سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٤

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 460

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 460
المشاهدات: 112305
تحميل: 6488


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 460 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 112305 / تحميل: 6488
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

جسيمة تندك لبعضها شامخات الجبال وتشيب لقليلها رؤوس الأطفال.

لله قلبُ ابنِ الحسينِ

وصاحبِ الحزنِ الطويلِ

ماذا تحمَّل من مصائبَ

بعد والدِه القتيل

أقول بعد تلك المصائب العظيمة يدس إليه الوليد بن عبد الملك لعنه الله السم القاتل فيرديه صريعا على فراشه يقبض يمينا ويمد شمالا من ألم السم، أي وا إماماه، وا سيداه، وا علياه، وا مسموماه.

حتى قضى بعد العنا

بالسم مفطور الغَليلِ

ومضى عن الدنيا نقيَّ الثوبِ

ذو المجدِ الأَثيل

(مجردات) (١)

گوَّض علي السجاد مهموم

او منه الچبد ويلاه مسموم

والباقر ابنه اشلون مالوم

والدمع ويلي اعليه مسجوم

واينادي بويه اهنا يمظلوم

هاذي مظلمه دار العلوم

او تبچي العيال اعليك بدموم

(تخميس)

بقتلك لا كهفٌ إذا الدهرُ نابني

وبعدك لا أقوى على ما أصابني

ومن يَرعَني قَدما أراه أراعني

أبي قد سطا دهري عليَّ وخانني

وما كان عهدي بالزمان يخون

____________________

(١) - للمؤلف.

١٨١

المجلس الثاني

القصيدة: لأحد الأدباء

فوا لهفاهُ للسجاد مضىً

برته سمومُه بريَ القُداحِ

تُذكِّره السمومُ لظى سمومٍ

يكابدها أبوه لدى الكفاح

فيسلو سمَّه بلظى أبيه

وما ذكرُ السمومِ بمستراح

ويذكر إذ تُجرعه سمومٌ

أباه حين اُثخن بالجراح

إلى أنْ سمُّه استوفي قُواه

فاُطفأ منه مصباحُ الفلاح

قضى السجادُ مظلوما بسمٍّ

فما طِيبُ الكَرى لي من مباح

قضى السجادُ فالصدقاتُ سرا

تُقيم عليه مأدُبةَ النياح

قضى عينُ الحياةِ فأيُّ عينٍ

عقيبَ العينِ تَبخَل بالسَفاح

قضى فالحقُّ منه في مَضيقٍ

وضيقُ الكفرِ منه في انفساح

وصدرُ العلم في حَرَجِ اكتئابٍ

وصدرُ الجهلِ منه في انشراح

بكتْه الجامداتُ فلا عجيبٌ

بأنْ تبكي بألسنةٍ فِصاح(١)

(موشح)

هم مصايب كربله او هم علته

وفگد اخوته او ذبح ابوه او غربته

وگطَّعوا بالسم يويلي كبدته

ليش ابن حامي الحمه يسمونه

____________________

(١) - رياض المدح والرثاء ص٧٤٨.

١٨٢

يا علي السجاد تبگه امصيبتك

او كل وكت تنصب مناحه شيعتك

سيدي او لازم نشيِّد حضرتك

او نوصلك رغم الذي ايمنعونه

بعد يا جرح البقيع انزف او جور

اشوكت يخمد غضب حسرات الصدور

يا وسافه موشحه اربع اگبور

ابحكم زمره حاقده او ملعونه

يا فرج الله يا صاحب العصر والزمان متى تظهر لتطلب بثارات أجدادك؟!

(تخميس)

جرّد حسامك جدد في الورى أملا

بالعدل والقسط واعمر بالهدى دولا

واطلب من القوم يا ابن الأوصيا ذحلا

واكحل بطلعتك الغرا لنا مقلا

يكاد يأتي على إنسانها الرمدُ

شهادة الإمام زين العابدينعليه‌السلام

قال الحائري في نور الأبصار: كتب الحجاج - وكان واليا على الحجاز - إلى عبد الملك بن مروان: إذا أردت أن تثبت ملكك فاقتل علي بن الحسين، فكتب إليه عبد الملك:

أما بعد فجنبني دماء بني هاشم وأحقنها فإني رأيت آل أبي سفيان لما أولغوا فيها لم يلبثوا إلى أن أزال الله الملك.

