ديوان فوز الفائز

ديوان فوز الفائز0%

ديوان فوز الفائز مؤلف:
تصنيف: دواوين
الصفحات: 418

ديوان فوز الفائز

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: لسيّد الشّعراء ملّا علي بن فايز
تصنيف: الصفحات: 418
المشاهدات: 80865
تحميل: 12217

توضيحات:

ديوان فوز الفائز
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 418 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 80865 / تحميل: 12217
الحجم الحجم الحجم
ديوان فوز الفائز

ديوان فوز الفائز

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

اِمع السلامة يا سنادي الله ويّاك

قلبي فلا يسلي ولا يصبر بليّاك

تخلِي المنابر يا لولي واتعوف مرْباك

اُو بتروح اُو تخلي منابرنا خليّه

- تمّت -

صبح محمّد ناصب المآتم على احسين

يصفق اِبراحاته اُو منّه تذرف العين

اِمن النُّوح بطّل قال ما بطِّل مناحي

واَعمي اِعيوني اِمن البكى واصفق لراحى

واَنصب المآتم في مسائي وفي صباحي

معذور لو أنتلف من حزني على احسين

معذور لو أنا أصب الدمع سكّاب

والجيب أشقّه اُوفوق راسي أحثي اِتراب

متفطّرة كبدي ترى اِمن افراق لحباب

واَعظم على قلبي اِفراقي اِسنادي احسين

اِمن اَهلي ثمنتعشر بدر غابوا بساعه

والقمر هاللي تزهو الدنيا اِبشعاعه

راعي الحميّة والرّياسة والشجاعه

اُوحاوي الكرم والفخر واِخصال الحميدين

كُلهم اِبليل دامس ساقوا الضعينه

اُوعافوا جواري اُو صحبتي اُوعافوا المدينه

يا ليتني في الضعن أمشي عنْ يمينه

واَصير منهم وألزم اِركابات لحسين

ألزم اِركابه حين يركب للمطيّه

واَخدم عضيدي في صباحي والعشيّه

واَصير منهم من اِذباح الغاضريّه

وافوز معهم بالشهادة عندِ لحسين

واَفوز مَعْهم بالشهادة يومُ لطرادْ

مثل البطل عبّاس والأكبر ولمجادْ

واِتصير معهم جثّتي من فوق لوهادْ

فوق الثرى من غير تغسيلٍ اُو تكفين

واِتدوس صدري مثلهُم خيل الدعيّه

اُوينشال راسي مثلهُم بالسمهريّه

والشمس تصهر جثّتي اشوى عليّه

أهون علَيْ من أسمع النّاعي على اِحسين

ويلاه ما ليّه قبر في ذيك لقبور

ويلاه ما ليَّه صدر بالخيل مكسور

٨١

اُويلاه مانا من ضحايا يوم عاشور

ويلي على اِخواني اُوا حزني على اِحسين

- تمّت -

يحسين ردْ اِبها الضعينة للمدينه

لا تروح وادي الغاضريّة با ولينا

شالوا بني عدنان من مكّة اُوطيبَه

مثل الاُسود النازلة اِبيوم الحريبَه

واِحسين قدّام الضَّعن الله يجيبَه

يمتى ترد يحسين ياخويه علينا

يحسين بعدك دوركُم ظلّت خرايب

قلبي ينور العين ذاب اِمن المصايب

يمتى تجي يحسين يا سبع الحرايب

يوم السّعد من يلفيِ المندوب لينا

يمتى يجي المندوب قوموا وصل الحسين

أقبل ابقومه اُو عزّوته اُوكُلّ النّساوين

سالم عسى الله يرجعَك يا قرّة العين

يا ليتني ويّاك قدّام الضعينَه

يحسين بعدك منزلي ظلْمه نواديه

لو من لفانا الليل واَبدانا اِبهواديه

أذكر مزايا بوعلي خويه اُو نواديه

يهل الحميّة والشّيم عُودوا علينا

ما حد غدرْ بيِه الدّهر مثلي ولا خان

في يوم واحد فارقتْ شيباً اُوشبّان

عبّاس والجاسم اُوعون اُوكُل لخوان

اُوكُل الحمولة فارقت أرض المدينه

واَعظم عليّه يوم هل اِهلال عاشور

يومٌ نظرته سال دمع العين منثور

عندي عِلم مثل الوحي في اللوح مسطور

أبداً ولا غيّابنا ترجع علينا

- تمّت -

لَحَد يخويه ما طلعنا لك اِبمفزاع

ولا حضرنا اِطرادكم خويه يمنّاع

شدّوا جَوادي والمطيّة باَلحق اِحسين

ويلي على ذاك الاُخو مدري نزلْ وين

مادري الكوفة لو خْلفَت الدرب يحسين

ما هي الكوفة كربلا عندي اِستطلاعْ

يحسين ما هي بالحميّة والمفازيع

والأسد ما يصبر اُوهو يسمع زعازِيع

لولا القضا واللهِ ما نرضى ولا نطيع

وآنا غرامي نازلة بساعة المفزاع

بالأمس يوم المرتضى والعلَم منشور

يا ما على العدوان حمنا حوم لصقور

٨٢

يا ما هدمنا اِصفوف أعظم من بنا السّور

والأرض ما نشفت ولا طير الفلا جاع

يحسين متفيد التماني والتزافير

طيرٌ بلا جنحان ما له مقْدَرة اِيطير

بيني اُو بين ابن النّبي حالت مقادير

وآنا الذي بالزلزلة ما قلبي ارتاع

نصرك علينا يا لولي معلوم واجب

وابنصْرتك يحسين أولى امن الأجانب

وآنا الذي معروف في كُلّ الحرايب

معروف فعلي أبد ما يقربني اِشجاع

خلّوا البكى والنوح لي يَهلِ المدينه

كُلْ حين أزور المصطفى واَسمع ونينَه

في وسط قبره ِيصيح سبطي ذابحينه

في كربلا مذبوح واِمْكسّر الأضلاع

في داعَة الله اُوفي أمان اللهِ يحسين

ما هيّه شيلة سفر هذي شيلة البين

واِنْ سايلوني اَهل المدينة قاصد الوين

شاقول يا ذخري اُو يا عزّي يمنّاع

- تمّت -

طول الغيبة اِحسين باَراض الغاضريّه

يمتى يجى المرسول منّك يا شفيّه

والله اِفراقك يا عضيدي فتّت اِحشاي

من يوم وفّادك لفت يا حامي اِحماي

عيشي تكدّر يا عضيدي وازاد بلواي

دابي أنوح اُوأجدب الونّة خفيّه

من شِلت عنّي ما هنا عيشى اُوزادي

اُو كثْر الحنين امن النّسا ذوّب اُفّادي

اُو هذي الوفد يحسين جت من كُلِّ وادي

جتْ لك على المُعتاد يبغون العطيّه

بعدك يخويه اليوم ينعى في المنازل

اُوجوفي نحيل اِمن المرض والدّمع سايل

وا ضيعة الوفّاد بعدَك والأرامل

الله يعود اِحسين للدّور الخليّه

يمتى يخويه تلتقي عيني اِبعينَك

ويّاك قومي اُو عزوتي اُو جملة بنيّك

اِتمنّيت أشيل العَلَم قدّامك وَعينَك

يا حَيِّ ذاك الوجه منّك ياشفيّه

يمتى تجي يحسين يا نور المدينه

حتّى يزول الضيم عنّا يا ولينا

٨٣

هذي المنازل خاليه اُوبنْتك حزينَه

بعدك يخويه أظلم المنزل عليّه

إربيت بظلالك اُوزال اليوم عنّي

واليوم بعدك ما بِسَم بالفرح سنّي

اُو لديار بعدك يا عضيدي توحّشني

ما أوحش الدّنيا عقب عينك عليّه

- تمّت -

٨٤

الفصل الثاني

في وداع الحسين (عليه‌السلام ) لجدّه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) :

