سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٢

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 267

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 267
المشاهدات: 72640
تحميل: 4927


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 267 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 72640 / تحميل: 4927
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أقول: سيدي أبا الفضل يا صاحب الغيرة إن أطفالكم من بعدكم روعوا وصارت السياط تتلوّى على ظهورهم وإن بعضهم مات من شدة العطش وبعضهم قد تاه في البراري وبعضهم سحق بحوافر الخيل.

ولسان حال الحوراء زينبعليها‌السلام :

(مجردات) (١)

اتمنيت ابو فاضل العينه

ايشوف الجره اخلافه علينه

واطفالنا راحوا امن ايدنيه

***

عباسُ تسمعُ زينباً تدعوكَ من

لي يا حمايَ إذا العِدى سَلَبوني

____________________

(١) - للمؤلف.

٦١

٦٢

اليوم العاشر

٦٣

٦٤

المجلس الأول

القصيدة: للشيخ صالح التميمي

ت ١٢٦١ه

أما آن تركي موبقاتِ الجرائمِ

وتنزيهُ نفسي عن غويٍّ وآثمِ

واختم أيامي بتوبةِ تائبٍ

يذود بها عقبى ندامةَ نادم

ومن لم يلم يوما على السوء نفسه

فلم تُغنِه يوما ملامةُ لائم

وإن كنتَ ممن لا يفيء لتوبة

ولا لطريقِ الرشدِ يوما بشائم

سأمحو بدمعي في قتيل محرمٍ

صحائفَ قد سودتُها بالمحارم

قتيلٌ تعفَّى كلَّ رزءٍ رزؤُه

جديدٌ على الأيام سامي المعالم

قتيلٌ بكاه المصطفى وابنُ عمِّه

عليٌّ وأجرى من دم دمعَ فاطم

فلهفي لمولايَ الحسينِ وقد غدا

فريدا وحيدا في وَطيسِ الملاحم

يرى قومَه صرعى وينظرُ نسوةً

تجلببن جِلبابَ البكا والمآتم

هناك انتضى عضبا من الحزم قاطعا

وتلك خطوب لم تدعْ حزمَ حازم

ولما أراد الله انفاذَ أمرِه

بأطوعَ منقادٍ إلى حكم حاكم

اُتيحَ له سهمٌ تبؤَّأ مقعدا

تبوَّأَ نحري ليته والغلاصم

فهُدَّت عروشُ الدينِ وانطمس الهدى

وأصبح ركنُ الحقِّ واهيْ الدعائم

وأعظمُ خطبٍ لا تقوم بحملِه

متونُ الجبالِ الراسياتِ العظائم

٦٥

عويلٌ بناتِ المصطفى مذ أتى لها

جوادُ قتيلِ الطفِّ داميْ القوائم(١)

(نصاري)

طلعن صارخات امن الخيم لِيه

خواته او كل بناته شبگن إعلِيه

هذي تحب رجله او هاي إيديه

او زينب نادبه والدمع منثور

يخويه احسين من وصَّيت بينه

او ياهو اللي يردنه للمدينه

يخويه اعليلنه زايد ونينه

يلوج ابعلته او بالمرض مضرور

يخويه من يباري الحرم بالليل

او من يبره محاملنه امن اتميل

او شنهو اجوابنه لو هجمت الخيل

على اخيمنه او صفينه اتياه بِبْرور

يخويه اشلون اشوفنَّك إبيا عين

طريح اعله الثره او مذبوح يحسين

نطِّي اوجوهنه لو رحت چاوين

تروح او خيلها اعله اخيامنا اتدور

الحسينعليه‌السلام يودع العيال (قبل المصرع)

