عِبر وعَبرات للمحاضر والخطيب الحسيني

عِبر وعَبرات للمحاضر والخطيب الحسيني0%

عِبر وعَبرات للمحاضر والخطيب الحسيني مؤلف:
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 120

  • البداية
  • السابق
  • 120 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 18980 / تحميل: 3673
الحجم الحجم الحجم
عِبر وعَبرات للمحاضر والخطيب الحسيني

عِبر وعَبرات للمحاضر والخطيب الحسيني

مؤلف:
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مراجع للإستفادة:

١- في رحاب نهج البلاغة، الشيخ الشهيد المطهري.

٢- مقتل الإمام الحسين، للسيد المقرَّم.

٣- ميزان الحكمة، الشيخ الريشهري

٦١

الليلة االعاشرة

عنوان المحاضرة:

الموت في نظر الإمام الحسين‏"عليه‌السلام "

الهدف:

بيان حقيقة الموت وغرس حب الشهادة.

تصدير الموضوع:

في العاشر من المحرم تعجّب من حول الإمام الحسين "عليه‌السلام " من أمر الحسين "عليه‌السلام "، لأن عادة الإنسان حينما يقدم نحو الموت أن يتغيّر لونه وترتعد فرائصه وتضطرب نفسه، لكن الحسين‏"عليه‌السلام " كان كلما اشتد عليه الأمر في كربلاء وقرب من الموت سكنت نفسه وهدأت جوارحه وأشرق لونه نوراً وبهاءً.

قيل: انظروا إليه لا يبالي بالموت.

فقال لهم الحسين "عليه‌السلام ": "صبراً بني الكرام! فما الموت إلا قنطرة يعبر بكم عن البؤس والضرار إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر!؟ وما هو لأعدائكم

٦٢

إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب".

إن أبي حدثني عن رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": "إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم".

محاور الموضوع:

أ- حقيقة الموت:

في الحديث السابق: "فما الموت إلاّ قنطرة".

قال تعالى: ﴿خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾.

عن أمير المؤمنين "عليه‌السلام ": "ما خلقتم للفناء، بل خلقتم للبقاء، وإنما تنقلون من دار إلى دار".

ب- سبب كره الموت (عند كثير من الناس):

سأل أحدهم أبا ذر الغفاريرحمه‌الله : ما لنا نكره الموت!؟.

فأجابرحمه‌الله : "لأنكم عمّرتم الدنيا وخرّبتم الآخرة، فتكرهون أن تنتقلوا من عمران إلى خراب".

٦٣

ج- ذكر الموت رادع عن المعاصي:

عن النبي الأكرم "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": "أفضل الزهد في الدنيا ذكر الموت، وأفضل العبادة ذكر الموت، وأفضل التفكر ذكر الموت، فمن أثقله ذكر الموت، وجد قبره روضة من رياض الجنة".

عن الإمام علي "عليه‌السلام ": "أكثروا ذكر الموت، ويوم خروجكم من القبور، وقيامكم بين يدي الله عز وجل تهون عليكم المصاب".

قصة:

روي أن شاباً من الأنصار كان يأتي عبد الله بن العباس، وكان عبد الله يكرمه ويدنيه، فقيل له:

إنك تكرم هذا الشاب وتدنيه، وهو شاب سوء يأتي المقابر فينبشها بالليالي، فقال عبد الله ببن العباس: إذا كان ذلك فأعلموني، فخرج الشاب في بعض الليالي يتخلل القبور، فأعلم عبد الله بن العباس بذلك، فخرج لينظر ما يكون من أمره،

٦٤

ووقف ناحية ينظر إليه من حيث لا يراه الشاب فدخل الشاب ووقف ناحية ينظر إليه من حيث لا يراه الشاب، فدخل الشاب قبراً قد حُفر، ثم اضطجع في اللحد، ونادى بأعلى صوته: (يا ويحي إذا دخلت لحدي وحدي، ونطقت الأرض من تحتي فقالت: لا مرحباً بك ولا أهلاً، قد كنت أبغضك وأنت على ظهري، فكيف وقد صرت في بطني، بل ويحي إذا نظرت إلى الأنبياء وقوفاً والملائكة صفوفاً فمن عدلك غداً من يخلصني، ومن المظلومين من يستنقذني، ومن عذاب النار من يجيرني، عصيت من ليس بأهل أن يعصى، عاهدت ربي مرة بعد أخرى، فلم يجد عندي صدقاً ولا وفاءً).

وجعل يردد هذا الكلام ويبكي، فلما خرج من القبر التزمه ابن العباس وعانقه.

