القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء ٢

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام0%

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 672

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: الصفحات: 672
المشاهدات: 41460
تحميل: 5000


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 672 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 41460 / تحميل: 5000
الحجم الحجم الحجم
القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء 2

مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الأشرار، متّسخة الأطمار، يسمّيها أهل هذه الكورة «سمّانة» لغباوتها وتهتّكها قدأسندت مكان الرمح إلى نحرها قصباً، وقد شدّت وقاية لها حمراء إلى طرفه مكان اللواء، فهى تقود جيوش القاعة، وتسوق عساكر الطغام(١) إلى قصر المأمون ومنازل قوّاده.

فصعدت السطح فلم أر إلّا نفوساً تنتزع(٢) بالعصا، وهامات ترضخ(٣) بالأحجار ولقد رأيت المأمون متدرّعاً قد برز من قصر الشاهجان متوجّهاً للهرب، فما شعرت إلّا بشاجرد الحجّام قد رمي من بعض أعالي السطوح بلبنة ثقيلة فضرب بها رأس المأمون، فأسقطت بيضته بعد أن شقّت جلدة هامّته فقال لقاذف اللبنة بعض من عرف المأمون: ويلك [هذا](٤) أميرالمؤمنين؟!

فسمعت سمّانة تقول: أسكت لا اُمّ لك ليس هذا يوم التميز والمحاباة، ولا يوم إنزال الناس على طبقاتهم، فلو كان هذا أميرالمؤمنين لما سلّط ذكور الفجّار على فروج الأبكار وطرد المأمون وجنوده أسوء طرد بعد إذلال واستخفاف شديد.(٥)

١٠٩٤/٢١ - وفيه : جعفر بن نعيم بن شاذان، عن أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن العبّاس قال: ما رأيت أباالحسن الرضا عليه السلام جفا أحداً بكلامه قطّ، وما رأيت قطع على أحد كلامه حتّى يفرغ منه، وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مدّ رجليه(٦) بين يدي جليس له قطّ، ولا إتّكأ بين يدي

____________________

(١) الطغام كسحاب: أوغاد الناس.

(٢) في المصدر: تزعزع.

(٣) الرضخ: الدقّ والكسر.

(٤) من المصدر.

(٥) عيون أخبار الرضا عليه السلام: ١٧٠/٢ ح١، عنه البحار: ٨٢/٤٩ ح ٢.

(٦) في المصدر: رجله.

٤٤١

جليس له قطّ، ولا رأيته شتم أحداً من مواليه ومماليكه قطّ، ولا رأيته تفل [قطّ](١) ولا رأيته يقهقه في ضحكه قطّ، بل كان ضحكه التبسّم.

وكان عليه السلام إذا خلا ونصبت مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه [ومواليه](٢) حتّى البوّاب والسائس.

وكان عليه السلام قليل النوم بالليل، كثير السهر، يحيي أكثر لياليه من أوّلها إلى الصبح وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشهر، ويقول: ذلك صوم الدهر.

وكان عليه السلام كثير المعروف والصدقة في السرّ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة، فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلاتصدّقوه(٣) .(٤)

في مقتضب الأثر: لعليّ بن عبداللَّه الخواني(٥) ، وكان من أصحاب الرضا عليه السلام يرثيه ويذكر الأئمّة عليهم السلام من بعده وأسماءهم وأعدادهم عليهم السلام ولم يدركهم من الرضا عليه السلام إلى من بعده منهم، أنشدنيها عليّ بن هارون بن يحيى المنجّم.

يا أرض طوس سقاك اللَّه رحمته

ماذا ضمنت(٦) من الخيرات يا طوس

طابت بقاعك في الدنيا وطاب بها(٧)

شخص ثوى(٨) بسناباد مرموس(٩)

شخص عزيز على الإسلام مصرعه

في رحمة اللَّه مغمور(١٠) ومغموس(١١)

____________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) من المصدر.

(٣) في المصدر: فلا تصدّق.

(٤) عيون أخبار الرضا عليه السلام: ١٨٢/٢ ح٧، عنه البحار: ٩٠/٤٩ ح٤.

(٥) الخوافي خ، كذا في المصدر والعيون والبحار.

(٦) في المصادر: حويت.

(٧) في العيون والبحار: طيّبها.

(٨) ثوى بالمكان: إذا أقام فيه.

(٩) رَمَس الميّت: دفنه وسوّى عليه الأرض.

(١٠) غمره: علاه وستره.

(١١) غَمس النجم: غاب.

٤٤٢

يا قبره أنت قبر قد تضمّنه

علم وحلم وتطهير وتقديس

فافخر(١) بأنّك مغبوط بجثّته

وبالملائكه الأبرار محروس(٢)

في كلّ عصر لنا منكم إمام هدى

فربعه آهل منكم ومأنوس

أمست نجوم سماء الدين آفلة

وظلّ أسد الثرى قد ضمّها الخيس(٣)

غابت ثمانية منكم وأربعة

يرجى مطالعها ما حنّت العيس

حتّى متى يزهر الحقّ المنير بكم

فالحقّ في غيركم داج ومطموس(٤)

١٠٩٥/٢٢ - في بصائر الدرجات: محمّد بن عليّ بن سعيد الزيّات، عن عبداللَّه بن أبان قال: قلت للرضا عليه السلام: إنّ قوماً من مواليك سألوني أن تدعو اللَّه لهم.

