المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة الجزء ٥

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة0%

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 767

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة

مؤلف: السيد محسن بن عبد الكريم الأمين
تصنيف:

الصفحات: 767
المشاهدات: 85911
تحميل: 4241


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 767 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 85911 / تحميل: 4241
الحجم الحجم الحجم
المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة الجزء 5

مؤلف:
العربية

لو تمكنت بالطفوف ندى الدهـ

ـر لقبلت تربها وثراها

ادركت ثارها امية بالنا

ر غدا في معادها تصلاها

اشكر الله ان ني اتوالى

عترة المصطفى واشنى عداها

ناطقا بالصواب لا ارهب الاعـ

ـداء في حبهم ولا اخشاها

نح بها ايها الجذوعي واعلم

ان انشادك الذي انشاها

لك معنى في النوح ليس يضاهي

وهي تاج للشعر في معناها

قلتها للثواب والله يعطي ال

اجر فيها من قالها ورواها

مظهر فضلهم بعزمة نفس

بلغت في ودادهم منتهاها

فاستمعها من شاعر علوي

حسني في فضلها لا يضاهى

سادى الخلق قومه غير شك

ثم بطحاء مكة مأواها

للشيخ صالح الكواز الحليرحمه‌الله يرثي الحسين «ع» ويذكر مصيبة الزهراء «ع» :

