مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام من موروث أهل الخلاف الجزء ٣

مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام من موروث أهل الخلاف0%

مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام من موروث أهل الخلاف مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 545

مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام من موروث أهل الخلاف

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: زهير ابن المرحوم الحاج علي الحكيم
تصنيف: الصفحات: 545
المشاهدات: 48687
تحميل: 4324


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 545 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 48687 / تحميل: 4324
الحجم الحجم الحجم
مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام من موروث أهل الخلاف

مقتل أبي عبد الله الحسين عليه السلام من موروث أهل الخلاف الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قال : أخبرنا محمّد بن عمر، قال حدّثني عمر بن محمّد بن عمر بن علي، عن أبيه، قال : أرسل عبد الملك إلى ابن رأس الجالوت، فقال : هل كان في قتل الحُسين علامة ؟ فقال ابن رأس الجالوت : ما كُشِفَ يومئذٍ حجرٌ إلّا وجِدَ تحته دمٌ عبيطٌ(١) .

لمقتلِهِ (عليه‌السلام ) ما رُفِعَ حجرٌ في الدنيا إلّا وجِدَ تحته دمٌ عبيطٌ

قال القندوزي : وعن ابن عبّاس قال : إنّ يوم قتْلِ الحُسين (عليه‌السلام ) قطرت السّماء دماً، وإنّ هذه الحمرة التي تُرى في السّماء ظهرت يوم قتله، وإنّ أيّام قتله لمْ يُرفعْ حجرٌ في الدنيا إلّا وجِدَ تحته دمٌ(٢) .

روى ابن سعد، والخوارزمي، واللفظ للأوّل قال : أخبرنا محمّد بن عمر، قال : حدّثني نجيح عن رجل من آل سعيد يقول : سمعت الزهري يقول : سألني عبد الملك بن مروان، فقال : ما كان علامة مقتل الحُسين (عليه‌السلام ) ؟ قال : لمْ يُكْشَفْ يومئذٍ حجرٌ إلّا وجِدَ تحته دمٌ عبيطٌ فقال عبد الملك : أنا وأنت في هذا غريبان(٣) .

____________________

(١) ترجمة الإمام الحُسين (عليه‌السلام ) - من طبقات ابن سعد / ٩٠، تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ١٤ / ٢٣٠، ترجمة الإمام الحُسين (عليه‌السلام ) - ابن عساكر / ٣٦٢ - ٣٦٤، بغية الطلب في تاريخ حلب ٦ / ٢٦٠٢، تذكرة الخواصّ / ٢٧٣، نور العين في مشهد الحُسين (عليه‌السلام ) - أبو إسحاق الأسفراييني / ٧٦، تاريخ الإسلام - الذهبي ٢ / ٣٤٩ نقلاً عن إحقاق الحقِّ ١١ / ٤٨٢، كفاية الطالب - الكنجي الشافعي / ٢٩٥، ط الغري نقلاً عن إحقاق الحقِّ ١١ / ٤٨٢، مختصر تاريخ مدينة دمشق - ابن منظور ٧ / ١٥٠ نقلاً عن إحقاق الحقِّ ٢٧ / ٣٧٢.

(٢) ينابيع المودّة - القندوزي ٣ / ١٠٢.

(٣) ترجمة الإمام الحُسين (عليه‌السلام ) - من طبقات ابن سعد / ٩٠، المناقب - للخوارزمي / ٣٨٨.

١٤١

لمقتلِهِ (عليه‌السلام ) انقلب الورس إلى رماد ودمٍ، بأكثر من خبر

خبرُ اُمّ عُيينة، رجاله ثقات

١ - روى الطبراني، والهيثمي، واللفظ للأوّل قال : حدّثنا علي بن عبد العزيز، ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا سفيان، حدّثتني جدّتي اُم أبي قالت : ثمّ رأيت الورس الذي اُخذ من عسكر الحُسين (عليه‌السلام ) صار مثل الرماد(١) .

وقال الهيثمي : رواه الطبراني، ورجاله إلى جدّه سفيان ثقات(٢) .

٢ - وروى أبو نعيم الحافظ الإصبهاني، وابن عساكر، وابن العديم، والخطيب البغدادي، واللفظ للأوّل قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر من أصله، ثنا محمود بن أحمد الفرج، ثنا محمّد بن المنذر البغدادي سنة اثنتين وثلاثين ومئتين، ثنا سفيان بن عيينة، حدّثني جدّتي اُم عيينة: أنّ حمَّالاً كان يحمل ورس، فهوى قتل الحُسين بن علي (عليه‌السلام )، فصار ورسه رماداً(٣) .

____________________

(١) المعجم الكبير - الطبراني ٣ / ٢٦٤، مجمع الزوائد - الهيثمي ٩ / ١٩٧.

(٢) مجمع الزوائد - الهيثمي ٩ / ١٩٧ قال : وعن سفيان قال : حدّثتني جدّتي اُم أبي قالت : شهد رجلان من الجعفيِّين قتل الحُسين بن علي (عليه‌السلام ) ؛ فأمّا أحدهما فطال ذَكَره حتّى كان يلفه ؛ وأمّا الآخر فكان يستقبل الراوية بفيه حتّى يأتي على آخرها.

قال سفيان : رأيت ولد أحدهما كان به خبل وكأنّه مجنون رواه الطبراني، ورجاله إلى جدّه سفيان ثقات وبسنده قال : رأيت الورس الذي اُخذ من عسكر الحُسين (عليه‌السلام ) صار مثل الرماد.

