سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء ٤

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام0%

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 460

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمَّد الهنداوي
تصنيف: الصفحات: 460
المشاهدات: 112246
تحميل: 6487


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 460 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 112246 / تحميل: 6487
الحجم الحجم الحجم
سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام

سلسلة مجمع مصائب أهل البيت عليهم السلام الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

(أبوذية)

صحت ابصوت يا بالحسن ماته

هله عدهم خبر مسموم ماته

ابو العسكري انشيعه انريد ماته

او لا يبگه طريح اعله الوطيه

(أبوذية)

على الهادي عزه هليوم يارن

او عليه امن البواچي اگلوب يارن

الشيعة اعيونها عالنعش يارن

وتشيل اجنازته لبن الزكيه

(أبوذية)

صاح الناعي والشيعه علمها

او نشرت للحزن أسود علمها

علي الهادي گضه معدن علمها

او تيتم شرع دين الله او نبيه

رواية ثانية حول شهادة الإمام علي الهاديعليه‌السلام

نقل الدرازي في كتابه وفاة الإمام علي الهاديعليه‌السلام ، عن أحمد بن داود بن محمد بن عبد الله الطلحي القمي قال: حملنا مالا من خمس ونذر من عين ووَرِق ودنانير وحلي وجواهر وثياب من (قم) وما يليها فخرجنا نريد أبا الحسنعليه‌السلام فلما صرنا إلى دسكرة الحكم تلقانا رجل راكب على جمل ونحن في قافلة عظيمة فَقَصَدَنا ونحن سائرون في جملة الناس وهو يعارضنا بجمله فقال: يا أحمد بن داود ويا محمد بن إسحاق معي رسالة إليكما فقلنا ممن؟ فقال: مِن سيدكما أبي الحسن الهاديعليه‌السلام ، يقول لكما إني راحل إلى الله تعالى في هذه الليلة فأقيما مكانكما حتى يأتيكما أمر من أبي محمد الحسنعليه‌السلام فخشعت قلوبنا وبكت عيوننا وأخفينا ذلك ولم نظهره ونزلنا دسكرة الملك واستأجرنا منزلا وأحرزنا ما كان معنا فيه وأصبحنا والخبر شائع بوفاة إمامِنا

٣٢١

عليه‌السلام فلما تعالى النهار رأينا قوما من شيعة علي أشد قلقا مما نحن فيه فلما جن الليل جلسنا بلا ضوء ولا سراج حزنا على الهاديعليه‌السلام نبكي ونشكو إلى الله فقده.

شفَّ قلبي الأسى وذاب فؤادي

ودموعي جرت كسُحبِ الغوادي

لمصاب الإمامِ كنزِ العطايا

معدنِ الجودِ كعبةِ الوفَّاد

مَظهرِ المعجزاتِ شمسِ المعالي

مَفزَعِ الخلقِ علَّةِ الإيجاد

ركنِ دينِ الإلهِ بدرِ الدياجي

بضعةِ المصطفى نجاةِ العباد

سيدِ الكائناتِ غوثِ البرايا

شبلِ حامي الحمى عليِّ الهادي

قال القمي: وإذا نحن بيد داخلة علينا من الباب فأضائت بنا كما يضيء المصباح وقائل يقول: يا أحمد يا محمد هذا التوقيع فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسن المستكين لرب العالمين إلى شيعته المساكين أما بعد فالحمد لله على ما نزل بنا منه ونشكره إليكم على جميل الصبر إليه وهو حسبنا في أنفسنا وفيكم ونعم الوكيل(١) .

قال الراوي: ولما انتقل الإمام علي الهاديعليه‌السلام إلى روح الله ورضوانه وقد سمه (المعتمد) في رمان وقيل في ماء فلما فاضت روحه المقدسة علا الصياح في داره وقامت الواعية في الهاشميين يلطمون الخدود ويخدشون الوجوه وينادون وا ضيعتاه، وا وحدتاه، من لليتامى والمساكين، من للفقراء والمنقطعين(٢) .

____________________

(١) - ٦٠/٦١.

(٢) - المصدر السابق والصحيح هو المعتز لأن المعتمد بويع له سنة ٢٥٦ه.

