مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)0%

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه) مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 256

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيّد محمّد مير لوحي الأصفهاني
تصنيف: الصفحات: 256
المشاهدات: 68243
تحميل: 8233

توضيحات:

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 256 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 68243 / تحميل: 8233
الحجم الحجم الحجم
مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

3 - الفرج الكبير في الغيبة:

للشيخ أبي عبد الله محمّد بن هبة الله بن جعفر الورَّاق الطرابلسي.

قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست: (فقيه ثقة، قرأ على الشيخ أبي جعفر الطوسي (رحمها الله) كتبه وتصانيفه. وله تصانيف؛ منها: " كتاب الزهد "، " كتاب النيات "، " كتاب الفرج ". أخبرنا بها الفقيه أحمد بن محمّد بن أحمد القمي الشاهد العدل، عنه) (1) .

وقال الطهراني: (وهو كتاب كبير، وكان عند المير لوحي الموسوي السبزواري المعاصر للمولى محمّد باقر المجلسي، على ما صرح به في (خاتمة المستدرك) و(النجم الثاقب) وغيرهما. والمير لوحي ينقل عنه في أربعينه الموسوم بـ (كفاية المهتدي في أحوال المهدي)) (2) .

سطور من أحوال السيد المير لوحي (رحمه الله):

اسمه: السيد محمّد بن محمّد بن أبي محمّد بن محمّد المصحفي الحسيني السبزواري الملقّب بالمطهّر، والمتخلّص بـ (النقيبي). ينتهي نسبه إلى إبراهيم الأصغر بن الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام).

وكان جدّه الأعلى السيد محمّد المصحفي من أعاظم علماء سبزوار، وقد قرأ عليه المير محمّد سعيد بن مسعود الرضوي.

وكان والده محمّد ابن أبي محمّد منبع أسرار معارف التوحيد، ومطلع أنوار معالم التحقيق، عالماً، زاهداً، تقيَّاً، جامعاً للكمالات الصورية والمعنوية.

وكان والده قد هاجر من سبزوار إلى كربلاء، ثم هاجر منها إلى إيران، ونزل

____________________

(1) الفهرست / منتجب الدين عليّ بن عبيد الله بن بابويه الرازي من أعلام القرن الخامس: 155 / تحت رقم 356.

(2) الذريعة 16: 156 / تحت رقم 422.

٢١

بأصفهان، وتزوَّج هناك بابنة بعض مادحي أهل البيت (عليهم السلام) الملقّب في شعر بـ (لوحي). ولمّا أولدت بنت لوحي صاحب الترجمة لقّبته بلقب أبيها فعرف بالمير لوحي.

وكان قد تصدَّى لظاهرة التصوف، التي كانت قد خيّمت على كثير من جوانب الحياة العامة في بدايات العصر الصفوي تحت اسم النقطوية، قبل نكبتهم على يد الشاه عباس ومجزرة قزوين التي حدثت في سنة 1002 هجرية. وقد ذكرنا لمحة في كتابنا (حياة بحر العلوم) أنَّ قضية التصوف التي كانت قد تصدَّت القضايا في العهد الصفوي الأوّل، وقضي عليها في العصر الصفوي العباسي، كانت لها أبعاداً سياسية غطيت بالبحوث الشرعية الدينية الرافضة للفكر الصوفي والمحاربة له.

ومع كل ذلك، فلم يكن الشارع العام يستجيب بسهولة للإرادة الملكية ويرفض مواقع شيوخ الصوفية ومعتقداته بهم؛ فلذلك كانت الردود القاسية من العامة تجاه أهل الفضل والقلم. ومن ذلك ما تحدَّث عنه المير محمّد زمان في كتابه " صحيفة الرشاد " الذي ألّفه دفاعاً عن أستاذه المير لوحي، حيث نقل أنَّه في كتابه المذكور، وهو يتحدَّث عنه وتاريخ علاقته به، إلى أن قال:

