سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٣

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 340

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 340
المشاهدات: 99117
تحميل: 5413


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 340 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 99117 / تحميل: 5413
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

سِلْسلَة

مَجْمعْ مَصَائِبْ أَهْل البَيْتعليهم‌السلام

الجزْء الثالِثْ

منَ اللّيلة الأوْلى إلَى اللّيلَة التّاسَعة مِنَ المحرَّم

الخَطيبْ الشَّيخ محمَّدْ الهنْداويْ

دارُ المحجَّة البيضَاء

١

سِلْسلَة

مَجْمع مَصَائِبْ أهلَ البيتْعليهم‌السلام

٢

بسم الله الرحمن الرحيم

٣

٤

جميع الحقوق محفوظة

الطبعة الأولى

١٤٢٤ ه - ٢٠٠٤ م

٥

...الإهداء...

إلى المرأة الثائرة

إلى السيدة المجاهدة

إلى من حملت لواء المقاومة

إلى أم الشهيد

إلى عقيلة الطالبيين

إلى عابدة آل علي

إلى فخر المخدرات

إلى الصبورة الوقورة

إلى شقيقة الحسين

إلى الصديقة الصغرى

إلى سيدتي زينب الكبرى

أقدم كتابي هذا

خادمك محمد

٦

مقدمتان

٧

٨

(١)

تطوئة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على الخاتم لم سبق والفاتح لما استقبل المصطفى الأمجد سيدنا أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته العز الميامين الطيبين الطاهرين وصحبه والمنتجبين ومن تبعه باحسان إلى قيام يوم الدين.

وبعد...

فهاهو الجزء الثالث من مجمع مصائب أهل البيتعليهم‌السلام المتعلق بمسير السبايا من أهل البيتعليهم‌السلام ان صح التعبير وقد أضفت إليه أكثر من عشرين مجلسا موزعا على فصول الكتاب كلها وحذفت بعض القصائد ووضعت غيرها مكانها كما أضفت إلى القصائد السابقة أبياتا جديدة وهكذا الحال بالنسبة للشعر المبثوث بين ثنايا النثر وقمت أيضا بحذف المكررات ولذا فإن هذا الجزء - كما الأجزاء الأخرى - أصبح شيئا آخر.

وبشكل عام استطيع القول بأنني رجعت إلى أمهات المصادر القديمة والحديثة المطبوعة والمخطوطة وأخذت منها ما ينفع الخطيب ودونت بعض المسموعات المشهورة التي قرأها ويقرأها مشاهير الخطباء قديما وحديثا وهي المشار إليه بعارة: قال بعض الأكابر.

٩

وجعلت شروطا لاعتمادها وهي: ان لا تخالف النصوص الشرعية قرآناً وسنةً ولا العقل اقتداءا بمنهج المرجعين الدينيين السيد محمد تقي بحر العلوم (رحمه‌الله ) ونجله السيد محمد حسين بحر العلوم(١) دام ظله في كتابهما مقتل الحسينعليه‌السلام الذي ألّفاه سوّية(٢) فقد اعتمدا بعض المسموعات وأشارا إليها بعبارة قال بعض الأكابر.

أقول: ولعل مستند هذه المسموعات كتب مخطوطة وصلت إلى الأوائل من العلماء والخطباء ولم تصل إلينا فما أكثر المخطوطات الإسلامية وبالخصوص الشيعية منها التي سرقت أو أشتريت من قبل سماسرة الدول الأوربية ولهذا الأسباب تجد اليوم آلاف المخطوطات الإسلامية مودعة في مكاتب باريس ولندن وروما والفاتيكان وبرلين وغيرها وأذكر انني زرت قبل فترة المعهد الفرنسي في دمشق فوجدت سبعة مجلدات فقط هي فهارس للمخطوطات العربية الموجودة في مكتبة باريس الوطنية فقط.

