• البداية
  • السابق
  • 625 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14809 / تحميل: 3287
الحجم الحجم الحجم
مقتل الحسين (عليه السّلام) رواية عن جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من كتب العامّة

مقتل الحسين (عليه السّلام) رواية عن جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من كتب العامّة

مؤلف:
العربية

٥٤٠هـ ، فتكون وفاته في هذه العشر(١)

أبو عبد اللّه‏ محمّد بن أبي مسعود عبد العزيز بن محمّد الفارسي ثمّ الهروي ، قال الذهبي : الشيخ المسند الصدوق ، راوي الأجزاء الستّة من حديث ابن صاعد عن عبد الرحمان بن أبي شريح الزاهد

قال ابن طاهر : لازمته وأكثرت عنه ؛ وذلك بعد أن امتحنه , ورأى فقهه وعلوّ إسناده

وقال ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة : كان إماماً فقيهاً ، نحويّاً محدّثاً

توفّي سنة ٤٧٢هـ(٢)

أبو محمّد عبد الرحمان بن أبي شريح أحمد بن محمّد بن أحمد بن يحيى بن مخلد بن عبد الرحمان بن المغيرة بن ثابت الأنصاري الهروي الخزاعي ، المعروف بالشريحي(٣) ، ثقة

قال السمعاني : ثقة ، مكثر من الحديث

وقال ابن نقطة في الاستدراك : كان سماعه صحيحاً

وقال الذهبي : كان صدوقاً ، صحيح السماع ، صاحب حديث ، وعلم وجلالة

وقال ابن العماد : محدّث هراة ، روى عن البغوي والكبار ، ورحلت إليه الطلبة

ــــــــــــــ

١ ـ معجم شيوخ ابن عساكر / ٣٩٦ الترجمة ١٥٤٢ ، التحبير في المعجم الكبير ـ للسمعاني / ٣٤١ الترجمة ١٠٥٢

٢ ـ سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٧٦ ـ ٣٧٧ الترجمة ١٨٣ ، النجوم الزاهرة ٥ / ١١٠ ، شذرات الذهب ٢ / ٣٤٢ ، العبر في خبر مَنْ غبر ٣ / ٢٨٠

٣ ـ في أنساب السمعاني : ( من أهل هراة ، نسب إلى جدّه الأعلى أبي شريح الخزاعي من الصحابة ) وفي الاستدراك ( أبو محمّد عبد الرحمان بن أبي شريح أحمد )

٥٦١

توفّي سنة ٣٩٢هـ , وقيل : سنة ٣٩١ , وله ٨٥ سنة(١)

يحيى بن محمّد بن صاعد بن كاتب ، أبو محمّد الهاشمي البغدادي ، مولى أبي جعفر المنصور ، ثقة حافظ

قال الدار قطني : ثقة ثبت حافظ

وقال البغوي : ثقة من أصحابنا ، وحدّث عنه وهو أكبر منه

وقال الخليلي : ثقة إمام ، يفوق في الحفظ أهل زمانه

وقال الدار قطني : بنو صاعد ثلاثة ـ يوسف وأحمد ويحيى ـ بنو محمّد بن صاعد ، ويحيى أصغرهم وأعلمهم

وقال إبراهيم الحربي : بنو صاعد ثلاثة أوثقهم يحيى

وقال أحمد بن عبدان الشيرازي : لا يتقدّمه أحد في الدراية

وقال أبو علي النيسابوري : لم يكن بالعراق في أقران ابن صاعد أحدٌ في فهمه ، والفهم عندنا أجلّ من الحفظ

وسُئل ابن الجعابي : هل كان ابن صاعد يحفظ ؟ فتبسّم وقال : لا يُقال لأبي محمّد : يحفظ ، كان يدري

قال الخطيب : كان أحد حفّاظ الحديث ، وممّن عُني به ورُحل في طلبه ، وقال : كان ذا محلّ من العلم عظيم ، وله تصانيف في السنن وترتيبها على الأحكام

وقال الذهبي : الحافظ الإمام الثقة وقال : الإمام الحافظ المجوّد ، محدّث العراق ، رحّال جوّال ، عالم بالعلل والرجال ، سمع وجمع ، وصنّف وأملى

ــــــــــــــ

١ ـ سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٢٦ ـ ٥٢٨ الترجمة ٣٨٨ ، الأنساب ـ للسمعاني ٣ / ٤٢٥ ، الاستدراك المطبوع بهامش إكمال الكمال ٤ / ٢٨٥ ، شذرات الذهب ٣ / ١٤٠

٥٦٢

ولد سنة ٢٢٨هـ ، وتوفّي سنة ٣١٨هـ ، وله ٩٠ سنة(١)

أبو سعيد الأشج الكوفي ، المتوفّى سنة ٢٥٦ أو ٢٥٧هـ ، تقدّم أنّه ثقة

أبو خالد الأحمر الكوفي الجعفري ، المتوفّى سنة ١٨٩هـ أو ١٩٠هـ ، تقدّم أنّه ثقة

رزين بن حبيب الجهني أو البكري ، تقدّم أنّه ثقة

سلمى البكريّة ، تقدّم أنّها تابعيّة ، يحتجّ بحديثها في المقام

٤ ـ سند المِزِّي : حَسَنٌ

قال المزّي : أخبرنا أبو الحسن بن البخاري ، وإبراهيم بن عليّ الواسطي ، وأحمد بن إبراهيم بن عمر الفاروثي(٢) ، قالوا : أخبرنا عمر بن كرم الدينوي ببغداد ، قال : أخبرنا عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب السجزي ، قال : أخبرنا محمّد بن أبي مسعود الفارسي ، قال : أخبرنا عبد الرحمان بن أبي شريح الأنصاري ، قال : أخبرنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، قال : حدّثنا أبو سعيد الأشج ، قال : حدّثنا أبو خالد الأحمر ، قال : حدّثني رزين ، قال : حدّثتني سلمى ، قالت : دخلت على اُمّ سلمة(٣)

أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمان السعدي المقدسي الصالحي الحنبلي ، المعروف بابن البخاري ؛ لأنّ أباه أقام مدّة ببخارى

ـــــــــــــــ

١ ـ تاريخ بغداد ١٤ / ٢٣٤ ـ ٢٣٧ الترجمة ٧٥٣٧ ، سير أعلام النبلاء ١٤ / ٥٠١ ـ ٥٠٧ الترجمة ٢٨٣ ، تذكرة الحفّاظ ٢ / ٧٧٥ ـ ٧٧٨ الترجمة ٧٧١١٠

٢ ـ في المطبوعة ( الفاروقي ) وهو غلط

٣ ـ تهذيب الكمال ٩ / ١٨٧ في ترجمة ( رزين بن حبيب )

٥٦٣

يتفقّه بها ؛ فقيل له : البخاري إمام حافظ ، فقيه مسند

قال ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة : تفرّد في الدنيا بالرواية العالية ، وصار محدّث الإسلام وراويته ، روى الحديث فوق ستّين سنة

وقال الفرضي في معجمه : كان شيخاً عالماً ، فقيهاً زاهداً ، عابداً مسنداً ، مكثراً وقوراً ، صبوراً على قراءة الحديث ، مكرماً للطلبة

وقال الذهبي : كان فقيهاً عارفاً بالمذهب ، فصيحاً صادق اللهجة ، يرد على الطلبة مع الورع والتقوى ، والسكينة والجلالة ، زاهداً صالحاً ، خيّراً عدلاً مأموناً ، وقال : سألت المزّي عنه فقال : أحد المشايخ الأكابر ، والأعيان الأماثل ، ولا نعلم أحداً حصل له من الحظوة في الرواية في هذه الأزمان مثل ما حصل له

وقال ابن تيميّة : ينشرح صدري إذا أدخلت ابن البخاري بيني وبين رسول اللّه‏ في حديث

وذكره برهان الدين إبراهيم بن محمّد بن مفلح المقدسي الدمشقي في المقصد الأرشد فقال : الفقيه المحدّث المعمّر سيّد الوقت

وقال الشيخ تاج الدين الفزاري : انتهت إليه الرئاسة في المذهب والرواية ، وقصده المحدّثون من الأقطار ، وأثنى عليه البرزالي والذهبي والمزّي

وذكره عمر بن الحاجب في معجم شيوخه فقال : فاضل كريم النفس ، كيّس الأخلاق ، حسن الوجه ، قاضٍ للحاجة ، كثير التعصّب ـ أي للحقّ ـ ، محمود السيرة ، سألت عمّه ضياء الدين عنه فأثنى عليه ووصفه بالعقل الجميل ، والمروءة التامّة

ولد سنة ٥٩٥هـ ، وتوفّي سنة ٦٩٠هـ ، ودفن بسفح قاسيون(١)

ــــــــــــــــ

١ ـ شذرات الذهب ٥ / ٤١٤ ـ ٤١٧ ، معجم المحدّثين ـ للذهبي ١ / ١٥٩ ـ ١٦٠ ، طبقات المحدّثين ـ للذهبي ١ / ٢٢٠ الترجمة ٢٢٨٠ ، المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ٢ / ٢١٠ ـ ٢١٣ الترجمة ٦٩٧ ، البداية والنهاية ١٣ / ٣٨٢ ـ ٣٨٣ ، ذيل طبقات الحنابلة ـ لابن رجب الحنبلي ٢ / ٣٢٥ ـ ٣٢٩

٥٦٤

وتقي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ بن أحمد بن فضل الواسطي الأصل الدمشقي الحنبلي ، ويُعرف بابن الواسطي ، محدّث فقيه عابد

قال في المقصد الأرشد : الإمام القدوة الزاهد ، أحد الأئمّة الأعلام ، انتهت الرحلة في علوّ الإسناد إليه وحدّث بكثير ، روى عنه البرزالي وابن سيّد الناس وابن تيميّة وغيرهم ، وكان عارفاً بالمذهب ، وكان صالحاً عابداً قانتاً ، أمّاراً بالمعروف ، نهّاء عن المنكر

وقال الذهبي في العبر : العلاّمة الزاهد القدوة ، مسند الوقت ، تفقّه وأتقن المذهب ، وكان فقيهاً زاهداً عابداً ، مخلصاً قانتاً ، صاحب جدّ وصدق ، وقول بالحقّ ، وله هيبة في النفوس

وقال ابن العماد في شذرات الذهب : الفقيه الحنبلي الزاهد ، شيخ الإسلام ، بركة الشام ، قطب الوقت ، تفقّه في المذهب ، وأفتى ودرّس بالمدرسة الصالحيّة بقاسيون نحواً من عشرين سنة ، وولي في آخر عمره ـ بعد سفر الفاروثي ـ مشيخة دارالحديث الظاهريّة ، وكان خير خلق اللّه‏ علماً وعملاً

قال الذهبي : قرأت بخطّ العلاّمة كمال الدين بن الزملكاني في حقّه : كان كبير القدر ، له وقع في القلوب وجلالة ، ملازماً للتعبّد ليلاً ونهاراً ، قائماً بما يعجز عنه غيره ، مبالغاً في إنكار المنكر ، وعنده علم جيّد وفقه حسن ، وكان داعية إلى عقيدة أهل السنّة والسلف الصالح ، مثابراً على السعي في هداية مَنْ يرى فيه زيغاً عنها

