عِبر وعَبرات للمحاضر والخطيب الحسيني

عِبر وعَبرات للمحاضر والخطيب الحسيني0%

عِبر وعَبرات للمحاضر والخطيب الحسيني مؤلف:
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 120

  • البداية
  • السابق
  • 120 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 18988 / تحميل: 3673
الحجم الحجم الحجم
عِبر وعَبرات للمحاضر والخطيب الحسيني

عِبر وعَبرات للمحاضر والخطيب الحسيني

مؤلف:
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

عِبر وعَبرات

سلسلة زاد عاشوراء

عِبر وعَبرات

للمحاضر والخطيب الحسيني

١

الكتاب: عبر وعبرات

نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

إعداد: مركز نون للتأليف والترجمة

الطبعة: الاولى، شباط، ٢٠٠٤م- ١٤٢٥هـ

جميع حقوق الطبع محفوظة

٢

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

"ينبغي على الخطباء إثارة عواطف الناس تجاه الحسيند... وتوضيح واقعة عاشوراء ومبادئها... وإثارة المعرفة والإيمان".

الإمام الخامنئي دام ظله

السادة الأفاضل المحاضرين في المجالس الحسينية دمتم موفقين.

تتقدم منكم الوحدة الثقافية المركزية في حزب اللَّه بأسمى آيات العزاء بالمصاب العظيم بإمامنا أبي عبد اللَّه الحسين سائلة المولى تعالى أن يجعلنا من الطالبين بثاره مع الولي الأعظم الإمام الحجة ابن الحسن.

ومع إطلالة شهر محرم لعام ١٤٢٥هـ وتلافياً للوقوع في تكرار مضامين الكلمات ومن أجل إنجاح البرامج المقرَّرة نقترح توزيع مضامين الكلمات، للمحاضرين الكرام، وفق الترتيب والبرنامج الزمني المحدَّد في هذا الكتيب.

وقد توَّجنا هذا الكتيب بكلمات توجيهية للإمام الراحل الخميني العظيمه ولولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي سائلين المولى تعالى أن يعجل فرج صاحب العصر والزمانب وأن يتقبل أعمالنا وأعمالكم بأحسن قبول إنه سميع مجيب الدعاء.

توجيهات الإمام الخميني للمحاضرين والخطباء الحسينيين

١- إن على الخطباء أن يقرأوا المراثي حتى آخر الخطبة ولا يختصروها بل ليتحدثوا كثيراً عن مصائب أهل البيتعليهم‌السلام .

٢- ليهتم خطباء المنابر ويسعوا إلى دفع الناس نحو القضايا الإسلامية وإعطائهم التوجيهات اللازمة في الشؤون السياسية والاجتماعية.

٣- يجب التذكير بالمصائب والمظالم التي يرتكبها الظالمون في كل عصر ومصر.

توجيهات الإمام الخامنئي للمحاضرين والخطباء الحسينيين

أول شيء يجب أن تهتموا به هو رسالة الثورة في المصيبة وفي المدح وفي الأخلاقيات والوعظ.

٣

كيف يجب أن تقام مراسم العزاء؟

إنه سؤال موجَّه إلى جميع من يشعر بالمسؤولية في هذه القضية، وباعتقادي أن هذه المجالس يجب أن تتميز بثلاثة أمور:

١- تكريس محبة أهل البيتو ومودتهم في القلوب لأن الارتباط العاطفي ارتباط قيِّم ووثيق.

٢- اعطاء صورة واضحة عن أصل قضية عاشوراء وتبيانها للناس من الناحية الثقافية والعقائدية والنفسية والاجتماعية.

٣- تكريس المعرفة الدينية والإيمان الديني. والاعتماد على آية شريفة أو حديث شريف صحيح السند أو رواية تاريخية ذات عبرة.

٤- على أيّ منبر صعدتم وأي حديث تحدثتم، بيّنوا للناس يزيد هذا العصر وشمر هذا العصر ومستعمري هذا العصر.

السادة الأفاضل محاضري وخطباء المنبر الحسيني دمتم موفقين.

السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته

مع إطلالة شهر محرّم الحرام تتجدَّد الجاذبية الخاصة للإمام أبي عبد اللَّه الحسيند لتأتي بالناس من كل حدب وصوب ولتمتلئ المجالس العاشورائية بشكل لا تعهده مناسبات أخرى. وهذا ما يثقل المسؤولية في الاستفادة والإفادة من هذا الموسم المبارك لا سيما من روّاد المنبر الحسيني الشريف محاضرين وخطباء، وهنا تأتي أهمية تحديد أولويات الخطاب العاشورائي بما يخدم الناس في توجيههم وتحديد تكليفهم الإلهي، لا سيّما في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الأمة التي تشهد هجمات جائرة وشرسة تهددها بمخاطر كبيرة مقبلة مما يتطلب خطاباً تعبوياً للأمة يهيؤها لممارسة الدور المنشود منها.

ونطرح هنا بعض السياسات لهذا الخطاب العاشورائي التعبوي المطلوب:

١- التأكيد على أهمية الجانب المعنوي الذي يحققه الارتباط باللَّه تعالى والتوكل عليه، وأهمية هذا الجانب في استنزال المدد والنصر الإلهي ولو قلَّ المؤمنون وكثر أعداؤهم.

٢- ربط الناس بالتكليف الإلهي على قاعدة كونه الموجِّه لموقف الفرد والأمة.

٣- توجيه الناس نحو العمل للآخرة لضمان استمرار الحياة بسعادة باقية. وإبراز دور الشهادة في تحقيق ذلك.

٤

٤- غرس روح التضحية في أبناء الأمة لكون معركة الحق ضد الباطل لا بد لها من تضحيات، وتضحيات الإمام الحسيند في كربلاء الدليل الواضح على ذلك.

٥- الإرشاد إلى دور الولاية في توجيه الأمة وترشيدها. وإن وحدة الولي والقائد هي الضمان لوحدة الأمة وعزِّها.

٦- تأكيد ضرورة وحدة المسلمين صفاً واحداً أمام أعدائهم.

٧- تحديد طواغيت العصر ويزيدييه المتمثلين اليوم في الدرجة الأولى بأمريكا وإسرائيل والتطرق إلى الممارسات الإرهابية التي يمارسها هؤلاء الطواغيت ضد مسلمي ومستضعفي العالم.

٨- بيان تكليف الأمة في نصرة المظلومين.

٩- التشديد على ضرورة الثبات في معركة الحق ضد الباطل ودورها في تحقيق النصر الإلهي.

١٠- إبراز التشابه بين ثورة الإمام الحسيند ومعركتنا ضد الباطل، سواء على مستوى أهداف وممارسات الأعداء، أو على مستوى مشاركة الشرائح المتنوعة من المجتمع لنصرة الحق (شبان، شيوخ، نساء، أطفال، طبقات اجتماعية متفاوتة).

١١- الإلفات إلى ضرورة التكافل الاجتماعي في الأمة بما يؤمِّن القوة الداخلية للمجتمع في معركته ضد الباطل.

١٢- تقوية علاقة الناس بصاحب العصر والزمانب وتبيان مسؤوليتهم في التمهيد لظهوره المبارك، واستعدادهم لاستمرار التضحية بين يديه.

والحمد للَّه رب العالمين

جمعية المعارف الثقافية الإسلامية

٥

٦

٧

٨

٩

١٠

١١

القسم الأول : المحاضر الحسيني

١٢

الليلة الأولى

عنوان المحاضرة:

عنوان السعادة

- الهدف

بيان سبيل سعادة الإنسان وكيفية تحصيلها.

- تصدير الموضوع

﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمَاً(١) .

- محاور الموضوع

أ- معنى السكينة:

سكون النفس وثباتها واطمئنانها، وفي نفس المعنى وردت كلمات أخرى مثل الاطمئنان، الأمن، وكذلك عدم الخوف.

فأصحاب السكينة هم الذين عبر عنهم القرآن الكريم بقوله:

﴿لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(٢) .

____________________

١- الفتح:٤

٢- يونس: ٦٢

١٣

ب- السكينة مشروع القرآن الكريم لبناء الإنسان:

في العقيدة: سمي المتدين بالمؤمن من الأمن وهو السكينة.

في المرتبة الكمالية سميت النفس الراقية بالمطمئنة أي صاحبة السكينة.

في مشروع الزواج كانت السكينة هدفاً ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا(١) .

ج- بواعث السكينة:

١- ذكر الله:

قال الله تعالى: ﴿أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ(٢) .

عن رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": "ما جلس قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشتهم الرحمة وتنزلت عليهم السكينة".