في داعَة الله يا قبر جدّي يمبرور

عنّك اِمسافر بالحمولة اُو غالق الدُّور

ما هو اِبطيبي سفرتي غصباً عليّه

طيبة أخلّيها واَروح الغاضريّه

اُو تبقى مدارسنا اُو منابرنا خليّه

من عقب ما هي مزهوة اِبزهرة هلبدور

أوّل تبدَّ بالظلم حبتر يمختار

للدار جانا بالحطبْ والجزل والنّار

اُو حرقوا يجدّي دارنا اُوقادَوا الكرّار

يا ليت عينك تنظره بالحبل مجرور

واِتواثبوا الشنّين يا جدّي علينه

إقطام بالكوفة اُوجعدة في المدينه

اُونالوا مناهم والذي راموه فينه

اُوخلّوا علينا يبتهج جوّاب لحمور

والْلي وصّيت ابها البتولة روّعوها

بالباب والحايط يجدّي اَعصروها

اُومنْ شدّة العصْرة يجدّي اَسقطوها

ليتك تراها والضلع بالباب مكسور

واِبقيت أنا حاير وصب اِدموع عيني

واشوف ميراثي الأعادي غاصبيني

أبكي على ذيكِ الحمولة اِمفارقيني

ضمني اِبقبرك يا رسول الله يمبرور

اِقعد يجدّي شوف من باِبنك فديته

خارج من اِجوارك بجملة أهل بيتَه

لأرض المنايا والقدر حانتْ منيته

ضاقت بنا البلدان اُوضاقت كُل البرور

قلّه اِتروح إلكربلا واتِخْذَّها دار

حتّى لشيعنا تنجّيهم من النار

اُوكُل مِن بكا ابحسرة اُو تعنّى اِلقبرك اُوزار

الزاير إله حقٌّ على مِن جاله اِيزور

اُو يوم الحشر يا بني تجي جثّه بلا رأس

والدّم من نحْرك يثور اُو حولك الناس

٨٥

واِتجي البتولة اُوفي يديها اِكفوف عبّاس

واتصيح وا حزني الذبايح يوم عاشور

- تمّت -

إنصدع قلب المُصطفى اُوناداه يحسين

خفّ البواكي يالولد يا قرّة العين

إنصدع قلب المُصطفى قلّه يمظلوم

خلّيت دمعي يالولد بالخدِّ مسجوم

كنّي أشوفك بالثرى عاري بلا هدوم

والنّحر مبري اِمن القفا اُو مقطوع ليدين

كنّي أشوفك في فيافي الغاضريّه

مرمي على الرمضا تدوسَك لعوجيّه

والراس منّك فوق راس اِلسّمهريّه

اُوجثتك تظلْ من غير تغسيلٍ اُو تكفين

كنّي أعاين صحبتَك صرعى مطاعين

واُولاد اُخوك الحسن واِخوانك ولبْنين

حتّى رضعيك يذبحونَه يا ضيا العين

محسوب منْكم يا لولد يا قرّة العين

اُوكنّي أشوف اِمخيّمك محروق بالنّار

اُوكنّي أشوف اِمخدّراتك فوق لكوار

من غير أقنعه يالولد في أيد الفجار

من بعد عزّوتها تظلْ بيد الملاعين

وأمّا العليل اِيركّبونه فوق ناقه

مكشوف رأسه والحبل يجرح لساقه

تبكي صخور الصُّم من شدّة وثاقه

وجعان فاقد عزّوته ما تم له اِمعين

يا بني لوادي كربلا شدّ الضعينه

ما لك قبر يحسين في أرض المدينه

قبرك باَراضي الغاضريّة حافرينه

مكتوب تُدفن يا لولد من غير تكفين

في داعَة الله يا غريب الغاضريّه

والله اِفراقك يا لولد يصعَب عليّه

لَنصب إلك يحسين في قبري عزيّه

واَبكي ونادي يا شهيد الطفِّ يحسين

* * *

إقعد يهادي الاُمّة لحسين عاين حاله

إمن المدينة شايل ويّا هَله واِرجال

وسْطِ اللحد ضمّوني يا مصطفى ويّاكُم

لا حاجة لي في البقا يا جدّ بين اِعداكُم

يا جدْ أنا يَردوني أشيل من ملجاكُم

هذي كتبهُم بيدي أهل الغدر محتالَه

بس غاب عنّا شخصك ثارت علينا الاُمّه

