تفسير نور الثقلين الجزء ٥

تفسير نور الثقلين5%

تفسير نور الثقلين مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 749

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 749 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 356941 / تحميل: 4857
الحجم الحجم الحجم
تفسير نور الثقلين

تفسير نور الثقلين الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: ومن قرء سورة الحجرات أعطى من الأجر عشر حسنات، بعدد كل من أطاع الله ورسوله ومن عصاه.

٣ ـ روى زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام انه قال: ما سلت السيوف والا أقيمت الصفوف في صلوة ولا زحوف ولا جهر بأذان، ولا انزل الله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) حتى أسلم أبناء قبيلة الأوس والخزرج.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) نزلت في وفد بنى تميم، كانوا إذا قدموا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقفوا على باب حجرته فنادوا: يا محمد أخرج إلينا، وكانوا إذا خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تقدموه في المشي، وكانوا إذا كلموه رفعوا أصواتهم فوق صوته، ويقولون يا محمد [يا محمد] ما تقول في كذا كما يكلمون بعضهم بعضا، فأنزل الله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ) الاية.

٥ ـ في جوامع الجامع وعن ابن عباس نزلت في ثابت بن قيس بين شماس وكان في اذنه وقر، وكان جهوري الصوت ؛ فكان إذا كلم رفع صوته وربما تأذى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بصوته.

٦ ـ وعن أنس لـمّا نزلت الآية فقد ثابت، فتفقده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبر بشأنه، فدعاه فسأله فقال: يا رسول الله لقد أنزلت هذه الآية وانى جهوري الصوت فأخاف أنْ يكون عملي قد حبط، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لست هناك انك تعيش بخير وتموت بخير وانك من أهل الجنة.

٧ ـ في أصول الكافي محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل عن محمد بن سليمان عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام في حديث طويل يذكر فيه وفات الحسن بن عليعليه‌السلام وما كان من الحميراء عند ذلك وفيه قال: قال الحسينعليه‌السلام : وقد قال اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ ) ولعمري قد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند اذن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المعاول، وقال اللهعزوجل :( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ

٨١

اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى ) ولعمري لقد ادخل أبوك وفاروقه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقربهما منه الأذى، وما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على لسان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّ الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء.

٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ ) فانها نزلت في مارية القبطية أم إبراهيمعليه‌السلام ؛ وكان سبب ذلك أنّ عائشة قالت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ إبراهيم ليس هو منك وإنّما هو من جريح القبطي، فانه يدخل إليها في كل يوم، فغضب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : خذ السيف واتنى برأس جريح، فأخذ أمير المؤمنينعليه‌السلام السيف ثمّ قال: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله إنّك إذا بعثتني في أمرك أكون فيه كالسفود(١) المحمى في الوبر فكيف تأمرنى أثبت فيه أو أمضى على ذلك؟ فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بل تثبت، فجاء أمير المؤمنين إلى مشربة أم إبراهيم فتسلق عليها فلمّا نظر إليه جريح هرب منه وصعد النخلة، فدنا منه أمير المؤمنينعليه‌السلام وقال له: انزل فقال له يا عليُّ اتق الله ما هاهنا الناس إنّى مجبوب(٢) ثم كشف عن عورته فاذا هو مجبوب، فأتى به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما شأنك يا جريح؟ فقال: يا رسول الله إنّ القبط يحبون حشمهم ومن يدخل إلى أهليهم، والقبطيون لا يأنسون إلّا بالقبطيين، فبعثني أبوها لأدخل إليها وأخدمها وأونسها، فأنزل اللهعزوجل ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ ) الآية.

٩ ـ وفي رواية عبد الله بن موسى عن أحمد بن راشد عن مروان بن مسلم عن عبد الله بن بكير قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أمر بقتل القبطي وقد علم انها كذبت عليه أم لم يعلم، وإنّما دفع الله عن القبطي القتل بتثبت على؟ فقال: قد كان والله اعلم، ولو كانت عزيمة من رسول الله ما رجع على حتى يقتله، ولكنه انما فعل ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لترجع من ذنبها، فما رجعت ولا اشتد

__________________

(١) السفود ـ كتنور ـ: حديدة يشوى عليها اللحم.

(٢) المجبوب: الخصى. المقطوع.

٨٢

عليها، قتل رجل مسلم بكذبها.

١٠ ـ في مجمع البيان والمروي عن الباقرعليه‌السلام «فتثبتوا» بالثاء والتاء.

١١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسيرحمه‌الله عن الحسين بن عليعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: وما أنت يا وليد بن عقبة فو الله ما الومنك أنْ تبغض عليّاعليه‌السلام وقد جلدك في الخمس ثمانين جلدة، وقتل أباك صبرا بيده يوم بدر، أم كيف نسبه فقد سماه الله مؤمنا في عشر آيات من القرآن وسماك فاسقا، وهو قوله:( إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ ) .

١٢ ـ في أمالي الصدوقرحمه‌الله باسناده إلى الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام للمنصور: لا تقبل في أذى رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك قول من حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار فان النمام شاهد الزور وشريك إبليس في الإغواء بين الناس، وقد قال الله تبارك وتعالى:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ ) .

١٣ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن سعيد بن يسار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : انا نشتري الغنم بمنى، ولسنا نعرف عرف بها أم لا(١) فقال انهم يكذبون لا عليك ضح بها.

١٤ ـ في كتاب معاني الأخبار حدّثنا أبيرحمه‌الله قال حدّثنا سعد بن عبد الله قال حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرفث والفسوق والجدال، قال: اما الرفث فالجماع، وأمّا الفسوق فهو الكذب، ألآ تسمع قول اللهعزوجل :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ ) وأمّا الجدال هو قول الرجل: لا والله وبلى والله وسباب الرجل الرجل.

١٥ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد

__________________

(١) قال الشيخ (ره) في التهذيب: ولا يجوز أنْ يضحى إلّا بما قد عرف به، وهو الذي احضر عيشة عرفة بعرفة «انتهى». وبه يفسر هذا الحديث.

٨٣

بن اورمة عن علي بن حسان عن عبدالرحمن بن كثير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) يعنى أمير المؤمنين (عليه السلام)( وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ ) الاول والثاني والثالث.

١٦ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن فضل بن يسار قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الحب والبغض من الايمان هو؟ فقال: وهو الايمان إلّا الحب والبغض، ثم تلا هذه الاية:( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) .

١٧ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: حرام على قلوبكم أنْ تعرف حلاوة الايمان حتى تزهد في الدنيا.

١٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثني محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن عمير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) يعنى أمير المؤمنينعليه‌السلام ( وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ ) الاول والثاني والثالث.

١٩ ـ في مجمع البيان وقيل: الفسوق الكذب عن ابن عباس وابن زيد وهو المروي عن أبي جعفرعليه‌السلام .

٢٠ ـ في محاسن البرقي عنه عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى بن أيوب بن الحر عن الحسن بن زياد قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله:( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) هل للعباد بما حبب الله صنع؟ قال: لا: ولا كرامة.

٢١ ـ عنه عن أحمد بن أبي نصر عن صفوان الجمال عن أبي عبيدة زياد الحذاء عن أبي جعفرعليه‌السلام في حديث له قال: يا زياد ويحك وهل الدين إلّا الحب؟ ألآ ترى إلى قول الله( إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) أولآ ترون قول الله لمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله :( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) قال

٨٤

( يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ ) وقال: الدين هو الحب والحب هو الدين.

٢٢ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيهعليه‌السلام أنّه قال القتل قتلان قتل كفارة وقتل درجة، والقتال قتالان قتال الفئة الكافرة حتى يسلموا، وقتال الفئة الباغية حتى يفيئوا.

٢٣ ـ في الكافي باسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سأل رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن حروب أمير المؤمنينعليه‌السلام وكان السائل من محبينا، فقال له: أنّ الله تعالى بعث محمّدا بخمسة أسياف، ثلاثة منها شاهرة لا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها، ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها، فاذا طلعت من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم «فيومئذ( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً ) وسيف منها مكفوف، وسيف منها مغمود سله إلى غيرنا، وحكمه إلينا إلى قوله: وأمّا السيف المكفوف فسيف على أهل البغي والتأويل، قال الله تعالى: و( إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أمر اللهِ ) فلما نزلت هذه الآية قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل، فسئل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من هو؟ قال: خاصف النعل يعنى أمير المؤمنينعليه‌السلام ثم قال عمار بن ياسر: قاتلت بهذه الراية مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلثا وهذه الرابعة، والله لو ضربونا حتى بلغوا بنا السعفات من هجر(١) لعلمنا انا على الحق وأنهم على الباطل، وكان السيرة فيهم من أمير المؤمنينعليه‌السلام ما كان من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل مكة يوم فتح مكة، فانه لم يسب لهم ذرية وقال: من أغلق بابه فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، وكذلك قال أمير المؤمنين يوم البصرة نادى فيهم: لا تسبوا لهم ذرية، ولا تجهزوا على جريح(٢) ولا تتبعوا مدبرا، ومن أغلق

__________________

(١) السعفات جمع السعفة: أغصان النخل، والهجر ـ بالتحريك ـ: بلدة باليمن واسم لجميع ارض البحرين، وإنّما خص هجر لبعد المسافة أو لكثرة النخل بها.

(٢) اجهز على الجريح. أسرع في قتله.

