• البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23866 / تحميل: 4689
الحجم الحجم الحجم
تراث كربلاء

تراث كربلاء

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

الفصل الخامس

المعاهد العلميّة في كربلاء

المدارس الدينيّة

في هذا الباب استقصاء لأشهر المدارس العلميّة والدينيّة التي كانت تعجّ بالفكر ، وتمدّ العالم الإسلامي بأضواء العلم المشرقة ، وتبثّ العلوم والثقافة الدينيّة العربية.

إنّ تاريخ تأسيس المعاهد العلميّة والمدارس الدينيّة يرجع إلى القرن السادس الهجري ؛ فقد كانت الروضة الحسينيّة المشرّفة بادئ ذي بدء محطّ أنظار العلماء وأساطين الفكر ؛ لأنّ من أروقتها كانت تتوزّع أنوار المعرفة ، ثمّ بعد ذلك تأسّست الجوامع والمدارس الخيرية في كربلاء , فانتشرت الدعوة الإسلاميّة وأخذت تبثّ الوعي الإسلامي ، وتلقن الناس دروس الفقه والدين واللغة.

إنّ الكتب المقرّرة للدراسة في هذه المعاهد الدينيّة تحتوي على علوم النحو والصرف , والمنطق ، والمعاني والبيان ، والفلسفة والحكمة ، واللغة واُصول الفقه ، وأخيراً الفقه وهو الهدف الأسمى.

ولكلّ مادة من المواد الآنفة الذكر مراجع كثيرة ومتشعبة ينبغي على الطلاب دراستها بإتقان ، وبعد هضمها واستيعاب دراسة

٢٠١

الفقه بصورة خاصة تمنح إجازة الاجتهاد ، وذلك بعد مضي فترة دراسية طويلة تختلف باختلاف فهم الطالب وقوّة استنباطه الأحكام من الأدلّة.

أمّا أشهر المعاهد العلميّة ( الدينيّة ) في كربلاء هي:

١ - مدرسة السردار حسن خان

يرجع تاريخ تأسيسها إلى سنة ١١٨٠ ه ، وتقع في الزاوية الشماليّة الشرقيّة من صحن الحسين (عليه‌السلام ) ، وتخرّج منها رعيل من أساطين العلم والجهابذة الثقاة ، أمثال مصلح الشرق جمال الدين الأفغاني(١) والشيخ شريف العلماء. وقد أنفق السردار حسن خان القزويني المبالغ الطائلة في إنشائها وتأسيس الأوقاف لها ، وبوشر بهدم بنائها في ١٦ محرّم سنة ١٣٦٨ ه الموافق ١٨ / ١١/ ١٩٤٨(٢) .

وكانت المدرسة واسعة عامرة بأهل العلم ، وكانت تحتوي على ٧٠ غرفة ، فهي أعظم مؤسسة دينية في كربلاء قلّ ما تضاهيها مدرسة مثلها في العتبات المقدّسة ، تخرّج منها فحول العلماء قديماً وحديثاً. وقد ذهبت موقوفاتها ضمن شارع الحائر الحسيني ، ولا تزال البقيّة الباقية من آثارها قائمة حتّى اليوم ، وعدد غرفها ١٦ غرفة.

إنّ أجمل ما يلاحظ في هذه المدرسة التاريخيّة الجدران المكسوة

____________________

(١) جاء في مجلة ( الحبل المتين ) العدد ٤ السنة ١٨ ص ١ الصادرة في ١٠ رجب سنة ١٣٢٨ ه - ١٩١٠ م ما نصّه: « ولد جمال الدين الأفغاني في شهر شعبان سنة ١٢٥٤ ه ، وبعد تحصيل الدروس الابتدائيّة ومقدّمات اللغة العربية والفارسية هاجر إلى العتبات المقدّسة وسكن كربلاء ، وواصل دراسته في تحصيل العلوم الدينيّة ، وبعد ذلك سافر عن طريق الخليج العربي إلى الهند ، وبقي هناك عدّة شهور في مدينة كلكته في دار الحاج ميرزا عبد الكريم التاجر الشيرازي.

روى بعض المعمّرين في كربلاء أنّهم شاهدوا السيد جمال الدين الأفغاني يتلقّى العلم في مدرسة السردار حسن خان ، وللحقيقة أثبتنا ذلك.

(٢) تاريخ كربلاء وحائر الحسين - للدكتور عبد الجواد الكليدار آل طعمة / ٢٧٠.

٢٠٢

بالزخارف الهندسية البديعة بأشكال متقنة وبديعة ، تعلوها كتابات من الآيات الكريمة ونقوش وزخارف رائعة الصنع.

٢ - مدرسة المجاهد

تمّ تأسيسها حدود سنة ١٢٧٠ ه كما تنصّ بذلك الوقفية الخاصة بها ، وهي اليوم موئل رواد أهل العلم ورجال الدين. تخرّج منها عدد لا يُستهان به من أرباب الفكر ، موقعها في سوق التجار الكبير بالقرب من مرقد السيد محمّد المجاهد الطباطبائي.

٣ - مدرسة صدر الأعظم النوري

شيّدها العلّامة الشيخ عبد الحسين الطهراني من ثلث الأمير الميرزا تقي خان الصدر الأعظم المقتول سنة ١٢٦٨ ه ، وكان موقعها غرب الصحن الحسيني ، وهي من اُمّهات المعاهد العلميّة العامرة بأهل العلم.

تخرج منها رعيل من أساطين الفكر. ومن أساتذتها يومذاك الشيخ أبو القاسم الخوئي المتوفّى سنة ١٣٦٤ ه ، والشاعر السيد عبد الوهاب الوهاب المتوفّى سنة ١٣٢٢ه.

٤ - مدرسة الزينبيّة

سمّيت بهذه التسمية نسبة لموقعها عند باب الزينبيّة للصحن الحسيني من جهة الغرب , وكانت آهلة بطلاب العلم إلّا أنّها ذهبت ضحية الشارع المحيط بالروضة الحسينيّة. ومن الذين قاموا بالتدريس فيها الشاعر الشيخ جعفر الهر المتوفّى سنة ١٣٤٧ ه ، وتلميذه الشيخ محمّد الخطيب المتوفّى سنة ١٣٨٠ ه.

٥ - مدرسة الهنديّة

وهي من أشهر المعاهد العلميّة الدينيّة اليوم ، موقعها في زقاف الزعفراني بالقرب من المشهد الحسيني , تمّ تأسيسها في أواخر القرن الثالث عشر الهجري كما تنصّ بذلك الوقفية الخاصة بها ، وهي ذات طابقين ، وتحتوي على (٢٢)

٢٠٣

غرفة ، يدرّس فيها مختلف العلوم ، كالفقه والاُصول والحديث والتفسير وما إلى ذلك.

وفي المدرسة مكتبة عامة تُعرف باسم ( المكتبة الجعفرية ) ، ومن الآثار الفكرية التي صدرت عن المدرسة المذكورة مجلة ( أجوبة المسائل الدينيّة ).

٦ - مدرسة الباد كوبه ( ترك )

وهي من مدارس كربلاء الشهيرة ، تأسست سنة ١٢٧٠ كما تنصّ بذلك الوقفية الخاصة بها. موقعها في زقاق الداماد ، وهي آهلة بحملة العلم ورجال الدين ، وفيها ( ٣٠ ) غرفة. وفي المدرسة مكتبة عامة عامرة بالكتب القيّمة.

ومن الآثار الفكرية التي صدرت كتاباً شهريّاً لكلّ مؤلّف.

٧ - مدرسة مرزا كريم الشيرازي

وهي مدرسة واسعة ذات ساحة فسيحة ، وفيها مصلّى كبير , تأسست سنة ١٢٨٧ ه ، وتمّ تعمير المصلّى بسعي السيد الموسوي ميرزا علي محمّد الشيرازي في رجب سنة ١٣٠٨ ه كما تنصّ الكُتيبة في داخله. وموقعها في محلّة العباسيّة الشرقيّة ، وتشتمل على طابق واحد ، ومن مدرسيها الخطيب الشيخ عبد الزهراء الكعبي ، والشيخ محمّد علي الخليق.

٨ - مدرسة البقعة

تأسست في منتصف القرن الثالث عشر الهجري ، موقعها في شارع الإمام علي (عليه‌السلام ) ، مجاورة لمرقد السيد محمّد المجاهد الطباطبائي. وهي ذات طابقين ، وفيها (٢٠) غرفة , تخرج فيها لفيف من العلماء ؛ كالسيد محسن الكشميري ، والسيد مرتضى الطباطبائي ، والشيخ عبد الرحيم القمّي.

ومن الآثار الفكرية التي صدرت عن هذه المدرسة مجلة دينية باسم ( صوت المبلّغين ).

٢٠٤

٩ - مدرسة السليميّة

أسسها الحاج محمّد سليم خان الشيرازي سنة ١٢٥٠ ه. موقعها في زقاق جامع الميرزا علي نقي الطباطبائي. وهي تشمل على طابقين ، غير أنّ مساحتها صغيرة ، وتحوي على (١٣) غرفة. ولم يكتفِ مؤسسها ببناء المدرسة فحسب بل خصّص رواتب شهرية للطلبة الذين يواصلون دراساتهم فيها ، وكانت النفقات تُصرف بتوسّط العلّامة السيد حسن آقا مير القزويني.

ومن أشهر أساتذتها الشيخ يوسف الخراساني ، والسيد محمّد علي البحراني. ومن الآثار التي صدرت عن هذا المعهد مجلة ( الأخلاق والآداب ).

١٠ - مدرسة المهدية

شيّدها الشيخ مهدي ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء سنة ١٢٨٤ ه ، كما شيّد مدرسة اُخرى في النجف. وأمّا موقعها فهو في الزقاق المجاور لديوان السادة آل الرشتي ، وهي ذات طابقين ، يسكنها طلبة العلم. ومن أساتذتها الشيخ عبد الحسين الدارمي ، والشيخ علي العيثان البحراني ، والشيخ عبد الحميد الساعدي ، والشيخ محمّد شمس الدين ، والشيخ حسين البيضاني.

١١ - مدرسة الهنديّة الصغرى

تأسست سنة ١٣٠٠ ه ، أوقفتها امرأة صالحة تُعرف بـ ( تاج محل ) الهنديّة على العلّامة السيد علي نقي الطباطبائي كما تنصّ بذلك الوقفية الخاصة بها. وتحوي المدرسة على ٧ غرف ، يسكنها أهل العلم من الأفغان والهنود ، ومن أساتذتها السيد محمّد حسين الكشميري ، والسيد مرتضى الطباطبائي ، والسيد مرتضى الواجدي.

١٢ - مدرسة ابن فهد الحلّي

موقعها في شارع الحسين الممتد من باب القبلة ، وفيها مزار العالم العارف الشيخ أحمد بن فهد الحلّي الأسدي , المولود سنة ٧٥٧ ه والمتوفّى سنة ٨٤١ ه. وللمدرسة

٢٠٥

مسجد يُصلّى فيه ، وفيها ساحة واسعة ذات طابقين ، وتحوي على (٤٠) غرفة ، يسكنها طلبة العلم ، وكان التجديد الأوّل لهذا البناء سنة ١٣٥٨ ه.