٣٢٢

مات في سُرَّ من رأى مستظاما

نازحَ الدارِ لم يجد من مفادي

فبكته السماءُ والأرضُ حزنا

وله ذاب قَلبُ صمِّ الجماد

وأقامت له الملائكُ طرا

مأتمَ الحزنِ فوق سبعٍ شداد

والنبيون في الجنان عليه

لبسوا للعزا ثيابَ حداد

وعليه البتولُ ناحت بدمع

يجري كالسيل من صميم الفؤاد

مات خيرُ الأنامِ أزكى البرايا

خيرُ داع إلى الإله وهادي

لكن أيها المحب كما علمت لقد قام الأعيان والوزراء وجمع من بني العباس بالإضافة إلى جمع من بني هاشم وسائر الشيعة من سامراء يتقدمهم الإمام العسكريعليه‌السلام هؤلاء جميعا قاموا بتجهيز الإمام الهادي على أكمل وجه حتى دفنوه في داره.

وكما ذكرت الروايات أن الإمام الهادي صُلِّيَ عليه مرتين مرة من قبل الإمام العسكريعليه‌السلام وأخرى من قبل الواثق والي العهد العباسي والحسينعليه‌السلام صلي عليه مرتين مرة من قبل الإمام السجاد ومرة من قبل السيوف والنبال والرماح كما يقول الشاعر:

صلت على جسم الحسين سيوفهم

فغدا لساجدة الضبا محرابا

(مجردات) (١)

صلت عليه اسيوف اميه

او داست الخيل ابن الزچيه

والأشد واعظم كل رزيه

سكنه تصيح الحگ عليه

____________________

(١) - للمؤلف.

٣٢٣

بويه يبن راعي الحميه

لا والي عندي او لا تچيه

يضربوني واشگف بديه

***

أُبرِزتْ حاسرةً لكن على

حالة لم تبقِ للجَلَدِ اصطبارا

لا خمارٌ يسترُ الوجه وهل

لكريماتِ الهدى أبقوا خمارا

لم تدع (يا شُلَّت الأيدي) لها

من حجابٍ فيه عنهم تتوارى

٣٢٤

الإمام

الحسن العسكري

عليه‌السلام

٣٢٥

٣٢٦

المجلس الأول: القصيدة: للسيد صالح القزويني

المجلس الثاني: القصيدة: للشيخ عبد الحسين شكر

المجلس الثالث: القصيدة: للشيخ حسين الشبيب القطيفي

٣٢٧

٣٢٨

المجلس الأول

القصيدة: للسيد صالح القزويني

أيا صفوةَ الهادي ويا محيي الهدى

ومُحكِمَ دين المصطفى وهو دارسُ

ولما مضى الهادي أَريتَ معاجزا

بها اُرغمت من شانئيك المعاطس

بنفسيَ ما نالت به سُرَّ مَن رأى(١)

فخارا له تعنوا النجومُ الكوانس

بنفسيَ من أبكى النبيَّ مصابُه

وأظلم فيه دينُه وهو شامس

بنفسيَ محبوسا على حبس حقّه

مضى وعليه المكرماتُ حبائس

____________________

(١) - قال في منتهي الآمال: روى الشيخ الطوسي عن الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام انه قال ما مضمونه: ان قبري بسامراء أمان من البلاء والمصائب لأهل الجانبين.

قل المجلسي الأول: ان أهل الجانبين هم الشيعة و السنة وقد أحاطت بركتهعليه‌السلام الصديق والعدو كما كان قبر الكاظمعليه‌السلام أماناً لأهل بغداد.

