القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء ٢

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام0%

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 672

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: الصفحات: 672
المشاهدات: 41619
تحميل: 5101


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 672 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 41619 / تحميل: 5101
الحجم الحجم الحجم
القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء 2

مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وفي نسخة الكافي بعده: وما يأخذني نوم عليها أصلاً.(١)

١١٣٤/٣ - في غيبة الطوسي قدس سره: الفزاري، عن محمّد بن جعفر بن عبداللَّه، عن محمّد بن أحمد الأنصاري، قال: وجّه قوم من المفوّضة والمقصّرة كامل بن إبراهيم المدني إلى أبي محمّد عليه السلام.

قال كامل: فقلت في نفسي: [أسأله] لايدخل الجنّة إلّا من عرف معرفتي، وقال بمقالتي؟

قال: فلمّا دخلت على سيّدي أبي محمّد عليه السلام نظرت إلى ثياب بياض ناعمة عليه، فقلت في نفسي: وليّ اللَّه وحجّته يلبس الناعم من الثياب؟ ويأمرنا نحن بمواساة الإخوان، وينهانا عن لبس مثله.

فقال متبسّماً: يا كامل، وحسر ذراعيه فإذا مسح أسود خشن على جلده، فقال: هذا للَّه وهذا لكم، الخبر.(٢)

١١٣٥/٤ - في الخرائج للقطب الراوندي قدس سره: قال أبو هاشم: [إنّي] قلت في نفسي: أشتهي أن أعلم ما يقول أبومحمّد عليه السلام في القرآن، أهو مخلوق أم(٣) غير مخلوق؟ [والقرآن سوى اللَّه].

فأقبل عليّ فقال: أما بلغك ما روي عن أبي عبداللَّه عليه السلام لمّا نزلت( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ) (٤) خلق لها أربعة ألف(٥) جناح، فما كانت تمرّ بملاءٍ من الملائكة إلّا خشعوالها؟! وقال(٦) : هذه نسبة الربّ تبارك وتعالى.(٧)

____________________

(١) الكافي: ٥١٣/١ ح ٢٧ مع إختلاف يسير، عنه البحار: ٢٨٦/٥٠ ح ٦١.

(٢) غيبة الطوسي: ١٤٨، عنه البحار: ٢٥٣/٥٠ ح ٧.

(٣) في المصدر: أو إنّه.

(٤) التوحيد: ١.

(٥) في المصدر: أربعة آلاف.

(٦) في بعض نسخ المصدر: فقالوا.

(٧) الخرائج: ٦٨٦/٢ ح ٦، عنه البحار: ٢٥٤/٥٠ ح ٩، وما بين المعقوفتين من المصدر.

٤٨١

١١٣٦/٥ - وفيه وفي المناقب : روي عن عليّ بن الحسن بن سابور قال: قحط الناس بـ«سرّ من رأى» في زمن الحسن الأخير عليه السلام فأمر الخليفة الحاجب وأهل المملكة أن يخرجوا إلى الإستسقاء، فخرجوا ثلاثة أيّام متوالية إلى المصلّى [يستسقون](١) ويدعون فما سقوا.

فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء، ومعه النصارى والرهبان وكان فيهم راهب، فلمّا مدّ يده هطلت(٢) السماء بالمطر [وخرج في اليوم الثاني، فهطلت السماء بالمطر](٣) ، فشكّ أكثر الناس، وتعجّبوا وصبوا(٤) إلى دين النصرانيّة.

فأنفذ(٥) الخليفة إلى الحسن عليه السلام، وكان محبوساً فاستخرجه من محبسه وقال: ألحق اُمّة جدّك فقد هلكت.

فقال: إنّي خارج في الغد ومزيل الشكّ إن شاء اللَّه [تعالى].

فخرج الجاثليق في اليوم الثالث والرهبان معه وخرج الحسن عليه السلام في نفر من أصحابه، فلمّا بصر بالراهب - وقد مدّ يده - أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى ويأخذ ما بين إصبعيه، ففعل وأخذ من بين سبّابتيه(٦) عظماً أسود، فأخذه الحسن عليه السلام بيده ثمّ قال له: استسق الآن، فاستسقى وكان السماء متغيّماً(٧) فتقشّعت(٨) وطلعت الشمس بيضاء.

فقال الخليفة: ما هذا العظم يا أبامحمّد؟ قال عليه السلام: هذا رجل مرّ بقبر نبيّ من الأنبياء فوقع إلى يده هذا العظم، وما كشف من عظم نبيّ إلّا وهطلت السماء

____________________

(١) من الخرائج.

(٢) الهَطْل: تتابع المطر وسيلانه.

(٣) من الخرائج.

(٤) صبا إلى الشيء: مال.

(٥) في الخرائج: فبعث.

(٦) في الخرائج: سبّابتيه والوسطى.

(٧) في الخرائج: وكانت السماء متغيّمة.

(٨) تقشع السحاب: زال وانكشف.

٤٨٢

بالمطر.(١)

١١٣٧/٦ - في رجال الشيخ الكشي قدس سره : وقال محمّد بن الحسن: لقيت من علّة عيني شدّة، فكتبت إلى أبي محمّد عليه السلام أسأله أن يدعو لي، فلمّا نفذ الكتاب، قلت في نفسي: ليتني كنت سألته أن يصف لي كحلاً أكحلها.

فوقّع بخطّه يدعو لي بسلامتها، إذ كانت إحداهما ذاهبة، وكتب بعده:

أردت أن أصف لك كحلاً، عليك بصبر(٢) مع الإثمد(٣) كافوراً وتوتيا، فإنّه يجلوما فيها من الغشاء وييبس الرطوبة.