أمّا التجديد الثاني للمدرسة فقد تمّ على نفقة جمع من المؤمنين بينهم المرجع الديني الأكبر السيد محسن الطباطبائي الحكيم وذلك سنة ١٣٨٤ ه ، وقد حوت المدرسة مكتبة عامة باسم ( مكتبة الرسول الأعظم ).

١٣ - مدرسة شريف العلماء

وهي إحدى المدارس الدينيّة المعروفة ، موقعها في زقاق كدا علي المتفرّع من شارع الحسين (عليه‌السلام ) ، وإلى جانب المدرسة يقع مرقد العلّامة الشيخ شريف العلماء ( المولى شريف الدين محمّد بن حسن علي الآملي المازندراني الحائري , المتوفّى سنة ١٢٤٥ ه ).

والمدرسة ذات طابقين ، تحوي على (٢٢) غرفة ، يسكنها بعض طلبة العلم الأجانب , قام بتأسيسها فقيه العصر السيد محسن الطباطبائي الحكيم وقفاًً على طلاب العلوم الدينيّة في كربلاء والنجف الأشرف سنة ألف وثلاثمئة وأربع وثمانين ١٣٨٤ ه.

١٤ - مدرسة البروجردي

أنشأها المرجع الديني الأكبر السيد آقا حسين البروجردي سنة ١٣٨١ ه ، وقد أنفق على تشييدها مبالغ باهضة ، وكانت الأرض من الممتلكات العائدة لورثة آل الأشيقر في شارع المخيّم , فجاءت البناية على غاية من الإبداع في الطراز الهندسي والفنّ المعماري.

وهي ذات طابقين ، وتحوي على (٢٠ ) غرفة يسكنها بعض أهل العلم. وقيل في تاريخ تشييدها:

زعامة الحسين لم تنصرمْ

عنّا بـرغم الموتِ أيامُها

قد أعلن التاريخ ( في هدمها

زُفت بنصر الله أعلامُها )

١٣٨١ ه

٢٠٦

١٥ - مدرسة الإمام الباقر (عليه‌السلام )

أسّسها السيد عماد الدين ابن السيد محمّد طاهر البحراني سنة ١٣٨١ ه ، موقعها في محلّة باب الخان قرب الفسحة , وتحوي على عدّة غرف يسكنها طلبة العلم , واُنشئت فيها مكتبة عامة.

ومن نشاطات المدرسة إقامة الحفلات في المناسبات الدينيّة ، وإصدار بعض الكتب الخاصة بالتعاليم الدينيّة.

١٦ - المدرسة الحسنية

أنشأها الكسبة والتجار الكربلائيون سنة ١٣٨٨ ه ، وتقع على بعد ٣٠ متراً شمال الروضة العباسيّة ، ومساحتها ٤٠٠ متراً ، وفيها ٢٨ غرفة يسكنها أهل العلم.

وأهم ما يُدرّس فيها الفقه والاُصول والنحو والمنطق والتفسير والأخلاق , وتُقام فيها الشعائر الدينيّة والاحتفالات الخاصة بالمناسبات ، مثل العشرة الأولى من محرّم ، وفي رمضان وغيرها.

المدرسة الحسنية

٢٠٧

الحلقات الدينيّة (الدراسات العليا)

تعقد في أرجاء المدينة المقدّسة وفي زوايا الروضتين الحسينيّة والعباسيّة بعض الحلقات الدينيّة التي يقوم بالتدريس فيها بعض أساطين العلم المعمّرين الذين أكملوا دراساتهم العليا ، أمثال آية الله السيد حسن آقا مير القزويني ، والشيخ محمّد رضا الأصفهاني ، والشيخ يوسف الخراساني ، والشيخ محمّد علي سيبويه ، والسيد محمّد علي خير الدين ، والسيد مرتضى الطباطبائي ، والشيخ جعفر الرشتي ، والسيد عبد الرضا المرعشي ، والشيخ محمّد الشاهرودي ، والسيد محمّد الشيرازي وغيرهم.

إنّ مدّة الدراسة تتوقّف على إكمال الكتب المقرّرة ضمن عشر سنوات حتّى تبلغ عام الخمسين تقريباً.

وهناك مدرسة دينية اُخرى بَيْدَ أنّها رسمية ، وهي:

١ - مدرسة الخطيب

أسسها الشيخ محمّد بن داود الخطيب سنة ١٣٥٧ ه - ١٩٣٧ م , ومقرّها في محلّة المخيّم. وفترة الدراسة المقرّرة بها خمس سنوات ، يتلقّى الطلاب في صفوفها العلوم العربية والدين.

٢ - مدرسة الامام الصادق (عليه‌السلام )

اُسست بجهود نخبة من علماء كربلاء ، ومقرّها في شارع الحسين (عليه‌السلام ) بمحلّة العباسيّة الغربيّة ، وفترة الدراسة المقرّرة لها ست سنوات ، وعيّن لها السيد مرتضى القزويني مديراً ، ثمّ تولاّها السيد محمّد ابن السيد مرتضى الطباطبائي.

المدارس الأهلية والحكوميّة

لقد تأسست في كربلاء قبل الانقلاب العثماني وما بعده عدّة مدارس ، سعى بتشييدها رجالات كربلاء ، كما قامت مدارس أجنبيّة فيها بعد الانقلاب العثماني

٢٠٨

وإعلان المشروطة سنة ١٩٠٨ م.

وفي هذا البحث يطّلع القارئ على نشأة المدارس في كربلاء وتأسيسها ، وهي:

١ - المدرسة الرشدية

تعتبر من أقدم المدارس الحكوميّة في كربلاء ، تأسست سنة ١٩٠٨ م , وكان موقعها خلف مديرية البريد والبرق والهاتف.

إنّ مدّة الدراسة فيها أربع سنوات ، كان يدرس الطالب في السنة الأولى منها مبادئ القراءة والكتابة ، وكان ( الملاّ ) هو المسؤول عن تدريس الطالب ، وتُطلق على تسمية هذا الصف بـ ( الاحتياط ) ، وبعد أن يتمّ الطالب دراسته فيها يُمنح الشهادة الابتدائيّة.

أمّا المواضيع والدروس التي يتلقّاها فهي اللغة التركية ، كما وتدرّس اللغة الفرنسية والفارسية أيضاً ، بَيْدَ أنّ قواعد اللغة العربية كانت تُترجم إلى اللغة التركية باعتبارها اللغة الرسمية الشائعة. والطالب المتخرّج من هذه المدرسة يحقّ له الدخول إلى دار المعلمين الابتدائيّة والمدارس الأهلية والعسكرية التركية.

وكان ممّن قضى شطراً في هذه المدرسة الدكتور السيد عبد الجواد الكليدار ، والسيد عبد الرزاق السيد عبد الوهاب ، والسيد جواد السيد مهدي النقيب ، والسيد هاشم الخطيب وغيرهم.

٢ - المدرسة الابتدائيّة

تأسست هذه المدرسة من قبل الدولة العثمانيّة أيضاً ، وذلك سنة ١٩١٠ م ، وكانت تشتمل على أربعة صفوف ، تُدرّس فيها اللغة التركية. ومن أبرز طلابها آنذاك السيد كاظم السيد أحمد النقيب ، وعزيز أسد خان ، والسيد إبراهيم شمس الدين القزويني ، والسيد عبد الرزاق السيد عبد الوهاب وغيرهم.

٣ - المدرسة الحسينيّة

تأسست في ١٥ شعبان سنة ١٣٢٧ ه المصادف سنة ١٩٠٨ م ، وكانت بمستوى المدارس الابتدائيّة ، وعيّن لها السيد ميرزا هادي الشهرستاني مديراً ، وبعد تأسيس الحكم الوطني في العراق أصبحت هذه المدرسة تُدار من قبل وزارة المعارف

٢٠٩

الإيرانيّة على أساس المقابلة بالمثل بالنسبة للمدارس العراقيّة في إيران , ومن طلابها السيد عبد الرزاق السيد عبد الوهاب ، والسيد صادق السيد حسون آل طعمة.

٤ - المدرسة الابتدائيّة النموذجية

وخلال الحرب العلميّة الأولى مزجت المدرسة الرشدية بالمدرسة الابتدائيّة ، وكانت مؤلّفة من ستة صفوف ، تشغل قسماً من بناية المدرسة الابتدائيّة الأولى للبنين مع نادي الطلاب ، أي ( مديرية البريد والبرق والهاتف حالياً ).

أمّا بناية المدرسة الابتدائيّة فكانت في محلّة العباسيّة الشرقيّة على مقربة من نهر الحلّة ، وكانت تلقّن الطلاب ثلاثة دروس عملية صباحاً ، ودرساً للمطالعة , ودرسين عمليين عصراً.

٥ - المدرسة الجعفرية

تأسست في كربلاء سنة ١٩١٢ م - ١٣٢٨ ه ، وقد أشرف على تأسيسها الحاج محمّد مهدي الحائري ، وكانت تقبل التلاميذ من أجناس مختلفة بحيث تكون الدراسة مجاناً ، واُطلق على تسميتها آنذاك اسم ( مكتب الهنود ).

ذكرها الأب أنستاس الكرملي ، فقال: أسس الهنود مكتباً مجّانيّاً يُقبل فيه التلميذ من أي رعية كان ، وقد أدخلوا فيه تعليم اللغة الإنكليزية ، وفي المكتب الآن نحو ١٣٠ طالباً ، وأغلبهم من رعية الدولة البريطانية ، وكذلك أغلب معلميهم(١) .

ولم يطل العهد بهذه المدرسة ؛ وذلك بسبب إعلان الحرب العظمى على إنكلترا وحلفائها في سنة ١٣٣٣ ه - ١٩١٧ م ممّا أدّى إلى إغلاق المدرسة المذكورة من قبل السلطة المحلّية.

____________________

(١) مجلة ( لغة العرب ) - للأب أنستاس ماري الكرملي ٣ / ١١٨ , السنة الثانية - رمضان ١٣٣٠ ه - أيلول ١٩١٢ م.

٢١٠

٦ - مدرسة السادة الأيتام

وفي سنة ١٩١٥ م احترقت المدرسة الابتدائيّة القديمة من قِبل الزوار ، وافتتحت مدرسة السادة الأيتام بسعي أحد الأثرياء الهنود ، وكانت مدرسة أهلية تمنح لطلاّبها مساعدة مالية , إلّا أنّها تهدّمت أخيراً ، ولم يكن باستطاعة مؤسسها فتحها ثانية ؛ وذلك لندرة المخصّصات المالية ، وبعد ذلك أخذت مديرية المعارف توزّع المخصّصات على الطلاب الفقراء في هذا البلد.

وبعد الاحتلال البريطاني سنة ١٩١٨ م افتتحت المدرسة الابتدائيّة ثانية بأربعة صفوف في بناية أهلية ، وهي الدار المسمّاة بدار شمس الدولة ( حسينيّة ربيعة حالياً ).

