سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٤

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 460

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 460
المشاهدات: 112380
تحميل: 6514


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 460 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 112380 / تحميل: 6514
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

(فائزي)

يا أهل يثرب لا مُقامِ الكم ابطيبه

انذبح سبط المصطفى وانخضب شيبه

جسمه صفه ميدان في وسط الحريبه

او راسه ابراس الرمح داروا بيه ملاعين

وابنه او خواته اركبوهم فوگ الجمال

من غير ظل اولا ستر ما بين الانذال

بعد الخدر والصون صاروا في أذل حال

من بعد عزتهم بگوا اسرى ذليلين

***

مثلُ الحسينِ على الصعيدِ مجردٌ

ويزيدُ يرفُلُ بالبرود الضافيه

مثل الحسين على الصعيد موسدٌ

ويزيدُ تحمله الكراسي العاليه

ونساءُ نذلِ سميةٍ محجوبةٌ

والسبطُ نسوتُه سوافرَ باديه

٣٠١

المجلس الثالث

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

إنْ أردتَ النجاةَ يومَ المعادِ

جُدْ بدمعٍ على الإمامِ الجوادِ

لستُ أنساه حين أشخصه

المأمونُ من يثربٍ إلى بغداد

قد قضى ببغدادَ وهو غريبٌ

بفؤاد من شُعلةِ السمِ صادي

والتي قدمت له السمَّ أمُ الفضلِ

بغضا منها لأمِّ الهادي

تركوا نعشَه بقَنطرة الريَّانِ

ملقىً آلُ الشِقا والعناد

فاستماتت أشياعه نحوَ حملِ

النعش كي لا يبقى رهينَ الوهاد

وسرى فيهمُ الحماسُ إلى أنْ

حملوه رفعا على الأجياد

ما بقيْ مثلَ جدِّه السبطِ عاري

الجسمِ تعدو على قِراه العوادي

تركوا جسمَه ثلاثا وعلَّوا

رأسَه في رؤوسِ سمرِ الصِعاد

وسروا في نسائه حاسراتٍ

يالقومي بين الرجال بوادي

لو تراها يا خِيرةَ اللهِ في السبي

وسُتر الوجوهِ منها الأيادي(١)

(مجردات) (٢)

بالسوط زينب روّعوها

او كل اليتامه عذّبوها

____________________

(١) - المطالب المهمة ص٢٧٤.

(٢) - للمؤلف.

٣٠٢

وبالخيل شي منها اسحگوها

او للشام لمن سيروها

(خوارج يصيحون السبوها)

گوموا يهلها ما تجوها

(امنيد الأعادي اتخلصوها)

(تخميس)

تلك أطفالُكم مذابحُ جمعا

تلك نسوانُكم على النِيبِ تنعى

تلك شُبّانُكم إلى السيف مرعا

تلك أشياخُكم على الترب صرعى

لم يبلَّ الشفاهَ منها الزلالُ

تفاصيل أخرى عن كيفية شهادة

الإمام محمد الجوادعليه‌السلام

قال الشيخ حسين الدرازي في كتابه وفاة الإمام محمد الجوادعليه‌السلام : وكان يجري السم في بدنه فلم تطل لذلك مدة له حتى قضى به شهيدا وقامت الواعية في داره وعلا الضجيج والبكاء والعويل من الهاشميين والعلويين فهم بين نادب ونادبة وباك وباكية بأصوات عالية ونوح وعويل وصارت الشيعة في حزن شديد وكل منهم ينادي: وا إماماه، وا سيداه، وا محمداه، وا كفيل اليتامى والمساكين وثمال المنقطعين ومأوى الضائعات والضائعين.