فلما هلك عبد الملك وجلس ابنه الوليد على سرير الخلافة جعل يحتال في قتل إمامنا زين العابدينعليه‌السلام ولذلك بعث سماً قاتلاً إلى والي المدينة وأمره أن يقتله بالسم سرا، ففعل الوالي فلما سُقي إمامنا زين العابدين السم مرض مرضا

١٨٣

شديدا وصار يغشى عليه ساعة بعد ساعة حتى كانت ليلة وفاته(١) غشى عليه في تلك الليلة ثلاث مرات فلما أفاق من غشيته الأخيرة تلا هذه الآية: (الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العالمين).

ثم دعا ولده الباقرعليه‌السلام وأوصى إليه بوصاياه فأول ما أوصاه كما قال الباقرعليه‌السلام ضمني أبي إلى صدره الشريف وقال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي الحسين حين حضرته الوفاة وقال: إن أباه أوصاه به، قال: يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله، وقال: يا بني إذا مت فلا يلي غسلي غيرك، فإن الإمام لا يلي غسله إلا إمام مثله يكون بعده.

وقال السيد المقرم في كتابه (حياة الإمام زين العابدينعليه‌السلام ) ثم أخرج سفطا وصندوقا وأمر أبا جعفر الباقرعليه‌السلام بحمله إليه ولما طلب منه بعض أخوته الميراث مما فيه قالعليه‌السلام : لم يكن فيه مما ترثونه، إن فيه سلاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإذا أراد أن لا يصل إلى المسلمين من المشركين نشابة وضعه بينهم والتابوت الذي جاءت به الملائكة وإن مثل السلاح فينا كمثل السلاح في بني إسرائيل فمن وقف التابوت على باب دارهم أوتوا النبوة فكذلك السلاح في أهل البيتعليهم‌السلام فمن كان عنده أوتي الإمامة وإن الدرع الذي يلبسه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يكون على كل إمام بلا زيادة ولا نقصان، وإن صاحب هذا الأمر لو أراد أهل السماوات والأرض أن يحملوه عن موضعه الذي وضعه الله لم يستطيعوا ثم دعا بماء ليتوضأ فجاء الإمام الباقر إليه بالماء فتوضأ وكان في تلك

____________________

(١) - الليلة الخامسة والعشرون من سنة ٩٥ه.

١٨٤

الليلة يقول لولده الباقرعليه‌السلام هذه الليلة هي التي وعدتها فإذا قضيت نحبي فغسلني وحنطني وادفني، ثم مدوا عليه الثوب وفاضت روحه، رحم الله من نادى: وا إماماه، وا مسموماه، وا سيداه(١) .

(نصاري)

طول الليل ما فتر ونينه

بعد ما صد لبو جعفر ابعينه

يبويه امودعين الله گضينه

بچوا حنَّوا حنين افراگ شفجين

اويلي من گضه السجاد يومه

حن امحمد او هاجت اهمومه

يحگله لو بچه او منهو اليلومه

فارگ طود عز او علم للدين

(مجردات)

يگلبي اعله ابو الباقر تسلّه

خلَّف ابلب احشاي علَّه

وارتج عليه الكون كله

والباقر اينوح او يگلَّه

اخلافك تصيب الدين خلَّه

او تمسي أهل بيتك ابذلَّه

(أبوذية)

علي حايز مراجلها وسمها

علامه الغصص يجرعها وسمها

گضه والجامعه ابچبده وسمها

او سمّه بالچبد ناره سريه

***

لهفَ نفسي عليه ما زال يبكي

فتيةً في الطفوف تلقى المنونا

____________________

(١) - نور الأبصار للشيخ محمد مهدي الحائري. حياة الإمام زين العابدينعليه‌السلام للسيد عبد الرزاق المقرم.