(٣) ذكر أخبار إصبهان - الحافظ الإصبهاني ٢ / ١٨٢، تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ١٤ / ٢٣١، ترجمة الإمام الحُسين (عليه‌السلام ) - ابن عساكر / ٣٦٥، تهذيب الكمال - المزّي ٦ / ٤٣٥، بغية الطلب في تاريخ حلب - ابن العديم ٦ / ٢٦٣٩ (دماً) بدلاً من (رماداً)، تاريخ الخطيب ٤ / ٦٨ في ترجمة محمّد بن المنذر البغدادي، وفي تاريخ الخطيب : (دماً) بدلا من (رماداً).

١٤٢

٣ - وروى ابن عساكر، والخوارزمي، وابن العديم، والمزّي، وابن حجر العسقلاني، والذهبي، واللفظ للأوّل قال : وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أبي بكر، أنا أبو بكر بن الطبري قالوا : أنا أبو الحُسين القطّان، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، حدّثتني جدّتي قالت : لقد رأيت الورس عاد رماداً، ولقد رأيت اللّحم كأنّ فيه النّار حين قُتِلَ الحُسين (عليه‌السلام )(١) .

٤ - وروى محبّ الدين، والصالحي الشامي، والقندوزي، واللفظ للأوّل قال : وعن سفيان أيضاً أنّ رجلاً ممّن شهد قتل الحُسين (عليه‌السلام ) كان يحمل ورساً، فصار ورسه رماداً(٢) أخرجه الملا في سيرته(٣) .

خبرُ أبي حفصة السلولي

روى ابن سعد، والخوارزمي، وابن العديم، واللفظ للأوّل قال : أخبرنا الفضل بن دكين، قال : حدّثنا عقبة بن أبي حفصة السلولي، عن أبيه قال : إنْ كان الورس من ورس الحُسين (عليه‌السلام ) ليُقال به هكذا فيصير رماداً(٤) .

____________________

(١) تاريخ مدينة دمشق ابن عساكر ١٤ / ٢٣٠، ترجمة الإمام الحُسين (عليه‌السلام ) - ابن عساكر / ٣٦٥، مقتل الحُسين (عليه‌السلام ) - الخوارزمي ٢ / ١٠٣ الفصل الثاني عشر، بغية الطلب في تاريخ حلب - ابن العديم ٦ / ٢٦٣٩، تهذيب الكمال - المزّي ٦ / ٤٣٥، تهذيب التهذيب - ابن حجر العسقلاني ٢ / ٣٠٦، سير أعلام النبلاء - الذهبي ٣ / ٣١٣.

(٢) ذخائر العقبى / ١٤٤، قال : أخرجه الملا في سيرته سبل الهدى والرشاد ١١ / ٧٩، ينابيع المودّة - القندوزي ٣ / ١٩.

(٣) ذخائر العقبى - الطبري / ١٤٤.

(٤) ترجمة الإمام الحُسين (عليه‌السلام ) - من طبقات ابن سعد / ٩١، مقتل الحُسين (عليه‌السلام ) - الخوارزمي ٢ / ١٠٣ الفصل الثاني عشر، بغية الطلب في تاريخ حلب - ابن العديم ٦ / ٢٦٣٩ (يُقال) بدل من (ليقال).

١٤٣

خبرُ يزيد بن أبي زياد، مع السند

روى الدوري، وابن عساكر، والمزّي، والذهبي، وابن حجر العسقلاني، واللفظ للأوّل قال : سمعت يحيى (ابن معين) يقول : حدّثنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد قال : قُتِلَ الحُسين بن علي (عليه‌السلام ) ولي أربع عشرة سنة، وصار الورس رماداً الذي كان في عسكرهم، واحمرّت آفاق السّماء، ونحروا ناقة في عسكرهم في لحمها النيران(١) .

أقول : ورجاله ثقات(٢) .

____________________

(١) تاريخ ابن معين ١ / ٣٦١، تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ١٤ / ٢٣٠، تهذيب الكمال ٦ / ٤٣٥، سير أعلام النبلاء ٣ / ٣١٣، تهذيب التهذيب ٢ / ٣٠٥، ترجمة الإمام الحُسين (عليه‌السلام ) - ابن عساكر / ٣٦٥.

(٢) أمّا الأول، وهو يزيد بن أبي زياد الكوفي، قال فيه الذهبي في الكاشف في مَنْ له رواية في كتب الستّة ٢ / ٣٨٢ : يزيد بن أبي زياد الكوفي، مولى بني هاشم، عن مولاه عبد الله بن الحارث بن نوفل، وأبي جحيفة، وابن أبي ليلى، وعنه زائدة، وابن إدريس : شيعي، عالم، فهم، صدوق، رديء الحفظ، لم يُترك، مات ١٣٧٤ م مقروناً.

وقال فيه العجلي - في معرفة الثقات ٢ / ٣٦٤ : (٢٠١٩) يزيد بن أبي زياد، مولى بني هاشم، كوفي، ثقة، جائز الحديث، وكان بآخره يلقن.

وقال فيه ابن شاهين في تاريخ أسماء الثقات / ٢٥٦ : (١٥٦١) وقال أحمد بن صالح : يزيد بن أبي زياد ثقة، لا يعجبني قول مَنْ يتكلم فيه.