(وكان ولده المير لوحي يقرأ على والدي (تهذيب الأحكام)، إلى أن رجعا إلى أصفهان، وانقطع عنّي خبر المير لوحي إلى سنين كثيرة، حتى سافرت لزيارة العتبات، فصادفني في الطريق بعض الموثقين من أهل أصفهان، فرأيته كثير الهمّ والحزن لابتلاء عالم جليل في أصفهان بيد جهَّالها، وإيذاء هؤلاء العوام إيَّاه بأنواع الأذى. فلمّا تحقَّقت، تبيّن أنّه المير لوحي المذكور؛ وأنَّ سبب إيذائهم له تبرؤه عن أبي مسلم. ولمّا رجعت عن زيارة العتبات، ألّفت هذا الكتاب لأرسله إلى أهل أصفهان، إرشاداً لهم، ودفعاً لإيذاء جهّالهم عن المير لوحي) (1) .

وأمّا محمّد زمان مؤلف " صحيفة الرشاد "، فقد قال عنه الحر العاملي في (أمل الآمل): (كان فاضلاً، عالماً، فقيهاً، حكيماً، متكلماً، له كتب منها: " شرح

____________________

(1) راجع: الروضة النضرة: 480.

٢٢

القواعد "، وقرأ عليه شيخنا زين الدين بن محمّد بن الحسن بن الشهيد الثاني. وكان يثني عليه بالفضل) (1) .

وعن السلافة أنَّه: (كان من عظماء عصره، توفِّي 1041هـ) (2) .

ولم يكن المير زمان هو الوحيد الذي ألّف كتاباً في نصرة المير لوحي، وإنَّما هناك مجموعة كتب أُلِّفت بيد ثلّة من الفضلاء لنصرته، ذكر العلامة الطهراني جملة منها في موسوعته، كما ذكر أنَّ هناك سبعة عشر كتاباً قد أُلِّفت من قبل المناصرين المعاصرين للمير لوحي في أصفهان (3) .

وعدّد الطهراني السبعة عشر كتاب هذه في مكان آخر من موسوعته عن بعض معاصري المير لوحي على النحو التالي:

1 - إزهاق الباطل.

2 - أسباب طعن الحرمان.

3 - إظهار الحق ومعيار الصدق.

4 - أنيس الأبرار. صغير.

5 - أنيس الأبرار. وسيط.

6 - أنيس الأبرار. كبير.

7 - إيقاظ العوام.

8 - خلاصة الفوائد.

9 - درج اللآلئ.

10 - صحيفة الرشاد.

11 - صفات المؤمن والكافر.

____________________

(1) أمل الآمل / الحر العاملي: 2/273.

(2) السلافة: 499.

(3) الذريعة 8: 58 / تحت رقم 185.

٢٣

12 - علة افتراق الأمة.

13 - فوائد المؤمنين.

14 - مثالب العباسية.

15 - مخلصة المؤالفين من سمّ حبّ المخالفين.

16 - مرآة المنصفين.

17 - النور والنار (1) .

وقد أثير أمام نظرنا سؤال أراد أن يجرّنا إلى البحث عن موضوع أبي مسلم الخراساني المروزي، مؤسِّس الخلافة العباسية، المولود سنة (100) للهجرة، والمقتول على يد الخليفة المنصور العباسي سنة (137) للهجرة، الذي نبع فجأة في أصفهان بعدما يقارب الألف سنة من ولادته أو مقتله، ويؤسس منهجاً ومدرسة يخشاها العلماء والفضلاء ويؤلِّفوا فيها الكتب العديدة، وينبعث ذلك الهجوم المفتعل من العوام ضدّهم؛ فما هي أُسس هذه الظاهرة؟ ومن هم أبطالها وشخوصها؟ وما هي عقائدهم؟ ولماذا أبو مسلم الخراساني بالخصوص، المقتول والميت قبل هذه المئات من السنين؟ وهل كان هناك بالفعل وجود فكري أو عقائدي يحمل ذلك الطابع من التفكير، أم هو من هلوسة الانجرار وراء الطريقة الحشوية بالفكر؟

هذه الأسئلة وغيرها تحتاج إلى أجوبة تنبعث من دراسة الواقع الفكري والعقائدي لمجتمع أصفهان في ذلك العصر.