٨٥

بابه والقى سلاحه فهو آمن.

٢٤ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيهعليه‌السلام وقال:( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أمر اللهِ ) أي ترجع فان فاءت أي رجعت( فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) .

٢٥ ـ في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول اللهعزوجل :( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أمر اللهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ ) قال: الفئتان(١) انما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة وهم أهل هذه الآية وهم الذين بغوا على أمير ـ المؤمنينعليه‌السلام فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتى يفيئوا إلى أمر الله، ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أنْ لا يرفع السيف عنهم حتى يفيئوا ويرجعوا عن رأيهم، لأنهم بايعوا طائعين غير كارهين(٢) وهي الفئة الباغية كما قال اللهعزوجل فكان الواجب على أمير المؤمنين أنْ يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم، كما عدل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل مكة، انما من عليهم وعفا وكذلك صنع أمير المؤمنينعليه‌السلام بأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأهل مكة حذو النعل بالنعل.

٢٦ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وروى سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال: سألت جعفر بن محمدعليه‌السلام عن طائفتين من المؤمنين إحديهما باغية والاخرى عادلة اقتتلوا، فقتل رجل من أهل العراق أباه وابنه أو حميمه وهو من أهل

__________________

(١) الفئتان تفسير للطائفتين.

(٢) قال المجلسي (ره): هذا بيان لكذبهم وبغيهم على جميع المذاهب فانّ مذهب المخالفين أنّ مدار وجوب الاطاعة على البيعة. فهم بايعوا طائعين غير مكرهين، فاذا نكثوا فهم على مذهبهم أيضا من الباغين.

٨٦

البغي وهو وارثه هل يرثه؟ قال: نعم لأنه قتله بحق.

٢٧ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : انما المؤمنون اخوة بنو أب وأم، إذا ضرب على رجل منهم عرق سهر له الآخرون.

٢٨ ـ عنه عن أبيه عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان عن جابر الجعفي قال: تقبضت بين يدي أبي جعفرعليه‌السلام فقلت: جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني، أو أمر ينزل بى حتى يعرف ذلك أهلى في وجهي وصديقي، فقال: نعم يا جابر إنّ اللهعزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان، واجرى فيهم من ريح روحه، ولذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه وامه فاذا أصاب روحا من تلك الأرواح في ولد من الولدان حزن حزنت هذه لأنها منها.

٢٩ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيحلفه.

٣٠ ـ وباسناده إلى أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد، إنْ اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في ساير جسده، وأرواحهما من روح واحدة، وان روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها.

٣١ ـ وباسناده إلى الحارث بن المغيرة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : المسلم أخو المسلم، هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه.

٣٢ ـ وباسناده إلى حفص بن البختري قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ودخل عليه رجل فقال لي: تحبه؟ فقلت: نعم، فقال لي: ولم لا تحبه وهو أخوك وشريكك في دينك وعونك على عدوك ورزقه على غيرك.

٣٣ ـ وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، لان اللهعزوجل خلق المؤمنين من

٨٧

طينة الجنان واجرى في صورهم من ريح الجنة، فلذلك هم اخوة لأب وأم.

٣٤ ـ وباسناده إلى علي بن عقبة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله، لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه.

٣٥ ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن رجل عن جميل عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول: المؤمنون خدم بعضهم لبعض، قلت: وكيف يكونون خدما بعضهم لبعض؟ قال: يفيد بعضهم بعضا الحديث.

٣٦ ـ وباسناده إلى المفضل بن يسار قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: إنّ نفرا من المسلمين خرجوا إلى سفر لهم، فضلوا الطريق فأصابهم عطش شديد فتكفئوا(١) ولزموا أصول الشجر، فجاءهم شيخ وعليه ثياب بيض، فقال: قوموا فلا بأس عليكم فهذا الماء، فقاموا فشربوا وارتووا فقالوا: من أنت يرحمك الله؟ فقال: انا من الجن الذين بايعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله، فلم تكونوا تضيعوا بحضرتي.

٣٧ ـ وباسناده إلى ربعي عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: والمسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يغتابه ولا يخونه ولا يحرمه.

٣٨ ـ في محاسن البرقي عنه عن أبي عبد الله أحمد بن محمد السياري وحسن بن معاوية عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: المؤمن أخو المؤمن لأبيه وامه. وذلك أنّ الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من طينة جنان السماوات واجرى فيهم من ريح روحه، فلذلك هو اخوه لأبيه وامه.

٣٩ ـ في بصائر الدرجات الحسن بن علي بن معاوية عن محمد بن سليمان

__________________

(١) أي اتخذوا الكفن ولبسوه.

٨٨

عن أبيه عن عيسى بن أسلم عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك هذا الحديث الذي سمعته منك ما تفسيره؟ قال: وما هو؟ قال: إنّ المؤمن ينظر بنور الله، فقال: يا معاوية إنّ الله خلق المؤمنين من نوره وصبغهم في رحمته، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم عرفهم نفسه، فالمؤمن أخو المؤمن لأبيه وامه أبوه النور وامه الرحمة، وإنّما ينظر بذلك النور.

٤٠ ـ في إرشاد المفيدرحمه‌الله باسناده إلى أبي سعيد الخدري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل ويقول فيهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة إنّ لعليٍّ ثمانية أضراس قواطع لم تجعل لأحد من الأولين والآخرين، هو أخي في الدنيا والآخرة، ليس ذلك لغيره من الناس.

٤١ ـ في مجمع البيان وروى الزهري عن سالم عن أبيه أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلبه، من كان من حاجة أخيه كان الله في حاجته ؛ ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما يستره الله يوم القيامة أورده البخاري ومسلم في صحيحهما.

٤٢ ـ وفي وصية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : سر ميلا عد مريضا، سر ميلين شيع جنازة، سر ثلاثة أجب دعوة، سر أربعة أميال زر أخا في الله، سر خمسة أميال أجب دعوة الملهوف، سر ستة أميال انصر المظلوم وعليك بالاستغفار.

قال عز من قائل:( فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ )

٤٣ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن حماد بن أبي طلحة عن حبيب الأحول قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: صدقة تحبها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا عنه عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

٤٤ ـ عنه عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: لئن أصلح بين اثنين أحبّ إليَّ من أنْ أتصدق بدينارين.

٤٥ ـ عنه عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن مفضل قال: قال أبو عبد الله

٨٩

عليه‌السلام : إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها من مالي(١)

٤٦ ـ ابن سنان عن أبي حنيفة سائق الحاج قال: مر بنا المفضل وانا وختني(٢) نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا: تعالوا إلى المنزل، فأتيناه فأصلح بيننا بأربعماة درهم، فدفعها إلينا من عنده حتى إذا استوثق كل واحد منها من صاحبه، قال: اما انها ليست من مالي ولكن أبو عبد اللهعليه‌السلام أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شيء أنْ أصلح بينهما وأفتديهما من ماله، فهذا من مال أبي عبد اللهعليه‌السلام

٤٧ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: المصلح ليس بكاذب.(٣)

٤٨ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن معاوية ابن وهب أو معاوية بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال: أبلغ عنى كذا وكذا ـ في أشياء أمر بها ـ قلت: فأبلغهم عنك وأقول عنى ما قلت لي وغير الذي قلت؟ قال: نعم إنّ المصلح ليس بكذاب.

٤٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وأمّا قوله:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَ ) فانها نزلت في صفية بنت حي بن اخطب، وكانت زوجة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وذلك أنّ عائشة وحفصة كانتا تؤذيانها وتشتمانها وتقولان لها: يا بنت اليهودية. فشكت ذلك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لها: إلّا تجيبهما؟ فقالت: بماذا يا رسول الله قال: قولي إنّ أبي هارون نبي الله وعمّي موسى كليم الله، وزوجي محمّد رسول الله

__________________

(١) من الافتداء، وقال المجلسي (ره): كان الافتداء هنا مجار قال: المال يدفع المنازعة كما أنّ الدية تدفع الدم، أو كما أنّ الأسير يفتدي بالفداء كذلك كل منهما يفتدي من الاخر بالمال فالاسناد إلى النار على المجاز.

(٢) الختن: زوج بنت الرجل وزوج أخته أو كان من كان من قبل المرئة.

(٣) قال الفيض (ره): يعنى إذا تكلم بما لا يطابق الواقع فيما يتوقف عليه الإصلاح لم يعد كلامه كذبا.

٩٠

صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فما تنكران منى؟ فقالت لهما، فقالتا: هذا علمك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فانزل الله في ذلك:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ ) إلى قوله:( وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ ) .

٥٠ ـ في عيون الأخبار في باب ما أنشده الرضاعليه‌السلام من الشعر في الحلم وغيره حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدّثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدّثنا محمد بن يحيى بن أبي عباد قال: حدّثني عمى قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يوما ينشد وقليلا ما كان ينشد شعرا

كلنا نأمل مدا في الأجل

والمنايا هن آفات الأمل

لا تغرنك أباطيل المنى

والزم القصد ودع عنك العلل

انما الدنيا كظل زايل

حل فيه راكب ثم رحل

فقلت: لمن هذا أعز الله الأمير؟ فقال: لعراقى لكم، قلت أنشدنيه أبو العتاهية لنفسه، فقال: هات اسمه ودع هذا، إنّ الله سبحانه يقول: ولا تنابزوا بالألقاب ولعل الرجل يكره هذا.

