سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٢

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 267

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 267
المشاهدات: 72715
تحميل: 4936


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 267 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 72715 / تحميل: 4936
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

رسول الله: أفزعني خروجك إلى معسكر هذا الطاغي. فقال الحسينعليه‌السلام : اني خرجت أتفقد هذه التلاع والروابي، مخافة أن تكون مكمنا لهجوم الخيل يوم تحملون ويحملون.

ثم رجععليه‌السلام وهو قابض على يد نافع ويقول: هي هي والله وعد لا خلف فيه، ثم قال لنافع: ألا تسلك بين هذين الجبلين في جوف الليل، وتنجو بنفسك؟ فوقع نافع على قدميه يقبلهما وهو يقول: ثكلتني أمي، إن سيفي بألف، وفرسي مثله. فو الله الذي منَّ بك عليَّ لا فارقتك حتى يكلَّا عن فريٍ وجري.

ثم دخل الحسينعليه‌السلام خيمة زينبعليها‌السلام فوقف نافع بإزاء الخيمة ينتظر الحسينعليه‌السلام وجلس الحسينعليه‌السلام يحدث أخته زينب، فما لبثت أن اختنقت بعبرتها، وصاحت وا أخاه أشهد مصرعك، وأبتلي برعاية هذه المذاعير من النساء، والقوم كما تعلم ما هم عليه من الحقد القديم، يعز عليَّ مصرع هؤلاء الفتية من بني هاشم، والصفوة من أصحابك، ثم قالت أخي هل استعلمت أصحابك؟ فإني أخشى أن يسلموك عند الوثبة. فقال لها: والله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم إلا الأشوس الأقعس يستأنسون بالمنية دوني استيناس الطفل إلي محالب أمه. قال نافع: فلما سمعت هذا منه بكيت، وأتيت حبيب بن مظاهر وحكيت ما سمعت منه، ومن أخته زينب.

قال حبيب: والله لولا انتظار أمره لعاجلتهم بسيفي هذه الليلة. قال نافع: إني خلفته عند أخته، وأظن النساء أفقن وشاركنها في الحسرة فهل لك أن تجمع أصحابك وتواجهوهن بكلام يطيب قلوبهن؟

٤١

فقال حبيب ونادى: يا أصحاب الحمية وليوث الكريهة، فتطالعوا من مظاربهم كالأسود الضارية فقال لبني هاشم: ارجعوا إلى مضاربكم لا سهرت عيونكم، ثم التفت إلى أصحابه، وحكى لهم ما شاهده وسمعه نافع، فقالوا بأجمعهم: والله الذي منَّ علينا بهذا الموقف لولا انتظار أمره، لعاجلناهم بسيوفنا الساعة، فطب نفسا وقرّ عينا. فجزّاهم خيرا، وقال هلموا معي لنواجه النسوة، ونطيّب خاطرهن.

فجاء حبيب، ومعه أصحابه، وصاح: يا معشر حرائر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، هذه صوارم فتيانكم آلوا ألا يغمدوها إلا في رقاب من يريد السوء فيكم، وهذه أسنة غلمانكم أقسموا أن لا يركزوها إلا في صدور من يفرق ناديكم.

فخرجت النساء إليهم ببكاء وعويل، وقلن أيها الطيبون حاموا عن بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحرائر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فضج القوم البكاء، حتى كأن الأرض تميد بهم(١) .

(مجردات)

يهل الشيم هذا محلكم

او للموزمه تذخر هممكم

مهي امناسبة يكرام منكم

تخلون بالذله حرمكم

ولسان حالهم:

(أبوذية)

يبن بيت العليه الوحي ينزال

عنك يا جدم يحسين ينزال

____________________

(١) - معالي السبطين ج١. ثمرات الأعواد ج١ ص١٩٠.