قال الشيخ الأجل على بن عيسى الأربلي في كتاب كشف الغمّة: حكى لي بعض الأصحاب ان الخليفة المستنصر مشى مرة إلى سر من رأى وزار العسكريين وخرج فزار التربة التي دفن فيها الخفاء من آبائه وأهل بيته وهم في قبة خربة مصيبها المطر وعليها زرق الطيور فقيل له: انتم خلفاء الأرض وملوك الدنيا ولكم الأمر في العالم وهذه قبور آبائكم بهذه الحال لا يزورها زائر ولا يخطر بها خاطر وليس فيها أحد يميط عنها الأذى وقبور هؤلاء العلويين كما ترونها بالستور

٣٢٩

بنفسي َ مَن في كل يومٍ تسومُه

هوانا بنو العباسِ وهي عوابس

بنفسيَ مسموما تشفَّت به العدى

قضى وبها لم تُشفَ منه النسائس

بنفسيَ مكروبا قضى بعد سمّه

بكاه الموالي والعدوُّ المشاكس

فلا كان يومُ العسكريِّ فإنه

لَيومٌ على الدينِ الحنيفيّ ناحس

حكى جدَّه عمرا وسُمَّا وغربةً

ومارس من أعدائه ما يمارَس(١)

(نصاري)

اعلى ابو محمد يويلي اتراكم الهم

عگب ما كبده أبوه انمرد بالسم

عليه المعتمد كل يوم يشتد

يويلي او ظل يجور اعلى ابو امحمد

سگاه السم لمن كبده تمرَّد

اولا راقب الباري اولا تندَّم

يهل بيت المجد والجود والباس

شلها اعليكم إمن اديون هالناس

ولوكم آل اميه او بني العباس

او حته البلمهد شرهم عليه عم

يبو صالح جزاك العتب واللوم

تظل صابر على أخذ الثار لليوم

ياهو المن هلك ما راح مظلوم

يو مذبوح يو مچتول بالسم

عجب كل العجب منك يمحجوب

ما تنهض تجيم اعليها الحروب

نسيت اللي سبوها او گطعت ادروب

يو ناسي الضلع لـمّن تهشّم

الإمام أبو محمد الحسن العسكريعليه‌السلام وطغاة زمانه

عاصر الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام - بعد وفاة أبيه - ثلاثة من الخلفاء المعتز، المهتدي، المعتمد.

____________________

(١) المجالس السنيه ج ٢.

٣٣٠

وعاشعليه‌السلام فترة قاسية ومحنة شديدة بحيث كان يوصى أصحابه: إذا رأيتموني في الطريق فلا يسلم عليّ أحد ولا يشير إليّ بيده ولا يومي إليّ ببنانه فإنكم لا تأمنون على أنفسكم. ويقول لبعض غلمانه: إذا سمعت لا شاتما فامض لسبيلك التي أمرت بها وإياك أن تجاوب من يشتمنا أو تعرّفه من أنت فإنّا ببلد سوء ومصر سوء وامضِ في طريقك.

وكل واحد من ملوك عصره كان يريد الفتك به فهذا المعتز يأمر سعيد الحاجب بقتل أبي محمد العسكريعليه‌السلام بعيدا عن أعين الناس قال لسعيد: أخرجْ أبا محمد إلى الكوفة ثم اضرب عنقه في الطريق من حيث لا يراك أحد. ولكن الله تعالى منع كيد الظالمين حيث قتل المعتز بعد ثلاثة أيام.

أما المهتدي فكان يقول كلما رأى الإمام العسكريعليه‌السلام والله لأجلونكم العلويين وعزم على قتل الإمام العسكري ولكن قبل أن ينفذ وعيده ثار عليه الأتراك وقتلوه.

ولما تولى المعتمد كرسي الملك جعل القضاء على الإمام هدفا من أهدافه فحبس الإمامعليه‌السلام مرة عند علي ابن واتامش وكان شديدا على آل أبي طالب ولكن الإمامعليه‌السلام وعظه وحذره غضب الجبار فما مضى على وجود الإمام عنده إلا أيام حتى وضع خده لأبي محمد وكان لا يرفع بصره إليه إجلالا وإعظاما له. وخرج الإمام من عنده وهو أحسن الناس بصيرة وأحسنهم قولا فيه ثم سلموا الإمامعليه‌السلام إلى شخص آخر شديد العداوة لآل محمد وكان يضيق على الإمام ويؤذيه فقالت له امرأته: ويلك اتق الله فإنك لا تدري من

٣٣١

في منزلك وإني أخاف عليك منه وذكرت له صلاحه وعبادته فاشتد عداوة وقال: والله لأرمينه بين السباع ثم استأذن في ذلك المعتمد فأن له فرمى الإمام بين السباع والأسود ولم يشكوا في أكلها إياه فنظروا إلى الموضع ليعرفوا الحال فوجدوا الإمام قائما يصلي والسباع حوله تلوذ به ولم يزل ثلاثة أيام بين الأسود وهو يصلي فأخرج بعد ذلك ولكن إلى سجن آخر فما زال ينقل من سجن إلى آخر حتى دس إليه المعتمد سما قاتلا وضعه له في الطعام فوقع الإمام مريضا وطال مرضه عشرة أيام وجسمه يزداد ضعفا والآلام تشتد عليه يُغشى عليه ساعة بعد ساعة.

