مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)0%

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه) مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 256

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيّد محمّد مير لوحي الأصفهاني
تصنيف: الصفحات: 256
المشاهدات: 68279
تحميل: 8233

توضيحات:

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 256 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 68279 / تحميل: 8233
الحجم الحجم الحجم
مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مختصر كفاية المهتدي

لمعرفة المهدي ( عجّل الله فرجه )

تأليف: السيّد محمّد ميرلوحي الأصفهاني

ترجمة وتحقيق: السيّد ياسين الموسوي

تقديم: مركز الدراسات التّخصّصيّة في الإمام المهديّ (عليه السلام)

رقم الإصدار: 39

١

٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

اللّهمّ أرني الطلعة الرّشيدة، والغرّة الحميدة

واكحل ناظري بنظرة منّي إليه، وعجّل فرجه،

وسهّل مخرجه، وأوسع منهجه، واسلك بي محجّته،

وأنفذ أمره، واشدد أزره، واعمر به بلادك،

وأحيي به عبادك،

برحمتك يا أرحم الراحمين

٣

٤

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدّمة المركز:

الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

الاعتقاد بالمهدي المنتظر (عليه السلام) من الأمور المجمع عليها بين المسلمين، بل من الضروريّات التي لا يشوبها شك (1) .

وقد جاءت الأخبار الصحيحة المتواترة عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله)، أنّ الله تعالى سيبعث في آخر الزمان رجلاً من أهل البيت (عليهم السلام)، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وجاء أنّ ظهوره من المحتوم الذي لا يتخلّف، حتّى لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم واحد، لطوّل الله (عزّ وجل) ذلك اليوم حتّى يظهر.

وكيف وأنّى يتخلّف وعد الله (عزَّ وجلَّ) في إظهار دينه على الدين كلّه ولو كره المشركون؟! وكيف لا يحقّق تعالى وعده للمستضعفين المؤمنين باستخلافهم في الأرض، وبتمكين دينهم الذي ارتضى لهم، وإبدالهم من بعد خوفهم أمناً، ليعبدوه تعالى لا يشركون به شيئاً.

وقد أجمع المسلمون على أنّ المهديّ المنتظر (عليه السلام) من أهل البيت (عليهم السلام)، وأنّه من ولد فاطمة (عليها السلام). وأجمع الإماميّة - ومعهم عدد من علماء السنة - أنّه (عليه السلام) من ولد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، فأثبتوا اسمه ونعته وهويّته الكاملة.

هكذا فقد اعتقد الإمامية - ومعهم بعض علماء السنّة - أنّ المهدي

____________________

(1) روي عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: (مَن أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أُنزل على محمد) . انظر: عقد الدرر: 230؛ عرف المهدي 2: 83؛ الفتاوى الحديثيّة: 27؛ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان: 175، ف 12.

٥

المنتظر قد وُلد فعلاً، وأنّه حيّ يرزق، لكنّه غائب مستور. وماذا تنكر هذه الأُمّة أن يستر الله (عزَّ وجلَّ) حجّته في وقت من الأوقات؟! وماذا تنكر أن يفعل الله تعالى بحجّته كما فعل بيوسف (عليه السلام): أن يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه، حتّى يأذن الله (عزَّ وجلَّ) له أن يعرّفهم بنفسه كما أذن ليوسف ( قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي ) (1) .

أو لم يخلّف رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أمّته الثقلين: كتاب الله وعترته، وأخبر بأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليه الحوض؟ أو لم يخبر (صلّى الله عليه وآله) أن سيكون بعده اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش، وأنّ عدد خلفائه عدد نقباء موسى (عليه السلام)؟ وإذا كان الله تعالى لم يترك جوارح الإنسان حتّى أقام لها القلب إماماً لتردّ عليه ما شكّت فيه، فيقرّ به اليقين ويبطل الشكّ، فكيف يترك هذا الخلق كلّهم في حيرتهم وشكّهم واختلافهم لا يقيم لهم إماماً يردّون إليه شكّهم وحيرتهم؟ (2) وحقّاً ( لاَ تَعْمَى‏ الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَي الْقُلُوبُ الّتِي فِي الصّدُور ) ( 3) .