قال: فاستعملت ما أمرني به عليه السلام، فصحّت والحمدللَّه.(٤)

١١٣٨/٧ - وفيه : أحمد بن عليّ بن كلثوم، عن إسحاق بن محمّد، عن الفضل بن الحارث، قال: كنت بـ«سرّ من رأى» وقت خروج سيّدي أبي الحسن عليه السلام، فرأينا أبا محمّد عليه السلام ماشياً قد شقّ ثوبه(٥) ، فجعلت أتعجّب من جلالته، وهو(٦) له أهل، ومن شدّة اللون والأدمة، واُشفق عليه من التعب.

فلمّا كان من الليل رأيته عليه السلام في منامي، فقال: اللون الّذي تعجّبت منه إختيار من اللَّه لخلقه يجريه(٧) كيف يشاء، وأنّها هي لعبرة لاُولى الأبصار، لايقع فيه على المختبر ذمّ، ولسنا كالناس فنتعب ممّا يتعبون، نسأل اللَّه الثبات ونتفكّر(٨) في خلق اللَّه، فإن فيه متّسعاً، واعلم إنّ كلامنا في النوم مثل كلامنا في اليقظة.(٩)

____________________

(١) الخرائج: ٤٤١/١ ح ٢٣، وأورد في المناقب: ٤٢٥/٤ (نحوه)، عنهماالبحار: ٢٧٠/٥٠ ح ٣٧.

(٢) الصَبِر: عصارة شجر مرّ، واحدته: صَبِرَةٌ.

(٣) الإثْمِد: حجر يكتحل به، ومعادنه بالمشرق.

(٤) رجال الكشّي: ٨١٥/٢ ضمن الرقم ١٠١٨، عنه البحار: ٢٩٩/٥٠ ح ٧٣.

(٥) في المصدر: ثيابه.

(٦) في المصدر: وما هو.

(٧) في البحار: اختبار من اللَّه لخلقه، يختبر به.

(٨) في البحار: والتفكّر.

(٩) رجال الكشّي: ٨٤٣/٢ الرقم ١٠٨٧، عنه البحار: ٣٠٠/٥٠ ح ٧٥.

٤٨٣

١١٣٩/٨ - في إعلام الورى للشيخ أبي عليّ الفضل بن الحسن - صاحب مجمع البيان - وفي الثاقب في المناقب أيضاً، وكذا في الصراط المستقيم : أحمد بن محمّد بن عيّاش، عن أحمد بن محمّد العطّار، ومحمّد بن أحمد بن مصقلة، عن سعد بن عبداللَّه، عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري قال: كنت عند أبي محمّد عليه السلام فاستوذن لرجل من أهل اليمن، فدخل عليه رجل جميل طويل جسيم، فسلّم عليه بالولاية، فردّ عليه بالقبول وأمره بالجلوس، فجلس إلى جنبي.

فقلت في نفسي: ليت شعري من هذا؟ فقال أبومحمّد عليه السلام: هذا من ولد الأعرابيّة صاحبة الحصاة الّتي طبع آبائي فيها [بخواتيمهم فانطبعت، فقد جاء بها معه يريدأن نطبع فيها].

ثمّ قال: هاتها، فأخرج حصاة، وفي جانب منها موضع أملس، فأخذها وأخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع، وكأنّي أقرء الخاتم الساعة «الحسن بن عليّ عليهما السلام».

فقلت لليماني: رأيته قطّ؟ قال: لا واللَّه، وإنّي منذ دهر لحريص على رؤيته حتّى كان الساعة أتاني شابّ لست أراه، فقال [لي]: قم فأدخل، فدخلت.

ثمّ نهض [اليماني] وهو يقول: رحمة اللَّه وبركاته عليكم أهل البيت، ذرّيّة بعضها من بعض، أشهد أنّ حقّك لواجب كوجوب حقّ أميرالمؤمنين والأئمّة من بعده صلوات اللَّه عليهم أجمعين وإليك انتهت الحكمة والإمامة، وأنّك وليّ اللَّه الّذي لا عذر لأحد في الجهل بك.

فسألت عن إسمه؟ فقال: إسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن اُمّ غانم وهي الأعرابيّة اليمانيّة صاحبة الحصاة الّتي ختم فيها أميرالمؤمنين عليه السلام.

وقال أبوهاشم الجعفري في ذلك شعراً:

بدرب الحصا مولى لنا يختم الحصى(١)

له اللَّه أصفى بالدليل وأخلصا

____________________

(١) في الثاقب: بدرت إلى مولانا يطبع الحصى.

٤٨٤

وأعطاه آيات الإمامة كلّها

كموسى وفلق البحر واليد والعصا

وما قمّص اللَّه النبيّين حجّةً

ومعجزةً إلّا الوصيّين قمّصا

فمن كان مرتاباً بذاك فقصره

من الأمر أن تتلو الدليل وتفحصا(١)

١١٤٠/٩ - في الثاقب في المناقب: أبوهاشم الجعفري قال: سمعت أبا محمّد عليه السلام يقول:

إنّ في الجنّة باباً يقال له: [المعروف، ولا يدخله إلّا أهل] المعروف فحمدت اللَّه تعالى في نفسي، وفرحت بما أتكلّف من حوائج الناس.

فنظر عليه السلام إليّ وقال: نعم، دُم على ما أنت عليه، فإنّ أهل المعروف في دنياهم هم أهل المعروف في الآخرة، جعلك [اللَّه] منهم يا أباهاشم ورحمك.(٢)

١١٤١/١٠ - وفيه : عن أبي هاشم قال: كنت عنده فسأله محمّد بن صالح الأرمني عن قول اللَّه تعالى:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ) (٣) الآية.