وفي عام ١٩٢٠ م نُقلت إلى محلّة باب النجف ، وكانت مناهج دراستها صعبة ، وتدرّس فيها اللغة الإنكليزية ابتداء من الصف الأول. وقد اُغلفت المدارس الابتدائيّة عامة في هذا العام بسبب نشوب الثورة العراقيّة الكبرى سنة ١٩٢٠ م ، وعندما أطلّ عام ١٩٢٢ م تمّ فتح المدارس ومن ضمنها هذه المدرسة , حيث افتتحت بخمسة صفوف وأصبحت مدرسة كاملة.

ومن الطريف أنّه كان عدد طلاب الصف السادس فيها آنذاك أربعة طلاب , هم السادة محمّد علي السعيد ، ومحمد حسين السعيد آل طعمة ، وماجد سليم ، وتقي المصعبي ، ونجح منهما اثنان فقط.

٧ - المدرسة الأحمديّة

تأسست هذه المدرسة سنة ١٩٢١ م واستمرت لغاية سنة ١٩٢٢ م ، ومؤسسها الشيخ مهدي الرئيس صاحب ( المكتبة العلميّة ) ، وقد سعى طالب باشا النقيب بفتحها عندما كان وزيراً للداخليّة ، ومنحها مبلغاً مقداره ألف روبية لغرض صرفها على المدرسة.

٨ - المدرسة الفيصلية

تأسست سنة ١٩٢٢ م بإشراف هيئة مؤسسة من رجالات كربلاء ، وهم:

٢١١

الشيخ عمر العلوان ، والشيخ محمّد حسن أبو المحاسن الذي تولّى وزارة المعارف ، والشيخ محمّد علي أبو الحبّ ، والشيخ عبد الرضا مال الله ، والسيد محمود الكليدار آل طعمة سكرتير لجنة التأسيس وأحد خريجي جامعة السوربون بباريس ، فأخذوا على عاتقهم صرف المبالغ اللازمة لها.

روى بعض المعمّرين أنّ أساتذتها هم: السيد مجيد السيد جواد آل طعمة ، والشيخ عبد الأمير الحداد ، والشيخ محمّد علي القاضي (قصير الأدباء) ، وكان يتقاضى كلّ منهم راتباً شهرياً قدره ستون روبية.

ولدى مجيء جلالة الملك فيصل الأوّل إلى كربلاء كان بصحبته معالي السيد هبّة الدين الحسيني وزير المعارف آنذاك ، طلب منه عمر الحاج علوان أن تكون هذه المدرسة رسمية فلبّى الملك طلبه وذلك سنة ١٩٢٤ م.

ونظراً لعجز الهيئة الإدارية عن إدارتها من الناحية المالية تولّت إدارتها وزارة المعارف ؛ اُسوة ببقية المدارس الحكوميّة ، وأصبحت ذات صفّين ، كان ذلك سنة ١٩٢٥ م.

٩ - المدرسة الجعفرية

تأسست سنة ١٩٢٨ م ، وكانت مدرسة أهلية مديرها الشيخ محمّد مهدي محمّد كاظم الحائري ، وأوّل اسم لها ( المدرسة الجعفرية ) ، ثمّ مدرسة (كربلاء الأولية الأولى) , ومديرها السيد محمّد نوري أيضاً ، وتبدّلت باسم (باب الطاق) , ومديرها السيد هاشم الخطيب ، ثم تبدلّت أخيراً باسم (مدرسة السبط) , ومديرها السيد يحيى محمّد علي آل طعمة.

تخرّج منها نخبة من التلاميذ الذين تسنّموا مناصب رفيعة في الدولة ، وانتقلت إلى بنايتها الجديدة في محلّة باب السلالمة وذلك سنة ١٩٥١ م. من المعلّمين الذين اشتغلوا فيها عبد المنعم الكاظمي ، والسيد ذاكر السيد حسين ، وعبد الرسول إسماعيل ، ومهدي جاسم الشماسي ، وجواد باقر ، والسيد أحمد نعمة الوكيل.

انقسمت على نفسها سنة ١٩٦٠ - ١٩٦١ م , والتحق مديرها المرحوم السيد يحيى محمّد علي آل طعمة إلى وظيفته في التفتيش

٢١٢

بتاريخ ١٥ / ١١/ ١٩٦٢ م ، وكان هذا ذا همّة عالية ، وقد أحرز شهرة ذائعة ومنزلة رفيعة وشخصية محبّبة.

١٠ - المدرسة المتوسطة

ولجهود السيد جلال بابان أحد رجالات الثورة العراقيّة ومتصرّف لواء كربلاء آنذاك تمّ تأسيس المدرسة المتوسطة في سنة ١٩٣٠ م. وكان أوّل مدير لها الاُستاذ شاكر جاسم ، وبعد عدّة سنوات أصبحت ثانوية ، وافتتح فيها فرع للأدبي ، ثمّ فُتح فرع للعلمي ، ويُطلق عليها اليوم إعدادية كربلاء للبنين. وهناك في مركز كربلاء مدارس كثيرة منها ابتدائيّة ومتوسطة وإعدادية , وكذلك في القرى المجاورة للمدينة.

ومنذ تأسيس الحكم الوطني في العراق قامت الحكومات برعاية هذه المدارس والاهتمام بها ، وبعد ثورة الرابع عشر من تموز ١٩٥٨ م أولت الحكومات جانب التعليم أهمية خاصة ، حيث رصدت حصة الأسد لجانب وزارة التربية ؛ من ذلك إدخال العلم إلى كلّ بيت وقرية وجعلته إلزامياً.

مدارس البنات

بعد أن كان التعليم النسوي في كربلاء مقتصراً على بعض النساء المتعلّمات اللواتي يقمنَ بتعليم البنات القرآن الكريم فقط في دور صغيرة ، أصبح نطاق التعليم واسعاً ، والإقبال على دخول المدارس بشكل متزايد.

ومن هذه المدارس التي تأسست هي:

١ - المدرسة الابتدائيّة الأولى

في عام ١٩١٠ م وبعد جهود كبيرة استطاعت الحكومة أن تفتح مدرسة ابتدائيّة للبنات باسم ( الابتدائيّة الأولى ) , يُدرّس فيها اللغة التركية والعربية ، ثمّ اُغلقت لقلّة الإقبال عليها ، واُعيد فتحها بعد حصول العراق على الحكم الوطني

٢١٣

سنة ١٩٢٩ م ، وبقيت مستمرة في سيرها. وقد تبدّل اسم المدرسة اليوم إلى مدرسة خديجة الكبرى.

٢ - العباسيّة الابتدائيّة

وتأسست بعد ذلك سنة ١٩٤٢ م مدرسة ابتدائيّة للبنات باسم ( العباسيّة الأولى ) , وراحت تستقبل الطالبات ، وواجهت إقبالاً شديداً من قبل كافة الأهلين لإلحاق بناتهم في المدرسة , ثمّ تعددت بعدها المدارس على اختلاف مراحلها ؛ حيث تمّ فتح مدرسة الأحداث الحسينيّة , ومدرسة الأحداث العباسيّة وغيرهما , وبمرور الزمن شيّدت مدارس للبنات في مركز المدينة ، ثمّ شملت القرى المجاورة.

متوسطة البنات

اتسع نطاق التعليم بشكل ملحوظ حيث تأسست في سنة ١٩٤٢ م أوّل متوسطة للبنات ، ثمّ اتسعت وأصبحت ثانوية بفرعيها العلمي والأدبي ، ولم يمضِ وقت على إنشائها حتّى شهدت إقبالاً منقطع النظير من طالبات المدارس الابتدائيّة ، وهكذا أخذت تتوسّع تدريجياً.

علماً بأنّ مديريات المعارف لم تكن قد شملت ألوية العراق كلّها كما هو آلان ؛ حيث كانت المراجعات مع مديرية معارف لواء بغداد ، ثمّ تحوّلت المراجعات إلى مديرية معارف الحلّة سنة ١٩٢١ م التي تشمل منطقة الفرات الأوسط ، وفي سنة ١٩٤٣ م تأسست أوّل مديرية المعارف في لواء كربلاء.

الكتاتيب

لقد جاء افتتاح المدارس في كربلاء متأخّراً بسبب انتشار الكتاتيب فيها ، ولاسيما في الروضتين المقدّستين. والمعروف أنّ الطلاب في الكتاتيب يتلقّون

٢١٤

القرآن الكريم ومبادئ الحساب الأولية والخطّ العربي ، وكان عددهم يفوق عدد طلاب المدارس.

وقد وجدت الحكومة صعوبة بالغة في فتح المدارس لعدم الإقبال عليها حتّى اضطرت إلى غلق الكتاتيب ، وإجبار أولياء اُمور الطلاب بإدخال أبنائهم إلى المدارس الحكوميّة.

وفي سنة ١٩٤٢ م اُجريت إحصائية بعدد طلاب المدارس الحكوميّة في كربلاء , فكانت النتيجة قد بلغت أربعمئة طالب فقط ، بينما بلغ عدد طلاب الكتاتيب خمسمئة.

ويلاحظ في سنة ١٩٣٦ م عندما تولّى الاُستاذ صالح جبر منصب متصرّف كربلاء دعا إلى تشكيل لجنة خاصة مكوّنة من مدير المتوسطة ومدير مدرسة الابتدائيّة ومفتّش المعارف السيد عبد الهادي المختار , حيث امتنعت الكتاتيب نهائياً.

٢١٥

الجوامع والحسينيّات

تشتهر كربلاء إلى جانب معاهدها العلميّة بكثرة جوامعها وكذلك حسينيّاتها ؛ ففي كلّ منعطف طريق يُشاهد المرء مسجداً اُقيم للعبادة وتأدية شعائر الإسلام.

ونحن هنا لا يمكننا حصرها في هذا الباب ؛ لأنّ قسماً منها اُنشئت من قبل أصحابها ، والقسم الآخر وضِع تحت إشراف مديرية أوقاف كربلاء كما تثبت ذلك السجّلات التي اطّلعنا عليها في المديرية المذكورة.

ولكنّنا نذكر الشهيرة منها والقديمة والمندرسة:

١ - جامع رأس الحسين (عليه‌السلام )

سمّي بذلك نسبة لموقعه في جهة رأس الإمام الحسين (عليه‌السلام ) بالقرب من باب السدرة ، وكان من أقدم الجوامع الأثرية العظيمة ، وفي وسط هذا الجامع التاريخي مقام رأس الحسين (عليه‌السلام ) ، وقد شمله الهدم بسبب افتتاح شارع الحائر الحسيني.

٢ - جامع عمران بن شاهين

من أقدم مساجد كربلاء ، شيّده عمران بن شاهين أمير البطائح في القرن الثامن الهجري ، وهو الملحق بالحرم الحسيني الشريف ، وكان له شأن كبير في توسيع وانتشار الحركة العلميّة والدينيّة.