٤٢

ابلهفه ننتظر هل ليل ينزال

او نسجل ملحمه بالغاضريه

(أبوذية)

الحرب يحسين فرحتنه وعدنه

او ما نرجع اولا نخلف وعدنه

نضحي ارواحنه دونك وعدنه

رجه انحصل رضه حامي الحميه

أقول: أين كان هؤلاء الحماة عن بنات رسول الله عندما هجم القوم على المخيم وانتهبوا ما فيه، وسلبوا بنات رسول الله وأشعلوا النار في أخبيتهن؟ نعم كانوا مجزرين كالأضاحي مضرجين بدمائهم.

(نصاري)

گضوا حگ العليهم دون الخيام

او لا خلوا خوات احسين تنضام

لما طاحوا تفايض منهم الهام

او تهاووا مثل مهوى النجم من خر

نظرت إليهم زينب، فرأتهم جميعا صرعى على وجه الأرض. صرخت ونادت بلسان الحال:

(مجردات)

انخى واعتابكم يلحيود

يلبلمراجل جزتوا الحدود

بخيامنه صاحوا الفرهود

عتبي على مگطوع الزنود

چي يبگه فوگ الارض ممدود

ما ينتهض ويگوم مجهود

رگبته على ايفكها من الگيود

ياريت اخونه لينه ايعود

ويشوفنه ومتونه سود

***

وكريمةُ الحسينِ باسمِ زعيمِها

هتفتْ عشيةَ لا يُجيبُ زعيمُ

٤٣

هتكوا الحريمَ وأنت أمنعُ جانبا

بحميِّة فيها يُصانُ حريمُ

ترتاعُ من فَزَعِ العدوِّ يتيمةٌ

ويئِنُّ من أَلَمِ السياطِ يتيمُ

٤٤

المجلس السادس

القصيدة: للمرحوم الشيخ محمد بن حماد الحلي

توفي في أواخر القرن التاسع الهجري

ان يومَ الطفوفِ لم يُبقِ لي مِنْ

لذةِ العيشِ والرُقادِ نصيبا

يومَ سارتْ إلى الحسين بنو حر

بٍ بجيشٍ فَنازلوه الحروبا

وحمَوهُ عن الفرات فما ذا

قَ سِوى الموتِ دونَه مشروبا

في رجالٍ باعوا النفوسَ على اللهِ

فنالوا ببيعِها المرغوبا

لستُ أنساه حين أيقن بالمو

تِ دعاهمْ فقام فيهم خطيبا

ثم قال الحَقوا بأهاليكمُ إذ

ليس غيري أنا لهم مطلوبا

فأجابوا ما وَفَينا إنْ نحن

تركناك بالطفوف غريبا

حاش الله بل نواسيك أو يأ

خذَ كلٌ من المنون نصيبا

فبكى ثم قال جوزيتُم الخيرَ

فما كان سعيُكم أن يَخيبا

وغدا في يوم عاشورا

فأبدى طعنا وضربا مُصيبا

فكأني بصحبه حوله صر

عى لدى كربلا شبابا وشِيبا

فكأني أراه فردا وحيدا

ظامياً بينهم يُلاقي الكروبا

وكأني أراه إذ خرَّ مطعو

نا على حَرِّ وجهِه مكبوبا

فكأني بزينبٍ إذ رأتْه

عاريا داميَ الجبينِ تريبا

٤٥

ثم خرّتْ عليه تلثم فيه

وقد صار دمعُها مسكوبا

وتنادي يا أخي لو رأت عيـ

ـناكَ حالي رأيت أمرا عجيبا

يا أخي لا حَيِيْتُ بعدك هيهاتُ

حياتي من بعدِكم لن تطيبا

يا هلالا لما استتم كمالا

غاله خسفه فأبدى غروبا(١)

(مجردات)

يحسين عدمن ودعتني

ابيوم الرحت عني او عفتني

چا ليش خويه ضيَّعتني

والدهر عن الوطن شتني

والشمر عن جثّتك عتني

وسوطه ايتلوه فوگ متني

اويلي على البلوه البلتني

الغاضريه امنين اجتني

منِّ اخوتي واهلي احرمتني

او عمّت عل اعيوني او عمتني

السيدة زينب مع أخيها الحسين (عليهما‌السلام )