وقال فيه الهيثمي في سند حديث ذكره، مجمع الزوائد ٨ / ٢٥٨ : ورجال أحمد رجال الصحيح، غير يزيد بن أبي زياد، وهو حسن الحديث وقال في مجمع الزوائد ٥ / ٢٦٣، في موضع آخر : . وقال داود : لا أعلم أحداً ترك حديثه، وغيره أحبّ إليّ منه، وروى له مسلم مقروناً، والبخاري تعليقاً، وبقيّة رجاله ثقات =

١٤٤

____________________

= وقال الحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ / ٣٧٥ : هذا حديث رواه إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد، ويزيد وإنْ لمْ يخرجاه فإنّه أحد أركان الحديث في الكوفيِّين.

وقال المزّي في تهذيب الكمال ٢٣ / ١٤٠ : قال البخاري في (اللباس) من (صحيحه) عقيب حديث عاصم بن كليب، عن أبي بردة، قلنا لعلي : ما القسيّة ؟ وقال جرير عن يزيد (ابن أبي زياد) في حديثه : القسيّة ثياب مضلّعة . الحديث وروى له في كتاب (رفع اليدين في الصلاة) وفي (الأدب).

وروى له مسلم مقروناً بغيره، واحتجّ به الباقون، وذكر المزّي أيضاً في تهذيب الكمال ٢٣ / ١٤٠ : وقال عبيد الآجري، عن أبي داود : لا أعلم أحداً ترك حديثه، وغيره أحبّ إليَّ منه وقال أبو أحمد بن عدي : وهو من شيعة أهل الكوفة، ومع ضعفه يُكتب حديثه.

وأقول : وما ذكر من الضعف واللين لا يؤثر في سقوط رواياته بعد، كما صرح الهيثمي بأنّ ضعفه من جهة لينه في الحديث لا من جهة الكذب - مجمع الزوائد ٨ / ٨١.

قال في تعليقه على سند حديث رواه الطبراني في الصغير، وفيه يزيد بن أبي زياد : وهو ليّن، وهذا لا يضرّ ؛ لأنّ اللّين لا يقدح في قبول الرواية كما يأتي، مع أنّ الهيثمي حسّنه كما تقدّم عنه.

وإليك اصطلاح أهل الحديث فيمَنْ قيل فيه : ليّن

وقال أبو بكر السيوطي في تدريب الراوي ١ / ٣٤٥ قال : فإذا قالوا : (ليّن الحديث كُتب حديثه) ويُنظر اعتباراً.

وقال الدارقطني : إذا قلت : ليّن الحديث، لم يكن ساقطاً، ولكن مجروحاً بشيء لا يسقط عن العدالة وقولهم : ليس بقويٍّ، يُكتب حديثه، وهو دون (ليّن)، وإذا قالوا : ضعيف الحديث فدون (ليس بقوي)، ولا يطرح بل يعتبر به وإذا قالوا : متروك الحديث، أو واهيه، أو كذّاب فهو ساقط لا يُكتب حديثه، وينظر فيه اعتباراً.

وقال الدارقطني لمـَّا قال له حمزة بن يوسف السّهمي : إذا قلتَ : فلان ليّن، أيش تريد ؟ إذا قلتُ : ليّن الحديث لمْ يكن ساقطاً متروكَ الحديث، ولكنْ مجروحاً بشيء لا يسقط عن العدالة.

وذكر أيضاً : قال المنذري من علماء العامة في رسالة في الجرح والتعديل ١ / ٣٢ تحت عنوان : (إجابة الدارقطني عن قولهم : فلان ليّن الحديث، وعمّن يكون كثير الخطأ) . عن أبي القاسم حمزة بن يوسف السّهمي الحافظ يقول : سألت أبا الحسن الدارقطني =

١٤٥

____________________

= قلت له : إذا قيل : فلان ليّن، أيش تريد به ؟ قال : لا يكون ساقطاً متروك الحديث، ولكن يكون مجروحاً بشيء لا يسقطه عن العدالة وسألته عمّن يكون كثير الخطأ، قال : وإن نبّهوه عليه ويرجع عنه فلا يسقط، وإنْ لمْ يرجع سقط.

وأقول : ولا يخفى أنّ الجرح في يزيد بن أبي زياد ليس إلّا لتشيّعه، وما ذكره من روايات الذمّ في بعض الصحابة، مثل معاوية وابن العاص.

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ٦ / ١٣٠ : وقال ابن فضيل : كان (يزيد بن أبي زياد) من أئمّة الشيعة الكبار وقال في سير أعلام النبلاء ٦ / ١٣١ : ابن فضيل، حدّثنا يزيد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبي برزة قال : تغنّى معاوية وعمرو بن العاص، فقال النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( اللهمَّ، أركسهما في الفتنة ركساً، ودعهما في النّار دعّاً )) وهذا أيضاً منكر، وأنكر منه حديث الرايات فقال أبو جعفر : حدّثناه محمّد بن إسماعيل، حدّثنا عمرو بن عون، أنبأنا خالد بن عبد الله، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال : كنَّا جلوساً [ عند ] النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إذ جاءه فتية من قريش فتغيَّر لونه، فقلنا : يا رسول الله، إنّا لا نزال نرى في وجهك الشيء تكرهه ! فقال (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( إنّا أهل بيتٍ اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنّ أهل بيتي سيلقون بعدي تطريداً وتشريداً، حتّى يجيء قومٌ من ها هنا - وأومأ نحو المشرق - أصحاب رايات سود يسألون الحقَّ ولا يُعطونه )) مرتين أو ثلاثا ً.

