مقتل الحسين وأنصاره

مقتل الحسين وأنصاره0%

مقتل الحسين وأنصاره مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 402

مقتل الحسين وأنصاره

مؤلف: العلامة المحقق الدكتور نجاح الطائي
تصنيف:

الصفحات: 402
المشاهدات: 36198
تحميل: 3986

توضيحات:

مقتل الحسين وأنصاره
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 402 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 36198 / تحميل: 3986
الحجم الحجم الحجم
مقتل الحسين وأنصاره

مقتل الحسين وأنصاره

مؤلف:
العربية

تنظر اليه ،وهى مدهوشة(٧٥٧) .

قال أهل السير نقلا عن حميد بن مسلم الأزدي إنّه قال: لمـّا صرع الامام الحسين خرج غلام مذعوراً يلتفت يميناً وشمالا، فشدّ عليه فارس فضربه، فسألت عن الغلام فقيل: محمد بن أبي سعيد، وعن الفارس فقيل: لقيط بن أياس الجهني.

قال هشام الكلبي: إنّ هاني بن ثُبَيت الحضرمي هو صاحب الغلام وكنّى عن نفسه استحياء أو خوفاً.

وقالوا قتله : لقيط بن ياسر الجُهني. في الزّيارة(٧٥٨) .

النصوص التاريخية :ورد ذكره في (الزّيارة(٧٥٩) ، الإرشاد(٧٦٠) ، الطّبري(٧٦١) ، الإصفهاني(٧٦٢) ، المسعودي(٧٦٣) ، والخوارزمي)(٧٦٤) .

هؤلاء السّبعة عشر هم الّذين ثبت عندنا إنّهم استُشهدوا في كربلاء من بني هاشم، لإجماع المصادر الأساسية على ذكرهم.

المشكوك في مقتله:

عبيد الله بن جعفر بن أبي طالب:

اسمه ونسبه :عُبيد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي :

٣٠١

ورد ذكره في (الإصفهاني(٧٦٥) ، الخوارزمي(٧٦٦) ).

أمّه : الخوصاء بنت حفصة(٧٦٧) .

قال الإصفهاني (ذكر يحيى بن الحسن العلوي، فيما حدّثني بن أحمد بن سعيد عنه : (أنّه قُتل مع الامام الحسين بالطّفّ، رضوان الله وصلواته على الامام الحسين وآله)(٧٦٨) .

ولم يذكره غير الإصفهاني. ولذا نحن نشك في كونه من شُهداء بني هاشم في كربلاء.

غلام في أذنيه قُرطان، قتله هاني بن بعيث:

ذكر بعض أرباب المقاتل أنّ هذا الغلام هو محمّد بن أبي سعيد بن عقيل، وأنّ قاتله هاني بن ثُبيت الحضرمي(٧٦٩) .

ذكره الخوارزمي(٧٧٠) آخر الشهداء من بني هاشم في ترتيب الخوارزمي لبروز

٣٠٢

الهاشميّين.

إبراهيم بن عليّ بن أبي طالب:

ذكره الخوارزمي(٧٧١) .

- عُمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب:

ذكره الخوارزمي(٧٧٢) .

ولم يسَّم الامام علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ) أولاده باسم مغتصبي خلافته في السقيفة.

- جعفر بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب:

ذكره الخوارزمي(٧٧٣)

أولاد الحسين (عليه‌السلام )

للحسين(عليه‌السلام )أولاد ستّة ثلاثة أسماؤهم علي وثلاثة أسماؤهم عبدالله وجعفر ومحمّد ،كما ذكره أهل النسب فهم أكبر من علي الثالث.

أسلم بن عمرو مولى الحسين بن علي:

كان أسلم من موالي الامام الحسين وكان أبوه تركيّاً وكان ولده أسلم كاتباً.