٥١ ـ في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ دخل إليه رجل من أهل اليمن، فسلم عليه فردعليه‌السلام وقال له: مرحبا بك يا سعد، فقال له الرجل: جعلت فداك بهذا كنت القب، فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : لا خير في اللقب إنّ الله تعالى يقول في كتابه:( لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ )

قال عز من قائل:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِ ) .

٥٢ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن الحسين بن حازم عن حسين بن عمر بن يزيد عن أبيه إلى قوله بعد نقل حديث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وقيل هذا: علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ونقل حديثا أيضا عنه عن أبيه عمن حدثه عن الحسين بن المختار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال: أمير المؤمنين

٩١

عليه‌السلام في كلام له: ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا.

٥٣ ـ وباسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله تبارك وتعالى: لا يتكل العاملون لي على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنهم لو اجتهدوا واتبعوا أنفسهم ـ أعمارهم ـ في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي إلى قوله: ولكني برحمتي فليثقوا وفضلي فليرجوا والى حسن الظن بى فليطمئنوا.

٥٤ ـ وباسناده إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: وجدنا في كتاب عليٍّعليه‌السلام أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال وهو على منبره: والذي لا إله إلّا هو ما اعطى مؤمن قط خير الدنيا والاخرة إلّا بحسن ظنه بالله ورجائه له، وحسن خلقه، والكف عن اغتياب المؤمنين، والذي لا إله إلّا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلّا بسوء ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين، والذي لا إله إلّا هو لا يحسن ظن بعد مؤمن بالله إلّا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لان الله كريم بيده الخيرات، يستحيي أنْ يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثمّ يخلف ظنه ورجائه فأحسنوا بالله الظن وارغبوا اليه.

٥٥ ـ وباسناده إلى الرضاعليه‌السلام قال: أحسن الظن إنّ اللهعزوجل يقول: أنا عند ظن عبدي المؤمن بى، إنْ خيرا فخيرا وانْ شرا فشرا(١) .

٥٦ ـ وباسناده إلى سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: حسن الظن بالله أنْ لا ترجو إلّا الله ولا تخاف إلّا ذنبك(٢) .

__________________

(١) قال المجلسي (ره) هذا الخبر مروي من طرق العامة أيضا، وقال الخطابي معناه أنا عند ظن عبدي في حسن عمله وسوء عمله، لان من حسن عمله حسن ظنه ومن ساء عمله ساء ظنه.

(٢) قال في البحار: فيه اشارة إلى أنّ حسن الظن بالله ليس معناه ومقتضاه ترك العمل والاجتراء على المعاصي اتكالا على رحمة الله بل معناه انه مع العمل لا يتكل على عمله وإنّما يرجو قبوله من فضله وكرمه ويكون خوفه من ذنبه وقصور عمله لا من ربه فحسن الظن

٩٢

٥٧ ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب اطرحوا سوء الظن بينكم، فان الله نهى عن ذلك.

٥٨ ـ في نهج البلاغة وقالعليه‌السلام : إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثم أساء رجل الظن برجل لم يظهر منه حوبة فقد ظلم(١) وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله ثم أحسن رجل الظن برجل فقد غرر.

٥٩ ـ في مجمع البيان وفي الحديث: إياكم والظن فان الظن الكذب الحديث.

قال عز من قائل: ولا تجسسوا

٦٠ ـ في أصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر وأبى عبد اللهعليهما‌السلام قال: أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أنْ يواخى الرجل الرجل على الدين، فيحصى عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما. وباسناده إلى زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام نحوه بتغيير يسير غير مغير للمعنى.

٦١ ـ وباسناده إلى ابن بكير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أبعد ما يكون العبد من الله أنْ يكون الرجل يواخى الرجل وهو يحفظ زلاته ليعيره بها يوما.

٦٢ ـ وباسناده إلى محمد بن مسلم أو الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا تطلبوا عثرات المؤمنين فان من تتبع عثرات أخيه تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه ولو في جوف بيته.

٦٣ ـ وباسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

لا ينافي الخوف بل لا بد من الخوف وضمه مع الرجاء وحسن الظن كما مر «انتهى» أقول: لعل معنى كلامه (عليه السلام) أنَّ العبد إذا علم من ربه انه أرحم الراحمين وأرأف بعبده من الولد إلى ولده فلا شيء يدعوه إلى الخوف منه تعالى، وهذا معنى حسن الظن به عزوجل، وأمّا من جهة عصيانه وترك أوامره فهو خائف من انه تعالى عاقبه بذنبه وتجريه على هذا الرب الرءوف فدائما يكون الخوف من الذنب وتبعاته وأمّا بالنسبة إليه تبارك وتعالى فليس له إلّا الرجاء منه تعالى.

(١) الحوبة: المعصية.

٩٣

يا معشر من أسلم بلسانه ولم يسلم بقلبه، لا تتبعوا عثرات المسلمين فانه من تتبع عثرات المسلمين تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه.

٦٤ ـ وباسناده إلى إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه، لا تذموا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فانه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ؛ ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته ؛ وباسناده إلى أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام مثله.

٦٥ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن مروان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: ثلاثة يعذبون يوم القيامة إلى أنْ قال: والمستمع حديث قوم وهم له كارهون يصب في أذنيه الآنك(١) .

٦٦ ـ عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث له: ومن استمع إلى حديث قم وهم له كارهون يصب في أذنيه الآنك يوم القيامة، قال سفيان الآنك الرصاص.

٦٧ ـ وفيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب: إياكم وغيبة المسلم، فان المسلم لا يغتاب أخاه وقد نهى الله أنْ يأكل لحم أخيه ميتا.

٦٨ ـ عن أسباط بن محمد باسناده إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: الغيبة أشد من الزنا، فقيل: يا رسول الله ولم ذلك؟ قال: صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه الذي يحله.

٦٩ ـ عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ثلاث من كن فيه أو جبن له على الناس أربعا: من إذا حدّثهم لم يكذبهم، وإذا خالطهم لم يظلمهم، وإذا وعدهم لم يخلفهم، وجب أنْ يظهر في الناس عدالته، ويظهر فيهم مروته، وان تحرم عليهم غيبته، وأن تجب عليهم اخوته.

٧٠ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من اخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم

__________________

(١) الآنك: الرصاص كما سيأتى في الحديث الآتي.

٩٤

يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروته، وظهرت عدالته، ووجبت اخوته، وحرمت غيبته.

٧١ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن العباس بن عامر عن أبان عن رجل لا نعلمه إلّا يحيى الأزرق قال: قال لي أبو الحسنعليه‌السلام من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه، ومن ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه، ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته.

٧٢ ـ وباسناده إلى عبد الرحمن بن سيابة قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول، الغيبة أنْ تقول في أخيك مما ستره الله عليه، وأمّا الأمر الظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا، والبهتان أنْ يقول فيه ما ليس فيه.

٧٣ ـ وباسناده إلى داود بن سرحان قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الغيبة قال هو أنْ تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل، وتثبت عليه امرا قد ستره الله عليه، لم يقم عليه فيه حد.

٧٤ ـ وباسناده إلى السكوني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الاكلة في جوفه.

قال وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الجلوس في المسجد انتظار الصلوة عبادة ما لم يحدث قيل: يا رسول الله وما يحدث؟ قال: الاغتياب.

٧٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن هارون بن الجهم عن حفص بن عمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سئل النبي ما كفارة الاغتياب؟ قال: تستغفر الله لمن اغتبته كما ذكرته.

٧٦ ـ فيمن لا يحضره الفقيه في مناهي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ونهى عن الغيبة، وقال من اغتاب امرءا مسلما بطل صومه ونقض وضوءه، وجاء يوم القيامة من فيه رائحة أنتن من الجيفة، تتأذى به أهل الموقف، فان مات قبل أنْ يتوب مات مستحلا لـما حرم اللهعزوجل ، ألآ ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مسجد فردها عنه رد الله عنه الف باب من الشر في الدنيا والاخرة، فان هو لم يردها وهو قادر على ردها كان عليه

٩٥

كوزر من اغتابه سبعين مرة.

٧٧ ـ في مجمع البيان وفي الحديث قولوا في الفاسق ما فيه كى يحذره الناس ٧٨ ـ وعن جابر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إياكم والغيبة فان الغيبة أشد من الزنا، ثم قال: إنّ الرجل يزني ويتوب فيتوب الله عليه، وان صاحب الغيبة لا يغفر له إلّا أنْ يغفر له صاحبه، وفي الحديث: إذا ذكرت الرجل بما فيه مما يكرهه فقد اغتبته، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته.

٧٩ ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى أبي ذر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: يا أبا ذر إياك والغيبة، فان الغيبة أشد من الزنا، قلت: يا رسول الله ولم ذاك فداك أبي وأمّي؟ قال: لان الرجل يزني فيتوب، فيقبل الله توبته، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها.

٨٠ ـ في جوامع الجامع وروى أنّ أبا بكر وعمر بعثا سلمان إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليأتى لهما بطعام، فبعثه إلى أسامة بن زيد وكان خازن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على رحله فقال: ما عندي شيء، فعاد إليهما فقالا: بخل أسامة ولو بعثنا سلمان إلى بئر سميحة لغار ماؤها، ثم انطلقا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال لهما: ما لى أرى خضرة اللحم في أفواهكما؟ قالا: يا رسول الله ما تناولنا اليوم لحما، قال ظللتم تأكلون لحم سلمان واسامة فنزلت.