اُو غصبوا الخلافة منّا والكُلّ يطلب دمّه

٨٦

واِتفرّقت لمّتنا من عقب ذيك اللمّه

من بعد ذيك العزّة صرنا اِبأسوء حاله

يا جدّ اُمّي الزهرا باِسياطهم ضربوها

لضلوع منهااِتكسّرت اُومن الإرث غصبوها

اُوشيبةأبويه المرتضى اِبفيض الدماخضبوها

في وسط فرضه اُوفرّقوا بينه اُوبين اِعياله

واِبقيت أناواعضيدي من عِقب ذيك الدّولَه

بين العدى واِسيوفهم باِرقابنا مسلولَه

اُودسّوا اللعينة اِجعيدة اُوسمّت عضيدي غيلَه

واِبقيت ما لي ناصر ألوذ تحت اِظلاله

ولا صديقٌ جاني إلّا عدوٌّ جاير

متحيّر يا جدّي والله دليل الحاير

خُذني يجدّي عندك وسط القبر بالحاير

لا حاجة لي أنْ أبقى في دنيةٍ ميّاله

ما زال يبكي الجدّه ممّا جنته الاُمّه

واَلا اِبجدّه جا له واَحنا عليه اُوضمّه

قبّل جبينه اُو نحره اُو ظلّ الأمين اِيشمّه

ويخاطبه واِدموعه مثل المطر همّاله

اُو قال الشهادة يا بني ما لك مناصٌ منها

واَرض البلا والكربه لا بدّ ما تسْكنها

اُوجثّة رببتها(١) كفّ العدى تطعنها

اُو تبقى رميّه اِعلى الثرى واِتدوسها الخيّاله

ويجيك سهمٌ نافذ واِنته على ميمونك

من كفِّ رجس ماردٍ فوق الثرى يرمونك

واتحوط بيك العسكر يبغون باينحرونك

واتفر منّك خيفة واِتصير في زلزاله

ويجيك شمر الطاغي اُو يُوطي اِبنعله صدرك

ويسل سيفه ابغيّه ويمكّنه في نحرك

ويحزّ رأسك منّك ويصير أخر عمرك

اُوينشال راسك بالرمح واِسنان اِله شيّاله

* * *

____________________

(١) هكذا وردت المفردة في أصل المصدر وفيها تصحيف واضح. ( موقع معهد الإمامين الحسنَين)

٨٧

يحسين روح الغاضريّة اُو غلّق الدور

يحسين ما لك في المدينة قبر محفور

غلِّق منازلنا اُوروح الغاضريّه

ولا تْخلّي إبطيبة اِمن اُولادك بقيّه

وآنا عليكُم في القبر بانصب عزيّه

اُو باصيح وا سبطي بأرض الطفِّ منحور

غلِّق منازلكُم اُوشيل اِمن المدينَه

يحسين هذي شيلتَك غصبَن علينه

قبرك بأرض الغاضريّة حافرينه

يوم انّجي لك بعد ذبحك يا بني اِنزور

ضمّه لحتّى لصق صدر اِحسين صدره

واَحنى عليه اُو قبّله اُو شمّه اِبنحره

اُونادى على المظلوم اُوهو يجذب الزَّفره

يبني ترى اَنّك تنذبح في شهر عاشور

يحسين كُلنا نجتمع بالحشر ويّاك

واِنته بليّا رأس من حولك الأملاك

اُو تبدي الشكاية اِمن النَّحر يا بني لمولاك

يا ربِّ خلّونا بنو اُميّة بلا اقبور

واُمّك تنادي في الحشر في وين لحسين

اِيجيها الندا اِمن الله يزهرا دنظري زين

هاللي تشوفينه بلا رأسٍ ولا اِيدين

هذا الشهيد اِللي اِنذبح بالطفِّ منحور

واِتجي لك اتظمّك اُومنهاالقلب ملهوفْ

واِتشمّك اِبنحرك اُومنها الدَّمع مَذروفْ

يا نور عيني منْ قطع منّك هلكفوفْ

يحسين ميّت بالظّما اُو بالسيف منحور

اُو تصرخ لحتى الحشر يرتج من بكُاها

اُو تصرخ العالم بالحشر كُلهم معاها

تلطم على الهامة ولا تْبطّل نعاها

اُولادي يربِّي ذبِّحوهم يوم عاشور

* * *

٨٨

الفصل الثالث

في وداع الحسين لقبر اُمّه الزهراء (عليهما‌السلام ) :

