عبدُ الله بن مسلم (عليه السّلام)
وخَرجَ من بعدهِ عبدُ الله بنُ مسلم بنِ عقيل ، وأمُّهُ رقيّةُ الكُبرى بنتُ أميرِ المؤمنينِ (عليه السّلام) وهو يقولُ :
الـيومَ ألقَى مُسلِماً وهْو أبيْ
|
|
وعصبةً بادُوا على دينِ النبيْ
|
فقَتلَ جماعةً بثلاثِ حملات ، ورماهُ لعينٌ من القومِ بسهم فاتّقاه بيدهِ فسمَّرَها إلى جبهتِهِ ، فما استطاعَ أنْ يُزيلَها ، فقالَ : اللّهُمَّ إنّهمْ استقلُّونا واستذلُّونَا ، فاقْتلْهُم كما قتلونَا
وبينَما هُوَ على الحال هذا إذْ حملَ عليهِ رجلٌ برمحِهِ فطعنَهُ في قلبِهِ فماتَ (رضي الله عنه)
آلُ بني طالب (عليهم السّلام)
ولمَّا قُتلَ عبدُ اللهِ بنُ مسلم حَملَ آلُ أبي طالب حملةً واحدةً , فاعتوَرَهُم الناسُ وأحاطوا بهم ، فصاحَ الحسين (عليه السّلام) : (( صبراً على الموتِ يا بني عمومتي , لا رأيتم هواناً بعدَ هذا اليومِ ))
فجَعلُوا يُقاتلونَ أشدَّ القتالِ ، فوَقعَ فيهمْ عونُ بنُ عبدِ الله بنِ جعفر ، وأُمُّه العقيلةُ زينبُ (عليها السّلام) ، وأخوهُ محمدٌ , وأمّهُ الخوصاءُ ، وعبدُ الرحمنِ بنُ عقيل ، وأخوهُ جعفرُ بنُ عقيل ، ومحمدُ بنُ مسلمِ بنِ عقيل ، ومحمدُ بنُ أميرِ المؤمنين ، وعبدُ اللهِ الأكبرُ بنُ عقيل , وكان آخرُهم محمدَ بنَ أبي سعيد بنِ عقيل (عليهم السّلام)
وخَرجَ عبدُ اللهِ الأكبرُ بنُ الحسنِ (عليه السّلام) , واُمُّه رملةُ ، فقاتَلَ حتّى قُتِل
وما زالَ آلُ أبي طالب يتسابقونَ إلى القتالِ حتّى انتهت النوبةُ إلى القاسمِ بنِ الحسنِ (عليه السّلام) , وهو غلامٌ لمْ يبلغِ الحلُم ، واُمّه رملةُ أيضاً ، فأقبلَ إلى عمِّه الحسينِ (عليه السّلام) يستأْذنُه في القتالِ ، فنَظرَ إليه الحسينُ (عليه السّلام) ولمْ يملِكْ نفسَه دونَ أنْ تقدَّم إليه واعتنقَهُ ، وجَعَلا يبكيانِ ، وأبى أن يأذنَ لهُ ، فلم يزلْ القاسمُ يتوسَّلُ إليه ويُقبِّلُ يديهِ حتّى أَذِنَ له ، فبَرزَ إلى الميدانِ راجِلاً وهو يقولُ :
إنْ تُـنكروني فأنا نَجلُ الحَسنْ
|
|
سِبطِ النبيِّ المُصْطفَى والمُؤتَمنْ
|
هـذا حُسينٌ كالأسيرِ المُرتَهنْ
|
|
بينَ أُناس لا سُقُوا صوبَ المُزَنْ
|
فقاتَلَ مقاتلةَ الرجالِ الأبطالِ , وقَتلَ عَدداً من الأعداءِ ، لكنْ بينَما هُو يُقاتلُ انقطعَ شِسعُ نعلِه اليُسرى ، فوقَفَ ليشدّه غَيرَ مُكترث بالقومِ من حولِه ، فقالَ عمرو بنُ سعد بنِ نفيلِ الأزدي : والله لأشدنّ عليه فما ولّى حتّى ضَربَ رأسَ القاسمِ بالسيفِ ففلقَهُ ، فوَقعَ لِوجههِ وصاحَ : يا عمّاه !