سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٤

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 460

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 460
المشاهدات: 112244
تحميل: 6487


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 460 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 112244 / تحميل: 6487
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الإمام

علي بن موسى

الرضاعليه‌السلام

٢٦١

٢٦٢

المجلس الأول: القصيدة: للسيد صالح القزويني

المجلس الثاني: القصيدة: للشيخ أحمد بن صالح

الطعان البحراني القطيفي ت: ١٣١٥ه

المجلس الثالث: القصيدة: للسيد محمد جمال الهاشمي

المجلس الرابع: القصيدة: للشيخ عبد الحسين شكر

المجلس الخامس: القصيدة: للشيخ علي منصور المرهون المولود ١٣٣٤ه

٢٦٣

٢٦٤

المجلس الأول

القصيدة: للسيد صالح القزويني

يا أرضَ طوسٍ تجاوزتِ السماءَ عُلاً

إذا لابن موسى الرضا ضُمّنتِ جثمانا

فيا غريبا قضى بالسم منفردا

أبكى الأعادي وأَصمى الإنسَ والجانا

فهل درى البيتُ بيتُ اللهِ أنْ هَدَمَتْ

منه عتاةُ بني العباسِ أركانا

وهل درت هاشمٌ أَنَّ ابنَ سيدِها

قضى غريبا مَروعَ القلبِ حرّانا

وهل درت يثربٌ أَلوتْ نضارتها

وسامها الدهر بعد العزِّ نقصانا

وهل درى مَن به كوفانُ قد فَخَرت

بما انطوى من فَخار في خراسانا

وهل درى الكرخُ ما في طوس من نوب

جلَّت وقوعا وما منها الرضا عانا

وهل درى من بسامراءَ أنْ غدرت

أعداؤُهم بالرضا ظلما وعدوانا

فلتبكِه الأرضُ حزنا والسماءُ دما

والأنسُ والجنُّ والأملاكُ أشجانا(١)

(نصاري)

يعيني اعلى الرضا صبّي الدمع دم

عزيز الروح بفراش المرض تم

خلص گلبه ابونينه او مرّده السم

وگع من ساعته او مدد الرجلين

وگع من ساعته الله أكبر

على افراش المرض گلبه تفسر

____________________

(١) - المجالس السنية ج٢، ص٦١٢.

٢٦٥

ونِّ اونين طر گلب الصخر طر

على صوب المدينه مد اليمين

شبح عينه او نظر صوب المدينه

چنه يومي اعليها ابيمينه

لن ابنه دخل ليه ابونينه

هو فوگه يحبه على الخدين

شبگ فوگه الجواد ابگلب ملهوف

او عاين حالته واللون مخطوف

يبويه موتكم بسموم واسيوف

او لابد ماتواسيكم العدلين

الإمام الرضاعليه‌السلام يموت مسموما بالعنب

(الرواية الأولى)

قال الحائري في نور الأبصار: رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في منامه رجل من أهل خراسان فلما انتبه من نومه جاء إلى الرضاعليه‌السلام وقال: يا ابن رسول الله رأيت رسول الله في المنام كأنه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي واستحفظتم وديعتي وغُيّب في ثراكم نجمي؟ فقال له الإمام الرضاعليه‌السلام : أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة نبيكم وأنا الوديعة والنجم ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالى من حقي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ومن كنا شفعاءه يوم القيامة نجى ولو كان عليه وزر الثقلين الإنس والجن. وقالعليه‌السلام : والله ما منا إلا متقول شهيد. فقيل: فمن يقتلك يا ابن رسول الله؟ قال: شر خلق الله في زماني يقتلني بالسم ثم يدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة ألا فمن زارني في غربتي كتب الله عز وجل له أجر مائة ألف شهيد ومائة ألف حاج ومعتمر ومائة ألف مجاهد وحشر في زمرتنا وجعل في الدرجات العلى رفيقنا.