٨١ ـ في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنفرحمه‌الله عليه‌السلام من اشعارهعليه‌السلام في موقف كربلا:

لقد فاز الذي نصروا حسينا

وخاب الآخرون بنو السفاح

ومنها :

كل ذا العالم يرجو فضلنا

غير ذا الرجس اللعين الوالدين

٨٢ ـ في عيون الأخبار في باب قول الرضا لأخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه: حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدّثني محمد بن يحيى الصولي قال: حدّثني أبو عبد الله محمد بن موسى بن نصر الرازي

٩٦

قال: سمعت أبي يقول: قال الرجل للرضاعليه‌السلام ؛ والله ما على وجه الأرض أشرف منك أبا فقال: التقوى شرفهم وطاعة الله اخفضهم، فقال له آخر: أنت والله خير الناس، فقال له: لا تحلف يا هذا خير منى من كان اتقى الله تعالى وأطاع له، والله ما نسخت هذه الآية:( وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ )

٨٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا ) قال الشعوب العجم، والقبائل العرب، وقوله:( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) وهو رد على من يفتخر بالاحساب والأنساب.

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم فتح مكة يا ايها الناس إنّ الله قد اذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية. وتفاخرها بآبائها، إنّ العربية ليست بأب والد، وإنّما هو لسان ناطق، فمن تكلم به فهو عربي، ألآ انكم من آدم وآدم من التراب، و( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) .

٨٤ ـ أخبرنا الحسين بن علي عن أبيه عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن علوان عن علي بن الحسين العبدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي عن حذيفة بن اليماني قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما، وذلك قوله: «وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال» فانا من أصحاب اليمين، وانا خير من أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرهما ثلاثا، وذلك قوله:( فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) فانا من السابقين وانا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة، وذلك قوله:( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) فقبيلتى خير القبائل، وانا سيد ولد آدم وأكرمكم على الله ولا فخر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٧

٨٥ ـ في مجمع البيان وقيل: أراد بالشعوب الموالي، وبالقبايل العرب في رواية عطا عن ابن عباس، والى هذا ذهب قوم فقالوا: الشعوب من العجم والقبايل من العرب والأسباط من بنى إسرائيل، وروى ذلك عن الصادقعليه‌السلام .

٨٦ ـ وروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: يقول الله تعالى يوم القيامة: أمرتكم فضيعتم ما عهدت إليكم فيه، ورفعتم انسابكم فاليوم ارفع نسبي وأضع انسابكم اين المتقون؟( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) .

٨٧ ـ وروى أنّ رجلا سأل عيسى بن مريم أي الناس أفضل؟ فأخذ قبضتين من تراب ثم قال: أي هاتين أفضل؟ الناس خلقوا من تراب، فأكرمهم أتقاهم، أبو بكر البيهقي بالإسناد عن عباية بن ربعي عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّ اللهعزوجل جعل القسمين فجعلني في خيرهم قسما وذلك قوله: وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فانا من أصحاب اليمين، وانا خير من أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلاثا، وذلك قوله «وأصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون السابقون» فانا من السابقين، وانا خير السابقين، ثم جعل الأثلاث قبايل فجعلني في خيرها قبيلة، فذلك قوله:( وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ ) الآية فانا اتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر، ثم جعل القبايل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا، وذلك قولهعزوجل :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) فانا وأهلي مطهرون من الذنوب.

٨٨ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى الحسين بن خالد قال علي بن موسى الرضاعليه‌السلام : لا دين لمن لا ورع له، ولا أمان لمن لا تقية له، وان أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية.

٨٩ ـ في اعتقادات الامامية للصدوقرحمه‌الله وسئل الصادقعليه‌السلام عن قول الله تعالى:( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) قال: أعملكم بالتقية.

٩٠ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن عمر بن أبي بكار عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام

٩٨

قال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله زوج مقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب وإنّما زوجه لتتضع المناكح وليتأسوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليعلموا( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ ) أتقاهم.

٩١ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن رجل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله زوج المقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطّلب، ثم قال: انما زوجها المقداد لتتضع المناكح ولتتأسوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولتعلموا( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) ، وكان الزبير أخا عبد الله وأبى طالب لأبيهما وأمّهما.

٩٢ ـ في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن عقبة بن بشير الأسدي قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : أنا عقبة بن بشير الأسدي وأنا في الحسب الضخم من قومي؟ قال: فقال: ما تمن علينا بحسبك، إنّ الله رفع بالايمان من كان الناس يسمونه وضيعا إذا كان مؤمنا، ووضع بالكفر من كان الناس يسمونه شريفا إذا كان كافرا، فليس لأحد فضل على أحد إلّا بالتقوى.

٩٣ ـ في كتاب مقتل الحسينعليه‌السلام لأبي مخنفرحمه‌الله من كلامه في موقف كربلا أما أنا ابن بنت نبيكم، فو الله ما بين المشرق والمغرب لكم ابن بنت نبي غيري.

٩٤ ـ ومن كلامهعليه‌السلام للشمر لعنه الله: يا ويلك ومن أنا؟ فقال: الحسين وأبوك عليُّ بن أبي طالب، وأمّك فاطمة الزهراء، وجدّك محمّد المصطفى ؛ فقال له الحسينعليه‌السلام : يا ويلك إذا عرفت بأنّ هذا حسبي ونسبي فلم تقتلني؟ ومن أشعارهعليه‌السلام :

أنا بن عليٍّ الحر من آل هاشم

كفاني بهذا مفخر حين أفخر

وفاطم أمّي ثمّ جدّي محمّد

وعمّيّ يدعى ذو الجناحين جعفر

ونحن وُلاة الحوض نسقي محبّنا

بكأس رسول الله ما ليس ينكر

٩٩

إذا ما أتى يوم القيامة ظاميا

إلى الحوض يسقيه بكفيّه حيدر

ومن أشعارهعليه‌السلام أيضا :

خيرة الله من الخلق أبي

بعد جدّي فأنا ابن الخيرتين

أمّي الزهراء حقّا وأبي

وارث العلم ومولى الثقلين

فضة قد صفيت من ذهب

فأنا الفضة وابن الذهبين

والدي شمس وأمّي قمر

فأنا الكوكب وابن القمرين

عبد الله غلاما يافعا(١)

وقريش يعبدون الوثنين

مَن له جدٌّ كجدّي في الوَرى

أو كأمّي في جميع المشرقين

خصّه الله بفضل وتقى

فأنا الأزهر وابن الأزهرين

جوهر من فضة مكنونة

فأنا الجوهر وابن الدُرتين

جدّي المرسل مصباح الدُجى

وأبي الموفى له بالبيعتين

والدي خاتمه جاد به

حين وافى رأسه للركعتين

أيّده الله بطاهر طاهر

صاحب الأمر ببدر وحنين

ذاك والله عليٌّ المرتضى

ساد بالفضل على أهل الحرمين.

٩٥ ـ في روضة الكافي عن علي بن إبراهيم عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن حنان قال: سمعت أبي يروى عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان سلمان جالسا مع نفر من قريش في المسجد، فأقبلوا ينتسبون ويرفعون حتى بلغوا سلمان، فقال له عمر بن الخطاب: أخبرنى من أنت ومن أبوك وما أصلك؟ فقال: انا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني اللهعزوجل بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كنت عائلا فأغنانى الله بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وكنت مملوكا فأعتقني الله بمحمد، هذا نسبي وهذا حسبي قال: فخرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان يكلمهم، فقال له سلمان: يا رسول الله ما لقيت من هؤلاء حبست معهم فأخذوا ينتسبون ويرفعون في أنسابهم حتى إذا بلغوا الى، قال عمر بن الخطاب: من أنت وما أصلك وما حسبك؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : فما قلت له يا سلمان؟ قال: قلت: انا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني الله عز ذكره بمحمد، وكنت عائلا فأغنانى الله عز ذكره بمحمد، وكنت مملوكا فأعتقنى الله عز ذكره بمحمد، هذا حسبي وهذا نسبي فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) يفع الغلام: راهق العشرين وقيل: ترعرع وناهز البلوغ.

١٠٠

يا معشر قريش إنّ حسب الرجل دينه، ومروته خلقه وأصله عقله، قال اللهعزوجل :( إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) ثم قال النبي لسلمان: ليس لأحد من هؤلاء عليك فضل إلّا بتقوى اللهعزوجل وان كان التقوى لك عليهم فأنت أفضل.

٩٦ ـ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحجال عن جميل بن دراج قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : فما الكرم؟ قال: التقوى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٧ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وروى يونس بن ظبيان عن الصادق جعفر بن محمد قال: حدّثني أبي عن أبيه عن جده أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أعبد الناس من اقام الفرائض، إلى قوله: وأكرم الناس وأتقى الناس من قال الحق فيما له وعليه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٨ ـ وروى علي بن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن الحارث بن محمد النعمان الأحول صاحب الطاق عن جميل بن صالح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أحب أنْ يكون أكرم الناس فليتق الله، ومن أحب أنْ يكون أتقى الناس فليتوكل على الله.

٩٩ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن جميل بن دراج قال: سئلت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل ( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) فقال: ألآ ترى أنّ الايمان غير الإسلام.