قال: ثبّتوا المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ومن رازقه.

قال أبوهاشم: فجعلت أتعجّب في نفسي من عظيم ما أعطى اللَّه [وليّه] ومن جزيل ما حمله، فأقبل أبو محمّد عليه السلام [عليّ] وقال: الأمر أعجب ممّا عجبت منه يا أباهاشم، وأعظم، ما ظنّك بقوم مَن عرفهم عرف اللَّه، ومَن أنكرهم أنكر اللَّه، ولايكون مؤمناً حتّى يكون لولايتهم مصدّقاً، وبمعرفتهم موقناً.(٤)

____________________

(١) الثاقب في المناقب: ٥٦١ ح١، وأورده في الصراط المستقيم: ٢٠٦/٢ ح ٥ باختصار، إعلام الورى: ١٣٨/٢، عنه البحار: ٣٠٢/٥٠ ح ٧٨ وما بين المعقوفين أثبتناه من الثاقب.

(٢) الثاقب في المناقب: ٥٦٤ ح١، ورواه في إعلام الورى: ١٤٣/٢، الخرائج: ٦٨٩/٢ ح ١٢المناقب: ٤٣٢/٤ مع إختلاف يسير، عنها البحار: ٢٥٨/٥٠ ح ١٦.

(٣) الأعراف: ١٧٢.

(٤) الثاقب في المناقب: ٥٦٧ ح٨، وأورده في كشف الغمّة: ٤١٩/٢ مع إختلاف يسير.

٤٨٥

١١٤٢/١١ - وفيه : بهذا الإسناد، وكذا في الكافي بغير هذا الإسناد: إسحاق عن الأقرع قال: كتبت إلى أبي محمّد عليه السلام أسأله عن الإمام هل يحتلم؟ وقلت في نفسي بعدها: اللَّه أعاذ أولياءه من ذلك.

فورد الجواب: حال الأئمّة عليهم السلام في المنام حالهم في اليقظة، لايغيّر النوم منهم شيئاً، وقد أعاذ اللَّه عزّوجلّ أولياءه من الشيطان، كما حدّثتك نفسك.(١)

١١٤٣/١٢ - في إثبات الوصيّة للمسعودي قدس سره : عن عليّ بن محمّد، عن جعفر بن محمّد بن موسى قال: كنت جالساً في الشارع بـ«سرّ من رأى» فمرّ بي أبومحمّد عليه السلام وهو راكب وكنت أشتهي الولد شهوة شديدة، فقلت في نفسي: ترى أنّي اُرزق ولداً؟ فأومأ إليّ برأسه، نعم.

فقلت: ذكراً؟ فقال برأسه: لا، فحمل لي حمل وولدت لي بنت.(٢)

١١٤٤/١٣ - في الثاقب في المناقب : حدّث عليّ بن زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: صحبت أبا محمّد عليه السلام من دار العامّة إلى منزله، فصار إلى الدار وأردت الإنصراف قال: أمهل.

فدخل فأذن لي(٣) فدخلت فأعطاني مائة دينار، وقال: صيّرها في ثمن جارية فإنّ جاريتك فلانة قد ماتت.

وكنت خرجت من المنزل وعهدي بها أنشط ما كانت. فمضيت فإذا الغلام قال: ماتت جاريتك [فلانة] الساعة. قلت: ما حالها؟ قال: شربت ماء

____________________

(١) الثاقب في المناقب: ٥٧٠ ح ١٥، وروى الكليني في الكافي: ٥٠٩/١ ح ١٢ (نحوه)، وأورد الإربلي في كشف الغمّة: ٤٢٣/٢ (نحوه)، الخرائج: ٤٤٦/١ ح ٣١، عنهما البحار: ٢٩٠/٥٠ح٦٤.

(٢) إثبات الوصيّة: ٢٤٧، وروى الراوندي في الخرائج: ٤٣٨/١ ح ١٦ (نحوه)، عنه البحار:٢٦٨/٥٠ ح ٣٠.

(٣) في المصدر: ثمّ أذن لي.

٤٨٦

فشرقت(١) فماتت.(٢)

١١٤٥/١٤ - عن أبي هاشم الجعفري : قال: سأل الفهفكي [أبا محمّد عليه السلام](٣) : ما بال المرأة المسكينة [الضعيفة] تأخذ سهماً واحداً، ويأخذ الرجل [القويّ] سهمين؟

فقال: لأنّ المرأة ليس عليها جهاد ولانفقة ولامعقلة(٤) إنّما ذلك على الرجال.

قال أبوهاشم: فقلت في نفسي: قد كان قيل لي: إنّ ابن أبي العوجاء سأل أباعبداللَّه عليه السلام عن هذه المسألة، فأجابه بمثل هذا الجواب.

فأقبل أبو محمّد عليه السلام [عليّ] فقال: نعم، هذه مسألة ابن أبي العوجاء، والجواب منّا واحد إذا كان معنى المسألة واحداً، جرى لآخرنا ما جرى لأوّلنا، وأوّلنا وآخرنا في العلم والأمر سواء، ولرسول اللَّه وأميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليهما وآلهما فضلهما.(٥)

١١٤٦/١٥ - في الأنوار البهيّة : روي أنّه وقع أبو محمّد عليه السلام - وهو صغير - في بئر الماء، وأبوالحسن عليه السلام في الصلاة، والنسوان يصرخن، فلمّا سلّم، قال: لابأس، فرأوه وقد ارتفع الماء إلى رأس البئر، وأبو محمّد عليه السلام على رأس الماء يلعب بالماء.(٦)

١١٤٧/١٦ - في الكافي : عن الحسن بن ظريف قال: اختلج في صدري

____________________

(١) شرق بريقه: غصّ واعترض في حلقه شيء منه فمنعه التنفّس.