الثاني : جرير بن عبد الحميد

قال الذهبي في ميزان الاعتدال في نقد الرجال ٢ / ١١٩ : ١٤٦٨ - جرير بن عبد الحميد ع الضبّي، عالم أهل الرّي، صدوق، يُحتج به في الكتب . وإلخ.

وقال فيه العجلي في معرفة الثقات ١ / ٢٦٧ : جرير بن عبد الحميد الضبّي، كوفيٌّ ثقة، سكن الرّي، وكان رباح إذا أتاه الرجل فقال : اُريد أنْ أكتب حديث الكوفة قال : عليك بجرير، فعليك بمحمّد بن فضيل بن غزوان.

وقال فيه أبو حفص الواعظ في تاريخ أسماء الثقات ١ / ٥٦ : جرير بن عبد الحميد، صدوقٌ ثقة، قاله يحيى بن معين.

وقال فيه القيسراني في تذكرة الحفّاظ ١ / ٢٧١ : جرير بن عبد الحميد الحافظ الحُجّة، أبو عبد الله الضبي الكوفي، محدّث الرّي . كثير، رحل إليه المحدّثون ؛ لثقته وحفظه وسعة علمه =

١٤٦

امرأةٌ تطيّبت بالورس، واُخرى بالطيب اللذين سُرقا من الإمام الحُسين (عليه‌السلام )، فبرصتا

قال العلّامه الدينوري : روى سنان بن حكيم، عن أبيه قال : انتهب النّاس ورساً في عسكر الحُسين بن علي (عليه‌السلام ) يوم قُتِل،

____________________

= الثالث : يحيى بن معين صاحب التاريخ وغيره.

قال فيه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١١ / ٧١ : يحيى بن معين، هو الإمام الحافظ الجهبذ، شيخ المحدّثين، أبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام وقيل : اسم جدّه غياث بن زياد بن عون بن بسطام الغطفاني، ثمّ المرّي، مولاهم البغدادي، أحد الأعلام ولد سنة ثمان وخمسين ومئة.

الرابع : عبّاس بن محمّد الدوري، وهو صاحب حديث : ( نجد التي منها يخرج قرن الشيطان).

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٢٢ : الدوري، الإمام الحافظ، الثّقة الناقد، أبو الفضل عبّاس بن محمّد بن حاتم بن واقد الدوري، ثمّ البغدادي، مولى بني هاشم، أحد الأثبات المصنّفين ولد سنة خمس وثمانين ومئة، سمع حسين بن علي الجعفي، ومحمّد بن بشر، وجعفر بن عون، وأبا داود الطيالسي، وعبد الوهاب بن عطاء، ويحيى بن أبي بكير، وشبابة بن سوّار، وعبيد الله بن موسى، وهاشم بن القاسم، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وعفّان، وخلقاً كثيراً ولازم يحيى بن معين، وتخرّج به، وسأله عن الرجال، وهو في مجلد كبير.

حدّث عنه أرباب السنن الأربعة، ووثّقه النّسائي، ومن الرواة عنه ابن صاعد، وأبو عوانة، وأبو بكر بن زياد، وأبو جعفر بن البختري، وإسماعيل الصفّار، وحمزة بن محمّد الدهقاني، وخلق لم أرَ في مشايخي أحسن حديثاً منه.

قلتُ : يحتمل أنّه أراد بحسن الحديث الإتقان، أو أنّه يتبع المتون المليحة فيرويها، أو أنّه أراد علوّ الإسناد، أو نظافة الإسناد، أوتركه رواية الشاذ والمنكر والمنسوخ ونحو ذلك، فهذه اُمور تقضي للمحدّث إذا لازمها أنْ يُقال : ما أحسن حديثه . إلى أنْ قال : . أخبرنا عمر بن عبد المنعم، أخبرنا عبد الصمد بن محمّد (حضوراً)، أخبرنا علي بن المسلم، أخبرنا الحُسين بن طلاّب، أخبرنا محمّد بن أحمد الغسّاني، حدّثنا علي بن محمّد بن عبيد الحافظ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري، حدّثنا أزهر السمّان، عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر : أنّ النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، قال : (( اللهمَّ، بارك لنا في شامنا اللهمَّ، بارك لنا في يمننا )) قالوا : وفي نجدنا قال : (( هناك الزلازل والفتن، وبها - أو قال : منها - يطلع قرنُ الشيطان )).

١٤٧

فما تطيّبت منه امرأةٌ إلّا برصت(١) .

وذكر العلّامه ابن عبد ربه، وابن الدمشقي، واللفظ للأوّل قال : عن يسار بن عبد الحكم قال : انتُهِبَ عسكرُ الحُسين (عليه‌السلام ) فوُجِدَ فيه طيبٌ، فما تطيّبت به امرأةٌ إلّا برصت(٢) .

لمقتلِ الإمام الحُسين (عليه‌السلام ) انقلبت بعضُ لحوم الجزر إلى دمٍ . وبعضٌ إلى جمرٍ، وبعضٌ إلى مثل العلقم، والتهاب القدور ناراً، بأكثر من خبر

خبرُ أبي ذويد الجعفي، رجاله ثقات

روى الطبراني، والهيثمي، واللفظ للأوّل قال : حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي، ثنا إسماعيل بن موسى السّدي، ثنا ذويد الجعفي، عن أبيه قال : لمـَّا قُتل الحُسين (عليه‌السلام ) انتُهِبَ جزورٌ من عسكره، فلمـَّا طُبِخَتْ إذا هي دمٌ فأكفؤوها(٣) .

وقال الهيثمي : رواه الطبراني، ورجاله ثقات(٤) .

