سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٢

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 267

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 267
المشاهدات: 72662
تحميل: 4927


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 267 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 72662 / تحميل: 4927
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

اتسبى على عجف النياق نساؤها

وتُسلَبُ من تلك النحورِ عقودُها

ويسرى بزين العابدين مكبلا

تجاذبه السير العنيف سعودها

٨١

المجلس الخامس

القصيدة: للشيخ محمد حسن أبو المحاسن

الجناجي الهنداوي ت ١٣٤٤ه

لحى اللهُ يا أهلَ العراقِ صنيعَكم

فقد طأطأت هاماتِها بكُمُ العُرْبُ

دعوتمْ حسينا للعراق ولم تزل

تسير إليه منكمُ الرسلُ والكتب

أَنِ اقدِم إلينا يا ابنَ بنتِ محمدٍ

فإنك إن وافيتَ يلتئم الشَعب

فلما أتاكم واثقا بعهودكم

إليه إذا مرعى وفائِكُمُ جَدْب

فلم يَحظُ إلا بالقنا من قِراكُمُ

وضاق عليه فيكُم المنزلُ الرَحْب

فلله أجسامٌ من النور كُوِّنت

تَحكَّمُ في أعضائِها الطعنُ والضرب

فيا يَوم عاشوراءَ أوقدتَ في الحشا

من الحزن نيرانا مدى الدهر لا تخبوا

قضى ابنُ رسولِ اللهِ فيكَ على الظما

وقد نهلب منه المهندةُ القُضب

وحفَّت به سمرُ القنا فكأنه

لدى الحرب عينٌ والرماح لها هُدْب

فكم قد اُريقَتْ فيكَ من آل أحمدٍ

دماءٌ لساداتٍ وكم هُتكت حجب

وعبرى أذاب الشجوَ جامدُ دمعِها

تنوح وللأشجانِ في قلبِها نَدْب

تعاتب صرعى لو يساعدها القضا

إذا وثبوا غضبى وعنها العدا ذبُّوا(١)

____________________

(١) - ديوان أبي المحاسن.

٨٢

(فايزي)

ثار العليل ايصيح زينب يا زكيَّه

گومي ابعجل جيبي العصا والسيف ليَّه

احسين انفرد وحده تعالي سنديني

او جيبي العصا ابيسراي والسيف ابيميني

يختي اسكنيه ابعَجَل گومي نهّضيني

نخوات ابوي اتزلزل السبع العليه

ابسيفه طلع والدمع يجري فوگ الخدود

ينادي يبويه امن اخوتك ظليت مفرود

لبيك يا ابن المرتضى يا سر الوجود

وين الأنصار او وين فرسان الحميه

ما ظل غيرك للحرم يحمي حماها

درجع يبويه للنسه سكّن بكاها

إيعينك الله اعله الرزايا اللي تراها

بعدي تشوف اهوال يا باجي البجيه

بس هلّه هلّه يا علي بعدي ابهل ايتام

حافظ على النسوان ساعة حرگ الخيام

شبيدي على زينب عگب هلعزِ تنظام

ما هي يبويه امعوده تمشي سبيه

٨٣

(نصاري)

رده الخيمته او جدد وصيته

يوصّيه ابحريمه او كل رعيته

او بَيَّنْلَه تره گربت منيته

بعد ساعه تشوفوا احسين معفور

الإمام زين العابدين يريد نصرة أبيه

الحسين (عليهما‌السلام ) (قبل الوداع)

قال الراوي: بعد مصرع أصحابه، وأهل بيته نادى الحسين: أما من ناصر ينصرنا؟ أما من مغيث يغيثنا؟ أما من ذاب يذب عنا؟ فارتفعت الأصوات بالعويل، وخرج زين العابدين، وكان مريضا لا يقدر أن يفل سيفه، وأم كلثوم تنادي خلفه: يا بني ارجع.

فقال يا عمتاه ذريني أقاتل بين يدي ابن رسول الله.

(نصاري)

طلع زين العباد النصرت احسين

ناده السبط حين الشافته العين

يم كلثوم رديه للصواوين

أخافن ينكتل وتضيع الأحكام

فقال الحسينعليه‌السلام يا أم كلثوم خذيه لئلا تبقى الأرض خالية من نسل آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

(نصاري)

گامت عمته او رادت تلزمه

صاح ابصوت خلّيني يعمَّه

أذب اليوم عن وجه أبو اليمه

وحيد او حاطته گامت الظلَّام

فانقض عليه الحسينعليه‌السلام ، واحتمله إلى المخيم، وقال: يا ولدي ما تريد أن تصنع؟ قال: يا أبة إن نداءك قد قطع نياط قلبي، وهيَّج ساكن لبي، أريد أن

٨٤

أفديك.