ثم قال: نعم النباش! نعم النباش! ما انبشك للذنوب والخطايا.

٦٥

د- جمال الموت في كربلاء:

عن الإمام الحسين "عليه‌السلام ": "خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة".

وعنه "عليه‌السلام ": "إني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما".

سأل الإمام الحسين "عليه‌السلام " القاسم بن الحسن "عليه‌السلام ": "كيف ترى الموت يا عم!؟ فأجاب: إني أرى الموت أحلى من العسل".

ضاحك برير صاحبه عبد الرحمن الأنصاري قبيل شهادته.

فقال له الأخير: يا برير ما هذه ساعة باطل.

فقال برير: "لقد علم قومي إني ما أحببت الباطل كهلاً ولا شاباً، وإنما أفعل ذلك استبشاراً بما نصير إليه، فو الله ما هو إلا أن نلقى هؤلاء القوم بأسيافنا نعالجهم بها ساعة، ثم نعانق الحور العين".

ه- نظرة الشهداء.

٦٦

مراجع للإستفادة:

١- تسلية الفؤاد، السيد عبد اللّه شبر.

٢- بحار الأنوار، العلامة المجلسي.

٣- مقتل الحسين، للسيد المقرَّم.

٦٧

٦٨

القسم الثاني: الخطيب الحسيني

٦٩

٧٠

الليلة الأولى

عنوان المحاضرة:

حول هلال محرّم‏

الموعظة:

الهجرة

الهدف:

الإطلالة على الهجرة وبيان دورها في تبليغ رسالات اللّه.

تصدير الموضوع:

﴿فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ(١) .

محاور الموضوع:

أ- هجرة الأنبياء للدعوة إلى اللَّه تعالى:

نموذج ١: هجرة خليل اللَّه إبراهيم "عليه‌السلام " للدعوة إلى دين اللَّه الحنيف.

نموذج ٢: هجرة كليم اللَّه موسى "عليه‌السلام " من

____________________

١- آل عمران:١٩٥

٧١

مصر حيث قضى بهجرته على ربوبية فرعون المزعومة وأنقذت المؤمنين.

نموذج ٣: هجرة خاتم الأنبياء محمد "صلى‌الله‌عليه‌وآله " إلى يثرب بعد اضطهاد استمر ١٣ عاماً.

كانت الهجرة هي الخيار الأخير بعد معاناة طويلة وصراع حول القضية الأساس وهي التوحيد، والعودة إلى اللَّه رب العالمين ونشر الإسلام الحنيف.

ب- أفضل الهجرة:

عن الرسول الأكرم "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": "أفضل الهجرة أن تهجر ما كره اللَّه".

وعنه "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": "أشرف الهجرة أن تهجره السيئات".

وعنه "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": "المهاجر من هجر الخطايا والذنوب".

ج- أفضل من الهجرة مع النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله ":

عن الرسول الأكرم "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": "لمقام أحدكم في

٧٢

الدنيا يتكلم بحق يرد به باطلاً، أو ينصر به حقاً أفضل من هجرة معي".

د- التعرُّب بعد الهجرة:

من وصايا النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": "لا تعرّب بعد الهجرة".

وفي معنى التعرُّب بعد الهجرة ورد عن الإمام الصادق "عليه‌السلام " قوله: "المتعرّب بعد الهجرة التارك لهذا الأمر بعد معرفته".

ه- هجرة الإمام الحسين "عليه‌السلام ":

كانت لأجل إحياء الإسلام من جديد وبتعبير الإمام الخميني "قدس‌سره " لولادته ولادة جديدة.

المصيبة:

وصية الزهراء "عليها‌السلام " لأمير المؤمنين "عليه‌السلام " بأولادها لا سيَّم الحسين "عليه‌السلام ".

القصيدة الختامية من وحي ذلك.

٧٣

٧٤

الليلة الثانية

عنوان المحاضرة:

حول خروج الإمام الحسين‏"عليه‌السلام " من المدينة

الموعظة:

الشعائر الحسينية

الهدف:

حث الناس على تعظيم الشعائر الحسينية وإقامتها.

تصدير الموضوع:

ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.

محاور الموضوع:

أ- من الشعائر الحسينية:

زيارة الإمام الحسين‏"عليه‌السلام ".

عن الرسول الأكرم "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": "من زار الحسين كان كمن زار الله في عرشه".

عن الإمام الرضا "عليه‌السلام ": "يا ابن شبيب، إن سرّك أن تلقى الله ولا ذنب عليك، فزر الحسين".