هل بعد موفقنا على يبربن

احي بطرف بالدموع ضنين

واد اذا عاينت بين طلوله

اجريت عيني للظباء العين

لم تخب نار قطينة حتى ذكت

نار الفراق نقلبي المحزون

وابتاع جدته الزمان بمخلق

ورمى حماه بصفقة المغبون

قال الجداة وقد حبست مطيهم

من بعد ما اطلقت ماء شؤوني

ماذا وقوفك في ملاعب خرد

جد العفاء بربعها المسكون

وقفوا معي حتى اذا ما استيأسوا

خلصوا نجيا بعد ما تركوني

فكان يوسف في الديار محكم

وكانني بصواعقه اتهموني

١٤١

ويلاه من قوم اساءوا صحبتي

من بعد احساني لكل قرين

قد كدت لولا الحلم من جزعي لما

القاع اصفق بالشمال يميني

لكنما والدهر يعلم انني

القى حوادثه بحلم رزين

قلبي يقل من الهموم جبالها

وتسيخ عن حمل الرداء منوني

وانا الذي لا اجزعن الرزية

لولا رزاياكم بني ياسين

تلك الرزايا الباعثات لمهجتي

ما ليس يبعثه لظى سجين

كيف العزاء لها وكل عشية

دمكم بحمرتها السماء تريني

والبرق يذكرني وميض صوارم

اردتكم في كف كل لعين

والرعد يعرب عن حنين نسائكم

في كل لحسن للشجون مبين

يندبن قوما ما هتفن بذكرهم

لا تضعضع كل ليث عرين

السالبين النفس اول ضربة

والملبسين الموت كل طعين

لو كل طعنة فارس باكفهم

لم يخلق المسبار للمطعون

لا عيب فيهم غير قبضهم اللوا

عند اشتباك السمر قبض ضنين

سلكوا بحارا من دماء امية

بظهور خيل لا بطون سفين

ما ساهموا الموت الزؤام ولا اشتكوا

نصبا بيوم بالردى مقرون

حتى اذا التقمتهم حوت القنا

هي الاماني دون خير امين

نبذتهم الهيجاء فوق تلاعبها

كالنون ينيذ بالعرا ذا النون

فتخال كلا ثم يونس فوقه

شجر القنا بدلا عن اليقطين

خذ في ثنائهم الجميل مقرضا

فالقوم قد جلوا عن التابين

هم افضل الشهداء والقتلى الاولى

مدحوا بوحي في المتاب مبين

١٤٢

ليت المواكب والوصي زعيمها

وقفوا كموقفهم على صفين

بالطف كي يروا الاولى فوق القنا

رفعت مصاحفها اتقاء منون

جعلت رؤوس بني النبي مكانها

وشفت قديم لواعج وضغون

وتتبعت اشقى ثمود وتبع

وبنت على تاسيس كل خؤون

الواثبين لظلم ال محمد

ومحمد ملقى بلا تكفين

والقائلين لفاطم اذيتنا

في طول نوح دائم وحنين

والقاطعين اراكة كيلا تقيـ

ـل بظل اوراق لها وغصون

ومجمعي حطب على البتولة بيتها

والمسقطين بها اعز جنين

ورنت الى القبر الشريف بمقلة

عبرى وقلب مكمد محزون

قالت واظفار المصاب بقلبها

غوثاه قل على العداة معيني

فقدي ابي ام غصب بعلي حقه

ام كسر ضلعي ام سقوط جنيني

ام اخذتم ارثي وفاضل نحلتيـ

ـام جهلهم حقي وقد عرفوني

قهروا يتيميك الحسين وصنوه

وسالتهم حقي وقد نهروني

* * *

قال علي بن عيسى الاربلي في كتاب كشف الغمة في احوال الائمة انشدني بعض الاصحاب للقاضي ابي بكر بن ابي قريعة :