قال بعض أهل السير والمقاتل: إنّه خرج إلى القتال وهو يقول:

أميري حسين ونعم الأمير

سرور فؤاد البشير النذير

فقاتل حتى قتل. فلمّا صرع مشى إليه الامام الحسين (عليه‌السلام ) فرآه وبه رمق يومي إلى الامام الحسين (عليه‌السلام )، فاعتنقه الامام الحسين ووضع خدّه على خدّه فتبسّم وقال: من مثلي وابن رسول الله(صلى‌الله‌عليه‌وآله ) واضع خدّه على خدّي، ثمّ فاضت نفسه رضوان الله عليه.

٣٠٣

نصر بن أبي نيزر مولى علي بن أبي طالب

كان نصر بن أبي نيزر(٧٧٤) مولى لعلي بن أبي طالب

وكان أبو نيزر من ولد بعض ملوك العجم أو من ولد النجاشي.

قال المبرّد في الكامل: صحّ عندي أنّه من ولد النجاشي رغب في الإسلام صغيراً فأُتي به رسول الله فأسلم وربّاه رسول الله(صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فلمّا توفي صار مع فاطمة وولدها.

وقال غيره: إنّه من أبناء ملوك العجم أُهدي لرسول الله(صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ثمّ صار إلى أمير المؤمنين(عليه‌السلام ) وكان يعمل له في نخله وهو صاحب الحديث المشهور الذي ينقله عن أمير المؤمنين(عليه‌السلام ) في استخراج العين ووقفها أو حبسها كما ذكره المبرّد في الكامل.

وملخّصه: إنّ أبا نيزر قال: جائني علي(عليه‌السلام ) وأنا أقوم بالضيعتين عين أبي نيزر والبغيبغة، فقال لي: هل عندك من طعام؟

فقلت: طعام لا أرضاه لأمير المؤمنين، فرع من الضيعة صنعته بإهالة سنخة.

فقال: عليّ به. فقام إلى الربيع فغسل يده وأصاب منه ثمّ رجع إلى الربيع وغسل يديه بالرمل حتى نقّاهما ثمّ مسح على بطنه. وقال: من أدخله بطنه النار فأبعده الله، ثمّ أخذ المعول وانحدر في العين وجعل يضرب فأبطأ الماء فخرج وقد عرق جبينه فانتكفه(٧٧٥) ثمّ عاد وجعل يهمهم فانثالت عين كأنّها عنق جزور، فخرج مسرعاً فقال: أُشهد الله إنّها صدقة، ثمّ كتب:

هذا ما تصدّق به عبدالله علي أمير المؤمنين بصدّق بالضيعتين على فقراء المدينة إلاّ أن يحتاج إليهما الحسنان فهما طلق لهما ودون غيرهما.

ونصر هذا ولده انضمّ إليه الامام الحسين (عليه‌السلام ) بعد علي والحسن(عليهما‌السلام ) ثمّ خرج معه من المدينة إلى مكّة ثمّ إلى كربلا فقتل بها وكان فارساً فعقرت فرسه ثمّ قتل في الحملة

٣٠٤

الأولى.

الحرث بن نبهان مولى حمزة بن عبدالمطّلب:

كان نبهان عبداً لحمزة شجاعاً فارساً.

قال صاحب الحديقة الوردية: والحرث ابنه انضمّ إلى الامام الحسين (عليه‌السلام ) بعد انضمامه إلى علي بن أبي طالب(عليه‌السلام ) والحسن(عليه‌السلام ) فجاء معه إلى كربلاء وقتل بها في الحملة الأولى.

فهؤلاء تسعة عشر من آل أبي طالب الامام الحسين (عليه‌السلام ) وطفله الرضيع وسبعة عشر نفراً، وثمانية من الموالي، عبدالله بن يقطر وسبعة نفر صحّ لي قتلهم في كربلا وفي الكوفة وفي البصرة، وذكر جماعة غيرهم لم يصحّ لي قتلهم هناك وجماعة أخرى من الموالي لم يذكر أحد أسماؤهم ولم يعرفوا مقداراً.

الموقع بن ثمامة الأسدي الصيداوي أبو موسى

الموقّع(٧٧٦) بن ثمامة(٧٧٧) الأسدي الصيداوي أبو موسى كان الموقّع ممّن جاء إلى الامام الحسين في الطفّ وخلص إليه ليلا مع من خلص.