كما إنَّنا رأينا المير لوحي قد ظهر واضحاً في بعض مجلدات الذريعة، وهو يحمل بجولاته وصولاته ضد الصوفية والتصوّف الذي كان يحكم الأُمة، وكان له موقعه المتنفذ في البلاط الصفوي في ذلك الحين؛ ولم نجد بموقف المير لوحي أية غضاضة لاتجاهه بهذا الاتجاه. وإنَّما الذي لفت الانتباه، معركته الضروس في عدّة

____________________

(1) الذريعة 4: 151 / تحت رقم 735.

٢٤

كتب ضد العلاّمة المجلسي الثاني، وأبيه المجلسي الأوّل، الشيخ محمّد تقي مقصود. ولو اقتصر الأمر على الحوار والمناقشة، لانتهى الموضوع إلى هذا الحدّ، ولكنَّنا وجدنا عدّة كتب يشكِّك المحقِّقون في مؤلِّفيها، أصرّ اللوحي بنسبتها إلى المجلسي الأوّل، مثل كتاب " الرد على الصوفية " للمولى محمّد طاهر بن محمّد حسين الشيرازي النجفي القمي المتوفَّى 1098هـ، حيث نسبه إليه المير لوحي، وادَّعى أنَّ المولى محمّد تقي كتب ردّاً عليه. وقد أنكر الرد ولده العلاّمة المجلسي، وعلَّق على هذه القضية المملوءة بالألغاز والاستفهامات العلاّمة الطهراني، فكتب: (وفي غاية البعد أن يكتب المولى محمّد طاهر، العالم العارف، الذي مات بعد المجلسي بما يقرب من ثلاثين سنة، ردّاً على المجلسي ويجيب عنه في حال حياته، ويتجاسر عليه بما في هذه الأجوبة من نسبة الغلط، والكذب، ودعوى الباطل، وإيجاد البدعة، وأمثال ذلك من السّب والشتم الذي هو من أعمال السوقيين) (1) .

وهكذا بالنسبة إلى كتاب " أصول فصول التوضيح " المختصر من " توضيح المشربَين " للمولى محمّد تقي بن مقصود عليّ المجلسي الأصفهاني المتوفَّى سنة 1070 هـ، نسبه إليه معاصره السيد محمّد بن محمّد الحسيني السبزواري، المطهَّر النقيبي، الشهير بالمير لوحي، وذكر أنَّه رجح المجلسي في " توضيح المشربَين " ومختصره هذا مشربَ التصوف على غيره.

ولكنّ العلاَّمة الطهراني صاحب الذريعة علّق على ادّعاء اللوحي، بأنْ قال: (ولكن يأتي في " توضيح المشربَين " أنْ الشيخ عليّ صاحب " الدر المنثور " الذي ألَّف " السهام المارقة في ردّ الصوفية "؛ عدّ كتاب " توضيح المشربَين " ومختصره، الأصول المذكور من كتب الردود على الصوفية) (2) .

____________________

(1) الذريعة 10: 207 / تحت رقم 562.

(2) الذريعة 2: 200 / تحت رقم 771.

٢٥

وذكر الطهراني كتاب " توضيح المشربَين " مفصَّلاً في المجلد الرابع من الذريعة، وملخَّصه: أنَّ الكتاب مؤلَّف باللغة الفارسية، ورتَّبه مؤلِّفه على ثلاثة وعشرين باباً، وعقد لكل باب أربعة فصول. يذكر في الفصل الأوّل كلمات مَن أبطل طريقة الصوفية وردّ عليهم. كما يذكر في الفصل الثاني كلمات مَن دافع عن الصوفية وانتصر لهم. وزعم المؤلف أنَّها من حواشي العلاّمة المجلسي الأوّل الشيخ محمّد تقي بن مقصود عليّ. وفي الفصل الثالث ينقل المؤلف كلمات مَن يردّ على المولى المجلسي.

