المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة الجزء ٥

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة0%

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 767

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة

مؤلف: السيد محسن بن عبد الكريم الأمين
تصنيف:

الصفحات: 767
المشاهدات: 86008
تحميل: 4254


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 767 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 86008 / تحميل: 4254
الحجم الحجم الحجم
المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة الجزء 5

مؤلف:
العربية

كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار قال حزن من ذبح ولدها بحجرها فهي لا ترقأ عبرتها ولا يسكن حزنها (وفي الاستيعاب) سئل الحسن البصرى عن علي بن ابي طالب فقال كان علي والله سهما صائباً من مرامي الله على عدوه رباني هذه الأمة وذا فضلها وذا سابقتها وذا قرابتها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكن بالنؤمة عن أمر الله ولا بالملومة في دين الله ولا بالسروقة لمال الله أعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياض مونقة ثم قال للسائل ذاك علي بن ابي طالب يالكع (وفيه بسنده) ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعلي من أشقى الأولين قال الذي عقر الناقة يعني ناقة صالح قال صدقت فمن أشقى الآخرين قال لا أدري قال الذي يضربك على هذا يعني يافوخه ويخضب هذه يعني لحيته (وفيه) بطرق كثيرة منها عن النسائي والطبري وابن اسحاق في السير وغيرهم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال لعليعليه‌السلام أشقى الناس الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذا ووضع يده على رأسه حتى يخضب هذه يعني لحيته (وبسنده) عمن سمع علي بن أبي طالب (ع) يقول والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه يعني لحيته من دم هذا يعني رأسه (قال) وكان علي (ع) كثيراً ما يقول ما يمنع اشقاها أو ما ينتظر أشقاها أن يخضب هذه من دم هذا ويشير الى لحيته ورأسه خضاب دم لا خضاب عطر ولا عبير (قال) وكان قتادة يقول قتل علي (ع) على غير المال احتجبه ولا دنيا أصابها (وبسنده)

١٦١

قال جاء عبد الرحمن بن ملجم يستحمل علياً (ع) فحمله ثم قال

أريد حياته ويريد قتلي

عذيرك من خليلك من مراد

أما ان هذا قاتلي قيل فما يمنعك منه قال انه لم يقتلني بعد (قال) وقيل له ان ابن ملجم يسم سيفه ويقول انه سيفتك بك فتكة تتحدث بها العرب فبعث اليه فقال لم تسم سيفك قال لعدوي وعدوك فخلى عنه وقال ما قتلتني بعد فلما كانت الليلة التي ضرب فيها جاء مؤذنه يؤذنه بالصلاة فخرج فاعتوره الرجلان (شبيب بن بجرة وعبد الرحمن بن ملجم) فاما شبيب فوقعت ضربته في الطاق وأما عبد الرحمن فضربه في رأسه وقال الحكم لله يا علي لا لك ولا لأصحابك فقال علي (ع) فزت ورب الكعبة لا يفوتنكم الكلب فشد الناس عليه من كل جانب فأخذوه وهرب شبيب خارجا من باب كندة.

فيا ضربة من خاسر ضل سعيه

تبوأ منها مقعدا في جهنم

ففاز أمير المؤمنين بحظه

وان طرقت فيها الخطوب بمعظم

المجلس الثاني

(في جملة من حكمه (ع) وآدابه)

وهذا باب واسع يحتاج استقصاء ما ورد فيه إلى مجلدات

١٦٢

كبيرة وقد جمع الآمدي في قصاره كتاباً كبيراً والطبرسي صاحب مجمع البيان كتابا أصغر منه وابن أبي الحديد الف كلمة منه والجاحظ مائة كلمة والشريف الرضي في آخرج نهج البلاغة قسما وافياً ونحن نذكر هنا من هذا الباب نموذجاً بدون استقصاء.