مضى الجوادُ فوا لهفي على الدينِ

خذوا حدادَكمُ يا آلَ ياسينِ

فإنَّ مولى الورى قد قام نادبُه

يقول مَن ليتيم أو لمسكين

ثم إن ابنه أبا الحسن علي الهاديعليه‌السلام قام في جهازه وتغسيله وتحنيطه وتكفينه ثم صلى عليه في جماعة من شيعته ومواليه فلما فرغوا من الصلاة عليه

٣٠٣

حملوه على سريره وساروا به وهم يبكون ويلطمون عليه الخدود ويندبونه في حزن إلى مقابر قريش ثم انهم دفنوه إلى جنب جده موسى بن جعفرعليه‌السلام فوقف ابن علي الهاديعليه‌السلام على قبره قائلا: وا أبتاه، وا محمداه، وا وحدتناه، وا قلة ناصراه، وا انقطاع ظهراه، ليتني كنت لك الفدا، يا أبتاه من لنا بعدك، وا وحشتاه، فراقك قد هيج حزني وقطع نياط قلبي، يا أبتاه أقرِأ آبائك عني السلام وأخبرهم بما نحن فيه من الهوان، يا أبتاه مضيت عنا ولم يطل لك العمر في الحياة ثم انكفأ عنه سخين العين باكي النواظر وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون(١) .

البَسي يا قلوبُ ثوبَ الحدادِ

واقبَعي بالأسى لفقد الجوادِ

لهفَ نفسي بالسم يُقتَل عمدا

ظاميَ القلبِ أشرفُ الأحفادِ

(مجردات) (٢)

مات الجواد اليوم مسموم

عگب الهظيمه او كل الهموم

والهادي يبچي ابگلب مالوم

وايصيح بويه اهنا يمحروم

شنهو السبب سمتك هلگوم

والشيعه تبچي دمه ابهليوم

لجل الجواد الراح مظلوم

***

أمثلُ ابنِ الرضا يبقى ثلاثا

رهينَ الدارِ في كُرَبٍ شِدادِ

____________________

(١) - المصدر السابق المذكور ص٣١/٣٣.

(٢) - للمؤلف.

٣٠٤

ويقضي فوق سطحِ الدار فردا

وأنتِ(١) من الغواية في تمادي

إلا أن الخطب يهون عندما نتذكر مصيبة أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام وما جرى على أهل بيته حيث قتلوا جميعا ثم عمد أعداء الله وأعداء رسوله إلى النساء فسلبوا ما عليهن من حلي وانتهبوا ما في الخيام ثم أحرقوها على النساء والأطفال فهربن مخدرات الرسالة في تلك البيداء نادبات صائحات: وا محمداه ولا محمد لنا اليوم، وا علياه ولا علي لنا اليوم.

(تخميس)

سافراتٍ للقيدِ والغلِّ عانت

بعد خدرٍ به الصيانةُ بانت

فتمنَّت أن المنيةَ حانت

هذه زينبُ ومن قبلُ كانت

بفِنا دارِها تُحَطُّ الرحالُ

____________________

(١) - الشاعر يخاطب أم الفضل بنت المأمون التي دست السم إلى الإمام الجوادعليه‌السلام .

٣٠٥

٣٠٦

الإمام

علي الهادي

عليه‌السلام

٣٠٧

٣٠٨

المجلس الأول

القصيدة: للسيد صالح القزويني

لقد مُني الهادي على ظلمِ جعفرٍ

بمعتمِدٍ(١) في ظلمه والجرائمِ

أتاحت له غدرا يدا متوكلٍ

ومعتمِدٍ في الجور غاشٍ وغاشم

وأُشخص رغماً عن مدينة جدّهِ

إلى الرجسِ إشخاصَ العدوِّ المخاصم

ولاقى كما لاقى من القوم أهلُه

جفاءً وغدرا وانتهاكَ محارم

وعاش بسامراءَ عشرينَ حجةً

يُجرَّعُ من أعداهُ سمَّ الأراقم

بنفسيَ مسجونا غريبا مشاهِدا

ضريحا له شقَّته أيدي الغواشم

بنفسيَ مسموما قضى وهو نازح

عن الأهل والأوطانِ جمَّ المهاضم

فهل علم الهاديْ إلى الدين والهدى

بما لقيَ الهادي ابنُه من مظالم

وهل علم المولى عليٌّ قضى ابنُه

عليٌّ بسمّ بعد هتك المحارم

وهل علمتْ بنتُ النبيِّ محمدٍ

رمتها الأعادي في ابنِها بالقواصم

سقى أرضَ سامراء منهمرُ الحيا

وحيّى مغانيها هبوبُ النسائم

معالم قد ضُمّن أعلام حكمة

بنور هداه يهتدي كلُّ عالم

لئن أظلمت حزنا لكم فلقُربما

تُضيء هنا منكم بأكرمِ قائم

____________________

(١) - لعل الشاعر يقصد بالمعتمد الأمير وولي العهد الذي كان يتولى إيذاء الإمامعليه‌السلام في ظل خلافة المعتز الخليفة الذي استشهد الإمام الهاديعليه‌السلام في زمانه.