١٠٠ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد جميعا عن الوشاء عن أبان عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول ؛( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا ) فمن زعم انهم آمنوا فقد كذب، ومن زعم انهم لم يسلموا فقد كذب.

١٠١ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد

١٠١

جميعا عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن حمران ابن أعين عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته يقول: الإسلام لا يشرك الايمان، والايمان يشرك الإسلام، وهما في القول والفعل يجتمعان كما صارت الكعبة في المسجد والمسجد ليس في الكعبة، وكذلك الايمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الايمان، وقد قال اللهعزوجل :( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) فقول الله اصدق القول، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٠٢ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : يا سلمان أتدري من المسلم؟ قلت: جعلت فداك أنت اعلم، قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ثم قال: وتدري من المؤمن؟ قال: قلت: أنت اعلم، قال: المؤمن من ائتمنه المسلمون على أموالهم وأنفسهم، والمسلم حرام على المسلم أنْ يخذله أو يظلمه أو يدفعه دفعة تعننه.

١٠٣ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عمن ذكره عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال في حديث طويل: أنّ الإسلام قبل الايمان، وعليه يتوارثون ويتناكحون، والايمان عليه يثابون.

١٠٤ ـ علي بن إبراهيم عن العباس بن معروف عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن حماد بن عثمان عن عبد الرحيم القصير قال: كتبت مع عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام اسأله عن الايمان ما هو؟ فكتب إلى مع عبد الملك بن أعين: سألت رحمك الله عن الايمان والايمان هو الإقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالأركان، والايمان بعضه من بعض، وهو دار وكذلك الإسلام دار، والكفر دار، فقد يكون العبد مسلما قبل أنْ يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما، فالإسلام قبل الايمان وهو يشارك الايمان، فاذا أتى العبد كبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهى اللهعزوجل عنها، كان خارجا

١٠٢

من الايمان ساقطا عنه اسم الايمان، وثابتا عليه اسم الإسلام، فان تاب واستغفر عاد إلى دار الايمان، ولا يخرجه إلى الكفر إلّا الجحود والاستحلال أنْ يقول: للحلال هذا حرام، وللحرام هذا حلال، ودان بذلك، فعندها يكون خارجا من الإسلام والايمان، داخلا في الكفر وكان بمنزلة من دخل الحرم ثم دخل الكعبة، وأحدث في الكعبة حدثا، فاخرج عن الكعبة وعن الحرم فضربت عنقه وصار إلى النار.

١٠٥ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: سألت عن الايمان والإسلام قلت له: افرق بين الإسلام والايمان؟ قال: فاضرب لك مثله؟ قال: قلت: أورد ذلك قال: مثل الايمان والإسلام مثل الكعبة الحرام من الحرم، قد يكون في الحرم ولا يكون في الكعبة، ولا يكون في الكعبة حتى يكون في الحرم، وقد يكون مسلما ولا يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما قال: قلت: فيخرج من الايمان شيء؟ قال: نعم، قلت: فصيره إلى ما ذا؟ قال: إلى الإسلام أو الكفر.

١٠٦ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن سماعة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أخبرنى عن الإسلام والايمان أهما مختلفان؟ فقال: إنّ الايمان يشارك الإسلام والإسلام لا يشارك الايمان، فقلت: فصفهما لي، فقال: الإسلام شهادة أنْ لا إله إلّا الله والتصديق برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث، وعلى ظاهره جماعة الناس والايمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الإسلام، وما ظهر من العمل به والايمان ارفع من الإسلام بدرجة، أنّ الايمان يشارك في الإسلام في الظاهر، والإسلام لا يشارك الايمان في الباطن، وان اجتمعا في القول والصفة.

١٠٧ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سفيان بن السمط قال: سأل رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الإسلام والايمان ما الفرق بينهما؟ فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه، ثم التقيا في الطريق قد أزف(١) من الرجل الرحيل

__________________

(١) أي قرب، وفي القاموس: أزف الترحل: دنا.

١٠٣

فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : كأنه قد أزف منك رحيل؟ فقال: نعم، فقال: فألقى في البيت، فلقيه فسأله عن الإسلام والايمان ما الفرق بينهما؟ فقال: الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس: شهادة أنْ لا إله إلّا الله وان محمدا رسول الله، واقام الصلوة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان فهذا الإسلام، وقال: الايمان معرفة هذا الأمر مع هذا، فان أقربها ولم يعرف هذا الأمر كان مسلما وكان ضالا.

١٠٨ ـ في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام قال: هذه شرايع الدين إلى أنْ قالعليه‌السلام : والإسلام غير الايمان، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن

١٠٩ ـ عن أبي بصير قال: كنت عند أبي جعفرعليه‌السلام فقال له رجل: أصلحك الله إنّ بالكوفة قوما يقولون مقالة ينسبونها إليك، قال: وما هي؟ قال: يقولون: الايمان غير الإسلام، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : نعم فقال الرجل: صفه لي، فقال: من شهد أنْ لا إله إلّا الله وانّ محمّدا رسول الله وأقر بما جاء من عند الله. وأقام الصلوة وآتى الزكاة وصام شهر رمضان وحج البيت فهو مسلم، فقلت: الايمان؟ قال من شهد أنْ لا إله إلّا الله وانّ محمّدا رسول الله وأقر بما جاء من عند الله واقام الصلوة وآتى الزكاة وصام شهر رمضان وحج البيت ولم يلق الله بذنب أوعد عليه النار فهو مؤمن، قال أبو بصير: جعلت فداك وأينا لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار؟ فقال: ليس هو حيث تذهب، انما هو لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار لم يتب منه.

١١٠ ـ في مجمع البيان وروى أنس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: الإسلام علانية، والايمان في القلب، وأشار إلى صدره.

١١١ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا ) أي لم يشكوا( وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ) الآية قال: نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وقوله:( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ) نزلت في عثمان يوم الخندق، وذلك انه مر بعمار بن ياسر وهو يحفر الخندق وقد ارتفع الغبار من الحفرة فوضع عثمان كمه على انفه ومر فقال عمار: لا يستوي من يعمر المساجد فيصلى فيها راكعا وساجدا

١٠٤

كمن يمر بالغبار حديدا يعرض عنه جاحدا معاندا. فالتفت إليه عثمان فقال: يا ابن السودا إياي تعنى؟ ثم أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: لم ندخل معك لتسب أعراضنا فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قد أقلتك إسلامك. فاذهب، فانزل اللهعزوجل :( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) أي ليس هم صادقين إنّ الله يعلم غيب السموات والأرض والله بصير بما يعملون.

١١٢ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن أحمد بن عمر الحلال عن علي بن سويد عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: سألته عن العجب الذي يفسد العمل، فقال: العجب درجات منها أنْ يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه، ويحسب أنه يحسن صنعا ومنها أنْ يؤمن العبد بربه فيمن على اللهعزوجل والله عليه فيه المن.

بسم الله الرحمن الرحيم

١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام من أدمن في فرائضه ونوافله قراءة سورة «ق» وسع الله عليه في رزقه ؛ وأعطاه كتابه بيمينه، وحاسبه حسابا يسيرا.

٢ ـ في مجمع البيان أبيّ بن كعب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال من قرء سورة «ق» هون الله عليه تارات الموت وسكراته.

٣ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادقعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وأمّا «ق» فهو الجبل المحيط بالأرض، وخضرة السماء منه وبه يمسك الله الأرض أنْ تميد بأهلها.

٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ) قال: قاف جبل محيط بالدنيا وراء يأجوج ومأجوج وهو قسم.

٥ ـ وباسناده إلى يحيى بن ميسرة الخثعمي عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: سمعته

١٠٥

يقول «عسق» «عدد سنى القائم وقاف جبل محيط بالدنيا من زمرد أخضر» فخضرة السماء من ذلك الجبل. وعلم عليٍّعليه‌السلام كله في عسق بل عجبوا يعنى قريشا أنْ جاءهم منذر منهم يعنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ ) علينا بعيد قال: نزلت في أبيّ بن خلف، قال أبي جهل: تعال إليَّ أعجبك من محمّد ثمّ أخذ عظما ففته ثمّ قال يا محمّد تزعم أنّ هذا يحيى؟ فقال الله( بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أمْرٍ مَرِيجٍ ) يعنى مختلف

٦ ـ في أصول الكافي باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: يا بنى الكفر على أربع دعائم الفسق والغلو والشك والشبهة، إلى قوله: والغلو على أربع شعب، على التعمق بالرأى والتنازع فيه، والزيغ والشقاق، فمن تعمق لم ينسب إلى الحق، ولم يزدد إلّا غرقا في الغمرات، ولم تحبس عنه فتنة إلّا غشيته أخرى، وانخرق ذنبه فهو يهوى( فِي أمْرٍ مَرِيجٍ ) .

قال عز من قائل:( وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) إلى قوله تعالى:( رِزْقاً لِلْعِبادِ ) .

٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : كانت السماء خضراء على لون الماء الأخضر وكانت الأرض غبراء على لون الماء العذب، وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب، ولم يكن للأرض أبواب، وهو النبت ولم تمطر السماء عليها فتنبت، ففتق السماء بالمطر، وفتق الأرض بالنبات، وذلك قوله:( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ) الاية.