قال أبو مخنف: إنّ الموقّع صرع فاستنقذه قومه وأتوا به إلى الكوفة فأخفوه وبلغ ابن زياد خبره فأرسل عليه ليقتله فشفّع فيه جماعة من بني أسد فلم يقتله ولكن كبّله بالحديد ونفاه إلى الزارة(٧٧٨) ، وكان مريضاً من الجراحات التي به، فبقي في الزارة

٣٠٥

مريضاً مكبّلا حتى مات بعد سنة. وفيه يقول الكميت الأسدي:

إنّ أبا موسى أسير مكبّل يعني به الموقّع.

شبيب مولى الحرث بن سريع الهمداني الجابري

كان شبيب بطلا شجاعاً جاء مع سيف ومالك ابني سريع.

قال ابن شهر آشوب: قتل في الحملة الأولى التي قتل فيها جملة من أصحاب الامام الحسين وذلك قبل الظهر في اليوم العاشر.

حبشي بن قيس النهمي

هو حبشي بن قيس بن سلمة بن طريف بن أبان بن سلمة بن حارثة الهمداني النهمي. وبنو نهم بطن من همدان.

كان سلمة صحابيّاً ذكره جماعة من أهل الطبقات، وإن قيس له إدراك ورؤية، وابن قيس حبشي ممّن حضر الطفّ وجاء الامام الحسين (عليه‌السلام ) فيمن جاء أيّام الهدنة.

قال ابن حجر: وقتل مع الامام الحسين (عليه‌السلام ).

زياد أبو عمرة الهمداني الصائدي

هو زياد بن عريب بن حنظلة بن دارم بن عبدالله بن كعب الصائد بن شرحبيل ابن شراحيل بن عمرو بن جشم بن حاشد بن جشم بن حيزون بن عوف بن همدان أبو عمرة الهمداني الصائدي. وبنو الصائد بطن من همدان.

كان عريب صحابيّاً ذكره جملة من أهل الطبقات، وأبو عمرة ولده هذا له إدراك، وكان شجاعاً ناسكاً معروفاً بالعبادة.

قال صاحب الإصابة: إنّه حضر وقتل مع الامام الحسين (عليه‌السلام ).

وروى الشيخ ابن نما عن مهران الكاهلي مولى لهم قال: شهدت كربلا فرأيت

٣٠٦

رجلا يقاتل قتالا شديداً لا يحمل على قوم إلاّ كشفهم ثمّ يرجع إلى الامام الحسين (عليه‌السلام )فيقول له:

أبشر هديت الرشد يابن أحمدا

في جنّة الفردوس تعلو صعدا

فقلت: من هذا؟

قالوا: أبو عمرة الحنظي.

فاعترضه عامر بن نهشل أحد بني تيم اللات بن ثعلبة فقتله واحتزّ رأسه.

قال: وكان مجتهداً.

واضح التركي مولى الحرث المذحجي السلماني

كان واضح غلاماً تركيّاً شجاعاً قارئاً، وكان للحرث السلماني، فجاء مع جنادة ابن الحرث للحسين(عليه‌السلام ) كما ذكره صاحب الحدائق الوردية.

والذي أظنّ أنّ واضحاً هذا هو الذي ذكر أهل المقاتل أنّه برز في اليوم العاشر إلى الأعداء فجعل يقاتلهم راجلا بسيفه وهو يقول:

البحر من ضربي وطعني يصطلي

والجوّ من عثير نقعي يمتلي

إذا حسامي في يميني ينجلي

ينشقّ قلب الحاسد المبجّل

قالوا: ولمـّا قتل استغاث، فانقضّ عليه الامام الحسين (عليه‌السلام ) واعتنقه وهو يجود بنفسه، فقال: من مثلي وابن رسول الله(صلى‌الله‌عليه‌وآله ) واضع خدّه على خدّي، ثمّ فاضت نفسه(رضي‌الله‌عنه ).

