سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٤

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 460

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 460
المشاهدات: 112230
تحميل: 6487


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 460 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 112230 / تحميل: 6487
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

المجلس الثاني

القصيدة: للسيد محسن الأمين

تبكي العيون بدمعِها المتورِّدِ

حزناً لثاوٍ في بقيع الغرقدِ

تبكي العيونُ دما لفقد مبرَّزٍ

من آل أحمدَ مثلُه لم يُفقَد

أيُّ النواظرِ لا تفيضُ دموعُها

حزنا لمأتمِ جعفرِ بنِ محمد

الصادقِ الصدِّيقِ بحرِ العلمِ مصـ

ـباحِ الهدى والعابدِ المتهجد

رزءٌ له أركانُ دينِ محمدٍ

هُدَّت ونابَ الحزنُ قلبَ محمد

رزءٌ له تبكي شريعةُ أحمدٍ

وتنوح معولةً بقلب مكمَد

رزءٌ بقلب الدينِ أثبتَ سهمَه

ورمى حُشاشةَ قلبِ كلِّ موحِّد

ماذا جنت آلُ الطليقِ وما الذي

جرَّت على الإسلام من صُنعٍ ردي

كم أنزلت مرَّ البلاءِ بجعفر

نجمِ الهدى مأمونِ شِرعةِ أحمد

كم شردتْه عن مدينةِ جدِّه

ظلما تجشِّمُه السرى في فَدفَد

لم يحفظوا المختارَ في أولاده

وسواهمُ من أحمد لم يُولَد(١)

(نصاري)

على المسموم يا گلبي تفطّر

او ذوب امن الهظم لاجله او تحسّر

____________________

(١) - المجالس السنية ج٢، ص٥١٦.

٢٢١

تفطّر يا گلب لمصاب جعفر

وانته يا جفن هل دمعتك دم

ابد ما عفه المنصور عنّه

لمن بالسم تگاضه النذل منه

گعد عنده اوليده او جذب ونّه

او سالت دمعته والدمع عندم

(أبوذية)

الما يعترف بسم الله وسمّه

ابسقر طاح السعه ابكتله وسمّه

اشلون اتجرع الصادق وسّمه

او عليه تنعى او تون الجعفريه

(أبوذية)

يالصادق يسمونك وتنصاب

او مآتم شيعتك تبني وتنصاب

او عليك ادموع تتجاره وتنصاب

او بسمك كل بلد نصبوا عزيه

محاولات المنصور العباسي لقتل الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام

قال العلامة المجلسي في بحاره: قال الربيع صاحب المنصور حججت مع أبي جعفر المنصور فلما كان في بعض الطريق قال لي: يا ربيع إذا نزلت المدينة فاذكر لي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين فو الله العظيم لا يقتله أحد غيري احذر أن تدع تذكرتي به قال: لما صرنا إلى المدينة أنساني الله عز وجل ذكره فلما صرنا إلى مكة قال لي: يا ربيع ألم آمرك أن تذكّرني بجعفر بن محمد إذا دخلت المدينة قال فقلت: نسيت ذلك يا مولاي يا أمير المؤمنين، قال: فقال لي: إذا رجعت إلى المدينة فذكرني به فلابد من قتله فإن لم تفعل لأضربن عنقك فقلت: نعم يا أمير المؤمنين ثم قلت: لغلامي وأصحابي ذكروني بجعفر بن محمد إذا دخلت المدينة فلم يزل غلماني وأصحابي يذكرونني به في كل

٢٢٢

وقت بين يديه وقتل: يا أمير المؤمنين جعفر بن محمد، قال: فضحك، وقال لي: نعم يا ربيع فاتني به ولا تأتني به إلا مسحوبا قال فقلت: يا مولاي حبا وكرامة وأنا أفعل ذلك طاعة لأمرك، قال: ثم نهضت وأنا في حال عظيم من ارتكابي ذلك، قالت: فأتيت الإمام الصادق جعفر بن محمد وهو جالس في وسط داره فقلت له: جعلت فداك إن أمير المؤمنين يدعوك قال دعني ألبس ثيابي، قلت: ليس إلى ذلك سبيل، قال: فأخذت بطرف كمه أسوقه حافيا حاسراً إليه فلما أدخلته عليه رأيته وهو جالس على سريره وفي يده عمود من حديد يريد أن يقتله به ونظرت إلى جعفر وهو يحرّك شفتيه فلم اشك أنه قاتله ولم أفهم الكلام الذي كان جعفر يحرك شفتيه به فوقفت أنظر إليهما.