٢١٦

٣ - جامع الميرزا شفيع خان

يقع على نهر الهنيدية في المرحلة الأولى ما بين كربلاء وخان النخيلة ، أي ( خلف معمل اليشماغ حالياً ). ويرجع تاريخه إلى عهد الميرزا شفيع خان(١) صدر الأعظم ، رئيس وزراء إيران السابق أيام القاجاريِّين الذي زار كربلاء وأقام على نهر الهنيدية في طريقه إلى النجف ، ودُفن في المسجد المذكور كما جاء في مجموعة السيد عبد الحسين الكليدار.

ولدى زيارة السلطان ناصر الدين شاه القاجاري لمدينة كربلاء مرّ بأراضي ( السنقر ) التي تقع على نهر الهنيدية في طريقه إلى النجف الأشرف ، وسار في سفح هذا النهر مارّاً بالمقبرة القديمة كما ذكر ذلك في رحلته المسمّاة ( سفرنامه ناصري ) بالفارسية , وكذلك عند تشييد مقبرة وادي أيمن في أثناء غرق كربلاء سنة ١٣٠٥ه اتخذت الأراضي الواقعة بالقرب منها مقبرة وادي أيمن الحالية للسبب المذكور.

وقد جدّد بناء هذا الجامع المرحومان الحاج علي وأخيه الحاج آقا جان في سنة ١٣١٩ ه ، ونُقشت على الباب كُتيبة من القاشاني دوّنت فيها أبيات شعر بالفارسية ، وأوّلها:

حبذا أين مسجد عالي كه اندر كربلا است

قامت افلا كيان درنزد محرايش دوتا است

ومادة التاريخ هو سنة ١٣٠٩ ه كما يتضح من البيت الأخير:

____________________

(١) ذكر صاحب ( المنجد ) المطبوع في بيروت سنة ١٩٥٦ في مادة كربلاء / ٤٥٣: أنّ الميرزا شفيع خان رئيس الفرقة الشيخية دُفن في كربلاء ، غير أنّ السيد محمّد حسن مصطفى الكليدار يُخالف هذا الرأي ؛ فقد ذكر في كتابه (مدينة الحسين ج ٣) أنّ الميرزا شفيع خان الذي يعنيه صاحب ( المنجد ) بأنّه رئيس الطريقة الشيخية هو غير صحيح ؛ إذ إنّ الميرزا طاهر شفيعي خان الحكاك الإصبهاني هو مؤسس الطريقة المعروفة باسمه ( الشفيعية ) ، وقد قُتل في اسطنبول شرّ قتلة سنة ١٢٦٢ ه.

٢١٧

خواستم آرم مثالي بهر سالش عقل گفت

مسجد أقصى بود كه در وادى صفا است

كما نُقشت على بابه كُتيبتان تاريخ الأولى سنة ١٣٠٩ ه ، وتاريخ الثانية سنة ١٣١٩ ه. وإلى جانب المسجد المذكور مقبرة خاصة عليها قبّة من القاشاني تهدّم القسم العلوي منها ، ودُفن فيها العالم الجليل السيد هاشم الحسيني الجهرمي الحائري المتوفّى سنة ١٣٢٢ ه.

٤ - جامع السردار حسن خان

من المساجد القديمة ، وكان يعدّ آيّة في الفنّ المعماري البديع ، وكان ملحقاً بالمدرسة الدينيّة المعروفة باسمه(١) ، وأصبح اليوم أثراً بعد عين.

٥ - الجامع الناصري

من أهم المساجد التي شيّدها السلطان ناصر الدين شاه القاجاري سنة ١٢٧٦ هجرية ، وكان موقعه إلى شمال الروضة الحسينيّة المقدّسة ، وقد اندرست آثاره وطُمست معالمه اليوم.

٦ - جامع الآقا باقر البهبهاني

موقعه إلى جوار مدرسة الهنديّة , أسسه حامل لواء النهضة العلميّة في القرن الثاني عشر الوحيد الآقا باقر البهبهاني ، وقد اُسس على العلم والتقوى في عهده ، ولم يزل أثره قائماً حتّى اليوم.

____________________

(١) اطّلعت على ورقة إعلام مصدّقة من قبل العلّامة السيد علي نقي الطباطبائي ، والعلّامة السيد مهدي القزويني وغيرهما من رجالات كربلاء ، تاريخها الثاني عشر من شهر محرّم الحرام السنة السابعة والستون بعد الألف والمئتين من هجرة سيد الثقلين (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، تنصّ على بناء عمارة المدرسة الواقعة فوق مسجد حسن خان ، وقد أنشأها العلّامة السيد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط ، وأنّ الإعلام صادر بعد وفاة السيد المذكور بستة أعوام.

٢١٨

٧ - جامع صاحب الحدائق

شيّده الشيخ يوسف البحراني الشهير بصاحب الحدائق المتوفّى سنة ١١٨٦ ه ، وموقعه في الواجهة الأمامية لمدرسة الهنديّة وجامع البهبهاني المذكور ، واُعيد بناؤه مؤخّراً.

٨ - جامع الشيخ خلف

من أشهر المساجد القديمة التي شيّدها الشيخ خلف بن عسكر الحائري المتوفّى سنة ١٢٤٦ ه. موقعه في شارع السدرة بمحلّة باب السلالمة ، وقد جدّد سنة ١٣٧١ ه , ثمّ شمله الهدم بسبب توسيع الشارع المذكور.

٩ - جامع الشهرستاني

كان يُعرف قديماً بجامع الشيخ عبد الرحيم. موقعه قرب باب الشهداء عند صحن الحسين (عليه‌السلام ) , قام بتشييده السيد ميرزا مهدي الموسوي الشهرستاني وذلك في سنة ١١٨٩ ه.

وقد أرّخ أحد الشعراء عام تشييده ، قائلاً:

ذا مسجدٌ أسسه من قبل ذا

مهديُّ آل الصفوة الأماجد

وكان فيما قد مضى مشتهراً

تاريخه ( معظّم المساجد )

١١٨٩ ه

وفي سنة ١٣٥٦ ه جُدّد بناؤه وذلك في عهد عبد الرزاق الأزري متصرّف لواء كربلاء ، فنظم أحد الشعراء مؤرّخاً تجديده بهذه الأبيات:

سعادة الأزري لمـّا جاءه

بـناه للذكرِ الجميلِ الخالد

يا قارئ التاريخ ( قل ذا جا

معٌ جدّده لراكع وساجد )

١٣٥٦ ه

وبسبب توسيع الشارع الذي يربط الحرمين الشريفين تهدّم المسجد المذكور سنة ١٣٩٩ ه وأصبح أثراً بعد عين.

٢١٩

١٠ - جامع الميرزا علي نقي الطباطبائي

موقعه في الواجهة الأمامية لمدرسة السليمية بالقرب من سوق التجار الكبير. وهو واسع المصلّى ، وقام بتشييده السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض في شهر ربيع الثاني سنة ١٢١٠ ه ، وعُرف بعد وفاته باسم حفيده السيد علي نقي الطباطبائي. وقد طرأ على هذا المسجد تغيير كبير في الأيام الأخيرة ، وفي سنة ١٣٨٢ ه شيّد على طراز صحي جميل.

١١ - جامع الأردبيلية

من الجوامع القديمة ، يقع على الطريق المؤدّي لمقام ابن الحمزة ، وهو ذو مصلّى واسع. وفيه غرف جانبية تحوي قبور عدّة من العلماء ، منها قبر حسين علي شاه رئيس الطريقة الصوفية المتوفّى سنة ١٢٣٤ ه ، وقبر ميرزا نصر الله صدر الممالك المتوفّى سنة ١٢٨٥ ه ، وقبر ميرزا محمّد هادي صدر الممالك المتوفّى ١٣ شعبان سنة ١٣١٠ ه ، وقبر محمّد تقي ابن الحاج عبد الكريم تبريزي المتوفّى سنة ١٣٣٢ ه ، وقبر ميرزا محمّد علي ابن المرحوم الحاج رضا الهمداني المتوفّى سنة ١٢٩٣ ه.

١٢ - جامع الحميدية

أسسه خليفة آل عثمان السلطان عبد الحميد الثاني ، وقد هُدم سنة ١٩١٥ م , واستقطعت قطعة من أرضه لبناية مديرية أوقاف كربلاء في شارع الناحية ، وهو من الأوقاف المضبوطة ، ذو ساحة كبيرة ومصلّى واسع.

وقد اُجري عليه تغيير كبير ؛ فجُدّد بناؤه سنة ١٩٦٠ م - ١٩٦١ م ، واستبدل اسمه باسم ( المسجد الحسيني ) ، وشيّدت فيه مكتبة عامة باسم مكتبة الإمام علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ).

١٣ - جامع العباسيّة

تأسس في العهد العثماني ، وهو من الأوقاف المضبوطة ، موقعه في محلّة العباسيّة الغربيّة.

٢٢٠

١٤ - جامع الطهراني

أوقفه السيد صالح فوزي الطهراني سنة ١٢٤٣ه ، موقعه في سوق النجّارين في محلّة العباسيّة الغربيّة ، وأصبح تحت إشراف مديرية أوقاف كربلاء منذ سنة ١٩٤٣ م.

١٥ - جامع الترك

أوقفه محمّد جعفر الترك وذلك في العهد العثماني ، موقعه في محلّة العباسيّة الغربيّة عند نهاية سوق النجّارين ، وقد أصبح تحت إشراف مديرية الأوقاف منذ سنة ١٩٤٣ م.

١٦ - جامع الحاج نصر الله

قام بإنشائه الحاج نصر الله ابن الحاج عبد الكريم وذلك سنة ١٣٤٣ ه ، موقعه في شارع العباس قرب سراي الحكومة. وتنصّ الكتيبة المنقوشة على جبهة بابه أنّ المتولّي كاظم الحاج حسن. جُدّد بناؤه سنة ١٣٨٣ ه.

١٧ - جامع ماهي كليب

أوقفه المرحوم الحاج ماهي بن كليب جدّ أسرة آل ماهي الجيلاوي في كربلاء وذلك سنة ١٢٩٩ ه. موقعه في سوق العلاوي بمحلّة باب النجف ، وتهدّم أخيراً وجدّد بناءه الحاج مجيد العبايجي.

١٨ - جامع السيد هاشم فتح الله

يقع هذا الجامع في شارع الناحية بمحلّة باب الخان ، وقام بتشييده المرحوم السيد هاشم السيد حسين السيد فتح الله آل طعمة(١) , أوقفه سنة ١٣٢٢ ه.

____________________

(١) كان أحد وجوه كربلاء ، وله مشاريع إصلاحية مهمّة ، وقد جلب عدّة مكائن للطحين والهبش ، وأسس معملاً للثلج ، وكان يُكرم العلماء بالثلج مجاناً ، توفي سنة ١٣٤٩ ه.

ومن الآثار المطبوعة التي ظهرت له كتابان ألّفهما باللغة الفارسية ؛ الأوّل باسم ( رومان هاشمي ) طُبع سنة ١٣٣١ ه واُعيد طبعه سنة ١٣٤٧ ه ، والثاني باسم ( نتائج أفكار ) طُبع سنة ١٣٤٧ ه.