٣٠٧

٣٠٨

الباب الخامس :قبور الشهداء وزيارتهم

الفصل الاول :قبور الشهداء

قُبور الشُّهداء الهاشميّن وغيرهم في كربلاء

يبدو من بعض النصوص عند الطّبري، والشّيخ المفيد أنّ الامام الحسين أعدّ خيمة لتُوضع فيها جثث الشُّهداء.

فكان الامام الحسين يسعى جهده لنقل جثث الشهداء اليها من بني هاشم ومن الانصار دون تمييز بينها.

فالامام الحسين كان ينظر الى الافراد نظرة الهية انسانية لا نظرة استئثارية فى تفضيل بيت على آخر وقبيلة على آخرى مستمداً نهجه من القرآن الكريم القائل :

( يَا أيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَ-قْنَاكُمْ مِنْ ذَكَر وَاُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَ-بَائِلَ لِتَ-عَارَفُوا إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أتْقَاكُمْ ) .

فلا تفضيل لاحد على آخر ،وما يدعيه البعض من تفضيل شخص على آخر فهو من مختلقات طلاب الدنيا.

والذي ساعد الامام الحسين وصحبه على جمع جثث الشهداء هو المبارزة الفردية الموجودة بين الجانبين.

في حين أخذت قبيلة الحر جثمانه الى مكانه الحالي المدفون فيه.أما العباس فبقي في محل شهادته على نهر العلقمي حيث مرقده الكريم حالياً.

٣٠٩

قال الطّبري عند ذكره شهادة عليّ بن الامام الحسين الأكبر :

«... وأقبل الامام الحسين إلى أبنه، وأقبل فتيانه إليه، فقال : احملوا أخاكم فحملوه من مصرعه حتّى وضعوه بين يدي الفُسطاط الّذي كانوا يُقاتلون أمامه(٧٧٩) .

وحين شهادة القاسم بن الحسن بن عليّ قالوا :

«... ثمّ احتمله (الامام الحسين ) فكأنّي أنظر إلى رجلي الغُلام يخطان في الأرض، وقد وضع حسين صدره على صدره، قال (الرّاوي حميد بن مسلم) فقلت في نفسي: ما يصنع به ! فجاء به حتّى ألقاه مع ابنه علي بن الحسين ، وقتلى قد قُتلت حوله من أهل بيته...»(٧٨٠) .

وكذلك قال الشّيخ المفيد فى موردين مثلما عند الطّبري(٧٨١) .

قال الشّيخ المفيد في الإرشاد(٧٨٢) عن كيفية دفن الشُّهداء.

«... وحفروا - بُنو أسد - للشُّهداء من أهل بيته وأصحابه - الّذين صُرّعوا حوله - ممّا يلي رجلي الامام الحسين (قدس‌سره )وجمعوهم فدفنوهم جميعاً معاً)(٧٨٣) .

لقد جمع الامام الحسين الاجساد كي لا تختلط بجثث المنافقين من الجيش الاموي.ورغب في جمعها فى مكان واحد كي تكون مزاراً للمؤمنين الاخيار من كل ارجاء العالم.

٣١٠

وحاول الامام الحسين صيانتها من صولة خيول العتاة المردة في الميدان ،خاصة فهى أجساد الشهداء الطاهرين.

جمع الشُّهداء لدفنهم :

النصوص الروائية :

أما عن يوم الدفن ومكانهم والقائمين به فقد جاء :

قال المسعودي:

«... ودفن أهل الغاضرية - وهُم قوم من بني عامر، من بني أسد - الامام الحسين وأصحابه بعد قتلهم بيوم»(٧٨٤) .

وهو يعني أنّ زمان دفن الشهداء فى كربلاء كان بعد ظُهر اليوم الحادي من محرم.

قال الشّيخ المفيد :انّ بني أسد دفنوا الشُّهداء بعد رحيل عُمر بن سعد وقد رحل عمر بن سعد بعد زوال اليوم الحادي عشر.