قال المفيد: قال علي بن الحسين (عليهما‌السلام ): إني جالس في تلك الليلة التي قتل أبي في صبيحتها وعندي عمتي تمرضني، إذ اعتزل أبي في خباء له، وعنده جون مولى أبي ذر الغفاري، وهو يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول:

يا دهرُ اُفٍّ لك من خليلِ

كم لك بالإشراق والأصيلِ

من صاحبٍ وطالبٍ قتيلِ

والدهرُ لا يقنع بالبديل

وإنما الأمرُ إلى الجليلِ

وكلُّ حي سالكٌ سبيلي

____________________

(١) - أدب الطف ج٤، ص٣٠٩.

٤٦

فأعادها مرتين أو ثلاثا، حتى فهمتها، وعلمت ما أراد فخنقتني العبرة، فرددتها ولزمت السكوت، وعلمت أن البلاء قد نزل، وأما عمتي، فلما سمعتْ ما سمعتُ، فلم تملك نفسها، ان وثبت تجر ثوبها وهي حاسرة حتى انتهت إليه، وقالت وا ثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة اليوم ماتت أمي فاطمة وأبي علي وأخي الحسن، يا خليفة الماضي، وثمال الباقي.

فنظر إليها الحسينعليه‌السلام : وقال لها: يا أخية لا يُذهبنَّ حلمك الشيطان، وترقرقت عيناه بالدموع، وقال: لو ترك القطا لنام، فقالت يا ويلتاه أفتغتصب نفسك اغتصابا فذلك أقرح لقلبي وأشد على نفسي ثم لطمت وجهها وأهوت إلى جيبها وشقته وخرت مغشيا عليها فقام إليها الحسينعليه‌السلام فصب على وجهها الماء وقال لها: يا أختاه اتقي الله وتعزي بالعزاء واعلمي أن أهل الأرض يموتون وأهل السماء لا يبقون وان كل شيء هالك إلا وجه الله تعالى الذي خلق الخلق بقدرته ويبعث الخلق ويعودون وهو فرد وحده. جدي خير مني وأبي خير مني وأمي خير مني وأخي خير مني ولي ولكل مسلم برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أسوة فعزّاها بهذا ونحوه وقال لها: يا أختاه اني أقسمت عليك فابرِّي قسمي، لا تشقي عليَّ جيبا ولا تخمشي عليَّ وجها ولا تدعي عليَّ بالويل والثبور إذا أناهلكت، فلما سمعت زينبعليها‌السلام ذلك قالت يا أخي هذا كلام من أيقن بالقتل فقال: نعم يا أختاه، فقالت زينب، وا ثكلاه هذا الحسين ينعى إليَّ نفسه وبكت وبكى النسوة ولطمن الخدود وجعلت أم كلثوم تنادي: وا محمداه وا علياه وا إماماه وا أخاه وا حسيناه وا ضيعتاه بعدك يا أبا عبد الله.

٤٧

فقال لهن الحسينعليه‌السلام : يا أم كلثوم ويا زينب ويا فاطمة ويا رباب انظرن إذا أنا قتلت فلا تشققن علي جيبا ولا تخمشن علي وجها ولا تقلن هجرا(١) .

(نصاري)