٥٦٥

وقال البرزالي : تفرّد بعلوّ الإسناد ، وكثرة الروايات والعبادة ، ولم يخلف مثله

ووصفه ابن سيّد الناس بالإمام الزاهد

ولد سنة ٦٠٢هـ ، وتوفّي سنة ٦٩٢هـ ، ودُفن بسفح قاسيون ، وكان مولده به(١)

وعزّ الدين أبو العبّاس أحمد بن الشيخ محيي الدين إبراهيم بن عمر بن الفرج بن أحمد بن سابور بن عليّ بن غَنيمة الفاروثي الواسطي الشافعي المقرئ الصوفي ، إمام محدّث مقرئ

قال أبو المحاسن الحسيني في ذيل تذكرة الحفّاظ : الإمام العلاّمة ، شيخ العراق ، كان إماماً عالماً ، متقناً متضلّعاً في العلوم والآداب ، حسن التربية للمريدين ، ذكره ابن سيّد الناس في مَنْ لقيه من الحفّاظ ، فقال : دخلت دمشق في حدود سنة ٦٩٠ فألفيت بها الشيخ الإمام ، شيخ المشايخ ، ومَنْ له في كلّ فضل اليد الطولى والقدم الراسخ ، وكان في التذكير مقدّماً ، وبالمواعظ الحسنة معلماً ، وكان كبير الإيثار ، لا يبقى معه درهم ولا دينار

وقال الذهبي : الشيخ القدوة ، وقال : كان فقيهاً سلفيّاً ، مفتياً مدرّساً ، عارفاً بالقراءات ووجوهها وبعض عللها ، خطيباً واعظاً ، زاهداً عابداً صوفيّاً ، وكان كبير القدر ، وافر الحرمة ، له القبول التامّ من الخواص والعوام وقال : سلّمت عليه ، وسألته عن شيء ، وصلّيت خلفه كثيراً ، وسمعته يخطب على منبر دمشق غير مرّة ، وكان إماماً متقناً ، متعبّداً متواضعاً ، حسن البشر ، كبير القدر

ــــــــــــــ

١ ـ شذرات الذهب ٣ / ٤١٩ ـ ٤٢٠ ، المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ١ / ٣٣١ ـ ٣٣٢ الترجمة ٢٢٢ ، العبر ٥ / ٣٧٥ ، البداية والنهاية ١٣ / ٣٩٣ ، ذيل التقييد ١ / ٤٣٣ ـ ٤٣٤ ، معجم المحدّثين ـ للذهبي ١ / ٥٩ ، سيرة ابن سيّد الناس ١ / ٣١٢

٥٦٦

ووصفه ابن سيّد الناس بـ ( شيخنا الإمام )

وقال ابن كثير : الإمام العابد الزاهد الخطيب ، سمع الحديث وكانت له فيه يد جيّدة ، وفي التفسير والفقه والوعظ والبلاغة ، وكان ديّناً ورعاً زاهداً ، وكان فيه إيثار ، وله أحوال صالحة ، ومكاشفات كثيرة ، وكان قد لبس خرقة التصوّف من السهروردي ، وحدّث بالكثير ، وسمع منه البرزالي كثيراً

ولد سنة ٦١٤هـ بفاروث ، قرية على دجلة بين واسط والمذار ، ولي خطابة الجامع ، ثمّ عُزل فتألّم لذلك ، وعاد إلى العراق ، ومات بواسط سنة ٦٩٤هـ(١)

أبو حفص عمر بن كرم بن أبي الحسين عليّ بن عمر الدينوري ثمّ البغدادي ، أبو حفص بن أبي المجد الحمامي

قال ابن النجّار البغدادي في ذيل تاريخ بغداد : كتبت عنه ، وكان شيخاً صالحاً ، ورعاً متديّناً ، متعبّداً متعفّفاً

قرأ ابن الدبيثي عليه ، وكان يثني عليه خيراً

وفي معجم الأبرقوهي قال مخرجه : كان من أهل العبادة والعفاف ، منقطعاً عن الناس ، خاشعاً عند قراءة الحديث

قال محمّد بن عبد الغني البغدادي في التقييد : سمعت منه وسماعه صحيح ، وهو شيخ صالح

ـــــــــــــــ

١ ـ ذيل تذكرة الحفّاظ ـ للحسيني ١ / ٨٥ ـ ٨٩ ، البداية والنهاية ١٣ / ٤٠٣ ـ ٤٠٤ ، معجم المحدّثين ـ للذهبي ١ / ١٠ ـ ١١ ، طبقات المحدّثين له أيضاً ١ / ٢٢١ الترجمة ٢٢٩٣ ، معرفة القرّاء الكبار له أيضاً ٢ / ٦٩١ الترجمة ٦٦٢ ، شذرات الذهب ٥ / ٤٢٥ ، عيون الأثر ٢ / ٤٣٩ و٤٤١ وكان يكتب في ألقابه ( المصطفوي ) ، قال الذهبي : سألت الشيخ علي الواسطي عن ذلك , فقال : كان أبوه الشيخ محيي الدين يذكر أنّه رأى النبي في النوم فآخاه ؛ فلهذا كان يكتب ( المصطفوي )

٥٦٧

وقال عبيد بن محمّد الأسعردي في فضائل الكتاب الجامع : كان شيخاً صالحاً ، وسماعه صحيح

وقال الذهبي : الشيخ المسند الأمين ، روى الكثير وتفرّد ، وكان شيخاً مباركاً ، صحيح السماع والإجازات ، وتفرّد بأجزاء عن أبي الوقت