(من كتاب له إلى ولده الحسنعليهما‌السلام ) (مذكور في تحف العقول)

اجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك فاحب لغيرك ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لنفسك. ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم. وأحسن كما تحب أن يحسن اليك. استقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك وارض من الناس لك ما ترضى به لهم منك ولا تقل بما لا تعلم بل لا تقل كل ما تعلم ولا تقل ما لا تحب أن يقال لك. واعلم ان أمامك طريقاً ذا مشقة بعيدة وأهوال شديدة فلا تحملن على ظهرك فوق بلاغك فيكون ثقلا ووبالا عليك واذا وجدت من أهل الحاجة من يحمل لك زادك فيوافيك به حيث تحتاج اليه فاغتنمه واغتنم من استقرضه في حال غناك واجعل وقت قضائك في يوم عسرتك. اكرم نفسك عن كل دنية وان ساقتك إلى الرغبة فانك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضاً ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً. وان استطعت ان لا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل. في الصمت السلامة من الندامة وتلافيك ما فرط من صمتك أيسر من ادراكك ما فات

١٦٣

من منطقك. حسن التدبير مع الكفاف أكفى لك من الكثير مع الاسراف وحسن اليأس خير من الطلب إلى الناس. والمرء احفظ لسره ورب ساع فيما يضره ومن خير حظ امرىء قرين صالح ولا يغلبن عليك سوء الظن فانه لا يدع بينك وبين خليل صلحا وقج يقال من الحزم سوء الظن واياك والاتكال على امنى فانها بضائع النوكى. كفر النعمة لوم وصحبة الجاهل شوم والعقل حفظ التجارب. وخير ما جربت ما وعظك. بادر الفرصة قبل ان تكون غصة. من سبب الحرمان التواني. رب يسير أنمى من كثير. لا تخن من ائتمنك وان خانك. ولا تذع سره وان أذاع سرك ولا تخاطر بشيء رجاء اكثر منه. احمل نفسك مع اخيك عند صرمه على الصلة. وعند صدوده على اللطف وعند جموده على البذل وعند تباعده على الدنو وعند شدته على اللين وعند جرمه على الاعتذار حتى كأنك له عبد وكأنه ذو نعمة عليك واياك ان تضع ذلك في غير في غير موضعه لا تتخذن عدو صديقك صديقاً فتعادي صديقك. ولا تعمل تالخديعة فانها خلق اللئيم. وامحض اخاك النصيحة حسنة كانت او قبيحة وساعده على كل حال ولا تطلب مجازاة اخيك ولو حثا التراب بفيك وخذ على عدوك بالفضل فانه احرى بالظفر واسلم من الناس بحسن الخلق وتجرع الغيظ فاني لم ار جرعة احلى منها عاقبة ولا تصرم اخاك على ارتياب ولا تقطعه دون استعتاب ولن لمن غالظك فانه يوشك ان يلين لك فان انت غلبتك قطيعة اخيك

١٦٤

فاستبق لها من نفسك بقية ترجع اليها ان بدا ذلك له يوما ومن ظن بك خيراً فصدق ظنه. ولا تضيعن حق اخيك اتكالا على ما بينك وبينه من المودة فانه ليس باح لك من ضيعت حقه ولا يكن اهلك اشقى الخلق بك. ولا ترغبن فيمن زهد فيك ولا تزهدن فيمن رغب اليك إذا كان للخلطة موضعاً. واقبل العذر اعرف الحق لمن عرفه لك رفيعاً كان او وضيعا. من شر ما صحب المرء الحسد. الشح يجلب الملامة. عاقبة الكذب الذم. الافراط في الملامة يشب نيران الجاج. اخر الشر فانك اذا شئت تعجلته واحسن ان احببت ان يحسن اليك. لا تكثر العتاب فانه يورث الضغينة. لا خير في لذة تعقب ندما والعاقل من وعظته التجارب. لسانك ترجمان عقلك. المزاح يورث الضغائن. خير المقال ما صدقه الفعال. سل عن الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار. عود نفسك السماح وتخير لها من كل شيء أحسنه فان الخير عادة.