٣٠٩

به تُدرك الأوتارُ من كلّ واترٍ

ويُنتصفُ المظلومُ من كلّ ظالم(١)

(نصاري)

غريب الدار أبو العسكري العابد

قضى عشرين عام ابلد واحد

گلي اشچان ذنبه اشچان رايد

تسمونه غدر يلمالكم دين

غريب ابن الجواد اشتطلبونه

شنهو كان ذنبه تِسِمّونه

آه الله اكبر تخلونه

يون الليل ما طبّگ الجفنين

شلك وياه يا معتز تظلمه

دوم دوم بالمجلس تهظمه

ما يجزيك تاليها تسمَّه

غريب ابداركم جاوركم اسنين

ثگل حاله وضعف منه ونينه

شبح للعسكري الزاكي ابعينه

الله اوياك يا بويه گضينه

يبويه اتعب بعد عيني على الدين

(أبوذية)

الهاي امن المدينه الدهر داره

او يسمونه او تظل للحزن داره

اشكثر بيها حرم وايتام داره

او غدت ظلمه الگبل چانت ضويه

الإمام الهاديعليه‌السلام يؤتى به إلى سامراء

بقي الإمام علي الهاديعليه‌السلام بعد أبيه في المدينة ثلاث عشرة سنة فأحبه الناس واجتمعوا عليه والتف حوله العلماء وطلاب العلم كما كان يتصل به الشيعة وكانوا في عصره أكثر من أي زمان مضى يتصلون معه بالمباشرة ومن

____________________

(١) - المجالس السنية ج٢.

٣١٠

خلال المراسلة يستفتونه في أمور دينهم ويسألونه الحلول لأمورهم ومشاكلهم ويحملون إليه أموالهم فأحس جهاز السلطة حينئذٍ بالخطر فكتب بريحة العباسي أحد أنصار المتوكل إليه: إن كان لك بالحرمين حاجة فاخرج منها على بن محمد فإنه دعا الناس إلى نفسه وتبعه خلق كثير.

ورفعوا تقارير إلى المتوكل على أن علي ابن محمد يجمع السلاح في بيته وهو يعد للثورة على الحكم فما كان من المتوكل إلا أن بعث قائده يحيى بن هرثمة إلى دار الإمامعليه‌السلام وأمره بتفتيش البيت تفتيشا دقيقا وأمر بترحيله إلى سامراء.

يقول يحيى بن هرثمة: دخلت منزله فتشته كما أمرني المتوكل فلم أجد إلا مصباحا وكتب العلم فعظم في عيني ولما تجهر وخرجنا من المدينة توليت خدمته إلى أن قدمت به بغداد ثم أخذوه إلى سامراء فانزل في خان يعرف بخان الصعاليك فأقام فيه يومه وفي اليوم الثاني أذن له بالدخول على المتوكل وأفرد له دارا ليسكن فيها.

وفي تلك الفترة كان الحاقدون على الإمام الهادي يشحنون المتوكل بالحقد على الإمام فقالوا له يوما: إن في منزل علي بن محد سلاحا وأموالا وكتباً من شيعته يستحثونه فيه على الثورة وهو يعد العدة لذلك.

فوجه إليه جماعة من الأتراك وغيرهم من قساة القلب فهاجموا دار الإمامعليه‌السلام في جوف الليل فوجدوه في بيته وحده مغلقا عليه وعليه مدرعة من شعر ولا بساط في البيت إلا الرمل والحصى وعلى رأسه ملحفة من الصوف وهو يترنم بآيات القرآن في الوعد والوعيد فأخذوه إلى المتوكل على الحالة التي

٣١١

وجدوه عليها فمثل بين يديه والمتوكل على مائدة الخمر وفي يده كأس فلما رآه أعظمه وأجلسه إلى جنبه وقال من أتى به: يا أمير المؤمنين لم يكن في منزله شيء مما قيل فيه ولا حالة يتعلل عليه بها فناوله الكأس الذي في يده فقال الإمامعليه‌السلام : والله ما خامر لحمي ودمي، فقال له: أنشدني شعرا استحسنه فاعتذر الإمامعليه‌السلام وقال: إني لقليل الرواية للشعر، فألح عليه ولم يقبل له عذرا فانشده:

باتوا على قُلَلِ الأحبالِ تَحرسُهم

غُلبُ الرجالِ فما أغنتهم القُلَلُ

واستُنزلوا بعد عزٍ من معاقلهم

فاُودعوا حفرا يا بئسَ ما نزلوا

ناداهمُ صارخٌ من بعد ما قُبروا

أين الأسرَّةُ والتيجانُ والحُلَلُ

أين الوجوهُ التي كانت منعَّمةً

من دونها تُضربُ الأستارُ والكِلَلُ

فأفصح القبرُ عنهم حين ساءلهم

تلك الوجوهُ عليها الدودُ يقتتل

قد طالما أَكلوا دهرا وقد شَرِبوا

فأصبحوا بعد طولِ الأكلِ قد أُكلوا

وطالما عمَّروا دورا لتحصنَهم

ففارقوا الدورَ والأهلينَ وانتقلوا

وطالما كنزوا الأموالَ وادخروا

فخلَّفوا على الأعداء وارتحلوا

أضحت منازلُهم قَفْرا معطَّلةً

وساكنوها إلى الأجداث قد وصلوا

فأشفق من حضر على أبي الحسن الهاديعليه‌السلام وبكى المتوكل بكاء شديدا حتى بَلَّت دموعه لحيته وبكى من حضر ثم أمر برفع الشراب وقال: أعليك يا أبا الحسن دين؟ قال: نعم أربعة آلاف دينار فأمر بدفعها إليه ورده إلى منزله من ساعته مكرما.

٣١٢

وهكذا كان المتوكل يستدعيه بين الحين والآخر بقصد الإساءة إليه وربما ليقتله ولكن الله سبحانه كان يصرف كيده عنه.

وكان المتوكل يقول: والله لأقتلن هذا المرائي... الذي يدعي الكذب ويطعن في دولتي... والله لأحرقنه بعد قتله.

وبعد وفاة المتوكل الذي جرَّع الإمام الغصص طيلة أربعة عشر عاما عاش الإمام بقية عمره مع حكام عرفوا بالظلم فقد أجبروه على البقاء في سامراء فعاش سبعة أعوام مع المنتصر والمستعين والمعتز في سامراء.

بقيعليه‌السلام ملازما بيته كاظما غيظه صابرا على ما مسه من الأذى من حكام زمانه حتى قضى نحبه ولقي ربه شهيدا مسموماً، رحم الله من نادى وا إماماه، وا سيداه، وا مسموماه، وكانت وفاته في خلافة المعتز وذلك يوم الاثنين لثلاث خلت من رجب سنة ٢٥٤ه متأثرا بسم دسه إليه المعتز وسمعت جارية له تقول - أثناء تشييعهعليه‌السلام - : ماذا لقينا من يوم الاثنين قديما وحديثا.

وفي إثبات الوصية قال: وقد اجتمع في دار أبي الحسن الهادي جل بني هاشم من الطالبين والعباسيين واجتمع خلق كثير من الشيعة ثم فتح من صدر الرواق باب وخرج خادم أسود ثم خرج من بعده أبو محمدعليه‌السلام حاسرا مكشوف الرأس مشقوق الثياب وكأني به ينادي: وا أبتاه، وا علياه، وا مسموماه، فأجابته الشيعة: وا إماماه، وا عظم مصيبتاه.

(نصاري)

سگاه السم يويلي او مرد كبده

اولا راقب الباري او هاب جده

ظل ابنه الحسن يبكي اعله فگده

اشيفيد النوح لو يجري الدمع دم

٣١٣

(أبوذية)

على الهادي مياتم حزن تنصب

الدموع ادموم عالمسموم تنصب

المرد چبدك چبدته ريت تنصب

ولا اشوفك تلوج اعله الوطيه

(أبوذية)

يناعي اشبيك گلي اشصار شدهاك

دگلي يا مصاب الذي شدهاك

علي الهادي لون مجروح شدهاك

جرح اولا تصيح ابهل رزيه

ثم أخرجت الجنازة وخرج الإمام العسكري يمشي خلفها والناس من خلفه وكان الإمام صلى عليه قبل أن يخرج إلى الناس وصلى عليه لما خرج المعتمد ثم دفنعليه‌السلام في دار من دوره بسر من رأي(١) .

