سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٤

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 460

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 460
المشاهدات: 112290
تحميل: 6488


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 460 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 112290 / تحميل: 6488
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

المجلس الثالث

القصيدة: للسيد محمد حسين الطباطبائي

الشهير بالكيشوان

جحدوا ولاءَ المرتضى ولَكَمْ وعى

منهم له قلبٌ وأصغى مسمعُ

وبما جرى من حقدِهم ونفاقِهم

في بيته كُسرت لفاطمُ أضلع

وعدَوا على الحسن الزكيِّ بسالف

الأحقادِ حين تألَّبوا وتجمعوا

ما زال مضطهدا يُقاسي منهمُ

غصصا بها كاسَ الردى يتجرع

حتى إذا نفذ القضاء محتَّما

أضحى يُدَسُّ إليه سمٌ منقَع

وتفتت بالسمِّ من أحشائِه

كبدٌ لها حتى الصفا يتصدع

وقضى بعينِ اللهِ يَقذف قلبَه

قطعا غدت مما بها تتقطع

لله أيُّ رزيةٍ كادت لها

أركانُ شامخةِ الهدى تتضعضع

رزءٌ بكت عينُ الحسينِ له ومِن

ذوب الحشا عبراتُه تتدفع

يومَ انثنى يدعو ولكن قلبُه

ذاوٍ ومقلتُه تفيض وتدمع

أترى يَطيفُ بي السلوُ وناظري

من بعد فقدك بالكرى لا يهجع

خلفتني مرمى النوائب ليس لي

عضدٌ أرد به الخطوبَ وأدفع

وتركتني أَسَفا اُردد بالشجى

نَفَسَاً تُصعده الدموعُ الهُمَّعُ(١)

____________________

(١) - مثير الأحزان ص١٠٨.

١٦١

(فائزي)

واحسين نادى عيشتي گشره بليَّاك

خذني يخويه للگبر روحي فداياك

ايذوب گلبي لو بچت حولي يتاماك

ما أوحش الدنيه عگب عينك يمسموم

ويلاه يوم احسين ودَّع للشفيه

او نادى يخويه اتشمتت العدوان بيه

انته برض طيبه وانا في الغاضريه

جسمي امجدَّل والغسل من فيض الدموم

خويه ابهوادي الليل تنعاك المحاريب

خويه المنابر عگب عينك شگت الجيب

ياخوي عيشي من بعد عينك فلا ايطيب

او عيني عگب عينك ابد ما تگبل النوم

مرض الإمام الحسن الزكيعليه‌السلام

روي أن الحسينعليه‌السلام دخل على أخيه الحسنعليه‌السلام في مرضه الذي استشهد فيه فلما رأى ما به بكى، فقال له الحسنعليه‌السلام ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ فقال: أبكي لما صنع بك فقال الحسنعليه‌السلام إن الذي أوتي إلي سم أقتل به ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله وقد ازدلف إليك ثلاثون ألفا يدعون

١٦٢

الإسلام فيجتمعون على قتلك وسفك دمك وانتهاك حرمتك وسبي ذراريك ونسائك وانتهاب ثقلك، فعندها تحل ببني أمية اللعنة وتمطر السماء رمادا ودما، ويبكي عليك كل شيء حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار.

هذا وقد أثر السم في الحسن وكان رأسه في حجر الحسينعليه‌السلام وهو يقذف بين الحين والآخر أحشاءه في الطشت قطعة قطعة.

(نصاري)

اشكثر الدهر فرّگ بين الاحباب

او سهمه اعله ابو امحمد بالگلب صاب

گعد ينحب ولن الدگ على الباب

صاح الحسن شيل الطشت يحسين

وإذا بالباب يطرق فقال الحسينعليه‌السلام : من الطارق؟ فقالت زينب: أنا أختك.

(نصاري)

أنا الفاجدة أمي وأبييّ

وانا الجايه التعافه لخييّ

يخويه احسين اخاف ايزول فييّ

لو مات الحسن هاليوم يحسين

فقال الحسن لأخيه الحسين: يا أخي ارفع الطشت لكي لا تراه أختنا زينب وباقي بنات أمير المؤمنين.