يزينب هلَّةٍ هَلَّه بالأطفال

عگب عيناي انتي الهاذي العيال

يوم اهدعش حادي الضعن لو شال

غيرچ ما ابهلعيله ايتوزم

من سمعت وصيته احسين طاحت

او من عدها يويلي الروح راحت

گامت علوجه تلطم او صاحت

عسن وياك ياخذني المحتم

يخويه اشلون اشوفنك رميه

طريح او يكت دمك علوطيه

يبو السجاد گلي اشلون بيه

اشيصبرني اعله فگدك يا مشيم

تحاچي الليل زينب غدت بعويل

وعبرات الدمع وديان واتسيل

عسنَّك لا طلعلك صبح يا ليل

ونهارك مثل ليلك يصبح اظلم

يليل افراگهم هوِّن للوداع

فجرك لا يطر او يطلع ابساع

تره العيله ابصباحك تصبح اضياع

ويتشتت شملها الچان ملتم

***

هذه ليلةُ الوداعِ فقوموا

بعد لَبْسِ القلوبِ فوقَ الدروعِ

ودّعوا الطاهراتِ وابكوا عليها

وهي تبكيكمُ بحُمرِ الدموعِ

____________________

(١) - الإرشاد للمفيد. تظلم الزهراء. الدمعة الساكبة. مقتل الحسين لبحر العلوم.

٤٨

المجلس السابع

القصيدة: للشيخ محمد سعيد المنصوري

تشُبُّ بقلبيْ نارُ وجدي وتَضرِمُ

لذكراكَ يا ليلَ الوداعِ مُتيَّمُ

وهيهات أنْ أسلو مصائبَ كربلا

وتلك بَكاها قبلُ طه المكرَّمُ

فما زلتُ في بحرٍ من الحزنِ والشَجا

أعوم وطرفي بالكَرى لا يُهوَّم

مدى العمرِ لا أنسى عقيلةَ حيدرٍ

عشيةَ أمستْ والقضاءُ مخيِّم

تودِّع أهليها الكرامَ وتنثني

مع الليل من فرطِ الأسى تتكلم

تقول له يا ليلُ رفقا بحالِنا

فأنت بنا من شمسِ صبحِك أرحم

بربِّك لا تُبدِ الصباحَ فإنه

صباحٌ به جيشُ الضلالةِ يهجم

أَطِلْ لوداع الطاهراتِ حماتَها

فصبحُكَ فيه منهمُ يُهرَقُ الدم

أنا زينبُ الكبرى سليلةُ أحمدٍ

وهذا حسينٌ والزمانُ محرَّم

وهذي جيوشُ الظالمين تراكمت

علينا فهل فيما يريدون تعلم

يريدون قتلَ ابنِ النبيِّ وصحبَه

وإنك تدري من حسينٍ ومَن همُ

شكت همَّها للّيلِ والليلُ أخرسٌ

وزينبُ حيرى والفؤادُ مكلَّم

ومرّ عليها وقتُه وتصرَّمت

دقائقُه والصبحُ بالشرِّ مفعَم

ولاقت مصابا لو اُصيب ببعضِه

أشَمُّ الرواسي الشامخاتُ يُهدَّم

٤٩

لقد شاهدت قتلَ الحسينِ بعينها

وهل منه أدهى في الزمان وأعظم(١)

(مجردات)

گومن يسكنه او يا ام كلثوم

إنودْع اخوتي او لا ينفع اللوم

تدرونْهم خطار هليوم

او باچر يصير افراگنه دوم

او عگبكم علينه العسكر ايحوم

يساره نصير ابلوية الگوم

او مدري زماني اشظاملي اهموم

وكأني بزينبعليها‌السلام تخاطب اخوتها:

(مجردات)

لو رحتوا عنه يالنشامه

يهل المراجل والشهامه

ياهو اليباري هليتامه

وكأني بالجواب من اخوتها:

(مجردات)

بطلي البواچي او گومي الحين

جمعي ابها الخيمه النساوين

يتودعن ويه الميامين

وخلي النواعي وطول الحنين

بعد الطفوف او فجعة البين

الإمام الحسينعليه‌السلام يكشف عن مصائب يوم عاشوراء

عن الإمام علي بن الحسين زين العابدينعليه‌السلام قال: قم إن أبي أرسل في

____________________

(١) - ديوان ميراث المنبر ص٣٢١ محمد سعيد المنصوري.

٥٠

تلك الليلة - ليلة عاشوراء - ولده علي الأكبر مع خمسين من أصحابه ما بين فارس وراجل وبعث معهم عدة قِرَب إلى الماء فجاءوا به بعد جهد شديد.