ولم يذكر المؤلف في ذلك الكتاب اسم أحد من المؤلِّفين له مع كثرة نقولاتهم عنهم، إلاَّ ما زعمه أنَّه من كلام المولى محمّد تقي المجلسي. فمؤلف الكتاب مجهول الاسم والوصف، وهو ينقل عن كتاب " توضيح المشربَين " وهو مجهول الاسم والوصف أيضاً. ولم يذكر إلاَّ المجلسي، ممَّا حفَّز العلاَّمة الطهراني (رحمه الله) أن يقول: (فالعدول عنه إلى التصريح باسمه فقط مع التعمية عن أسماء الباقين، أشعر بأعمال غرض في هذا التأليف؛ وأنَّ السبب الوحيد الباعث لتأليفه هو انتساب مطالب الحواشي إلى المولى المجلسي، وانتشارها عنه، مع نزاهة ساحته عن نسبة تلك المطالب إليه، بشهادة تصانيفه، وبإخبار ولده العلاَّمة المجلسي، وبعلمنا بأحواله من تفانيه في علم الحديث وبثّه، وشروح الأحاديث ونشرها، ومَن كونه ملتزماً بتهذيب النفس بالتخلية والتحلية، والمجاهدة مع النفس في السير إلى الله تعالى على ما هو مأمور به في الشرع الأقدس، لا على طريقة الصوفية... إلخ) (1) .

وينفتح من هذا الباب الحديث عن علاقة اللوحي مع المجلسي الثاني، وهجومه العنيف عليه في كتبه وخصوصاً كتابه " كفاية المهتدي "؛ فما كانت الدوافع والأغراض من تلك المعركة... هل هي بالفعل تملك الدواعي العلمية والعقائدية؟ ممَّا قد يُثير

____________________

(1) الذريعة 4: 497 / تحت رقم 2228.

٢٦

الجواب - إذا كان ما يوصلنا إليه البحث العلمي بنعم - أنَّ نُؤسِّس دراسات وأبحاث عن منهج المجلسي في جميع اتجاهاته العلمية والبحثية... أو قد نصل إلى نتيجة موضوعية أخرى تُثبت أنَّ هناك أخطاء غير مقصودة كانت في منهج المجلسي (لا سامح الله تعالى)... ممَّا يفتح أمامنا مجالاً واسعاً للبحث عن الإجابة لسؤال: ما هو؟

وأمَّا إذا قلنا بأن الصراع الذي كان من اللوحي مع المجلسي إنما هو صراع شخصي ومن طرف واحد.

فأمَّا كونه من طرف واحد، فلم نجد أيّة ردّ فعل من المجلسي تجاه اللوحي، ولم نجد أي ذكر له في جميع ما كتبه المجلسي، والموجود منها مئات المجلَّدات من الكتب... بعكس ما وجدناه قد خرج من قلم اللوحي، حيث وجدنا أنَّ أكثر ما كتبه إنَّما كان موجَّهاً - إمَّا بالذات، أو بالعرض - ضد المجلسي (رضي الله عنه).

ولكن يبقى السؤال الأخير بدون إجابة، وهو: هل أنّ هناك أغراض ودواعي شخصية للّوحي أنشبت تلك الحرب؟ وأخال أنَّ ضرورة البحث العلمي تفرض على الباحث الموضوعي أن يدرس الظاهرة كلاً غير متجزَّءة، حيث يدخل فيها الدور السياسي والإرادة السلطانية للنظام الصفوي، وصراع الإرادات المتنوِّعة التي وجّهت المعركة بجهتها تلك، وهو موضوع دراسة التصوف في العصر الصفوي وتأثيره على تطوُّر الفكر الشيعي السلفي والفلسفي الذي حاول أن يجمعها نفسه العلاَّمة المجلسي الثاني. ففي الوقت الذي يؤلف كتابه " البحار " فيجمع أحاديث الشيعة فيه، فهو يؤلف " مرآة العقول " الذي امتلأ بالمطالب الفلسفية والنقلوات لأقوال الملا صدرا وصهره الشيخ محمّد صالح المازندراني.