قال في معالي السبطين: لما رأى الحسينعليه‌السلام مصارع فتيانه وأحبته، ونظر إلى اثنين وسبعين من أصحابه، وثمانية عش من أهل بيته صرعى على وجه الأرض، عزم على لقاء القوم بمهجته، فجعل ينادي: هل من راحم يرحم آل الرسول؟ هل من ناصر ينصر ذرية الطاهرة البتول؟ ثم التفت إلى الخيام فنادى: يا سكينة يا فاطمة يا زينب، يا أم كلثوم عليكن مني السلام فهذا آخر الاجتماع، وقد قرب منكن الافتجاع. فعلت أصواتهن بالبكاء وصحن: الوداع الوداع، الفراق الفراق، وقد أحطنه من كل جانب، هذه تقبل راسه، و

____________________

(١) - الدر النضيد ص٣٠٢.

٦٦

تلك تقبل وجهه، وأخرى تقبل يديه ورجليه وتنادي إلى أين يا حمانا؟ إلى أين يا رجانا؟...(١) .

(نصاري)

رد واعياله من العطش يومَن

او صاح حسين لتوديع گومن

مثل سرب الگطا گامن يحومن

تطيح اعليه وحدتهن او تعثر

يزينب صاح گومن ودِّعَنّي

هذا اليوم تالي اوداع منِّي

بعد ساعه الودايع يفگدني

او يشوفنِّي على الغبره امخذَّم

لفن يتصارخن كل النساوين

او دارن بيه دور الجفن علعين

يودعنه او غده ايودعهن احسين

او لفراگه تسيل ادموعهن دم

(بحر طويل)

دسمع صيحة اعيالك وين امعزم ابممشاك

لو يمنه تظل يحسين يو للموت اخذنه اوياك

خلينه درع بالكون نتلگه الضرب وياك

حتى اطفالك الترضع تريد اتصير الك درگه

لمــَّن سمع من زينب عتبها او شاف لو عتها

عليها اتحنَّت اضلوعه اوجرت دمعته الدمعتها

اوگلها الچتلي هاي الگوم اجت يختي ابفزعتها

اشلون ابگه بالمخيم ورد ابساعة الملگه

***

___________________

(١) - معالي السبطين ج٢. الدمعة الساكبة ج٤، ص٣٣٦.

٦٧

ورنتْ إلى نحو الخيام بعَولةٍ

عُظمى تصُبُّ الدمعَ وهي تقولُ

قوموا إلى التوديع إن أخي دعا

بجواده إن الفراقَ طويل

فخرجنَ رباتُ الخدورِ عواثرا

وغدا لها نَحوَ الحسينِ عويل

٦٨

المجلس الثاني

القصيدة: للشيخ محمد علي الأعسم النجفي

ت ١٢٣٣ه

ديارٌ تذكرتُ نُزّالَها

فروّيت بالدمع أطلالَها

وكانت رجاءً لمن أَمَّها

بها تبلُغ الوفّادُ آمالها

وكم منزلٍ قد سمى بالنزيل

ولو طاولتْه السما طالها

بنفسي كراماً سَخَتْ بالنفوس

بيومٍ سمت فيه أمثالها

وصالوا كَصولة اُسدِ العرينِ

رأت في يد القوم آجالها

ترى أن في الموت طولَ الحياةِ

فكادت تُسابق آجالها

إلى أنْ اُبيدوا بسيف العدى

ونال السعادةَ مَن نالها

ولم يبق للسبط من ناصر

يلاقي من الحرب أهوالها

بنفسي فريداً أحاطت به

عداه فجاهد أبطالها

ويرعى الوغى وخيامَ النساءِ

فعينٌ لهن وعينٌ لها

إلى أنْ هوى فوقَ وجهِ الثرى

وزُلزلت الأرض زلزالها(١)

(نصاري)

على اوداع الشهيد الگلب مفطور

احسين اوداعة الله ابخير مذكور

___________________

(١) - أدب الطف ج٦، ص١٩٤.