١٨٥

المجلس الثالث

القصيدة: للسيد صالح القزويني النجفي

ألا يا أمينَ اللهِ وابنَ أميِنه

على خلقه العافي به والمقاقبُ

لك الحَجَرُ الميمونُ دون محمدٍ(١)

مقرٌ بفرض الودِّ جهرا مخاطب

ولما استلمت الركنَ للهِ ساعيا

عليك انحنت بالاستلام الجوانب

فدان ابنُ مروانٍ لعزِّك خاضعا

كما لك دانت عجمُها والأعارب

رضاكَ رضا الباري وسخطك سخطه

وفي محكم التنزيل وُدك واجب

فيا ليت لا كان الطريدُ ولم تكن

تنوبُك من آل الطريدِ النوائب

ودسَّ إليك السمَّ غدرا بمشرب

وليدٌ فلا ساغت لديه المشارب

فيالأَمامٍ محكمُ الذكرِ بعده

تداعت له أركانُه والجوانب

____________________

(١) - هو محمد بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام الشهير بابن الحنفية والقصة كما ذكر أن خصومة وقعت بينه وبين الإمام السجاد أيهما أحق بميراث عليعليه‌السلام فاتفقا على أن يذهبا إلى البيت الحرام ويسلما على الحجر الأسود فمن ردعليه‌السلام فهو أحق بالميراث (الإمامة) فلما سلم محمد على الحجر الأسود لم يجب ولما سلم علي بن الحسينعليه‌السلام أتاه الجواب فكان ذلك سببا لإقرار محمد بالحق وقال بعضهم: ان محمدا اصطنع ذلك ليظهر فضل الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام بهذه الوسيلة وهو لم يكن شاكا في إمامته وهذا ما أميل إليه لوجود شواهد كثيرة تؤكد على ان ابن الحنفية فوق كل الشبهات وأقل ما نقول في حقه انه وصي الحسينعليه‌السلام على المدينة والنائب عنه في إدارة شئون الثورة والثوار.

١٨٦

ويالسقيمٍ شفَّه السُقمُ والبكا

ويالنحيلٍ أنحلتْه المصائب

ويا لفقيدٍ قد أقامت مآتما

عليه المعالي فهي ثكلى نوادب

فلا عجبٌ بيتُ النبوةِ إن دَجا

ومن أفقه بدرُ الإمامةِ غارب

ولله أفلاكُ البقيعِ فكم بها

كواكبُ من آلِ النبيِّ غوارب

حوت منهمُ ما ليس تَحويه بقعةٌ

ونالت بهم ما لم تَنلْه الكواكب(١)

(نصاري)

اويلي اعلى العليل المات بالسم

عگب ذاك اليسر والهظم والهم

عگب ذيچ الهظيمه ومحنة الطف

او يسره البي تگيَّد والتكتف

ونّه ما بطل ساعه ولا خف

لمن كبده يويلي انمرد بالسم

گام او غسله الباقر ابايده

او شاف الجامعه امأثره ابجيده

او شاف الساگ بيه اشعمل گيده

گعد يبكي او على حاله ايتهظم

الإمام زين العابدين يحدث ابنه الباقر

(عليهما‌السلام )

قال الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام لولده أبي جعفر الباقرعليه‌السلام مر بي أبي الحسين(٢) وهو يقول: ولدي عجل فإنّا منتظرون فما أمامك خير. وفي كتاب وفاة الإمام السجاد للمرحوم سليمان البلادي: فلما سرى السم في بدنه الشريف وتيقن حلول أمر الله تعالى به وانقطاع أجله أقبل على ولده وخليفة الله من بعده أبي جعفر محمد الباقرعليه‌السلام وقال له يا بني إن الوعد الذي وعدته

____________________

(١) - المجالس السنية ج٢، ص٤٣٤ محسن الأمين.

(٢) - المقصود في عالم الرؤيا.

١٨٧

قد قرب فأوصيك يا بني في نفسك خيرا واصبر على الحق وإن كان مرا فإنه لتحدثني نفسي بسرعة الموت لقوله تعالى:( أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَ اللَّهُ يَحْکُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُکْمِهِ وَ هُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ‌ ) (١) وكانعليه‌السلام يقرأ القرآن وهو في حالة الاحتضار ثم أشرق من وجهه الشريف نور ساطع يكاد يخطف الأبصار ثم نادى يا أبا جعفر عجل ففاضت نفسه الشريفة فلطم الباقر رأسه ورفع صوته بالبكاء وضج أهله وعياله وضجت المدينة بالبكاء والعويل وكان كيوم مات فيه رسول الله فأخذ في تجهيزه ولده الباقر وأعانته على غسله أم ولد له وبينما كان إمامنا زين العابدين على ساجة المغتسلا ممدودا وأبو جعفر يغسله إذ تنحى أبو جعفر جانبا وأخذ في البكاء فقيل له ما يبكيك يا ابن رسول الله؟ قالعليه‌السلام : أبكي لما أرى من آثار الجامعة التي وضعت على صدره والغل الذي في يديه(٢) .