٢٢١

وقد أرّخ أحد الشعراء عام تشييده بأبيات نُقشت على كُتيبة من القاشاني ، فقال:

هاشم بن الحسين فتح الله

قد بنى مسجداً له التقوى

قلت فيه مؤرّخاً ( اتلو

مسجدٌ اُسس على التقوى )

١٣٢٢ ه

كما قام المرحوم السيد هاشم بتشييد جامع آخر مقابل مغتسل المخيّم الحالي.

١٩ - جامع السيد جواد الصافي

وهو من المساجد الشهيرة يقع في سوق الحسين خلف ( حمام المالح ) ، شيّده المرحوم السيد جواد السيد مهدي الصافي سنة ١٣٢٩ ه. وقد أرّخ عام بنائه الشاعر الكربلائي الشيخ مهدي الخاموش بأبيات كُتبت بالحجر القاشاني على جبهة بابه من الخارج:

هلّلَ الدينُ وكبّر

حينَ وجهُ الحقِّ أسفر

بنجومِ الأرضِ آل الـ

ـمصطفى والطهر حيدر

سادة فيهم مدى الأيّـ

ـام أضحى الفخر يفخر

سادة ليس يجاري مجـ

ـدهم كسرى وقيصر

سادة فيهم قضى الرحـ

ـمان ما شاءَ وقدّر

كوّنوا من قبلتكويـ

ـن الورى في عالمِ الذر

آل صافي خير مَنْ قد

شاد للأخرى وعمّر

هم أشادوا باب قدس

لابن داحي باب خيبر

شادها المهدي كيما

عندها إن ماتَ يقبر

كي ليسقيه حسين جدّ

ه في الحشرِ كوثر

واقتدى فيهِ جوادٌ

شبلهُ الندب ليؤجر

عمّر المسجدَ شوقاً

نِعْمَ ما شادَ وعمّر

٢٢٢

كي بهِ الإسلام طرّاً

لصلاةِ الخمسِ تحضر

والتقى فيهِ ينادي

معلناً اللهُ أكبـر

قائلاً أرّخ ( لمسجد

فيه اسم الله يُذكر )

١٣٢٩ ه

وقد تهدّم هذا الجامع مؤخّراً من قبل مديرية أوقاف كربلاء.

٢٠ - جامع الشهيد الثاني

وهو جامع قديم يقع في زقاق العكيسة بمحلّة باب السلالمة ، اُسس تيمّناً باسم الشيخ زين الدين بن نور الدين العاملي ، المنعوت بالشهيد الثاني المستشهد سنة ٩٦٥ ه.

٢١ - جامع المخيّم

وهو المسجد المعروف في محلّة المخيّم ، تمّ تشييده سنة ١٣٨٠ ه ، وكتبت على جبهة بابه من الخارج الأبيات التالية ، وهي للخطيب الشيخ محمّد علي اليعقوبي:

مسجدُ قدسٍ قامَ بـنيانه

على التقى والرشدِ بين الأنام

بـخيرِ أرضٍ قد سمت رفعةً

على ذرى البيتِ وركنِ المقام

قد فاز مَنْ صلّى بمحرابه

للهِ في صبحٍ بدا والظلام

٢٢ - جامع الكرامة

يقع في نهاية سوق الحسين في طريق محلّة باب السلالمة عند باب البويبة ، سعى بإنشائه السيد محمّد علي السيد يوسف الأشيقر , جُدّد بناؤه سنة ١٣٨٨ ه - ١٩٦٨ م ، وقد نُقشت على واجهة بابه بالقاشاني أبيات للشاعر الكربلائي السيد مرتضى الوهاب هي:

مسجد شادهُ الأوائل وقفاً

لم يزل خالداً ليومِ القيامه

أسسوهُ على التقى ليقيموا

لفروضِ الصلاةِ فيهِ دعامه

منتهاهُ بابُ الكرامةِ للسبـ

ـ طِ وحصنُ العباسِ عال أمامه

٢٢٣

وكرامٌ قد جدّدوه فأرّخ

صلّ فيهِ هذا مصلّى الكرامه

١٣٨٨ ه

الحسينيّات

بالإضافة إلى المساجد المذكورة فقد اُسست الحسينيّات ؛ حيث شيّدت على التقوى لنزول زوار الإمام الحسين (عليه‌السلام ) فيها ، وحلولهم لأيام معدودات في الغرف المعدّة لهم ، وقد يكون فيها جامع خاص لأداء فريضة الصلاة.

ومن هذه الحسينيّات الشهيرة:

١ - حسينيّة السيد محمّد صالح

شيّدت في عهد المرحوم الحاج السيد محمّد صالح البلور فروش(١) وذلك في سنة ١٣٤٤ ه , تقع في شارع المخيّم ، وهي ذات فناء رحب ومصلّى واسع ، وهي معدّة لإيواء الزوار على أن لا يمكثوا فيها أكثر من خمسة أيام كما تنصّ الكُتيبة الموجودة في مدخل الحسينيّة ، وقد جدّدت وعمّرت مراراً.

أمّا الطابق العلوي الذي يشرف على الشارع فهو من موقوفات السيد عبد الحسين آل طعمة سادن الروضة الحسينيّة حيث كانت داره ومكتبته.

٢ - حسينيّة الحاج حنن

أوقفها الحاج حنن ابن الحاج فليح من أهالي الحلّة لأجل عموم زوار الحسين (عليه‌السلام ) مع موقوفاتها العائدة إليها في سنة ١٣٤٥ ه ، وقام بتعميرها الحاج فليح سنة ١٣٧٧ ه. تقع الحسينيّة في الشارع المؤدّي إلى الهنديّة ( طويريج ).

____________________

(١) كان نائباً لسادن الروضة الحسينيّة ، توفي يوم الأربعاء ٤ شهر صفر سنة ١٣٥٤ ه ، وأعقب ولده السيد عبد الحسين.

٢٢٤

٣ - حسينيّة الأسكوئي الحائري

موقعها في مدخل زقاق الداماد ، تأسست سنة ١٣٤٥ ه من قبل الشيخ ميرزا علي ابن الميرزا موسى الأسكوئي الحائري.

وقد أنشأ فيها مكتبة عامة باسم ( مكتبة العلّامة الحائري ) ، وهي ذات طابق واحد وساحة واسعة تُقام فيها المآتم.

٤ - حسينيّة المازندراني

تشتمل على المسجد والمدرسة والمكتبة والمقبرة ، أسسها الشيخ محمّد مهدي الواعظ المازندارني الحائري في شهر شوال سنة ١٣٧٢ ه كما تنصّ الكُتيبة المنقوشة بالحجر القاشاني على جبهة بابها ، موقعها خلف المخيّم الحسيني بأمتار.

وقد اُنشئت في السنوات الأخيرة حسينيّات فخمة كلّفت مبالغ باهظة ، أخصّ بالذكر منها الحسينيّة الأصفهانية ، والحسينيّة الطهرانية ، وحسينيّات أخرى شيّدت خصّيصاً للزوار والمواكب التي تفد إلى كربلاء في الزيارات المخصوصة لا سيما أيام أربعين الإمام الشهيد الحسين (عليه‌السلام ) التي تصادف في العشرين من صفر في كلّ عام.

٢٢٥

الفصل السادس:تاريخ الحركة العلميّة

من الواضح أنّ كربلاء هي المدينة الشامخة المجد في دنيا العلم والأدب والجهاد منذ أقدم العصور والأزمنة ؛ فقد ازدهرت فيها الحركة العلميّة في أواخر القرن الثالث ومطلع القرن الرابع الهجري على أثر نبوغ الزعيم الديني حميد بن زياد النينوي مؤسس جامعة العلم في كربلاء.

ونينوى إذ ذاك إحدى قرى كربلاء المجاورة , حيث تمتدّ من جنوب سدّة الهنديّة حتّى مصبّ نهر العلقمي كما مرّ بنا أنفاً ، ولعلّ أصدق وصف لما بلغته كربلاء من مكانة علمية وتجارية في ذلك الزمن ما جاء في كتاب ( مدينة الحسين ): ولا يغرب عن البال أنّ كربلاء كانت خلال القرن الثالث مزدحمة بالزائرين الذين يفدونها من كلّ حدب وصوب لزيارة مرقد الإمام الحسين (عليه‌السلام ) ، وكانت أسواق كربلاء عامرة تسودها الطمأنينة فتؤمّها القوافل ، ومنهم مَنْ يؤثر السكنى , وآخر مَنْ يعود إلى بلاده ، وهنا كثرت فيها القبائل العلوية وغير العلوية ، وأخذت تتمصّر شيئاً فشيئاً.

ويستطرد المؤلّف قائلاً: وكذلك زارها كبار رجال الحديث والسير من رجال الإمامية ، وأخذوا في تدريس مسائل الدين والفقه لسكّانها المجاورين والزائرين ؛ فاتّسعت

٢٢٦

الحركة العلميّة فيها ، وصار الطلبة يقصدونها من مختلف الأمصار(١) .

ومن الأعلام الذين زاروا كربلاء في هذه الحقبة ، أعني بها المئة الثالثة ، زيد المجنون ومحمد بن الحسين الأشتياني ، وفي مطلع القرن الرابع الهجري زار عضد الدولة البويهي مدينة كربلاء فأحيا فيها حركة العلم والعمران.

يؤيّد ما ذهبت إليه الدكتور عبد الجواد الكليدار في كتابه ( تاريخ كربلاء وحائر الحسين) فيقول: وقد ازدهرت كربلاء في عهد البويهيِّين ، وتقدّمت معالمها الدينيّة والاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصادية ؛ فاتسعت تجارتها ، وأخضلت زراعتها ، وأينعت علومها وآدابها ، فبدت في جسمها روح الحياة والنشاط ، فتخرّج منها علماء فطاحل ، وشعراء مجيدون ، وتفوّقت في مركزها الديني المرموق(٢) .

ومن هنا حازت كربلاء على الرئاسة العلميّة والزعامة الدينيّة ، ومن ثمّ انتقلت الحركة الدينيّة إلى النجف الأشرف وذلك في مطلع القرن الخامس الهجري حيث هبط إليها من بغداد الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي سنة ٤٤٣ ه ، ولبثت فيها هذه الحركة فترة قصيرة.

وفي هذا القرن برز في كربلاء الشيخ هشام بن إلياس الحائري صاحب ( المسائل الحائرية ) المتوفّى حدود سنة ٤٩٠ ه ، ومحمد بن علي بن حمزة الطوسي المكنّى بابن الحمزة صاحب كتاب ( الوسيلة ) ، ومع كلّ هذا فإنّ الحلّة الفيحاء كانت محتفظة بزعامتها الدينيّة والعلميّة.