مؤلَّفاته:

حفظت لنا المكتبات العظيمة جملة من كتبه ومؤلَّفاته، وبقي القسم الآخر أسماءاً مذكورة في تلك الكتب وغيرها من كتب العلماء والمؤلِّفين الذين ذكروها... ومنها:

٢٧

1 - إدراء العاقلين، وإخزاء المجانين.

ذكره في " كفاية المهتدي " في ذيل الحديث 17. وموضوعه ردّ على الصوفية. وتوجد نسخة منه في مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي (قدس سرّه) في قم المقدسة تحت رقم 389. وقد ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة (1) .

2 - أعلام المحبين.

في الرد على الصوفية أيضاً. وتوجد نسخة منه في مكتبة مجلس الشورى في طهران - إيران، في الفهرست: الجزء الثالث: الصفحة 61.

3 - ترجمة أبي مسلم المروزي.

ذكره الطهراني في الذريعة تحت رقم: (735)، وقال: ((ترجمة أبي مسلم المروزي) وهو عبد الرحمان بن مسلم الخراساني صاحب الدعوة، ومؤسِّس الدولة العباسية... إلى أن يقول: كما ذكره السيد عبد الحسيب ابن السيد أحمد بن زين العابدين العلوي في ظهر كتاب والده السيد أحمد تلميذ المحقق الداماد وصهره، الموسوم كتابه بـ " إظهار الحق ومعيار الصدق " في بيان أحوال أبي مسلم الذي ألّفه (1043) لتأييد المير لوحي المذكور ونصرته... وملخَّص ما كتبه بخطه السيد عبد الحسيب على ظهر الكتاب المذكور، هو أنّه لمَّا بين مير لوحي أحوال أبي مسلم من أنّه كان صاحب الدعوة، ومؤسِّس الدولة العباسية الغاشمة، ولم يكن موالياً للأئمّة الطاهرين، وذكر الاختلاف في نسبه، والخلاف في أصله من أنه خراساني مروزي، أو أصفهاني، وذكر أنَّه اُخذ بسوء عمله فقتله من هو شرّ منه (المنصور) في أوان شبابه سنة (137)، فعظم ذلك على بعض الناس، فبادروا إلى إيذاء السيد مير لوحي بكلّ جدّ

____________________

(1) الذريعة 1: 388 / تحت رقم 2002.

٢٨

وقوّة، فقام جمع من العلماء المعاصرين له في تقويته لدفع شرّ العوام عنه، وألّفوا كتباً ورسائل في ذلك... إلى آخر كلامه) (1) .

ولكن عبارة الطهراني لا توحي أنَّ الكتاب " ترجمة أبي مسلم " هو من تأليف المير لوحي، بل صريحة بأنَّه (... لجمع من العلماء المعاصرين للسيد محمّد ابن السيد محمّد الموسوي السبزواري الشهير بمير لوحي، نزيل أصفهان، المعاصر للمولى محمّد تقي المجلسي، وكان حيَّاً في سنة 1063) (2) .

ولكن عدّ في مقدمة كتاب " گزيده كفاية المهتدي " من مؤلَّفاته.

4 - تنبيه الغافلين.

ردّ على الصوفية أيضاً. ذكره في كتابه " كفاية المهتدي ".

5 - ديوان مير لوحي.

ذكر الطهراني (رحمه) أنَّه نسب إليه في تذكرة النصر آبادي، ولكنَّه لم يره.

6 - رياض المؤمنين وحدائق المتَّقين.

ذكره في " كفاية المهتدي " في ذيل الحديث 17، والحديث 38. وقيل: إنَّه توجد منه نسخة في المكتبة (وزيري) في يزد - إيران، تحت رقم 953.

7 - زاد العقبى.

أربعون حديثاً في فضائل الأئمّة الأطهار (عليهم السلام). وقد ذكره في " كفاية المهتدي ".