(مجردات)

من غسّله او دمعه يهله

صد او نظر لن السنسله

ابرگبته امأثره او اثر غلّه

يوم السحب نطعه خولَّه

چتّفه او لحّد گال خلّه

وبعد التغسيل والتكفين أخرجت جنازة الإمام للصلاة عليها فصلى عليه الإمام الباقرعليه‌السلام وصلى الناس عليه البر والفاجر والصالح والطالح وانهال الناس يتبعون الجنازة حتى لم يبق أحد إلا وشارك في تشييعه ودفن في البقيع مع عمه

____________________

(١) - سورة الرعد ، الآية: ٤١.

(٢) - وفاة السجاد للشيخ حسين القديحي.

١٨٨

الحسنعليه‌السلام (١) .

بأبي الذي عاشت بنعماه

اليتامى والأراملْ

حتى قضى وبجيده

أثر الجوامع والسلاسل

ومضى قتيلا وابن مروا

ن له بالسم قاتل

لم يبق مذ هتف النعيُّ

بفقده أمل لآمل

فقدت بفقد أبي محـ

ـمد كل معروف ونائل

(نصاري)

شاله للبقيع او حفر گبره

يم عمه الحسن وامه الزهره

ظل اعليه يجري الدمع عبره

لمن سمّه هشام او مات بالسم

عليه صاحت الوادم فرد صيحه

او گام او غسله او حطه ابضريحه

بس جثة السبط ظلت طريحه

او بالخيل الصدر منه تهشم

(أبوذية)

الك شيعه بچت يحسين ورثت

او نارك بالگلب يحسين ورثت

يخويه داركم للحزن ورثت

او عليك النوح كل صبح او مسيه

(تخميس)

لقد برزت ولهى تنوح عميدها

وقد خدَّ قاني الدمع بالحزن خدَّها

فواحدة تشكو إلى الجَدِّ وجدها

وأخرى بفيض النحر تصبغ وجهها

وأخرى تفدِّيه وأخرى تقبّلُ

____________________

(١) - الإمام زين العابدينعليه‌السلام للسيد المقرم. نور الأبصار للحائري. المجالس السنية ج٢ للسيد محسن الأمين.

١٨٩

المجلس الرابع

القصيدة: للشيخ محمد رضا العزاوي النجفي

ت: ١٣٨٥ه

ما للهموم تراكمتْ بفؤادي

أظعونَ مَن أهوى حداها الحادي

وديارُهم ظلَّتْ غواسقَ بعدما

كانت شوارقَ من سناها الودي

فكأنها أبياتُ آلِ المصطفى

لما خَلَتْ عن أهلها الأمجاد

حيرانَ حرّانَ الحشا مما لَقِيْ

من محنةٍ هارت ذُرى الأطواد

أعني به زينَ العبادِ ومَن دُعي

دون الورى بالسيِّد السجاد

هو حجةُ اللهِ ارتضاه لخلقِه

وأبو الأئمةِ عِلَّةُ الإيجاد

ومَن الذي عاشت بنيل أكفِّه

أهلُ الرجا من عاكفٍ أو بادي

ويُنيلها الأقواتَ لا يدرونها

من أيِّ بيتٍ قد أتت أو نادي

حتى سقته السمَّ آلُ أميةٍ

فقضى سميمَ الضِعنِ والأحقاد

لم يَكفهم ما جرَّعوه بكربلا

من فادحٍ قد فتَّ للأكباد

قد قطَّع السمَّ الذُعافُ فؤادَه

قطعا فليت به اُصيبَ فؤادي

فمضى حميدَ الذكرِ غيرَ مذمَّمِ

عفَّ المآزرِ طاهرَ الأَبراد

قد أعولت أملاكُها لمصابه

وتبدَّلَ التسبيحُ بالتعداد(١)

____________________

(١) - حياة الإمام زين العابدين ص٤٢٦ عبد الرزاق المقرم.