ويحدّثنا التاريخ أنّ القرن السادس كان حافلاً بشعراء فطاحل في كربلاء ، وقد تأسست مدارس علمية يديرها العلماء ، وأهم ما يثبت احتفاظ كربلاء بمركزها العلمي في فترة القرن السابع الهجري ظهور علماء كبار بمكانة مرموقة في التاريخ ، كالسيد فخار بن معد الحائري الموسوي المتوفّى سنة ٦٣٠ ه ، وعزّ الدين حسن بن نائل المولود سنة ٦٥٦ ه , وغيرهما ممّن انتقلوا إلى الحائر الشريف لأجل الدراسة وطلب

____________________

(١) مدينة الحسين (عليه‌السلام ) - محمّد حسن الكليدار آل طعمة ٢ / ٩٩.

(٢) تاريخ كربلاء وحائر الحسين - للدكتور عبد الجواد الكليدار آل طعمة / ١٧١.

٢٢٧

العلم ليس إلّا.

أمّا في مطلع القرن الثامن الهجري فقد زار كربلاء الرحالة الشهير ابن بطوطة سنة ٧٢٦ ه ونوّه بوجود مدرسة عظيمة وزاوية كريمة فيها الطعام للوارد والصادر ؛ فالمدرسة العظيمة التي يقصدها في مسجد ابن شاهين الملحق بالروضة الحسينيّة المار ذكره ، وإنّ الزاوية الكريمة هي ( دار السيادة ) ، وقد أقامها السلطان محمود غازان خان ، وجعلها وقفاً للفقراء والمساكين وأبناء السبيل ؛ فكان يرتاد مسجد ابن شاهين هذا عدد هائل من طلبة العلم للارتشاف من مناهل الفكر الإسلامي ما يسدّ حاجاتهم.

ومن أعلام كربلاء في هذا القرن العالم الفاضل الأديب الشاعر السيد عميد الدين عبد المطلب ابن السيد مجد الدين أبي الفوارس من سلالة الحسين الأصغر ابن الإمام زين العابدين (عليه‌السلام ) , ومنها الشيخ عزّ الدين أبي محمّد الأسدي ، والشيخ علي ابن الخازن الحائري ، والحسين بن سعد الله الحسيني العبدلي ، والشيخ ابن دريد الحائري ، والسيد جلال الدين عبد الحميد بن فخار الموسوي ، والشيخ علي بن الحسن الحائري وغيرهم كثيرون.

ثمّ انتقل بعض رجال الفكر إلى النجف الأشرف فتعهّدوا فيها إحياء الحركة العلميّة ، وما لبثت أن انتقلت إلى الحلّة الفيحاء التي أنجبت رهطاً كبيراً من فطاحل العلماء والشعراء وأساطين الأدب(١) .

وانتقلت الموجة الفكرية في منتصف القرن التاسع الهجري إلى كربلاء بسبب انتقال الزعيم الديني الشيخ أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي الأسدي , المتولد سنة ٧٥٧ ه والمتوفّى سنة ٨٤١ ه , وبروز علماء آخرين كالشيخ إبراهيم الكفعمي المتوفّى سنة ٩٠٠ ه ، والسيد حسين بن مساعد الموسوي المتوفّى سنة ٩١٠ ه وغيرهم.

وبقيت الدراسة العلميّة في كربلاء بين مدّ وجزر حتّى القرن الثاني عشر الهجري ، ثمّ انتقلت إلى النجف الأشرف على إثر انتقال زعيم الحركة العلميّة السيد مهدي بحر العلوم المولود في كربلاء سنة ١١٥٥ ه.

وفي هذه الفترة

____________________

(١) لضرورة الاطّلاع على تاريخ اليقظة الفكرية والزعامة الدينيّة في الحلّة آنذاك يراجع كتاب ( فقهاء الفيحاء ) - للفاضل السيد هادي السيد حمد كمال الدين ( بغداد ١٩٦٢ م ) ، وكتاب ( تاريخ الحلّة ) - للاُستاذ يوسف كركوش , في جزئين ( النجف ١٩٦٥ ).

٢٢٨

وصلت الحركة العلميّة في كربلاء إلى حدّ لم يسبق له مثيل ، فكانت كربلاء في هذا العصر محوراً للدراسات ، ومنتجعاً لروّاد العلم ، وقد انتشرت حرية الأفكار فيها ، وقصدها العلماء من مختلف الأقطار فتعهّدوا الحركة العلميّة.

وكان أبرز هؤلاء الذين لمع نجمهم في تلك الفترة السيد نصر الله بن الحسين الفائزي الحائري ، المدرّس في الروضة الحسينيّة ، المقتول سنة ١١٦٨ ه ، والشيخ مهدي الفتوني المتوفّى سنة ١١٨٣ ه ، والشيخ يوسف البحراني المتوفّى سنة ١١٦٨ ه ، والمؤسس الوحيد الآقا باقر البهبهاني المتوفّى سنة ١٢٠٥ ه ، الذي أصبح إماماً بالعلم والفقه ، والشيخ محمّد باقر الغروي أحد أساتذة السيد مهدي بحر العلوم ، والعلّامة الجزائري ، والسيد علي الطباطبائي صاحب الرياض المتوفّى سنة ١٢٣١ ه ، وابنه السيد محمّد المجاهد الطباطبائي المتوفّى سنة ١٢٤٢ ه ، والشيخ شريف العلماء المتوفّى سنة ١٢٤٥ ه ، والشيخ خلف بن عسكر الحائري المتوفّى سنة ١٢٤٦ ه ، والسيد كاظم الرشتي المتوفّى سنة ١٢٥٩ ه ، والشيخ محمّد حسين الأصفهاني صاحب الفصول المتوفّى سنة ١٢٦١ ه.

والسيد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط المتوفّى سنة ١٢٦٢ ه ، والمولى محمّد صالح البرغاني المتوفّى سنة ١٢٨٣ ه ، والشيخ عبد الحسين الطهراني المتوفّى سنة ١٢٨٦ ه ، والشيخ محمّد صالح گدا علي المتوفّى سنة ١٢٨٨ ه ، والسيد ميرزا علي نقي الطاطبائي المتوفّى سنة ١٢٨٩ ه ، والشيخ حسين الأردكاني المتوفّى سنة ١٣٠٢ ه ، والسيد ميرزا صالح الداماد المتوفّى سنة ١٣٠٣ ه ، والشيخ زين العابدين المازندراني المتوفّى سنة ١٣٠٩ ه ، والسيد محمّد حسين المرعشي المتوفّى سنة ١٣١٥ ه.

والسيد مرتضى الكشميري المتوفّى سنة ١٣٢٣ ه ، والسيد محمّد باقر الحجة الطباطبائي المتوفّى سنة ١٣٣١ ه ، والشيخ محمّد تقي الشيرازي المتوفّى سنة ١٣٣٨ ه , وسواهم من فطاحل العلماء الأفذاذ الذين نشروا العلم والفقه في طول البلاد وعرضها ، وخلدوا آثاراً فكرية ما زال يرتوي من معينها الطلاب.

من أقطاب الفكر

امتازت كربلاء بقدسيتها ومكانتها الدينيّة والعلميّة والتاريخيّة ؛ لوجود مرقد

٢٢٩

أبيّ الضيم الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما‌السلام ) ؛ فكانت تحجّ إليها الوفود من مختلف أصقاع المعمورة ، ويؤمّها العلماء من كلّ فجّ عميق رغبة في مجاورة العتبات المقدّسة.

وفي أواخر القرن الثالث الهجري كانت مدرسة فكرية عامة ، أمّا في القرون التي تلته فقد بزغ فيها علماء وشعراء ومفكّرون ممّا ستقرأ سيرهم وتراجمهم في هذا الفصل ، على أنّي أشرت إلى مشاهيرهم والمبرزين في كلّ أسرة علمية ، وقد اقتبست المعلومات عنهم من شتى المصادر المطبوعة والمخطوطة والمراجع العربية والفارسية ، وأثبتّ هذه التراجم حسب تاريخ وفاة صاحبها.

غير أنّ هناك أعلاماً آخرين لم ترد أسماؤهم في كتب الرجال ودوائر المعارف ، كموسوعة ( أعيان الشيعة ) للسيد محسن الأمين العاملي ، و( طبقات أعلام الشيعة ) للشيخ آقا بزرك الطهراني ، و( الكُنى والألقاب ) للشيخ عبّاس القمي ، و( روضات الجنات ) للسيد محمّد باقر الخونساري وسواها من المراجع ، فقد أعرضنا عنها ريثما يتمّ لنا التحقيق عنها في المستقبل لإصدار كتاب خاص بأعلام كربلاء قديماً وحديثاً.

القرن الثالث الهجري

حميد بن زياد النينوي

لقد نشطت الحركة العلميّة في كربلاء في أواخر القرن الثالث الهجري ، وذلك في أيام المنتصر العباسي , حيث كانت من قبل تحت سيطرة الاُمويِّين ، ومن ثمّ في عهد خلفاء بني العباس. أمّا بعد ذلك بقليل فقد ازدهرت الحركة العلميّة والأدبيّة في هذا البلد ؛ حيث أخذت كربلاء تعجّ بالعلماء والفلاسفة ، كيف لا وهي قبلة أنظار العالم الإسلامي المتعطّش للثقافة والعلم.

وفي أواسط القرن الثالث الهجري ، أي بعد مقتل المتوكّل العباسي ، وعلى عهد المنتصر أخذت جموع غفيرة من العلويِّين تفد إلى كربلاء للسكنى بجوار قبر جدّهم الإمام الحسين (عليه‌السلام ) ؛ حيث تولّوا إدارة شؤون حراسة الروضة الحسينيّة والعباسيّة حتّى القرن الرابع الهجري.

٢٣٠

وفي عهد الدولة البويهي ازدادت نسبة وفود العلويِّين من ذرّيّة الإمام موسى الكاظم (عليه‌السلام ) ، كما ارتحل إليها كثير من طلاب العلم من الأقطار النائية القريبة , فكان العلم يحتل جانباً مهماً في كربلاء ؛ فتعقد حلقات أهل الفضل والأدب الواسعة بشكل يدعو إلى الإعجاب ، وبذلك حازت كربلاء الرئاسة العلميّة منذ ذلك الحين ، ذلك على إثر نبوغ العالم الكبير المحدّث الشهير حميد بن زياد النينوي ، نسبة إلى نينوى قرية إلى جانب الحائر على نهر العلقمي.

والشائع على ألسنة الباحثين والمؤرّخين أنّ كربلاء كانت في مطلع القرن الثالث مملوءة بالأكواخ وبيوت الشعر التي كان يشيّدها المسلمون الذين يفدون إلى قبر الحسين (عليه‌السلام ) ، وهكذا ظلّت كربلاء حتّى مطلع القرن الرابع الهجري ؛ إذ تمصّرت على عهد البويهيِّين الذين كان لهم فضل كبير في تشييد هذا البلد المقدّس وعمارته ، وإحياء التراث العلمي وتشجيع الحركة العلميّة.