(تجليبة)

شبله يغسله او تتصارخ اعياله

او شاله او نزله او فوگه الترب هاله

بس احسين محد غسله او شاله

ثلث تيام ظل مطروح بالوادي

(تخميس)

طبت يا مدلجاً جسور المِهارِ

عج على طيبةٍ ربوع الفخار

ناد فيها بلوعة وانكسار

قوضي يا خيام عليا نزار

فلقد قُوِّض العماد الرفيعُ

____________________

(١) - المجالس السنية ج٢ للسيد محسن الأمين. نور الأبصار للحائري. مثير الأحزان للشيخ شريف الجواهري. سيرة الأئمة الاثني عشر للسيد هاشم معروف الحسني.

٣١٤

المجلس الثاني

القصيدة: للسيد محمد جمال الهاشمي النجفي

رمزُ الأسى ذكرى الإمامِ الهادي

عادت لتَغمُرَ بالشجون فؤادي

عادت لتوقضَ روحنا من بعدما

قد خدَّرتْه مطامعُ الأجساج

عادت لتُلهبَنا بعَرضِ مصيبةٍ

تَصلى القرونَ بجمرها الوقّاد

فشهادةُ الهادي تُسيلُ دموعَنا

حزنا وتُدمي قُرحةَ الأكباد

مَن سمَّه المعتزُّ بغياً تابعاً

فيه خطى الآباءِ والأجداد

قد رام أنْ يُطفي شُعاعَ مواقفٍ

أَعمت بذلك كلَّ عينِ معادي

ظَنّت بأنَّ السمَّ يُطفيء للهدى

نورا يَشُعُّ من الإمام الهادي

خابت فذاك النورُ أصبحَ جَذوةً

تُوري القلوبَ بأَعتقِ الأحقاد

يا عاشرَ الأمناءِ يومُك هزَّني

فبكَيتُ في شعري وفي إنشادي

أفمثلُ شخصِك تنطفيْ أيامُه

برقابةٍ وكآبةٍ وطِراد

وتضايق المعتزُّ فيك فدسَّه

سما يدُكُّ شوامخَ الأطواد(١)

(بحر طويل)

مصايب هلك يالمحجوب

من عدها تشوغ الروح

وحده اتزود عن وحده

البلسم مات والمذبوح

____________________

(١) - ديوان مع النبي وآله ص٢٩٣.

٣١٥

لاچن هظمة الهادي

خلت كل گلب مجروح

من يثرب يجلبونه

امكان الذل يحطونه

مگصدهم يهينونه

خلّوه اعله هالذله

او خصمه ابوسط مگصوره

***

من يثرب السامره

الطاغي جاب ابو امحمد

حطه ابدار لاكن ليه

أبداً ما يطب أحد

حته الرجس جار اعليه

او سمه او كبده اتمرد

مات ابديرة الغربه

والسم مرّده الگلبه

عودك دمعه ايصبه

ينوح اعليه وادموعه

عالخدين منثوره

***

گام او غسله بيده

او شاله او نزله ابگبره

ما ظل بالفله مطروح

ثلث اليال عالغبره

لاكن سلوة الهادي

او مهجة آية الكُبره

جثته رميه اعلى الثره

او تجري الدمه من منحره

وابفيض دمها امعفره

٣١٦

واخيام الغريب احسين

بيها النار مسجوره

حالة سامراء عند موت الإمام علي الهاديعليه‌السلام

ذكر المؤرخون أن سر من رأى صاحب يوم موت أبي الحسن الهادي صيحة واحدة وهيج عواطف الناس أكثر من كل شيء الهيئة التي خرج عليها مولانا أبو محمد العسكريعليه‌السلام فقد خرج حاسرا مكشوف الرأس مشقوق الثياب وكان وجهه وجه أبيه لا يخطئ منه شيئا.