فلما قرب منه جعفر بن محمد قال له المنصور ادن مني يا ابن عمي وتهلل جهه وقرَّبه منه حتى أجلسه معه على السرير ثم قال: يا غلام ائتني بالحقة فأتاه بالحقة فيه قدح الغالية فغلفه منها بيده ثم حمله على بغلة وأمر له ببدرة وخلعة ثم أمره بالانصراف.

هذه مرة دفع الله عز وجل عن إمامنا أبي عبد الله كيد المنصور ومرة أخرى دفع الله عنه كيده لما آلى على نفسه أو لا يمسي عشيته او يقضي على أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام .

يقول محمد بن عبد الله الاسكندري: قال المنصور الدوانيقي: آليت على نفسي أن لا أمسي عشيتي هذه أو أفرغ منه (من جعفر بن محمد) ثم دعا سيافا وقال له: إذا أنا أحضرت أبا عبد الله الصادق وشغلته بالحديث ووضعت قلنسوتي عن رأسي فهي العلامة بيني وبينك فاضرب عنقه.

٢٢٣

ثم أحضر أبا عبد الله في تلك الساعة ولحقته في الدار وهو يحرك شفتيه فلم أدر ما الذي قرأ فرأيت القصر يموج كأنه سفينة في لجج البحار فرأيت المنصور وهو يمشي بين يديه حافي القدمين مكشوف الرأس قد اصطكت أسنانه وارتعدت فرائصه يحمر ساعة يصفر أخرى وأخذ بعضد أبي عبد الله الصادق وأجلسه على سرير ملكه وجثا بين يديه كما يجثو العبد بين يدي مولاه ثم قال: يا ابن رسول الله ما الذي جاء بك في هذه الساعة؟ قال: أنت دعوتني. قال ما دعوتك والغلط من الرسول ثم قال: سل حاجتك فقال: أسألك أن لا تدعوني لغير شغل قال: لك ذلك وغير ذلك ثم انصرف أبو عبد الله.

وهكذا بقي المنصور يرسل خلف الإمام جعفر بن محمدعليه‌السلام وفي كل مرة يريد قتله ولكن لم يتمكن من قتله بنفسه لذا بعث سما قاتلا إلى والي المدينة محمد بن سليمان وأمره أن يعطيه السم بواسطة العنب فأخذ عنبا ووضعه في السم حتى صار مسموما فقدمه للإمام. وفعلا سمعليه‌السلام بذلك العنب المسموم ومرض مرضا شديدا ووقع في فراشه.

قيل: فدخل عليه أحد أصحابه فلما رأى الإمام مسجى على فراش الموت وقد ذبل فبكى فقالعليه‌السلام : لأي شيء تبكي؟ فقال: ألا أبكي وأنا أراك على هذه الحالة؟ فقال: لا تفعل فإن المؤمن يعرض عليه كل خير إن قطعت أعضاؤه كان خيرا له وإن ملك ما بين المشرق والمغرب كان خيرا له.

وفي جنات الخلود: سقي السم مرارا عديدة وفي آخر مرة سقي سما نقيعا

٢٢٤

في عنب ورمان(١) فمرض مرضا شديدا وعارضه وجع شديد في بطنه وأحشائه وأمعائه.

قال عمرو بن زيد: دخلت عليه أعوده فرأيته متكئا وقد أدار وجهه إلى الحائط والباب وراء ظهره فلما دخلت عليه قال: وجهني إلى القبلة، فوجهته وأردت أن أسأله عن الإمام بعده وعن الحجة فقال: لا أجيب الآن وستعلمن نبأه بعد حين ثم عرق جبينه وسكن أنينه وقضى نحبه ولقي ربه مسموما شهيدا صابرا محتسبا، أي وا إماماه، وا سيداه، وا صادقا.