فقال الحسينعليه‌السلام لأصحابه: قوموا واشربوا من هذا الماء وتطهروا وغسلوا أثوابكم فإنها ستكون أكفانكم(١) .

وتنادبتْ للذبِّ عنه عُصبةٌ

ورِثوا المعالي أَشيبا وشبابا

من يَنتدبْهم للكريهة يَنتدبْ

منهم ضراغمةَ الأسودِ غضابا

خفُّوا لداعي الحربِ حينَ دعاهمُ

ورَسَوا بعرصةِ كربلاءَ هضابا

اُسدٌ قد اتخذوا الصوارمَ حِليةٌ

وتسربلوا حَلَقَ الدروعِ ثيابا

وجدوا الردى من دون آلِ محمدٍ

عَذْبا وبعدهمُ الحياةُ عذابا

قال الراوي: وبات الحسينعليه‌السلام وأصحابه وأهل بيته تلك الليلة ولهم دويٌّ كدويّ النحل ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد(٢) .

سِمَةُ العبيدِ من الخشوعِ عليهمُ

لله إن ضمتْهمُ الأسحارُ

فإذا ترجلتِ الضحى شهدت لهم

بيضُ القواضبِ أنهم أحرار

قال الراوي: ولما كان وقت السحر من تلك الليلة خفق الحسينعليه‌السلام برأسه خفقة ثم استيقظ فقال لأصحابه:

رأيت كأن كلابا شدت علي تناهشني وفيها كلب أبقع أشد عليَّ، وأظن أن الذي يتولى قتلي رجل أبرص من بيض هؤلاء القوم.

____________________

(١) - نفس المهموم عباس القمي. مقتل الحسين ص٢٨٣ بحر العلوم.

(٢) - اللهوف ص٤٠ ابن طاووس.

٥١

أقول: لقد ذكر المؤرخون: أن ابن سعد لما صاح بأصحابه ويحكم انزلوا إليه - الحسينعليه‌السلام - فأريحوه، نزل إليه شمر بن ذي الجوشن فرفس الحسين برجله وألقاء على قفاه ثم أخذ بكريمته المقدسة.

فقال له الحسينعليه‌السلام أنت الكلب الأبقع الذي رأيته في منامي فغضب الشمر وقال له: أتشبهني بالكلاب؟ فجعل يضربه بالسيف والحسين يلوك لسانه من شدة العطش... فرمقه الحسين ببصره وقال له: أتقتلني أو لا تعلم من أنا؟ فقال الشمر: أعرفك حق المعرفة أمك فاطمة الزهراء وأبوك علي المرتضى وجدك محمد المصطفى وخصمي العلي الأعلى وأقتلك ولا أبالي. ولله در القائل:

وجاءت لشمرٍ زينبُ ابنةِ فاطمٍ

تُعنِّفُه عن أمرِه وتُعذِّلُ

تدافعُه بالكفِّ طورا وتارةً

إليه بطه جدِّها تتوسل

أيا شمرُ لا تعجلْ على ابنِ محمدٍ

فذو تِرةٍ في أمرِه ليس يَعجَل

أيا شمرُ مهما كنتَ في الناس جاهلا

فمثلُ حسينٍ لستَ يا شمرُ تجهل

أيا شمرُ هذا حجةُ اللهِ في الورى

أعِدْ نظرا يا شمر إن كنتَ تعقل

ومضى يَحُزُّ النحرَ غيرَ مراقبٍ

من الله لا يخشى ولا يتوجل

(نصاري)

گامت للشمر زينب تگلَّه

لعد هاي اليتامه احسين خلَّه

يظالم من تذبحه اشتِگل لله

ويصير اهناك خصمك جده الأعظم

يخايب شوف اصاويب البصدره

تسع ميه او ألف طعنه او طبره

٥٢

غير اللي تعده الخرز ظهره

شبچ فوگه او لعند الخرز فصَّم

دفع زينب او سل السيف بيده

او تربَّع فوگ صدره او حز وريده

گطع راسه او غدت ظلمه او رعيده

او خيل الگوم هجمت علمخيم

(أبوذية)