(٢) الثاقب في المناقب: ٢١٦ ح ١٩، ورواه في الخرائج: ٤٢٦/١ ح٥ مع إختلاف يسير، وأورده في المناقب: ٤٣١/٣ باختصار، عنهما البحار: ٢٦٤/٥٠ ح ٢٣.

(٣) ليس في المصادر.

(٤) المعقلة: الدية.

(٥) الخرائج: ٦٨٥/٢ ح٥، المناقب: ٤٣٧/٣، عنهما البحار: ٢٥٥/٥٠ ح ١١، وما بين المعقوفين من الخرائج.

(٦) الأنوار البهيّة: ٣١١، الخرائج: ٤٥١/١ ضمن ح ٣٦، عنه البحار: ٢٧٤/٥٠ ح ٤٥.

٤٨٧

مسألتان أردت الكتاب فيهما إلى أبي محمّد عليه السلام فكتبت: أسأله عن القائم عليه السلام إذا قام بما يقضي؟ وأين مجلسه الّذي يقضي فيه بين الناس؟ وأردت أن أسأله عن شيء لحمّى الربع، فأغفلت خبر الحمّى.

فجاء الجواب: سألت عن القائم عليه السلام، فإذا قام يقضي بين الناس بعلمه كقضاء داود عليه السلام لايسأل البيّنة، وكنت أردت أن تسأل لحمّى الربع فأنسيت، فاكتب في ورقة وعلّقه على المحموم، فإنّه يبرأ بإذن اللَّه إن شاء اللَّه:( يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ) (١) ، فعلّقنا عليه ما ذكر أبو محمّد عليه السلام فأفاق.(٢)

البيان: الربع في الحمّى: أن تأخذ يوماً وتدع يومين تجيء في اليوم الرابع.

١١٤٨/١٧ - في الدروس : وروى أبوهاشم الجعفري قال: قال لي أبو محمّد الحسن بن عليّ عليهما السلام: قبري بـ«سرّ من رأى» أمان لأهل الجانبين.(٣)

١١٤٩/١٨ - كتاب المحتضر للحسن بن سليمان : روي أنّه وجد بخطّ مولانا أبي محمّد العسكري عليه السلام:

أعوذ باللَّه من قوم حذفوا محكمات الكتاب، ونسوا اللَّه ربّ الأرباب، والنبيّ وساقي الكوثر في مواقف الحساب، ولظى والطامّة الكبرى ونعيم دارالثواب، فنحن السنام الأعظم، وفينا النبوّة والولاية والكرم، ونحن منار الهدى والعروة الوثقى، والأنبياء كانوا يقتبسون من أنوارنا، ويقتفون آثارنا، وسيظهر حجّة اللَّه على الخلق بالسيف المسلول لإظهار الحقّ.

وهذا خطّ الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ أميرالمؤمنين عليهم السلام.(٤)

____________________

(١) الأنبياء: ٦٩.

(٢) الكافي: ٥٠٩/١ ح ١٣، ورواه في الخرائج: ٤٣١/١ ح ١٠، مع إختلاف يسير، عنه البحار:٢٦٤/٥٠ ح ٢٤.

(٣) الأنوار البهيّة: ٣٣٠، البحار: ٥٩/١٠٢ ح١.

(٤) البحار: ٢٦٤/٢٦ ح ٤٩.

٤٨٨

١١٥٠/١٩ - في الثاقب في المناقب : بأسانيده، وكذا أبو عبداللَّه بن عيّاش بأسانيده عن أبي هاشم قال: سمعت أبا محمّد عليه السلام [قال:] من الذنوب الّتي لاتغفر قول الرجل: ليتني لا اُواخذ إلّا بهذا.

فقلت في نفسي: إنّ هذا لهو الدقيق، وقد ينبغي للرجل أن يتفقّد من [أمره ومن](١) نفسه كلّ شيء. فأقبل عليّ أبو محمّد عليه السلام فقال: صدقت يا أباهاشم، إلزم ما(٢) حدّثتك به نفسك، فإنّ الإشراك في الناس أخفى من دبيب الذرّ(٣) على الصفا في الليلة الظلماء، أو من(٤) دبيب الذرّ على المسح(٥) الأسود.(٦)

____________________

(١) من المناقب والبحار.

(٢) في الثاقب: نِعْمَ ما.

(٣) في الثاقب: النمل.

(٤) في الثاقب: ومن.

(٥) في الثاقب: الشبح.

(٦) الثاقب في المناقب: ٥٦٧ ح٩، المناقب: ٤٣٩/٤، عنه البحار: ٢٥٠/٥٠ ح٤.

٤٨٩

خاتمة الباب

نذكر فيها نبذة من مواعظه فيها بلغة وكفاية.

منها : كتب إليه بعض شيعته يعرّفه إختلاف الشيعة، فكتب عليه السلام:

إنّما خاطب اللَّه العاقل، والناس فيّ على طبقات: المستبصر على سبيل نجاة، متمسّك بالحقّ، متعلّق بفرع الأصل، غير شاكّ ولا مرتاب، لا يجد عنّي ملجأ.

وطبقة لم تأخذ الحقّ من أهله، فهم كراكب البحر يموج عند موجه ويسكن عند سكونه.