(نصاري)

(يگله) يبويه صوتك الهَّيج احزاني

او گطع سباح البگلبي او دهاني

أظل اشلون يا بويه ابمكاني

او تطلب ناصر او لا واحد الگام

فقال: يا ولدي أنت الحجة وأنت الإمام على شيعتي، وأنت أبو الأئمة وكافل الأيتام، والمتكفل للأرامل، وأنت الراد لحرمي إلى المدينة، وكأني بك يا ولدي أسير ذليل مغلولة يداك، موثوقة رجلاك.

فقال زين العابدينعليه‌السلام : يا أبتاه اتقتل وأنا أنظر إليك ليت الموت أعدمني الحياة، روحي لروحك الفداء، ونفسي لنفسك الوقاء.

(نصاري)

يبويه احسين وانته تظل مطروح

واحنه انفارجك وبجسمك اجروح

من بعدك عسنها انعدمت الروح

يبويه او تظل بعدك سودِ الَيام

(أبوذية)

مصايب شاف أبو الباقر ومرَّه

ماكو مثل يوم الطف ومره

تحمَّل كل مصايبها ومره

او ظلت ناره ابگله سريَّه

***

غريبا أرى يا غريبَ الطفوفِ

توسُّدَ خدَّيكَ كثبانها

٨٥

المجلس السادس

القصيدة: للشيخ علاء الدين الشفهيني

توفي في حدود سنة ٧٢٥ه

يا نفسُ لو أدركت حظا كاملا

لنهاك عن فعل القبيح نُهاك

وعرفتِ من أنشاكِ مِن عدمٍ إلى

هذا الوجودِ وصانعا سواك

وشكرتِ مِنّتَهَ عليكِ وحسنَ ما

أولاكِ مِن إنعامِه مولاك

أولاك حُبَّ محمدٍ ووصيِّه

خيرِ الأنامِ فنعمَ ما أولاك

يا أمةً نقضت عهودَ نبيِّها

أفمنْ إلى نقض العهودِ دعاك

لولاك ما ظفرت علوجُ أميّةٍ

يبقى كما في النار دام بقاك

هلا صفحتِ عن الحسينِ ورهطِه

صفحَ الوصيِّ أبيه عن آباك

وعففتِ يوم الطفِّ عفةَ جدِّه الـ

ـمبعوثِ يومَ الفتحِ عن طُلقاك

أفهل يدٌ سلبت إمائَكَ مثلَما

سلبت كريماتُ الحسينِ يداك

أم هل برزنَ بفتح مكةَ حسَّرا

كنسائهِ يومَ الطفوفِ نساك

ما بين نادبةٍ وبين مروعةٍ

في أسر كل معاندٍ أفّاك

تاللهِ لا أنساكِ زينبَ والعدى

قسرا تجاذب عنك فَضلَ رِداك

لم أنس لا واللهِ وجهَكِ إذ هوت

بالرُّدنِ ساترةً له يُمناك

٨٦

حتى إذا همّوا بسلبِكِ صحتِ باسمِ

أبيك واستصرختِ ثم أخاك(١)

(نصاري)

وگفت زينب اعله التل تنادي

وين اوگعت يا سلوة الهادي

يخويه غارت اعلينه العوادي

او رحلك بين عدوانك تجسَّم

سمع زينب تحشم بيه واتصيح

وهو يعالج ابروحه او دمه ايسيح

گام ايگوم نوبه او نوبه ايطيح

سبب بحسين غير النفس ماتم

گام ايصيح بجلاف آل أميه

وين الشيم راحت والحيمه

خلو الحرم وآنه اتعنوا ليه

اكتلوني او خلو الحرم تسلم

سمعوا ما يرد احسين واشگال

گالوا خل نردله او خلوا العيال

داروا بيه سبعين ألف خيَّال

او عليه ذاك الجمع كله تكَوَّم

السيد زينبعليها‌السلام تستنهض الإمام الحسينعليه‌السلام

(قبل المصرع)

لقد ورد في الخبر أن الحسين بقي ثلاث ساعات ملقى على وجه الأرض، قد صنع له وسادة من الرمل. فظن بعض العسكر أن الحسين قد صنع لهم مكيدة، فقالوا: إن الحسين ليس فيه شيء، وقال بعضهم: إن مثخن باجراح، ولا يقوى على القيام، وقال بعضهم: إن الرجل غيور إذا أردتم أن تعرفوا حاله فاهجموا على مخيمه - فإن الرجل غيور - فهجموا على المخيم وروّعوا النساء والأطفال. فخرجت الحوراء زينبعليها‌السلام تستصرخ أخاها الحسينعليه‌السلام ووقفت

____________________

(١) - أدب الطف ج٥ ص١٥١/١٥٥.