١٩٠

(نصاري)

آيا علّة السجاد علّه

مدامه اينوح ما والله تسلّه

لما بالنوح گضّه العمر كله

ما هوّد اولا نشفت الجفنين

اشكثر لوعات ضاگ امن آل اميه

ما خلوه بس يبچي اعله ابيه

تالي الوكت ودّوله خفيه

ابسم ساعه اشكثر جاروا اعله الدين

بين ناقة الإمام السجاد وجواد الحسين

(عليهما‌السلام )

قال إمامنا السجادعليه‌السلام عند الوفاة لأبي جعفر الباقرعليه‌السلام : إني حججت على ناقتي هذه عشرين حجة لم أقرعها بسوط فإذا نفقت فادفنها ولا يأكل لحمها السباع فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج إلا جعله الله من نعم الجنة وبارك في نسله فلما دفن الإمام زبن العابدينعليه‌السلام فلم تلبث أن خرجت الناقة إلى القبر فضربت بجرانها الأرض ورغت رغاء عاليا وهملت عيناها فأخبر بذلك الإمام الباقرعليه‌السلام فجاء إليها وقال لها: مه الآن وقومي فقامت ودخلت موضعها فما مضت إلا هنيئة إذ خرجت الناقة ثانية ورغت رغاء عاليا وضربت بجرانها القبر وهملت عيناها فأخبر الباقرعليه‌السلام ثانية فقالعليه‌السلام : دعوها فإنها مودعة فلم تلبث إلا ثلاثة أيام حتى نفقت وماتت فأمر الباقرعليه‌السلام بدفنها فدفنت.

أقول: وأعجب مما فعلته هذه الناقة ما فعله جواد الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء وماذا فعل الجواد؟ قال الراوي: لما سقط الحسين من على ظهر ذلك الجواد إلى الأرض نادى عمر بن سعد عليّ بالفرس فإنه من جياد خيل رسول

١٩١

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فركبت الفرسان في طلبه فجعل الفرس يرمح بيديه ورجليه فقال ابن سعد دعوه لننظر ما يصنع؟ فلما أمن الطلب جاء يتخطى القتلى قتيلا بعد قتيل حتى وصل إلى مصرع الحسين فصار يجمع العنان بفمه ويضعه في كف الحسين - ليقوم - فلما آيس من نهوض الحسين جعل يشم الحسين عرفه ويلطخ ناصيته بدم الحسين وتوجه نحو الخيام وهو يقول بصهيله: الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها. فلما وصل إلى خيمة النساء جعل يضرب برأسه الأرض عند باب الخيمة ولم يزل يضرب حتى مات وإلى هذا أشار الإمام الحجة (عج) في زياة الناحية المنسوبة إليه: فلما نظرن النساء إلى الجواد مخزيا والسرج عليه ملويا خرجن من الخدور ناشرات الشعور على الخدود لاطمات وللوجود سافرات وبالعويل داعيات وبعد العز مذللات وإلى مصرع الحسين مبادرات.

(تخميس)

ونعشٍ بنات الوحي حسرى تؤمُهُ

بعبرة ثكلى راعها الخطب عُظمه

كأن رسول الله بالطف جسمه

فواحدة تحنو عليه تضمه

وأخرى عليه بالرداء تضلل

(نصاري)

تشم احسين تتخضب ابجرحه

او لن الشمر يدفعها ابرمحه

گومي يو أذبحچ فوگ ذبحه

وأخلّيها ابطول الدهر تذكر

ثم التفتت زينب إلى عمر بن سعد فصاحت: أي عمر أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه فصرف وجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته ثم قالت: ويحكم أما فيكم مسلم؟ فنادوا بجوابها: انزلوا إلى الحسين وأريحوه فنزل إليه شمر

١٩٢

وزينب تنادي: وا أخاه، وا حسيناه، وكأني بها تخاطب الشمر(١) :

(نصاري)