فقال عليه السلام: واللَّه، إنّي لتعرض عليَّ في كلّ يوم أعمالهم.(٥)

١٠٩٦/٢٣ - في العيون : في حديث طويل، عن أبي الصلت، عن الرضا عليه السلام قال: فقلت [له]: يابن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، فما معنى الخبر الّذي رووه: أنّ ثواب «لا إله إلّا اللَّه» النظر إلى وجه اللَّه تعالى؟

فقال عليه السلام: يا أباالصلت، من وصف اللَّه بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه اللَّه أنبياؤه [ورسله] وحججه عليهم السلام [هم] الّذين بهم يتوجّه إلى اللَّه عزّوجلّ وإلى دينه ومعرفته.

[وقال اللَّه تعالى:( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) (٦) ] وقال عزّوجلّ:( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) (٧) ، فالنظر إلى أنبياء اللَّه

____________________

(١) في المصادر: فخراً فإنّك.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٢٥٤/٢ ضمن ح١، عنه البحار: ٣١٧/٤٩ ضمن ح٢.

(٣) الخيس: موضع الأسد.

(٤) مقتضب الأثر: ٤٧ و٤٨، عنه البحار: ٣١٨/٤٩ ذح٢.

(٥) بصائر الدرجات: ٤٣٠ ح ١١.

(٦) الرحمان: ٢٦، ٢٧.

(٧) القصص: ٨٨.

٤٤٣

تعالى ورسله وحججه عليهم السلام في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة.

وقد قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة.(١)

١٠٩٧/٢٤ - في بصائر الدرجات : محمّد بن الحسين، عن محّمد بن الهيثم أو عمّن رواه عنه، [أو] عن بعض أصحابنا، عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: إنّي سألت أباك عن مسألة اُريد أن أسألك عنها.

قال: وعن أيّ شيء تسأل؟ قال: قلت له: عندك علم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وكتبه وعلم الأوصياء وكتبهم؟

قال: فقال: نعم، وأكثر من ذلك(٢) ، سل عمّا بدا لك.(٣)

١٠٩٨/٢٥ - في الإختصاص المنسوب للمفيد قدس سره قال : كتب المأمون إلى الرضا عليه السلام فقال: عظني، فكتب عليه السلام [إليه]:

إنّك في دنيا لها مدّة

يقبل فيها عمل العامل

أما ترى الموت محيطاً بها

يسلب منها أمل الآمل

تعجّل الذنب بما تشتهي

وتأمل التوبة من قابل

والموت يأتي أهله بغتة

ماذاك فعل الحازم(٤) العاقل(٥)

١٠٩٩/٢٦ - موعظه نافعه له عليه السلام: كتاب الدرّ: قال عليه السلام:

إتّقوا اللَّه أيّها الناس في نعم اللَّه عليكم، فلاتنفروها عنكم بمعاصيه، بل

____________________

(١) عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٩٤/١ ضمن ح٣، ومابين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر والبحار: ذاك.

(٣) بصائر الدرجات: ٥١١ ح ١٩، عنه البحار: ١٧٦/٢٦ ح ٥٤.

(٤) حَزَم فلان رأيه حَزماً: أتقنه.

(٥) الإختصاص: ٩٤، ٩٥.

٤٤٤

استديموها بطاعته وشكره على نعمه وأياديه.

واعلموا أنّكم لاتشكرون بشيء بعد الإيمان باللَّه ورسوله وبعد الاعتراف بحقوق أولياء اللَّه من آل محمّد عليهم السلام أحبّ إليكم من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين على دنياهم الّتي هي معبر لهم إلى جنّات ربّهم، فإنّ من فعل ذلك كان من خاصّة اللَّه.

من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن خاف أمن، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم عقل.

وصديق الجاهل في تعب، وأفضل المال ما وقى به العرض، وأفضل العقل معرفة الإنسان نفسه.

والمؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه عن حقّ، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا قدر لم يأخذ أكثر من حقّه.

الغوغاء قتلة الأنبياء، والعامّة اسم مشتقّ من العمى، ما رضي اللَّه لهم أن شبّههم بالأنعام حتّى قال:( بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ) (١) .

صديق كلّ امرء عقله، وعدوّه جهله، العقل حباء(٢) من اللَّه عزّوجلّ، والأدب كلفة فمن تكلّف الأدب قدر عليه، ومن تكلّف العقل لم يزده إلّا جهلاً.

التواضع درجات، منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم لايحبّ أن يأتي إلى أحد إلّا مثل ما يؤتى إليه، إن أتى إليه سيّئة واراها بالحسنة كاظم الغيظ، عاف عن الناس، واللَّه يحبّ المحسنين.(٣)

____________________

(١) الفرقان: ٤٤.

(٢) حَبوت الرجل حِباء: أعطيته الشيء بغير عوض.

(٣) البحار: ٣٥٥/٧٨ ضمن ح٩، و٣٥٢ ح٩ (قطعة).