دينوريّ الأصل ، بغداديّ المولد ، ولد سنة ٥٣٩هـ ، وتوفّي سنة ٦٢٩هـ ، ودُفن بمقبرة باب الجعفريّة(١)

أبو الوقت عبد الأوّل بن أبي عبد اللّه‏ عيسى بن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق ، السجزي الأصل ، الهروي المولد والمنشأ ، الصوفي ، ثقة عابد

قال محمّد بن عبد الرحمان المقرئ في الأربعين في الجهاد : الشيخ الثقة

وقال ابن الدمياطي في ذيل تاريخ بغداد : كان شيخاً صدوقاً أميناً ، من مشايخ المتصوّفين ومحاسنهم ، ذا ورع وعبادة ، مع علوّ سنّه ، وله اُصول حسنة ، وسماعات صحيحة

وقال السمعاني : شيخ صاحب ، حسن السمت والأخلاق ، متودّد متواضع ، سليم الجانب ، وكان صبوراً على القراءة ، محبّاً للرواية

وقال ابن الجوزي : كان صبوراً على القراءة ، وكان صالحاً ، كثير الذكر والتهجّد والبكاء ، على سمت السلف

وقال يوسف بن أحمد الشيرازي في أربعين البلدان : رحلت إلى شيخنا ، رحلة الدنيا ، ومسند العصر ، أبي الوقت

ـــــــــــــــ

١ ـ ذيل تاريخ بغداد ـ لابن النجّار ٥ / ٩٥ الترجمة ١١٢٤١ ، سير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٢٥ ـ ٣٢٦ الترجمة ١٩٧ ، مختصر تاريخ ابن الدبيثي ـ للذهبي / ٢٨٥ الترجمة ١٠٥٣ ، التقييد / ٣٩٩ الترجمة ٥٢٦ ، فضائل الكتاب الجامع / ٥٢

٥٦٨

وقال الذهبي : الشيخ الإمام الزاهد الخيّر الصوفي ، شيخ الإسلام مسند الآفاق

وقال ابن كثير : كان من خيار المشايخ ، وأحسنهم سمتاً ، وأصبرهم على قراءة الحديث

ولد سنة ٤٥٨ ، وتوفّي سنة ٥٥٣هـ ، عن ٩٥ سنة(١)

أبو عبد اللّه‏ محمّد بن أبي مسعود عبد العزيز بن محمّد الفارسي الهروي ، المتوفّى سنة ٤٧٢هـ ، تقدّم أنّه كان إماماً فقيهاً ، نحويّاً محدّثاً

أبو محمّد عبد الرحمان بن أبي شريح أحمد بن محمّد بن أحمد بن يحيى الأنصاري الهروي الخزاعي ، المعروف بالشريحي ، المتوفّى سنة ٣٩٢هـ ، تقدّم أنّه ثقة

يحيى بن محمّد بن صاعد بن كاتب ، أبو محمّد الهاشمي البغدادي ، المتوفّى سنة ٣١٨ ، تقدّم أنّه ثقة حافظ

أبو سعيد الأشج الكوفي ، المتوفّى سنة ٢٥٦ أو ٢٥٧هـ ، تقدّم أنّه ثقة

أبو خالد الأحمر الكوفي الجعفري ، المتوفّى سنة ١٨٩ أو ١٩٠هـ ، تقدّم أنّه ثقة

رزين بن حبيب الجهني أو البكري ، تقدّم أنّه ثقة

سلمى البكريّة ، تقدّم أنّها تابعيّة ، يحتجّ بحديثها في المقام

٥ ـ سند الحاكم النيسابوري : حَسَنٌ

قال الحاكم أخبرني أبو القاسم الحسن بن محمّد السكوني بالكوفة ، حدّثنا

ــــــــــــــــ

١ ـ سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣٠٣ ـ ٣١١ الترجمة ٢٠٦ ، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ١ / ١١٣ ـ ١١٤ الترجمة ١٠٥ ، البداية والنهاية ١٢ / ٢٩٧ ، الأنساب ـ للسمعاني ٣ / ٢٢٦ ، الأربعين في الجهاد والمجاهدين / ٥٧ الحديث ٢١

٥٦٩

محمّد بن عبد اللّه‏ الحضرمي ، حدّثنا أبو كريب ، حدّثنا أبو خالد الأحمر ، حدّثني زريق ، حدّثني سلمان ، قال : دخلت على اُمّ سلمة(١)

أبو القاسم الحسن بن محمّد بن الحسن بن عقبة بن خالد السكوني ، ثقة

هو من مشايخ الحاكم النيسابوري ، وقد أكثر الرواية عنه ، وصحّح له على شرط الشيخين ، وصرّح بوثاقته ، فقال : أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمّد السكوني ، ثقة(٢)

ولمّا صحّح له على شرط الشيخين أقرّه الذهبي قائلاً : على شرط البخاري ومسلم(٣)

أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه‏ بن سليمان الحضرمي الكوفي ، الملقّب بمطيّن ، المتوفّى سنة ٢٩٧هـ ، أو ٢٩٨هـ ، تقدّم في رواية الطبراني عن ثابت البناني ، عن أنس ابن مالك أنّه ثقة

أبو كريب ، محمّد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي ، ثقة حافظ

قال أبو عليّ الحسين بن عليّ النيسابوري الحافظ : سمعت ابن عقدة يقدّم أبا كريب في الحفظ والكثرة على جميع مشايخهم

وقال ابن نمير : ما بالعراق أحد أكثر حديثاً من أبي كريب ، ولا أعرف بحديث بلدنا منه