وطبقة استحوذ عليهم الشيطان، شأنهم الردّ على أهل الحقّ، ودفع الحقّ بالباطل حسداً من عند أنفسهم.

فدع من ذهب يميناً وشمالاً، فإنّ الراعي إذا أراد أن يجمع غنمه جمعها بأهون سعي، وإيّاك والإذاعة وطلب الرئاسة، فإنّهما يدعوان إلى الهلكة.(١)

منها : قال عليه السلام: من الفواقر(٢) الّتي تقصم الظهر: جار إن رأى حسنة أخفاها، وإن رأى سيّئة أفشاها.(٣)

منها : قال عليه السلام لشيعته: أوصيكم بتقوى اللَّه، والورع في دينكم، والإجتهاد للَّه، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجر، وطول السجود وحسن الجوار، فبهذا جاء محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، صلّوا في عشائرهم، وأشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم.

فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدّى الأمانة، وحسن

____________________

(١) البحار: ٣٧١/٧٨ ح٤.

(٢) الفواقر؛ جمع فاقره: الداهية.

(٣) البحار: ٣٧٢/٧٨ ح ١١.

٤٩٠

خلقه مع الناس قيل: هذا شيعتي(١) فيسرّني ذلك.

اتّقوا اللَّه وكونوا زيناً ولاتكونوا شيناً، جرّوا إلينا كلّ مودّة، وادفعوا عنّا كلّ قبيح، فإنّه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله، وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك، لنا حقّ في كتاب اللَّه، وقرابة من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، وتطهير من اللَّه، لايدّعيه أحد غيرنا إلّاكذّاب.

واذكروا اللَّه(٢) ، وذكر الموت، وتلاوة القرآن، والصلاة على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فإنّ الصلاة على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عشر حسنات، احفظوا ما وصّيتكم به، واستودعكم اللَّه وأقرء عليكم السلام.(٣)

منها : قال عليه السلام: ليست العبادة كثرة الصيام والصلاة، وإنّما العبادة كثرة التفكّر في أمر اللَّه.(٤)

منها : قال عليه السلام: الغضب مفتاح كلّ شرّ.(٥)

وقال عليه السلام: أقلّ الناس راحة الحقود.(٦)

منها : قال عليه السلام: إنّكم في آجال منقوصة، وأيّام معدودة، والموت يأتي بغتة، من يزرع خيراً يحصد غبطة، ومن يزرع شرّاً يحصد ندامة، لكلّ زارع ما زرع، لا يسبق بطيء بحظّه، ولايدرك حريص ما لم يقدّر له، من اُعطي خيراً فاللَّه أعطاه، ومن وقي شرّاً فاللَّه وقاه.(٧)

منها : قال عليه السلام: ما ترك الحقّ عزيز إلّا ذلّ، ولا أخذ به ذليل إلّا عزّ(٨) .

منها : قال عليه السلام: خصلتان ليس فوقهما شيء: الإيمان باللَّه، ونفع الإخوان.(٩)

____________________

(١) في البحار: شيعي.

(٢) في البحار: أكثروا ذكر اللَّه.

(٣) البحار: ٣٧٢/٧٨ ح ١٢.

(٤) البحار: ٣٧٣/٧٨ ح ١٣.

(٥) البحار: ٣٧٣/٧٨ ح ١٥.

(٦) البحار: ٣٧٣/٧٨ ح ١٧.

(٧) البحار: ٣٧٣/٧٨ ح ١٩.

(٨) البحار: ٣٧٤/٧٨ ح ٢٤.

(٩) البحار: ٣٧٤/٧٨ ح ٢٦.

٤٩١

منها : قال عليه السلام: التواضع نعمة لاتحسد عليها.(١)

منها : قال عليه السلام: من وعظ أخاه سرّاً فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه.(٢)

منها : قال عليه السلام: ما من بليّة إلّا وللَّه فيها نعمة تحبط بها.(٣)

منها : قال عليه السلام: ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذلّه.(٤)

____________________

(١) البحار: ٣٧٤/٧٨ ح ٣١.

(٢) البحار: ٣٧٤/٧٨ ح ٣٣.

(٣) البحار: ٣٧٤/٧٨ ح ٣٤ و ٣٥.

(٤) البحار: ٣٧٤/٧٨ ح ٣٤ و ٣٥.

٤٩٢

الباب الرابع عشر

في ذكر قطرة من بحر مناقب

الإمام الثاني عشر، بقيّة اللَّه في أرضه

وحجّته على عباده، كاشف الأحزان وخليفة الرحمان

المهديّ من آل محمّد، الحجّة بن الحسن صاحب الزمان

صلوات اللَّه عليه

١١٥١/١ - في كمال الدين للصدوق قدس سره: بأسانيده عن حكيمة - في حديث طويل يشتمل على أخبار ولادة الحجّة عليه السلام - إلى أن قالت:

فلم أزل أراقبها - يعني النرجس عليها السلام - إلى [وقت] طلوع الفجر [وهي نائمة بين يدي لا تقلب جنباً إلى جنب حتّى إذا كان آخر الليل وقت طلوع الفجر] وثبت فزعة فضممتها إلى صدري وسمّيت عليها.

فصاح أبو محمّد عليه السلام وقال: اقرئي عليها( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (١) فأقبلت

____________________

(١) القدر: ١.

٤٩٣

أقرأ عليها [وقلت لها: ما حالك؟ قالت: ظهر [بي] الأمر الّذي أخبرك به مولاي فأقبلت أقرأ عليها] كما أمرني، فأجابني الجنين من بطنها يقرأ كما أقرأ(١) وسلّم عليّ.