(من وصية له إلى ولده الحسنعليهما‌السلام ) (مذكورة في تحف العقول)

أوصيك بتقوى الله وكلمة الحق في الرضا والغضب والتصدفي الغنى والفقر والعدل على الصديق والعدو والعمل في النشاط والكسل والرضا عن الله في الشدة والرخاء. ما شر بعده الجنة بشر ولا خير بعده النار بخير. وكل نعيم دون الجنة محقور.

١٦٥

وكل بلاء دون النار عافية. من ابصر عيب نفسه شغل عن عيب غيره. ومن رضي بقسم الله لم يحزن على ما فاته. ومن سل سيف البغي قتل به ومن حفر لأخيه وقع فيها. ومن اعجب برأيه ضل. ومن استغنى بعقله زل. ومن تكبر على الناس ذل. ومن خالط العلماء وقر. ومن خالط الأنذال حقر. ومن سفه على الناس الناس شتم. ومن دخل مداخل السوء اتهم. ومن مرح استخف به. ومن اكثر من شيء عرف به. من نظر في عيوب الناس ورضي لنفسه بها فذاك الأحمق بعينه. من ترك الحسد كانت له المحبة عند الناس. عز المؤمن غناه عن الناس. القناعة مال لا ينفد. الأدب خير ميراث. حسن الخلق خير قرين. ليس مع قطيعة الرحم نماء. عز المؤمن غناه عن الناس. من كنوز الايمان الصبر على المصائب. العفاف زينة الفقر. الشكر زينة الغنى. الطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم اعجال المرء بنفسه يدل على ضعف عقله. من تورط في الأمور بغير نظر في العواقب فقد تعرض للنوائب. التدبير قبل العمل يؤمنك الندم. من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ. من لانت كلمته وجبت محبته. من استطاع ان يمنع نفسه من أربعة أشياء فهو خليق بأن لا ينزل به مكروه أبداً. العجلة واللجاجة والعجب والتواني.

وقال عامر الشعبي تكلم أمير المؤمنين علي بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالا فقأن عيون البلاغة وايتمن جواهر الحكمة وقطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهن ثلاث منها في

١٦٦

المناجات. وثلاث منها في الحكمة وثلاث منها في الأدب. فاما اللاتي في المناجاة فقال : الهي كفى بي عزا أن أكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي ربا أنت كما أحب فاجعلني كما تحب وأما اللاتي في الحكمة فقال : قيمة كل امرىء ما يحسنه. وما هلك امرؤ عرف قدره. والمرء مخبوء تحت لسانه. وأما اللاتي في الأدب فقال : امنن على من شئت تكن أميره واحتج الى من شئت تكن أسيره واستغن عمن شئت تكن نظيره.

المجلس الرابع

قال ابن الأثير في الكامل : قال ابن عباس : قسم علم الناس خمسة أجزاء فكان لعلي منها أربعة أجزاء ولسائر الناس جزء شاركهم علي فيه فكان أعلمهم به (وفي الاستيعاب) بسنده عن ابن عباس أنه قال والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العللم وايم الله لقد شارككم في العشر العاشر (وفي الكامل) قال أحمد بن حنبل ما جاء لأحد من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما جاء لعلي (وفي الاستيعاب) عن أحمد بن حنبل واسماعيل بن اسحاق القاضي والنسائي أنهم قالوا لم يروا في فضائل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي في فضائل علي بن أبي طالب (وفي