وقال الشّيخ المفيد:

«ولمـّا رحل ابن سعد خرج قوم من بني أسد كانوا نُزولاً بالغاضرية(٧٨٥) إلى الامام الحسين (عليه‌السلام ) وأصحابه، فصلّوا عليهم ودفنوا الامام الحسين (عليه‌السلام ) حيث قبره الآن، ودفنوا ابنه علي بن الامام الحسين الأصغر عند رجله. وحفروا للشُّهداء من أهل بيته وأصحابه - الّذين صُرعوا حوله - ممّا يلي رجلي الامام الحسين (عليه‌السلام )وجمعوهم فدفنوهم جميعاً معاً ،ودفنوا العبّاس بن علي(عليهما‌السلام ) في موضعه الّذي قُتل فيه على طريق الغاضرية حيث قبره الآن»(٧٨٦) .

٣١١

وقال الشيخ المفيد في موضع آخر.

«... وهم (شُهداء بني هاشم) كُلّهم مدفونون ممّا يلي رجلي الحسين (عليه‌السلام )في مشهده، حفر لهم حفيرة وألقوا فيها جميعاً، وسوّي عليهم التُّراب، إلاّ العبّاس بن علي(عليهما‌السلام ) فإنّه دُفن في موضع مقتله على المُسناة(٧٨٧) بطريق الغاضرية، وقبره ظاهر، وليس لقبور أُخوته وأهله الّذين سّميانهم أثر، وإنّما يزورهم الزّائر من عند قبر الحسين(عليه‌السلام )ويُومىء إلى الأرض الّتي نحو رجليه بالسّلام عليهم، و عليّ بن الحسين(عليهما‌السلام ) في جُملتهم، ويُقال إنّه أقربهم دفناً إلى الحسين(عليه‌السلام ).

«فأمّا أصحاب الامام الحسين (عليه‌السلام ) رحمة الله عليهم الّذين قُتلُوا معه، فإنّهم دفنوا حوله، ولسنا نحصِّل لهم أجداثاً على التّحقيق والتَّفصيل، إلاّ أنّا لا نشك أنّ الحائر مُحيط بهم.رضي‌الله‌عنه م وأرضاهم، وأسكنهم جنّات النّعيم»(٧٨٨) .

أما عن دفن حبيب بن مظاهر الاسدي :

قال السيد محسن الأمين(قدس‌سره ).

«ويُقال أنّ بني أسد دفنوا حبيب بن مُظاهر في قبر وحده عند رأس الحُسين(عليه‌السلام )حيق قبره الآن، اعتناءً به لأنّه أسدي. وأنّ بني تميم حملوا الحُرّ بن يزيد الرّياحي على نحو ميل من الحسين(عليه‌السلام ) ودفنوه هناك حيث قبره الآن اعتناءً به أيضاً. ولم يذكر ذلك المفيد، ولكن اشتهار ذلك وعمل النّاس عليه ليس بدون مُستند»(٧٨٩) .

٣١٢

الفصل الثاني :زيارة الشهداء

زيارة النّاحية المُقدّسة

جاء في كتاب الإقبال(٧٩٠) :

فى الزّيارة بأسنادها إلى أبي جعفر بن الحسن الطّوسي رحمة الله عليه، قال : حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن عيّاش، قال : حدّثني الصّالح أبو منصور بن عبد المـُنعم بن النُّعمان البغدادي رحمة الله عليه، قال : خرج من النّاحية سنة اثنتين وخمسين ومئتين على يد الشّيخ محمّد ابن غالب الإصفهانيرحمه‌الله ، حين وفاة أبيرحمه‌الله ، وكنت حديث السّن، وكتبتُ أستأذن في زيارة مولاي أبي عبدالله(عليه‌السلام )، وزيارة الشهداء رضوان الله عليهم فخرج إليَّ منه:

بسم الله الرحمن الرّحيم

إذا أردت زيارة الشُّهداء رضوان الله عليهم فقف عند رجلي الامام الحسين (عليه‌السلام )، وهو قبر علي بن الامام الحسين صلوات الله عليهما، فاستقبل القبلة بوجهك، فإنّ هناك حومة الشُّهداء، وأشر إلى علي بن الامام الحسين (عليهما‌السلام )، وقل:

«السلام عليك يا أوّل قتيل، من نسل خير سليل، من سُلالة إبراهيم الخليل، صلّى الله عليك وعلى أبيك، إذ قال فيك : (قتل الله قوماً قتلُوك يا بُني، ما أجرأهم على الرّحمن، وعلى انتهاك حُرمة الرّسول، على الدُّنيا بعدك العفا».