قالت حكيمة: ففزعت لمّا سمعت، فصاح بي أبو محمّد عليه السلام: لاتعجبي من أمراللَّه عزّوجلّ، إنّ اللَّه تبارك وتعالى ينطقنا بالحكمة صغاراً، ويجعلنا حجّة في أرضه كباراً، فلم يستتمّ الكلام حتّى غيّبت عنّي نرجس فلم أرها كأنّه ضرب بيني وبينها حجاب، فعدوت نحو أبي محمّد عليه السلام وأنا صارخة، فقال لي: إرجعي يا عمّة، فإنّك ستجديها في مكانها.

قالت: فرجعت فلم ألبث أن كشف الحجاب(٢) [الّذي كان] بيني وبينها وإذا أنابها وعليها من أثر النور ما غشى بصري، وإذا أنا بالصبيّ عليه السلام ساجداً على وجهه، جاثياً على ركبتيه، رافعاً سبّابتيه [نحو السماء](٣) ، وهو يقول:

أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، وأنّ جدّي [محمّداً] رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، وأنّ أبي أميرالمؤمنين عليه السلام، ثمّ عدّ إماماً إماماً إلى أن بلغ إلى نفسه فقال عليه السلام:

اللهمّ انجز لي وعدي(٤) وأتمم لي أمري، وثبّت وطأتي، واملأ الأرض بي عدلاً وقسطاً.

فصاح بي أبو محمّد الحسن عليه السلام فقال: يا عمّة، تناوليه فهاتيه، فتناولته وأتيت به نحوه، فلمّا مثّلت بين يدي أبيه وهو على يدي سلّم على أبيه، فتناوله الحسن عليه السلام [منّي] والطير ترفرف على رأسه، [وناوله لسانه فشرب منه، ثمّ قال: امضي به إلى اُمّه لترضعه وردّيه إليّ.

____________________

(١) في المصدر: مثل ما أقرء.

(٢) في المصدر: الغطاء.

(٣) ليس في المصدر.

(٤) في المصدر: ما وعدتني.

٤٩٤

قالت: فتناولته اُمّه فأرضعته، فرددته إلى أبي محمّد عليه السلام والطير ترفرف على رأسه] فصاح بطير منها فقال له: إحمله واحفظه وردّه إلينا في كلّ أربعين يوماً فتناوله الطائر(١) وطار به في جوّ السماء، وأتبعه سائر الطير.

فسمعت أبا محمّد عليه السلام يقول: استودعك [اللَّه] الّذي استودعته(٢) اُمّ موسى [موسى]، فبكت نرجس عليها السلام فقال لها: اسكتي، فإنّ الرضاع عليه محرّم إلّا من ثديك وسيعاد إليك كما ردّ موسى إلى اُمّه، وذلك قوله عزّوجلّ:( فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ) (٣) .

قالت حكيمة: فقلت: ما هذا الطائر(٤) ؟ قال: هذا روح القدس الموكّل بالأئمّة عليهم السلام يوفّقهم ويسدّدهم ويربّيهم بالعلم.

قالت حكيمة: فلمّا أن كان بعد أربعين يوماً ردّ الغلام ووجّه إليّ ابن أخي عليه السلام فدعاني، فدخلت عليه فإذا أنا بصبيّ متحرّك يمشي بين يديه، فقلت: سيّدي؛ هذا ابن سنتين؟ فتبسّم عليه السلام، ثمّ قال:

إنّ أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمّة ينشؤون بخلاف ما ينشؤ غيرهم، وإنّ الصبيّ منّا إذا أتى عليه شهر كان كمن يأتي عليه سنة، وإنّ الصبيّ منّا ليتكلّم في بطن اُمّه ويقرأ القرآن ويعبد ربّه عزّوجلّ وعند الرضاع تطيعه الملائكة وتنزل عليه صباحاً ومساءً.(٥)

١١٥٢/٢ - في الثاقب في المناقب: السياري، قال: حدّثتني نسيم ومارية، قالتا: لمّا خرج صاحب الزمان عليه السلام من بطن اُمّه سقط جاثياً على رُكبتيه، رافعاً سبّابته نحو السماء، ثمّ عطس فقال: الحمد للَّه ربّ العالمين، وصلّى اللَّه على محمّد وآله عبداً ذاكراً للَّه غير مستنكف ولا مستكبر.

____________________

(١) في المصدر: الطير.

(٢) في المصدر: أودعته.

(٣) القصص: ١٣.

(٤) في المصدر: الطير.

(٥) كمال الدين: ٤٢٦/٢ ح٢، عنه البحار: ١١/٥١ ح ١٤، وما بين المعقوفين من المصدر.

٤٩٥

ثمّ قال: زعمت الظلمة أنّ حجّة اللَّه داحضة(١) ، ولو اُذن لنا في الكلام لزال الشكّ.(٢)

أقول : ورواه الصدوق قدس سره في كمال الدين أيضاً.(٣)

١١٥٣/٣ - في مصباح الأنوار : حدّثنا حمّاد بن زيد، عن عمر بن دينار، عن جابر بن عبداللَّه الأنصاري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم:

إنّ اللَّه اختار من الأيّام الجمعة، ومن الليالي القدر، ومن الشهور رمضان، واختارني نبيّاً واختار عليّاً لي وصيّاً ووليّاً واختار من عليّ الحسن والحسين عليهم السلام حجّة اللَّه على العالمين تاسعهم أعلمهم وأحكمهم.(٤)

١١٥٤/٤ - في منتخب البصائر : وقفت على كتاب خطب لمولانا أميرالمؤمنين عليه السلام وفي آخرها يذكر زمان ظهور القائم عليه السلام.