وأذكر أيضا أنني زرت المحقق الكبير السيد أحمد الأشكوري وهو عائد من إيطاليا بعد رحلة من رحلاته المتكررة إليها للبحث عن مخطوطاتنا الشيعية الموجودة في مكتباتها فقلت للسيد حينها نحن الشيعة لم نكتب شيئا حول تفسير القرآن وعلومه وفن التجويد والقراءات القرآنية فأجابني بان

____________________

(١) - أحد مراجع التقليد العظام حاليا في النجف الأشرف.

(٢) - الأصل للسيد محمد تقي الذي كان يقرأه على شكل مجالس في النجف الأشرف في بيت الأسرة أما السيد محمد حسين فقد عمل على إكماله زيادة وتحقيقا ووضع له الهوامش النافعة والمقتل من الكتب المعتمدة لدينا.

١٠

المخطوطات الشيعية كثيرة ففي باب التفسير تبلغ قرابة ١٥٠٠ تفسيرا للقرآن بين كامل وناقص وفي باب القراءات لدينا ٨٠٠ كتابا وفي باب فن التجويد لدينا ١٢٠٠ كتابا.

إذن فلا عجب ان تكون الأخبار الحسينية المسموعة مخطوطات لم تقع في أيدينا.

وعلى كل حال فلقد بذل المؤلف جهدا هائلا حتى تمكن من إخراج هذا القسم من الكتاب بهذه الصورة، وما توفيقي إلا بالله العلي العظيم.

***

والحمد لله أولا وآخرا

جوار السيدة زينب

١٥/شوال/١٤٢١ه

محمد الهنداوي

١١

(٢)

الإمام الحسينعليه‌السلام

شخصيته، ثورته، مأساته

هو الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القريشي المكي المدني فأبوه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نفس رسول الله وأخوه ووصيه وخليفته بالحق صاحب الصولات والجولات في حروب الإسلام وغزواته وصاحب الخصائص الكبرى كالعلم والتقى والسماحة والكرم والتفاني في سبيل الله وغيرها والتي لم تتوفر لأحد بإجماع المسلمين.

وأمه فاطمة الزهراء بنت محمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيدة نساء العالمين الطاهرة ذات الخصائص التي يعجز اللسان والقلم من بيانها.

أما جده فرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أشرف الخلق جميعا الذي بعثه الله رحمة للعالمين الذي لا يختلف اثنان من المسلمين على وجوب طاعته والتزام منهجه.

وأما أخوف فهو الحسن بن علي إمام معصوم صاحب الفضائل الجمّة التي يعرفها المسلمون جميعا لانها وردت على لسان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودونتها أقلام المسلمين وذكرتها صحاحهم.

ولد الإمام الحسينعليه‌السلام سنة أربع للهجرة في المدينة المنورة في أقدس بيت من بيوت الإسلام فعني بتربيته جده وأبوه وأمه حتى ظهرت معالم الإمامة عليه وهو لم يزل في سنيه الأولى ولذا قال جده فيه وفي أخيه: الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا.

١٢

وكان للحسينعليه‌السلام في سنيّه الأولى مساهمات خطيرة على حاضر الدعوة الإسلامية ومستقبلها فقد حضر في حادثة المباهلة مع جده وأبيه وأمه وأخيه لدحر مزاعم نصارى نجران وكان دوره التأمين على دعاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وانتهت المباهلة لصالح النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث رفض النصارى المباهلة لما رأوا العذاب قد أشرف عليهم فخضعوا لشروطهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وفي السابعة من عمره صدم صدمة عظيمة لفقده جده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولاغصاب الخلافة من أبيه ولهجوم القوم على دارهم وما أصاب أمه جراء ذلك ووفاتها بعد ثلاثة شهور أو أقل من ذلك ولكن الصدمة وان كانت مؤلمة إلا انها لم تضعف عزيمة الحسين او تقلل من دوره كإنسان مرشد وهاد ومسؤول عن أمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولذا فقد ذهب إلى عمر بن الخطاب وهو على المنبر يخطب في جموع المسلمين قائلا له: انزل من على منبر أبي...

وفي بعض الأخبار أن الحسين كان يشارك في الفتوحات الإسلامية على عهد الخلفاء.