«كأنّي بك بين يديه ماثلاً، وللكافرين قائلاً(٧٩١) :

٣١٣

أنا علي بن الامام الحسين بن عليّ

نحنُ، وبيت الله أولّى بالنّبي

أطعنكم بالرُّمح حتّى ينثني

أضربكم بالسّيف، أحمي عن أبيّ

ضرب غُلام هاشميّ عَرَبيٍّ

واللهِ لا يحكُم فينا ابن الدَّعيّ

«حتّى قضيت نحبك، ولقيت ربّك أشهد أنّك أولى بالله وبرسوله، وأنّك ابن رسوله (وحجته ودينه) وابن حُجته وأمينه. حكم الله لك على قاتلك : مُرّة بن مُنقذ بن النُّعمان العبدي، لعنه الله وأخزاه، ومن شرك في قتلك، وكانوا عليك ظهيراً، وأصلاهم الله جهنّم وساءت مصيراً، وجعلنا الله من مُلاقيك ومُرافقيك، ومُرافقي جدّك، وأبيك وعمّك، وأخيك، وأُمّك المظُلومة، وأبرأ إلى الله من قاتليك، وأسأل الله مُرافقتك في دار الخُلُود، وأبرأ إلى الله من أعدائك أُولي الجحُود.

السّلام عليك ورحمة الله وبركاته».

«السّلام على عبدالله بن الامام الحسين الطّفل الرَّضيع، المرمي الصّريع، المُتشحط دماً، المـُصّعد دمه في السّماء، المذبُوح بالسَّهم في حجر أبيه، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الأسدي وذويه».

«السّلام على عبدالله بن أميرالمؤمنين، مُبلي البلاء، والمـُنادي بالولاء في عرصة كربلاء، المضرُوب مُقبلاً ومُدبراً، لعن الله قاتله هاني بن ثُبيت الحضرمي».

«السّلام على العبّاس بن أميرالمؤمنين، المـُواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسهِ، الفادي له الواقي، السّاعي إليه بمائه، المقطُوعة، يداه، لعن الله قاتليه، يزيد ابن

٣١٤

الرّقاد (وقّاد) الحيتي، وحكيم بن الطُفيل الطّائي».

«السّلام على جعفر بن أميرالمؤمنين، الصّابر بنفسه مُحتسباً، والنَّائي عن الأوطان مُغترباً، المـُستسلم للقتال، المـُستقدم للنّزال، المكثُور بالرِّجال، لعن الله قاتله هاني بن ثُبيت الحضرمي».

«السّلام على عُثمان بن أميرالمؤمنين، سمّي عُثمان بن مظعون، لعن الله راميه بالسَّهم خولّى بن يزيد الأصبحي الأيادي، والأباني الدَّارمي».

«السَّلام على محمّد بن أميرالمؤمنين قتيل الأباني الدّارمي لعنه الله وضاعف عليه العذاب الأليم. وصلّى الله عليك يا محمّد وعلى أهل بيتك الصّابرين.

«السّلام على أبي بكر (عبد الله) بن الحسن الزّكي الولّي، المرميّ بالسّهم الرّديّ، لعن الله قاتله عبدالله بن عُقبة الغنوي».

«السّلام على عبدالله بن الحسن بن عليّ الزّكي، لعن الله قاتله وراميه حرملة ابن كاهل الأسدي».

«السّلام على القاسم بن الحسن بن عليّ المضرُوب هامته، المسلُوب لامته حين نادى الامام الحسين عمّه، فجلى عمّه كالصَّقر، وهو يفحص برجله التُّراب، والامام الحسين يقول : بُعداً لقوم قتلُوك، ومن خصّمهم يوم القيامة جدُّك وأبوك، ثمّ قال :عزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يُجيبك، أو يُجيبك وأنت قتيل جديل فلا ينفعك، هذا والله يوم كُثر واتره، وقلّ ناصره. جعلني الله معكما يوم جمعكما، وبوّأني مبوَّأكما، ولعن الله قاتلك عمرو بن سعد بن نُفيل الأزدي وأصلاه جحيماً، وأعد له عذاباً أليماً».