ودّع قبر جدّه اُومنّه تهمل العين

واَقبل الرّوضة إلى قبر ستِّ النّساوين

اُو روّى ضريح الهاشميّة منِ دموعه

واِمن الحزن والهم ِّمحنيّة اِضلوعه

اُومِن جور عدْوانه نفى عنّه اِهجوعه

اُو كُلّ زفرته اُو نوحه على ما حلّ بالدِّين

اُو نادى دقعدي يا زكيّة ودّعيني

عنّك يزهرا شايل بجملة بنيني

اُولاد الجنا(١) عن دار جدّي طارديني

اِيريدون منّي اِمبايعة نسل الدعيِّين

قعدي من الحودِك يزهرا يا زكيّه

ماشي عن جوارِك لأرض الغاضريّه

شايل اِرجالي اُو عزوتي كُلهم سويّه

ليتِك ترينا في ظلام الليلِ ماشين

ما هو اِبطيبي سفرتي يا هاشميّه

إفراق طاها المُصطفى غصبن عليّه

الله كاتب حفرتي في الغاضريّه

نُذبح عطاشى اُو نندفن من غير تكفين

من بعدكم قوم الضلالة اِستوحدوني

اُوسمّوا خليصي والأرث منّه اِغصبوني

اِيريدون يا زهرا عقيبه يذبحوني

ليهم أحقادٌ من بدر واَيّام صفّين

جاروا عليّه من بعدكُم والدَّهر خان

واِستوحدوني من بعدكُم آلُ سفيان

خويه قضى مسموم وآنا اِبقيت حيران

أصفق اِكفوفي واَجدب الحسرة ولحنين

____________________

(١) هكذا وردت المفردة ولعلّها ( الزّنا ). ( موقع معهد الإمامين الحسنَين)

٨٩

بلْغي سلامي جدّي الهادي اُو حيدر

اُو قولي ولدكُم من بلا دهره تمرمَر

جسمه اِنتحل والقلب من همّه تفطّر

جار الدهر فينا اُو خلّانا طريدين

أمست الزهرا في قبرها زايدة اُونين

واِتقول وا حزني على اِفراق اِبني احسين

يحسين يا بني هيَّجت حزني عليّه

لجلك اِبقبري لابِسه ثوب الرزيّه

أبكي عليكُم يا ضحايا الغاضريّه

الله كاتب كربلا تحويك يحسين

فطّرت كبدي من اُوداعك يا حبيبي

يحسين هذي طلعتَك من غير طِيبي

لَعمي اِعيوني بالبكا واشقّ جيبي

واَلطم على راسي ونادي يا ضيا العين

حزني عليكُم يا ذبايح شهر عاشور

اُو حزني على أجساد تبقى ما لها اِقبور

بانصب المأتم ليك يا بني طول الدّهور

ليلي اُو نهاري واَنتحب واَصيح يحسين

والله مصايب من عظمّه اِتضيق لنفاس

مادري على مَن أنتحب واَلطم على الرّاس

لبنَك علي لو حقّ أبو فاضل العبّاس

يبقى على لمسنّات جثّة ما لهه اِيدين

لو للذي بالغاضريّة اتعرّسونه

يا عرس لَكشر يوم عرسه يذْبحونَه

عرّيس ما شفنا إبدمّه اِيخضّبونه

اُو يبقى جنازة بالعرا من غير تكفين

- تمّت -

* * *

٩٠

الفصل الرابع

في وداع الحسين لقبر أخيه الحسن (عليهما‌السلام ) :

ودّع الزهرا وقام حاوي المفخر اِحسين

واَقبل إلى قبر الحسن يصفق الكفّين

واَنكب على قبر الحسن والدَّمع يجريه

اُوروّى ضريح اِخليصه من دمع عينيه

اُو زعْزع ضريح الحسن من كثرة بواكيه

يا خوي من بعدك علَيْ جاروا الملاعين

اُو نادى بصوت اِيفتّ قلب اللي يسمعَه

إيدٍ على راسه اُوإيدٍ فوق ضلعَه

في داعَة الله ما أظن يا خوي رجعَه

لرض المدينة في جمعنا يحدِي البين

[فرضك](١) قضيته يا خليصي ابسمِّ قتّال

واِبقيت من بعدك أقاسي اِهموم واَهوال

وعن وطن جدِّي زاعجيني قوم لنذال

ثاروا عليّه اُو طالبوني اِبثار صفّين

ودّي أجاوركم ولا حاصل بديّه

جدّي محمّد قال روح الغاضريّه

موضع ضريحك والأهل كُلهم سويّه

واليوم عنّك بالأهل ياخوي ماشين

بلّغ سلامي اُمّي الزهرا يمسموم

قلها تركتْ اِخليصي في الدهر مغموم

يبكي على فرقه هَله والدمع مسجوم

محتار وحده ظلّ ما بين الملاعين

قاصد أراضي كربلا باَهلي ولولادْ

حاشا لمثلي يختلف منّه الميعاد

اُو عندي الخبر أبقى رميّه فوق لوهادْ

واَبقى ثلاثتيّام لا غسلٌ اُو تكفين

* * *

____________________

(١) لم تكن المفردة واضحة في الطبعة التي اعتمدناها ، ولعلّ ما أثبتناه موافقاً للأصل. ( موقع معهد الإمامين الحسنَين)