١٦٧

الكامل والاستيعاب وغيرهما) قدم على علي (ع) مال من أصبهان

١٦٨

فقسمه على سبعة أسهم فوجد فيه رغيفاً فقسمه سبع كسر فجعل

١٦٩

على كل جزء كسرة ثم أقرع بينهم أيهم يعطى أولاً (قال في

١٧٠

الاستيعاب) وأخباره في مثل هذا من سيرته لا يحيط بها كتاب

١٧١

(وفي الكامل) قال سفيان ان علياً لم يبن آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة وان كان ليؤتي بحبوبه من المدينه في جراب (قال) وقيل أنه أخرج سيفاً الى السوق فباعه وقال لو كان عندي أربعة دراهم ثمن ازار لم أبعه (وفي الاستيعاب) ذكر عبد الرزاق بسنده عمن رأى علي بن أبي طالب على المنبر يقول من يشتري مني سيفي هذا فلو كان عندي ثمن ازار ما بعته فقال له رجل نسلفك ثمن ازار (قال عبد الرزاق) وكانت بيده الدنيا كلها الا ما كان من الشام (وفي الكامل) وكان لا يشتري ممن يعرفه واذا اشترى قميصاً قدر كمه على طول يده وقطع الباقي (وقال) وكان يختم على الجراب الذي فيه دقيق الشعير الذي ياكل

١٧٢

منه ويقول لا أحب أن يدخل بطني الا ما أعلم (قال) ورؤي وهو يحمل في ملحفته تمراً قد اشتراه بدرهم فقيل له يا أمير المؤمنين ألا نحمله عنك فقال أبو العيال أحق بحمله (قال) وتذاكروا الزهاد عند عبد العزيز فقال أزهد الناس في الدنيا علي بن أبي طالب (ثم قال في الكامل) ومناقبه لا تحصى (أقول) وما زالت هذه حاله وهذا دأبه مدة حياته حتى ضربه ابن ملجم بالسيف على أم رأسه في محرابه ليلة التاسع عشر من شهر رمضان ضربة فلق بها هامته.

ولا عيب للأشراف ان ظفرت به

ذئاب الأعادي من فصيح وأعجم

فحربة وحشي سقت حمزة الردى

وحتف علي من حسام ابن ملجم

المجلس الخامس

قال ابن عبد البر المالكي في الاستيعاب في معرفة الأصحاب قال ابن اسحاق أول من آمن بالله وبرسوله محمد (ص) من الرجال علي بن ابي طالب (وبسنده) عن ابن عباس قال كان علي بن ابي طالب أول من آمن من الناس بعد خديجة (قال ابن عبد البر) هذا اسناد لا مطعن فيه لأحد لصحته وثقة نقلته (وبسنده) عمن سمع علياعليه‌السلام يقول لقد عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه

١٧٣

الأمة خمس سنين (وبسنده) عن ابن عباس انه قال : لعلي أربع خصال ليست لأحد غيره هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف وهو الذي صبر معه يوم فرّ عنه غيره وهوالذي غسله وأدخله قبره (قال) وروي عن سلمان انه قا ل أول هذه الأمة وروداً على نبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحوض أولها اسلاما علي بن أبي طالب (وبسنده) عن ابن عباس ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعلي بن ابي طالب أنت ولي كل مؤمن بعدي (قال) واجمعوا على انه صلى القبلتين وهاجر وشهد بدراً والحديبية وسائر المشاهد وانه ابلى ببدر وبأحد وبالخندق وبخيبر بلاء عظيما وانه اغنى في تلك المشاهد وقام فيها المقام الكريم وكان لواء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيده في مواطن كثيرة ولم يتخلف عن مشهد شهده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الا في تبوك فانه خلفه على المدينة وعلى عياله وقال له أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي (قال) وروى حديث المنزلة جماعة من الصحابة وهو من أثبت الآثار وأصحها (وبسنده) عن ابن عباس قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي أنت أخي وصاحبي (قال) وقال علي يوم الشورى انشدكم الله هل فيكم احد آخي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بينه وبينه اذ آخى بين المسلمين غيري قالوا اللهم لا (قال) وروينا من وجوه عن علي (ع) انه كان يقول أنا عبد الله واخو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يقولها أحد غيري الا كذاب (قال) وآخي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين المهاجرين ثم بين المهاجرين والأنصار وقال في كل واحدة منهما