٦٩

يخويه اوصت أمك لي بالانزاع

أحبنَّك ابنحرك وكت الوداع

او خوفي ما أشوفك غير هلساع

عن نحرك او صدرك حلِّ الأزرور

انحنت فوگه تحب نحره او صدره

او تندب صارخه والعين عبره

هاذي انيابتي عنِّچ يزهره

يوسفه ايروح والينه المذخور

(مجردات)

احسين ودع اهل بيته

او شرعبت ببن أمي حميته

من هلهلت لِيْه او نخيته

لكدها عسه ابروحي فديته

السيدة زينب تنفذ وصية أمها فاطمةعليها‌السلام (قبل المصرع)

لما أراد الحسينعليه‌السلام أن يتقدم إلى القتال نظر يمينا وشمالا ونادى: ألا هل من يقدم لي جوادي؟ فسمعت زينبعليها‌السلام نداء الحسينعليه‌السلام ، فخرجت إليه وهي آخذة بعنان الجواد وتقول: أي أخت تقدم لأخيها جواد المنية؟ إلى أن وصلت إلى الحسينعليه‌السلام قالت له: أخي حسين، لمن تنادي وقد قرَّحت فؤادي؟

من ذا يقدم لي الجوادَ ولامتي

والصحبُ صرعى والنصيرُ قليلُ

فأتته زينبُ بالجواد تقوده

والدمعُ من ذكر الفراقِ يسيل

وتقول قد قطعت قلبي يا أخي

حزنا ويا ليت الجبالَ تزول

ولمن تنادي والحماةُ على الثرى

صرعى ولا منهم يُبَلُّ غليل

ما في الخيام وقد تفانى أهلُها

إلا نساءٌ ولَّهٌ وعليل

أرأيتَ أختا قدمت لشقيقِها

فرسَ المنونِ ولا حمىً وكفيل

٧٠

فصبرها الحسين ثم ركب جواده، وتقدم نحو القوم. وإذا بصوت الحوراء زينب يملأ سمعه: أخي حسين قف لي هنيئة، إنزل من على ظهر جوادك. نزل الحسين، قالت أبا عبد الله اكشف لي عن صدرك، وعن نحرك، فكشف الحسين لها عن صدره، وعن نحره، فشمته في نحره وقبلته في صدره، ثم حولت وجهها نحو المدينة وصاحت: اُماه يا فاطمة قد استرجعت الأمانة.

(مجردات)

ريِّض يخوي احسين ليَّه

عندي وصيَّه امن الزكيه

گالت ابيوم الغاضريه

لو شفتي الغالي عليه

ما ظل له كل واحد بجيه

شميه من نحره الشفيه

او حبيه من صدره إليه

فتعجب الحسينعليه‌السلام من كلامها، فقال لها: أخية وما الأمانة؟

قالت إعلم يا ابن والدي، لما دنت الوفاة من أمنا فاطمة، قربتني إليها، شمتني في نحري، وقبلتني في صدري، وقالت لي: بنية هذه وديعة لي عندك، فإذا رأيت أخاك الحسين وحيدا فريدا، شميه في نحره وقبليه في صدره.

أقول: لماذا هذان الموضعان؟ كأني بها تجيبني:

أما نحره فإنه موضع السيف.

وأما صدره فإنه موضع حوافر الخيل.

(مجردات)

من سمع فك احسين صدره

لخته او عليه طاحت الحرَّه

نوبه التشمه او تحب نحره

او نوبه الذي اتنادي الزهره

٧١

اتگلها ابحسب گولچ او أمره

اوداع النحبَّه صار واجره

(أبوذية)

وحگ الزار عرش الله وصدره

صعب للموت اودعنّه وصدره

ابلهفه گمت احب نحره وصدره

يزهره او عنچ اديت الوصيه

قال الراوي: والله لقد سمعنا منادياً ينادي بين السماء والأرض: وا ولداه وا حسيناه(١) .