وقال الدار قطني : هو أحفظ من حفص بن غياث وأثبت

ــــــــــــــ

١ ـ المستدرك على الصحيحين ٤ / ١٩

٢ ـ تاريخ الإسلام ـ للذهبي ٢٥ / ٤٣٢

٣ ـ المستدرك على الصحيحين ٣ / ٣٠٥ ح٥١٩٠

٥٧٠

وقال مسلمة بن قاسم الكوفي : ثقة

وقال أبو عمرو الخفّاف : ما رأيت من المشايخ بعد إسحاق بن إبراهيم أحفظ منه

وقال إبراهيم بن أبي طالب : لم أرَ بعد أحمد بن حنبل بالعراق أحفظ من أبي كريب

وقال أحمد : لو حدّثت عن أحد ممّن أجاب في المحنة لحدّثت عن أبي معمر وأبي كريب

وقال أبو حاتم : صدوق

وقال النسائي : ثقة ، وقال في موضع آخر : لا بأس به

وذكره ابن حبّان في الثقات

وقال الذهبي في تذكرة الحفّاظ : الحافظ الثقة

وقال ابن حجر في التقريب : ثقة حافظ

روى له الجماعة وفي الزهرة : روى عنه البخاري ٧٥ حديثاً ، ومسلم ٥٥٦ حديثاً

توفّي سنة ٢٤٨هـ , وقيل : ٢٤٧هـ , وله ٨٧ سنة(١)

أبو خالد الأحمر الكوفي الجعفري ، المتوفّى سنة ١٨٩هـ ، أو ١٩٠هـ ، تقدّم أنّه ثقة.

زريق ، تصحيف ، فهو رزين بن حبيب الجهني أو البكري ، تقدّم أنّه ثقة

سلمان ، تصحيف ( سلمى ) ، وهي البكريّة التابعيّة

ـــــــــــــــ

١ ـ تهذيب الكمال ٢٦ / ٢٤٣ ـ ٢٤٨ الترجمة ٥٥٢٩ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٣٤٢ ـ ٣٤٣ الترجمة ٦٣٦ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٢١ ، تذكرة الحفّاظ ٢ / ٤٩٧ ـ ٤٩٨ الترجمة ٥١٢٨

٥٧١

٥٧٢

الخاتمة

أهم نتائج البحث وفوائده

بعد هذا البحث الطويل ، ودراسة الطرق والأسانيد بتفصيل ظهرت نتائج كثيرة ، ربما كانت خافية على الكثيرين ؛ لأنّ هذا البحث لم يتناوله أحدٌ بهذا الشكل من قبل ، وإليك أهم ما توصّلنا إليه من نتائج البحث :

١ ـ إنّ الجلّ الأكبر من تلك الأحاديث والروايات ـ طرقاً وأسانيدَ ـ إنّما هي صحاحٌ وحسان ، ومقبولاتٍ ومعتبرات ، والأقل القليل منها من الضعاف منجبرُ الضعفِ ، والمراسيل منها لا يضرّ إرسالها بعد اعتضادها بالمسندات المتواتِرة(١) ؛ حيث كان التواتر متحقّقاً منذ الصدر الأوّل ، خصوصاً أنّ تلك الإخبارات بعد وقوعها وتحقّقها القطعي ـ أي بعد وقوع الاستشهاد بكلّ تفاصيله المخبر عنها ـ لم تكن لتحتاج إلى ضرورة الإسناد ؛ لذلك كان التابعون ومَن بعدهم ربما أرسلوها إرسال المسلّمات ، دون أن يكون الإرسال مُضرّاً بالإخبار

وهنا تبيَّنَتْ بجلاءٍ تحاملاتُ وهفواتُ الذّهبيّ ، وتحريفات البخاري وابن كثير ، وتخريقات ابن الجوزي في عدّه بعض الروايات من الموضوعات مع أنّها ليست كذلك قطعاً ، وما ذلك إلاّ لأنّها تمسّ يزيد وقَتَلَة الحسين (عليه ‏السّلام) ، وتذكر عذاب قاتليه وخاذليه

كما تبيّن أنّ خبري رأس الجالوت وكعب الأحبار ليسا حجّة بنفسهما ، وإنّما هما معضِّدانِ ، بل مُعتضِدان بالروايات الصحيحة في الإخبار بالمقتل خصوصاً بعد وقوعه ، والروايات الصحيحة التي فيها توعّد اللّه‏ سبحانه قتلة الحسين بأن

ـــــــــــــــ

١ ـ أو المستفيضة على فرض التنزّل

٥٧٣

يقتُلَ منهم ضِعْفَ ما قتل بيحيى بن زكريّا ، وغيرها من الروايات الصحيحة ، الدالّة على معرفة الأُمم السابقة وأنبياؤهم بوقوع مقتل ابن بنت خاتم الأنبياء

٢ ـ ظهر من خلال تتبّع الروايات والأحاديث النبويّة المخبرة عن مقتل الحسين أنّها من الكثرة بمكانٍ ، بحيث لا تفوقها أو توازيها إلاّ الأحاديث والروايات الناصّة على إمامة وولاية أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه ‏السّلام) ، والأحاديث والروايات المنبئة عن ظهور إمام آخر الزمان الإمام الحجّة ، وما يسبقه ويرافقه ويتلوه من الحوادث والوقائع

وبهذه المنعطفات الأساسية الثلاثة تكتمل المفاصل الرئيسية في سلسلة أحاديث الإمامة أخذاً عن رسول اللّه‏ (صلّى‏ الله ‏عليه ‏و‏آله)