٧٥

ب- من الشعائر الحسينية:

إنشاد الشعر.

عن الإمام الصادق "عليه‌السلام ": "من أنشد في الحسين بيتاً من الشعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنة".

ج- من الشعائر الحسينية:

لبس السواد حزناً على مصابه.

د- من الشعائر الحسينية:

البكاء على الإمام الحسين "عليه‌السلام ".

عن الإمام الرضا "عليه‌السلام ": "على مثل الحسين فليبك الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام".

ه- بكاء أهل البيت على الإمام الحسين "عليهم‌السلام "

١- بكاء النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله ":

لـمّا أخبر النبي بأن السيدة فاطمة تلد الإمام الحسين "عليهما‌السلام "، أخبر أيضاً بشهادته، فبكى فلمّا وضعه وأُتي به إليه في تلك الساعة وهو ملفوف في خرقة، أذّن في أذنه اليمنى وأقام في

٧٦

اليسرى، ثمّ وضعه في حجره، ونظر إليه ورثاه وبكى وهو يقول: سيكون لك حديث، اللهم العن قاتله، ثمّ لما أتى عليه سبعة أيام عقّ عنه كبشاً أملح، وحلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقاً، وخلّق رأسه بالخلوق (طيب مركّب من الزعفران) ثمّ وضعه في حجره ورثاه وبكى وهو يقول: "يا أبا عبد الله عزيز عليّ ثمّ بكى". ثمّ قال: "اللهم إنّي أسألك فيما سألك إبراهيم "عليه‌السلام " في ذريته، اللهم إنّي أُحبهما وأُحب من يحبّهما".

وفي خبر آخر: قال الإمام علي "عليه‌السلام ": "دخلت على رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله " وعيناه تفيضان، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما لعينيك تفيضان؟ أغضبك أحد؟ قال: لا ولكن أخبرني جبرائيل إن ولدي الحسين يقتل في أرض كربلاء وأشّمّني من تربته، ولم أملك عيني أن فاضتا، وأسم الأرض كربلاء".

٢- بكاء أمير المؤمنين "عليه‌السلام "

عن ابن عباس قال: "كنتُ مع أمير

٧٧

المؤمنين‏"عليه‌السلام " عند خروجه إلى صفّين، فلمّا نزل نينوى، وهو بشطّ الفرات، قال بأعلى صوته: يا ابن عبّاس أتعرف هذا الموضع؟ قلت له: ما أعرفه يا أمير المؤمنين، قال علي "عليه‌السلام ": لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي كبكائي، قال فبكى "عليه‌السلام " طويلاً حتى اخضلّت لحيته أي نديت حتى ترشت نداها وابتلت وسالت الدّموع على صدره، وبكينا معه وهو يقول: أوَّه أوَّه مالي ولآل أبي سفيان، مالي ولآل حرب حزب الشيطان وأولياء الكفر؟! صبراً يا أبا عبد الله فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم".

٣- الإمام الحسن "عليه‌السلام ":

وبكى الإمام الحسن "عليه‌السلام " أخاه الحسين‏"عليه‌السلام " وذلك حين حضره الموت، وظهر السم في جميع أعضائه، وخرج كبده مقطّعاً، فأتى إليه الإمام الحسين "عليه‌السلام " واعتنقه وجعل يبكي، فقال له الإمام الحسن "عليه‌السلام ": "ما يبكيك يا أبا عبد الله، قال: أبكي لم صنع بك". فقال له الإمام

٧٨

الحسن‏"عليه‌السلام ": "لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل يدّعون أنّهم أمّة جدِّنا وينتحلون دين الإسلام، ويجتمعون على قتلك وسفك دمك وانتهاك ذراريك ونسائك، فعندها تمطرُ السماء دماً ورماداً، ويبكي عليك كلّ‏ُ شي‏ء حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار".

٤- مجلس الزهراء "عليها‌السلام " يوم القيامة:

فقد ورد أن السيدة الزهراء "عليها‌السلام " حينما تكون في ساحة المحشر تنظر إلى ولدها الحسين‏"عليه‌السلام " بلا رأس فتصرخ ومعها خاتم الأنبياء "صلى‌الله‌عليه‌وآله " وكل الأنبياء "عليهم‌السلام " الصالحين والمؤمنين.

المصيبة:

- وداع الإمام الحسين "عليه‌السلام " لقبر جده الرسول الأكرم "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، وأمه البتول، وأخيه المجتبى.

- القصيدة الختامية من وحي ذلك.

٧٩

٨٠