وبعد مقتل عثمان بن عفان بايعت الجماهير في المدينة أباه عليا وكان الحسين معه فقد قال عليعليه‌السلام : حتى لقد وطئ الحسنان - أثناء البيعة - لانهما كانا إلى جانبه ولم يتركاه وكان الحسين قائدا في جيشه يمارس القتال في حروب البصرة والنهروان وقد شهدت له ساحات القتال بانه الشجاع الذي لا يهاب الموت وصدم الحسين مرة أخرى باستشهاد أبيه في محارب العبادة في شهر الطاعة رمضان عام ٤٠ للهجرة وخيم الحزن على البيت العلوي لهذا المصاب الجلل ولكنهم شدوا على الجراح وراحوا يقاومون الرياح العاتية فبايع

١٣

الحسينعليه‌السلام أخاه الحسنعليه‌السلام وبايع بقية المسلمين واستقامت الأمور إلا ان الهجمة الشرسة من قبل الأعداء بقيادة معاوية بن أبي سفيان أدت إلى توقيع الصلح معه وتسليمه السلطة على ان تعود إليهم بعد وفاته ولكنه أقدم على قتل الحسن وتسليم السلطة لابنه يزيد شارب الخمور صاحب الكلاب والقرود.

وهنا بدأت مرحلة جديدة في حياة الإمام الحسينعليه‌السلام فإما السكوت على ما يفعله يزيد من جرائم بحق الاسلام والمسلمين وإما النهضة والثورة على الفساد وإزاحة الحاكم الفاسق من هرم السلطة فاختار الطريق الثاني.

وبدأ حديثه عن يزيد أمام حاكم المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بقوله: يزيد رجل فاسق فاجر قاتل النفس المحترمة ومثلي لا يبايع مثله.

وقال لمروان في اليوم الثاني من لقائه مع الوليد: فعلى الإسلام السلام إذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد.

وبعد أقل من خمسة عشر يوما من هذه الوقائع خرج الحسينعليه‌السلام بمن معه من رجال بني هاشم ونسائهم وأطفالهم متجها إلى مكة التي أقام فيها أربعة أشهر وخمسة أيام كان خلالها يعمل على نشر دعوته والتبشير فجمع حوله الأنصار ولما أراد الأمويون اغتياله بواسطة ثلاثين شيطانا من شياطينهم وقد بلغه ذلك وكان محرما للحج يريد الخروج إلى عرفات، أحلّ من إحرامه وجمع أهل بيته بمن فيهم الأطفال والنساء وتوجه صوب العراق وتبعه خلق كثير إلا انهم انفضوا من حوله لما علموا ان الموت بانتظارهم ولا سبيل لتحقيق مطامعهم ولم يبق معه إلا رجال امتحن الله قلوبهم بالإيمان وعددهم لا يتجاوز المائة فقاموا عشرات الآلاف من رجال بني أمية حتى قضوا نحبهم ما بين

١٤

ذبيح بسيف ومطعون برمح بعد ما أبلوا بلاءً حسنا بحيث لم تبق دار في الكوفة إلا وفيها نائحة وبقي الحسينعليه‌السلام وحيدا في مواجهة تلك الألوف يقاتل القوم تارة ويحمي مخيم النساء تارة أخرى، حتى صعدت روحه إلى الرفيق الأعلى وجسده مقطع الأوصال ورأسه الذي احتزه شمر بن ذي الجوشن قد حمل إلى طاغية العراق عبيد الله بن زياد.

وأغارت الخيل والرجال على مخيم النساء فانتهبوا ما فيه وسلبوا ما على النساء من حلي وأضرموا النيران في الخيام فحدثت فوضى في تلك الساعة فلم تعلم الأم بولدها ولا الولد تعلم ما حلّ بأمه لان الجميع فروا في البيداء حفاظا على النفس حتى إذا جنهم الليل وهدأت الأوضاع لملموا شتاتهم في العراء والفضل كل الفضل يعود للسيدة زينب بنت علي بن أبي طالبعليه‌السلام وفي اليوم الثاني وبعد الزوال حملت ودائع الرسالة سبايا بحالة يرثى لها(١) إلى الكوفة ومنها إلى الشام وقد حدثت لهم حوادث مؤلمة في أثناء الطريق.