٢٦٦

يا أرضَ طوسٍ سقاكِ اللهُ رحمتَه

ماذا جنيتِ من الخيراتِ يا طوسُ

طابت بقاعُك في الدنيا وطيَّبها

شخصٌ ثوى بسَنا آبادَ مرموس

شخصٌ عزيزٌ على الإسلام مصرعُه

في رحمة اللهِ مغمورٌ ومغموس

وفي روضة الواعظين عن أبي الصلت الهروي أنه قال: بينما أنا واقف بين يدي الرضاعليه‌السلام إذ قال لي: يا أب الصلت ادخل إلى هذه القبة التي فيها قبر هارون وأتني بتراب من أربع جوانبها، فقال: فأتيت به فأخذ يشمه ثم رمى به وقال: سيحفر لي هاهنا قبر ثم أوصى بما أوصى وجلس في محرابه.

يا قبرُ إنَّك قبر قد تضمنه

علم وحلم وتطهير وتقديس

قال الراوي: إذ دعاه المأمون فلما أتاه، وثب إليه وعانقه ما بين عينيه وأجلسه معه وناوله عنقود عنب وكان بيده قد أكل بعضه وقال: يا ابن رسول الله ما رأيت عنبا أحسن من هذا قال الرضاعليه‌السلام ربما كان عنبا حسنا فيكون في الجنة فقال له: كل منه، فقال: تعفيني منه قال: لابد من ذلك ما يمنعك منه لعلك تتهمنا بشيء فتناولعليه‌السلام العنقود فأكل منه ثلاث حبات ثم رمى به وقام فقال: المأمون: إلى أين؟ قال: إلى حيث وجهتني وخرج حتى دخل الدار وأمر أن يغلق الباب ونام على فراشه فمكثت واقفا في صحن الدار مهموما محزونا والإمام بين قائم وقاعد من شدة السم إذ دخل عليَّ شاب حسن الوجه أشبه الناس بالرضا فقلت له: من أين دخلت والباب مغلق؟ قال: الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار فقلت: ومن أنت؟ قال أنا حجة الله عليك يا أبا الصلت أنا محمد بن علي ثم مضى نحو أبيه

٢٦٧

فدخل وأمرني بالدخول معه فلما نظر إليه الرضاعليه‌السلام وثب إليه فعانقه وضمه إلى صدره وقبل ما بين عينيه ثم سحبه سحبا في فراشه وجعل يكلمه شيئا لم أفهمه وبينما ولده الجواد عنده وإذا بإمامنا الرض ا قد غمض عينيه وأسبل يديه ومدّ رجليه وعرق جبينه وسكن أنينه وفاضت روحه الطاهرة(١) ، رحم الله من نادى: وا إماماه، وا سيداه، وا مسموما.

(نصاري)

اويلي اعلى الرضا من عدل رجليه

تشاهد ويل گلبي واسبل ايديه

روحه خلصت او ما ظل نفس بيه

أثاري مات اويلي او فرّگ البين

نهض عنه الجواد او جذب ونّه

حزين او عگب أبوه النوح فَنَّه

بعد ما كفّنه او من فرغ منَّه

اجوه اهل البلد كلهم محزنين

يويلي اشلون ضجه صارت ابطوس

اجت الناس بس تلطم على الروس

الله اوياك آيا شمس الشموس

رحت واحنه بعد نورك مظلمين

تگول من العزه انگلبت إخريسان

لفت له للگبر بثياب الاحزان

بس احسين ظل مطروح عريان

ظل ابكربله واهله مظعنين

(فائزي)

او من عگب موته ما سبوها امخدراته

وامن الخدر للهتك ما طلعن بناته

شافن بواچي اعليه ما شافن شماته

اولا طفل عند للرضا ظل فوگ تربان

____________________

(١) - المجالس السنية للسيد محسن الأمين. المناقب ج٢ لابن شهر آشوب.