٨٧

على التل، ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب: يا ابن أمي يا حسين، حبيبي يا حسين، إن كنت حيا فأدركنا، فهذه الخيل قد هجمت علينا، وإن كنت ميتا فأمرنا وأمرك إلى الله.

فلما سمع الحسين صوت أخته، قام ووقع على وجهه ثم قام ووقع على وجهه ثانية، ثم قام ثالثة ووقع على وجهه. عند ذلك صاح: يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون. فنادى الشمر: ما تقول يا ابن فاطمة؟ قال: أنا الذي أقاتلكم والنساء ليس عليهن جناح، فامنعوا عتاتكم، وأشراركم عن التعرض لحرمي ما دمت حيا. قال الشمر: إليكم عن حرم الرجل واقصدوه بنفسه فإنه كفؤ كريم، فانكفأت الخيل والرجال على أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام بين ضارب بالسيف وطاعن بالرمح ورام بالنبال والحجارة(١) .

فوجهوا نحوه في الحرب أربعة

السهم والسيف والخطيَّ والجمرا

(موشح) (٢)

اعله الترب طايح وهو نايم جريح

او ظلت جروحه يويلي دم تسيح

وهو ابهذا الحال لن زينب تصيح

گوم يا ابن الفحل واحمي العايله

هجمت اعلينه تره خيول العده

او صارت اخيامك يخويه امفرهده

هذا بينه الصار واعلينه السده

وابنك السجاد يا خويه انوله

____________________

(١) - الدمعة الساكبة ج٤ ص٣٤٣. معالي السبطين ج٢.

(٢) - للمؤلف.

٨٨

(بحر طويل)

ثلث ساعات أبو السجاد ظل مطروح بالحومه

عله الگومه يهم روحه ما يگدر على الگومه

***

لاكن من سمع علتل زينب نادته يحسين

گام او طاح علغبره واكيد الطيحنّه اثنين

جرح گصته او جرح صدره من سهم النفذ صوبين

ذني اثنينهن كلفات

السهم بيه شعب مختلفات

لو ما ينذبح چا مات

من ذني الاثنين الچان منهن تنزف ادمومه

***

جرح گصته جرح چتالوالأصعب جرح صدره

طلعن ثلثين چبده اوياه يوم امن الظهر جره

اهو هذا السهم هوَّ الصار سبب طيحته اعله الغبره

لاكن غيرة المظلوم

عيّت ما رضت بالنوم

حين الندبته ام كلثوم

ثلث نوبات گام او طاح وهْيَ اعليه مالومه

(أبوذية)