وبعد تلك الرحلة الشاقة من العراق إلى الشام التي استغرقت اربعين يوما على المشهور عادوا إلى العراق لتجديد العهد بزيارة قبور الحسين وأصحابه ثم رجعوا إلى المدينة فتحولت بيوتهم مآتما كما نصت الأخبار.

أخي القارئ هذه خلاصة عن شخصية الإمام الحسينعليه‌السلام وثورته ومأساته ومأساة أهل البيتعليهم‌السلام من بعده.

***

____________________

(١) - التفاصيل موجودة في ثنايا الكتاب.

١٥

١٦

مسير أهل البيتعليهم‌السلام

(السبايا) إلى الكوفة

١٧

١٨

المجلس الأول

القصيدة: للشيخ عبد الحسين ابن الشيخ أحمد شكر العراقي

لستُ أنساه مفردا بين جمع

أبرزوا فيه كامنَ الأحقادِ

يَحطِمُ الجيشَ رابطَ الجأشِ حتى

صبغ الأرضَ من دماءِ الأعادي

وإذا بالنداءِ عجِّل فلبّى

وهوى للسُجودِ فوقَ الوِهاد

عجبا للسماءِ لم تهوِ حزنا

فوق وجه البسيطِ بعد العماد

عجبا للمهاد كيف استقرَّتْ

ونظامُ الوجودِ تحت العوادي

عجبا للنجوم كيف استنارت

لم تَغِبْ بعد نورِها الوقّاد

ومثيرُ الأشجانِ رزءُ الأيامى

مذ وعت بالصهيل صوتَ الجواد

برزت للقاءِ تَعثرُ في الذَيلِ

وقاني الدموعِ شِبهُ الغوادي

فرأت سرجَه خليَّا فنادت

تلك وا والدي وذي وا عمادي

وغدت ولَّهاً بغير شعور

نحوَ مثوى بقيِّةِ الأمجاد

فرأت في الصعيد ملقىً حماها

هشّمت صدرَه خيولُ الأعادي

فدعت والجفونُ قرحى وي القلبِ

لهيبٌ من الأسى ذو اتقاد

أحمى الضائعاتِ بعدَكَ ضعنا

في يد النائبات حسرى بوادي

أو ما تنظرُ الفواطمَ في الأسر

وسِترُ الوجوهِ منها الأيادي(١)

____________________

(١) - ديوان عبد الحسين شكر ص ٢٣.

١٩

(مجردات)

والله هظيمه انظل وحدنه

او محد بگه بالخيم عدنه

عگب الخدر ينداس حدنه

راحت معزَّتنه او سعدنه

(مجردات)

يحسين والله حيرتني

حرمه ابحيره كلفتني

او ما بين عدوانك عفتني

مولاتنا زينب هكذا بقيت تنادي أخاها وكلنها كلما نادت الحسين لم تسمع جوابا، لذلك حوّلت بوجهها نحو العلقمي:

(أبوذية)

ونيني الساكن البيده وعتبه

الشمر ترضه يعت بيّه وعتبه

أريد اوصل لبو فاضل وعتبه

واگله اگعد او شوف الصار بيه

(أبوذية)

اهرعت صوب المصارع احن وانخاه

واصيحن وين ابو السجاد ونخاه

هذا الحادي جاب الضعن وانخاه

ابرضاكم يا هلي امشي سبيه

السيدة زينبعليها‌السلام تركّب النساء على النياق

قال الراوي: لما كان اليوم الحادي عشر من المحرم أمر ابن سعد بأن تحمل النساء على الاقتاب بلا وطاء، فقدمت النياق إلى حرم رسول الله وقد أحاط القوم بهن وقيل لهن: تعالين واركبن فقد أمر ابن سعد بالرحيل، فلما نظرت زينب إلى ذلك قالت:

سود الله وجهك يا ابن سعد في الدنيا والآخرة، أتأمر هؤلاء القوم بأن

٢٠