٢٦٨

والغضريه اشكم طفل بيها تعفر

فوگ التراب او كم بدربيها تكوَّر

غارگ ابدمه او كم يتيمه ابحبل تنجر

بين العده او كم راس لاح ابراس السنان

(تخميس)

حكم القضاء بفرقةٍ وتشرذمِ

وبأن يُراق لحفظ معتقدي دمي

فتجلَّدي ولحزنك الآن اكتُمي

سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي

منك البكاء إذا الحِمام دهاني

٢٦٩

المجلس الثاني

القصيدة: للشيخ أحمد بن صالح الطعان البحراني القطيفي

ت: ١٣١٥ه

اللهُ أكبرُ إنَّ الدينَ قد كسَفت

ذُكاه لما ابنُ موسى حلَّ تربانا

الله أكبرُ إن العلمَ قد نَضَبَتْ

بحارُه لابن موسى بعد ما بانا

يا غيرةَ اللهِ قلبُ الكونِ قلَّبه

سمٌّ يُقطِّع للأحشاء ألوانا

قضى الرضا نحبَه سُمَّاً فحين قضى

قضى الهدى عادما للحقّ بنيانا

قضى غريبُ خراسانٍ بغصّته

نفسي الفدا لغريبٍ في خراسانا

ليت النبيَّ يراه قاذفا كبدا

كانت لدين الهدى قلبا وعنوانا

ليت النبيَّ يراه للردى غرضا

معالجا سكراتِ الموتِ لهفانا

لقد ذوى عودُ ريحانِ النبوةِ إذ

قضى الذي كان للأملاك ريحانا

وعزَّ أن تنظرَ الزهراءُ مهجتَها

مضرومةً بضرام السمّ عدوانا

وإنَّ سماً سرى للجسم منه سرى

في قلب كلِّ واليِّ طاب إيمانا

فيا بني الحقّ حَقٌّ أن يُجرِّحَكم

خطب يُجرِّح للمختار جثمانا

وإنْ يَشِبَّ ضرامٌ في قلوبكُمُ

فقلبه شبَّ فيه السمُّ نيرانا

ولا تَهنُوا برمانٍ ولا عنبٍ

فسمُّه شاب أعنابا ورمانا

٢٧٠

وفجّري يا عيونَ المجدِ مني دما

بصحن خدِّ العلا لا زال هتّانا(١)

(هجري)

أصبحت طوس ابزلازل والخلگ كلها ابعويل

لجل أبو محمد تزلزل يا خلگ عرش الجليل

الاعلام السود منشوره او مدامعهم تسيل

اهتزت السبع العليه او بالأرض صار انقلاب

او گام شبله ايغسله والدمع من عينه همه

مدده اعله المغتسل والماي جاه امن السمه

اوبالطفوف احسين جده اتغسل ابفيض الدمه

اوشافت اعياله ابيسرهامن عگب عينه العذاب

(أبوذية)

اشفنه من رزايا الدهر يامر

عليّه الشمر گام ابشتم يامر

ولا من الهواشم شخص يامر

او يجي ويشوف بت حامي الحميه

الإمام الرضاعليه‌السلام يموت مسموما بالرمان

(الرواية الثانية)

قال المفيد في الإرشاد: كان علي بن موسى الرضاعليه‌السلام يكثر وعظ المأمون إذا خلا به ويخوفه بالله ويقيم له ما يدليه من خلافه وكان المأمون يظهر قبلو ذلك منه ويبطن كراهيته واستثقاله ودخل الرضاعليه‌السلام يوما عليه

____________________

(١) - رياض المدح والرثاء ص٢٠٠.

٢٧١

فرآه يتوضأ للصلاة والغلام يصب الماء على يديه فقال: لا تشرك يا أمير المؤمنين بعبادة ربك أحدا. فصرف المأمون الغلام وتولى تمام وضوئه بنفسه وزاد ذلك في غيظه ووجده.

لقد كان هذا سببا من أسباب كثيرة دعت المأمون إلى قتل الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام فأخذ يتربص الفرصة المناسبة ليقضي عليه فاغتنم فرصة مرض الرضاعليه‌السلام فدعا غلامه له اسمه عبد الله بن بشر وأمره أن يطوّل أظافره ولا يظهر لأحد ثم استدعاه فأخرج سما شبيها بالتمر الهندي وقال له: اعجن هذا بيديك جميعا وسر معي ففعل الغلام وقام المأمون وركب حتى دخل على الرضاعليه‌السلام وجلس عنده وقال: ما خبرك؟ قالعليه‌السلام : أرجو أن أكون صالحا، قال له: أنا اليوم بحمد الله أيضا صالح فهل جاءك أحد من المترفقين(١) في هذا اليوم؟ قال: لا فغضب المأمون وصاح على غلمانه وقال: خذوا ماء الرمان الساعة فإنه ماء لا يستغنى عنه.