روحي ما زهت ساعة وصاحت

المثلي منسبت حره وصاحت

عله التل اوگفت زينب وصاحت

إنْهبَو يحسين خدر الفاطميه

***

٨٩

حرَّ قلبي لزينبٍ مذ رأتْه

تَرِبَ الجبينِ مثخَّنا بالجراح

أخرس الخطبُ نطقَها فدعتْه

بدموعٍ بما تجن فصاح

يا منارَ الضُّلّالِ والليلُ داج

وظِلالَ الرميضِ واليومُ ضاحي

٩٠

المجلس السابع

القصيدة: للسيد مهدي السيد هادي القزويني الهنداوي

ت ١٣٦٦ه

ولّى الشبابُ وأيامُ الصبا دُرستْ

وشُعلةُ الشيبِ منها مَفرِقي التهبا

والدهرُ شنَّ عليَّ اليومَ غارتَه

كأنما تِرةٌ عندي له طلبا

ولا ملاذَ ولا ملجا ألوذ به

من الزمان إذا طِرفُ الزمانِ كبا

سوى إمامِ الهدى المهدي معتصَمي

وجُنَّةٌ أتقي عني بها النُوبا

مَن يملأُ الأرضَ علا بعد ما ملئت

جورا ويوردُنا تيَّارَه العَذِبا

متى نراه وقد حفَّتْ به زمرٌ

من آلِ هاشمَ والأملاكُ والنقبا

حتى مَ تصبرُ يا غوثَ الأنامِ وقد

أبصرتَ فيئَك في أيدي العدى نَهَبا

يا ثائرا غضّ جفنيه على مضضٍ

هلا أتاك بأخبارِ الطفوف نبا

غداةَ حلَّ أبو السجاد ساحتَها

واُسدَ هاشمَ للهيجا قد انتَدبا

يأبى الدنيةَ سبطُ المصطفى فلذا

عن ذِلّةِ العيش في عز الوغى رغبا

وبعدما لفَّ أولاهم بآخرِهم

وسامَهم فسقاهم اكؤسا عَطَبا

أصابه حجرٌ قد شَجَّ جبهتَه

وشيبُه من مُحيَّاه قد اختَضبا(١)

____________________

(١) - أدب الطف ج٩، ص٣١٠.

٩١

(موشح)

يا وحيد اعليك كل هاي الألوف

واعْله كتلك شايله ارماح وسيوف

خلها امك تجي ابهل ساعه او تشوف

او خلها تندب يا حسين او چبدتي

وين ننطي اوجوهنه او يمّن نروح

وعيلتك تبچي يبو اليمه او تنوح

اتعوفنه نيتك يبو الغيره او تروح

ما تفل يحسين بعدك شدتي

دارت اعليك العده صوبينها

وآني اصيح اهل الرحم چاوينها

او عيلتك تتراجف امخلينها

او ما الك ناصر يروحي او مهجتي

(أبوذية)

الحزن يحسين سل گلبي ولي تام

او صار النوح الي عاده ولي تام

بگيت ارعى ابحرايركم وليتام

او تظل نار الغضه ابگلبي سريه

نزول الحوراء زينب إلى أخيها

الحسين (عليهما‌السلام ) (قبل المصرع)

قال في معالي السبطين: لما سقط الحسينعليه‌السلام إلى الأرض، خرجت زينب من باب الفسطاط وهي تنادي: وا أخاه، وا سيدا، وا أهل بيتاه، ليت السماء أطبقت على الأرض ليت الجبال تدكدكت على السهل.

وفي كتاب تظلم الزهراء: إن زينب لما علمت بالوقعة خرت مغشيا عليها، فلما أفاقت من غشيتها، وركضت نحو المعركة وهي تارة تعثر بأذيالها، وتارة تسقط على وجهها من عظم دهشتها حتى انتهت إلى معركة، فجعلت تنظر يمينا وشمالا، فرأت أخاها الحسينعليه‌السلام على وجه الأرض يقبض يمينا ويمد شمالا، والدم يسيل من جراحاته كالميزاب، فطرحت نفسها على جسده

٩٢

الشريف، وجعلت تقول:

أأنت الحسين أخي؟ أأنت ابن أمي؟ أأنت نور بصري؟ أأنت مهجة قلبي؟ أأنت حمانا؟ أأنت رجانا؟ أأنت كهفنا؟ أأنت عمادنا؟ أأنت ابن محمد المصطفى؟ أأنت ابن علي المرتضى؟ أأنت ابن فاطمة الزهراء؟

(نصاري)

هوت فوگه او گلبها اعليه طاير

هذا احسين اخوي اشلون صاير

بيت الچان مگصد للعشاير

طاح الواسطه او للگاع هوَّد

هوت فوگه او صاحت هلّه هلَّه

بعد البين يبن أمي اشخلَّه

أريد أصبغ اهدومي اعليك والله

ابدمك واكتفي عن لبس الأسود

كل هذا والحسينعليه‌السلام لا يرد عليها جوابا، ولا يسمع لها خطابا، لأنهعليه‌السلام كان مغشيا عليه لكثرة ما أصابه من الجراحات. فألحت عليه بالخطاب، وكثر منها البكاء إلى أن أفاق فرمقها بطرفه الشريف وأشار إليها بيده، فغشي عليها، فلما أفاقت قالت له:

أخي بحق جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلا ما كلمتني، بحق أبي أمير المؤمنينعليه‌السلام إلا ما خاطبتني، بحق أمي فاطمة الزهراء إلا ما جاوبتني، يا ضياء عيني كلمني، يا شقيق روحي جاوبني(١) .