روى البيهقي قال : وكانت معه إبل فجزروها، فصارت جمرةً في منازلهم(٥) .

____________________

(١) عيون الأخبار - الدينوري ١ / ٢١٢، ط المؤسسة المصريّة العامّة.

(٢) العقد الفريد ٢ / ٢٢٠، نقلاً عن إحقاق الحقِّ ١١ / ٥١١، جواهر المطالب - ابن الدمشقي ٢ / ٢٧٤.

(٣) المعجم الكبير - الطبراني ٣ / ١٢١، مجمع الزوائد ٩ / ١٩٦.

(٤) مجمع الزوائد ٩ / ١٩٦.

(٥) المحاسن والمساوئ - الشيخ إبراهيم بن محمّد البيهقي / ٦٢.

١٤٨

خبرُ جميل بن مرة

روى ابن عساكر، والمزّي، وابن حجر العسقلاني، وابن العديم، والسيوطي، وابن منظور، والبيهقي، وسبط ابن الجوزي، واللفظ للأوّل قال : أخبرنا أبو عبد الله الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي ح، وأخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر اللالكائي قالوا : أنا محمّد بن الحُسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، حدّثني جميل بن مرة قال : أصابوا إبلاً في عسكر الحُسين (عليه‌السلام ) يوم قُتِلَ، فنحروها وطبخوها، قال : فصارت مثل العلقم، فما استطاعوا أنْ يسيغوا منها شيئاً(١) .

خبرُ حميد الطحّان

روى الطبراني، وابن عساكر، والمزّي، وابن العديم، واللفظ للأوّل قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أحمد بن يحيى الصوفي، ثنا أبو غسان، حدّثنا أبو نمير عم الحسن بن شعيب، عن أبي حميد الطحّان قال : كنتُ في خزاعة، فجاؤوا بشيء من تركة الحُسين (عليه‌السلام )، فقيل لهم : ننحر أو نبيع

____________________

(١) تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ١٤ / ٢٣١، ترجمة الإمام الحُسين - ابن عساكر / ٣٦٧، مقتل الحُسين (عليه‌السلام ) - الخوارزمي ٢ / ١٠٣ الفصل الثاني عشر، تهذيب الكمال - المزّي ٦ / ٣٣٥، تهذيب التهذيب - ابن حجر العسقلاني ٢ / ٣٠٦، بغية الطلب في تاريخ حلب ٦ / ٢٦٤١، الخصائص الكبرى ٢ / ١٢٦، تاريخ الإسلام - الذهبي ٢ / ٣٤٨ نقلاً عن إحقاق الحقِّ ١١ / ٥٠٨، تاريخ الخلفاء - السيوطي / ٨٠ نقلاً عن إحقاق الحقِّ ١١ / ٥٠٩، نور الأبصار - الشبلنجي / ١٢٣ نقلاً عن إحقاق الحقِّ ١١ / ٥٠٩، دلائل النّبوة - البهيقي ٦ / ٤٧٢ نقلاً عن إحقاق الحقِّ ٢٧ / ٤١٣، مختصر تاريخ مدينة دمشق - ابن منظور ٧ / ١٥٠ نقلاً عن إحقاق الحقِّ ٢٧ / ٤١٣، مرآة المؤمنين - اللكنهوئي / ٢٧٧ موجز نقلاً عن شرح إحقاق الحقِّ ٢٧ / ٤١٣.

١٤٩

فنقسم ؟ قال : انحروا قال : فجلس(١) على جفنة، فلمـَّا وُضِعَت فارت ناراً(٢) .

خبرُ حمامة بنت يعقوب الجعفيّة

قال الزّرندي الحنفي : وروى أيضاً بسنده إلى حمامة بنت يعقوب الجعفيّة، قالت : كان في الحيِّ رجل ممّن شهد قتل الحُسين (عليه‌السلام )، فجاء بناقة من نوق الحُسين (عليه‌السلام ) فنحرها، وقسّمها في الحيِّ، فالتهبت القدور ناراً فأكفيناها(٣) .

خبرُ يزيد بن هارون

روى ابن المغازلي، وابن العديم، واللفظ للأوّل قال : حدّثنا أسلم، حدّثنا إسماعيل بن عيسى، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثتني اُمِّي، عن جدِّها قال : أدركتُ قتل الحُسين بن علي (عليهما‌السلام )، فلمـَّا قُتِلَ خرج اُناسٌ إلى إبلٍ كانت معه فانتهبوها، فلمـَّا كان الليل رأيت فيها النيران فاحترق كلّ ما اُخذ من عسكره(٤) .

____________________

(١) وفي تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ٢٣١، وكذا في تهذيب الكمال ٦ / ٣٣٥ : فجعل على جفنة (بدل) فجلس على جفنة.

(٢) المعجم الكبير - الطبراني ٣ / ١٢١، تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ١٤ / ٢٣١، ترجمة الإمام الحُسين (عليه‌السلام ) - ابن عساكر / ٣٦٦، تهذيب الكمال ٦ / ٣٣٥، وذكره ابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب ٦ / ٢٦٤٠، قال : أنبأنا أبو نصر القاضي، قال : أخبرنا علي بن الحسن الحافظ، قال : أنبأنا أبو علي الحدّاد وغيره، قالوا : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد بن إبراهيم، قال : أخبرنا سليمان بن أحمد، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي، قال : حدّثنا أحمد بن شعيب، عن أبي حميد الطحان، قال : كنت في خزاعة فجاؤوا بشيء من تركة الحُسين، فقيل لهم : نتجر أو نبيع فنقسم ؟ قالوا : انحروا قال : فجُعل على جفنة، فلمـَّا وضعت فارت ناراً.