٨ ـ في روضة الكافي باسناده إلى محمد بن عطية عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : كانت السماء رتقا لا تنزل المطر، وكانت الأرض رتقا لا تنبت الحب، فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيها من كل دابة فشق السماء بالمطر، والأرض بنبات الجب.

٩ ـ في الكافي باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : في قوله تعالى:( وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً ) قال ليس: من

١٠٦

ماء في الأرض إلّا وقد خالطه ماء السماء.

١٠ ـ في روضة الكافي باسناده إلى أبي الربيع الشامي عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : إنّ الله تبارك وتعالى أهبط آدم إلى الأرض فكانت السماء رتقا لا تمطر شيئا، وكانت الأرض رتقا لا تنبت شيئا، فلما تاب اللهعزوجل على آدم أمر السماء فتفطرت بالغمام، ثم أمرها فأرخت عزاليها(١) ثم أمر الأرض فأنبت الأشجار وأثمرت الثمار وتفيهت بالأنهار(٢) فكان ذلك رتقها وهذا فتقها.

١١ ـ في الكافي باسناده إلى هشام الصيدناني عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سأله رجل عن هذه الاية:( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِ ) فقال بيده هكذا، فمسح إحديهما على الاخرى فقال: هن اللواتي باللواتي، يعنى النساء بالنساء.

١٢ ـ في مجمع البيان وقيل كان سحق النساء في أصحاب الرس وروى ذلك عن أبي جعفر وابى عبد اللهعليه‌السلام .

قال عز من قائل: وقوم تبع.

١٣ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث طويل وفيه: لم سمى تبع تبعا؟ فقال: لأنه كان غلاما كاتبا، وكان يكتب لملك كان قبله، فكان إذا كتب كتب بسم الله الذي خلقا صبيحا وريحا، فقال الملك: أكتب وابدأ باسم ملك الرعد، فقال: لا ابدء إلّا باسم الهى ؛ ثم اعطف على حاجتك فشكر اللهعزوجل ذلك فأتاه ملك ذلك الملك فتابعه الناس على ذلك فسمى تبعا.

١٤ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عمر بن أبان عن

__________________

(١) قوله «أرخت السماء عزاليها» من أرخى زمام الناقة: أرسله وعزالى جمع العزلاء فم المزادة ومصب الماء من القربة ونحوها وهذا الكلام كناية عن شدة وقع المطر.

(٢) أي انها فتحت أفواهها ولكن القياس «تفوهت» بالواو وفي المصدر «تفهقت» وهو من فهق الإناء: امتلاء.

١٠٧

أبان رفعه أنْ تبعا قال في شعره :

حتى أتاني من قريضة عالم

حبر لعمرك في اليهود مسودا(١)

قال ازدجر عن قرية محجوبة

لنبي مكة من قريش مهتدى(٢)

فعفوت عنهم عفو غير مثرب(٣)

وتركتهم لعقاب يوم سرمد

وتركتها لله أرجو عفوه

يوم الحساب من الجحيم الموقد

ولقد تركت له بها من قومنا

نفرا أولى حسب وبأس يحمد

نفرا يكون النصر في أعقابهم

أرجو بذاك ثواب نصر محمد

ما كنت احسب أنْ بيتا ظاهرا

لله في بطحاء مكة يعبد

قالوا بمكة بيت مال داثر

وكنوزه من لؤلؤ وزبر جد(٤)

فأردت امرا حال ربي دونه

والله يدفع عن خراب المسجد

فتركت ما أملته فيه لهم

وتركته مثلا لأهل المشهد

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قد أخبر انه سيخرج من هذه يعنى مكة نبي يكون مهاجرته إلى يثرب، فأخذ قوما من اليمن فأنزلهم مع اليهود لينصروه إذا خرج، ففي ذلك يقول شعرا

شهدت على أحمد أنه

رسول من الله بارى النسم(٥)

فلو مد عمرى إلى عمره

لكنت وزيرا له وابن عم

وكنت عذابا على المشركين

اسقيهم كأس حتف وغم(٦)

١٥ ـ وباسناده إلى الوليد بن صبيح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ تبعا قال

__________________

(١) الحبر: رئيس الكهنة عند اليهود.

(٢) ازدجره: منعه وطرده.

(٣) ثربه ـ بتشديد الراء وتخفيفها ـ لامه. قبح عليه فعله.

(٤) دثر الرسم: بلى وامحى.

(٥) البارئ: الخالق، والنسم جمع النسمة ـ: النفوس.

(٦) الحتف: الموت.

١٠٨

للأوس والخزرج: كونوا هاهنا حتى يخرج هذا النبي، اما انا فلو أدركته لخدمته ولخرجت معه.

١٦ ـ في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم عن أبي جعفرعليه‌السلام حديث طويل يقول فيه: لعلكم ترون انه إذا كان يوم القيامة وصير الله أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجنة، وصير الله أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار، إنّ الله تبارك وتعالى لا يعبد في بلاده، ولا يخلق خلقا يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه، بلى والله ليخلقن خلقا من غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه، ويخلق لهم أرضا تحملهم وسماء تظلمهم، أليس الله يقول:( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ ) وقال الله تعالى:( أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ) .

١٧ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد قال: سئل أبا جعفرعليه‌السلام عن قول اللهعزوجل :( أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ) قال: يا جابر تأويل ذلك أنّ اللهعزوجل إذا أفنى هذا الخلق وهذا العالم، وسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، جدد الله عالما غير هذا العالم، وجدد خلقا من غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحدونه، وخلق لهم أرضا غير هذه الأرض تحملهم، وسماء غير هذه السماء تظلهم، لعلك ترى أنّ الله انما خلق هذا العالم الواحد أو ترى أنّ الله لم يخلق بشرا غيركم؟ بلى والله لقد خلق الف الف عالم، والف الف آدم، أنت في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين.

١٨ ـ في الكافي علي بن إبراهيم رفعه عن محمد بن مسلم قال: دخل ـ أبو حنيفة على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له: رأيت ابنك موسى يصلّي والناس يمرون بين يديه فلا ينهاهم وفيه ما فيه؟ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : أدعوا لي موسى، فدعي فقال: يا بنى إنّ أبا حنيفة يذكر أنّك كنت صليت والناس يمرون بين يديك فلا تنهاهم؟ فقال: يا أبت إنّ الذي كنت أصلي له كان أقرب إليَّ منهم ؛ يقول اللهعزوجل ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) قال: فضمّه أبو عبد اللهعليه‌السلام إلى نفسه ثمّ قال: بأبي أنت وأمّي يا مستودع الأسرار، وهذا تأديب منهعليه‌السلام لا أنّه ترك الفضل.

١٠٩

١٩ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوسرحمه‌الله فيما نذكر من كتاب قصص القرآن وأسباب نزول آثار القرآن تأليف الهيثم بن محمد بن الهيثم النيشابوري فصل في ذكر الملكين الحافظين، دخل عثمان بن عفان على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: أخبرنى عن العبد كم معه من ملك؟ قال: ملك على يمينك على حسناتك، وواحد على الشمال، فاذا عملت حسنة كتب عشرا وإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين: اكتب، قال: لعله يستغفر الله ويتوب؟ فاذا قال ثلاثا قال: نعم أكتب أرحنا الله منه فلبئس القرين ما أقل مراقبته اللهعزوجل .

أقل استحيائه منا يقول الله تعالى:( ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) وملكان بين يديك ومن خلفك يقول الله سبحانه وتعالى:( لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) وملك قابض على ناصيتك، فاذا تواضعت للهعزوجل رفعك، وإذا تجبرت لله فضحك(١) وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك إلّا الصلوات على محمّد، وملك قائم على فيك لا يدع أنْ تدب الحية في فيك(٢) وملكان على عينيك، فهذه عشرة أملاك على كل آدمي، يعدان ملائكة الليل على ملائكة النهار لانّ ملائكة الليل سوى ملائكة النهار فهؤلاء عشرون ملائكة على كل آدمي وإبليس بالنهار وولده بالليل ؛ قال الله تعالى( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ ) الآية وقالعزوجل :( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ ) الآية.

٢٠ ـ وفي كتاب سعد السعود وأيضا بعد أنْ ذكر ملكي الليل وملكي النهار، وفي رواية أنهما يأتيان المؤمن عند حضور صلوة الفجر، فاذا هبطا صعد الملكان الموكلان بالليل، فاذا غربت الشمس نزل إليه الموكلان بكتابه الليل ويصعد الملكان الكاتبان بالنهار بديوانه إلى اللهعزوجل ؛ فلا يزال ذلك دأبهم إلى وقت حضور أجله، فاذا حضر أجله قالا للرجل الصالح: جزاك الله من صاحب عنا خيرا فكم من عمل صالح أريتناه، وكم من قول حسن أسمعتناه، ومن مجلس خير

__________________

(١) وفي المصدر «وضعك وفضحك».

(٢) دب: مشى.

١١٠

أحضرتناه فنحن اليوم على ما تحبه وشفعاء إلى ربك وان كان عاصيا، قالا له جزاك الله من صاحب عنا شرا فلقد كنت تؤذينا، فكم من عمل سيئ أديتناه، وكم من قول سيئ أسمعتناه، ومن مجلس سوء أحضرتناه، ونحن لك اليوم على ما تكره وشهيدان عند ربك.

٢١ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما من قلب إلّا وله أذنان، على إحديهما ملك مرشد وعلى الاخرى شيطان مفتن، هذا يأمره وهذا يزجره، الشيطان يأمره بالمعاصي والملك يزجره عنها، وهو قول الله تعالى:( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) .