هوت يمه تشم كسر البضلعه

أخوي الما طبع يشبه الطبعه

غابت روحها او فزت تودعه

او لن راسه ابراس الرمح يزهر

(أبوذية)

يظالم شلك عند احسين يرعن

ابيتاماه بگت نسوان يرعن

امصايب فوگ ذاك الحزن يرعن

ابيوم الطاع واشرف عالمنيه

(تخميس)

نثرتُ دموع الحزن من دون منَّةٍ

تردت رداء الأرجوانٍ بحرقةٍ

ويممت طرفي للطفوف بحجَّةٍ

وإن قصد الحجاج بيتاً بمكةٍ

وطافوا عليه والجريح ذبيحه

(تخميس)

وقفتُ على خير الديار مسلِّما

ونفلي بها بعد الفروض متمِّما

وقد صار غسلي دون ماء تيمما

فإني بوادي الطف أصبحت محرما

أطوف ببيت والحسين ذبيحه

____________________

(١) - الإمام زين العابدينعليه‌السلام للسيد عبد الرزاق المقرم. نور الأبصار للحائري. مقتل الحسين للسيد عبد الرزاق المقرم.

١٩٣

١٩٤

الإمام

محمد الباقر

عليه‌السلام

١٩٥

١٩٦

المجلس الأول

القصيدة: للسيد محسن الأمين

يا أقُبراً منها البقيعُ اغتدى

يسمو سنام الفلكِ الدائرِ

سقاكِ يا أقبرا ربُّ السما

من الحَيا بالصيِّبِ الماطر

لا ينقضي وجدي ولا حسرتي

لساكني مربَعِكِ العاطر

جلت مصيبتُه على كلّ الورى

فالكل بات لها بطرف ساهرِ

يذري الدموعَ على مصيبة سيدٍ

من آلِ احمدَ بَزَّ كلَّ مُفاخر

لله أيُّ مصيبة جلَّت فلا

يُلفى لها في الكون بعضُ نظائر

ذهبت بركن الدينِ مصباحِ الهدى

غوثِ المؤمَّلِ والإمامِ الطاهر

الصبرُ عزَّ لها فكم من جازع

تهفو جوانحُه ولا مِن صابر(١)

(موشح)

يالتناشدني ابهليوم اشسده

والد الصادق گضه ابسم العده

غسِّله او كفّنه الصادق والدموع

تجري واعليه انحنت منه الضلوع

شيّعه او واراه واخلافه الربوع

بگت وحشه امن انفگد بحر النده

صدگ إلنه اعليه نوح او إلنه ويد

لكن ابتشييعه من نسمع نهيد

____________________

(١) - المجالس السنية ج٢، ص ٤٥٨/٤٥٩.

١٩٧

ما بگت جثْته على حر الصعيد

مثل جده من الثياب امجرده

الباقر اعليه بالمدينه النوح ثار

والمياتم ليل منصوبه او نهار

او جدهّ وجّوا بالخيم من بعده نار

شِي او شِي هجمت الثقله اتفرهده

(أبوذية)

بيني او بين اخوي الگوم حاله

يجدي اتعال شوف احسين حاله

گطع راسه عليه الشمر حاله

وهو عطشان ما ضاگ الاميه

الإمام محمد الباقرعليه‌السلام ومأساة كربلاء

لقد مرت على صاحب الذكرى الإمام محمد الباقرعليه‌السلام مصائب كثيرة وكبيرة رافقته منذ سني حياته الأولى فإنهعليه‌السلام ولد في سنة ٥٧ ه وفي النصف الثاني من سنة ٦٠ ه بدأت فصلو كربلاء تلوح في الأفق والإمامعليه‌السلام يرصد ذلك وهو يعلم أن المأساة الكبرى تقترب من أهل البيت بمن فيهم هو سلام الله عليه. ولما كانت هجرة جده الإمام الحسينعليه‌السلام من المدينة إلى مكة كان الإمام الباقر وهو ابن ثلاث سنين معه يسمع مخاطباته وما يريده القوم منه وتهديدهم له بالموت. ولما أرادوا قتل جده في مكة كان قريبا من ذلك الحدث وكان يسمع كلماته التي ملأت الأسماع: كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن مني أكراشا جوفا وأجربه سغبا.