٤٤٥

خاتمه الباب

قال عبدالباقي العمري مخمّساً لهذه الأربعة أبيات المنسوبات لأبي نواس قالها في مدح الرضا صلوات اللَّه عليه وآله:

من معاني البيان أظهرت سرّاً

شاع ما بين شيعة الآل جهراً

وغداة استحال شعري سحراً

قيل لي أنت أشعر الناس طرّاً

في المعاني وفي الكلام النبيه

فهو الدن وهي فيه مدام

بيد الفكر فضّ عنها ختام

وبسلك لايعتريه انفصام

لك من جوهر القريض نظام

يثمر الدرّ في يدي مجتنيه

بنفيس منه اشترين النفوسا

وعلى المشترى أدرت الشموسا

ومن الشعر قد ملأت الطروسا

فلماذا تركت مدح ابن موسى؟

والخصال الّتي تجمعن فيه

وهو القائد العلا بزمام

لمقام ما فوقه من مقام

فالتزم مدحه أشدّ التزام

قلت: لا أستطيع مدح إمام

كان جبرئيل خادماً لأبيه

وقال هو أيضا:

إن كنت تخشى نكبة

من جائر أو غادر

لذ بالرضا بن الكاظم بـ

ـن الصادق بن الباقر عليهم السلام

٤٤٦

الباب الحادي عشر

في ذكر قطرة من بحر

مناقب أبي جعفر محمّد بن عليّ الجواد

صلوات اللَّه عليه

١١٠٠/١ - أبو جعفر محمّد بن جعفر الطبري : حدّثني أبوالمفضّل محمّد بن عبداللَّه قال: حدّثني جعفر [بن محمّد] بن مالك الفزاري قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الحسني، عن أبي محمّد الحسن بن عليّ عليه السلام قال: كان أبو جعفر عليه السلام شديد الأدمة، ولقد قال فيه الشاكّون المرتابون - وسنّه خمس وعشرين شهراً -: إنّه ليس هو من ولد الرضا عليه السلام، وقالوا لعنهم اللَّه: إنّه من سفيف(١) الأسود مولاه وقالوا: من لؤلؤ، وإنّهم أخذوه والرضا عليه السلام عند المأمون.

فحملوه إلى القافة(٢) وهو طفل بمكّة في مجمع من الناس بالمسجد الحرام، فعرضوه عليهم، فلمّا نظروا إليه وزرقوه بأعينهم خرّوا لوجوههم سجدّاً.

____________________

(١) في المصدر: شُنيف.

(٢) القائف: هو الّذي يعرف الآثار ويلحق الولد بالوالد، والأخ بأخيه، والجمع: قافة.

٤٤٧

ثمّ قاموا فقالوا لهم: يا ويحكم، مثل هذا الكوكب الدرّيّ، والنور المنير يعرض على أمثالنا، وهذا واللَّه الحَسَب الزكيّ، والنسب المهذّب الطاهر، واللَّه، ما تردّد إلّا في أصلاب زاكية، وأرحام طاهرة، وواللَّه ما هو إلّا من ذرّية أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ورسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فارجعوا واستقيلوا اللَّه واستغفروه، ولاتشكّوا في مثله.

وكان في ذلك الوقت سنّه خمسة وعشرين شهراً، فنطق بلسان أرهف(١) من السيف، وأفصح من الفصاحة يقول:

الحمد للَّه الّذي خلقنا من نوره بيده، واصطفانا من بريّته، وجعلنا أمناءه على خلقه ووحيه.

معاشر الناس، أنا محمّد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ سيّد العابدين بن الحسين الشهيد بن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم السلام وابن فاطمة الزهراء عليها السلام وابن محمّد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ففي مثلي يشكّ؟ وعليَّ وعلى أبويَّ يفترى واُعرض على القافة؟

وقال: واللَّه، إنّني لأعلم بأنسابهم من آبائهم، إنّي واللَّه، لأعلم بواطنهم وظواهرهم، وإنّي لأعلم بهم أجمعين، وما هم إليه صائرون، أقوله حقّاً، واُظهره صدقاً وعدلاً، علماً ورّثناه اللَّه قبل الخلق أجمعين، وبعد بناء السماوات والأرضين.

وأيم اللَّه، لولا تظاهر الباطل علينا، وغلبة دولة الكفر، وتوثّب أهل الشكوك والشرك والشقاق علينا، لقلت قولاً يتعجّب منه الأوّلون والآخرون.

ثمّ وضع يده على فيه، ثمّ قال: يا محمّد، اصمت كما صمت آباؤك( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ) إلى آخر الآية(٢) .

____________________

(١) رَهَفَه، رَهْفاً: رقَّقه وحدَّده. يقال: رهف سيفه.

(٢) الأحقاف: ٣٥.

٤٤٨

ثمّ تولّى الرجل إلى جانبه، فقبض على يده ومشى يتخطّى رقاب الناس، والناس يفرجون له، قال: فرأيت مشيخة ينظرون إليه ويقولون:( اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) (١) فسألت عن المشيخة؟ قيل: هؤلاء قوم من حيّ بني هاشم من أولاد عبدالمطّلب.

وقال: وبلغ الخبر الرضا عليّ بن موسى عليهما السلام، وما صنع بإبنه محمّد عليه السلام فقال: الحمدللَّه، ثمّ التفت إلى بعض من بحضرته من شيعته، فقال: هل علمتم ما قدرميت به مارية القبطيّة، وما ادّعي عليها في ولادتها إبراهيم بن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم؟ ثمّ ذكر عليه السلام القصّة بطولها.(٢)

١١٠١/٢ - في الثاقب في المناقب : عليّ بن عبيدة، عن حكيمة بنت موسى عليه السلام قالت: لمّا حضرت ولادة الخيزران أدخلني أبو الحسن الرضا عليه السلام وإيّاها بيتاً، وأغلق علينا الباب والقابلة معنا.