يا من يسأل دائبا

عن كل معضلة سخيفه

لا تكشعن مغطئا

فلربما كشفت جيفه

١٤٣

ولرب مستور بدا

كالطبل من تحت القطيفه

ان الجواب لحاضر

لكنني اخفيه خيفه

لولا اعتداء رعية

القى(١) سياستها الخليفه

وسيوف اعداء بها

هاماتنا ابدا نقيفه

لنشرت من اسرار آ

ل محمد جملا طريفه

واريتكم ان الحسيـ

ـن اصيب في يوم السقيفه

ولاي حال الحدت

بالليل فاطمة الشريفه

اوه لبنت محمد

ماتت بغصتها اسيفه

للمؤلف عفا الله عن جرائمه

لي مقلة بدموعها عبرى

وحشاشة من وجدها حرى

وكان في الاحشاء نار غضى

امسى الهيام يزيدها سعرا

ما ان صبا قلبي لغانية

تهوى البعاد وتالف الهجرا

لكنني ابكي مصيبة من

بمصابها قد افنت الصبرا

ابكي لمن كادت مصيبتها

توهي الجبال وتصدع الصخرا

لمصاب سيدة النساء نسا

ء العالمين البضعة الزهرا

بنت النبي اجل وبضعته ال

الفضلى شبيهة مريم العذرا

والدرة البيضاء من صدف الـ

ـعلياء فاقت بالسنا الدرا

امست بماء الوحي طينتها

معجونة وكفى به فخرا

____________________

(١) الغى خ ل

١٤٤

المصطفى جبريل اطعمه

تفاحة في ليلة الاسرا

فتكونت منها لذاك غدت

بين الورى انسية حورا

قد اغضب المختار مغضبها

ويسر احمد من لها سرا

م يرع فيها احمد عجبا

حتى قضت مكروبة حسرى

ولاي حال في الدجى دفنت

ولاي حال الحدت سرا

دفنت ولم يحضر جنازتها

احد ولا عرفوا لها قبرا

ما كان في تشييع فاطمة

اجر فيغنم مسلم اجرا

افها سواها كان بنت نبـ

ـي في الورى تحت السما الخضرا

ام مثلها بين النسا احد

في كل من يمشي على الغبرا

لم يحل من بعد النبي لها

عيش واصبح فيشها مرا

ماتت بغصتها وما ضحكت

من بعده حتى مضت عبرى

من ارثها منعت ومن فدك

ظلما فيا للمحنة الكبرى

وشهادة الحسنين اذ شهدا

وابيهما مردودة جهرا

كانوا باحكام النبي هم

من آل بيت محمد ادرى

جهل الوصي ترى بما عملوا

حاشا له بالحهل هم احرى

والمصطفى بالعلم خصصه

في الناس لا زيداً ولا عمرا

والذكر بالميراث جاء وفي

تفصيله اياته تترى

في ارث يحيى من ابيه وفي

ارث ابن داود لنا ذكرى

خبر به رواية منفرد

تركوا به الايات والذكرا

حكم بها قد خص محكمه

فبعلمه لم لم تحط خبرا

١٤٥

ولغيرها المختار افهمه

عجبا واسدل دونها سترا

امر النبي بذاك بضعته

فعصت لهه مع علممها امرا

حاشا لسيدة النساء ومن

من ربها قد نالت الطهرا

يا بنت من رب السما شرفا

للمسجد الاقصى به اسرى

وحليلة الكرار من قتل ال

ابطال في احد وما فرا

من ترهب الارضون سطوته

فتهم بالزلزال ان كرا

من كان في بدر وفي احد

وسواهما بفعاله بدرا

كوني الشفيعة للذي عظمت

منه الذنوب فانقضت ظهرا

ولطالما انشا بمدحكم

مدحا سمت وقصائد غرا

تسري مسير الشمس ما تركت

في سيرها برا ولا بحرا

ورثاؤه وبكاؤه لكم

انسى خناس وندبها صخرا

في ذكر مدحكم وفضلكم السا

مي اطال النظم والنثرا

يا آل بيت محمد بكم

انجو غدا في النشاة الاخرى

اني اتخذت ولاكم وزرا

في محشري امحو به الوزرا

حسبي بكم ذخرا اذا اتخذ ال

اقوام غيركم لهم ذخرا

لم يسال المختار امته

الا مودتكم له اجرا

* * *

للسيد محمد حسين بن السيد كاظم النجفي المعروف بالكيشوان

١٤٦

مالك لا العين تصوب ادمعا

منك ولا القلب يذوب جزعا

فاي قلب قد اتاه نبأ الز

هرا ما ذاب ولا تصدعا

دروا بان فاطما بضعته

فما رعوا حرمتها فيمن رعى

اودع فيهم ثقلين فابوا

ان يحفظوا لاحمد ما استودعا

وجمعوا النار ليحرقوا بها الـ

ـبيت الذي به الهدى تجمعا

بيت علا سما الضاح رقعة

فكان اعلى شرفا وارفعا

اعزه الله فما تهبط في

كعبته الاملاك الاخضعا

وكان مأوى المرتجي والملتجي

فما اعز شأنه وامنعا

فعاد بعد المصطفى مهتوكة

حرمته وفيأه موزعا

واخرجوا منه عليا بعد ما

ابيح منه حقه وانتزعا

قادوه قهرا بنجاد سيفه

فكيف وهو الصعب يمشي طيعا

ما نقموا منه سوى ان له

سابقة الاسلام والقربى معا

واقبلت فاطم تعدو اباها بحشى

تساقطت مع الدموع قطعا

يا ابتا هذا علي اعرضوا

عنه ضلالا وسواه تبعا

امسى تراثي فيهم مغتصبا

مني وحقي بينهم مضيعا

* * *

وانكفأت الى علي بعدما

تجرعت بالغيظ سما منقعا

احجمت والذئاب عدوا وثبت

فاقتحمت منك العرين المسبعا

وكيف اضرعت على الذل لهم

خدك وهو للعدى ما ضرعا

عز عليك ان ترى تسومني

من بعد عزي قيلة ان اخضعا

١٤٧

تهضمتني بالاذى وام اجد

ماوي اليه التجي ومفزعا

الفيتها معرضة عني وما

ابقيت بقوس الصبر مني منزعا

فقال يا بنت النبي احتشبي

حقك في الله وخلي الجزعا

واجملي صبرا فما ونيت عن

ديني ولا اخطأ سهمي موقعا

فاسترجعت كاظمة لغيظها

مبدية حنينها المرجعا

حتى قضت من كمد وقلبها

كاد بفرط الحزن ان ينصدعا

قضت على رغم العلى مقهورة

ما طمعت اعينها ان تهجعا

قضت وما بين الضلوع زفرة

من الشجى غليلها لن ينقعا

* * *

« امير المؤمنين علي بن ابي طالبعليه‌السلام »

المجلس الاول

اول ائمة المسلمين وخلفاء الله في العامين بعد سيدنا محمد خاتم النبيين صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين اخوه والن عمه ووارث علمه ووزيره على امره وصهره على ابنته فاطمة البتول سيدة نساء العالمين امير المؤمين ابو الحسن علي ابن ابي طالب بن عبد المطلب بن عبد مناف. ولد عليه

١٤٨

السلام بمكة في الكعبة المشرقة ذكره ابن الصباغ المالكي في الاصول المهمة والمفيد في الارشاد وصاحب السيرة الحلبية وغيرهم واتفقت عليه الامامية ولم يولد في البيت الحرام قبله ولا بعده احد سواه وهذه فضيلة خصه الله تعالى بها اجلالا لمحاه ومنزلته واعلاء لقدره قال عبد الباقي العمري البغدادي :