تقول أخي يا شق روحي ومُهجتي

ويا واحدا مالي سواه مؤمَّلُ

أخي كيف تنسانا وتعلم أننا

لبُعدكَ لا نقوى ولا نتحمَّل

____________________

(١) - معالي السبطين ج٢.

٩٣

(مجردات)

أناديك ما يشجيلك انداي

او لا تسمع اعتابي او نخواي

المن بعد يحسين شكواي

ظني انگطع وانگطع رجواي

شتهيس احچي لي ابونتك هاي

شنهو الذي ماذيك يحماي

يگلها الضهدني السهم بحشاي

او سَمْتِ المصوَّب ينعطه ماي

والماي وينه ابولية اعداي

اوصيچ بعيالي او يتاماي

عله النوگ من يحدي الحدّاي

(أبوذية)

عليش اتغربت يحسين وانفت

او من وحده الوحده اركضت وانفت

خلص گلبي يبو السجاد وانفت

او ما تدري زماني اشعمل بيه

***

لم أنس زينبَ حينَ وافت صِنوَها

تدعوه يا كهفي وحسنَ تعففي

٩٤

المجلس الثامن

القصيدة: للسيد حيدر الحلي

ت ١٣٠٤ه

يا تربةَ الطفِّ المقدسةِ التي

هالوا على ابنِ محمدٍ بوغاءَها

حيّث ثراكِ فلاطفتْه سحائبٌ

من كوثر الفردوسِ تحمل ماءها

واريتِ روحَ الأنبياء وإنما

ورايتِ من عين الرشاد ضياءها

دفنوا النبوةَ وحيَها وكتابَها

بكِ والإمامةَ حُكمَها وقضاءها

يومٌ به الدنيا أطلَّ بروعةٍ

ملأتْ صُراخا أرضَها وسماءها

فوديعةُ الرحمانِ بين عبادِه

قد أودعتْه أميةٌ رمضاءها

حشدت كتائبَها على ابنِ محمدٍ

بالطف حيث تذكرت آباءها

ما كان أوقحَها صبيحةَ قابلتْ

بالبيض جبهتَه تُريقُ دماءها

من أين تَخجَلُ أوجهٌ أمويةٌ

سكبت بلذات الفجورِ حياءها

قهرت بني الزهراءِ في سلطانِها

واستأصلت بصِفاحِها أمراءها

ضاقت بها الدنيا فحيث توجَّهت

رأتِ الحتوفَ أمامَها ووراءها

لقلوبها امتحن الإلهُ بموقف

مَحَضَتْه فيه صبرها وبلاءها

كانت سواعدُ آلِ بيتِ محمدٍ

وسيوفُ نَجدتِها على مَن ساءها

٩٥

كَرِهَ الحِمامُ لقائَها في ظَنكِه

لكنْ أحبَّ اللهُ فيه لقاءها

فَثَوَت بأفئدةٍ صَوادٍ لم تجد

رياً يَبُلُّ سوى الردى أحشاءها

تغلي الهواجرُ من هجيرِ غليلِها

إذ كان يُوقِدُ حرُّهُ رمضاءَها

هتك العدوُ على بناتِ محمدٍ

حُجْبَ النبوةٍ خِدْرَها وخِباءَها

فتنازعَتْ أحشاءَها حُرَقُ الجوى

وتجاذَبتْ أيدي العدوِ رِداءَها

عجبا لحكمِ اللهِ وهي بعيِنهِ

برزت تُطيلُ عويلَها وبكاءَها(١)

(فائزي)

زينب اتنادي والدمع بالخد غدران

يحسين مثلك ما يناسبله اعلى تربان

انهض يخويه بو علي نرجع للأطناب

نغسل ادمومك بالعجل ونبدل الاثياب

گلها يخويه أيِّسي گلبي تره انعاب

ابسهم المثلث يا عزيزه الگلب خلصان

من سمعت ابگلب الولي بالسهم مصيوب

صرخت اوصاحت والدمع بالخدمسكوب

گلي يخويه اشحاچيك يا نور الگلوب

گلها ثلث حاجات رايد يبت عدنان

____________________

(١) - ديوان السيد حيدر الحلي ص٥٠/٥٤.