(نصاري) (٢)

لن هاتف هتف ويلاه يحسين

أنه امك فاطمه ست النساوين

بگيت اوحيد يبني او مالك امعين

بس الفاجده زينب الحره

(تخميس)

من لي حمىً بعد الحسينِ ومعتصمْ

إن جلَّ خطبٌ فادحٌ وبنا ألمْ

ناديت لما غاب بدرُ سما الكرمْ

يا غائبا عن أهله أتعود أمْ

تبقى إلى يوم الحساب مغيبا؟

___________________

(١) - ثمرات الأعواد ج١، ص٢٠٩.

(٢) - للمؤلف.

٧٢

المجلس الثالث

القصيدة: للشيخ حسين شهيب الحلي

ت ١٣٧٠ه

لقد هاج في قلب الشجيِّ غرامُ

لركبٍ بجرعاءِ الغُمَيمِ أقاموا

سروا فأذلتُ الدمعَ إثرَ مسيرهمْ

دماً والحشا مني عَراه سُقام

وقد قُوِّضَ الصبرُ الجميلُ لبَينِهم

وشبَّ عليهم في الفؤاد ضرام

ظللت أنادي في ربوع فلم تجب

ندائي وأنى للربوع كلام

أَأَحبابَنا هل من سبيل لوصلِكم

فيَحيى فؤادٌ لُجَّ فيه هيام

وهل نلتقي بعد الفراق سُويعةً

فيُطفى من القلب الشجيِّ أوام

فيا سعدُ دعْ عنك الصبابة والهوى

وعرّج على مَن بالطفوف أقاموا

وحيي كراما من سلالةِ هاشمٍ

نمتها إلى المجد الأثيلِ كرام

رأت أن دينَ الله بين أميةٍ

تَلاعبُ فيه ما تشاء طَغام

فقامت لنصر الدينِ فرسانُ غالبٍ

عليها من البأس الشديدِ وسام

إلى أنْ ثووا في التربِ بين مبضَّع

ومنعفِرٍ منه تطاير هام

فجائهمُ سبطُ الرسولِ مناديا

أحبايَ هُبُّوا فالمنام حرام

رضيتمْ بأنْ أبقى وحيدا وأنتمُ

ضحايا على وجه الصعيد نيام(١)

___________________

(١) - أدب الطف ج١٠ ص١٤. البابليات ج٤، ص١٨٠ محمد علي اليعقوبي.

٧٣

(نصاري)

صد الخيمته او عاين اسكينه

امهبطه الراس وتنوح او حزينه

دار ايده عليها او جرت عينه

يگلها اعليچ عگبي يكثر الهم

يسكنه لا تونين ابوجودي

كسرتي الگلب من عندي دهُوْدي

عگب عيني عَلَيْ بالنوح جودي

او عَلَيْ ونّي ونين اللي تيتم

(مجردات)

ادري يسكنه عگب عيني

تنوحين لفراگي او ونيني

اشبيدي لون سيفي ابيميني

ماچا جسر واحد يجيني

او يگطعون يسكينه وتيني

كفي الحچي او لا تحاچيني

تشعبين گلبي او تهيجيني

لابد يسكنه اتفارجيني

الإمام الحسينعليه‌السلام مع ابنته سكينة (قبل المصرع)

قال أرباب المقاتل: لما أراد الحسين أن يحمل على القوم أخذ يودع عياله وأطفاله، وإذا بمناد من القوم ينادي: يا حسين قعدت عن الحرب وجلست في خيمة النساء؟

فقام الحسينعليه‌السلام وركب جواده، وانحدر نحو القوم، فبينما هو يسير، وإذا بصوت من خلفه: أبه يا حسين لي إليك حاجة.