(٣) نظم درر السمطين - الزّرندي الحنفي / ٢٢٠.

(٤) المناقب - ابن المغازلي / ٣٨٣ نقلاً عن إحقاق الحقِّ ١٩ / ٣٨٨، بغية الطلب في تاريخ حلب - ابن العديم ٦ / ٢٦٤٠.

١٥٠

ورواه أيضاً ابن العديم بطريق آخر، عن يزيد بن هارون قال : أخبرنا مرجا بن أبي الحسن التاجر، قال : أخبرنا محمّد بن علي بن أحمد، قال : أخبرنا أبو الفضل بن أحمد بن عبد الله، قال : أخبرنا محمّد بن محمّد بن مخلّد، قال : أخبرنا علي بن الحسن، قال : أخبرنا أبو بكر بن عثمان الحافظ، قال : حدّثنا يزيد بن هرون، قال : أخبرتني اُمِّي، عن جدَّتها قالت : أدركت قتل الحُسين بن علي (رضوان الله عليه)، فلمـَّا قُتِلَ خرج ناسٌ إلى إبلٍ كانت معه فانتهبوها، فلمـَّا كان الليل رأيت فيها النيران تلتهب، فاحترق كلُّ ما أخذ من عسكره(١) .

ما جرى على الإبل التي حُمل عليها رأسُ الإمام الحُسين (عليه‌السلام )

قال سبط ابن الجوزي : أخبرنا غير واحد، عن عبد الوهاب بن المبارك، أخبرنا أبو الحُسين بن عبد الجبار، أخبرنا الحُسين بن علي الطناجيري، حدّثنا عمر بن أحمد بن شاهين، حدّثنا أحمد بن عبد الله بن سالم، حدّثنا علي بن سهل، حدّثنا خلد بن حداش، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن ابن مرة، عن أبي الوصي ومروان بن الوصين(٢) قال : نُحِرَت الإبلُ التي حُمِلَ عليها رأسُ الحُسين (عليه‌السلام ) وأصحابه، فلم يستطيعوا أكل لحومها ؛ كانت أمر من الصبر(٣) .

____________________

(١) بغية الطلب في تاريخ حلب - ابن العديم ٦ / ٢٦٢٠.

(٢) ضبطناه على ما نقله السيّد المرعشي في إحقاق الحقِّ ١١ / ٥٠٩، وأمّا ما في تذكرة الخواصّ - سبط ابن الجوزي / ٢٤٠ منشورات الشريف الرضي - فهكذا : عن ابن مرّة أبي الوصي مروان بن الوصين.

(٣) تذكرة الخواصّ - سبط ابن الجوزي / ٢٤٠ منشورات الشريف الرضي.

١٥١

تحوّلُ الدنانير التي انتهبوها من رحل الإمام الحُسين (عليه‌السلام ) إلى خزف

قال الهيتمي : وكان مع أولئك الحرس - ( أي الحرس الذين ساروا بأهل البيت (عليهم‌السلام ) إلى الشام ) - دنانير أخذوها من عسكر الحُسين (عليه‌السلام )، ففتحوا أكياسها ليقتسموها فرأوها خزفاً، وعلى أحد جانبي كلِّ منها :( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمون ) (١) وعلى الآخر :( وَسَيَعْلَم الَّذِينَ ظَلَموا أَيَّ منقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ) (٢) .

الأخبارُ الجامعة لأكثر من أثر لمقتل الإمام الحُسين (عليه‌السلام )، بأكثر من خبر

خبرُ اُمّ حيّان

روى محدّث الشام ابن عساكر، والمزّي، والخوارزمي، والسيوطي، واللفظ للأوّل قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل، أنا أحمد بن الحُسين ح.

وأخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب ح، وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة الله قالوا : أنا محمّد بن الحُسين، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني أيوب بن محمّد الرقّي، نا سلام بن سليمان الثقفي، عن زيد بن عمرو الكندي قال :

____________________

(١) سورة إبراهيم / ٤٢.

(٢) سورة الشعراء / ٢٢٧ الصواعق المحرقة - ابن حجر الهيتمي / ٣٠٢، ط دار الكتب العلميّة، وفي ط ص١٩٩، أقول : وتقدّم في أحداث الكوفة مثل هذا عن ابن حبّان وغيره في دنانير الراهب الذي التقوا به في طريقهم بحرم الحُسين (عليه‌السلام ) إلى الشام.

١٥٢

حدّثتني اُم حيّان قالت : يوم قُتِلَ الحُسين (عليه‌السلام ) أظلمت علينا ثلاثاً، ولم يُمْسِ أحدٌ من زعفرانهم شيئاً فجعله على وجهه إلّا احترق، ولم يُقْلَبَ حجرٌ ببيت المقدس إلّا أصبح تحته دمٌ عبيطٌ(١) .

خبرُ يزيد بن أبي زياد

قال الزّرندي الحنفي : وروي أيضاً بسنده (أي بسند أبي الشيخ في كتابه السنّة) إلى يزيد بن أبي زياد قال : شهدت مقتل الحُسين (عليه‌السلام ) وأنا ابن خمسة عشر سنة، فصار الورس(٢) في عسكرهم رماداً، واحْمَرّتِ السّماء لقتله، وانكسفت الشمسُ لقتله حتّى بدت الكواكب نصف النّهار، وظنَّ النّاس أنّ القيامة قد قامت، ولم يُرفع حجرٌ في الشام إلّا رُئيَ تحته دمٌ عبيطٌ(٣) .