(نصاري) (١)

گضه الهادي او منّه الچبد مسموم

واهل بيته يتوح ابگلب مالوم

وهاذي شيعته والدمع مسجوم

او نار العسكري بالچبد تسعر

قيل: وعاب بعض الناس على الإمام هيئته قائلا: أرأيتم أحدا من الأئمة شق ثوبه في مثل هذه الحالة؟ فقالعليه‌السلام : يا أحمق ما يدريك ما هذا قد شق موسى على هارون، يعني وكيف لا أشق ثوبي وأنا قد أصبت بوالدي(٢) .

ثم نال المعتز ما شاء منه

إذ سقاه السم النقيع جهارا

فاستشاطت له البلاد وصارت

صيحة طبقت بها الأقطارا

وفي منتهى الآمال: ولم يكن عنده حين وفاته غير ابنه الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام فلما توفي حضر جميع الأشراف والأمراء ثم انصرف - الإمام

____________________

(١) - للمؤلف.

(٢) - المجالس السنية ج٢ للسيد محسن الأمين. نور الأبصار للحائري. نفس المهموم للشيخ عباس القمي.

٣١٧

العسكريعليه‌السلام - إلى غسله وتكفينه ودفنه في الحجرة التي كانت محلا لعبادته.

(أبوذية)

على الهادي يحادي صيح بالليل

او للمسموم خلي انشيعه بالليل

وعليه امن البواچي الدمع بليل

وصحت مات او بگت داره خليه

أقول ليت الذي حصل لأبي الحسن الهادي من دفن وتشييع مهيب كما تنقل الروايات انه من شدة الزحام في تشييعهعليه‌السلام اشتد الحر على أبي محمد العسكري، أقول ليت ذلك حصل لجده أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام ويم يبق ثلاثة أيام على رمضاء كربلاء تصهره الشمس بحرارتها.

(مجردات)

أنه واجفه واتناك يحسين

واتربه الطريجك شابحه العين

صديت لن الفزع صوبين

خيل او زلم تركض ابصفين

يطلبون ثار ابدر واحنين

فزعوا فرد فزعه على احسين

امنين اجيب المرتضى امنين

وكأني بزينب لما وقفت على أخيها:

(مجردات)

يخويه ابحليب امي عليك

بطّل الونه او رفس رجليك

يا ماي عيني اشبيدي اعليك

خواتك اتريد المِعْتِنِه ليك

او لو جتّك ابيا حال تلگيك

عريان عدوانك مسلبيك

(تخميس)

يا واديَ الطف من وارى الحسين وهلْ

صُلِّي عليه ومن نعشَ الحسينِ حَمَلْ

٣١٨

أجابَني بانكسار لا وربيَ بل

عاري اللباس قطيعَ الرأسِ منخمدَ ال

أنفاسِ في جَندل كالجمرِ مضطَرمِ

٣١٩

المجلس الثالث

القصيدة: للشيخ حسن فرج العوامي

ت: ١٣٦٤ه

يا تقيَّ العبادِ يا ابنَ الجوادِ

رزؤُك اليومَ قد أذاب فؤادي

ودعت مقلتي تصبُّ دموعا

بالتهابٍ وزفرةٍ واتقاد

إنّ همّاً أذاب قلبيَ وجدا

ليس يُقضى وماله من نَفاد

كيف يقضي وفادحاتُ الليالي

مالهنَّ انتها بلْ في ازديار

حسبُك اللهُ يا صروفَ الليالي

قد تركتيَ جفِني حليفَ السُهاد

وتركتني قلبي يشب ضراما

للذي ناله عليُّ الهادي

أخرجوه من أرض طيبةَ كُرها

أَحرموه الجوار للأجداد

بعد ذا أنزلوه خانَ الصعاليكِ

ونالَوه بالأذى والعناد

صيَّروه في السجن كُرها يريـ

ـدون إطفاءَ نورهِ الوقَّاد

جرَّعوه سما فلهفي عليه

أَفتديه بالأهل والأولاد

فقضى نحبَه عليٌّ فأضحى

بعده الدينُ فاقدا للعماد

وله الكون كاسفُ اللون حزنا

وله المجد لابسٌ للسواد

وله العسكريُّ أصبح يدعو

آهِ وا والدي وا سِنادي(١)

____________________

(١) - شعراء القطيف ص٢٥٩.

٣٢٠