قال عبد الله بن بشر: ثم دعاني المأمون وقال: ائتني بالرمان فأتيته به فقال لي: اعصره بيديك ففعلت فأخذ المأمون ماء الرمان بيده وناوله الإمام فشرب منهعليه‌السلام قليلا ثم امتنع فطلب منه المأمون الزيادة، قال لهعليه‌السلام حسبك قد أتيت على ما احتجت إليه وبلغت مرادك فنهض المأمون وخرج.

قال أبو الصلت: دخلت عليه وقد خرج المأمون من عنده فقال لي: يا أبا الصلت قد فعلوها وجعل يوحّد الله ويمجده فما صلينا العصر حتى قام

____________________

(١) - المترفقون: الأطباء.

٢٧٢

الرضاعليه‌السلام خمسين مجلسا - من شدة الألم - وزاد الأمر في الليل فلم يلبث إلا يومين حتى قضى نحبه ولقي ربه شهيدا مسموما صابرا محتسبا(١) ، أي وا إماماه، وا سيداه، وا مسموماه.

(فائزي)

مات الرضا وارتجت الفگده أرض طوس

اوطلعت الشيعه امفرّعه اوتلطم على الروس

وارجالها اتنادي علي تفداك النفوس

او نسوانها بالدور نصبت له عزيه

الله يعين امحمد ابهاذي المصيبه

مرة يجي الطوس او يرد مره الطيبه

ايسلي العيله اللي بگت لجله امريبه

متخوفه الغايب جرح كاس المنيه

فوگه انحنى ايودعه او يحب خده او نحره

لمن گضه نحبه نهض مكسور ظهره

اتوله جهازه او شيعه ابنفسه الگبره

او رد للمدينه اينشف ادموعه الجريه

***

حتى إذا أزف المقدور جاء له

الجواد والدمع يجري من مآقيه

____________________

(١) - الإرشاد للشيخ المفيد. نور الأبصار للحائري. المجالس السنية للسيد محسن الأمين.

٢٧٣

لكن جسم حسين في الطفوف ثوى

عارٍ ثلاثا ووحش القفر تبكيه

ظمآن لم يروِ عذبُ الماء غلته

والسمر تروي نجيعا من بوانيه

عريان بات بلا غسل ولا كفن

وما دنا أحد منه يواريه

(فائزي)

حصل غسل حصل كفن واتشيع ابساع

ودوه الگبره واندفن ما حصل منّاع

لاكن احسين الما حصل شيله عن الگاع

محّد حضر جثته او عَنِ الرمضه رفعها

ظل بالشمس مطروح محّد وصل يمّه

بس الحريم اتنوح والأطفال لَمّه

هاي اتجيه اتقبله او ذيچ التشمه

شيفيد لّمة هالحرم يمه او جمعها

(أبوذية)

وگفن عالچفيل الحرم وهوان

ما تدري اشحملنه هظم وهوان

يخويه اسهل علينه الموت وهوان

من افراگك امطبر عالوطيه

(تخميس)