8 - كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عليه السلام).

وقد تقدَّم الحديث عنه.

____________________

(1) الذريعة 4: 150 و151 / تحت الرقم 734.

(2) المصدر السابق.

٢٩

9 - مناظرة السيد والعالم.

قال الطهراني (رحمه الله): (للمير لوحي، وهو السيد محمّد بن محمّد لوحي الموسوي السبزواري الملقب بالمطهّر، والمتخلّص بالنقيبي، والمعاصر للمولى محمّد تقي المجلسي، والجسور عليه. أوّله: [بخاطر فاتر ميرسد كه تمهيد بساط مناظرة نمايد...]. والنسخة عند السيد محمّد عليّ هبة الدين. ولعلّ مراده من السيد نفسه، ومن العالم المولى المجلسي، ولعلّه (مناظره دانشمند وسيّد) السابق ذكرها) (1) .

وكان قد قال قبل ذلك: (مناظره دانشمند وسيّد) فارسي في مكتبة راجه فيض آبادي. ولعلّه عين " مناظرة السيد والعالم " الآتي (2) .

ومن الواضح أنَّ العلاَّمة الطهراني لم يرَ الكتاب الذي في راجه فيض آبادي في الهند، ولذلك احتمله؛ كما من الواضح أيضاً أن منشأ احتماله كان بسبب الاسم؛ وذلك لأنَّ كلمة " دانشمند " فارسية بمعنى " العالم "، فيكون حينئذ الاسم واحداً.

ومع ذلك فإنَّ مجرد اتحاد الاسم غير كاف لوحدة الكتاب، إلاّ بعد المراجعة والتحقق من الموضوع؛ وسوف يبقى ما ذكره تخميناً وظناً و ( الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ) (3) .

وآخر دعوانا أنْ الحمد لله رب العالمين.

السيد ياسين الموسوي

____________________

(1) الذريعة 22: 294 / تحت رقم 7154.

(2) الذريعة 22: 292 / تحت رقم 7145.

(3) يونس: 36.

٣٠

صورة الصفحة الأُولى من النسخة المخطوطة (أ)

وعليها اسم الكتاب والمؤلِّف وخطوط بعض العلماء

٣١

صورة الصفحة الأُولى من الكتاب النسخة المخطوطة (أ)

٣٢

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة المخطوطة (أ)

٣٣

صورة الصفحة الأُولى من النسخة المخطوطة في

(كتابخانه مركزي دانشگاه طهران)

٣٤

صورة الصفحة الأخيرة من النسخة المخطوطة (ب) في

(كتابخانه مركزي دانشگاه طهران)

٣٥

٣٦

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدِّمة المؤلِّف:

الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف حججه محمّد وآله أجمعين.

أمَّا بعد، فيقول المحتاج لرحمة الباري، محمّد بن محمد لوحي الحسيني الموسوي السبزواري، الملقَّب بالمطهَّر والمتخلّص بالنقيبي. لا يخفى على الضمير المنير لأرباب المعرفة وأصحاب النظر أنَّ حديث: (مَن حفظ على أُمتي أربعين حديثاً، ممَّا يحتاجون إليه في أمر دينهم، بعثه الله (عزَّ وجلَّ) يوم القيامة فقيهاً عالماً) (1) ، من الأحاديث المشهورة والمستفيضة، ويزعم بعض العلماء أنَّه من الأخبار المتواترة، ولكن علماء الخاصة والعامة قد سجَّلوه وكتبوه في مصنفاتهم ومؤلفاتهم.

وقد اختلف في بعض ألفاظه؛ فقد ذكر بعض الرواة المؤالفين والنقلة المخالفين بدل (على أُمتي) : (عن أُمتي) (2) ، وكما سطر في كتاب " عيون أخبار الرضا (عليه السلام) "، باب: ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الأخبار المجموعة، أنَّه ذكر: (من أُمتي) (3) .