«السّلام على عون بن عبدالله بن جعفر الطّيار في الجنّان، حليف الإيمان، ومُنازل

٣١٥

الأقران، النّاصح للرّحمن التّالي للمثاني والقرآن، لعن الله قاتله عبدالله ابن قُطبة النّبهاني».

«السّلام على محمّد بن عبدالله بن جعفر الشّاهد مكان أبيه، والتّالي لأخيه، وواقيه ببدنه، لعن الله قاتله عامر بن نهشل الّتميمي».

«السَّلام على جعفر بن عقيل، لعن الله قاتله (وراميه) بشر بن خوط الهمداني».

«السَّلام على عبدالرحمن بن عقيل لعن الله قاتله وراميه عُمر بن خالد بن أسد الجُهني».

«السّلام على القتيل بن القتيل، عبدالله بن مُسلم بن عقيل، ولعن الله قاتله عامر ابن صعصعة، وقيل : أسد بن مالك».

«السّلام على أبي عبدالله بن مسلم بن عقيل، ولعن الله قاتله وراميه عمرو بن صبيح الصّيداوي».

«السّلام على محمّد بن أبي سعيد بن عقيل، ولعن الله قاتله لقيط بن ناشر الجُهني».

«السّلام على سليمان مولى الامام الحسين بن أمير المؤمنين، ولعن الله قاتله سُليمان بن عوف الحضرمي».

«السّلام على قارب مولى الامام الحسين بن علي».

«السّلام على مُنجح مولى الامام الحسين بن عليّ».

«السّلام على مسلم بن عوسجة الأسدي القائل للحسين وقد أذن له في الإنصراف:

أنحن نُخلّي عنك؟ وبم نعتذر إلى الله من أداء حقّك، ولا والله حتّى أكسر في صدورهم رمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا أفارقك، ولم لم يكن

٣١٦

معي سلاح أُقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ثمّ لم أفارقك حتّى أموت معك، وكنت أوّل من شرى نفسه وأوّل شهيد من شُهداء الله قضى نحبه، ففزّت وربّ الكعبة، شكر الله استقدامك ومواساتك إمامك إذ مشى إليك وأنت صريع فقال : يرحمك الله يا مسلم ابن عوسجة، وقرأ :

(فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظرُ وما بدّلوا تبديلاً)(٧٩٢) .

لعن الله المـُشتركين في قتلك عبدالله الضّباني، وعبدالله ابن خشكارة البجلي.

«السّلام على سعد بن عبدالله الحنفي القائل للحسين وقد أذن له في الإنصراف:

لا نُخلِّيك حتّى يعلم الله أنّا قد حفظنا غيبة رسول الله(صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فيك، والله لو أعلم أنّي أقُتل ثمّ أحيا ثمّ أُحرق ثمّ أذرّى، ويُفعل ذلك بي سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك، وكيف لا أفعل ذلك، وإنّما هي موتة أو قتلة واحدة، ثُم هي الكرامة الّتي لا انقضاء لها أبداً. فقد لقيت حِمَامك وواسيت إمامك، ولقيت من الله الكرامة في دار المـُقامة، حشرنا الله معكم في المُستشهدين، ورزقنا مُرافقتكم في أعلى عليِّين».

«السّلام على بشر بن عُمَر الحضرمي. شكر الله لك قولك للحُسين وقد أذن لك في الإنصراف :

أكلتني إذن السِّباع حيَّاً إذا فارقتُك، وأسأل عنك الرُّكبان، وأخذ لك مع قلّة الأعوان لا يكون هذا أبداً».

«السّلام على يزيد بن حُصين الهمداني المشرقي القاريء الُمجدَّل».

«السّلام على عمران بن كعب الأنصاري».