فلمّا كان في جوف الليل إنطفأ المصباح فاغتممنا(٣) لذلك فما كان بأسرع أن بدر أبوجعفر عليه السلام فأضاء البيت نوراً، فقلت لاُمّه: قد أغناك اللَّه عن المصباح. فقعد في الطست وقبض عليه وعلى جسده شيء رقيق شبه التور.

فلمّا أن أصبحنا جاء الرضا عليه السلام فوضعه في المهد، وقال لي: إرمي(٤) مهده.

[قالت:] فلمّا كان يوم الثالث رفع بصره إلى السماء ثمّ لمح يميناً وشمالاً، ثمّ قال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لاشريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله.

فقمت رعدة فزعة، فأتيت الرضا عليه السلام فقلت له: رأيت عجباً! فقال: وما الّذي رأيت؟ فقلت: هذا الصبيّ فعل الساعة كذا وكذا.

____________________

(١) الأنعام: ١٢٤.

(٢) دلائل الإمامة: ٣٨٤ ح٢، وأورد ابن شهراشوب في المناقب: ٣٨٧/٤ (نحوه)، عنه البحار:٨/٥٠ ضمن ح ٩.

(٣) في المصدر: فاغتممت.

(٤) في المصدر: إلزمي.

٤٤٩

قالت: فتبسّم الرضا عليه السلام وقال: ما ترين من عجائبه أكثر.(١)

١١٠٢/٣ - فيه : محمّد بن [أبي] العلاء قال: سمعت يحيى بن أكثم - قاضي القضاة - يقول: بعد ما جهدت به وناظرته غير مرّة وحاورته في ذلك [ولاطفته] وأهديت له طرائف، وكنت أسأله عن علوم آل محمّد عليهم السلام، قال: اُخبرك بشرط أن تكتم عليّ ما دمت حيّاً، ثمّ شأنك به [إذا متّ].

فبينا أنا ذات يوم بالمدينة فدخلت المسجد أطوف بقبر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فرأيت محمّد بن عليّ التقيّ عليهما السلام يطوف بالقبر فناظرته في مسائل عندي فأخرجها إلى.

فقلت: واللَّه، إنّي اُريد أن أسألك عن مسألة، وإنّي واللَّه لأستحيي منك(٢) ، فقال لي: إنّي اُخبرك بها قبل أن تخبرني وتسألني عنها، تريد أن تسألني عن الإمام فقلت:هو واللَّه هذا، فقال: أنا هو.

فقلت: علامة، وكان في يده عصاه، فنطقت وقالت: إنّ مولاي إمام هذا الزمان، وهو حجة اللَّه.(٣)

١١٠٣/٤ - وفيه، وكذا في الإختصاص المنسوب إلى المفيد قدس سره : عليّ بن خالد قال:كنت بالعسكر فبلغني أنّ هناك رجلاً محبوساً اُتي به من ناحية الشام مكبولاً(٤) ، فقالوا: إنّه تنبؤ حقّ.

قال: فأتيت الباب واستأذنت البوّاب حتّى وصلت إليه فإذا رجل له فهم وعقل فقلت له: يا هذا، ما قصّتك؟

قال: إنّي كنت رجلاً بالشام أعبد اللَّه تعالى في الموضع الّذي يقال: إنّه نصب

____________________

(١) الثاقب في المناقب: ٥٠٤ ح١.

(٢) في المصدر: من ذلك.

(٣) الثاقب في المناقب: ٥٠٨ ح١وفيه: وهو الحجّة عليهم، وأورد ابن شهراشوب في المناقب:٣٩٤ ٣٩٣/٤ (نحوه)، عنه البحار: ٦٨/٥٠ ح ٤٦.

(٤) الكَبْل: القيد، يقال: كبَلتُ الأسير: إذا قيّدته.

٤٥٠

فيه رأس الحسين عليه السلام، فبينا أنا ذات ليلة مقبل على المحراب أذكر اللَّه تعالى إذ رأيت شخصاً بين يدي فنطرت إليه، فقال لي: قم، فقمت معه، فمشى بي قليلاً وإذا أنا في مسجد الكوفة، فقال لي: تعرف هذا المسجد؟ قلت: نعم، هذا مسجد الكوفة.

قال: فصلّى وصلّيت معه، ثمّ خرج وخرجت معه، ومشى [بي] قليلاً، وإذا أنا بمكّة، فطاف [بـ] البيت وطفت معه، ثمّ خرج ومشى قليلاً، وإذا أنا بالموضع الّذي كنت أعبد اللَّه [فيه] بالشام، وغاب الشخص عن عيني، فبقيت متعجّباً متهوّلاً ممّا رأيت.

فلمّا كان في العام المقبل رأيت ذلك فاستبشرت به ودعاني فأجبته، ففعل كما فعل في العام الماضي، فلمّا أراد مفارقتي بالشام قلت له: أسألك بالّذي أقدرك على ما رأيت منك إلّا أخبرتني، من أنت؟ فأطرق طويلاً ثمّ نظر إليّ [و] قال: أنا محمّد بن عليّ بن موسى عليهم السلام.