ولا ريب أنّ للعقيدة الشيعيّة في المهدي المنتظر (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف) - وهي عقيدة قائمة على الأدلّة العقليّة - رجحاناً كبيراً على عقيدة مَن يرى أنّ المهدي المنتظر لم يُولد بعد، يقرّ بذلك كلّ مَن ألقى السمع وهو شهيد إلى قول الصادق المصدّق (عليه السلام): ( مَن مات ولم يعرف إمام زمانه، مات ميتّةً جاهليّة) (4) .

____________________

(1) يوسف: 90، والاستدلال منتزع من الكافي 1: 337.

(2) انظر محاججة مؤمن الطاق مع عمرو بن عبيد: كمال الدين 1: 207 - 209 / ح 23.

(3) الحجّ: 46.

(4) حديث مشهور تناقله علماء الطرفين في مجاميعهم الحديثية بتعابير تتّفق في مضمونها. انظر على سبيل المثال: مسند أحمد 3: 446، و 4: 96؛ المعجم الكبير للطبراني 12: 337، و19: 335 و 338، و 20: 86؛ طبقات ابن سعد 5: 144؛ مصنّف ابن أبي شيبة 8: 598 / ح 42، الفردوس للديلمي 5: 528 / ح 8982.

٦

ناهيك عن أنّ من معطيات الاعتقاد بالإمام الحيّ أنّها تمنح المذهب غناءً وحيويّة لا تخفى على مَن له تأمّل وبصيرة (1) .

ولا ريب أنّ إحساس الفرد المؤمن أنّ إمامه معه يعاني كما يعاني، وينتظر الفرج كما ينتظر، سيمنحه ثباتاً وصلابة مضاعفة، ويستدعي منه الجهد الدائب في تزكية نفسه وتهيئتها ودعوتها إلى الصبر والمصابرة والمرابطة؛ لتكون في عداد المنتظرين الحقيقيين لظهور مهدي آل محمد (عليه وعليهم السلام). خاصّة وأنّه يعلم أنّ اليُمن بلقاء الإمام لن يتأخّر عن شيعته لو أنّ قلوبهم اجتمعت على الوفاء بالعهد، وأنّه لا يحبسهم عن إمامهم إلاّ ما يتّصل به ممّا يكرهه ولا يُؤثره منهم (2) .

ولا يُماري أحد في فضل الإمام المستور الغائب - غيبة العنوان لا غيبة المعنوَن - في تثبيت شيعته وقواعده الشعبية المؤمنة وحراستها، كما لا يماري في فائدة الشمس وضرورتها وإن سترها السحاب. كيف! ولو لا مراعاته ودعائه (عليه السلام) لاصطلمها الأعداء ونزل بها الأواء، ولا يشكّ أحد من الشيعة أنّ إمامه أمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء (3) .

وقد وردت روايات متكاثرة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) تنصبّ في مجال ربط الشيعة بإمامهم المنتظر (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف)، وجاء في بعضها أنّه (عليه السلام) يحضر الموسم فيرى الناس ويعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه (4) ، وأنّه (عليه السلام) يدخل عليهم

____________________

(1) انظر كلام المستشرق الفرنسي الفيلسوف هنري كاربون في مناقشاته مع العلاّمة الطباطبائي في كتاب الشمس الساطعة.

(2) انظر: الاحتجاج للطبرسي 2: 325؛ بحار الأنوار 53: 177.

(3) قال (صلّى الله عليه وآله): (النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض) . انظر علل الشرائع 1: 123؛ كمال الدين 1: 205 / ح 17 - 19.

(4) وسائل الشيعة 11: 135؛ بحار الأنوار 52: 152.

٧

ويطأ بسطهم (1) . كما وردت روايات جمّة في فضل الانتظار، وفي فضل إكثار الدعاء بتعجيل الفرج، فإنّ فيه فرج الشيعة.

وقد عني مركز الدراسات التخصّصيّة في الإمام المهديّ (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف) بالاهتمام بكلّ ما يرتبط بهذا الإمام الهمام (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف)، سواءً بطباعة ونشر الكتب المختصّة به (عليه السلام)، أو إقامة الندوات العلميّة التخصصيّة في الإمام (عليه السلام) ونشرها في كتيِّبات أو من خلال شبكة الإنترنيت. ومن جملة نشاطات هذا المركز سلسلة التراث المهدويّ، ويتضمّن تحقيق ونشر الكتب المؤلّفة في الإمام المهديّ (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف)، من أجل إغناء الثقافة المهدوّية، ورفداً للمكتبة الإسلاميّة الشيعيّة، نسأله - عزّ من مسؤول - أن يأخذ بأيدينا، وأن يبارك في جهودنا ومساعينا، وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم، والحمد لله رب العالمين.