____________________

(١) تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ١٤ / ٢٢٩، ترجمة الإمام الحُسين (عليه‌السلام ) - ابن عساكر / ٣٦٢، تهذيب الكمال ٦ / ٤٣٤، مقتل الحُسين (عليه‌السلام ) - الخوارزمي ٢ / ١٠٢، بغية الطلب في تاريخ حلب ٦ / ٢٦٣٧، الخصائص الكبرى - السيوطي ١٢ / ١٢٦.

(٢) وفي المطبوع : الفرس، والظاهر ما أثبتناه كما في رواية الإصبهاني.

(٣) نظم درر السمطين - الزّرندي الحنفي / ٢٢٠، ذخائر العقبى / ١٤٥ قال : أخرجه ابن السيري، وذكره الحافظ الصبهاني في ذكر أخبار الإصبهاني ٢ / ١٨٣ : حدّثنا أحمد بن إسحاق، ثنا محمود بن أحمد بن الفرج، ثنا محمّد ابن المنذر البغدادي سنة اثنتين وثلاثين ومئتين، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد قال : شهدتُ مقتلَ الحُسين بن علي (عليه‌السلام ) وأنا ابن خمس عشرة سنة، فصار الورس في عسكرهم رماداً.

١٥٣

خبرُ عيسى بن الحارث

الطبراني، والمزّي، والذهبي، وابن عساكر، وابن حجر الهيتمي، والسيوطي، والعلّامه البدخشي، وصاحب كتاب إسعاف الرّاغبين، واللفظ للأوّل قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثني أبي، عن جدي، عن عيسى بن الحارث الكندي قال : لمـَّا قُتِلَ الحُسين (رضي‌الله‌عنه ) مكثنا سبعة أيام، إذا صلينا العصر نظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنّها الملاحف المعصفرة، ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضاً(١) .

خبرُ اُمّ خلاّد

روى ابن سعد، وابن عساكر، واللفظ للأوّل : قال : أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي، قال حدّثنا خلّاد - صاحب السّمسم، وكان ينزل بني جحدر - قال : حدّثتني اُمِّي قالت : كنَّا زماناً بعد مقتل الحُسين (عليه‌السلام ) وإنّ الشّمس تطلع محمرّة على الحيطان والجدران بالغداة والعشي قالت : وكانوا لا يرفعون حجراً إلّا وجدوا تحته دماً(٢) .

____________________

(١) المعجم الكبير ٣ / ١١٤، تهذيب الكمال - المزّي ٦ / ٣٣٣، سير أعلام النبلاء ٣ / ٣١٢، تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ١٤ / ٢٢٧، ترجمة الإمام الحُسين (عليه‌السلام ) - ابن عساكر / ٣٥٦، الصواعق المحرقة - ابن حجر الهيتمي / ٢٩٥ طبعة دار الكتب العلميّة، تاريخ الإسلام للذهبي ٢ / ٣٤٨ نقلاً عن إحقاق الحقِّ ١١ / ٤٦٥، تاريخ الخلفاء للسيوطي / ٨٠ نقلاً عن إحقاق الحقِّ ١١ / ٤٦٥، مفتاح النجا - العلّامه البدخشي / ١٤٣ نقلاً عن إحقاق الحقِّ ١١ / ٤٦٦، إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار / ٢٥١ باختلاف يسير نقلاً عن إحقاق الحقِّ ١١ / ٤٦٦.

(٢) ترجمة الإمام الحُسين (عليه‌السلام ) - من طبقات ابن سعد / ٩١، تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ٤١ / ٢٢٦، ترجمة الإمام الحُسين (عليه‌السلام ) - ابن عساكر / ٣٥٥، بغية الطلب في تاريخ حلب - ابن العديم ٦ / ٢٦، مختصر تاريخ مدينة دمشق - ابن منظور نقلاً عن إحقاق الحقِّ ٢٧ / ٤٢٤.

١٥٤

خبرُ ابن سيرين

ذكر الزّرندي، وسبط ابن الجوزي، وابن حجر الهيتمي، وغيرهم، واللفظ للأوّل : ونقل الإمام أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب (التبصرة) عن ابن سيرين قال : لمـَّا قُتِلَ الحُسين (عليه‌السلام ) أظلمت الدُّنيا ثلاثة أيّام، ثمّ ظهرت هذه الحُمرة في السّماء(١) .

خبرُ خليفة الواسطي

روى ابن عساكر، والمزّي، وابن حجر العسقلاني، والقندوزي، واللفظ للأوّل قال : أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، وأحمد بن محمّد بن إبراهيم، وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم، نا أبي أبو طاهر قال : أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصري، نا الحُسين بن إسماعيل المحاملي، نا الحُسين بن شبيب المؤدّب، نا خلف بن خليفة، عن أبيه قال : لمـَّا قُتِلَ الحُسين (عليه‌السلام ) اسودّت السّماء، وظهرت الكواكب نهاراً حتّى رأيت الجوزاء عند العصر، وسقط التراب الأحمر(٢) .