وتوافى(١) الخبر إلى محمّد بن عبدالملك الزيّات فبعث إليّ وكبّلني في الحديد، وحملني إلى العراق وحبست كما ترى وادّعى عليّ المحال، فقلت له: فارفع قصّتك إلى محمّد بن عبدالملك؟ [فقال:] أفعل.

فكتبت عنه قصّته شرحت أمره فيها ورفعتها إلى محمّد بن عبدالملك، فوقّع في ظهرها: قل للّذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة ومنها إلى المدينة ومنها إلى مكّة ومنها إلى الشام أن يخرجك من حبسك هذا.

قال عليّ بن خالد: فغمّني ذلك من أمره ورققت له، وانصرفت محزوناً عليه فلمّا كان من الغد باكرت الحبس لأعلمه بالحال وآمره بالصبر والرضا فوجدت الجند وصاحب السجن وأصحاب الحرس وخلقاً عظيماً من الناس يهرعون،

____________________

(١) في الثاقب: وتراقى، تراقى الخبر: تصاعد وارتفع، وفي الكشف: فرقى.

٤٥١

فسألت عن حالهم؟ فقيل [لي]: إنّ المحمول من الشام المتنبّئ افتقد البارحة فلايدرى أخسفت به الأرض أم اختطفه الطير.

وكان عليّ بن خالد زيديّاً، فقال بالإمامة [لمّا رأى ذلك] وحسن إعتقاده.(١)

١١٠٤/٥ - وفيه : عليّ بن أسباط قال: خرجت مع أبي جعفر عليه السلام من الكوفة وهو راكب على حمار، فمرّ بقطيع من الغنم، فتركت شاة القطيع(٢) ، وعدت إليه وهي ترعى(٣) ، فاحتبس [عليه السلام، وأمرني أن ادعو الراعي إليه، ففعلت، فقال] أبوجعفر عليه السلام: أيّها الراعي، إنّ هذه الشاة تشكوك وتزعم [أنّها لها رجلين و] أنّك تحيف(٤) عليها بالحلب، فإذا رجعت إلى صاحبها بالعشيّ لم يجد معها لبناً، فإن كففتها من ظلمها وإلّا دعوت اللَّه تعالى أن يبتر عمرك.

فقال الراعي: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأشهد أنّ محمّداً رسول اللَّه، وأنّك وصيّه أسألك لما أخبرتني من أين علمت هذا الشأن؟

فقال أبوجعفر عليه السلام: نحن خزّان اللَّه على علمه، وغيبه وحكمته، وأوصياء أنبيائه، وعباد مكرمون.(٥)

١١٠٥/٦ - وفيه : يوسف بن زياد، عن الحسن بن عليّ، عن أبيه، قال: جاء رجل إلى محمّد بن عليّ بن موسى عليهم السلام فقال: يابن رسول اللَّه، إنّ أبي قد مات وكان له ألف دينار، ففاجأه الموت، ولست أقف على ماله ولي عيال كثيرة، وأنا من مواليكم [فأغنني].

____________________

(١) الثاقب في المناقب: ٥١٠ ح٢، وأورد في الصراط المستقيم: ٢٠٠/٢ ح٦ باختصار، ورواه في كشف الغمّة: ٣٥٩/٢، المناقب: ٤٩٨/٣، البحار: ٣٨/٥٠ ح٣ مع اختلاف يسير، وما بين المعقوفين من الثاقب.

(٢) في المصدر: فمرّ بقطيع غنم، فتركت شاة الغنم.

(٣) في المصدر: ترغو، الرغاء - كغراب -: صوت ذوات الخفّ.

(٤) الحيف: الظلم والجور.

(٥) الثاقب في المناقب: ٥٢٢ ح٣، وما بين المعقوفين من المصدر.

٤٥٢

فقال [أبوجعفر] عليه السلام: إذا صلّيت العشاء الآخرة فصلّ على محمّد وآل محمّد مائة مرّة، فإنّ أباك يأتيك ويخبرك بأمر المال.

ففعل الرجل ذلك، فأتاه أبوه في منامه فقال: يا بنيّ، مالي في موضع كذا فخذه.

فذهب الرجل وأخذ الألف دينار وأبوه واقف، فقال: يا بنيّ، إذهب إلى ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وأخبره بأنّك قد أخذت المال وقد دللتك عليه(١) ، فإنّه كان أمرني بذلك، فجاء الرجل فأخبره بالمال، وقال: الحمدللَّه الّذي أكرمك واصطفاك.(٢)

١١٠٦/٧ - فيه: أبوالصلت الهروي، قال: حضرت مجلس الإمام محمّد بن عليّ بن موسى الرضا عليهم السلام وعنده جماعة من الشيعة وغيرهم، فقام إليه رجل وقال:يا سيّدي، جعلت فداك، فقال عليه السلام: لاتقصّر [و] اجلس.

ثمّ قام إليه آخر وقال: يا مولاي، جعلت فداك، فقال عليه السلام: إن لم تجد أحداً فارم بها في الماء، فإنّها تصل إليه.

قال: فجلس الرجل. فلمّا انصرف من كان في المجلس قلت: جعلت فداك [يا سيّدي](٣) ، رأيت عجباً! قال: نعم، تسألني عن الرجلين؟ قلت: نعم يا سيّدي.