والكتاب الماثل بين يديك عزيزي القارئ هو مجموعة نادرة وقيّمة من الأحاديث الخاصة حول الإمام المهدي (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف) برواية الفضل بن شاذان المعاصر للإمام العسكري (عليه السلام)، والتي يمكن اعتبارها مصدراً مهمَّاً من المصادر التي اعتمد عليها الأوائل في إثبات الكثير من الخصوصية حول الحجة بن الحسن (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف).

شكر وتقدير:

والمركز إذ يقدَّم للمكتبة الإسلامية وللإخوة القرّآء هذا السفر القيِّم، يتقدَّم بالشكر الجزيل لسماحة السيد ياسين الموسوي (دام ظله) لجهده في ترجمة وتحقيق هذا الكتاب القيِّم، كما يتقدَّم بالشكر إلى قسم الكمبيوتر، ونخص بالذكر الأخ الفاضل مسؤول قسم الكمبيوتر والتنضيد "ياسر الصالحي".

السيد محمّد القبانچي               

مركز الدراسات التخصّصية في الإمام المهدي (عليه السلام)

النجف الأشرف                    

____________________

(1) الكافي للكليني 1: 337 / ح4.

٨

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة المحقِّق:

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ومنكري فضائلهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين.

لماذا كتاب " كفاية المهتدي "؟

بغض النظر عن الدواعي التي دفعت المؤلِّف (رحمه الله) لكتابته هذا الكتاب، والتي أشار إليها في المقدمّة، وإن كان قد ركزّ هو على فكرة جمع أربعين حديثاً، واستشهد له بالروايات والأقوال؛ ولم يفصّل القول في الموضوع العقائدي الذي ابتنت عليه أصول وقواعد جمعه لأحاديث كتابه؛ ولعل السبب يعود: إلى أنّه أوكَلَ ذلك إلى نفس القارئ عندما يطلّع على دُرَر المعاني والأفكار بما يقرأه من روايات وأحاديث الكتاب.

وفي الواقع أنّ الكتاب لم يأتِ بشيء جديد يستحق كلّ هذا الاهتمام: من ترجمةٍ، وتحقيقٍ، ومتابعةٍ، بل كاد أن يكون تكراراً لكتبٍ كثيرة جمعت الروايات، والأخبار التي اختصّت موضوعها بالمهدي (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف)، أو اشتملت عليه، مثل: كمال الدين، وغيبة الطوسي، وغيبة النعماني، وعشراتٍ غيرها؛ إلاَّ إنّه تميّز عنها بشيء جديد استحقّ كلّ هذا الاهتمام والرعاية، وهو: أنّه جمع في كتابه هذا عشرات الأحاديث التي رواها الشيخ الفضل بن شاذان (المتوفَّى سنة 257 للهجرة، أي بعد ولادة الإمام المهدي (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف) بسنتين فقط) في كتابه الغيبة، وإثبات الرجعة؛ والتي طالما نقل عنهما الشيوخ الأوائل

٩

الأقدمون، مثل: الكليني والصدوق والمفيد والطوسي وغيرهم، وامتلأت كتبهم بتلك الروايات الصحيحة.

ولكنّهم - ولأسباب موضوعيّة - اختصروا تلك الكتب، فلم ينقلوا جميع ما فيها، واكتفوا بنقل بعضها، وربَّما يكون السبب الكبير لسلوكهم هذا المنهج في الجمع والتبويب: أنَّ تلك الكتب كانت متوفِّرةً من حيث الكمّ، ومتواترةً أو مشهورةً بما يقارب التواتر من حيث الإسناد.

ومهما تكن الأسباب والدواعي التي اقتضت هذا الاختصار، ومع أنَّنا نعذرهم بذلك، ولكن ما مرّت به الطائفة المحقَّة من غارات واعتداءات وحروب عنصرية؛ أدّت إلى ضياع كثير من تراثنا، أو ما زال يعيش في خفايا ومجاهيل المكتبات وغيرها، ومن جملة ذلك التراث المقدّس، كتب الشيخ ابن شاذان (قدس سرّه)، فضاعت كثير من تلك النفائس ولم يبق منها إلاّ قليل.