وفي الطريق إلى كربلاء كان يرى بأم عينيه محاصرة الجيش الأموي لهم. ولما وقعت الواقعة وحدثت الجزرة بحق آل محمد كانعليه‌السلام يومها طفلا صغيرا ولكن ليس كبقية الأطفال كان يرى عمه علي الأكبر تارة يقع على الأرض

١٩٨

صريعاً ويرى جده واقفا على رأسه ينادي ولدي علي على الدنيا بعدك العفا... وا ولداه، وا علياه.

وأخرى ينظر بعينيه إلى جده وقد أتى بغلام لم يبلغ الحلم ذلك هو القاسم حاملا له على صدره ورجلاه تخطان في الأرض لعظم المصيبة على أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام وإذا بالغلام مفلوق الهامة قد أصطبغ جمال وجهه بالدماء والحسين عند رأسه يبكي ويقول: هذا يوم كثر واتره والله وقلَّ ناصره بني قاسم بعداً لقوم قتلوك أتراهم ما عرفوا من جدك وأبوك.

وتارة أخرى ينظر إلى جده وهو منحن على عضيده وقائد جيشه أبي الفضل العباس وهو مقطوع الكفين والسهم نابت في العين مناديا الآن انكسر ظهري وقلَّت حيلتي وشمت بي عدوي.

ثم رأى جده وحيدا لا ناصر له ولا معين وهو يسمعه مستغيثاً: هل من ناصر ينصرنا هل من ذاب فيذب عنا هل من راحم يرحم آل الرسول فلم يجبه أحد من القوم وكانت استغاثات جده تمزق قلبه المقدس.

وعندما دعا إلى الوداع أحاطت به نساؤه من كل جانب وكان الباقر من جملة من ودع جده. وكأني به مخاطبا جده إلى أين تمضي وتتركنا بين هؤلاء القوم الذين لا رحمة عندهم ولا رأفة في قلوبهم؟

وبرز الحسينعليه‌السلام إلى القتال فما هي إلا سويعات حتى علت غبرة واسود الفضاء وزلزلت الأرض فجاء الإمام الباقر مع بقية الأطفال والنساء إلى الإمام السجاد الذي كان عليلا لا يقوى على القيام وهم يقولون: ماذا نصنع؟ وإذا بالجواب فروا على وجوهكم في البيداء فقالوا له: ولِمَ؟ ماذا جرى؟ قال

١٩٩

عليه‌السلام ذلك رأس والدي الحسين على رمح طويل.

وزُلزلت الأرضون وارتجتِ السما

وكادت لها أفلاكُها تتعطل

ورأى سلب النساء وضربهن بالسياط وسبيهن من بلدة إلى بلدة ومن ظالم إلى ظالم:

ومن بلدةٍ تُسبى إلى شرَّ بلدةٍ

ومن ظالم تُهدى إلى شرِّ ظالمِ

(أبوذية)

الباقر چم رزيه وگف ياره

ابيوم الطاح جدَّه احسين ياره

يا مولاي بسَّك صاح ياره

أخاف اعليك تدناك المنيه

وبعد تلك المشاهدات الأليمة رأى مصائب عظيمة جرت على أهل البيتعليه‌السلام لاسيما على أبيه الذي قتلوه مسموما وكان الإمام الباقرعليه‌السلام هو الذي جهز والده فغسله وحنطه وكفنه وصلى عليه ودفنه. وبعد ذلك عمد اللئم هشام بن عبد الملك إلى إمامنا الباقر فوضع له سما قاتلا أرداه صريعا وكانعليه‌السلام أثناء مرضهعليه‌السلام يقبض يمينا ويمد شماله من شدة الألم حتى قضى نحبه ولقي ربه رحم الله من نادى وا إماماه وا سيداه وا مسموماه.

أفديه مسموما بسمٍّ قاتلٍ

أصمى الحُشاشة من بني ياسين

(نصاري) (١)

او الصادق گضه والچبد مسموم

(عگب ذيچ الهظيمه او ذيچ الهموم)

او عليه تنحب يويلي دار العلوم

والمحراب يبچي ابدمع أحمر

____________________

(١) - للمؤلف.

٢٠٠