«السّلام على نعيم بن عجلان الأنصاري».

٣١٧

«السّلام على زُهير بن القين البَجَلي القائل للحسن(عليه‌السلام ) وقد أذن له في الإنصراف:

لا والله لا يكون ذلك أبداً، أأترك ابن رسول الله(صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أسيراً في يد الأعداء وأنجوا أنا؟ لا أراني الله ذلك اليوم».

«السَّلام على عمرو بن قرظة الأنصاري».

«السّلام على حبيب بن مظاهر الأسدي».

«السّلام على الحُرّ بن يزيد الرِّياحي».

«السّلام على عبدالله بن عُمير الكلبي».

«السّلام على نافع بن هلال البجلي المـُرادي».

«السّلام على أنس بن كاهل الأسدي».

«السّلام على قيس بن مسهر الصّيداوي».

«السّلام على عبدالله، وعبدالرّحمان ابني عُروة بن حرّاق الغفاريّين».

«السّلام على جون مولى أبي ذرّ الغفاري».

«السّلام على شبيب بن عبدالله النَّهشلي».

«السّلام على الحجّاج بن يزيد السّعدي».

«السّلام على قاسط وكرش ابني زهير التَّغالبيّين».

«السّلام على كنانة بن عتيق».

«السّلام على على ضُرغامة بن مالك».

«السّلام على جُوَين بن مالك الضّبعي».

«السّلام على عمرو بن ضبيعة الضّبعي».

٣١٨

«السّلام على زيد بن ثُبيت القيسي».

«السّلام على عبدالله وعبيدالله ابني يزيد بن ثُبيت القيسي».

«السّلام على عامر بن مُسلم».

«السّلام على قعنب بن عمرو الّنمري».

«السّلام على سالم مولى عامر بن مُسلم».

«السّلام على سيف بن مالك».

«السّلام على زُهير بن بشر الخثعمي».

«السّلام على على الحجّاج بن مسروق الجُعفي».

«السّلام على مسعود بن الحجّاج وابنه».

«السّلام على مجمع بن عبدالله العائذي».

«السّلام على عمّار بن حسّان بن شُريح الطَّائي».

«السّلام على حيّان بن الحارث السّلماني الأزدي».

«السّلام على على جُندب بن حجر الخولاني».

«السّلام على على عمرو بن خالد الصّيداوي».

«السّلام على سعيد مولاه».

«السّلام على يزيد بن زياد بن المـُظاهر الكندي».

«السّلام على زاهر مولى عمرو بن الحمق الخُزاعي».

«السّلام على جبلّبة بن عليّ الشَّيباني».

«السّلام على سالم مولى بني المدنيّة الكلبي».

«السّلام على أسلم بن كثير الأزدي».

٣١٩

«السّلام على قاسم بن حبيب الأزدي».

«السّلام على أبي ثُمامة عُمَر بن عبدالله الصّائدي».

«السّلام على حنظلة بن أسعد الشّبامي».

«السّلام على عبدالرّحمن بن عبدالله بن الكدن الأرحبي».

«السّلام على عمّار بن أبي سلامة الهمداني».

«السّلام على عابس بن شبيب الشّاكري».

«السّلام على شوذب مولى شاكر».

«السّلام على شبيب بن الحارث سُريع».

«السّلام على مالك بن الحارث بن سُريع».

«السّلام على مالك بن عبدالله بن سُريع».

«السّلام على الجريح المأسور سوّار بن أبي حمير الفهميّ الهمداني».

«السّلام على المـُرتث معه عمرو بن عبدالله الجُندعي».

«السّلام عليكم يا خير أنصار».

«السّلام عليكم بما صبرتم فنعم عُقبى الدّار، بؤأكم الله مبوَّأ الأبرار، أشهد لقد كشف الله لكم الغطاء، ومهّد لكم الوطاء، وأجزل لكم العطاء، وكُنتُم عن الحقّ غير بطاء، وأنتم لنا فرط، ونحنُ لكم خُلطاء في دار البقاء، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته»(٧٩٣) .

٣٢٠