____________________

(١) نظم درر السمطين - الزّرندي الحنفي / ٢٢١، تذكرة الخواصّ - سبط ابن الجوزي / ٢٤٦ منشورات الشريف الرضي، الصواعق المحرقة - ابن حجر الهيتمي / ٢٩٥ مطبعة دار الكتب العلميّة، (مفتاح النجا، مخطوط) - البدخشي - من إحقاق الحقِّ ١١ / ٤٧٤، ومنهم العلّامه الشبلنجي في نور الأبصار / ١٢٣ ط مصر، روى الحديث إلى قوله : ثمّ ظهرت إحقاق الحقِّ ١١ / ٤٧٤، (التبر المذاب) - الحافي [الخوافي] الحُسيني الشافعي / ٩٦ نسخة مكتبة السيّد المرعشي العامّة بقم، إحقاق الحقِّ ٢٧ / ٤٠٢، مرآة المؤمنين - العلّامه المولوي ولي الله اللكنهوئي / ٢٧٧ ط لكهنو، إحقاق الحقِّ ٢٧ / ٤٠٢.

(٢) تاريخ مدينة دمشق ابن عساكر ١٤ / ٢٢٦، ترجمة الإمام الحُسين (عليها‌السلام ) - ابن عساكر / ٣٥٤، تهذيب الكمال ٦ / ٤٣٢ رواه عن الحُسين بن إسماعيل، عن الحسن بن شبيب.

١٥٥

ونقله المزّي عن الحُسين بن إسماعيل المحاملي . إلى خليفة، ورجاله ثقات(١) .

ما رُفِعَ حجرٌ عند مقتل أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) إلّا وتحته دمٌ عبيطٌ

قال الزّرندي الحنفي :

____________________

(١) الأوّل : خليفة بن صاعد الواسطي، قال فيه ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب ١ / ٢٧٣ : خليفة بن صاعد الأشجعي، مولاهم الكوفي، والد خلف، صدوق من الثالثة، ذكره ابن حبان في الثقات ٤ / ٢٠٩.

الثاني : خلف بن خليفة، قال فيه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٨ / ٣٤١ : خلف بن خليفة تبعا ابن صاعد، الإمام المعمّر، أبو أحمد الأشجعي، مولاهم الكوفي، نزيل واسط، ثمّ تحوّل إلى بغداد، وبعضهم يعدّه من صغار التابعين ؛ لكونه ذكر أنّه رأى عمرو بن حريث (رضي‌الله‌عنه ).

وقال أبو حاتم : صدوق وقال ابن عدي : أرجو أنّه لا بأس به وقال ابن سعد : تغيّر قبل موته واختلط وقال أحمد بن حنبل : رأيته، ووضعه رجل فصاح، فسئل عن حديث فلم أفهم كلامه وقال ابن معين ليس به بأس.

الثالث : الحُسين بن شبيب المؤدّب، ذكره ابن حبان في الثقات الثقات ٨ / ١٧٢ : الحسن بن شبيب البغدادي، يروى عن شريك، وخلف بن خليفة، ثنا عنه أبو يعلى ربمّا أغرب وفي سؤالات البرقاني ١ / ٢٢ : قلت له (للدارقطني) الحسن بن شبيب المؤدّب ؟ فقال : أخباري يُعتبر به، وليس بالقوي، يُحدّث عنه المحاملي.

الرابع : الحُسين بن إسماعيل المحاملي، قال فيه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٥٨ : المحاملي القاضي الإمام العلّامه، المحدّث الثقة، مسند الوقت، أبو عبد الله الحُسين بن إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان الضبي البغدادي المحاملي، مصنّف السّنن، مولده في أوَّل سنة خمس وثلاثين ومئتين . إلخ.

١٥٦

عن الزهري : إنّ أسماء الأنصارية قالت : ما رُفِعَ حجرٌ بإيليا - يعني حين قُتِلَ علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ) - إلّا وجِدَ تحته دمٌ عبيطٌ.

قال الحافظ أبو بكر بن الحُسين البيهقي قلت : كذا روي في هاتين الروايتين، وقد روي بإسناد صحيح عن الزهري : أنّ ذلك كان حين قُتِلَ الحُسين بن علي (عليه‌السلام )، ولعله وجِدَ عند قتلهما جميعاً، والله أعلم(١) .

قال الحاكم : أخبرني أحمد بن بالوجيه العقصي، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا عباد بن يعقوب، ثنا نواح بن درّاج، عن محمّد بن إسحاق، عن الزهري : أنّ أسماء الأنصارية قالت: ثمّ ما رُفِعَ حجرٌ بإيليا ليلة قُتِلَ علي (عليه‌السلام ) إلّا ووجِدَ تحته دمٌ عبيطٌ(٢) .

وقال السيوطي، وابن حجر الهيتمي، واللفظ للأوّل قال : وأخرج الحاكم، والبيهقي، وأبو نعيم، عن الزهري قال : لمـَّا كان صباح قتل علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ) لم تُرفعْ حجرٌ في بيت المقدس إلّا وجِدَ تحته دمٌ.

وأخرج أبو نعيم من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيّب قال : صبيحة يوم قتل علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ) لم تُرفعْ حصاةٌ من الأرض إلّا وتحتها دمٌ عبيطٌ(٣) .

____________________

(١) نظم درر السمطين - الزرندي الحنفي / ١٤٩.

(٢) مستدرك الحاكم النيسابوري ٣ / ١٥٥.

(٣) الخصائص الكبرى - السيوطي ٢ / ١٢٤، الصواعق المحرقة - ابن حجر الهيتمي / ٢٩٦ طبعة دار الكتب العلميّة.

١٥٧

١٥٨

الفصل التاسع

في الرؤى المتعلّقة بمقتل الإمام الحُسين (عليه‌السلام )

١٥٩

١٦٠