وفي ليلة وفاته لم يكن عنده إلا صقيل الجارية وعقيد الخادم وولده الحجة (عج) وهو ابن خمسة سنين وفي تلك الليلة كتب بيده الشريفة كتبا كثيرة إلى المدينة هذا وقد اعتراه ضعف شديد في بدنه حتى أضحى عاجزا عن تهيئة مقدمات الصلاة بنفسه، قال عقيد: فدعاعليه‌السلام بماء قد أغلى بالمصطكي فجئنا به إليه فقالعليه‌السلام : ابدأ بالصلاة جيؤني بماء لأتوضأ فجئنا به وبسط في حجره المنديل فأقبل القدح يضرب ثناياه ويده ترتعد فشرب منه جرعة وأخذت صقيل القدح من يده ثم أخذ ولده الحجة (عج) وضمه إلى صدره الشريف وجعل يقبله ويودعه ويبكي ويوصيه بوصاياه وسلمه ودائع الإمامة ثم سكن أنينه وعرق جبينه وغمض عينيه وأسبل يديه ومدّ رجليه ومضى إلى ربه شهيدا مسموما مظلوما، أي وا إماماه، وا سيداهِ، وا مظلوماه.

(نصاري)

تراده بالمرض حاله او تلاشه

ظل الحسن واگع على افراشه

٣٣٢

والله ما بگت عنده حشاشه

ضعفت ونته والگلب نصين

بعد ما ودع ابنه ابگلب مجروح

تشاهد ويلي گلبي او فاضت الروح

ثار اصياح اهل بيته او عِلَه النوح

اثاري مات اويلي او فرَّگ البين

قال الراوي: فلما ذاع خبر وفاته صارت سر من رأى ضجة واحدة ثم أخذوا في تجهيزه وعُطلت الأسواق وركب بنو هاشم والقؤاد والكتاب والقضاة وسائر الناس إلى جنازته وكانت سر من رأى يومئذ شبيهة بالقيامة(١) .

(نصاري)

اجت الناس تتراكض ابدهشه

لگوا دار العلوم اشلون وحشه

بچوا عالباب لمن طلع نعشه

تلگوه ابلطم يدمي الخدين

أقول: وإن قتل الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام مسموما ولكنه جهز على أحسن ما يرام وشُيِّع على أطراف الأنامل من قبل كافة الناس في سرّ من رأى.

(نصاري)

سارت بالنعش تبچي حواليه

لما دفنوه ردوا للعزه اعليه

بس احسين ما واحد وصل ليه

ثلث تيام عاري ابغير تكفين

(أبوذية)

مصيبتكم يشبل الحسن ياليت

او على جدّك اخيول الگوم ياليت

ودتك حاضر ابكربله ياليت

او تنظر عمّتك بين آل اميه

____________________

(١) - سيرة الأئمة الاثني عشر للسيد الحسني. أئمتنا للشيخ علي محمد علي الدخيل. نور الأبصار للحائري. المطالب المهمة للسيد علي الهاشمي.