وشهيدا فم الزمان قبَّلته

وحواس الرسول قد رضعته

كيف تلك السيوف قد فرقته

حرَّ قلبي لزينب إذ رأته

ترب الجسم مثخناً بالجراح

٢٧٤

المجلس الثالث

القصيدة: للسيد محمد جمال الهاشمي

وَلاؤُك يسعى بي ما زال ساعيا

وحسبيَ فخرا أنْ تراني مواليا

قصدتُك والأحداثُ تَتبعُ موكبي

ولم أر منها غيرَ بابِك حاميا

بُليتُ بعصرٍ ضاع في الغيِّ رشده

يرى الشرَّ خيرا والمعالي مخازيا

فأَنقِذْ حياتي من زماني فإنه

يحاول أنْ لا تستقرَّ كما هيا

فقد طلعتْ آثارُك الغرُّ أنجما

بها عاد تاريخُ الإمامةِ زاهيا

وفي طوسَ لما الغيثُ شحَّ سحابُه

وبات الثرى ظامي الجوانح صاديا

وسَّيرك المأمونُ كي تسألَ السما

لتُرخي على الغبراءِ منك العزاليا

ومذ سرتَ للصحراء واهتزَّ جنبُها

خشوعا وذاب الأفقُ فيك تفانيا

وأرْخَتْ عزاليها السماءُ إجابةً

لأمرك وانسابت على الأرض واديا

هناك دعا المأمونُ يُنقذ عرشَه

ويُخفي مقاما منك كالفجر باديا

وأصبح يخشى منك ثورةَ أمةٍ

اطاعته مهديا وولَّتْه هاديا

فَدسَّ إليك السمَّ في العِنَبِ الذي

قَضيتَ به صبرا عن الأهل نائيا

غريبا تُلاقي الموتَ ظمآنَ صاديا

كجدِّك مذ لاقاه ظمآنَ طاويا

٢٧٥

تُصارع حرَّ السمِّ كالسبط مذ غدا

يصارع حرَّ المرهفاتِ المواضيا

فلهفي لمولايَ الجوادِ وقد أتى

ليُلقي وداعاً منك للقلب داميا

فأودعتَه ثقلَ الإمامةِ وانتهى

بموتك عهدٌ لم يزل بك ساميا(١)

(فائزي)

هلت اعيوني اعله الرضا من دم دمعها

من أكل حبات العنب كبده گطعها

يا عين هلّي اعله الرضا ادموع من دم

من أكل حبات العنب والعنب منسم

اتگطَّع افاده والجسد منه تألّم

واحزن الشيعه او هدم أركانه شرعها

هدم أركان الدين يوم اشرف على الموت

يتگلب اعله الفرش منه الگلب مفتوت

يوصي الجواد ابشيعته او ما يطلع الصوت

أذبل اشفافه الألم والچبده شلعها

(نصاري)

أيا ساعة اللي طبت الناس

على العاده لگوه ابحاله الياس

على افراشه يلوج امعصب الراس

يتگلب يسار او نوبه ايمين

لبن موسى تكدَّر كل البلاد

زلم نسوان شيخ او كهل وولاد

____________________

(١) - ديوان الهاشمي (مع النبي وآلهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ص٢٨٨.

٢٧٦

وبو السجاد مرمي فوگ الوهاد

مشت عنه هله ابولية الجاسين

تشييع جنازة الإمام الرضاعليه‌السلام ودفنه

عن ياسر الخادم قال: لما كان بيننا وبين طوس سبعة منازل اعتلَّ أبو الحسن الرضا فبقينا بطوس أياما فكان المأمون يأتي في كل يوم مرتين فلما كان في آخر يومه الذي قبض فيه كان ضعيفا في ذلك اليوم فقال لي بعدما صلى الظهر: يا ياسر أكل النساء شيئا؟ قلت: سيدي من يأكل هاهنا مع ما أنت فيه فانتصبعليه‌السلام ثم قال: هاتوا المائدة ولم يترك من حشمه أحدا إلا أقعده معه على المائدة يتفقد واحدا واحدا فما أكلوا قال: ابعثوا إلى النساء بالطعام فحمل الطعام إلى النساء فلما فرغوا من الأكل أغمى عليه وضعف فوقعت الصيحة وا إماماه وا سيداه وجاءت جواري المأمون ونساؤه حافيات حاسرات ووقعت الضجة بطوس وجاء المأمون حافيا حاسراً يضرب على رأسه ويقبض على لحيته ويتأسف ويبكي وتسيل الدموع على خديه فوقف على الرضاعليه‌السلام وقد أفاق فقال: يا سيدي والله ما أدري أي المصيبتين أعظم عليَّ فقدي لك وفراقي إياك أو تهمة الناس لي أني اغتلتك فرفع الرضاعليه‌السلام طرفه إليه ثم قال: أحسن معاشرة أبي جعفر (محمد الجواد) فلما كانت تلك الليلة قضى بأبي وأمي غريبا شهيدا مسموما بعدما ذهب من الليل بعضه.