(مجردات)

يحسين شيل الطشت عني

خواتك يبو السجاد اجني

يردن يشبعن شوف مني

او يردن يخويه ايودعني

او ينوحن عليه او يندبني

ففتح الباب فدخلت زينبعليها‌السلام صارخة:

١٦٣

(نصاري)

ولن اتشوف اخوها الحسن مطروح

ويده اعله الكبد ويجود بالروح

بچت زينب او گامت تحن واتنوح

واتنادي الحنينه ابدمع سچاب

وتلتفت إلى أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام وتخاطبه(١) :

(نصاري)

يحسين تچي له ابصدرك

ابن والدك واحزام ظهرك

اخاف الدهر من بعده يغدرك

او تظل بعده يخويه اولا لك امعين

(أبوذية)

تصيح ابصوت يبن امي وجدته

يخويه سمتك جعده وجدته

امگَطَّع بالطشت چبده وجدته

الحسن يحسين مشرف عالمنيَّه

***

قمْ وانعَ للزهراءِ مهجةَ قلبِها الـ

ـحسنَ الزكيَّ بزفرةٍ وحنينِ

واكتُم حديثَ الطشتِ عنها إنني

أخشى انخلاعَ فؤادِها المحزون

____________________

(١) - معالي السبطين ج١، للشيخ محمد مهدي الحائري.

١٦٤

المجلس الرابع

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

قضى الزكيُّ فنوحوا يا محبيهِ

وابكوا عليه فذي الأملاكُ تبكيه

قضى ابنُ فاطمةَ الطهرِ البتولةِ مَن

عمَّ البرايا جميعا في أياديه

قضى وقد قُطِّعت أحشاؤُه قِطعا

وصار يقذفُها بالطشت من فيه

قضى واظلمَّ وجهُ الكائناتِ أسىً

لما أصات بصوت الحزنِ ناعيه

ولم يزل كاظما للغيظِ محتسبا

على الأذى صابرا في جَنْب باريه

حتى قضى بنقيع السمِّ مضطَهدا

وجُرِّعَ الحتفَ قسرا من أعاديه

وأصبح المجدُ قد هُدَّت قواعدُه

والجودُ أصبح ينعاه ويبكيه(١)

(نصاري)

يگلبي امن الحزن ذوب او تولم

على اللي ذاب كبده او خلص بالسم

وسافه اعلى ابو امحمد منهل الجود

گضه نحبه او منه الكبد ممرود

اشحال احسين لمن عاين العود

يجلب بيه كبده اللي تخذم

يبو امحمد نحل جسمي اعلى فرگاك

اشيصبرني يخويه اخلاف عيناك

عسانه انروح كل احنه فداياك

بس انته يبحر الجود تسلم

عگب ذيچ الهظيمه او ذيچ الهموم

تاليها اظعنت والكبد مسموم

____________________

(١) - ديوان شعراء الحسينعليه‌السلام .

١٦٥

عيد اصبح لهالي الشام هاليوم

يخويه او علهواشم اصبح اظلم

(أبوذية)

صحت بسمك يبو محمد وناجيك

آني ام الحزن زينب وناجيك

مسموم او زعت چبدك وناجيك

او تتگلب على افراش المنيه

وفاة الإمام الحسن الزكيعليه‌السلام

قال المجلسي في البحار: سقي الحسن السم ست مرات وفي السادسة اشتد على الحسن المرض، ولما حضرته الوفاة قال لأخيه الحسنعليه‌السلام : احضر لي يا أخي أولادي وأهلي فأحضرهم الحسينعليه‌السلام عنده فأدار عينيه فيهم وقال لهم: أيها الحاضرون اسمعوا وانصتوا ما أقول لكم هذا الحسين إمام بعدي فلا إمام غيره ألا فليبلغ الحاضر الغائب والوالد الولد والحر والعبد والذكر الأنثى وهو خليفتي علكيم لا أحد يخالفه منكم، ثم التفت إلى الحسينعليه‌السلام وإلى أخوته وحرمه وأولاده وقال: حفظكم الله استودعكم الله، الله خليفتي عليكم وكفى به خليفة، وإني منصرف عنكم ولا حق بجدي وأبي وأمي وأعمامي ثم قال: عليكم السلام يا ملائكة ربي ورحمة الله وبركاته ثم وجه وجهه إلى القبلة وغمض عينيه ومد رجليه ويديه بنفسه مستلقيا مصرحا بشهادة ألّا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن الخليفة من بعده بلا فصل علي بن أبي طالب. ثم قضى نحبه ولقى ربه وفاضت روحه المقدسة فقام الحسين معولا ونادى وا أخاه، وا حسناه، وا قلة ناصراه، من لي عون بعدك يا أخي.