فقال عليه السلام: أمّا الأوّل، فإنّه قام يسألني عن الملّاح يقصّر في السفينة؟ فقلت:لا [يقصّر](٤) ، لأنّ السفينة بمنزلة بيته ليس بخارج منها، و [أمّا](٥) الآخر فإنّه قام يسألني عن الزكاة إن لم يجد(٦) أحداً من شيعتنا فإلى من يدفعه؟ قلت له: إن لم تجد(٧) أحداً من الشيعة فارم بها في الماء، فإنّها تصل إلى أهلها.(٨)

____________________

(١) في المصدر: فأخبره بأنّي قد دللتك عليه.

(٢) الثاقب في المناقب: ٥٢٢ ح٥.

(٣-٥) ليس في المصدر.

(٦) في المصدر: لم يصب.

(٧) في بعض نسخ المصدر: إن لم تصب لها.

(٨) الثاقب في المناقب: ٥٢٣ ح٦.

٤٥٣

١١٠٧/٨ - وفيه : إسماعيل بن عبّاس الهاشمي، قال: جئت إلى أبي جعفر عليه السلام يوماً(١) فشكوت إليه ضيق المعاش فرفع المصلّى، فأخذ من التراب سبيكة من ذهب فأعطانيها، فخرجت بها إلى السوق، فكان فيها ستّة عشر مثقالاً(٢) من الذهب.(٣)

١١٠٨/٩ - في تفسير العيّاشي: عن عليّ بن العبّاس(٤) قال: قدمت المدينة وأنا اُريد مصر فدخلت على أبي جعفر محمّد بن عليّ الرضا عليهما السلام، وهو إذ ذاك خماسيّ، فجعلت أنامله لأصفه لأصحابنا بمصر.

فنظر إليّ فقال: يا عليّ، إنّ اللَّه أخذ في الإمامه، كما أخذ في النبوّة،( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ) (٥) ، وقال:( وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) (٦) فقد يجوز أن يعطي الحكم ابن أربعين سنة، ويجوز أن يعطيه الصبيّ.(٧)

١١٠٩/١٠ - في مناقب ابن شهراشوب: حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قالت: لمّا حضرت ولادة الخيزران - اُمّ أبي جعفر عليه السلام - دعاني الرضا عليه السلام فقال [لي]: يا حكيمة، إحضري ولادتها وادخلي وإيّاها والقابلة بيتاً، ووضع لنا مصباحاً وأغلق الباب علينا، فلمّا أخذها الطلق طفئ المصباح وبين يديها طست واغتممت بطفئ المصباح.

____________________

(١) في المصدر: يوم عيد.

(٢) في بعض نسخ المصدر: سبعة عشر ديناراً.

(٣) الثاقب في المناقب: ٥٢٦ ح ١٢، وأورده في الخرائج: ٣٨٣/١ ح ١٢، عنه كشف الغمّة:٣٦٨/٢ والبحار: ٤٩/٥٠ ح ٢٦.

(٤) كذا، والظاهر أنّ الصواب: على بن أسباط، كما ورد في مصادر اُخرى.

(٥) يوسف: ٢٢.

(٦) مريم: ١٢.

(٧) الخرائج: ٣٨٤/١ ح ١٤ (نحوه)، عنه البحار: ٢٠/٥٠ ح٦ و٣٧ ح١.

٤٥٤

فبينا نحن كذلك إذ بدر أبو جعفر عليه السلام في الطست وإذا عليه شيء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتّى أضاء البيت، فأبصرناه، فأخذته فوضعته في حجري ونزعت عنه ذلك الغشاء، فجاء الرضا عليه السلام وفتح الباب وقد فرغنا من أمره، فأخذه ووضعه في المهد وقال لي: يا حكيمة، إلزمي مهده.

قالت: فلمّا كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء ثمّ نظر يمينه ويساره، ثمّ قال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأشهد أنّ محمّداً رسول اللَّه، فقمت ذعرة(١) فزعة فأتيت أباالحسن عليه السلام فقلت له: [لقد] سمعت من هذا الصبيّ عجباً!

فقال: وما ذاك؟ فأخبرته الخبر، فقال عليه السلام: يا حكيمة، ما ترون من عجائبه أكثر.(٢)

١١١٠/١١ - في إعلام الورى والإرشاد: ابن قولويه، عن الكليني، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن معمّر بن خلّاد قال: سمعت الرضا عليه السلام وذكر شيئاً فقال: ما حاجتكم إلى ذلك؟ هذا أبوجعفر عليه السلام قد أجلسته مجلسي، وصيّرته مكاني.

وقال عليه السلام: إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا أكابرنا القُذّة(٣) بالقُذّة.(٤)

أقول : قوله: «وذكر شيئاً» أي: من علامات الإمام وأشباهه.

١١١١/١٢ - في عيون المعجزات : عبدالرحمان بن محمّد، عن كليم بن عمران قال: قلت للرضا عليه السلام: اُدع اللَّه أن يرزقك ولداً، فقال: إنّما أرزق ولداً واحداً وهو يرثني.

____________________

(١) الذُعر: الخوف والفزع.

(٢) المناقب: ٣٩٤/٤، عنه البحار: ١٠/٥٠ ح ١٠، تقدّم نحوه في ح٢.