٩١

اِتزعزع ضريح الحسن لجل اُوداع لحسين

واتزعزعتْ لاملاك من نوح الميامين

اُوماج البقيع اِبساكنه مثل السفينه

والجوّ أظلم والحسن زايد ونينَه

نسِّيتني تقطيع كبدي يبو اِسكينه

إلى وين ها لسفرة يبو سكْنة إلى وين

قلي تعود وبالاُخو لو ما تُعودون

يا ليت ما تسري بكُم يحسين الظعون

بعدك يخويه [ الوفد ] بالخيبة يردّون

منهو إلى الوفّاد بعدك والمساكين

إتفطّرت كبدي من اُوداعك يا عضيدي

دفع القضا يابن الوصي ما هو ابئيدي

يا ليتني ويّاك في يوم الوعيدي

يوم اِبوادي كربلا اِتحطّون يحسين

اِتمنّيت أنا ويّاك يوم الحرب قدّام

يومٌ تجيك الخيل بالرّايات ولعلام

يا هو يومٌ ما جرى مثله بليّام

يوم مشوم فيه يحدي حادي البين

عندي وصيّة لك يبن طاها المبرور

لامّن نزلتْ الغاضريّة ابذاك لبدور

زوّج اِسكينة بالولَد جاسم يمشكور

قبل يخون الدهر بيكُم يا ميامين

لبسه اِثياب العرس في صورة الأكفان

واُخضبوه من دمّه اُودم خوته الشبّان

يا يوم عرسه يوم أهوال اُو أحزان

واِتزيد ضجّات النسا وسط الصواوين

ويصير عرْسه للقيامة يُوصفونَه

اِمْعرس شباب اِبدمِّ نحره ايخضبونَه

اُوفي ساعة اِزفافه للحده اِيشيعونه

الله يثيبك يا شهيد الطفِّ يحسين

* * *

ودَّع أخوه اُو جمع اِخواته ولبنين

اُونادى اِعليهم زيّنو اِخدور النّساوين

اُو نادى على العبّاس خويه يا شفيّه

ستّر هوادج للحريم الهاشميّه

الله يدومَك يا لاُخو ليهم تكيّه

يا سيفي المشهور يا عَمِّ العليِّين

اُوعينك على هودج عزيزَتنا يعبّاس

خلّوه في وسط الظعينَه يا قوي الباس

خوفي على هودج الحوري تنظره النّاس

ما تقبل الغيرة تراه الأجنبيين

يا ولاد حيدر حطّوا الهودج يشجعان

تدرون هذي اِمخدّرة خيّال لحصان

أخشى على الحوري تراها أطفال رضعان

خلّوا مطيّتها وسط هذي البعارين

٩٢

يولاد حيدر حوّطوا حول الظعينه

اُوكُل من يخلّي السيف مشهور اِبيمينه

اُوكلنا بِنطلع فرد طلعة اِمن المدينه

ما نترك اِبطيبة لنا نسوة ولا اِبنين

أعلامكم يولاد هاشم نشّروها

واُسيوفكم حول الظعينة شهّروها

اُوهَيدوا المطايا بالسُّرى لا تزْجعوها

خوفي اِتروّع في السّري اِقلوب الخواتين

إمشوا اشويّة اُوريّض اِشويّة يجسّام

خلف الظعينة اِمشوا وبعض اِيصير قدّام

اُو لسيوف مسلولة اُو منشورة الأعلام

حُوطوا ظعينتكم يَخوتي يا شياهين

حواطوا ظعينتكُم اُومشّوها على هون

يسيوف حربي عن حرمكُم لا تغفلون

خُوفي الهوادج يا بني هاشم يميلون

اُو ترتاع من ميل الهوادع هالنساوين

* * *

إتقدّم أبو فاضل اُونادى اِبصوت يحسينْ

آمر علينا كُلّنا الأمرك مُطيعينْ

آمر علينا كُلّنا في طوع آمرك

أعمارنا فدوة يبو سكنة لعُمرك

واِحنا الذخيرة اِمن الوصي ليّام نصرك

باتشوفنا يوماً نثور اِعلى المُضلّينْ

إنْ خضتْ بحراً يا لولي خضناه ويّاك

واِجبال إنْ تصعد صعدنا أرواحنا اِفداك

في الدهر عِيشتنا مَهي حلوة بليّاك

إنته حمانا والرّجا يابن الميامينْ

واِتقدّمت اُولاد حيدر من حواليه

هذا يحبْ إيده اُو هذا يحبْ رجليه

اُو هذا بترجّى العلم منه اليوم ينطيه

اُو نشرَوا ذوايبهم على الأكتاف في الحينْ

واِتلامعت بانوارها اُوجوه العشيره

واِحسين مولاهم مثل شمسِ المنيره

إسم الله على ذيك لوجوه المستنيره

الله اُولحّد تبقى على الغبرة مَطاعينْ

واِتقدّم العرّيس والأكبر ابجنبَه

اُوطاحوا على المولى السّبط كُلٌّ يحبّه

٩٣

من شافهم شيخ العشيرة زاد نحْبه

اُوهلّت اِدموعه واَصفق اليسرى بليمينْ

واِتذكّر المظلوم ما يجري عليهم

في يوم عاشر والذي اِيفعلون بيهم

يومٌ تجول الخيل في العركة عليهم

يبقوا ثلاثتيّام في الغبرة مطاعينْ

اُوهلّت اِدموع السبط لمَّن شاف لوالادْ

واِتجدِّدتْ له زفرته محروق لفّادْ

عنده الخبر لنهُم يظلّوا فوق لوهادْ

يا عين هلّي الدمع لفراقِ الميامينْ

- تمّت -

٩٤

اُمّ سلمة زوج النّبيِّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله )

لا وين تمضي يا عديل الرُّوح يحسينْ

لا تروح وادي كربلا يابن الميامينْ

يحسين يابني لا تروح الغاضريّه

غيِّر النيّة يا عزيز الهاشميّه

إنْ رحتْ وادي كربلا ما ليك جيّه

عندي خبرمن جدّك الهادي اِبني اِحسينْ

لا تروح وادي كربلا يا نور عيني

خُوفي يُطول السّفر يا بني اُو لا تجيني

اِسمعتْ الخبر اُوجيت ليك أمشي اِبحيني

لا تروح واِتخلّي منابركُم خليّه

عندي اِترابٌ منْ عهد جدّك يمظلومْ

أوصى اُوقلّي هالترب ينفطرْ بادمومْ

يومٌ تسافر كربلا يا بحر العلومْ

تنذبح فيها اُو تندفن من غير تكفينْ

قلها مثلْ ما أوعدك آنا اَوعدوني

لازم ابوادي الغاضريّة يذبحوني

أعرف محلّي والذي هم ينصروني

عندي اَسماهم بالعَدد نيف اُو سبّعينْ

عندي اَخبار الغاضريّة يا حزينَه

واِنكان ودّك لا محالة تنظرينَه

يومٌ أراها الطفّ صاحتْ وا ولينه

وا ضيعة الإسلام بعدَك يا حمى الدِّينْ

لا تروح وادي الغاضريّة يا حبيبي

غيّر النيّة لو ترى باشقِّ جيبي

والله يا بني سفرتَك من غير طيبي

غصباً علينا سفرتك يا نور كُلْ عينْ

لَتروح وادي الغاضريّة يذبحونك

عندي خبر لن هل الكوفة اِيكاتبونك

لو من وصلتْ إلهم يعيني يغدرونَك

واِتروح من بعدك سبايا ها لخواتينْ

* * *

٩٥

من دار جدّه بو علي حثّ الظعينه

شال اِبحريمه واِخوته من اَرض المدينَه

شبّان طلعوا من المدينة بالسويّه

شالوا اُوخلّوا دُورهم تنعى خليّه

ما خلّفوا إلّا محمّد اِبن الحنفيّه

ما فنّه إلّا النوح واِمجاذب ونينَه

ما يبرح إلّا اِيقول شيلوني يغلمانْ

قوموا طرحوني في الدّرب باسأل الرّكبانْ

باسأل عن اِخواني بقيّة آل عدنانْ

من شال عنّه بوعلي متْنام عينَه

باسأل عن اِخواني اُوقوم الْلي جفوني

من سافروا للغاضريّة ما اَذكروني

ما عوّدوني بالجفا ما عوّدوني

إتمنّيت أخويه تلتقي عيني اِبعينه

شبّان محلاهُم اُو رَكْبتهُم على الخيل

يومَن طلعوا من المدينة تالي اللّيل

اُوساروا بجمعهُم بين تكبيرٍ اُو تهليل

مثل الصقور اِتحوم من حول الظعينَه

ويلي لزينب تنتحبْ والدَّمع همّال

تبكي على ذِيك الحمولة اُوذيك لرجال

اِتمنّيت أرجع للمدينة مَعْ هلبطال

ما ظنّتي اِرجالي يعودون المدينَه

ويلي العبّاس يقدم ظعن لحسينْ

ويقول يا زينب يخيّه لا تخافينْ

تخسى الأعادي ما يقربون الصواوين

واُخوك عبّاس البطل ما ينكرونَه

قالت يخويه اليوم في اِحصونٍ مشيدَه

وأبطال من حولي اُو فرسانٍ عديدَه

بس خايفة أبقى مع النّسوة وحيدَه

واَرجع بليّا اِرجال يا خويه المدينه

* * *

إمن المدينة شالت اِظعون الميامينْ

والدُّور ظلّت موحشة من سافر اِحسينْ

ظلمَه المدارس والمجالس بعد لبدور

يا حيف غابوا باللّحود اِبيوم عاشور

واَهل الكرم شالوا طبقْهم واَغلقوا الدُّور

اُو لفراقهم تنعى العلوم اُو يصرخ الدِّينْ

والدُّور والدّنيا اِمظلمة منْ فَقدهُمْ

والدِّين والتدريس دارسْ من بعدهُمْ

اُودحّاي المنايا ساقْ لظعون اُوحداهُمْ

لاَرض المنايا كربلا سافر لها اِحسينْ

اُوحامي الظعينة والعرينة البطل عبّاس

بيده العَلم قدّام وجهه اِشديد لمراس

٩٦

يبرى الظعينة اِيذود عنها مفرّع الرّاس

اُومن حول زينب كُل بني هاشم اِمسلحينْ

محلا بني عدنان لطلعتهم ابفزعها

لو صاح صايحهُم اُولعمامة نزعها

صوته اِيزلْزل للعدا اُو يكثر جمعها

خصّه علي لكبر اُوعمّه فادي الدينْ

شبّان ويلي بعد ما نبتتْ اِلحاهُم