١٦٦

(نصاري)

حنّ احسين اويلي او صفگ بيده

او ون ونات المفارج عضيده

يگله العمر من بعدك مريده

يخويه اليوم عدوانك امعيدين

ابو امحمد ضعف حيله ابونينه

وظل يرشح عرگ منه جبينه

تشاهد ويل گلبي او غمض عينه

وبالسم خلص عز الهاشميين

فضج الناس كلهم بالبكاء والنحيب وارتجت المدينة بأسرها وضجت عليه ضجة واحدة وعلا نحيب أولاده ونسائه وأخواته فصاحت أم كلثوم ولطمت خدها ونشرت شعرها ونادت وا حسناه، وا محمداه، وا علياه، وا فاطمتاه، وصاحت زينب: او أخاه، وا حسناه، وا سنداه، وا لهفاه، وا قلة ناصراه، يا أخي من ألوذ به بعدك وحزني لا ينقطع عليك طوال دهري ثم أنها بكت على أخيها وهي تثلم خديه وتتمرغ عليه(١) .

(مجردات)

شنهوا العذر للوفد لوجت

لينه او لعادتها تعنّت

شنگول كبده ابسم تفتت

لو نعتذر شملك تشتت

رزيتك لكل الناس عمَّت

(مجردات)

زينب تنوح او تلعى كلثم

اينادن يخويه يا مشيَّم

يالبيك چان الشمل ملتم

عگبك علانه الهظم والهم

____________________

(١) - البحار ج٤٥ للعلامة المجلسي. معالي السبطين للشيخ الحائري.

١٦٧

(مجردات)

اليوم المجد والجود ينعه

والفخر يحمر يكت دمعه

مات الحسن گوموا نشيعه

ابنوح او بچه العالم يفجعه

(أبوذية)

كريم أهل العبه كالسيل يده

شبل حيدر او سيد الرسل يده

على امصابه دليلي جرح يده

دمه وادموعي الهظمه سويه

(أبوذية)