فلو كان المتقدِّمون قد نقلوا ما في تلك الكتب، فلربّما كانت قد وصلت إلينا كما وصلت باقي الأخبار التي نقلوها في مختلف الأبواب والمواضيع.

ويبقى استغرابٌ ماثلٌ أمامنا وهو: أنَّنا نجد كثيراً من الأصحاب قد أكثروا من النقل عن كتابي الشيخ ابن شاذان: (إثبات الرجعة، والغيبة)، ومنهم من المتأخرين، بل قد يظهر من آراء بعض المحققين أنّ الشيخ الحرّ العاملي المتوفّى سنة 1104 هـ قد اختصر كتابه " إثبات الرجعة "، وما زالت النسخة المخطوطة بخط يده موجودة ومحفوظة. ولكنّه يصرِّح فيها أنَّ الاختصار كان لغيره، وقام هو (قدس سرّه) بمقابلة نسخ ذلك الاختصار، حيث قال في خاتمة النسخة: (هذا ما وجدناه منقولاً عن رسالة " إثبات الرجعة " للفضل بن شاذان بخط بعض فضلاء المحدّثين، وقد قوبل بأصله.. حرَّره محمّد الحر). وقد ختمه بختمه الشريف وكتب فوقه: مالكه؛ والنسخة موجودة في مكتبة الإمام الحكيم العامة في النجف الأشرف.

١٠

ومن جملة أولئك العلماء الذين نقلوا مباشرةً عنهما، مؤلِّف هذا الكتاب، والعالم الجليل آقا مير محمّد صادق الخاتون آبادي: (المتولد سنة 1207، والمتوفّى ليلة 14 من شهر رجب - سنة 1272 هـ ق) في كتابه الأربعون (كشف الحق) (1) .

ولذلك تعيّن على مَن يريد الحصول على الأثر المتبقَّي من هذا التراث أن يراجع هذه الكتب التي نقلت عنه مباشرةً وبدون واسطة.

ومن هذه النقطة بالذات تظهر أهميّة كتاب (كفاية المهتدي)؛ حيث حفظ لنا كثيراً من روايات الشيخ الفضل بن شاذان.

ما هي أهميّة روايات كتابي " إثبات الرجعة "، و" الغيبة " للشيخ بن شاذان؟

وتظهر أهميّة روايات هذين الكتابين لأنّهما يتحدّثان عن تفاصيل كثيرة تتعلَّق بالإمام المهدي (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف) لم يألفها الشيعة ولا غيرهم في عصر صدورها وروايتها، ولم يتعرّفوا عليها إلاّ بعد مدّة ليست بالقصيرة. أمَّا لماذا؟ فذلك لأنّ الإمام المهدي لم يكن قد وُلد آنذاك؛ فإنّه كان قد كتب كثيراً من روايات كتابيه هذين إمَّا قبل ولادته (عليه السلام)، أو بعد ولادته وقبل وفاة الإمام العسكري (عليه السلام)، كروايته خبر ولادة الإمام المهدي (عليه السلام)، بمعنى: أنّه كان قد تحدّث عن الغيبة قبل حدوث الغيبة الصغرى؛ لأنّ وفاة الشيخ الفضل بن شاذان كانت قبل وفاة الإمام العسكري (عليه السلام) وكان (عليه السلام) قد ترحّم عليه، فهو قد توفّاه الله تعالى قبل حدوث الغيبة الصغرى.

وأمَّا كيف استطاع أن يتحدّث عن كلّ تلك الأمور قبل وقوعها؟

فإنّه في الواقع لم يخبر من عنده شيئاً، وإنما كلّ ما أخبر عنه إنّما كان

____________________

(1) إنّ هذا الإخفاء، أو الضياع، يُؤكد حقيقة مظلومية أهل البيت (عليهم السلام)، ويوضّح مدى قساوة وجلافة خصومهم.

١١

روايةً عن أهل بيت النبوة (عليهم السلام)؛ ويكفي هذا دلالةً على إمامتهم (عليهم السلام)، حيث كانوا قد أخبروا عن الشيء قبل وقوعه.