٩٦

وحده يخويه ماي اريدن لا تگصرين

والثانيه ابسرعه الدوه الجرحي تجيبين

والثالثه عن الشمس يختي تفيين

بردان ثوبچ بلكت اتهود النيران

اتحيرت زينب بالجواب اشلون تنطيه

صاحت يخويه الماي تدري اشبيدي اعليه

وامنين اجيبنلك دوه الجرحك واداويه

لو گلبي يصلح لك دوه چان الأمر هان

گلها يخويه ودعيني او خلي الروح

ما أگدر اسمع صوتچ او بيّه بعد روح

گالت عگب عينك يخويه وين انا روح

منهو اليرجعني الوطن جدي يريسان

السيدة زينبعليها‌السلام إلى جنب الإمام الحسينعليه‌السلام

(قبل المصرع)

لما وقع الحسينعليه‌السلام على وجه الأرض صريعا مشت إليه أخته زينبعليها‌السلام فوجدته قد غشي عليه، فجعلت تخاطبه، وتطلب منه أن يكلمها، فانتبه الحسينعليه‌السلام وقال: يا أختاه هذا يوم التناد، هذا اليوم الذي وعدني جدي، وهو إلي مشتاق، ثم أغمي عليه، فعند ذلك جلست خلفه حاضنة له، وأجلسته، فالتفت الحسينعليه‌السلام وقال:

٩٧

أخيه زينب كسرت قلبي، وزدت كربي، فبالله عليك إلا ما سكت وسكنت. فصاحت وا ويلاه أخي يا ابن أمي، كيف أسكت وأسكن، وأنت بهذه الحالة تعالج سكرات الموت، تقبض يمينا وتمد شمالا، تقاسي منونا، وتلاقى أهوالا؟ روحي لروحك الفداء، ونفسي لنفسك الوقاء، وقيل إن الحسينعليه‌السلام قال لها: أخية هل من جرعة من ماء؟ وحق جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إني عطشان(١) .

(أبوذية)

شال ايده او غده للحرم يوماي

وناداها يزينب گرب يوماي

يختي اظلال جبتي اوياچ يوماي

تراه العطش ضرني اوفتك بيه

(مجردات)

(تگله) امنين اجيب الماي انه امنين

ماظل دمع واسجيك يحسين

جفَّت يخويه امن البچي العين

واعله الشريعه الگوم صوبين

واهل المروه بالميادين

صرعى يبعد أهلي او مطاعين

وانه يبن علة التكوين

شصنع يبعد اعيوني الثنين

حرمه او غريبه او طحت ما بين

عدوان لا مذهب ولا دين

ولشوفتك يبن الميامين

مشتاگه خويه او جيت هالحين

او خلِّيت يبن أمي الخواتين

تبچي او عطاشه بالصواوين

او يربن الك يسره واليمين

لن سوط ظالم على المتنين

____________________

(١) - معالي السبطين ج٢. عن بعض الخطباء.

٩٨

شتمها او يگلها لا تگربين

او حز منحر الحبَّاه ياسين

او من احسين اويلي استافوا الدين

***

ثاراتُ بدرٍ اُدركت في كربلا

لبني أميةَ من بني الزهراءِ

٩٩

المجلس التاسع

القصيدة: للسيد حيدر الحلي

كفاني ظناً أنْ تُرى في الحسينِ

شفت آلُ مروانَ أضغانَها

فأغضبتِ الله في قتِله

وأرضت بذلك شيطانها

عشيةَ أنهظها بغيُها

فجائته تركَبُ طُغيانها

بجمعٍ من الأرض سدَّ الفُروجَ

وغطّى النجودَ وغِيطانها

وسامتْه يركب إحدى اثنينِ

وقد صرَّتِ الحربُ أسنانها

فإمّا يُرى مذعنا أو تموتَ

نفسٌ أبى العزُّ إذعانها

فقال لها اعتصمي بالإباء

فنس الأبيِّ وما زانها

ترى القتلَ صبرا شعارَ الكرامِ

وفخرا يَزينُ لها شانها

فشمّر للحرب في مَعرَكٍ

به عركَ الموتُ فرسانها

وأضرمها لِعنانِ السماء

حمراءَ تلفح أعنانها

تزيد الطلاقةُ في وجهه

إذا غيَّر الموتُ ألوانها

ولما قضى للعلا حقَّها

وشيَّدَ بالسيف بنيانها

ترجَّلَ للموت عن سابقٍ

له أَخلتِ الخيلُ ميدانها

وأصبح مشتجرا للرماحِ

تُحلِّي الدما منه مُرَّانها

عفيرا متى عاينتْه الكماةُ

يختطف الرعبُ ألوانها

١٠٠