انت العلي الذي فوق العلى رفعا

ببطن مكة وسط البيت اذ وضعا

وكان موله الشريف يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب على اكثر الاقوال وفي الفصول المهمة ليلة الاحد الثالث والعشرين منه (وفي رواية) يوم الاحد سابع شعبان بعد علم الفيل سنة (وقيل) بسع وعشرين بعد مولد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بثلاثين سنة (وقيل) بثمان وعشرين ، قبل النبوة باثبتي عشر سنة (وقيل) وعشر سنين قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة (وقيل) بخمس وعشرين (واسم ابيه) عبد مناف وابو طالب كنيته وهو اخو عبد الله ابي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لامه وابيه (وامه) فاطمة بنت اسد بن هاشم كانت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمنزلة الام ربي في حجرها زكان شلكرا لبرها وكان يسميها امي وكانت تفضله على اولادها في البر سبقت الى الاسلام وهاجرت مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولما توفيت كفنها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قميصه ولمر من يفر قبرها فلما بلغوا لحدها حفره بيده واضطجع فيه وقال اللهم اغفر لامي فلطمة بنت اسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها فقيل يا رسول الله رايناك صنعت شيئا لم تكن تصنعه باحد قبلها فقال البستها قميصي لتلبس من

١٤٩

ثياب الجنة او قال هو امان لها يوم القيامة او قال ليدرأ عنها هوام الارض واضطجعت في قبرها ليوسعه الله فليها وتامن ضغطة القبر انها كانت من احسن خلق الله صنعا الي بعد ابي طالب ثم لقنها الاقرار بولاية ابنها (ولدت) طالبا ولا عقب له وعقيلا وجعفرا وعليا وكل واحد اسن من الاخر بعشر سنين ولم هاني واسمها فاخنة وهو واخوته اول هاشمي ولد من هاشميين (ويقال) انه لما ولد كان ابوه غائبا فسمته امه حيدرة باسم ابيها لان حيدرة من اسماء الاسد فلما جاء ابوه سماه عليا وقال :

سميته بعلي كي يدوم له

عز العلو وفخر العز ادومه

وقال عبد الباقي العمري البغدادي :

سمتك امك بنت الليث حيدرة

اكرم بلبوة انجبت سبعا

وقال عليعليه‌السلام يوم خيبر :

انا الذي سمتني امي حيدرة

كليث غابات شديد قسورة

ويكنى با الحسن وابا الحسين وكان في خياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدهوه ابا الحسن والحسين يدعوه ابا الحسن ويدعو ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اباهما فلما توفي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعوا علياعليه‌السلام اباهما (وكان) يكنى ايضا بابي تراب كناه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما دخل على فاطمة فقال اين ابن عمك قالت هو ذاك مضطجع في المسجد فوجده قد سقط رداؤه عن ظهره وخلص التراب الى ظهره فجعل يمسح التراب عن طهره

١٥٠

ويقول اجلس ابا تراب (وقيل) لما رآه ساجدا معفرا وجهه في التراب او كان يعفر خدسه وهو ساجد فكان اذا رآه والتراب بوجهه يقول يا ابا تراب افعل كذا (وقيل )كنى به لان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : يا علي اول من ينفض التراب عن راسه انت (وكانت) هذه الكنية احب كناه اليه لكون النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كناه بها (وكان) اعداؤه من بني امية واتباعهم لا يطلقون عليه غيرها كانهم يعيرونه بها مع انها محل العخر ودعوا خطباءهم ان يسبوه بها على المنابر وجعلوها تقيصة له فكانما كسوه بها الحلي والحلل كما قال الحين البصري (كما ) انهم كانوا لا يطلقون على شيعته واتباعه الا الترابي والترابية حتى صار ذلك علما لهم ، قال الكميترحمه‌الله :

وقالوا ترابي هواه ودينه

بذلك ادعى بينهم والقب

(ولقبه) المرتضى وحيدر وام ي ر المؤمنين والانزع البطين والوصي (وبوابه) سلمان الفارسي (ونقش خاتمه) المللك لله الواحد القهار وقيل غير ذلك (وكاتبه) عبيد الله بن ابي رافع (وشاعره)حسان بن ثابت والنجاشي.