رفعنه نعش ابو محمد وشنه

او عليه امن البچه صفَّت وشنه

يم جده انمنع دفنه وشنه

ابحرب عباس لولا احسين اخيه

***

قضى فقُوِّضت العلياءُ وانهدمتْ

للوحي أركانُ بيتِ للفَخار بُنبي

واهتزَّ عرشُ العلى من بعده حُزنا

والبيتُ أصبح فيه واهيَ الركن

مات الندى بعده والمكرماتُ عَفَتْ

وعيسُ ركبِ الرجا أضحت بلا عَطن

فلا ذَكَتْ بعده في العرب نارُ قِرىً

ولا تَرنَّمَ حادي الجودِ في ظعن

١٦٨

المجلس الخامس

القصيدة: للشيخ عبد الحسين شكر

لله رزءٌ به كَمْ للرشاد هوى

ركنٌ وكم فيه بيتٌ للضلال بُني

رزء به عَرَصاتُ العلمِ قد بقيتْ

دَوارسا من فروض اللهِ والسُنَن

لا غُروَ إن تكنِ الأكوانُ قد خَلَعَتْ

ثوبَ المحاسنِ من حزنٍ على الحسن

فإنه كان في الأحشاء بهجتَها

قد قام فيها مقامَ الروحِ في البدن

ما للقضاء وللأَقدارِ فيه مضت

وهو الذي أبدا لولاه لم تَكن

لله كم أَقرحتْ جفنَ النبيِّ وكم

قد أَلبستْ فاطما ثوباً من الحُزن

لم أنس يومَ عميدُ الدينِ دَسَّ له

لجعدةَ السمَّ سرا عابدُ الوثن

فقطَّعت كَبِدا ممن غدا كَبِدا

لفاطمٍ وحشاً مِن واحدِ الزَمن

حتى قضى بنقيعِ السُمِّ ممتثلا

لأمر بارئِه في السرِّ والعلن

من مبلغُ المصطفى والطهرِ فاطمةٍ

إن الحسينَ دما يبكي على الحسن

يدعوه يا عضُدي في كل نائبةٍ

ومُسعِدي إنْ رماني الدهرُ بالوهن

لهفي لزينبَ تدعوه ومقلتُها

عبرى وأدمعُها كالعارض الهَتن(١)

____________________

(١) - ديوان عبد الحسين شكر ص٧٠.

١٦٩

(فائزي)

اويلي اعله ابو محمد الظل ايجود بالروح

شهر او عشر تيام واعله افراشه مطروح

واحسين اخيه اعله الرمح راسه بگه ايلوح

هم مثله ظل او دفنته يوم اربعينه؟

الله يساعد زينب ابهاي الرزيه

طشتين بيهن شاهدت غُصْةِ المنيه

كبد الحسن ويلي او راس احسين اخيه

بالشام هذا او ذاك ويلي بالمدينه

(أبوذية)

انه ابوجهي هالدهر ما يوم بسام

عسن عمري گبل هالعام بسام

ولا شاهد عضيدي الحسن بسام

چَبِدْتَه اتمردت واصفج بديه

دفن الإمام الحسنعليه‌السلام

لما جاء الحسينعليه‌السلام بأخيه أبي محمد الحسنعليه‌السلام لمواراته صنع عدة أشياء تعبيرا عن فجيعته بأخيه وأهمها لما وضع الجنازة على الأرض وقد سل منها سبعين نبلا فلما واراه في لحده وأهال التراب عليه أخذ العمامة من رأسه وهي أشرف شيء يرفع للحزن ورمى بها إلى الأرض وألقى بنفسه على القبر ومنها: أنه أنشأ قائلا:

أأدِهنُ رأسي أن تطيبُ محاسني

وخدُّك معفورٌ وأنت سليبُ

١٧٠

بكائي طويلٌ والدموعُ غزيرةٌ

وأنت بعيدٌ والمزارُ قريب

غريب وأطرافُ البيوتِ تحوطُه

ألا كلٌّ من تحت الترابِ غريب

فليس حريبا من أصيب بماله

ولكنَّ مَن وراى أخاه حَريب

(نصاري)

مدري اشگال من نزله ابگبره

فوگ الوجن ظل يسكب العبره

عفه گلب الحسين اشكثر صبره

لَونّه من صخر چا صار نصين

(فائزي)

اتخوصر عله گبر الحسين مهجة المختار

يجذب الونه والدمع بالخدِّ نثّار

اينادي يخويه موحشه ابيوتك عليه

والدهر بعدك يا عضيدي خان بيه

مگدر على طبة المنزل هالعشيه

وانظر أيتامك بالكسيره يا حمه الجار

شاگول لو گالوا يعمي وين ابونه

او شلبصر لو زينب تلگتني حزينه

تلطم على الهامه او تگول الحسن وينه

اتضيِّق عليه الواسعه واتزيد الافكار

أقول: هذا موقف الحسين على قبر أخيه الحسن أما محمد بن الحنفية فقد وقف على قبر أخيه باكيا وهو يقول: رحمك الله يا أبا محمد لئن عزت حياتك فلقد هدت وفاتك وكيف لا وأنت سليل الهدى وحليف أهل التقى ورابع

١٧١

أهل الكساء رُبيت في حجر الإسلام ورضعت من ثدي الإيمان ولك السوابق العظمى والغايات القصوى فعليك السلام فلقد طبت حيا وميتا(١) .