٢٢ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إنّ المؤمنين إذا قعدا يتحدّثان قالت الحفظة بعضها لبعض: اعتزلوا بنا فلعل لهما سرا وقد ستر الله عليهما ؛ فقلت: أليس اللهعزوجل : يقول:( ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) فقال: يا إسحاق إنْ كانت الحفظة لا تسمع فانّ عالم السر يسمع ويرى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢٣ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة(١) فاذا الزما لا يريدان بذلك إلّا وجه الله ولا يريدان غرضا من أغراض الدنيا قيل لهما مغفورا لكما، فاستأنفا فاذا أقبلا على المسائلة قالت الملائكة بعضها لبعض: تنحوا عنهما ؛ فان لهما سرا وقد ستره الله عليهما، قال إسحاق. فقلت: جعلت فداك فلا يكتب عليهما لفظهما وقد قال اللهعزوجل :( ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ؟ قال: فتنفس أبو عبد الله الصعداء(٢) ثم بكى حتى اخضلت دموعه لحيته، وقال: يا إسحاق إنّ الله

__________________

(١) غمره: علاه وغطاه.

(٢) الصعداء: التنفس الطويل من هم أو تعب.

١١١

تبارك وتعالى انما أمر الملائكة أنْ تعتزل عن المؤمنين إذا التقيا إجلالا لهما، وانه وان كانت لا تكتب لفظهما ولا تعرف كلامهما فانه يعرفه ويحفظه عليهما عالم السر وأخفى.

٢٤ ـ في كتاب جوامع الجامع وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كاتب الحسنات على يمين الرجل وكاتب السيئات على شماله، وصاحب اليمين أمير على صاحب الشمال ؛ فاذا اعمل حسنة كتبتها ملك اليمين عشرا، وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبع أو يستغفر.

٢٥ ـ في مجمع البيان وعن أبي أمامة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المخطئ أو المسيء. فان ندم واستغفر منها ألقاها والا كتب واحدة.

٢٦ ـ وعن أنس بن مالك قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله تعالى وكل بعبده ملكين يكتبان عليه، فاذا مات قالا: يا ربّ قد قبضت عبدك فلانا فالى أين؟ قال: سمائي مملوة بملائكتى يعبدونني وارضى مملوة من خلقي يطيعوننى، اذهبا إلى قبر عبدي فسبحاني وكبراني وهللاني واكتبا ذلك في حسنات عبدي.

٢٧ ـ في الشواذ: وجاءت سكرة الحق بالموت وهي قراءة سعيد بن جبير وطلحة ورواها أصحابنا عن أئمة لهدىعليهم‌السلام .

٢٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ) قال: نزلت «وجاءت سكرة الحق بالموت ذلك ما كنت منه تحيد» قال نزلت في الاول( وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ ) يشهد عليها قال: سائق يسوقها ٢٩ ـ في نهج البلاغة «و( كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ ) سائق يسوقها إلى محشرها وشاهد يشهد عليها بعملها.

٣٠ ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن أبي الجهم عن أبي حذيفة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كم بينك وبين

١١٢

البصرة؟ قلت في الماء خمس إذا طابت الريح، وعلى الظهر ثمان ونحو ذلك، فقال: ما أقرب هذا تزاوروا وتعاهدوا بعضكم بعضا، فانه لا بد يوم القيامة من أنْ يأتى كل إنسان بشاهد يشهد له على دينه ؛ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣١ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وفي رواية السكوني قال: قال عليٌّعليه‌السلام : ما من يوم يمر على ابن آدم إلّا قال له ذلك اليوم: انا يوم جديد وانا عليك شهيد، فافعل في خيرا واعمل في خيرا اشهد لك به يوم القيامة، فانك لن تراني بعد هذا أبدا، ٣٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله تعالى: وقال قرينه أي شيطانه وهو الثاني هذا ما لدى عتيد وقوله:( أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) مخاطبة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلىعليه‌السلام وذلك قول الصادقعليه‌السلام على قسيم الجنة والنار.

٣٣ ـ وباسناده إلى عبيد بن يحيى عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في قوله:( أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد، كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش، ثم يقول الله تبارك وتعالى ولك: قوما والقيا من أبغضكما وكذبكما في النار.

٣٤ ـ وحدّثني أبي عن عبد الله بن المغيرة الخزاز عن ابن سنان عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: إذا سألتم الله فاسئلوه لي الوسيلة وذكر صلوات الله عليه وآله الوسيلة وصفتها، وهو حديث طويل وفي آخره: فبينما انا كذلك إذا ملكين قد أقبلا إليَّ، أمّا أحدهما فرضوان خازن الجنة، وأمّا الاخر فمالك خازن النار فيدنو لي رضوان ويسلم عليَّ فيقول: السّلام عليك يا رسول الله فأرد وأقول: ايها الملك الطيب الريح الحسن الوجه الكريم على ربه من أنت؟ فيقول: انا رضوان خازن الجنة، أمرني ربي أنْ آتيك بمفاتح الجنة فخذها يا محمد. فأقول: قد قبلت ذلك من ربي، فله الحمد على ما أنعم به عليَّ ادفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فيدفعها إلى على، ويرجع رضوان ثم يدنوا مالك خازن النار فيسلم ويقول: السلام عليك يا حبيب الله، فأقول

١١٣

له: عليك السلام ايها الملك ما أنكر رؤيتك وأقبح وجهك من أنت؟ فيقول أنا مالك خازن النار أمرنى ربي أنْ آتيك بمفاتيح النار، فأقول: قد قبلت ذلك [من ربي] فله الحمد على ما أنعم به عليَّ وفضلني به، إدفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فيدفعها إليه ثمّ يرجع ويقبل عليٌّ ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقعد على شفير جهنم ويأخذ زمامها بيده وقد علا زفيرها(١) واشتد حرها وكثر شررها، فتنادي جهنم: يا عليُّ جزني فقد اطفأ نورك لهبى، فيقول عليٌّ لها: قري يا جهنم ذري هذا لي وخذي هذا عدوي، فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعليٍّ من غلام أحدكم لصاحبه، فان شاء يذهب به يمنة وان شاء يذهب به يسرة، ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعليٍّ فيما يأمرها به من جميع الخلائق ؛ وذلك أنَّ عليّاعليه‌السلام يومئذ قسيم الجنة والنار.

٣٥ ـ في مجمع البيان وروى أبو القاسم الحسكاني بالإسناد عن الأعمش أنه قال: حدّثنا أبو المتوكل التاجر عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة يقول الله لي ولعلى: ألقيا في النار من أبغضكما، وادخلا الجنة من أحبكما، وذلك قوله:( أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) .

٣٦ ـ في أمالى شيخ الطائفةقدس‌سره باسناده إلى أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة لي ولعليِّ بن أبي طالب: أدخلا الجنة من أحبكما، وأدخلا النار من أبغضكما، وذلك قوله تعالى: «ادخلا( فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) .

٣٧ ـ وباسناده قال: قال رسول قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في قولهعزوجل :( أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ) قال: نزلت في وفي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، وذلك انه إذا كان يوم القيامة شفعنى ربي وشفعك يا عليُّ وكساني وكساك يا عليُّ، ثم قال لي ولك يا عليُّ: ألقيا في جهنم من أبغضكما، وادخلا الجنة كل من أحبكما، قال: ذلك هو المؤمن.

__________________

(١) زفر النار زفيرا: سمع صوت توقدها.

١١٤

٣٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: مناع للخير قال: المناع الثاني، والخير ولاية عليٍّعليه‌السلام وحقوق آل محمدعليه‌السلام ، ولما كتب الاول كتاب فدك بردها على فاطمة منعه الثاني فهو معتد مريب الذي جعل مع الله إلها آخر قال: هو ما قالوا نحن كافرون بمن جعل لكم الامامة والخمس، وأمّا قوله: قال قرينه أي شيطانه وهو الثاني ربنا ما أطغيته يعنى الاول ولكن كان في ضلال بعيد فيقول الله لهما:( لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ ) أي ما فعلتم لا تبدل حسنات، ما وعدته لا أخلفه.

٣٩ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وروى عن زيد بن علي بن الحسينعليهما‌السلام انه قال: سألت أبي سيد العابدينعليه‌السلام فقلت له: يا أبت أخبرني عن جدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لـمّا عرج به إلى السماء، وامر ربهعزوجل بخمسين صلوة كيف لم يسئله التخفيف عن أمته حتى قال له موسى بن عمران: ارجع إلى ربك فاسئله التخفيف، فان أمتك لا تطيق ذلك، فقال: يا بنيّ إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يقترح على ربهعزوجل ولا يراجعه في شيء يأمره به فلما سأله موسى ذلك وصار شفيعا لامته إليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسىعليه‌السلام ، فرجع إلى ربهعزوجل يسئله التخفيف إلى أنْ ردها إلى خمس صلوات قال: فقلت له: يا أبت فلم يرجع إلى ربهعزوجل ولم يسئله التخفيف من خمس صلوات وقد سئل موسىعليه‌السلام أنْ يرجع إلى ربه ويسئله التخفيف فقال: يا بنى أرادعليه‌السلام أنْ يحصل لامته التخفيف مع أجر خمسين صلوة لقول اللهعزوجل :( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) ألآ ترى أنّهعليه‌السلام لـمّا هبط إلى الأرض نزل عليه جبرئيل فقال: يا محمّد إنّ ربك يقرئك السّلام ويقول: انها خمس بخمسين( ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٠ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) قال: هو استفهام، لأنْ وعد الله النار أنْ يملأها فتمتلى النار، ثمّ تقول لها:( هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) على حد الاستفهام أي ليس في مزيد، قال: فتقول الجنة: يا ربّ وعدت النار أنْ تملأها وعدتني أنْ تملأنى فلَمْ تملّأتُ وقد ملأت النار؟

١١٥

قال: فيخلق الله يومئذ خلقا فيملأ بهم الجنة، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : طوبى لهم لم يروا غموم الدنيا وهمومها.