وقد روى السيد الجليل الحسن بن حمزة العلوي الطبري (عليه الرحمة) (وهو

____________________

(1) العمدة لابن البطريق: 17؛ معرفة علوم الحديث للحاكم: 253؛ الأربعين البلدانية لابن عساكر: الخصال للصدوق: 541؛ ومصادر أخرى بألفاظ مختلفة...

(2) مقتضب الأثر للجوهري: 12، الكامل 12؛ الكامل لابن عدي ج5: 56.

(3) عيون أخبار الرضا 1: 41.

٣٧

الملقب بمَرْعَش، والذي ينتسب إليه السادة المرعشيون) في كتاب " الغيبة " بسند صحيح عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، عن الرسول المكي المدني (صلّى الله عليه وآله): (لأُمتي) (1) .

ويبدو أنَّ حرف (على) و(من) و(عن) التي دخلت في الروايات المذكورة على لفظة (أُمتي)، أنَّها كانت جميعها بمعنى اللاّم الذي ورد في نقل السيد المذكور، وعليه فسوف يكون معنى الحديث: كل مَن يهتم ويحفظ لأُمتي أربعين حديثاً من الأحاديث التي يحتاجون إليها في أمر دينهم، يبعثه الله تعالى الموصوف بالعز والجلال، يوم القيامة، فقيهاً وعالماً، وهم حجج محمّد وآله أجمعين.

وقد روى جماعة من العلماء في هذا الحديث، بدل (فيما يحتاجون إليه) : (وفيما ينفعهم) ، كما أنَّ شيخنا الشيخ بهاء الملة والدين محمّد العاملي (غفر الله له)، قال في كتاب الأربعين: (وفي بعض الروايات: (فيما ينفعهم في أمر دينهم) ، وفي بعضها: (أربعين حديثاً ينتفعون بها)، من غير تقييد بأمر الدين) (2) .

وقد أورد عدّة من علماء الشيعة والسنة المنسوبين إلى بيهق في كتبهم لفظة: (بعثه الله) عوضاً للفظة: (ينشره الله) .

وقال أسعد بن إبراهيم بن علي الأربيلي - وهو من فضلاء علماء

____________________

(1) كما ذكرنا سابقاً في المقدِّمة، فإنَّ المصدر هو من الكتب المفقودة حالياً، وكان موجوداً عند المؤلف كما نصّ عليه خاتمة المحدِّثين في: خاتمة المستدرك 1: 32 / الطبعة الحديثة. وفي: ج3 / ص395/ الطبعة الحجرية. ومع ذلك، فإنَّ معنى (على أُمتي) هو مؤدَّى معنى (لأُمتي ) كما قاله المجلسي في: البحار 4: 157 عندما شرح كلمة (على أُمتي) بقوله: (الظاهر أنَّ (على) بمعنى (اللام)، أي حفظ لأجلهم كما قالوه في قوله ( وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ) (البقرة: 185)، أي لأجل هدايته إيَّاكم)، انتهى كلامه رفع مقامه.

(2) الأربعون / البهائي: 8 / طبعة مكتب نويد إسلام / تصحيح عبد الرحيم العقيقي / تاريخ الطبع 1416 هـ ق.

٣٨

المخالفين - في أربعينه: (كنت سمعت من كثير من مشايخ الحديث أنَّ النبي (صلّى الله عليه وآله) قال: (مَن حفظ على أُمتي أربعين حديثاً، بعثه الله تعالى يوم القيامة فقيهاً عالماً، ومَن روى عنّي أربعين حديثاً كنتُ شفيعاً له يوم القيامة) (1) .

وقد تقدَّم معنى هذا الحديث سابقاً. وأمَّا بقيَّته، فهي: (مَن روى عني أربعين حديثاً، كنت شفيعه يوم القيامة) (2) .

وقال أسعد بن إبراهيم المذكور - بعد أن نقل الحديث المزبور -: قد حفظتُ من الأحاديث ما شاء الله، ولم أعلم إلى أي من تلك الأحاديث هي التي أشار إليها رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، إلى أن التقيتُ بأبي الخطاب بن دحية بن خليفة الكلبي، وسألته، وقال لي في الجواب: إنَّ مراده هي الأحاديث الواردة في حق أهل البيت (عليهم السلام)).