(نصاري)

يگله يا عضيدي يبو امحمد

كبدك من نجيع السم تمرَّد

يخويه اليوم طاغي الشام عيَّد

وعله گلبي يخويه اتراكم الهم

(أبوذية)

يخويه يمن للدين منساك

ياهو اللي تجره اعليك منساك

يبحر الجود طول العمر منساك

الگلب ينعاك والدمعه جريه

***

لهفي لنعشك والعداةُ تنوشُه

بسهامِ حقدٍ بارزٍ وكَمين

أَاُخيَّ إنّ الحزنَ بعدك سرمدٌ

والوجدَ مني ما حَيَيتُ قريني

____________________

(١) - معالي السبطين ج١ للحائري (ره).

١٧٢

الإمام

علي بن الحسين

عليه‌السلام

١٧٣

١٧٤

المجلس الأول: القصيدة: من أرجوزة للشيخ محمد حسين الأصفهاني النجفي

المجلس الثاني: القصيدة: لأحد الأدباء

المجلس الثالث: القصيدة: للسيد صالح القزويني النجفي

المجلس الرابع: القصيدة: للشيخ محمد رضا العزاوي النجفي ت: ١٣٨٥ه

١٧٥

١٧٦

المجلس الأول

القصيدة: من أرجوزة للشيخ محمد حسين

الأصفهاني النجفي

سبحانَ مَن أبدع في الإيجادِ

بسرِّه المودَعِ في السجادِ

أبان سرَّ الحقِّ والحقيقهْ

بصورةٍ بديعةٍ أنيقهْ

يُفصح عن مقام سرِّ الذاتِ

يُعرب عن حقائق الصفاتِ

وفي العبودية والعبادهْ

في غاية السموِّ والسيادهْ

وصبرُهُ الجميل في المصائبِ

وحملُه من أعجب العجائبِ

ونال من ذوي القلوب القاسيهْ

مالا تُطيقه الجبالُ الراسيهْ

شاهد بالطف من الضائعِ

مالا امضَّ منه في الفجائعِ

شاهد رضَّ هيكلِ التوحيدِ

بعاديات الشركِ والجحودِ

رأى اضطرامُ النارِ في الخباءِ

وهو خِباء العزِّ والإباءِ

رأى هجومَ الكفر والضلالهْ

على بنات الوحيِ والرسالهْ

رأى فرارَهن في البيداءِ

وهو عليه أعظمُ الأرزاءِ

شاهد في عقائل النبوهْ

ما ليس في شريعة المروَّهْ

من نهبها وسلبِها وضربِها

ولا مجيرّ قطُّ غيرَ ربِها

وما رآه في دمشقَ الشامِ

أدهى من الكلِّ على الإمامِ

١٧٧

ولا تَسَل عمَّا رأى من الأذى

يا حبذا الموتُ المريحُ حبَّذا

وما انقضى بكاؤه حتى قضى

حياتَه وهو حليفُ للرضا

وكيف لا يبكي وقد شاهد ما

بكت به عينُ السماءِ بالدما

وفي ذُرى العوالمِ العُلويهْ

اُقيمتِ المآتمُ الشجيهْ(١)

(مجردات) (٢)

ليل انهار والدمعه جريه

على والده نجل الزچيه

الخلوه عاري اعله الوطيه

او زينب تنخّي أهل الحميه

داست احسين اخيول اميه

او يبچي العماته السبيه

المشوها للطاغي هديه

او هاذي عليه اعظم رزيه

ظل يبچي لحدود المنيه

لمن سموه اولاد الدعيه

(أبوذية)

المصايب بس على السجاد تنصاب

ابيوم الموزمه بالمرض تنصاب

المآتم الك يا مولاي تنصاب

اشچم شده شفت واشچم رزيه

مقتطفات من مصائب كربلاء المتعلقة

بالإمام علي بن الحسينعليه‌السلام

لقد ذكرت الأخبار المستفيضة: أن الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام بكى على أبيه الحسينعليه‌السلام بقية عمره الذي عاشه بعد واقعة الطف وهو أربع وثلاثون سنة وكانعليه‌السلام يقول: كلما نظرت إلى أخواتي وعماتي خنقتني العبرة

____________________

(١) - ديوان محمد حسين الأصفهاني، الموسوم بالأنوار القدسية.

(٢) - للمؤلف.