(٣) القُذّة - بالضمّ والتشديد -: ريش السهم، والجمع قُذَدٌ، و «حَذوَ القذّة بالقذّة» أي: كما يقدر كلّ واحدة منها على قدر صاحبتها وتقطع، ضرب مثلاً للشيئين يستويان ولايتفاوتان.

(٤) إعلام الورى: ٩٣/٢الإرشاد: ٣١٨، عنهما البحار: ٢١/٥٠ ح٩.

٤٥٥

فلمّا ولد أبوجعفر عليه السلام قال الرضا عليه السلام لأصحابه: قد ولد لي شبيه موسى بن عمران، فالق البحار، وشبيه عيسى بن مريم قدّست اُمّ ولدته، قد خلقت طاهرة مطهّرة.

ثمّ قال الرضا عليه السلام: يقتل غصباً فيبكي له وعليه أهل السماء، ويغضب اللَّه تعالى على عدوّه وظالمه، فلايلبث إلّا يسيراً حتّى يعجّل اللَّه به إلى عذابه الأليم وعقابه الشديد، وكان طول ليلته يناغيه في مهده.(١)

أقول : معنى «يناغيه» - كما قال الجوهري - أي: تكلّمه بما يعجبه ويسرّه.

١١١٢/١٣ - روى عليّ بن مهزيار قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام وشكوت إليه كثرة الزلازل في الأهواز وقلت: ترى لنا التحوّل عنها؟

فكتب عليه السلام: لاتتحوّلوا عنها، وصوموا الأربعاء والخميس والجمعة واغتسلوا وطهّروا ثيابكم وأبرزوا يوم الجمعة، وادعوا اللَّه، فإنّه يدفع عنكم.

قال: ففعلنا فسكنت الزلازل.(٢)

١١١٣/١٤ - في عيون أخبار الرضا عليه السلام : أبي وابن الوليد معاً عن محمّد العطّار عن ابن عيسى، عن البزنطي قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا عليه السلام إلى أبي جعفر عليه السلام:

يا أبا جعفر، بلغني أنّ الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير، وإنّما ذلك من بخل بهم لئلاّ ينال منك أحد خيراً، فأسألك بحقّي عليك لايكن مدخلك ومخرجك إلّا من الباب الكبير، وإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضّة، ثمّ لايسألك أحد إلّا أعطيته.

ومن سألك من عمومتك أن تبرّه فلاتعطه أقلّ من خمسين ديناراً، والكثير

____________________

(١) البحار: ١٥/٥٠ ح ١٩.

(٢) علل الشرائع: ٥٥٥/٢ ح ٦ مع إختلاف يسير، عنه البحار: ١٥٠/٩١ ضمن ح ٨، و١٠١/٥٠ ح١٤.

٤٥٦

إليك، ومن سألك من عمّاتك فلاتعطها أقلّ من خمسة وعشرين ديناراً، والكثير إليك. إنّي [إنّما](١) اُريد أن يرفعك اللَّه، فأنفق ولاتخش من ذي العرش إقتارا.(٢)

١١١٤/١٥ - في البحار : أخبرني جماعة، عن التلعكبري، عن أحمد بن عليّ الرازي، عن الحسين بن عليّ، عن أبي الحسن البلخي، عن أحمد بن مابندار الإسكافي، عن العلا المذاري، عن الحسن بن شمّون قال: قرأت هذه الرسالة على عليّ بن مهزيار، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام بخطّه:

[بسم اللَّه الرحمن الرحيم] يا عليّ، أحسن اللَّه جزاك، وأسكنك جنّته، ومنعك من الخزي في الدنيا والآخرة، وحشرك اللَّه معنا.

يا عليّ، قد بلوتك وخيّرتك في النصيحة والطاعة والخدمة والتوقير والقيام بما يجب عليك، فلو قلت: إنّي لم أر مثلك لرجوت أن أكون صادقاً، فجزاك اللَّه جنّات الفردوس نزلاً.

فما خفي عليّ مقامك ولاخدمتك في الحرّ والبرد في الليل والنهار، فأسأل اللَّه إذا جمع الخلائق للقيامة أن يحبوك برحمة تغتبط بها، إنّه سميع الدعاء.(٣)

١١١٥/١٦ - في مقتضب الأثر : قال: حدّثني أبو محمّد عبداللَّه بن محمّد المسعودي، قال: حدّثني المغيرة بن محمّد المهلبي، قال: أنشدني عبداللَّه بن أيّوب الخريبي الشاعر، وكان انقطاعه إلى أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام يخاطب ابنه أباجعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام بعد وفاة أبيه الرضا عليه السلام.

من كلمة له لم نكتبها على وجهها، بل ذكرنا منها موضع الشاهد، يقول:

يابن الذبيح ويابن عراق(٤) الثرى

طابت أرومته(٥) وطاب عروقا

____________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٧/٢ ح ٢٠، عنه البحار: ١٠٢/٥٠ ح ١٦، و١٢١/٩٦ ح ٢٤.

(٣) البحار: ١٠٥/٥٠ ذح ٢٢.

(٤) في المصدر والبحار: أعراق.

(٥) الأرومة: أصل الشجرة.