(نصاري)

رده اليثرب او آمر بسمه

عگب ذيچ الهظيمه او فوگ همَّه

گضه مسموم وابنه اينوح يمه

او نصب له للعزه ابفرگاه ماتم

ثم غسله ولده الإمام الكاظم وحنطه وكفنه في خمسة أثواب وصلى عليه ثم دفنه عند والده وجده في البقيع وكان يوماً عظيما على المسلمين.

أقول وقد راحوا به يحملونه

على كاهل من حامليه وعاتقِ

أتدرون ماذا تحملون إلى الثرى

ثبيرا ثوى من رأسِ علياءَ شاهق

غداة حثا الحاثون فوق ضريحِه

ترابا وأولى كان فوق المفارق

يقول الراثي: أيها المشيعون أتحثون التراب على إمامكم وملاذكم وسيدكم لقد كان الأحرى بكم أن تحثوا التراب على رؤوسكم لأنكم دفنتم إمامكم بأيديكم وواريتموه تحت أطباق الثرى(٢) .

____________________

(١) - وفاة الإمام جعفر الصادق ص٣٧ للشيخ حسين بن الشيخ محمد البحراني.

(٢) - نور الأبصار للحائري. أئمتنا ج٢ للشيخ علي محمد علي دخيل.

٢٢٥

(موشح)

گام او غسله الكاظم او شگ لحده

او بيده نزله او ظل ينتحب عنده

بس احسين محد غسله وحده

ثلث تيام مطروح ابشهر عاشور

(أبوذية)

الچتل احسين دوم الدمع ينسل

او كل شيعي يحگله اعليه ينسل

متى سيفك يشبل الحسن ينسل

او تاخذ ثارك امن اعلوج اميه

(تخميس)

مولايَ يا أملاً ما غادر الزمنا

الظلم أجهدنا والصبر أرَّقنا

والهجر أرهقنا والكفر حاط بنا

يا صاحب العصر أدركنا فليس لنا

ورد هنيُّ ولا عيش لنا رغد

٢٢٦

المجلس الثالث

القصيدة: للشيخ علي الجشي القطيفي

بأبي عترةَ النبيِّ ورهطٍ

من كهول وصبيةٍ وشبابِ

قد خلت منهمُ الربوعُ فأمسَوا

في بطون الثرى وبين الشِعاب

ولقد أسهر العيونَ وأورى

في قلوب الأنامِ نارُ المصاب

رزءُ خيرِ الأنامِ صادقِ أهلِ

البيت بل خيرُ ناطقٍ بالصوابِ

تلك آلُ العباسِ آلت بأنْ لا

يبقَ من آل أحمدٍ ذو انتداب

ويلَ منصورِهم وما العويل بمجد

في شِفا قلبِ مَن رُمِي بالمصاب

ويلَه ما رعى المشيبَ وضعفاً

في القوى إذ أقامه للعتاب

يا أبا عبدِ اللهِ تفديك نفسي

من شهيد وصابرٍ أواب

بأبي جعفراً فكم سِيمَ ضَيما

من اُميٍّ يشيبُ رأسَ الشباب

ثم مِن بعدهم توالت عليهم

محنٌ زعزعت رواسي الهضاب

وقضى حينما قضى وهو للسُّمِّ

يُقاسي وقلبُه في التهاب

مات بالسم جعفرٌ ليت نفسي

آذنب قبل نفسِه بالذهاب

فلتنُح بعده الشريعةُ حزنا

دَرِسَتْ بعده رسومُ الكتاب(١)

____________________

(١) - شعراء القطيف ص٢٨٨.