بالغاضريّة اِيزيد باجيوشه رماهُم

اُو بالسّيف لَحد كُل بني هاشم محاهُم

اُوخدّامهم من عقبهم صاروا سلاطينْ

يا حيف راحت ذيكِ لوجوه المزهْراتْ

كانت مصابيح الورى واَمستْ مُظلماتْ

ركبتْ الخيل الشفايا اِبجنب لفراتْ

مثل الضحايا اِمطرّحة حول الولي اِحسينْ

* * *

ساقوا ظعنهم من أرض طيبة السلاطينْ

واَضحتْ منازلهُم مُظلماتٍ خليّينْ

شالوا فرد شيلة بني هاشم جمعهُم

ساقوا مطاياهم اُو عرفوا وطن جدهُم

الله يعينِك يا منازلهُم بعدهُم

صرتين وحش مُظلمة بعد السلاطينْ

شالوا بني هاشم جمعهُم فرد شيله

ما خلّفوا في دُورهم غير العليلَه

أضحت تحن في الدّار والمدمعْ تسيلَه

واِتقول خبروني مشى من اَي صوب لحسينْ

طلعتْ معاها اِتصيح والنسوة معاها

نوبٌ تطيح اُونوب تسرع في خُطاها

تكثر الحسرة والبُكا الشيلتْ أباها

أضحت غريبة والأهل عنها اِبعيدينْ

أضحتْ غريبة بعد عزوتها الجليله

من بعد عزوتها بقتْ حرمة ذليلَه

وصلت أبوها اِتعلّقت باَطراف ذيلَه

اُوطاحتْ على راسه تقلّه بوي يحسينْ

اِخذوني معاكُم يا بني هاشم خذوني

حرمة غريبة اِبدوركُم لا تتركوني

من دون كُلّ الحرم بويه اِتخلفوني

يا بوي خذني بالظعن ويّاك يحسينْ

والله يبويَه عيشتي كشرة بليّاك

والله ما أسلو ولا أهجع ولا انْساك

يا بوي خذني في السفر يحسين ويّاك

ما [ تنسني ] يحسين يا نور المسلمينْ

٩٧

والله يبو السجّاد ما بطِّل من النّوح

ليلي اُو نهاري مدمعي بالخدِّ مسفوح

قلبي اِتقطّع من رأيت اِلظعنك اِيلوح

من حولَه العبّاس واِخواني العليّينْ

* * *

فاطم اِتنادي في أمان اللهِ يحسينْ

باتروح وآني أتم في الدّور الخليّينْ

قلها اِرجعي دارك ولا يصفّر لونك

لو من نزلنا في بلد أهلك يجونك

لكْبر مع العرّيس إنخلّيهم يجونك

إنتي اِبعيده والأهلْ عنّك بعيدينْ

تبقى خليّة دُورنا يا بنتِ لطهار

بانعوف طيبة اُو قاصدين أوحش الأوعار

بلغِي سلامي جدِّي الهادي المختار

اُو قولي عزيزَك شال باِخوانه ولبنينْ

اُو ردّتْ إلى طيبة اُولبست ثوب لسواد

واِتقول وا حزني على السافر ولا عاد

يمتى تجي يحسين باِخوانك ولُولاد

واَسمع مُنادي اِيقول قوموا جاكُم اِحسينْ

وصلّى أبوك اِحسين يا فاطم ولعمام

اُوصلّتِ اِخوانك واَقبل العبّاس قدّام

اِنكان أنشر في المدينة سبعة اَعلام

واَقول جوا اِمن السفر أهلي السلاطينْ

يا دُورهم لَحلف يمين الشرع ما جيك

حتّى يُعودوا من السّفر يا دار واليك

واَترك مناحي مِن يرد والِك أهاليك

يا هوّة يوم اِيصير عيداً للمسلمينْ

يا دار ما لك موحشة صرتي خليّه

في وين اَبويه اِحسين أبو نفس الأبيّه

قالت يفاطمْ سافروا للغاضريّه

واَصبحت وحشة مُظلمة من سافراِحسينْ

* * *

يا راحلين اِمن المدينة تسيرونْ

ريضوا سويعة من قبل ما تبعدونْ

رحتوا اُوخلّفتوا وراكُم يتيمَه

والْلي بلا والي ينال الهضيمَه

وبعيش في ذلّة ولا ليّه قيمَه

وآنا أناديكُم ولا لي تسمعونْ

ظلّتْ تنادي واَسمع الصوت أبوها

نادى على نسوانه اُواَهله تعرفوها

قالوا له الكبرى اُو قال اِلتقوها

وآمر أبو فاضل يريّض بلظعونْ

٩٨

في الحال أبو فاضل أناخ الركايب

من حين ما وصلتْ دعت بالمصايب

فرقة الأحبّة اِيصيّر الطفل شايب

راسه اُو يجري الدمع من جفن لعيونْ

دارتْ عليهم قبلّتْ منهم الرُّوس

اُو صار التحسّر والتلهّف بلنفوس

من شافت الشبّان تزهر كلشموس

واَنوارهم تاضي اُو عليها اِيدورون