١٧٨

وذكرت فرارهن من خيمة إلى خيمة والمنادي ينادي أحرقوا بيوت الظالمين على أهلها.

والسر في حزنه وبكائهعليه‌السلام معلوم لأن هذا الإمام عايش أحداث كربلاء كلها فما من مصيبة وقعت في تلك الواقعة إلا وكان هو أحد المفجوعين بها فقد رأىعليه‌السلام مصرع أصحاب أبيه الواحد بعد الآخر ومصرع أخوته وعمومته وابناء عمومته كما كان يسمع نداءات أبيه: هل من ناصر ينصرنا هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله وبعينيه رأى كيف تعلقت تلك النساء الفاقدات بأبيه عند الوداع هذه تقبل يديه وتلك تقبل رأسه وتلك تصرخ إلى أين يا حمانا إلى أين يا رجانا والحسينعليه‌السلام يرد عليهن عليكن بالصبر فهذا آخر الوداع وقد قرب منكن الافتجاع.

أما المصيبة العظمى فكانت مذبح أبيهعليه‌السلام الذي ذبحه شمر بن ذي الجوشن وداست الخيول على صدره وعندما جاءت إليه عمته زينبعليها‌السلام وكان القوم أحرقوا الخيام بالنار وهي تقول: عمة ماذا نصنع؟ قال:عليه‌السلام عمة فروا على وجوهكن في البيداء.

يبكي أباه بلوعة

والجسم بالأسقام ناحلْ

أتراه ينسى ما جنت

حرب على الصيد الاماثل

ينسى الجسوم على الثرى

نهب القواضب والعواسل

والقوم فوق صدورها

من فارس يعدو وراجل

ينسى كريماتِ الرسالةِ

حسراً فوق الهوازل

وقد رأىعليه‌السلام العديد من أطفال بني هاشم قد ماتوا سحقاً بأرجل

١٧٩

الخيل(١) أو ماتوا من العطش(٢) .

وأما سلب عماته وأخواته فإنهعليه‌السلام شاهد كل ذلك وهو لا يستطيع حتى القيام من شدة المرض الذي ألمَّ به فضلا عن أن يرد عنهن الأعداء ولكن هذه المشاهد كانت تؤلمه كلما تذكرها بل ما كانت تغيب عن باله.

لقد تحمَّل من أرزائِها محنا

لم يحتملها نبيٌّ أو وصيُّ نبي

ولما حملوا مخدرات الرسالة إلى الكوفة لسبيهن كانعليه‌السلام معهن وكان عليلا قد أخذ الضعف مأخذا من جسده. قال الراوي فلم يتمالك الإمام الركوب من شدة الضعف فأخبروا ابن سعد فقال: قيدوا رجليه من تحت بطن الناقة ففعلوا ذلك(٣) . هذا وقد سمععليه‌السلام ينشد في الشام:

اُقاد أسيرا في دمشقَ كأنني

من الزنج عبدٌ غاب عنه نصيرُ

وجدي رسولُ اللهِ في كلِّ مشهدٍ

وشيخي أميرُ المؤمنينَ وزير

فيا ليت أمي لم تلدني ولم أكنْ

يراني يزيدٌ في البلاد أسير

وعن دخولهم على يزيد يقولعليه‌السلام أدخلونا ونحن مربقون بالحبال الحبل ممدود من عنقي إلى كتف عمتي زينب وباقي البنيات.

نعم: فيا بنفسي كم كابدعليه‌السلام من مصائب عظيمة وتحمل من رزايا

____________________

(١) - منهم: عاتكة بنت مسلم بن عقيل وأمها رقية بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ومنهم أم الحسن وأم الحسين بنتا الإمام الحسن المجتبى وأمهما أم بشر بنت مسعود الأنصارية. راجع كتاب وفاة الإمام السجاد ص٢١ للشيخ حسين القديحي البلادي.

(٢) - سعد وعقيل ابنا الرحمن بن عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام وأمهما خديجة بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام المصدر السابق نقلا عن مقتل الشويكي.

(٣) - وفاة الإمام السجادعليه‌السلام ص٢٥.

١٨٠