٣ ـ وقد رأينا أنّ الإخبارات النبويّة بقتل الحسين (عليه ‏السّلام) روتها جميع الانتماءات والاتّجاهات في الصحابة والتابعين ، ومَنْ بعدهم من شيعة وعامّة وخوارج وعثمانيّين وغيرهم ، ممّا يؤكّد صحّتها وانتشارها بين جميع طوائف المسلمين ، وأنّ روايتها لم تكن حِكراً أو منحصرة في طائفة دون طائفة أو جماعة دون جماعة

٤ ـ عكست هذه الروايات والأحاديث ـ بطرقها وأسانيدها ـ ما فعلته الحكومة الاُمويّة من طمس لمعالم الدين ؛ حيث وقفنا على رواة كوفيّين وبصريّين ، وواسطيّين وبغداديّين ، ومدنيّين ومصريّين وغيرهم ، دون أن يكون للرواة الشاميّين الاُمويِّين نصيب ملحوظ ، وهو يحكي مدى التعصّب والحقد الاُموي البغيض الذي كان يكمن كالسل في صدور الاُمويِّين وأتباعهم

٥ ـ إنّ أقوى الروايات أسانيد ومتوناً وأكثرها طرقاً هي ما روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه ‏السّلام) واُمّ المؤمنين اُمّ سلمة ؛ حيث روى الإخبار

٥٧٤

عن أمير المؤمنين عن النبي (صلّى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله) خمسة عشر نفساً فيهم ثلاثة من الصحابة ، وعن اُمّ سلمة عن النبي تسعة تابعيين

٦ ـ إنّ الإخبارات بشهادة الإمام الحسين (عليه ‏السّلام) من طرق العامة كانت قبل ولادة الإمام الحسين (عليه ‏السّلام) وعند ولادته ، وفي السنة الأُولى من عمره ، ثمّ الثانية ، ثمّ في طفولته ، ثمّ في صباه ، وقبل أيّام من وفاة النبي (صلّى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله) ، ثمّ في يفعه وشبابه بواسطة والده أمير المؤمنين ، ثمّ عند اكتماله واكتهاله وقبل خروجه إلى كربلاء بواسطة اُمّ المؤمنين عائشة وغيرها ، ثمّ في نفس يوم شهادته في ظهر عاشوراء

٧ ـ إنّ المتن المَقَاتلي المرويّ عن رسول اللّه‏ (صلّى ‏الله‏ عليه‏ و‏آله) يكاد يكون نصّاً متكاملاً ؛ لأنّ فيه الإخبار بمقتل الحسين ، ومكانه ، وزمانه ، وكيفيّة قتله ، وعمره (عليه ‏السّلام) حين قتله ، ومَنْ هو قاتله ، ومَنْ هو ناصره ، ومَنْ هو خاذله ، وما هي عقوبة القاتلين والخاذلين ، وما هو ثواب الناصرين ، وما سيترتّب على ذلك من إيمان ونفاق و و و ، بحيث لو رُتِّبَ كلامُ الرسول (صلّى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله) بشكل نصّ واحد لجاء مقتلاً متكاملاً أو شبه متكامل ، وهذا ما قُمنا به وأتممناه ، وسيطبع إن شاء اللّه‏ في كتاب آخر

٨ ـ إنّ أحد الصحابة الذين رووا عن أمير المؤمنين (عليه ‏السّلام) عن النبي (صلّى ‏الله ‏عليه‏ و‏آله) ـ كما في الحديث ٢١ / م ـ الإخبارَ بمقتل الحسين (عليه ‏السّلام) ، هو كدير الضبيّ ، وقد كان هذا الصحابي يقول في صلاته : ( اللهمّ صلِّ على النبيّ والوصيّ ) ، وهو يدلّ على مشروعية هذه الصلاة في الصلاة وجوباً أو استحباباً ، كما يدلّ على أنّ وصاية علي (عليه ‏السّلام) كانت عند الصحابة مأخوذة عن النبي (صلّى ‏الله ‏عليه‏ و‏آله)

٩ ـ تبيّن من خلال البحوث أنّ تقديس الأشخاص لعب دوراً كبيراً في إخفاء الحقائق ، حيث نجد الرقم الصارخ في تدليس البخاري لمحمّد بن يحيى الذهلي ؛

٥٧٥

بسبب عداء شخصي ، واختلافهما في مسألة خلق لفظ القرآن ، فقد دلّسه البخاري في الحديث ١٤ ـ الذي هو حديث أنس بن الحارث ـ فقال في تاريخه الكبير : ( قاله محمّد ) ، ورواه أبو نعيم في دلائل النبوّة بسنده عن البخاري ، وفيه قول البخاري : ( حدّثني محمّد صاحب لنا خراساني ) ، ولو لم يروِ الخوارزمي هذا الحديث بسنده عن صالح جزرة لضاعت الحقيقة ؛ حيث صرّح صالح جزرة بقوله ( حدّثني محمّد بن يحيى الذهلي ) ، فتبيّن أنّ البخاريّ دلّسه تارة بقوله : ( قاله محمّد ) ، وأُخرى بقوله : ( حدّثني محمّد صاحب لنا خراساني ) ؛ لما وقع بينهما من المنازعة والاختلاف

ومثل هذا النزاعِ النزاعُ الذي وقع بين يحيى بن معين ومحمّد بن مصعب القرقساني ـ كما تجده في ترجمة القرقساني في الحديث ٤ ـ ، والذي بسببه راح ابن معين يتحامل عليه ويسيء الرأي فيه ؛ وذلك لأنّ ابن معين قال للقرقساني : أخرج إلينا كتاباً من كتبك ، فقال القرقساني : عليك بأفلح الصيدلاني ، فقام ابن معين وهو غضبان وقال له : لا ارتفعت لك راية معي أبداً ، فقال القرقساني : إن لم ترتفع إلاّ بك فلا رفعها اللّه‏