من عاينتهم طاحت اُو وقعت اِتصيح

واَنوارهم تاضي كمثلِ المصابيح

صاحت اُوهي حسرى تروحوا مذابيح

لَنذر عليكُم صوم عام اِللي تلفونْ

واِحسين ناداها اِسكتي يا حزينَه

قومي اِرجعي للبيت وسط المدينه

لو من وصلنا للخبر تسمعينَه

ما قدّر الباري لنا لازم اِيكونْ

دارتْ على النّسوان اُومدّت بصرها

مقصودها التوديع تقضي وطرها

شافتْ رباب والطفل في حجرها

واَهوت عليه اُوشالتَه فوق لمتونْ

اُونادتْ ينور العين يا بدر سعدي

إنكان تامر اِرجع البيت وحدي

بارجع ولكنْ بآخذ الطفل عندي

ما قدر على الرجعة واِنتوا تشيلونْ

نادى عليها اِحسين والدمع همّال

هذا الطفل ما بيننا شبه لهلال

في كربلا معدود من عدّ الرجال

من حرملة ايموت اِبسهم كان مسنونْ

قالت عَجل كُلكم تروحوا مهو زين

واَهل البلد يدرون آنا بنت لحسين

شاَقول لو جو يطلبون المساكين

وفّادكم هاللي على الباب يلفونْ

* * *

بدر الدجى جسام يا ضنوة المسمومْ

إنته اِبكفالة هودجي يا شاب ملزومْ

لا تصدْ عنِّي يا ضيا عيني يضرغام

يسرور قلب المجتبى يا بني يجسّام

حصّن الهودج يا عزيزي اُوقود لزمام

لتشوف شخصي النّاس يا مدلّل يقيدومْ

إنتخى الشاب اُوصارمه اِمن الغمد سلّه

اُوشال العمامة والشَّعر على المتن فلّه

اُوقلها ييمّه لا تخافين المذلّه

عندك بطل ترتاع من حملاته القومْ

ما دام أنا موجود خلّي الخوف عنّك

بالسيف والخطِّي لزيل الضّيم عنّك

لكنْ عقب ذبحي يصير النّوح فنّك

من تنظريني بالعرا اِمخضّب بلدمومْ

٩٩

صاحتْ يراعي المرجلة يا نور عِيناي

دهري اِبحياتي في فَرح يا مهجة اِحشاي

كُلما شفتْ شخصك ينور العين ويّاي

زالتْ اَتراحي واِنجلى قلبي اِمن لهمومْ

نُورك يزيح اِمن القلب همّه ولحزان

محلاك تفتَر بالظعن كنّك غصن بان

خوفِي على هالنّور يا شمعة الشبّان

ينحمل كنّه اِهلال فوق الرّمح مزمومْ

غرّد اِبصوته اُوصاح يا ناس اغمضوا العين

لمَّن تجوز اِمخدّرات الطّهر ياسين

ذولا الودايع من عليْ خير الوصيّين

واحنا فدى حرّات حيدر بحر العلومْ

نادتْ به اُمّه وين هالسفرة يلبدور

قلها لأرض الغاضريّة يمّ لخدور

صِبري اُوتشوفين العجايب يوم عاشور

حرب اُو ضرب واِحنا انتذبّح في فردْ يومْ

في يوم واحد تنذبح جملة هلبطال

ميظلّ ويّاكم اِبذيك الخيم رجال

إلّا عليلٌ لو مبتلي باِقياد واَغلال

إتشيلون وبالرّوس واِعلى التُّرب لجسومْ

* * *

زينب اِبهودجها تصيح اُو تهمل العينْ

واِتخاطب الدُّور اِللي ظلّت خليّينْ

تبكي اِبهودجها اُوتصبْ الدمع همّال

في داعة الله يا منازل داحِي الباب

عنّك مشيتْ اِبعزوتي واِجميع لحباب

الله [ اِيعينك ] من اِفراقك هالسلاطينْ

في داعة الله يا منازلنا مشينه

غصبن علينا اِنروح من أرض المدينَه

بانروح وادي كربلا ويّا ولينه

بانعمّر اِبرور!! اُو منازلنا خليّينْ

يا دورنَا عنّك مشينا اِبليل دامس

صرتين قفرة ما إلك منّا موانس

حتّى المدارس أصبحت قفرة دوارس

ما أوحشك يا دار بعد الطاهر اِحسينْ

ما أوحشك يا دار من بعد العشيره

يا دورنا صرتين في أعظم كسيره

الله يعوّد ليك هلبدور المنيره

ويعود أخويه اِحسين عزّ لهاشميِّينْ

في داعة الله يا منازلنا ولديار

بلغي سلامي للنَّبي جدِّي المختار

اُوقولي اُولادك ضاقت بيهم كُلّ الاَمصار

في داعة الله يا منازل آل ياسينْ

أشوف هالسفرة مشومة دون لسفار

القلب يرجف والدمع بالخدِّ همّال

١٠٠