ثمّ يسير إلى مصر فيصعد منبره فيخطب الناس، فتستبشر الأرض بالعدل، وتعطي السماء قطرها، والشجر ثمرها، والأرض نباتها، وتتزيّن لأهلها، وتأمن الوحوش حتّى ترتعي في طرف الأرض كأنعامهم، ويقذف في قلوب المؤمنين العلم، فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من علم، فيومئذ تأويل هذه الآية( يُغْنِ اللَّـهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ) (٥) .

وتخرج الأرض كنوزها ويقول القائم عليه السلام: كلوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيّام الخالية.(٦)

١١٥٥/٥ - في الخرائج : موسى بن عمر، عن ابن محبوب، عن صالح بن

____________________

(١) الداحضة: يقال: حجّة داحضة: باطلة.

(٢) الثاقب في المناقب: ٥٨٤ ح١، الصحيفة المباركة المهديّة: ٢٨٩.

(٣) كمال الدين: ٤٣٠/٢ ح ٥، عنه البحار: ٤/٥١ ح ٦.

(٤) مصباح الأنوار (مخطوط)، مقتضب الأثر:٩، عنه البحار:٣٧٢/٣٦و٢٧٣/٨٩ ذح١٨ و٨/٩٧ذح٩، كمال الدين: ٢٨١ ح ٣٢، غيبة النعماني: ٦٧ ح ٧، عنهما البحار: ٢٥٦/٣٦ ح٧٤.

(٥) النساء: ١٣٠.

(٦) البحار: ٨٥/٥٣ و ٨٦ ضمن ح ٨٦.

٤٩٦

حمزة عن أبان، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:

العلم سبعة وعشرون حرفاً(١) فجميع ما جاءَت به الرسل حرفان، فلم يعرف الناس حتّى اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا عليه السلام أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثّها في الناس، وضمّ إليها الحرفين حتّى يبثّها سبعة وعشرين حرفاً.(٢)

١١٥٦/٦ - روى أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري بأسانيده المفصّلة إلى أبي عبداللَّه عليه السلام قال:

كأنّي بالقائم عليه السلام على ظهر النجف، لبس درع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم تتقلّص عليه، ثمّ ينتفض بها فتستدير عليه، ثمّ يغشّى(٣) بثوب استبرق، ثمّ يركب فرساً له أبلق بين عينيه شمراخ(٤) ينتفض به حتّى لا يبقى أهل له إلّا أتاهم بين ذلك الشمراخ حتّى تكون آية له.

ثمّ ينشر راية رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وهي المغلبة، عودها من عهد غرس اللَّه، وسيرها من نصر اللَّه، لا يهوي بها إلى شيء إلّا أهلكته.

قال: قلت: مخبئة هي أم يؤتى بها؟

قال: بل يأتي بها جبرئيل عليه السلام، وإذا نشرها أضاء لها ما بين المشرق والمغرب ووضع اللَّه يده على رؤوس العباد، فلايبقى مؤمن إلّا صار قلبه أشدّ من زبر الحديد، واُعطى قوّة أربعين رجلاً، فلايبقى ميّت يومئذ إلّا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره، حتّى يتزاورون في قبورهم، ويتباشرون بخروج القائم عليه السلام، فيهبط مع الراية إليه ثلاثة عشر ألف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكاً.

قال: قلت: كلّ هؤلاء ملائكة؟

قال: نعم، كلّهم ينتظرون قيام القائم عليه السلام الّذين كانوا مع نوح في السفينة

____________________

(١) في المصدر: جزءاً، وكذا ما بعده.

(٢) الخرائج: ٨٤١/٢ ح ٥٩، عنه البحار: ٣٣٦/٥٢ ح ٧٣.

(٣) في الدلائل: يتغشّى.

(٤) الشمراخ: غرّة الفرس.

٤٩٧

والّذين كانوا [مع إبراهيم حين اُلقي في النار، والّذين كانوا] مع موسى حين فلق البحر، والّذين كانوا مع عيسى حيث رفعه اللَّه [إليه]، وألف مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مسوّمين، وألف مردفين، وثلاثمائة وثلاث عشر كانوا مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر، وأربعة آلاف هبطوا إلى الأرض ليقاتلوا مع الحسين عليه السلام فلم يؤذن لهم، فرجعوا في الاستيمار، فهبطوا وقد قتل الحسين عليه السلام، فهم شُعث غُبر عند قبره يبكونه إلى يوم القيامة، وما بين قبر الحسين عليه السلام إلى السماء مختلف الملائكة.(١)

١١٥٧/٧ - وفيه : وأخبرني أبوالحسين جعفر بن محمّد الحميري، عن محمّد بن فضيل، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:

إذا قام القائم عليه السلام يأمر اللَّه الملائكة بالسلام على المؤمنين، والجلوس معهم في مجالسهم، فإذا أراد واحد حاجة أرسل القائم عليه السلام من بعض الملائكة أن يحمله [فيحمله] الملك حتّى يأتي القائم عليه السلام فيقضي حاجته ثمّ يردّه.