فما التفت، وإذا هي سكينة، قال لها: بنية ما حاجتك؟ قالت: حاجتي أن تنزل من على ظهر جوادك إلى الأرض، أريد أن أودعك وداع اليتامى، أن تجلسني في حجرك، وتمسح على رأسي كما يمسح على رؤوس الأيتام. فنزل

٧٤

الحسينعليه‌السلام إلى الأرض، وجلست سكينة في حجره وعيونها تتحادر دموعا، فقال لها الحسينعليه‌السلام (١) :

سيطول بعدي يا سكينةُ فاعلمي

منكِ البكاءُ إذا الحِمام دهاني

لا تُحرقي قلبي بدمعِك حسرةً

ما دام مني الروحُ في جثماني

فإذا قُتلتُ فأنتِ أولى بالذي

تأتينه يا خيرةَ النسوان

(نصاري)

يبويه گول لا تخفي عليه

هذي روحتك لو بعد جيه

يبويه إن كان رايح هاي هيه

اخذني اوياك عنك مگدر اصبر

اريد ابچي وزيد اليوم همِّي

ماطولك يبويه احسين يمي

يبويه يلجره حبك ابدمي

صعب والله افراگ اليحبونه

(يگلها) بطلي امن البچه او كفِّي دمعتچ

يبويه ينگطع گلبي امن اسمعچ

يطول ابچاچ من بعدي او ونچ

وشوف اميسره للغرب تمشين

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج٤، ص٣٣٦.

٧٥

(أبوذية)

خَرَّت دمعت اسكينه وسالت

او ذابت آه مهجتها وسالت

حين انشدك والدها وسالت

ترد النه بعد يو هاي هيه

***

هذا الوداعُ عزيزتي والملتقى

يومَ القيامةِ عند حوضِ الكوثرِ

٧٦

المجلس الرابع

القصيدة: للشيخ حسون بن عبد الله الحلي

إلى مَ تقضي العمرَ في طاعةِ الهوى

وعن طاعةِ المولى الجليلِ تَجَنَّبُ

وتركن للدنيا وإنك عالم

بها كيف في أحوالها تتقلب

فتُبْ قبل أن يغتالك الموتُ واغتنم

نجاةً فإن الموت ما منه مهرب

وشمّر لما يرضى المهيمن فعلَه

فكل امرئٍ يُجزى بما كان يَكسب

كما شمرّتْ بالطف صحبُ ابنِ فاطمٍ

فراحت بها الأمثال للحشر تُضرب

سطت ورحى الهيجاءِ تطحن شوسَها

ووجهُ الضحى في نقعِها متنقب

فما لسوى العلياءِ تاقت نفوسُهم

ولم تُلفَ في شيء سوى العزِّ ترغب

وما برحت تُغري المواضي لحومُها

ومن دمها السمرُ العواسلُ تشرب

إلى أن تهاووا كالكواكب في الثرى

ومن بعدهم ياليت لا لاح كوكب

هنالك للهيجاء هبَّ ابنُ فاطمٍ

له الحزم رمحٌ والحفيظةُ مِقْضَب

وراح ارتجالا يُنشيءُ الموتَ للعدا

وبتّارُه في ضربِه عنه يُعرب

له اللهُ فردا لم يجد ناصرا له

ولا لنداهُ ابنٌ مجيب ولا أب

وتعبث بالماء الزُلال طَغامُها

ونار الضَما ما بين أحشاهُ تلهب

يزيدُ الخنا في عرشه متقلب

ويمسي حسينٌ في الثرى يتقلب

٧٧

أبا حسنٍ تغضي وتَلتذُّ بالكرى

وبالكف أمست تستر الوجهَ زينب

أبا حسن ترضى صفاياك في السبا

ونسوةُ حرب في المقاصير تُحجب

ويُهنيك عيشٌ والعقائلُ حُسَّرٌ

إذا ما بكت بالأصبحية تُضرب(١)

(موشح)

احسين يا حيدر غسل جسمه ابدماه

والغليل ايزيد من عندك شفاه

او طول زينب تختشي واحد يراه

اشلون مسبيه او عداك اتشوفها

لو تشوف اشحالها او حال الايتام

طبة ابن ازياد يو هظم الكلام

آه والأعظم عَلَيْ طبة الشام

عيد عند اهله او تدگ بدفوفها

(أبوذية)

اشلون الدهر حاربني وجفني

واجره الدمع من عيني وجفني

تاليها ابوسط مجلس وجفني

واحاچي ايزيد من غصبن عليه

(أبوذية)

عَلِيْ ابسيفه يطوْع الكفر واليان

ولا يحسب اصفوف الغدن واليان

ما يدري بگيت ابغير وليان

او شمر عگب الأهل يامر عليه

____________________

(١) - بابليات ج٢، ص ١٧٣.