٢٢٧

(تجليبة)

بحشاك النوايب خلفت شطار

والهم جرح دلالك يراعي الثار

اول جرح كسر الضلع والمسمار

ومغيبك يبدر العصر تاليَّهْ

گلبك خلص من كثر الهظم والهم

من خلصوا هلك ما بين چتل او سم

حتى الطفل يوم الطف سبح بالدم

يالغايب شله اويه الگوم من سيه

(أبوذية)

تفسر الصخر يمحمد لونه

اذكرت يوم التشابچنه لونه

متى يابن الحسن تنشر لونه

او تشل اطرادها بالغاضريه

(تخميس)

حتى متى مُقلي منها الدموعُ تُطلْ

والشوق بين حنايا الثائين شُعَل

لم يبق في القلب للصبر الجميل محل

طالت علينا ليالي الانتظار فهل

يا ابن الزكيِّ لليل الانتظار غد

الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام يوصي شيعته بالصلاة

نقل السيد الأمين في المجالس السنية عن أبي بصير قال: دخلت على أم حميدة(١) أعزيها بأبي عبد الله فبكت وبكيت لبكائها ثم قالت: يا أبا محمد لو رأيت أبا عبد الله عند الموت لرأيت عجبا فتح عينيه ثم قال: اجمعوا لي كل من بيني وبينه قرابة فلم نترك أحدا إلا جمعناه فنظر إليهم ثم قال: إن شفاعتنا لا

____________________

(١) - زوجة الإمام الصادقعليه‌السلام أم الإمام الكاظمعليه‌السلام كان الصادق يحبها ويحترمها ويلقبها بالمصفاة.

٢٢٨

تنال مستخفا بصلاته.

وكانعليه‌السلام وهو على فراش الموت يقول: اعطوا لفلان كذا من المال ولفلان كذا حتى قسّم ما عنده من مال بين أقربائه وفقراء المسلمين وكان يعيل جملة من فقراء المدينة، ولهذا لما قضى نحبهعليه‌السلام ولقي ربه شهيدا مظلوما تزلزلت المدينة بأهلها وخرجت المخدرات من خدورها خامشات الوجوه لاطمات الخدود وخرج الرجال حاسري الرؤوس حفاة الأقدام كل ينادي وا جعفراه، وا سيداه، وا إماماه، أما المساكين والأيتام فكان صراخهم عالياً وندائهم: وا ضيعتاه، وا محنتاه، وا قلة ناصراه.

سأبكيكَ ما دامت عيوني في الثرى

إلى يوم حشري عند ربي وخالقي

سألبس أثوابَ الضنا مدة البقا

وأهجر صفوَ العيشِ غيرَ مرافق

وكيف تَلَذُّ العينُ غمضا وقد جرى

على خير خلق الله شمسِ المشارق

فيا نكبةٌ ما مثلُها قطُّ نكبةٌ

لقد عُطِّلت تلك السما بعد طارق

(نصاري) (١)

مسموم ابعنب ويلي او رمان

گبعت هالمدينه اليوم بحزان

او كلها باچيه او تنحب النسوان

واگلوب الزلم جمرٍ تسعَّر

***

قضى فقُوّض ركنُ الدينِ منصدعا

وخّر بدرُ العلا للأرض منكسفا

وليس تنظر من أهل التقى أحداً

لفقد جعفرَ إلا قال وا أسفا

____________________

(١) - للمؤلف.

٢٢٩

وفي المجالس أيضا روى أنه لما قبض الباقرعليه‌السلام أمر الصادق بالسراج في البيت الذي كان يسكنه حتى قبض الصادق ثم أمر الكاظم بالسراج في بيت الصادقعليه‌السلام حتى خرج به إلى العراق(١) .

أقول: أما سراج الحسينعليه‌السلام في كربلاء في تلك الليالي التي قضاها طريحا على التراب كان النور الذي يسطع من جسده كالعمود المتصل بالسماء ومن خلاله اهتدت الحوراء زينبعليها‌السلام إلى جسد أخيها ليلة الحادي عشر من المحرم حيث نزلت في تلك الليلة تتخطى القتلى وتعثر بأشلائهم وهي تنادي: وا حسيناه، وا أخاه، وا ضيعتنا بعدك.

(مجردات)

إليك جيت خويه ابهودة الليل

اشرب دمع واگبع بالعويل

واتعثّر ابّين المچاتيل

او تميل الرزايا امنين ما ميل

يحسين يا حد الزياجيل

صفينه حرم ما مش لنا اكفيل

كفيل الحرم وجعان واعليل

وصلت إليه رأته عاري الجسد مقطع الأعضاء جثة بلا رأس صاحت:

(مجردات)

نايم اخويه اشولن نومه

او حر الشمس غيّر ارسمومه

او سلبت بني أميه اهدومه

(تخميس)

اخلدْتَ للأرض تروبها رحيق هدى

للأنبياء بها أصبحت رجع صدى

____________________

(١) - المجالس السنية ج٢ للسيد محسن الأمين. نور الأبصار للشيخ محمد مهدي الحائري.