٣٣٣

***

فانهضْ ولا تبقِ عليهم إنهم

واللهِ ما أبقوا لكم عيشاً مَرِي

آلتْ بأن لا تُبقي منكم سيداً

بالتاج يعلو فوقَ هامِ المنبر

٣٣٤

المجلس الثاني

القصيدة: للشيخ عبد الحسين شكر

حتَّى مَ طيُّكَ لليَبابِ المقفرِ

فَأرِحْ بسامراءَ نبكي العسكري

نبكي إماماً أحزن الأملاكَ في

ملكوتها ودهى الصفا بتكدر

حطم الحطيمَ مصابُه وله الهدى

بالنوح يُشعر معلنا بالمشعر

نبكي فتى أبكى البتولةَ فاطما

وأذاب أحشاءَ الرسولِ وحيدر

لهفي لمولىً قد مضى فيه القضا

وهو الذي لولاه لـمّا يَصدُر

ما زال في سجن الطغاةِ مكابدا

همَّاً فيا عينَ الفَخارِ تفجَّري

أرداه مُعتمِدُ الضلالِ بسمِّه

فقضى شهيدا يا سماءُ تفطَّري

يا أبحرَ الأفضالِ غِيضي بعده

فلقد قضى سما ممدُّ الأبحر

يا صاحبَ الأمرِ الذي قد كان عن

مولاهُ خيرَ مترجمٍ ومعبِّر

بأبيك آجرك الإلهُ فبعده

قد حلَّ كسرٌ بالهدى لم يُجبر

كيف اصطبارُك والقعودُ وقد قضت

أهلوك صبرا ما رأوا عيشا مَرِي

ما بين مسمومٍ سُقيْ جُرَعَ الردى

ومجزَّرٍ بدم الوريدِ معفَّر

مولايَ هل اُخبرتَ أنَّ نسائَكم

سُبيت على الأعجاف أَم لم تُجبَر(١)

____________________

(١) - ديوان عبد الحسين شكر ص٤١.

٣٣٥

(أبوذية)

ابفگد العسكري اتيتم شرعها

سفينه چان ما ينصه شرعها

يا ظالم چتل نفسه شرعها

او هِدَمْ ركن الشريعه الأحمديه

(أبوذية)

البني العباس عدنه اعتاب وجهه

سِمهم نار بينه اليوم وجهه

اضحه العسكري مطعون وجهه

لـمّن بيه سره سم المنيه

(أبوذية)

وحگ العسكري او عوده وسمهم

علامه ابكل گلب يضوي وسمهم

حيف اتجاسر الظالم وسمهم

ابذاك السجن واندفنوا سويه

رواية ثانية في كيفية شهادتهعليه‌السلام

قال في نور الأبصار: لم سقي الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام السم مرض مرضا شديدا فبلغ ذلك المعتمد في مرضه فقد قيل له: إن ابن الرضا قد اعتل ومرض فأمر نفرا من المتطببين بالاختلاف إليه وتعاهده صباحاً ومساءً وبعث خمسة نفر كلهم من ثقافة وخاصته وأمرهم بلزوم دار أبي محمد العسكري وتعرف خبره وحاله فلما كان بعد ذلك بيومين جاء من أخبره بأن العسكري قد ضعف فركب المعتد حتى بكر إليه ثم أمر المتطببين بلزومه وبعث إلى قاضي القضاة وعشرة من أصحابه ممن يثق به وأرسلهم إلى الحسن العسكريعليه‌السلام وأمرهم بلزومه ليلا ونهارا فلم يزالوا هناك حتى كانت الليلة التي قبض فيها فرأوه وقد اشتد به المرض يغشى عليه ساعة بعد ساعة علموا أنه قد قرب

٣٣٦

به الموت فتفرقوا عنه.

قال أبو إسماعيل بن علي النوبختي: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي في مرضته التي مات فيها وأنا عنده إذ قال لخادمه عقيد وكان أسودا نوبيا قدم خدم من قبله علي بن محمدعليه‌السلام فقال له: يا عقيد اغل لي ماء بمصطكي، فأغلى له ثم جاءت به صقيل(١) الجارية (أم الخلف) فلما صار القدح في يديه وهمَّ بشربه جعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسنعليه‌السلام فتركه من يده وقال لعقيد: ادخل البيت فإنك ترى صبيا ساجدا فأتني به. قال عقيد: فدخلت أتحرى فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابتيه نحو السماء فسلمت عليه فأوجز في صلاته فقلت: إن سيدي يأمرك بالخروج إليه إذ جاءت أمه صقيل فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسنعليه‌السلام فلما مثل الصبي بين يديه سلم وهو دري اللون وفي شعره قطط مفلج الأسنان فلما رآه الحسن بكرى وقال له: يا سيد أهل بيته اسقني الماء فإني ذاهب إلى ربي فأخذ الصبي القدح بيده وحرك شفتيه بيده الأخرى ثم سقاه فلما شربه قال: هيؤني للصلاة فَطَرَحَ في حجره منديلاً فوضّأه الصبي واحدة واحدة ومسح على رأسه وقدميه فقال له أبو محمد: أبشر يا بني فأنت صاحب الزمان وأنت المهدي وأنت حجة الله في أرضه وأنت ولدي ووصيي وأنا ولدتك وأنت محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم‌السلام ) ولدك رسول الله وأنت خاتم الأئمة الطاهرين صلى