ورى ابن دحية المذكور، عن أحمد بن حنبل أنَّه قال: لم أعلم، ولم أعرف أحد في زمان الشافعي، أعظم منة على الإسلام من الشافعي، وأنا أطلب من الله تعالى في أوقات صلواتي أن يرحمه، فإنِّي قد سمعتُ منه من ذلك الحين أنَّه قال: أراد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من هذه الأربعين المذكورة في هذا الحديث، أربعين حديثاً في مناقب أهل بيته.

ثمَّ قال أحمد بن حنبل: فقلت في نفسي: من أين صحّ عند الشافعي أنَّ مقصود النبي (صلّى الله عليه وآله) من هذه الأربعين، هي الواردة في مناقب أهل البيت الطاهرين؟ فرأيت النبي (صلّى الله عليه وآله) في المنام أنَّه قال:

يا أحمد، لا تشك في قول ابن إدريس، يعني الشافعي (3) .

____________________

(1) مخطوط، وله نسخ عديدة، منها في مكتبة جامع طهران: المجاميع ذات الرقم 2130 و2117.

(2) فردوس الأخبار 4: 91 / ح5778.

(3) الأربعين: الأربلي / مخطوط.

٣٩

فمع أنَّ الشافعي وأحمد بن حنبل من الأئمّة الأربعة للنواصب، فإنَّهما يقولان بهذا المعنى: إنَّ مَن حفظ أربعين حديثاً من أحاديث الرسول (صلّى الله عليه وآله) التي جاءت في مناقب الأئمّة الطاهرين (صلوات الله عليهم)، فإنَّه يبعث يوم القيامة من الفقهاء والعلماء، ويحشر مع قوم مداد دواتهم مفضَّلة على دماء الشهداء.

وكل مَن روى أربعين حديثاً ممَّا وردت في شأن أولئك المنتجبين من الملك المنّان، فإنَّه ينال شفاعة الرسول (صلّى الله عليه وآله) في يوم القيامة.

ومن الطبيعي فإنّه لا يوجد عند شيعة ومحبي أمير المؤمنين في هذا المعنى أي شك أو شبهة.

وأوضح حجَّةٍ عند البرايا

إذا كان الشهودُ همُ الخصومُ

ونجد كثيراً من مخالفي المعصومين (عليه السلام) أنَّهم اتفقوا معهم في هذا المعنى، ومع ما عندهم من تمام عدم الإنصاف، فإنَّهم قطعوا في هذا الباب عدة مراحل من مراحل الإنصاف!

وبالجملة فقد وصلت إلى مرأى هذا الأحقر الصغير، رواية الحديث المذكور من طرق مختلفة، وأسانيد متنوعة، وهي موجودة في الكتب المعتبرة، وكذلك ما سمعه من مشايخه (رحمهم الله)، بحيث لو سجَّلت جميعها، فسوف يتعدَّى الكلام حد الإطناب، فيولد ملل للقراء والمستمعين.

ومن الواضح أنَّه لا يشك أحد من شيعة إمام المتَّقين في أنَّ معرفة ومحبة الأئمّة الطاهرين (عليهم السلام)، والإطلاع على فضائلهم ومناقبهم، هي من أمر الدين. وأنّ جميع أُمة سيد الأنبياء، بل جميع العالم، محتاج إليهم وينتفع بهم.

وعلى كل حال، فعلى أيِّ عبارة كان نقل الحديث المذكور، فإنَّه يرجع إلى المعنى المسفور، ولهذا فقد كان أوّل أربعين أقدمَ هذا الضعيف على جمعها، هو الأربعين حديث الموسومة بـ: (زاد العقبى في مناقب الأئمّة الأوصياء)، وقد جعلته ذخيرة للمعاد، وواسطة أمل يوم التناد.

٤٠