ونشأ امير المؤمنين «ع» في حجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتادب بادابه وربي بتربيته وذلك انه لما ولد احبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حبا شديدا وقال لامه اجعلي مهده بقرب فراشي وكان يلي اكثر تربيته ويطهره في وقت غسله ويوجره اللبن عند شربه ويحرك مهده عند نومه ويناغيه في يقضته ويحمله على صدره ويقول اخي

١٥١

وولي وناصري وصفيي وذخري وكهفي وظهري وظهيري ووصيي وزوج كريمتي وأميني على وصيتي وخليفتي وكان يحمله دائماً ويطوف به جبال مكة وشعابها وأوديتها (ولما بلغ) علي (ع) سن التمييز أصاب أهل مكة جدب شديد فأخذ النبي (ص) علياً من أبيه واخذ حمزة جعفراً وأخذ العباس طالباً ليخففوا عن ابي طالب وابقى أبو طالب عنده عقيلا لميله إليه وقال لهم إذا تركتم لي عقيلا فاصنعوا ما شئتم فقال رسول الله (ص) اخترت من اختار الله لي عليكم علياً قال عبد الباقي :

لقد ترعرعت في حجر عليه لذي

حجر براهين تعظيم به قطعا

ربيب طه حبيب الله أنت ومن

كان المربي له طه فقد برعا

فلم يزل علي (ع) مع رسول الله (ص) حتى بعثه الله بالنبوة فكان أول من آمن به واتبعه وصدقه ، بعث النبي (ص) يوم الاثنين وأسلم علي (ع) يوم الثلاثاء ثم أسلمت خديجة (وكان) عمر علي (ع) يوم أسلم عشر سنين (وقيل) احدى عشر سنة(١) وأقام مع النبي (ص) بعد البعثة ثلاثا وعشرين سنة منها ثلاث عشرة سنة بمكة قبل لهجرة مشاركا له في محنه كلها متحملا عنه أكثر اثقاله وعشر سنين بالمدينة بعد الهجرة يكافح عنه المشركين ويجاهد دونه الكافرين ويقيه بنفسه من أعدائه في الدين وقتل الأبطال

____________________

(١) - بناء على انه عاش خمسا وستين سنة كما يأتي.

١٥٢

وضرب بالسيف بين يدي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو ابن ثلاث وعشرين سنة أو خمس وعشرين وتدل خطبته حين بلغه غارة الغامدي على الأنبار انه باشر الحرب وهو ابن عشرين سنة ( وعاش ) بعد ما قبض النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثين سنة إلا خمسة أشهر وأياما ( وقيل ) ثلاثين فيكون عمره الشريف ثلاثا وستين سنة كعمر رسول الله (ص) أو قريباً من ذلك وهو المشهور ومروي عن الباقر (ع)

(وقيل) خمسا وستين وهو مروي عن الباقر (ع) ايضاً (وقيل) سبعا وستين ( وقيل) ثمانياً وستين (وقيل) ثمانياً وخمسين ( وقيل ) تسعاَ وخمسين (وقيل) سبعاً وخمسين (وكان) له (ع) من الأولاد سبعة وعشرون وقيل ثمانية وعشرون ما بين ذكر وانثى وهم الحسن والحسين وزينب الكبرى وزينب الصغرى المكناة بأم كلثوم والمحسن السقط امهم فاطمة الزهراء (ع). ومحمد امه خولة بنت جعفر ابن قيس الحنفية. وعمر ورقية كانا توأمين امهما ام حبيب بنت ربيعة. والعباس وجعفر وعثمان و عبد الله الشهداء بكربلاء امهم أم البنين بنت حزام بن خالد بن دارم. ومحمد الأصغر المكنى بأبي بكر وعبد الله الشهيدان بكربلا امهما ليلى بنت مسعود الدارمية. ويحيى امه أسماء بنت عميس الخثعمية (ر ض). وام الحسن ورملة امهما ام سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي. ونفيسة وزينب الصغرى ورقية الصغرى وام هاني وام الكرام وجمانة المكناة ام جعفر وامامة وام سلمة وميمونة وخديجة وفاطمة لامهات شتى (وكانت) مدة امامته وخلافته