٢٣٠

بعث في الدين روح الله مجتهدا

ولو رآك بأرض الطف منفردا

عيسى لما اختار أن ينجو ويرتفعا

٢٣١

المجلس الرابع

القصيدة: للشيخ محمد علي اليعقوبي

قصدتكمُ يا عترةَ الوحي زائرا

ومالي سوى الزلفى لدى الله من قصدِ

سقى الغيثُ منكم بالبقيع مراقدا

حوت أبحرا من جودها الغيثُ يستجدي

سلام على تلك العِراص ومَن بها

وإن كان لا يغني السلامُ ولا يجدي

عطفنا عليها والدموع سواجمٌ

وأضلاعُنا تطوى على حُرقِ الوجد

وعاثت بها أيدي الطغامِ تنكَّبت

إلى الغيِّ عن سُبْلِ الهداية والرشد

فآذت رسول الله حيا برهطه

وسائته فيهم ميتا في ثرى اللحد(١)

و يقول في قصيدة أخرى:

____________________

(١) - الذخائر، ص٧٩.

٢٣٢

أيهنأ عثيرٌ أن تطيب مواردٌ

ويرتاح قلب أم تقرُّ نواظر

وأجداثُ آلِ المصطفى وقبورُهم

دوارسُ ياللمسلمينَ دواثر

(مجردات) (١)

اگبور الأيمه ايهدوموها

او تالي دوارس يخلوها

والشيعه ويلي يمنعوها

او لو گصدتلهم يأذوها

للعتره ليش ايحاربوها؟

قبور الأئمة الأربعةعليهم‌السلام من أهل البيت في البقيع

أيها المسلمين أيها المؤمنون إن القلب لينصدع وإن الدموع لتنهمر إذا وفد الوافد على المدينة المنورة فإنه يتألم لشيئين احدهما مفقود والآخر موجود أما الأول فهو قبر مولاتنا وسيدتنا فاطمة الزهراءعليها‌السلام حيث غُيّب قبرها عن أبصارنا بوصية من مولاتناعليه‌السلام (وادفني ليلا وغيب قبري) لأنها أرادت أن تخلد مظلوميتها في ذاكرة كل مسلم، وقد عمل الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام بتلك الوصية، ولهذا فلا نعم أين قبرها أهو في البقيع؟ أو هو في بيتها؟ أو هو بين قبر أبيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومنبره؟ آهٍ ثم آهٍ ثم آه.

أوِّه لبنت محمد

ماتت بغصتها أسيفه

____________________

(١) - للمؤلف.

٢٣٣

ولأي حال أُلحدت

بالليل فاطمة الشريفه

(نصاري) (١)

يا ابن الحسن ما تسرع تجينه

او تطلب ثارها الزهره الحزينه

واعلى الگبر خاطر تدلينه

نريد انزورها الزهره الزچيه

وأما الثاني وهو الموجود فهو أيضا يؤلمنا، إذا ما دخلنا المدينة وتلكم هي قبور أئمتنا في البقيع أربعة قبور مهدمة لا يسمح لنا بالاقتراب منها ولا يسمح لنا أن نلثمها، لقد هدموها في الثامن من شوال في سنة ١٣٤٤ه.

أثامنَ شوالٍ بعثتَ لنا الأسى

كأنك من شهرِ المحرمِ عاشرُ

أطلَّت على الإسلامِ فيك مُلمَّةٌ

ودارت على الدين الحنيف دوائر

مصابٌ بكى البيت الحرامُ لوقعِه

ومادت له أركانُه والمشاعر

أيها المؤمنون إن أئمتنا جميعا مظلومون قد قضوا ما بين مذبوح ومسموم ولكن ظلامة هؤلاء الأئمة زادت على غيرها من الظلامات لماذا؟ لهدم قبورهم فلا أضرحة لهم ولا قباب ولا ضياء فإذا مررت بها نهارا فما ترى إلا قليلا من التراب فوقها وصخرة صغيرة تعلوها، وإذا مررت بها ليلا فإنك تراها مظلمة أي وا أئمتاه، وا سادتاه.