١٠ ـ ظهرت تخريقات ابن الجوزي ، وكَيله الوضع جُزافاً لروايات صحاحٍ أو حسانٍ أو ضعافٍ بضعف محتمل ، وذلك كما في الحديث ٢٠ / ب وهو رواية سعيد بن جبير عن ابن عبّاس أنّ اللّه‏ سبحانه وتعالى أوحى إلى رسول اللّه‏ (صلّى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله) : (( إنّي قتلت بيحيى بن زكريّا سبعين ألفاً ، وإنّي قاتل بابن بنتك سبعين ألفاً وسبعين ألفاً )) ؛ فحكم ابن الجوزي عليه بالوضع ! مع أنّه صحيحٌ بنصّ الحاكم والذهبي ، وابن حجر والعجلوني والمناوي ، ومع أنَّ ابن الجوزي نفسه ذكره في كتابه المنتظم ساكتاً عليه !

٥٧٦

ومثل ذلك ما صنعه عند الحديث ١٢ برواية عبد اللّه‏ بن عمرو بن العاص عن معاذ بن جبل ، عن النبي (صلّى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله) ، والذي فيه قول النبي (صلّى ‏الله ‏عليه‏ و‏آله) : (( يزيد ! لا بارك اللّه‏ في يزيد )) ، وفيه عذاب قتلة الحسين (عليه ‏السّلام) ونفاق مَنْ لم ينصره ، حيث قال : هذا الحديث موضوع بلا شك

وتعقّبه السيوطي بأنّ له طريقاً آخر عن أبي الشيخ في الفتن ، ووجدناه نحن أيضاً بإسناد الطبراني ، وهذا ما يرفع عنه الوضع قطعاً ولكنّ ابن الجوزي رمى هذين الحديثين بالوضع ؛ لقصر باعه ، ولأنّ فيهما ما يستلزم التبرّي من يزيد وأتباعه

١١ ـ ومثل تخريقات ابن الجوزي وجدنا تَخَبُّط الذهبي في حديث (( إنّي قتلت بيحيى بن زكريّا سبعين ألفاً )) المتقدّم ، حيث صرّح في تلخيص المستدرك بأنّه صحيح على شرط مسلم ، وذكره في سير أعلام النبلاء من طريق محمّد بن شداد المسمعي وقال : هذا حديث نظيف الإسناد منكر اللفظ ، وذكره في ميزان الاعتدال ـ من طريق محمّد بن شداد المسمعي ، وحميد بن الربيع ، والقاسم بن إبراهيم ، عن أبي نعيم الفضل بن دكين ـ وقال : فالثلاثة الراوون لهُ عن أبي نعيم مقدوح فيهم !

بل أسفّ الذهبي في الحديث ١٤ حيث أنكر أن يكون أنس بن الحارث المستشهد مع الحسين (عليه ‏السّلام) بكربلاء صحابيّاً ، ووَهَّم المِزّي في عدّه صحابيّاً ، مع أنّه هو المتحامل أو الواهم ؛ لأنّ أنساً صرّح بقوله : ( سمعت رسول اللّه‏ يقول ) ، وهذا صريح في كونه صحابيّاً ، وقد عدّه عمدة أعلام العامة الجامعين والمترجمين للصحابة ، عدّوه صحابيّاً بلا أدنى ترديد

فقد عدّه صحابيّاً البغوي وابن السكن ، وابن شاهين والدغولي ، وابن زبر والباوردي ، وابن منده وأبو نعيم وغيرهم

١٢ ـ ومثل تخريقات ابن الجوزي وتخبّط الذهبي وجدنا تحريف البخاري وابن كثير

٥٧٧

فقد أجمع المترجمون لكدير الضبيّ على أنّ سماك بن سلمة سمعه وهو يقول في صلاته : ( اللهمّ صلّ على النبيّ والوصيّ ) ، لكنّ البخاري في ترجمة سماك بن سلمة بتر الرواية وحرّفها فقال : ( عن سماك بن سلمة قال : دخلتُ على كدير الضبيّ فقال : صلّى اللّه‏ على النبي ) !

وحرّف الذهبي رواية شيبان بن مخرم عن علي ـ ٢١ / ن ـ التي قال فيها أمير المؤمنين (عليه ‏السّلام) في كربلاء ـ طبق نصّ الطبراني ـ : (( يُقتل في هذا الموضع شهداء ليس مثلهم إلاّ شهداء بدر )) ، وفي نصّ ابن سعد : (( يُقتل هاهنا قوم أفضل شهداء على وجه الأرض لا يكون شهداء رسول اللّه‏ (صلّى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله) ))

ودمجها مع رواية أبي هرثم الضبيّ عن علي ـ ٢١ / س٣ ـ والتي فيها : فنزلنا كربلاء فصلّى بنا عليّ صلاة الفجر بين شجرات ودوحات حرمل ، ثمّ أخذ كفّاً من بعر الغزلان فشمّه ثمّ قال : (( أوه ! أوه ! يُقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنّة بغير حساب ))

فدمج ابن كثير الروايتين وحرّف في مواضع ، فقال : روى محمّد بن سعد وغيره من غير وجه عن عليّ بن أبي طالب أنّه مرّ بكربلاء عند أشجار الحنظل وهو ذاهب إلى صفّين ، فسأل عن اسمها فقيل : كربلاء ، فقال : كرب وبلاء ، فنزل وصلّى عند شجرة هناك ، ثمّ قال : يُقتل هاهنا شهداء هم خير الشهداء غير الصحابة يدخلون الجنّة بغير حساب