٢- خدمة الآخرين بإخلاص:

قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ

____________________

١- الروم:٢١

٢- الرعد:٢٨

١٤

اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(١) .

قال تعالى: ﴿وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(٢) .

٣- طاعة ولي الأمر بصدق:

قال تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ(٣) .

د- نماذج راقية من أصحاب السكينة:

١- الإمام الحسين "عليه‌السلام " في كربلاء:

في العاشر من المحرم تعجّب الناس من حول الحسين "عليه‌السلام " من أمره "عليه‌السلام " لأن عادة الإنسان حينما يقدم نحو الموت أن يتغير لونه وترتعد فرائصه وتضطرب نفسه، لكن الإمام الحسين‏"عليه‌السلام " كان كلما اشتد عليه الأمر في

____________________

٥- البقرة:٢٦٢

٦- الأنعام:٤٨

٧- الفتح:١٨

١٥

كربلاء وقرب من الموت سكنت نفسه وهدأت جوارحه وأشرق لونه نوراً وبهاءً.

قيل: انظروا إليه لا يبالي بالموت.

فقال لهم الحسين "عليه‌السلام ": "صبراً بني الكرام! فما الموت إلا قنطرة يعبر بكم عن البؤس والضرار إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر؟! وما هو لأعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب، إن أبي حدثني عن رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": "إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم..".

٢- الإمام الخميني المقدس:

حينما سئل الإمام الخميني "قدس‌سره " هل خاف في حياته؟ أجاب: "كلا، حتى حينما جاء السافاك ليأخذوني من بيتي لم أخف.. ولكن هم ارتعدوا فصرت أهدئ من روعهم".

٣- مجاهد في المقاومة الإسلامية:

"وقف أحد مجاهدي المقاومة الإسلامية

١٦

(الشهيد محمد عميص) في إحدى المواجهات ضد الاحتلال الإسرائيلي بجرأة وشجاعة في وجه آلية قادمة، وكان هدفه أن يرميها بما في يده من سلاح، ولكن حين ضغط على الزناد اكتشف أن سلاحه معطّل، فما كان منه إلا أن بدّل القذيفة بأخرى صالحة، بسرعة وسكون مميزين، ثم سدّد ورمى الآلية التي اشتعلت فيها النيران. تم ذلك وسط ذهول الأعداء الذين لم يعلموا لماذا لم يطلقوا عليه النار في تلك اللحظات التي استفاد منها المجاهد بسكينته واطمئنانه الكبير.."(١) .

مراجع للاستفادة:

١- الميزان في تفسير القرآن، ج‏٢ وج‏٩.

٢- ثواب الأعمال وعقابها.

٣- قصص الأحرار، ط١.

____________________

١- قصص الأحرار، ص٦٥-٦٦

١٧

١٨

الليلة الثانية

عنوان المحاضرة:

التسليم‏

الهدف:

بيان مكانة التسليم للّه تعالى وبواعثه والحث عليه والإقتداء بأهله‏

تصدير الموضوع:

قال تعالى: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا(١) .

محاور الموضوع:

أ- معنى التسليم:

١- قال العلامة الطباطبائي:

"التسليم من العبد مطاوعته المحضة لما يريده الله سبحانه فيه ومنه من غير نظر إلى انتساب أمر إليه، فهي مقامات ثلاث من مقامات العبودية، التوكل ثم التفويض، وهو أدق من

____________________

١- النساء:٦٥

١٩

التوكل، ثم التسليم وهو أدق منهما".

٢- قال الإمام الخميني "قدس‌سره ":

"التسليم عبارة عن الانقياد الباطني والاعتقاد والإيمان القلبيين بالحق تعالى، بعد سلامة النفس من العيوب وخلوّها من الملكات الخبيثة، فإذا كان القلب سالماً، فإنه يسلّم للحق، يقول بعض المحققين: إنما جعل الشك مقابل التسليم لا الجحود والإنكار... حيث إن المراد من التسليم التصديق في جميع الأشياء".

ب- مكانة التسليم من الإيمان:

عن الإمام الصادق‏"عليه‌السلام " لما سئل بأي شي‏ء علم المؤمن أنه مؤمن؟ قال: "بالتسليم لله والرضا بما ورد عليه من سرور وسخط".

عن الإمام الرضا "عليه‌السلام ": "الإيمان أربعة أركان: التوكل على الله عز وجل، والرضا بقضائه، والتسليم لأمر الله، والتفويض إلى الله".

٢٠