مرَّه اگطع طريج الصبر مرَّات

او شفت عگبك يخويه غصص مرات

مو مره صحت يحسين مرات

وانته ما ترد اجواب ليه

***

ونادت زينبُ منها بصوتٍ

يُصدِّعُ جانبَ الصخرِ الصليبِ

فديتُك لو تعاينُ ما اُلاقي

لعزَّ عليك ذُلِّي يا حبيبي

٥٣

المجلس الثامن

القصيدة: للسيد جواد بن السيد محمد الحسيني الأصفهاني الحائري

الشهير بالهندي ت ١٣٣٣ه

اُقاسي من الدهر الخؤونِ الدواهيا

ولم تَرنِ يوما من الدهر شاكيا

لمن اُظهرُ الشكوى ولم أرَ في الورى

صديقا يواسي او حميما محاميا

وإني لَإِنْ اُغضي الجفونَ على القذى

واُمسي وجيشُ الهمِّ يغزو فؤاديا

لأجدرُ من أنْ أشتكي الدهر ضارعاً

لقوم بهم يشتدُّ في القلب دائيا

واني من الأمجاد أبناءِ غالبٍ

سلالةِ فِهرٍ قد ورثتُ إبائيا

أباةُ أبوا للضيمِ تُلوى رقابُهم؟

وقد صافحوا بيضَ الضُبا والعواليا

غداة حسينٍ حاربتْه عبيدُه

وربَّ عبيدٍ قد أعقَّت مواليا

فناجزها حلفُ المنايا بفتيةٍ

كرامٍ يَعدُّون المنايا أمانيا

بحيثُ غدت بيضُ الظبا في أكُفِّهمْ

بقاني دمِ الأبطالِ حُمراً قوانيا

إلى أنْ ثووا صرعى ملبِّين داعيا

من الله في حر الهجير أضاحيا

وراح أخو الهيجا وقطبُ رجائِها

بأبيضَ ما في الحدِّ يلقى الأعاديا

وصال عليهمْ ثابتَ الجأشِ ظاميا

كما حال ليثٍ في البهائمِ ضاريا

وأورد في ماءِ الطُلى حدَّ سيفِه

وأحشاهُ من حرِّ الظَماءِ كما هيا

إلى أنْ رُمِيْ سهما فأضحى فؤادُه

ويا ليت ذاك السهمَ أصمى فؤاديا

٥٤

فخرَّ على وجهِ الصعيدِ لوجهِه

تريبَ المـُحيَّا للإلهِ مناجيا

وكادت له الأفلاكُ تهوي على الثرى

بأملاكِها إذ خرّ في الأرض هاويا

فلهفي عليه داميَ النحرِ قد ثوى

ثلاثَ ليالٍ في البسيطةِ عاريا(١)

(موشح)

احسين يوم الطاح مصيوب ابسهم

وگع ظامي او ما يشوف امن الألم

وگع يتگلب على حرِّ الثره

او محَّد امن الأهل عنده او ينظره

استخرج الذاك السهم من اظهره

والچبد وياه خرج ينزف الدم

عمت عيني اشلون صارت حالته

بالشمس طايح يعالج علته

والتراب الحار صار اوسادته

او توسدها يعالج للسهم

نوب يتگلب على حر التراب

او نوب يغشه اعليه من عظم الصواب

اولنه يسمع صوت عالي امن الاطناب

حرگوا العدوان يبن امي الخيم

من سمع صوت العقيلة اوديعته

راد ينهض بالمروَّه او غيرته

لاكن اصواباته كلهه بهضته

وما گدر ينهض تره راعي الشيم

يگصر الساني امن اسولف بالجره

ركب صدره او صار يگطع منحره

گطع راسه او عين زينب تنظره

صرخت او سبها الشمر ويلي او شتم

اغتسال الإمام الحسينعليه‌السلام ليلة عاشوراء

قال التستري في الخصائص: اغتسل الحسينعليه‌السلام ليلة عاشوراء بماء أتى به ولده علي الأكبر مع علمه بأنهم يضطرون إليه.