في قرية نينوى العامرة المجاورة للحائر ، وفي هذه البقعة المباركة بزغ نجم عالم فذ فكان مولده أملاً مشرقاً يزخر بالنور ويرفل بالإيمان ، وكان نبوغه دعامة لتركيز نهضة علمية في كربلاء بلد العلم والعرفان ، ودوّى له في الأوساط العلميّة ومجالات الثقافة صدى يجلجل الآذان.

فهو من فطاحل علماء عصره ، ومن كبار المحقّقين والرواة ، ذكره السيد محسن الأمين في ( أعيان الشيعة ) قائلاً: حميد بن زياد بن حمّاد ( مكرّراً ) ابن هواز الدهقان أبو القاسم من أهل نينوى ، توفي سنة ٣١٠ ه ، وفي حاشية الخلاصة للشهيد الثاني أنّ بخطّ السيد ( ابن طاووس ) في كتاب النجاشي سنة ٣٢٠ ه(١) .

وقال الشيخ في الفهرست: حميد بن زياد من أهل نينوى قرية إلى جانب الحائر (على ساكنه السّلام) ثقة كثير التصانيف ، روى الاُصول أكثرها ، له كتب كثيرة على عدد كتب الاُصول ، أخبرني برواياته ، وكتب أحمد بن عبدون عن أبي

____________________

(١) أعيان الشيعة - للسيد محسن الأمين ٢٨ / ٩٥.

٢٣١

طالب الأنباري ، عن حميد ، وأخبرني عدّة من أصحابنا عن أبي المفضل ، عن حميد ، وأخبرنا بها أيضاً أحمد بن عبدون ، عن أبي القاسم علي بن حبش بن قوني بن محمّد الكاتب ، عن حميد ، وذكره في رجاله فيمَنْ لم يرو عنهم (عليهم‌السلام ) ، فقال: حميد بن زياد من أهل نينوى , قرية إلى جانب الحائر (على ساكنه السّلام). عالم جليل ، واسع العلم ، كثير التصانيف ، قد ذكرنا طرفاً من كتبه في الفهرست(١) .وقال النجاشي: حميد بن زياد بن حمّاد بن زياد الدهقان أبو القاسم ، سكن سوراء ، وانتقل إلى نينوى قرية إلى جانب الحائر (على ساكنه السّلام). كان ثقة واقفاً فيهم ، سمع الكتب وصنع وصنّف(٢) .وفي الخلاصة - القسم الأول - حميد زياد من أهل نينوى ، ثقة عالم جليل ، واسع العلم ، كثير التصانيف ، قاله الشيخ الطوسي , ثمّ نقل كلام النجاشي إلى قوله وجهاً فيهم ، ثمّ قال: فالوجه عندي أنّ روايته مقبولة إذا خلت عن المعارض.وقال الشهيد الثاني في الحاشية: لا وجه لذكره في هذا القسم معقود لمثله ، ولكنّ المصنف ذكر جماعة فيه كذلك , واُجيب بأنّ القسم الأوّل معقود لمـّنْ تُقبل روايته(٣) .وفي رجال المامقاني(٤) ترجمة وافية عنه ، وتعداد لتلامذته وآثاره ، وقد تخرّج عليه جماعة من الفطاحل ، هم: الحسين بن علي بن سفيان ( سفين ) ، أبو المفضل الشيباني أجازه سنة ٣١٠ ه ، وأبو الحسن علي بن حاتم أجازه سنة ٣٠٦ ه ، وأحمد بن جعفر بن سفيان.

أمّا أشهر آثاره فهي:

١ - الجامع من أنواع الشرائع.

٢ - الخمس.

٣ - الدعاء.

٤ - الرجال.

٥ - مَنْ روى عن الإمام جعفر الصادق (عليه‌السلام ).

٦ - الفرائض.

٧ - الدلائل.

٨ - ذمّ مَنْ خالف الحقّ وأهله.

٩ - فضل العلم والعلماء.

١٠ - الثلاث والأربع.

١١ - النوادي , وهو كتاب كبير.

____________________

(١) الفهرست - لشيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي.

(٢) رجال النجاشي ( طبع حجر ).

(٣) الخلاصة / القسم الأول.

(٤) الرجال - للمامقاني - الجزء الأول.

٢٣٢

إنّ هذه الآثار الفكرية التي خلّفها هذا العالم المجاهد والمفكر الموهوب سوف تخلّده مدى الزمن.

القرن الخامس الهجري

الشيخ هشام بن إلياس الحائري

كان أحد أعلام القرن الخامس الهجري ، له إحاطة بشتى العلوم والفنون ، ومن آثاره الفكرية مصنّفه ( المسائل الحائرية)(١) .

وقد ذكره الشيخ الحرّ العاملي في ( أمل الآمل ) ما هذا نصّه: الشيخ إلياس بن هشام الحائري عالم فاضل جليل ، يروي عن الشيخ أبي علي ابن الشيخ هشام أبي جعفر الطوسي ، ويحتمل اتحاده مع سابقه بأنّ تكون النسبة هنا إلى الحدّ(٢) .

وأطراه السيد محسن الأمين في موسوعته قائلاً: ثقة عين قاله منتجب الدين ، وفي نسخة ابن همّام , لكن يظهر ممّا يأتي عن أمل الآمل أنّ الذي في نسخته ابن هشام ، وفي مشيخة مستدركات الوسائل الشيخ أبو محمّد إلياس بن محمّد بن هشام الحائري العالم الفاضل الجليل ، يروي عنه الشيخ أبو محمّد عربي بن مسافر العبادي الحلّي ، ويروي هو عن الشيخ أبي الحسن ابن شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد الطوسي.

وفي بعض إجازات أصحابنا وصف إلياس بن هشام الحائري بالفقيه ، وفي بعضها أنّه يروي أيضاً السيد الموفّق أبي طالب بن مهدي السليقي العلوي عن الشيخ أبي جعفر الطوسي(٣) .

وقال عنه السيد علي الطباطبائي في كتابه (رياض العلماء ): جاء في بعض

____________________

(١) ذكره شيخنا آقا بزرك الطهراني في موسوعته ( الذريعة ) ٦ / ٤ , فقال: المسائل الحائرية للشيخ هشام بن إلياس الحائري ، حكاه كذلك الحرّ في ( أمل الآمل ) عن بعض الإجازات ، واحتمل أنّ هشاماً هذا هو ابن الشيخ أبي محمّد بن إلياس بن محمّد بن هشام الحائري الذي كان تلميذ الشيخ أبي علي ابن شيخ الطائفة الطوسي.

(٢) أمل الآمل - للشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي ٢ / ٤٠.

(٣) أعيان الشيعة - للسيد محسن الأمين العاملي ١٢ / ٤٥٥.

٢٣٣

الإجازات أنّ اسمه إلياس بن هشام الحائري ، فلعلّ المراد ابنه أيضاً كذا أفادنا أحد تلامذة الشيخ علي الكركي في رسالته المعمولة في ذكر أسامي مشايخ أصحابنا , ومنهم الشيخ هشام بن إلياس الحائري ، وهو صاحب المسائل الحائرية ، وهو تلميذ أبي علي ابن الشيخ الطوسي , توفي في حدود عام ٤٩٠ ه ودفن في الحائر الحسيني(١) .

لقد كان صاحب الترجمة فاضلاً جليلاً ، ومصنّفاً مشهوراً ، اشتهر بغزارة علمه ، وطول باعه ، وسعة اطّلاعه.

عماد الدين الطوسي

هو عماد الدين محمّد بن علي بن حمزة الطوسي المكنّى بابن الحمزة. وكان فقيهاً عالماً فاضلاً من تلامذة الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، أحد أعلام الإمامية في القرن الخامس الهجري المدفون في وادي أيمن(٢) بكربلاء ، وقبره مزار معروف ، لم يتيسر لنا التعرّف على تاريخ مولده ووفاته بالضبط.

ومن مصنّفاته المعروفة ( الوسيلة ) في الفقه ، و( الرابع في الشرايع ) ، و( المثالب والمناقب ) وفيه بعض المعجزات الغريبة. وقد ورد ذكره في كتاب ( فلك النجاة ) ما نصه: محمّد بن علي بن حمزة الطوسي قبره في كربلاء خارج البلد ، وهو من تلامذة محمّد بن الحسن الطوسي(٣) . وجاء في ( الكنى والألقاب ) أنّه عماد الدين محمّد بن علي بن محمّد الطوسي المشهدي ، فقيه عالم فاضل ، وله تصانيف ، ونوّه

____________________

(١) رياض العلماء - للسيد علي الطباطبائي ( طبع حجري ).

(٢) كان هذا الوادي مقبرة واسعة موقعه في باب طويريج بكربلاء ، وقد سعى بتجديد المقبرة السلطان ناصر الدين شاه القاجاري عند تشرّفه كربلاء سنة ١٢٨٧ ه , وبقيت مدفناً حتّى سنة ١٣٢٥ ه ، وبعد هذا التاريخ اُدخلت ضمن المدينة بغية توسيع الشارع.

(٣) فلك النجاة - للسيد محمّد مهدي القزويني.

٢٣٤

عنه في الحاشية أنّه غير الشيخ الإمام العلّامة نصير الدين عبد الله بن حمزة الطوسي المشهدي الثقة الفقيه الجليل(١) .

وفي كتاب (أمل الآمل): الشيخ الإمام عماد الدين أبو جعفر محمّد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي , فقيه عالم واعظ ، له تصانيف ، منها: الوسيلة ، الواسطة ، الرابع في الشرايع ، مسائل في الفقه قاله منتجب الدين(٢) . وله ترجمة في كتاب مدينة الحسين ٢ / ١١٨ وغيرها من كتب السير والتواريخ.

القرن السادس الهجري

السيد أحمد بن إبراهيم الموسوي

شخصية لامعة ذكرها السيد محسن الأمين في موسوعته , فقال: الشريف أبو جعفر أحمد بن إبراهيم العلوي الموسوي النقيب بالحائر (على ساكنه السّلام). في جمال الأسبوع في عمل ليلة السبت عمل وصلاة للفرج عن المسجون مروي عن الإمام الكاظم (عليه‌السلام ).

ثمّ قال: ذكر رواية بهذه الصلاة والدعاء ليلة السبت بشرح وتفصيل وزيادة في دعائها الجميل ، وجدناها في كتب أمثالها من العبادات مروية عن مولانا موسى بن جعفر (عليه أفضل الصلاة) ، وهذا لفظها: حدّثنا الشريف أبو جعفر أحمد بن إبراهيم العلوي الموسوي النقيب بالحائر (على ساكنه السّلام) ، قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن الحسن بن إسماعيل الأسكاف ، يرفعه بإسناده إلى الربيع ، قال: استدعاني الرشيد الخبر(٣) .

____________________

(١) الكنى والألقاب - للشيخ عبّاس القمي ١ / ٢٦٢.

(٢) أمل الآمل - للشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي ٢ / ٢٨٥.

(٣) أعيان الشيعة - للسيد محسن الأمين العاملي ٢١ / ٤٧٧ - ٤٧٨.