١٥٣

ثلاثين سنة أو الا خمسة أشهر وأياما ( قال المفيد). منها أربع وعشرون سنه وستة أشهر ممنوعاً من التصرف في أحكامها مستعملا للتقية والمداراة ومنها خمس سنين وستة أشهر ممتحنا بجهاد الناكثين والقاسطين والمارقين ومضطهدا بفتن الضالين كما كان رسول الله (ص) ثلاث عشرة سنة من نبوته ممنوعا من أحكامها خائفا ومحبوسا وهاربا ومطروداً لا يتمكن من جهاد الكافرين ولا يستطيع دفعا عن المؤمنين ثم هاجر واقام بعد الهجرة عشر سنين مجاهداً للمشركين ممتحنا بالمنافقين (اما) خلافة أمير المؤمنين ((ع)) الظاهرية أي من يوم بويع له بالخلافة بعد قتل عثمان إلى أن قبض فكانت خمس سنين وستة أشهر على قول المفيد وأربع سنين وتسعة أشهر وثلاثة أيام على ما ذكره الواقدي وغيره بناء على أنه بويع له لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين واستشهد في الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة اربعين (وقيل) في الأيام الزائدة على التسعة الأشهر انها ستة أو تسعة أو أربعة عشر لمكان الخلاف في تاريخ البيعة والوفاة والله ليلة الثلاثاء بالكوفة قتيلا شهيدا بسيف عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله كمن له في المسجد الاعظم فضربه على رأسه الشريف وقد جاء إلى صلاة الصبح ليلة التاسع عشر من شهر رمضان ليلة الاربعاء وقيل ليلة الاحد وكان السيف مسموماً وأعانه على ذلك شبيب بن بجرة ووردان بن مجالد والاشعث بن

١٥٤

قيص وقطام بنت الاخضر وبقي الى ليلة احدى وعشرين إلى نحو ثلث الليل ثم قبض (وقيل) ضرب ليلة سبع عشرة وقبض ليلة تسع عشرة (وقيل) ضرب ليلة احدى وعشرين وقبض ليلة ثلاث وعشرين والاول هو المشهور فلما قبض غسله الحسن والحسينعليهما‌السلام ومحمد يصب الماء ثم كفن بثلاثة أثواب بيض غير القميص والعمامة وحنط بفاضل حنوط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصلى عليه ابنه الحسن ((ع)) وكبر خمساً أو ستاً أو سبعاً أو تسعاً ثم حمله الحسنان ومحمد بن الحنيفة وعبد الله بن جعفر وخواصه بأمر منه إلى الغريين من نجف الكوفة ودفنوه هناك ليلا وعفوا موضع قبرة بوصية منه خوفاً من بني أميه لما كان يعلمه من عداوتهم له (ويقال) انهم عملوا عدة قبور مزورة في عدة أماكن من الكوفة تعمية للأمر (كما) دفنت ليلا زوجته الزهراء بضعة المصطفى وعفي قبرها بوصية منها وعمل في البقيع عدة قبور مزورة لئلا يعلم قبرها (فانظر) رحمك الله إلى ما أصاب آل بيت المصطفى من أمته بعده من عظيم المصائب حتى أدى الحال إلى ان تدفن بضعته وحبيبته وأم ريحانتيه سرا ويعفى قبرها ويدفن أخوه ووصيه وخليفته على أمته سرا ويعفى قبره خوفاً من أعدائه ولله در ابي تمام حيث يقول :

فعلتم بأبناء النبي ورهطه

افاعيل ادناها الخيانة والغدر

ولم يزل قبره مخفياً لا يعلمه أحد غير بنيه وخواص شيعته حتى دل عليه الامام جعفر الصادقعليه‌السلام وزاره عند

١٥٥

وروده إلى المنصور وهو بالحيرة ثم عرفه وأظهره الرشيد العباسي وبني عليه. وأخذ الناس في زيارته ودفن موتاهم حوله :