١٧٤

لعلي أنت اخي في الدنيا والآخرة وآخى بينه وبين نفسه (قال) وروى بريدة وابو هريرة وجابر والبراء بن عازب وزيد بن ارقم عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (قال) وبعضهم لا يزيد على من كنت مولاه فعلي مولاه (قال) وروى سعد بن ابي وقاص وسهل بن سعد وابو هريرة وبريدة وابو سعيد الخدري وابن عمر وعمران بن حصين وسلمة بن الاكوع كلهم بمعنى واحد عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال يوم خيبر لأعطين الراية غداً رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس ليس بفرار يفتح الله على يديه ثم دعا بعلي وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه الراية ففتح عليه (قال) وهذه كلها آثار ثابتة (قال) ولما نزلت انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة وعليا ً وحسنا وحسينا في بيت ام سلمة وقال : الله هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنه الرجس وطهرهم تطهيرا (قال) وروت طائفة من الصحابة ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعلي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك الا منافق (قال) وكان علي يقول والله انه لعهد النبي الأمي انه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني الا منافق (وبسنده) عن جابر ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغض علي بن ابي طالب (وفي الفصول المهمة) لابن الصباغ المالكي عن ابي سعيد الخدري ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الا ببغضهم علياً (وفي الاستيعاب) قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من احب علياً فقد احبني ومن ابغض علياً

١٧٥

فقد ابغضني ومن آذى علياً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله (قال) وروي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال انا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه (وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) في أصحابه أقضاهم علي ابن ابي طالب (وبسنده) عن سعيد بن المسيب ما كان احد من الناس يقول سلوني غير علي بن ابي طالب (وبسنده) عن ابي الطفيل شهدت علياً يخطب وهو يقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء الا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية الا وأنا أعلم ابليل نزلت ام بنهار افي سهل ام في جبل (وبسنده) انه قيل لعطاء اكان في اصحاب محمد (ص) احد اعلم من علي قال لا والله ما اعلمه (وبسنده) عن عائشة انها قالت اما إنه اي علي (ع) لأعلم الناس بالسنة (قال) وقيل لعبد الله بن عياش بن ابي ربيعة لم كان صفو الناس الى علي فقال ان علياً كان له ما شئت من ضرس قاطع في العلم وكان له البسطة في العشيرة والقدم في الاسلام والصهر لرسول الله (ص) والفقه في السنة والنجدة في الحرب والجود في الماعون (وبسنده) ان رسول الله (ص) قال لوفد ثقيف لتسلمن أو لأبعثن رجلا مني أو قال مثل نفسي فليضربن اعناقكم وليسبين ذراريكم وليأخذن اموالكم قال عمر فوالله ما تمنيت الامارة الا يومئذ وجعلت انصب صدري له رجاء ان يقول هو هذا فالتفت إلى علي فأخذ بيده ثم قال هو هذا هو هذا (قال) ولم يكن يستأثر من الفيء بشيء ولا يخص به حميما ولا قريبا (قال) وقد ثبت عن الحسن بن علي من وجوه انه قال

١٧٦

لم يترك ابي الا سبعمائة درهم فضلت من عطائه كان يعدها لخادم يشتريها لأهله (قال) واما تقشفه في لباسه ومطعمه فأشهر من هذا كله (وبسنده) عن عبد الله بن ابي الهذيل قال رأيت علياً خرج وعليه قميص غليظ دارس اذا مدكم قميصه بلغ الى الظفر واذا أرسله صار الى نصف الساعد (وبسنده) عمن رأى علي بن ابي طالب وازاره الى نصف الساق وهو يطوف في الأسواق ومعه درة يأمرهم بتقوى الله صدق الحديث وحسن البيع والوفاء بالكيل والميزان (وبسنده) ان علياً (ع) قسم ما في بيت المال بين المسلمين ثم امر به فكنس ثم صلى فيه رجاء ان يشهد له يوم القيامة (قال) وكان يقول يا دنيا لا تغريني غري غيري وينشد :

هذا جنائي وخياره فيه

اذ كل جان يده إلى فيه

(وبسنده) انه بعد ما فرق كل ما في بيت المال جعل يقول :