(نصاري) (٢)

كلهم گضوا ويلاه بسموم

او عليهم تكتب اعيونه ادموم

____________________

(١) - للمؤلف.

(٢) - للمؤلف.

٢٣٤

ما ينهض ابن الحسن وايگوم

يشفّي اصدورنا امن اهل الرديه

***

ماذا يهيجك إن صبرت لوقعةٍ

ملأتْ قلوبَ المسلمين ضراما

٢٣٥

٢٣٦

الإمام

موسى بن جعفر

الكاظمعليه‌السلام

٢٣٧

٢٣٨

المجلس الأول

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

يا جنَّةَ الفردوسِ ما بالُ الحشى

قد بات يَصلى منكِ ذاتَ وَقودِ

ذهبت بزهرتِكِ الليالي السودُ يا

تبَّاً لهاتيكِ الليالي السود

لم تحتفل لك في عهودٍ مثلَ ما

لأبي (الرضا) لم تحتفل بعهود

جلبوه قسرا من مدينة جدِّه

نحوَ المدائنِ موثَقا بقيود

حبسوه في (طامورةٍ) لم ينفجر

ليلُ الشِقا عن صبحِها بعمود

تبت يدُ الرجسِ (الرشيدِ) بفعله

إذ ليس فيما قد جنى برشيد

أوحى إلى (سنديِّه) ليسُمَّه

سما تذوب به صخورُ البِيد

فقضى سميما في السجون مشرَّدا

في منزل عمَّن يُحبُّ بعيد

وضعوا على جسر الرصافة نعشَه

وعليه جهرا بالإهانة نودي(١)

(نصاري)

عليه ضاگ الهوه او مل من حياته

ولا يعرف وكت بيه الصلاته

لمن سموه او بيه صارت وفاته

عگب ما ذاب چبه وخلص بالسم

ثلث تيام ظل من غير تغسيل

ما عنده عشيره النعشه اتشيل

شالوا للجسر اربع احماميل

اوبي سمعت الناس او غدت تلتم

____________________

(١) - ديوان شعراء الحسينعليه‌السلام .

٢٣٩

اشحال ابنه الرضا لمن گصد ليه

او عاين للحديد او شاف رجليه

ظل يبكي اعله حاله او ينحب اعليه

حتى انچتل بخريسان بالسم

(أبوذية)

يسمونك يبن جعفر علامه

الكتل والسم صبح بيكم علامه

عليك انشد عزه او نرفع علامه

او نشيع اجنازتك يبن الزچيه

هارون العباسي يدس السم للإمام موسى الكاظمعليه‌السلام

لما كثرت الوشاية بالإمام موسى الكاظمعليه‌السلام إلى هارون صمم الأخير على اعتقال الإمام موسى بن جعفر وإيداعه السجن ولذا فقد أصدر حكمه إلى الشرطة باعتقاله فجاؤوا يبحثون عن الإمام فوجدوه قائما يصلي عند قبر جده رسول الله فقطعوا عليه صلاته ولم يمهلوه من إتمامها وحملعليه‌السلام من هناك إلى سجن البصرة مقيدا بالحديد وعيناه تسيلان دموعا وهو يقول: إليك أشكو يا رسول الله.

قطع الرشيدُ عليه فرضَ صلاتِه

قسرا وأظهر كامنَ الأحقادِ

ولما أوصلوه إلى البصرة سجن عند عيسى بن جعفر مدة مقفلا عليه السجن لا يفتح له إلا للطهور وإدخال الطعام، وكانعليه‌السلام يقضي أوقاته في السجن بالعبادة والتضرع إلى الله وسمع يقول: اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك اللهم فلقد فعلت فلك الحمد.

وبعد تلك المدة طلب عيسى بن جعفر من هارون نقل الإمام إليه لأنه ما رأى من الإمام إلا العبادة والبكاء من خشية الله وكان محرجا بسبب وجود

٢٤٠