فأبدل الحرمل بالحنظل ، والحادثة كانت عند ذهابه إلى صفّين وعند رجوعه منها وليس عند ذهابه إليها فقط ، وفيها أنّ شهداء كربلاء أفضل من جميع الشهداء سوى شهداء بدر أو الشهداء من الصحابة ، وليس كما حرّف ابن كثير من أنّهم خير الشهداء غير الصحابة

٥٧٨

١٣ ـ الوقوف على أحاديث ساقطة أو مُسقَطَة ، كالحديث التاسع الذي رواه أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني عن رسول اللّه‏ (صلّى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله) ، حيث نقله الهيثمي في مجمع الزوائد عن الطبراني وحكم على إسناده بالحُسْنِ ، وأشار إليه المناوي في فيض القدير حيث قال في معرض تكثّر طرق الإخبارات النبوية بمقتل الحسين (عليه ‏السّلام) : ( ولعلّه لاعتضاده ، ففي معجم الطبراني عن عائشة مرفوعاً ، وفيه عن اُمّ سلمة وزينب بنت جحش ، وأبي أمامة ومعاذ ، وأبي الطفيل وغيرهم ممّن يطول ذكرهم ) ، ومع ذلك فإنّنا لم نجد لهذا الحديث أثراً في معاجم الطبراني الثلاثة ؛ فإمّا أن يكون في قسمه غير المطبوع منه ، أو أنّه أُسقط عمداً

١٤ ـ من خلال تتبّع الروايات وأسانيدها وطرقها ورسم الخرائط أمكن الوقوف على التصحيفات الواقعة في بعض الأسماء ، ثمّ الاهتداء لتراجم أصحابها ، وذلك كما في ـ الحديث ٧ ـ رواية أبي القاسم مولى زينب ، عن زينب بنت جحش ، عن رسول اللّه‏ (صلّى ‏الله ‏عليه‏ و‏آله) ، حيث ورد اسم الراوي الذي روى عنه ليث بن أبي سليم الكوفي الليثي مصحّفاً بأشكال متباعدة ، حيث إنّ اسمه ( حِدْمِرٌ ) مولى بني عبس ، الذي تصحّف تارة بـ ( حدوب ) ، وتارة بـ ( جرير بن الحسن العبسي ) ـ حتّى صرّح العلاّمة الأميني بأنّه لم يترجمه أحد بهذا الاسم , وأنّ فيه تصحيفاً ـ ، وخلط البخاري بينه وبين أبي القاسم مولى زينب , فقال : ( حدمر أبو القاسم )

وبالتحقيق وتتبّع الطرق علمنا أنّه حدمر مولى بني عبس الّذي يمكن أن يكون اسمه الكامل ( حِدمر بن الحسن العبسي ) وبمعرفة هذا الراوي تتصل الأسانيد وتتبيّن قيمتها

ومثل ذلك ولكن بمشقّة زائدة ، استطعنا توحيد الراوي الذي روى الحديث

٥٧٩

٢١/ س١ ـ س٥ عن أمير المؤمنين عليّ بن أبيطالب (عليه ‏السّلام) ، حيث ورد باختلاف في اسمه واسم أبيه ، وورد تارة بكُنيته مع اختلافات كثيرة فيها ، وورد أيضاً بـ ( ابن فلان ) مع اختلافات ، وورد منسوباً لقبيلته وغير منسوب ، وباجتماع الأسانيد وملاحظة الطبقات ترجّح أنّ اسمه الكامل ( أبو هرثمة هرثمة بن سلمان الضبيّ )

١٥ ـ ومن خلال التتبّع وقفنا على تراجم بعض مَنْ لم يقف عليهم بعض المتقدّمين ، شخصاً أو حالاً ، وذلك في مثل قول الهيثمي في الحديث ٧ ، وهو حديث حدمر عن أبي القاسم مولى زينب عن زينب : ( رواه الطبراني بإسنادين وفيهما مَنْ لم أعرفه ) ، وهذا منه عجيب ؛ لأنّ كلّ أفراد السندين معروفون ، ولعلّه قال ذلك لأنّه لم يقف على حِدْمر

ومثل ذلك في الحديث ٢١ / أ رواية أبي حبرة عن علي (عليه ‏السّلام) ، حيث قال الهيثمي : ( رواه الطبراني ، وفيه سعد بن وهب متأخّر ولم أعرفه ، وبقيّة رجاله ثقات ) مع أنّنا عثرنا على ترجمته في تاريخ واسط

١٦ ـ وبتتبّع الأسانيد والطبقات ، صحّحنا الأغلاط المربكة للطبقات ، كما في تبدّل ( عن ) بـ ( من ) وبالعكس

وذلك مثل ما حصل في السند السابع من أسانيد رواية اُمّ سلمة عن رسول اللّه‏ (صلّى ‏الله ‏عليه ‏و‏آله) ، حيث وقع غلط أو تصحيف مخلّ بطبقات رجال السند ، حيث ورد في المعجم الكبير للطبراني ٢٣ / ٣٠٨ ـ ٣٠٩ ( حدّثنا عبد اللّه‏ بن الجارود النيسابوري ، حدّثنا أحمد بن حفص ، حدّثني أبي ، حدّثنا إبراهيم بن عباد بن إسحاق ، عن هاشم بن هاشم ، عن عبد اللّه‏ بن وهب بن زمعة ، عن اُمّ سلمة ) ومثل هذا الغلط وقع في التاريخ الكبير للبخاري ٥ / ٢٠٦ الترجمة ٦٥٠ حيث قال :

[الصفحة السابقة] [الفهرس] [الصفحة اللاحقة]

٥٨٠