____________________

(١) - اسم مستعار لهذه السيدة واسمها نرجس.

٣٣٧

الله عليهم أجمعين. آجركم الله أيها المؤمنون ثم عرق جبينه وسكن أنينه وقضى إمامنا العسكري نحبه وعرجت روحه إلى بارئها راضية مرضية.

أين المنادي وا سيداه، أين المنادي وا إماماه، أين المنادي وا مسموماه.

(تجليبة)

عله العسكري المسلم تلتهب ناره

سمه المعتمد وامست تحن داره

امست تحن والصايح عليه گبَّر

گلبه من المصايب ذاب واتفطر

لو هم البگلبه ابطور كان انطر

من الأرض كان اندرست آثاره

(أبوذية)

حوت بدرين سامره عزلها

تنوح او تلطم الشيعه عزلها

العسكري مهجته بالسم عزلها

وصل صارت وحگ رب البريه

ثم قام إمامنا الحجة (عج) فجهز أباه وصلى عليه ولم تره العيون ودفنعليه‌السلام في الدار التي دفن فيها أبوه الإمام الهاديعليه‌السلام (١) .

(تجليبة)

گام او غسله المهدي ابگلب مالوم

ينوح اعليه او حرَّم طيّب النوم

او ظل ابن الحسن غايب لهذا اليوم

يمته ايلوح غوجه او ياخذ ابثاره

يمته ابن الحسن يظهر او يطلب ثار

يوم الغاضريه او يشب بيه النار

ياخذ ثار جده او چتلة الأنصار

وأهله الغرّبت ويه العده ايساره

____________________

(١) - سيرة الأئمة الاثني عشر للحسني. المجالس السنية للسيد الأمين. نور الأبصار للحائري. منتهى الآمال ج٢، ص٦٨١/٦٨٢ عباس القمي.

٣٣٨

***

ماذا يهيجك إن صبرت لوقعةٍ

ملأت قلوب المسلمين ضراماً

٣٣٩

المجلس الثالث

القصيدة: للشيخ حسين الشبيب القطيفي

ت: ١٣٦٩ه

يا صاحبَ العصرِ احسنَ اللهُ العزا

لك في أبيك سليلِ طه الأطهرِ

قد جرّعوه القومُ كاساتِ الردى

فقضى شهيدا والأنامُ بمنظر

ولئن صبرتَ لهذه ونطيرِها

فأنا وحقَّك جفَّ بحرُ تصبري

فإلى متى يا ابنَ النبيِّ أمَا ترى

كلُّ ابنِ أفّاكٍ عليكمْ يجتري

نهضا فما ترضى العُلا بدمائِكم

هدرا يكون وكسرُكم لم يُجبَر

أفلا يُهيجُك أن أهلَك قد قضوا

ما بين مسمومٍ وبين معفَّر

ومجدلٍ فوقَ البسيطةِ عاريا

ملقىً ثلاثا بالعرا لُم يُقبر

شلوا مَغارا للخيول ورأسُه

كالبدر يزهَرُ فوق رأسِ الأسمر

يا ابن النبيِّ المصطفى حزني لكم

أجرى عِتابي في دوام الأعصُر

عذرا إليك ففي فؤادي قُرحةٌ

قد أوهنت كَبِدي وأدمت مِحجري(١)

(تجليبة)

يبن الحسن ما تنهض يوالينه

ما تدري عدانه اتشمتت بينه

____________________

(١) - شعراء القطيف ص٢٦٦/٢٦٧.

٣٤٠