____________________

(١) - أدب الطف ج٨، ص٢٦٤.

٥٥

ثم تطهر يوم عاشوراء بطهور خاص وهو دم كبده فتوضأ منه بغسل الوجه، وذلك عندما أصيب بسهم مثلث محدد وقع في كبده الشريف فانتزعه من قفاه وانبعث الدم كالميزاب، وهذا السهم هو الذي أوقعه من على ظهر جواده إلى الأرض صريعا، فأخذ الإمامعليه‌السلام يخضب وجهه وليحته من دمه وهو يقول: هكذا أكون حتى ألقى الله تعالى وجدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنا مخضب بدمي مغصوب علي حقي، ثم اغتسل غسل الترتيب بدمائه فغسل بها رأسه ثم بدنه ثم اغتسل غسل إرتماس وذلك عندما كان صريعا على الأرض تجري دماه من كل ناحية من جسده الشريف من كثرة الجراح ونزف الدماء.

تقول الرواة: إن الحسين لكثرة جراحاته ما رفع قدما إلا وامتلأ موضع قدمه دما.

(نصاري) (١)

مصايب يا خلگ تدمي العينين

احسين اغتسل يا ناس غسلين

إغتسل بالماي واصحابه الطيبين

او گال الهه استعدوا اليوم أعظم

او لمـَّن طاح اويلي على الغبره

والمثلث تعده الخرز ظهره

غسل بالدم لجل جده ينظره

وهو سابح يويلي ابّحر من دم

امصاب احسين ابد ما مثله امصاب

عزيز المصطفى امعفر بالاتراب

واخته اتنوح يمه ابدمع سچاب

واعليها يويلي اتراكم الهم

قال مسلم بن رياح مولى الحسينعليه‌السلام كنت مع الحسين يوم قتل فرمي

____________________

(١) - للمؤلف.

٥٦

في وجهه نشابة، (وا إماماه، وا سيداه، وا حسيناه)، فقال: يا مسلم أدنِ يديك من الدم فأدنيتهما فلما امتلأتا قال: اسكبه في يديَّ فنضح بهما إلى السماء وقال الهم أطلب بدم ابن بنت نبيك(١) .

(تخميس)

لم أنس زينبَ إذ وافتْه منعفرا

وعن اجابة من يدعوه معتذرا

فمذ رأت ضعنَها نحو الشِآمِ سرى

همت لتقضيَ من توديعِه وَطَرَا

وقد أبى سوطُ شمرٍ أنْ تودِعَهُ

(تخميس)

كم دافعتْه وضربُ السوطِ لوَّعَها

وللرحيلِ منادي القومِ أفزعها

فمِن بعيدٍ بلحظِ الطرفِ ودعها

ففارقتْه ولكن رأسُه معها

وغاب عنها ولكن قلبُها معه

____________________

(١) - مع الحسين في نهضته ص٢٨١.

٥٧

المجلس التاسع

القصيدة: للشيخ محمد سعيد المنصوري

صاح دهري ولم أكنْ بالجَزوعِ

قد رماني بكل خطب مَضيعِ

وسقاني كؤوسَ همٍّ وحزنٍ

سلبتْ راحتي واُحنتْ ظلوعي

ذا لكم حين صاح ليلا حسينٌ

يا بني هاشمٍ بصوت رفيع

هذه ليلةُ الوداعِ فقوموا

بعد لَبسِ القلوبِ فوقَ الدروع

ودعوا الطاهراتِ وابكوا عليها

وهي تبكيكمُ بحُمرِ الدموع

حرَّ قلبي لزينبِ الطهرِ لمـّا

أقبل الطاهرون للتوديع

رأت الأمَّ تلثم الابنَ شوقا

وكذا الابنُ ينحني بخضوع

يلثم الوالدَ الحنونَ فيحنو

فوقه من أسىً بقلبٍ وجيع

لست أسطيعُ وصفَ حالة سبطِ الـ

ـمصطفى صاحبِ المقامِ الرفيع

فهو طورا يرنوا العيال وطورا

يرسل الطرفَ نحوَ مهد الرضيع

حيث يدري بطفله سوف يُرمى

وعن الماء يرتوي بالنجيع(١)

