كل طير ثلثة أحجار حجران في مخاليبه وحجر في منقاره، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت أجسادهم فقتلهم اللهعزوجل بها، وما كانوا قبل ذلك رأوا شيئا من ذلك الطير ولا من الجدر، ومن انفلت منهم انطلقوا حتى بلغوا حضرموت

__________________

(١) قال الفيروزآبادي: المغمس ـ كمعظم ومحدث ـ: موضع بطريق الطائف فيه قبر أبي رغال دليل أبرهة ويرجم، وقال: المكوس ـ كمعظم ـ: حمار.

٦٧٥

واد باليمن، أرسل اللهعزوجل عليهم سيلا فغرقهم ولا رأوا في ذلك الوادي ماءا قبل ذلك، فلذلك سمى حضر موت حين ماتوا فيه.

١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( أَلَمْ تَرَ ) الم تعلم يا محمد( كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ ) قال: نزلت في الحبشة حين جاؤا بالفيل ليهدموا به الكعبة، فلما أدنوه من باب المسجد قال له عبد المطلب: تدري اين يؤم بك؟ قال: برأسه لا، قال: أتوا بك لنهدم كعبة الله أتفعل ذلك؟ فقال برأسه: لا فجهدت به الحبشة ليدخل المسجد فامتنع فحملوا عليه بالسيوف وقطعوه «فأرسل الله( عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ ) قال: بعضها على اثر بعض( تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ) قال: كان مع كل طير ثلثة أحجار، حجر في منقاره وحجران في مخاليبه، وكانت ترفرف على رؤسهم وترمى في دماغهم فيدخل الحجر في دماغهم ويخرج من ادبارهم وتنقض أبدانهم فكانوا كما قال الله( فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) قال: العصف التين والمأكول هو الذي يبقى من فضله.

قال الصادقعليه‌السلام : وأهل الجدري من ذلك الذي أصابهم في زمانهم جدري.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من أكثر قراءة لإيلاف قريش بعثه الله يوم القيامة على مركب من مراكب الجنة حتى يقعد على موائد النور يوم القيامة.

٢ ـ في مجمع البيان وفي حديث أبي: من قرأها اعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة واعتكف بها.

٣ ـ وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: لا تجمع بين سورتين في ركعة واحدة إلّا الضحى والم نشرح، والم تر كيف ولإيلاف قريش.

٤ ـ وعن ابن العباس عن أحدهماعليهما‌السلام قال: «الم تر كيف فعل ربك، ولإيلاف»

٦٧٦

سورة واحدة.

٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ ) قال: نزلت في قريش لأنه كان معاشهم من الرحلتين رحلة في الشتاء إلى اليمن، ورحلة في الصيف إلى الشام، وكانوا يحملون من مكة الأدم واللب وما يقع من ناحية البحر من الفلفل وغيره فيشتروا بالشام الثياب والدرمك(١) والحبوب وكانوا يتألفون في طريقهم ويثبتون في الخروج في كل خرجة رئيسا من رؤساء قريش وكان معاشهم من ذلك، فلما بعث الله نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله استغنوا عن ذلك لان الناس وفدوا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحجوا إلى البيت، فقال الله:( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ ) لا يحتاجون ان يذهبوا إلى الشام( وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ) يعنى خوف الطريق.

٦ ـ في مجمع البيان وقال سعيد بن جبير مر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه أبو بكر بملاؤهم ينشدون :

يا ذا الذى طلب السماحة والندى

هلا مررت بآل عبد الدار

لو ان مررت بهم تريد قراهم

منعوك من جهد ومن إقتار(٢)

فقال لأبي بكر: أهكذا قال الشاعر؟ قال: لا والذي بعثك بالحق بل قال :

يا ذا الذي طلب السماحة والندى

هلا مررت بآل عبد مناف

لو ان مررت بهم تريد قراهم

منعوك من جهد ومن إيجاف(٣)

الرايشين وليس يوجد رايش

والقائلين هلم للاضياف(٤)

والخالطين غنيهم بفقيرهم

حتى يصير فقيرهم كالكافي

والقائلين بكل وعد صادق

ورجال مكة مسنتين عجاف(٥)

__________________

(١) الدرمك: الدقيق الحوارى أي الدقيق الأبيض وهو لباب الدقيق.

(٢) الإقتار: الفقر وضيق المعيشة.

(٣) الإيجاف: سرعة السير.

(٤) راشه: أعانه وأغناه.

(٥) المسنتون: الذين أصابتهم السنة وهي الجوع والقحط والعجاف: من العجف وهو الهزال والضعف.

٦٧٧

سفرين سنهما له ولقومه

سفر الشتاء ورحلة الأصياف

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: من قرأ سورة( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ) في فرائضه ونوافله قبل اللهعزوجل صلوته وصيامه، ولم يحاسبه بما كان معه منه في الحيوة الدنيا.

٢ ـ في مجمع البيان في حديث أبي: من قرأها غفر الله له ان كان للزكوة مؤديا.

٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ) قال: نزلت في أبي جهل وكفار قريش( فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) أي يدفعه عن حقه( وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ ) أي لا يرغبه في إطعام المساكين ثم قال:( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) قال: عنى به تاركون، لان كل إنسان يسهو في الصلوة، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : تأخير الصلوة عن أول وقتها لغير عذر.

٤ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: ليس عمل أحب إلى اللهعزوجل من الصلوة، فلا يشغلنكم عن أوقاتها شيء من أمور الدنيا، فان اللهعزوجل ذم أقواما فقال:( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) يعنى انهم غافلون استهانوا بأوقاتها.

٥ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين عن محمد بن الفضيل قال: سألت عبدا صالحاعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) قال: هو التضييع.

٦ ـ في مجمع البيان( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) وهم الذين يؤخرون الصلوة عن أوقاتها عن ابن عباس ومسروق، وروى ذلك مرفوعا، وقيل يريد المنافقين الذين لا يرجون ثوابا ان صلوا، ولا يخافون عليها عقابا ان تركوا، فهم عنها غافلون حتى يذهب وقتها، فاذا كانوا مع المؤمنين صلوها رياء وإذا لم يكونوا

٦٧٨

معهم لم يصلوا، وهو قوله:( الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ ) عن عليٍّعليه‌السلام وابن عباس.

٧ ـ وروى العياشي باسناده عن يونس بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن قول الله:( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) أهي وسوسة الشيطان؟ فقال: لا كل أحد يصيبه هذا ولكن ان يفعلها ويدع ان يصلّي في أول وقتها.

٨ ـ وعن أبي أسامة زيد الشحام قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله:( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) قال: هو الترك لها والتواني عنها.

٩ ـ وعن محمد بن الفضيل عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: هو التضييع.

١٠ ـ في جوامع الجامع ولا يكون الرجل مرائيا بإظهار العمل الصالح ان كان فريضة، فمن حق الفرايض الإعلان بها وتشهيرها لقولهعليه‌السلام : ولا غمة في فرائض الله لأنها شعار الدين وأعلام الإسلام.

١١ ـ وقولهعليه‌السلام : من صلى الخمس جماعة فظنوا به كل خير.

١٢ ـ وقولهعليه‌السلام لأقوام لم يحضروا الجماعة: لتحضرن المسجد أو لأحرقن عليكم منازلكم.

١٣ ـ ولان تاركها يستحق الذم والتوبيخ فوجب إماطة التهمة بالإظهار، وان كان تطوعا فالاولى فيه الإخفاء لأنه مما لا يلام بتركه ولا تهمة فيه، فيكون ابعد من الرياء فان أظهره قاصدا للاقتداء به كان حسنا، فان الرياء ان يقصد بإظهاره ان يراه الناس فيثنوا عليه بالصلاح، على ان اجتناب الرياء أمر صعب إلّا على المخلصين ولذلك قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : الريا أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على المسح الأسود(١) .

١٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ ) فيما يفعلون ويمنعون الماعون مثل السراج والنار والخمير وأشباه ذلك من الآلات الذي يحتاج إليه الناس.

١٥ ـ وفي رواية اخرى الخمس والزكاة.

١٦ ـ في مجمع البيان( وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ ) اختلف فيه فقيل هو الزكاة

__________________

(١) المسح ـ بكسر الميم ـ: البلاس يقعد عليه. الكساء من شعر.

٦٧٩

المفروضة عن عليٍّعليه‌السلام ، وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

١٧ ـ وقيل هو ما يتعاوره الناس بينهم من الدلو والفأس(١) والقدر وما لا يمنع كالماء والملح وروى ذلك مرفوعا.

١٨ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: والماعون أيضا هو القرض يقرضه، والمتاع يعيره، والمعروف يصنعه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٩ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي المغرا عن أبي بصير قال: كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ومعنا بعض الأموال فذكروا الزكاة فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان الزكاة ليس يحمد بها صاحبها، وإنّما هو شيء ظاهر انما حقن الله بها دمه وسمى بها مسلما، ولو لم يردها لم تقبل له صلوة، وان عليكم في أموالكم غير الزكاة، فقلت: أصلحك الله وما علينا ما في أموالنا غير الزكاة؟ فقال: سبحان الله اما تسمع اللهعزوجل يقول في كتابه( وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) إلى قوله وقولهعزوجل :( وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ ) هو القرض يقرضه والمعروف يصنعه ومتاع البيت يعيره ومنه الزكاة، فقلت له: ان لنا جيرانا إذا أعرناهم متاعا كسروه وأفسدوه، فعلينا جناح أن نمنعهم؟ فقال: لا ليس عليكم جناح ان تمنعوهم إذا كانوا كذلك.

٢٠ ـ في من لا يحضره الفقيه ونهى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان يمنع أحد الماعون جاره وقال: من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة، ووكله إلى نفسه ومن وكله إلى نفسه فما أسوء حاله.

__________________

(١) الفأس: آلة ذات هراوة قصيرة يقطع بها الخشب وغيره ويقال له بالفارسية «تبر».

٦٨٠