٤١ ـ في مجمع البيان( وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) ويجوز أنْ يكون تطلب الزيادة على أنْ يزاد في سعتها كما جاء عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قيل له يوم فتح مكّة ألآ تنزل دارك؟ فقال عليه‌السلام: هل ترك لنا عقيل من دار، [لأنّه قد كان] قد باع دور بنى هاشم لـمّا خرجوا إلى المدينة، فعلى هذا يكون المعنى: وهل بقي زيادة «انتهى».

٤٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ) أي زينت غير بعيد قال: بسرعة.

٤٣ ـ في عوالي اللئالى وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لـمّا دخل المدنية عند هجرته: ايها الناس أفشوا السلام وصلوا الأرحام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام.

٤٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقول:( لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ ) قال: النظر إلى رحمة الله حدّثني أبي عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله كرامة في عباده المؤمنين في كل يوم جمعة، فاذا كان يوم الجمعة بعث الله إلى المؤمن ملكا معه حلتان(١) فينتهي إلى باب الجنة فيقول: استأذنوا لي على فلان، فيقال له: هذا رسول ربك على الباب، فيقول لأزواجه: أي شيء ترين على أحسن؟ فيقلن: يا سيدنا والذي أباحك الجنة ما رأينا عليك أحسن من هذا، قد بعث إليك ربك فيتزر بواحد وتتعطف بالأخرى، فلا يمر بشيء إلّا أضاء له حتى ينتهى إلى الموعد، فاذا اجتمعوا تجلى لهم الرب تبارك وتعالى، فاذا نظروا إليه أي إلى رحمته خروا سجدا ؛ فيقول: عبادي ارفعوا رؤسكم ليس هذا يوم سجود ولا عبادة، قد رفعت عنكم المؤنة، فيقولون. يا رب وأى شيء أفضل مما أعطيتنا؟ أعطيتنا الجنة فيقول: لكم مثل ما في أيديكم سبعين ضعفا، فيرجع المؤمن في كل جمعة بسبعين ضعفا مثل ما في يديه، وهو قوله: «ولدينا

__________________

(١) وفي نسخة البحار «معه حلة».

١١٦

مزيد» وهو يوم الجمعة أنّ ليلها ليلة غراء ويومها يوم أزهر فأكثروا فيها من التسبيح والتهليل والتكبير والثناء على الله والصلوة على رسول الله، قال فيمر المؤمن فلا يمر بشيء إلّا أضاء له حتى ينتهى إلى أزواجه فيقلن، والذي أباحنا الجنة يا سيدنا ما رأينا قط أحسن منك الساعة، فيقول إني قد نظرت إلى نور ربي، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٥ ـ في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام عن أمير المؤمنينعليه‌السلام انه قال: ألآ وانى مخصوص في القرآن بأسماء احذروا أنْ تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، أنا ذو القلب يقول اللهعزوجل :( إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٦ ـ في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام : يا هشام إنّ الله يقول في كتابه( إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ ) يعنى عقل.

٤٧ ـ في روضة الواعظين للمفيدرحمه‌الله روى أنّ اليهود أتت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فسألته عن خلق السماوات والأرض، فقال خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين وخلق الجبال وما فيهن يوم الثلثاء وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمداين والعمران والخراب ؛ وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة، قالت اليهود ثم ما ذا يا محمد؟ قال ثم استوى على العرش، قالوا قد أصبت لو أتممت، قالوا ثم استراح، فغضب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله غضبا شديدا، فنزل:( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ ) .

٤٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام أنه سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرنى عن أول يوم خلق اللهعزوجل ، قال: يوم الأحد، قال: ولم يسمى يوم الأحد؟ قال: لأنه واحد محدود، قال: فالاثنين؟ قال: هو اليوم الثاني من الدنيا، قال: فالثلثاء قال: الثالث من الدنيا، قال: فالأربعاء

١١٧

قال اليوم الرابع من الدنيا، قال: فالخميس؟ قال: هو يوم الخامس من الدنيا، وهو يوم إبليس لعن فيه إبليس ورفع فيه إدريس، قال، فالجمعة هو يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وهو شاهد ومشهود، قال: فالسبت قال: يوم مسبوت، وذلك قولهعزوجل في القرآن:( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) فمن الأحد إلى الجمعة ستة أيام، والسبت معطل، قال صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٤٩ ـ في أصول الكافي خطبة لعليٍّعليه‌السلام وفيها: أتقن ما أراد خلقه من الأشياء كلها بلا مثال سبق، ولا لغوب(١) دخل عليه في خلق ما خلق لديه.

٥٠ ـ علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله: عليك بالصبر في جميع أمورك، فان اللهعزوجل بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأمره بالصبر والرفق فصبرصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى نالوه بالعظائم ورموه بها، فضاق صدوره، فأنزل اللهعزوجل ؛( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ) ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل اللهعزوجل ؛( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا ) فألزم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه الصبر فتعدوا فذكروا الله تبارك وتعالى وكذبوه، فقال: قد صبرت في نفسي وأهلى وعرضي ولا صبر لي على ذكر الهى، فأنزل اللهعزوجل :( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ ) فصبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في جميع أحواله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥١ ـ في مجمع البيان روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه سئل عن قوله:( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ) فقال: تقول: حين تصبح

__________________

(١) اللغوب: التعب.

١١٨

وحين يمسى عشر مرات: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

٥٢ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمدعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما عجت الأرض إلى ربها كعجيجها من ثلاثة: من دم حرام يسفك عليها، [أ] واغتسال من زنا، [أ] والنوم عليها قبل طلوع الشمس.

٥٣ ـ وفيه فيما علم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه من الاربعمأة باب: واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فانه أسرع في طلب الرزق عن الضرب في الأرض، وهي الساعة التي تقسم الله فيها الرزق بين عباده.

٥٤ ـ في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت: وادبار السجود قال: ركعات بعد المغرب(١) .

٥٥ ـ في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر قال: سألت الرضاعليه‌السلام عن قول الله( وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ ) قال: أربع ركعات بعد المغرب.

٥٦ ـ في قرب الاسناد للحميري وباسناده إلى اسمعيل بن عبد الخالق قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: ركعتين اللتين بعد المغرب هما أدبار السجود.

٥٧ ـ في مجمع البيان «وأدبار السجود» فيه أقوال: (أحدها) أنّ المراد به الركعتان بعد المغرب «وادبار النجوم» قبل الفجر عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، والحسن بن عليٍّعليه‌السلام وعن ابن عباس مرفوعا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٥٨ ـ ورابعا أنه الوتر من آخر الليل، وروى ذلك عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٥٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ ) قال: ينادى المنادي باسم القائم واسم أبيهعليه‌السلام ، قوله:( يَوْمَ

__________________

(١) وفي بعض النسخ «ركعتان بعد المغرب».

١١٩

يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) قال: صيحة القائم من السماء ؛( ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) قال هي الرجعة.

حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا محمد بن أحمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله:( يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) قال: هي الرجعة.

وقال علي بن إبراهيم في قوله:( يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ) قال: في الرجعة.

٦٠ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن عليٍّعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال في وصية له يا عليُّ إنّ الله تبارك وتعالى أعطانى فيك سبع خصال أنت أول من ينشق عنه القبر معى ؛ الحديث.

٦١ ـ عن الزهري قال: قال علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات، الساعة التي يعاين فيها، ملك الموت، والساعة التي يقوم فيها من قبره ؛ الحديث.

٦٢ ـ عن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام عن أبيه عن آبائه عن عليٍّعليهم‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا عليُّ سألت ربي فيك خمس خصال فأعطانى، أما أولها فسألت ربي أنْ أكون أول من تنشق عنه الأرض وانفض التراب عن رأسى وأنت معى الحديث.

٦٣ ـ في تهذيب الأحكام باسناده إلى عطية الابرارى قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: لا تمكث جثة نبي ولا وصيّ نبي في الأرض أكثر من أربعين يوما.

٦٤ ـ وباسناده إلى زياد بن أبي الحلال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ما من نبي ولا وصيّ يبقى في الأرض بعد موته أكثر من ثلاثة أيام حتى ترفع روحه وعظمه ولحمه إلى السماء، وإنّما تؤتى مواضع آثارهم ويبلغهم السلام من بعيد ويسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب.

٦٥ ـ فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادقعليه‌السلام : إنّ اللهعزوجل أوحى إلى موسى بن عمران أنْ أخرج عظام يوسفعليه‌السلام من مصر الحديث.

٦٦ ـ وفيه في آخر زيارة أمير المؤمنينعليه‌السلام متصل بزيارة الحسينعليه‌السلام وتصلّي

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749