(مجردات)

باچر تصير اشلون شدَّه

تتسلبن وحدةٍ وحده

يحچي او رفع طفله إبيَدَّه

ايگلها او هذا ابني المفدَّه

____________________

(١) - ديوان ميراث المنبر ص٢٢٤.

٥٨

اشيله او يسعر جمر چبده

ايذبحوه الماعدهم مودَّه

إيطوگوه بسهام او أرِدَّه

او وسط الخيم بس يظل مهده

او كلمن تشوفه امه تنشدَه

نايم أظن عبد الله بعده

اتنادي او گلبها ايفور وجده

عون اليشم ابنه ابخدَّه

(أبوذية)

مصايب كربله كلها يليله

او دموم التنسفك بيها يليله

ابظلامچ منّي اعلينه يليله

تره ابصبحچ تروح اهلي امن اديه

الإمامعليه‌السلام يخبر أصحابه وأهل بيته بمقتلهم

روي عن الإمام علي بن الحسين زين العابدينعليه‌السلام أنه قال - ليلة عاشوراء - ثم إن أبي قال لأصحابه اني غدا أقتل وتقتلون كلكم ولا يبقى منكم احد إلا ولدي علي زين العابدين لأن الله لم يقطع نسله منه هو أبو أئمة ثمانية.

فقالوا بأجمعهم: الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك وشرفنا بالقتل معك أولا نرضى أن نكون معك في درجتك.

وقال له القاسم بن الحسن: وأنا فيمن يقتل يا عم؟

فأشفق عليه الحسينعليه‌السلام وقال: يا ابن أخي كيف تجد طعم الموت عندك؟

قال: يا عم أحلى من العسل.

فقال له الحسينعليه‌السلام : أي - والله - فداك عمك انك لأحد من يقتل معي

٥٩

بعد أن تبلو ببلاء عظيم.

ثم قال الحسينعليه‌السلام : وممن يقتل غدا ولدي الرضيع.

فقال القاسم: يا عم أيصل العدو إلى مخيمنا حتى يقتل الرضيع عند أمه؟

فقال الحسينعليه‌السلام : إذا اشتد بي العطش أجيء إلى باب الخيمة وأطلب طفلي وأجعل لساني في فمه فعند ذلك يجيء مع العدو سهم فيصيب رقبته فتفارق روحه الدنيا(١) .

(مجردات) (٢)

ليلة العاشر ليلة احزان

بمصباحها تچتل الشبان

وتتذبح النوبه الرضعان

واحسين يبگه اوحيد عطشان

مجروح نايم على التربان

ويشوف لوعتها النسوان

من تهجم اعليها العدوان

او تفزع المصرع عالي الشان

لن الشمر عد فخر عدنان

ايحز منحره الآية الرحمن

أحا على عينة الأعيان

مذبوح عاري او ماله اكفان

(وتلعب عليه الخيل ميدان)

وفي بعض الأخبار ان العباس بن علي (عليهما‌السلام ) قد بكى ليلة عاشوراء وهذا من العجائب فقيل له: ما يبكيك يا أبا الفضل؟ قال: إني لما دخلت خيمة النساء ورأيت الأطفال نائمين فقلت في نفسي: من لهؤلاء الأطفال في الليلة الآتية غذا قتلنا يوم غد؟

____________________

(١) - مقتل الحسينعليه‌السلام ص٢٨٢ بحر العلوم.

(٢) - للمؤلف.

٦٠