٧٨

وداع الإمام الحسينعليه‌السلام لعائلته

ورد في الأخبار: ان الحسين في تلك الساعة - آخر ساعة من وجوده المبارك مع عائلته - قالعليه‌السلام : أخيه زينب هذه آخر مرة أريد أن أودع العيال والأطفال فمضت زينب وجمعت العيال والأطفال ولكنها ذهلت فامسكت عمود الخيمة وألقت رأسها عليه جاء العيال إلى المولى الحسينعليه‌السلام هذه تقبل كتفه وهذه تتعلق بثيابه وتلك تقول إلى أين يا حمانا.

وسكينة تقول: أبي ردنا إلى حرم جدنا والحسين يودعهم.

(نصاري)

عگب ما بچت لنها اتشوف الحسين

ابصوته ايصيح بخيام النساوين

تعالن ودعني ابعجل هلحين

اجن يمه او دمعهن علوجن خر

اجن يمه يويلي او دارن اعليه

او وحدتهن تحب ايده او رجليه

صاحن يالولي واتعلگن بيه

ياهو البعد بينه اليوم ينغر

يبن المصطفى ما ظل بالخيام

غير ابنك عليل ابمرض واسقام

عگبك لو رحت منهو الهليتام

يسليها او عنها يدفع الشر

أما زينب فإنها ممسكة بعمود الخيمة، فقال لها الحسين أخية زينب ناوليني تلك الطفلة وهي فاطمة بنت عبد الرحمن بن عقيل وأمها أخت الحسينعليه‌السلام فمضت زينب وجاءت بها ووضعتها في حجره فقال لها: بنية ما تشتهين؟

قالت عم العطش فتت كبدي عم يا حسين أريد شربة ماء، إن أبي وعمي وعداني بالماء وإلى الآن ما عادا.

٧٩

قال: بنية أنا ماض إليهما اخبرهما بعطشك قالت ولم لا تأخذني معك؟ قال: إذا أخذتك من يردك؟

(نصاري) (١)

طفله او ظاميه او فاگده الوليان

أبوها او عمهه او باجي الخوان

تطلب ماي من عمها العطشان

غده يبچي او دمع العين محمر

فالتفت الحسين إلى زينب وقال أخيه زينب امسكي هذه الطفلة فإنها قطعت نياط قلبي فأخذتها زينب ودفعتها إلى أمها.

ثم قال الحسينعليه‌السلام لأخته زينب أخيه ما دهاك؟ قالت أخي أبا عبد الله من لهذه العيال والأطفال في هذه الأرض القفراء بين الأعداء(٢) .

فقال الحسينعليه‌السلام لها: اعلموا أن الله تعالى حافظكم وحاميكم وسينجيكم من شر الأعداء ويجعل عاقبة أمركم إلى خير ويعذب أعاديكم بأنواع البلاء ويعوضكم الله عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة فلا تشكوا ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص قدركم(٣) .

(نصاري)

بچت زينب او حن گلبه عليها

تگله الحرم هاي اشلون بيها

يخويه الحرم من تفگد وليها

تذل وتصير للعدوان مغنم

***

____________________

(١) - للمؤلف.

(٢) - المناهج الحسينية ص٦٤/٦٥ جواد شبر.

(٣) - المختصر في مقتل الحسينعليه‌السلام محمد الهنداوي.

٨٠