ومن المؤمنين مَن يسير في السحاب، ومنهم مَن يطير مع الملائكة، ومنهم مَن يمشي مع الملائكة مشياً، ومنهم مَن يسبق الملائكة، ومنهم مَن يتحاكم الملائكة إليه، والمؤمنون أكرم على اللَّه مَن الملائكة، ومنهم مَن يصيّره القائم عليه السلام قاضياً بين مائة ألف من الملائكة.(٢)

١١٥٨/٨ - ابن بابويه : عن عليّ بن عبداللَّه الورّاق، عن سعد بن عبداللَّه، عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري، قال: دخلت على أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري عليهما السلام وأنا اُريد أن أسأله عن الخلف من بعده، فقال لي مبتدئاً:

يا أحمد بن إسحاق، إنّ اللَّه تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم عليه السلام ولايخلّيها إلى أن تقوم الساعة من حجّة للَّه على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل

____________________

(١) دلائل الإمامة: ٤٥٧ ح ٤١، وروى في كامل الزيارات: ٢٣٣ ح٥ (نحوه)، عنه البحار:٣٢٨/٥٢ ح ٤٨، وما بين المعقوفين من الدلائل.

(٢) دلائل الإمامة: ٤٥٤ ح ٣٨.

٤٩٨

الأرض، وبه ينزّل الغيث، وبه يخرج نبات الأرض(١) .

قال: فقلت له: يابن رسول اللَّه، فمن الخليفة والإمام بعدك؟

فنهض عليه السلام مسرعاً فدخل البيت، ثمّ خرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر، من أبناء الثلاث سنين، وقال: يا أحمد بن إسحاق، لولا كرامتك على اللَّه عزّوجلّ وعلى حججه، ما عرضت عليك ابني هذا، إنّه سميّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وكنيّه، الّذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

يا أحمد بن إسحاق، مثله [فى هذه الاُمّة مثل الخضر عليه السلام ومثله] مثل ذي القرنين، واللَّه ليغيبنّ غيبةً لاينجو من الهلكة فيها إلّا من ثبّته اللَّه تعالى على القول بإمامته، ووفّقه [فيها] للدعاء بتعجيل فرجه.

قال أحمد بن إسحاق: فقلت له: يامولاي، فهل من علامة يطمئنّ إليها قلبي؟

فنطق الغلام عليه السلام بلسان عربيّ فصيح، فقال: أنا بقيّة اللَّه في أرضه، والمنتقم من أعدائه، فلاتطلب أثراً بعد عين [يا أحمد بن إسحاق].

فقال أحمد [بن إسحاق]: فخرجت مسروراً فرحاً، فلمّا كان من الغد عدت إليه فقلت له: يابن رسول اللَّه، لقد عظم سروري بما مننت [به] عليّ(٢) فما السنّة الجارية فيه من الخضر عليه السلام وذي القرنين؟

فقال عليه السلام: طول الغيبة يا أحمد، فقلت له: يابن رسول اللَّه، وإنّ غيبته لتطول؟

قال: إي وربّي حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به، ولايبقى إلّا من أخذ اللَّه عزّوجلّ عهده لولايتنا، وكتب في قلبه الإيمان وأيّده بروح منه.

يا أحمد بن إسحاق، هذا أمر من أمر اللَّه، وسرّ من سرّ اللَّه، وغيب من غيب اللَّه فخذ ما آتيتك واكتمه، وكن من الشاكرين [تكن معنا غداً في علّيّين].(٣)

____________________

(١) في المصدر والبحار: بركات الأرض.

(٢) في البحار: بما أنعمت عليّ.

(٣) كمال الدين: ٣٨٤/٢ ح ١، عنه البحار: ٢٣/٥٢ ح ١٦.

٤٩٩

١١٥٩/٩ - محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن آدم بن محمّد البلخي، عن عليّ بن الحسن بن هارون الدقّاق، عن جعفر بن محمّد بن عبداللَّه بن القاسم بن إبراهيم [بن] الأشتر، عن يعقوب بن منقوش(١) قال: دخلت على أبي محمّد [الحسن بن عليّ عليهما السلام] وهو جالس على دكّان في الدار [و] عن يمينه بيت عليه ستر مسبّل فقلت له: سيّدي، من صاحب هذا الأمر؟

فقال عليه السلام: إرفع الستر، فرفعته فخرج إلينا غلام خماسيّ له عشر أو ثمان أو نحو ذلك، واضح الجبين، أبيض الوجه، دُرّي المقلتين [شئن الكفّين، معطوف الركبتين](٢) في خدّه الأيمن خال، وفي رأسه ذؤابة(٣) ، فجلس على فخذ أبي محمّد عليهما السلام، ثمّ قال لي: هذا هو صاحبكم.

ثمّ وثب فقال له: يا بنيّ، اُدخل إلى الوقت المعلوم، فدخل البيت وأنا أنظر إليه.

ثمّ قال لي: يا يعقوب، اُنظر إلى من في البيت. فدخلت فما رأيت أحداً.(٤)

١١٦٠/١٠ - كمال الدين : بأسانيده، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم:

طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه، يأتمّ به وبأئمّة الهدى من قبله، ويبرء إلى اللَّه عزّوجلّ من عدوّهم، اُولئك رفقائي وأكرم اُمّتي عليّ.(٥)

____________________

(١) في البحار: يعقوب بن منفوس.

(٢) قال العلّامة المجلسي رحمه الله في بيان ذلك: «دُرّي المقلتين» المراد به شدّة بياض العين، أو تلالؤ جميع الحدقة، «معطوف الركبتين» أي: كانتا مائلتين إلى القدام لعظمها وغلظها، كما أنّ «شئن الكفين» غلظهما.

(٣) الذؤابة: شعر مقدم الرأس.

(٤) كمال الدين: ٤٣٦/٢ ح ٥، عنه البحار: ٢٥/٥٢ ح ١٧، والخرائج: ٩٥٩ ٩٥٨/٢، وما بين المعقوفين من كمال الدين.

(٥) كمال الدين: ٢٨٦/١ ح ٣.

٥٠٠