٤٥٧

يابن الوصيّ وصيّ أفضل مرسل

أعني النبيّ الصادق المصدوقا

ما لفّ في خرق القوابل مثله

أسد يلفّ مع الخريق خريقا(١)

يا أيّها الحبل المتين متى أعذ(٢)

يوماً بعقولة(٣) أجده وثيقا

أنا عائذ بك في القيامة لائذ

أبغي لديك من النجاة طريقا

لايسبقني في شفاعتكم غداً

أحد فلست بحبّكم مسبوقا

يابن الثمانية الأئمّة غرّبوا

وأبا الثلاثة شرّقوا تشريقا(٤)

إنّ المشارق والمغارب أنتم

جاء الكتاب بذالكم تصديقا(٥)

ومن مواعظه عليه السلام : كيف يضيّع من اللَّه كافله؟ وكيف ينجو من اللَّه طالبه؟ ومن انقطع إلى غير اللَّه وكّله اللَّه إليه، ومن عمل على غير علم [ما] أفسد أكثر ممّا يصلح.(٦)

____________________

(١) رحيقاً خ.

(٢) أعد خ، وفي البحار: أغد.

(٣) بعقوته خ، كذا في المصدر والبحار. والعقوة: الموضع المتّسع أمام الدار.

(٤) قال العلّامة المجلسي رحمه الله: تغريب «الثمانية» لعلّه كناية عن وفاتهم، كما أنّ تشريق الثلاثة كناية عن كونهم ظاهرين، أو بمعرض الظهور. والتغريب كناية عن سكناهم غالباً أو ولادتهم في بلاد الحجاز ويثرب، وهي غربيّة بالنسبة إلى العراق فالتشريق ظاهر.

(٥) مقتضب الأثر: ٥٠ و٥١، عنه البحار: ٣٢٥/٤٩ ح٧.

(٦) البحار: ٣٦٤/٧٨ ح ٥.

٤٥٨

الباب الثاني عشر

في ذكر قطرة من بحر

مناقب الإمام العاشر والنور الظاهر

والبدر الباهر ذي الشرف والكرم والمجد والأيادي

أبي الحسن الثالث عليّ بن محمّد النقيّ الهادي

صلوات اللَّه عليه

١١١٦/١ - في الثاقب في المناقب : في بيان آياته عليه السلام في إحياء الموتى؛

محمّد بن حمدان، عن إبراهيم بن بلطون، عن أبيه قال: كنت أحجب المتوكّل فأهدي له خمسون غلاماً من الخزر، وأمرهم(١) أن أتسلّمهم وأحسن إليهم.

فلمّا تمّت سنة كاملة كنت واقفاً بين يديه إذ دخل عليه أبوالحسن عليّ بن محمّد النقيّ عليهما السلام فأخذ(٢) مجلسه أمرني أن أخرج الغلمان من بيوتهم، فأخرجتهم فلمّا بصروا بأبي الحسن عليه السلام سجدوا له بأجمعهم، فلم يتمالك المتوكّل أن قام

____________________

(١) كذا، وفي المصدر: فأمرني.

(٢) في المصدر: فلمّا أخذ.

٤٥٩

يجرّ رجله(١) حتّى توارى خلف الستر، ثمّ نهض [أبوالحسن] عليه السلام.

فلمّا علم المتوكّل بذلك خرج إليّ فقال: ويلك(٢) يا بلطون، ما هذا الّذي فعل هؤلاء الغلمان؟ فقلت: [لا] واللَّه ما أدري. قال: سلهم.

فسألتهم عمّا فعلوه، فقالوا: هذا رجل يأتينا كلّ سنة فيعرض علينا الدين، ويقيم عندنا عشرة أيّام، وهو وصيّ نبيّ المرسلين(٣) ، فأمرني بذبحهم [فذبحتهم] عن آخرهم.

فلمّا كان وقت العتمة صرت إلى أبي الحسن عليه السلام، فإذا خادم على الباب فنظر إليّ، فلمّا بصر بي قال: ادخل، فدخلت فإذا هو عليه السلام جالس فقال: يا بلطون، ما صنع القوم؟ فقلت: يابن رسول اللَّه، ذبحوا [واللَّه] عن آخرهم، فقال لي: كلّهم؟ فقلت: [نعم](٤) إي واللَّه.

فقال عليه السلام: [أ]تحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم يابن رسول اللَّه، فأومأ بيده إليّ ادخل(٥) الستر، فدخلت فإذا أنا بالقوم قعود [و] بين أيديهم فاكهه يأكلون.(٦)

١١١٧/٢ - وفيه : في بيان معجزاته في الرمل والحجر.

أبوهاشم الجعفري، قال: خرجت مع أبي الحسن عليه السلام إلى سرّ من رأى نتلقّى بعض القادمين فأبطأوا، فطرح لأبي الحسن عليه السلام غاشيه(٧) السرج فجلس عليها.

فنزلت من(٨) دابّتي وجلست بين يديه وهو يحدّثني. فشكوت إليه قصور

____________________

(١) في المصدر: رجليه.

(٢) في بعض نسخ المصدر: ويحك.

(٣) كذا في الأصل، وفي المصدر: المسلمين.

(٤) ليس في المصدر.

(٥) في المصدر: فأومأ بيده أن أدخل.

(٦) الثاقب في المناقب: ٥٢٩ ح١، وما بين المعقوفين من المصدر.

(٧) الغاشية: الغطاء.

(٨) في المصدر: عن.

٤٦٠