ثم أحضر المأمون محمد بن جعفر الصادقعليه‌السلام وجماعة من آل أبي طالب كانوا في طوس فلما حضروا نعاه اليهم وبكى وأظهر حزنا شديدا وتوجدا وأراهم إياه صحيح البدن وقال: يعز علي يا أخي أن أراك في هذه الحال قد

٢٧٧

كنت اُاَمِّل أن أقدم قبلك فأبى الله إلا ما أراد. ثم أمر بتغسيله وتكفينه وتحنيطه وخرج مع جنازة الإمام حافيا حاسرا يقول: يا أخي لقد ثلم الإسلام بموتك وغلب تقديري فيك حتى انتهى إلى الموضع الذي فيه قبره والناس يعزونه بالمصاب الأليم(١) .

قضى شهيدا صابراً محتسبا

وهو غريبٌ بل غريبُ الغربا

تقطعت أمعاؤُه بالسمِّ

فداه نفسي وأبي واُمِّي

ويقول آخر:

سقاه الردى المأمونُ بالسمِ غادراً

إلى أن قضى في هذه العرصاتِ

غريبا عن الأوطان والأهلِ نائيا

جريحَ الحشا من حقد شرِّ جُناة

توفّيَ مسموما بطوسَ فليتني

(توفيت فيها قبل حين وفاتي)

أقول: إن من ألقاب إمامنا الرضاعليه‌السلام غريب الغرباء ولكن غربته لم تكن سوى غربة عن الأهل والأحبة والوطن ولكن بالله أسألكم أيها المؤمنون هل بقي غريب الغرباء بلا غسل ولا كفن ولا دفن وهل قطعت أوصاله قطعا بعد مقتله؟ أم انه غسل وكفن ودفن ولم يصل إليه أحد بمكروه بعد موته؟ لذا أقول لا يوم كيومك يا أبا عبد الله وكما يقول الشاعر:

ليس الغريبُ غريبَ الأهلِ والوطنِ

بل الغريبُ غريبُ الغسلِ والكفنِ

آهٍ آهٍ آه وكأني بزينب:

(مجردات)

تعالوا لبنكم غسلوه

والچفن وياكم دجيبوه

____________________

(١) - المجالس السنية ج٢ للسيد محسن الأمين. نور الأبصار للحائري.

٢٧٨

واحسين فوگ الروس شيلوه

او وسط الگبر لمن تنزلوه

بهداي جرحه لا تلچموه

***

إن يبقَ ملقىً بلا دفن فإنّ له

قبرا بأحشاء من ولاه محفورا

٢٧٩

المجلس الرابع

القصيدة: للشيخ عبد الحسين شكر

لله رزءٌ هدَّ أركانَ الهدى

من بعده قلْ للرزايا هوني

حُطمت قناةُ الشرعِ حزنا بعده

وبكت بقاني الدمعِ عينُ الدين

لله يومٌ لابنِ موسى زلزل السبـ

ـ عَ الطباقَ فأعولت برنين

يومٌ به أضحى الرضا متجرعا

سما بكأس عداوةٍ وظغون

جعلوه في عنب ورمان لكي

يخفى على علَّامِ كلِّ مصون

أوَ ما دروا أنَّ الخلائقَ طوعُه

في عالم التكوين والتدوين

لكنه لما دعاه مَن ارتضى

مثوىً له في دار علِّيين

فقضى عليه المجدُ حزنا إذ قضى

والدينُ ناح ومحكمُ التبيين

فمن المعزِّي في نِزار اُسرةً

أَلفت شَبا بيضٍ وقُبَّ بطون

هُبُّوا من الأجداث إنّ عداكُمُ

سَخَطَتْ لكم ضيما على العِرنين

تركت بني طه وهم أمراؤُكم

قد غُيّبت منكم شموسُ الدين

وبطوسَ قبرً ضمَّ أيَّ معظمٍ

أبكى الأمينَ عليه أيُّ خئون(١)

(تخميس)

أعلام هديٍ مدى الأيام مشرعةٌ

وربع أمن إلى اللاجي به سعةٌ

____________________

(١) - ديوان عبد الحسين شكر ص٧٦.

٢٨٠