٢٣٥

القرن السابع الهجري

السيد فخار بن معدي الحائري

إحدى شخصيات العلم المعروفة ، ومن أعلام الفكر الإسلامي في المئة السابعة للهجرة , حظي بمكانة محترمة في الأوساط الكربلائيّة العلميّة آنذاك ؛ فهو النسّابة العالم المحدّث السيد شمس الدين علي بن فخار بن معد بن فخار بن معد بن أحمد بن محمّد بن محمّد بن أبي الغنائم بن الحسين الموسوي من سلالة السيد إبراهيم المجاب بن محمّد العابد ابن الإمام موسى بن جعفر (عليه‌السلام ).

جاء في عمدة الطالب: فخار بن معد الموسوي السيد السعيد ، العلّامة المرتضى ، إمام الأدباء ، والنسّاب والفقهاء شمس الدين صاحب (الشرايع) ، وهو يروي عن محمّد بن إدريس ، وعن ابن شهر آشوب المازندراني ، أو شاذان بن جبريل القمي ، مات سنة ثلاثين وأربعمئة. (نظام الأقوال)(١) .

وكان أحد أقطاب العلم والفضل ، حلقة فريدة في الحديث والرواية والنسب والرجال ، ومن أعيان الشعراء والأدباء وأكابر الفقهاء في عصره , قال فيه تاج الدين الدين بن زهرة الحسيني: وبيت فخار في الحلّة ، ومنهم شمس الدين النسّابة السيد الفاضل الدين الفقيه ، الأديب الشاعر المؤرّخ ، كان سيداً جليلاً ، فقيهاً نبيلاً , نسّابة , عالماً بالاُصول والفروع ، متورّعاً ديّناً ، مؤرّخاً صادقاً أميناً(٢) .

ومن شعره قوله:

سأغسلُ أشعاري الحسانَ وأهجر الـ

ـقوافي وأقلي ما حييت القوافيا

وألوي عن الآداب عنقي وأعتذر

لها بـعد حتماً ما أرى القوم قاليا

____________________

(١) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ، عن هامش الأصل - للسيد أحمد الداودي / ٢١٦ ( طبع النجف ).

(٢) غاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار - ابن زهرة الحسيني نقيب حلب / ٨٨ ( طبع النجف ).

٢٣٦

فإنّي أرى الآدابَ يا أمّ مالكٍ

تزيد الفتى ممّا يروم تنائيا(١)

ومن أشهر تصانيف السيد فخار كتابه ( الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب ) المطبوع سنة ١٣٥١ ه ، دحض فيه آراء المتطرّفين الذين ذهبوا إلى تكفير أبي طالب ، وقد أثبت فيه بأنّ أبا طالب قد مات وهو يؤمن بالإسلام إيماناً عميقاً لا شائبة فيه ؛ إذ كانت مواقفه المشرّفة في الدفاع عن ابن أخيه محمّد بن عبد الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) تعدّ من مآثره التي خلّدته على مرّ العصور.

تعرّض لذكره جمع من المؤرّخين منهم في الفوائد الرضوية / ٣٤٦ ، وتجارب السلف / ٣٣٦ ، وأمل الآمل ٢ / ٢١٤ ، و دائرة المعارف الإسلاميّة - لعبد العزيز الجواهري ( فارسي ) ١ / ١٨٧ ، و مستدرك الوسائل - للشيخ النوري / ٤٧٩ ، و أعلام العرب - لعبد الصاحب الدجيلي ٣ / ٢٥ وغيرهم.

القرن الثامن الهجري

عز الدين الحسيني العبدلي الحائري

كان أحد أعلام كربلاء في القرن الثامن الهجري , وردت ترجمته في كتاب ( تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب ) لابن الفوطي , وهذا نصّها: عزّ الدين أبو عبد الله الحسين بن سعد الله بن حمزة بن سعد الله بن أبي السعادات الحسيني العبدلي من سكّان المشهد الحائري (على حالّه أفضل السّلام والتحية) ، رأيته بتبريز سنة سبع وسبعمئة , وهو من التجار الذين يترددون إلى بلاد الشام ، وهو شريف النفس(٢) .

____________________

(١) روضات الجنات - للسيد محمّد باقر الخونساري ٥ / ٥٠٩.

(٢) تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب - لابن الفوطي - تحقيق الدكتور مصطفى جواد - القسم الأول ٤ / ١٢١.

٢٣٧

الشيخ أبو طالب بن دريد الحائري

هو الشيخ أبو طالب إبراهيم بن سيفي بن إبراهيم بن علي بن دريد الحائري , من علماء عصر فخر المحقّقين ، وقد كتب الجزء الأول من مختلف العلّامة لنفسه في الحائر الشريف ، وفرغ من تعليقه لنفسه في عاشر ربيع الأول سنة ٧٧٤ ه ، رأيته في كتب السيد محمّد الطباطبائي اليزدي(١) .

السيد عبد الحميد بن فخار الحائري

هو السيد جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار بن أحمد الموسوي من مشايخ السعيد أبي عبد الله محمّد بن مكي الشهيد سنة ٧٨٦ ه ، وهو مروي عن والده الأجل السيد فخار بن معد الموسوي , كذا عن شيخنا في الخاتمة ثامن مشايخ الشهيد ، لكنّه سهو من قلمه الشريف ؛ لأنّ السيد تاج الدين معية الذي هو من مشايخ الشهيد يروي عن ولد صاحب الترجمة ، هو السيد علم الدين المرتضى علي بن عبد الحميد بن فخار ، فكيف يروي الشهيد عن الوالد مع رواية شيخه عن الولد ؟!

وبالجملة: صاحب الترجمة من المئة السابعة كوالده السيد فخار الذي توفي سنة ٦٣٠ ه(٢) ، وترجم له الشيخ محمّد ابن الحرّ العاملي في كتابه (أمل الآمل ) ٢ / ١٥٥ ، والسيد محسن الأمين في ( أعيان الشيعة ) ٣٧ / ١٥٥ وغيرهما.

الشيخ علي بن الحسن الحائري

الشيخ علي بن الحسن الحائري , له حواشٍ نافعة مفيدة على منهاج الوصول إلى

____________________

(١) الحقائق الراهنة في تراجم أعيان المئة الثامنة - للشيخ آقا بزرك الطهراني ( مخطوط ) / ١٠.

(٢) الحقائق الراهنة ( مخطوط ) / ٥٧.

٢٣٨

علم الاُصول للقاضي البيضاوي ، كتبها على هامش النسخة التي كتبها بنفسه سنة ٧٧٧ه الموجودة في المدرسة الفاضلية بالمشهد الرضوي ، وله أيضاً حواشٍ على تهذيب الوصول للعلاّمة ، كتبها بخطّه على النسخة التي كتبها أيضاً بخطّه في سنة ٧٧٧ه وقابلها ، وقرأها على شيخه الشيخ علي بن عبد الجليل الحائري.

وكتب الاُستاذ المذكور القراءة والبلاغ بخطّه على النسخة ٧٧٨ ه ، وهي في المدرسة الفاضلية ، والظاهر أنّه غير ابن الخازن المشهور بهذا العنوان(١) .

الشيخ علي ابن الخازن الحائري

كان أحد أعلام القرن الثامن الهجري ، وكان على جانب عظيم من الفضل والورع والتقى والصلاح , ذكره صاحب روضات الجنات فقال: كان (رحمه‌الله ) من المحقّقين الفضلاء ، حاله في الفضل والنبالة ، والعلم والفقه ، والفصاحة والأدب والإنشاء معلوماً معروفاً عند العامة والخاصة ، وكفاه فخراً تتلمذ على شيخنا الشهيد الأوّل وأجازه(٢) .

وقال فيه صاحب كتاب ( فوائد الرضوية ): علي ابن الخازن الحائري زين الدين أبو الحسن , فقيه فاضل ، عالم كامل ، اُستاذ الشيخ أحمد بن فهد الحلّي تلميذ الشيخ الشهيد.

قال شيخنا الشهيد في إجازته له: ولمـّا كان المولى الشيخ العالم التقي ، الورع المحصّل ، القائم بأعباء العلوم ، الفائق أولي الفضل والفهوم زين الدين أبو الحسن علي ابن المرحوم السعيد الصدر الكبير العالم عزّ الدين بن محمّد ابن المرحوم المغفور سيدنا الإمام شمس الدين محمّد الخازن بالحضرة الشريفة المقدّسة(٣) .

وتعرّض لذكره شيخنا آقا بزرك الطهراني فقال: الشيخ زين الدين أبو الحسن

____________________

(١) الحقائق الراهنة ( مخطوط ) / ٨٠.

(٢) روضات الجنات - للسيد محمّد باقر الخونساري ٥ / ١١٨.

(٣) فوائد الرضوية - للشيخ عبّاس القمي / ٢٩٠.

٢٣٩

علي ابن الخازن الحائري كما يعبّر به في بعض الإجازات هكذا ، ومرّ بعنوان علي بن الحسين بن محمّد الخازن(١) ، كما تطرّق إلى ترجمته السيد محمّد حسن آل طعمة في كتابه ( مدينة الحسين) فقال: ومن جملة الذين يروي عنه هذا الشيخ الجليل هو العلّامة الهمام أحمد بن فهد الحلّي الذي أخذ منه الإجازة بالرواية في سنة ٧٩١ ه في الحائر الحسيني. توفي علي ابن الخازن الحائري كما في بعض النسخ سنة ٧٩٣ه(٢) .

هذا وقد دوّنت ترجمة الشيخ علي ابن الخازن في الكثير من كتب المراجع ، نخصّ بالذكر منها: الكنى والألقاب ١ / ٢٧٣ ، وهدية الأحباب / ٥٦ ، وروضات الجنات ٤ / ١١٨ ، والروضة البهية / ١١٠ ، وريحانة الأدب ٥ / ٣٢١ ، وأمل الآمل ٢ / ١٨٦ وغيرها.

الشيخ علي بن عبد الجليل الحائري

من علماء عصره , وقد قرأ عليه تلميذه الشيخ علي بن الحسن الحائري تهذيب الوصول إلى علم الاُصول للعلاّمة الحلّي الذي كتبه لتلميذه سنة ٧٧٧ه ، وكتب صاحب الترجمة بخطّه شهادة القراءة والبلاغ على النسخة في ٧٧٨ ه ، وهي في مدرسة الفاضلية(٣) .

الشيخ جلال الدين محمّد الحائري

الشيخ جلال الدين محمّد ابن الشيخ شمس الدين محمّد بن أحمد الكوفي الهاشمي الحائري من مشايخ السعيد أبي عبد الله محمّد بن مكي الشهيد في ٧٨٦ ه(٤) .

____________________

(١) الحقائق الراهنة (مخطوط) / ٨٢.

(٢) مدينة الحسين (عليه‌السلام ) - محمّد حسن الكليدار آل طعمة ٢ / ١٣٨ - ١٣٩.

(٣) الحقائق الراهنة (مخطوط) / ٨٢.

(٤) الحقائق الراهنة (مخطوط) / ١٠١.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423