درسوا قبره ليخفى على الزو

ار هيهات كيف يخفى الهلال

ثم ان محمد بن زيد الحسني وهو الملقب بالداعي صاحب بلاد الديلم وطبرستان أمر بعمارته وعمارة الحائر بكربلا والبناء عليهما وبعد ذلك زيد فيه ثم عمرهما عضد الدولة بن بويه الديلمي وبلغ الغاية في تعظيمهما والاوقاف عليهما ثم جدد عمارته

١٥٦

الشاه عباس الصفوي وجعل القبة خضراء بعد ما كانت بيضاء ثم جدد عمارة الصفوية السلطان نادر شاه وزاد عليها وزخرف القبة الشريفة ومنارتي المشهد وايوانه بالذهب الابريز كما هي عليه اليوم وعمر فيه السلطان ناصر الدين شاه القاجاري بعد ذلك وفي قبره الشريف يقول بعض بني عبد المطلب :

يا قبر سيدنا المجن سماحة

صلى الاله عليك يا قبر

ما ضر قبرا أنت ساكنه

ان لا يحل بارضه القطر

فليعذين سماح كفك في الثرى

وليورقن بجنبك الصخر

والله لو بك لم اجد احدا

الا قتلت لفاتني الوتر

١٥٧

المجلس الثاني

مما جاء في صفة امير المؤمنين (ع) ما ذكره في كشف الغمة قال طلب بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل من بعض العلماء ان يخرج احاديث صحاحا وشيئاً مما ورد في فضائل امير المؤمنينعليه‌السلام وصفاته كتبت على الانوار الشمع الاثني عشر التي حملت إلى مشهده قال وانا رأيتها. ومما جاء في صفته ايضاً ما نقل عن كتاب صفين وعن جابر وابن الحنفية وغيرهم ونحن نذكر صفته المنيفة مقتبسة من مجموع تلك الروايات ( فنقول ) :

كان (ع) ربعة من الرجال (وفي الرواية) الى القصر اقرب ادعج العينين انجل في عينيه لين ازج الحاجين حسن الوجه (وفي رواية) من احسن الناس وجهاً كأن وجهه القمر ليلة البدر حسناً يميل إلى المسرة كثير التبسم أصلع ناتىء الجبهة له حفاف من خلفه كأنه اكليل وكأن عنقه ابريق فضة كث اللحية

١٥٨

له لحية زانت صدره ارقب عريض ما بين المنكبين لمنكبيه مشاش كمشاش السبع الضاري (وفي رواية)عظيم المشاشين كمشاش السبع الضاري لا يبين عضده من ساعده قد ادمجت ادماجا عبل الذراعين شثن الكفين (وفي رواية) دقيق الأصابع شديد الساعد واليد ان امسك بذارع رجل امسك بنفسه فلم يستطع ان يتنفس ضخم البطن أقرى الظهر عريض الصدر ضخم الكسور (وفي رواية) عظيم الكراديس غليظ العضلات حمش الساقين (وفي رواية) ضخم عضلة الذراع دقيق مستدقها ضخم عضلة الساق دقيق مستدقها إذا مشى تكفأ واذا مشى إلى الحرب هرول قوي شجاع منصور على من لاقاه (قال المغيرة) كان

١٥٩

عليعليه‌السلام على هيأة الأسد غليظاً منه ما استغلظ دقيقاً منه ما استدق (وروى)ابن عبد البر المالكي في الاستيعاب بسنده وغيره ان معاوية قال لضرار بن ضمرة صف لي علياً قال اعفني قال لتصفنه قال أما اذا كان لا بد من وصفه فانه : كان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويأنس (ويستانس خ ل) بالليل ووحشته كان غزير الدمعة (العبرة خ ل) طويل الفكرة يعجبه من اللباس ما خشن ومن الطعام ما جشب (من اللباس ماقصر ومن الطعام ما خشن خ ل) وكان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه ويأتينا اذا دعوناه (وينبئنا إذا استنبأناه خ ل) ونحن والله مع تقريبه ايانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له يعظم أهل الدين ويقرب المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه قابضاً على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين وهو يقول يا دنيا غري غيري ألي تعرضت أم إلي تشوقت هيهات هيهات قد بنتك (باينتك خ ل) ثلاثا لا رجعة فيها فعمرك قصير وخطرك كبير (حقير خ ل) وعيشك حقير آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق , فبكى معاوية وقال رحم الله ابا الحسن كان والله

١٦٠