أفلح من كانت له قوصرة

يأكل منها كل يوم مرة

(قال) وروي من حديث علي وابن مسعود وأبي أيوب

١٧٧

الأنصاري انه (ع) أمر بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين (قال) وقد كان بنو أمية ينالون منه وينتقصونه فما زاده الله بذلك إلا سمواً وعلواً ومحبة عند العلماء (قال) وفضائله لا يحيط بها كتاب ا ه (وقال) عبد الباقي العمري في مدحه (ع) :

ما فرق الله شيئاً في خليقته

من الفضائل إلا عندك اجتمعا

(أقول) من كان هذا فضله وهذه مناقبه كيف يدفع عن حقه ويزال عن مرتبته التي رتبه الله فيها حتى آل الأمر بهذه الأمة إلى أن شقت عصا طاعته وأعلنت بعدواته وبغته الغوائل وقادت إلى حربه الجيوش والعساكر يوم الجمل وصفين والنهروان وهوالذي لا يحبه الا مؤمن ولا يبغضه الا منافق ومن أبغضه فقد أبغض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن آذاه فقد آذى الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما نطقت به الأخبار التي سمعتها حتى أدى بهم الحال الى قتله غيلة بالسيف في محراب مسجد الكوفة.

باسياف ذاك البغي أول سلها

أصيب علي لا بسيف ابن ملجم

المجلس السادس

قال ابن حجر العسقلاني في كتاب الاصابة في تمييز الصحابة :

١٧٨

من خصائص علي (ع) قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم خيبر لأدفعن الراية غداً الى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه فلما أصبح رسول الله (ص) أين علي بن ابي طالب فقالوا هو يشتكي عينيه فأتي به فبصق في عينيه فدعا له فبرىء فاعطاه الراية أخرجاه في الصحيحين (قال) وفي حديث ابي هريرة عند مسلم فقال عمر ما احببت الامارة الا ذلك اليوم (قال) وفي المسند لعبد الله بن أحمد ابن حنبل انه لما دفع اليه الراية أسرع فجعلوا يقولون له ارفق حتى انتهى الى الحصن فاجتذب بابه فألقاه على الأرض ثم اجتمع عليه سبعون رجلا حتى أعادوه (قال) وأخرج أحمد والنسائي عن ابن عباس قال رسول الله (ص) لأبعثن رجلا لا يخزيه الله يحب الله ورسوله فجاء وهو أرمد فبزق في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاه اياها. وبعثه يقرأ براءة على قريش وقال لا يذهب الا رجل مني وأنا منه. وقال لبني عمه أيكم يواليني في الدنيا

١٧٩

والآخرة فأبوا فقال علي أنا فقال انه وليي في الدنيا والآخرة. وأخذ رداءه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال انما يريد الله يذهب عنكم الرجس أهل البيت. ولبس ثوب النبي (ص) ونام مكانه وكان المشركون قصدوا قتل النبي (ص) فلما أصبحوا رأوه فقالوا أين صاحبك. وقال له في غزوة تبوك أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنك لست بنبي أي لا ينبغي أن أذهب الا وأنت خليفتي. وقال له أنت ولي كل مؤمن من بعدي وسد الأبواب الا باب علي فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره. وقال من كنت مولاه فعلي مولاه (قال) واخرج الترمذي بسند قوي ان معاوية امر سعد بن ابي وقاص فقال ما يمنعك أن تسب أبا تراب فقال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله (ص) لأن تكون لي واحدة منهن أحب الي من أن يكون لي حمر النعم فلن أسبه. سمعت رسول الله (ص) وقد خلفه في بعض المغازي فقال له علي يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان فقال له أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه نبي بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فتطاولنا لها فقال ادعوا لي علياً فأتاه وبه رمد فبصق في عينيه ودفع الراية اليه ففتح الله عليه. وانزلت هذه الآية فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم فدعا رسول الله (ص) علياً وفاطمة وحسناَ وحسيناَ فقال اللهم هؤلاء أهلي (قال) وأخرج

١٨٠