ملخَّص البحث:

تكفي روايات الفضل لدحض شبهات وخزعبلات البعض الذين يقولون بأنّ عقيدة الشيعة بالإمام المهدي إنّما ظهرت متأخرة عن زمان وفاة الإمام العسكري (عليه السلام) بكثير، حتى كابر فادعى أنّها ظهرت على يد متكلمي الإمامية كالشيخ المفيد، والشيخ الطوسي ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ) (1) .

فهذه كتب وروايات الفضل كلّها كانت قبل وفاة الإمام العسكري (عليه السلام).

عملنا في الكتاب:

1 - كان الكتاب قد كتب باللغة الفارسيّة، فقمنا بترجمته إلى اللغة العربية، وقد راعينا أقصى ما يمكن الالتزام بالنّص الفارسي، وعدم تجاوزه والخروج عنه إلاّ ببعض الكلمات القليلة جداً اقتضته فروقات أساليب الكلام العربي والفارسي.

2 - التزمنا بنقل الروايات الشريفة إلى اللغة العربية بالنّص المروي في مصادره، ومع أنَّنا نظن أنّ ترجمة المؤلف لم تكن دقيقة في بعض الأحيان، لكننا التزمنا بنقل النّص كما هو في الترجمة، منبّهين في الهامش إلى الاختلافات الموجودة في مصادر النّص؛ وقد آلينا أن نسلك هذا الأسلوب لاحتمال أن يكون المؤلِّف قد اعتمد في الترجمة على نسخة بدل أخرى؛ رعايةً منّا للاحتياط الذي هو سبيل النّجاة.

3 - وجدنا المؤلِّف قد ينجرّ قلمه للحديث عن بعض الأكابر كالعلامة المجلسي (قدس سرّه) بما لا يتناسب والبحث العلمي، فارتأينا حذف تلك المقاطع من الكتاب؛ ولذلك عَدَلنا من تسميّة الكتاب باسمه الأصلي إلى تسميّته بـ: "مختصر كفاية المهتدي " ؛ رعايةً لأمانة النقل.

____________________

(1) الكهف: 5.

١٢

4 - قمنا بتحقيق نصّ الكتاب ورواياته غير المطبوعة، والتي نقلها المؤلف (قدس سرّه) من الكتب المفقودة، على نسختين مهمتين:

أ) النسخة الأولى: المخطوطة الموجودة في كتابخانه مجلس (طهران - إيران)، تحت رقم 833؛ وقد كتب في آخرها: (قد فرغ كتابه في يوم السبت من عشرة الثالث من شهر الحادي عشر في سنة الإحدى من عشر الثاني من مائة الثانية بعد الألف الأوّل من الهجرة النبوية المصطفوية (صلّى الله عليه وآله)...).

وكان قد كتب على الورقة الأولى منها: (كتاب أربعين أو فاضل متتبع، وأديب محدّث، مولانا محمّد لوحي حسيني موسوي سبزواري عليه الرحمة موسوم بكفاية المهتدي) وعدد صفات هذه النسخة 252 صفحة.

وجعلنا هذه النسخة النسخة الأصل.

ب) النسخة الثانية: المطبوعة تحت عنوان: گزينش: سازمان چاپ وانتشارات گروه احياي تراث فرهنگي. الطبعة الأولى: 7 بهمن، 1373 هجرية شمسية.

وذكر في المقدِّمة أنَّ هذه النسخة قد صحِّحت على ثلاث نسخ، وهي:

أولها: نسخة مكتبة الوزيري تحت رقم 512، بخط إسماعيل بن شاه قلي. تاريخ النسخ في عاشر محرم الحرام سنة 1106 هجرية قمرية.

وثانيتها: نسخة مكتبة الأستاذ الفقيد المرحوم المحدّث الأرموي.

وثالثتها: نسخة المكتبة المركزية جامعة طهران، وهي من جملة الكتب المهداة من المرحوم الأستاذ السيد محمّد مشكوة. تحت رقم 619. واستظهرت المجموعة المصحِّحة أنَّ هذه النسخة هي نفس النسخة التي كان قد رآها الشيخ آقا بزرگ الطهراني (في خزانة كتب السيد آغا بن الحاج سيد أسد الله بن السيد حجة الإسلام الأصفهاني، وهو فارسي. ورأيتُ نسخة منه

١٣

بخط محمّد مؤمن بن الشيخ عبد الجواد، كتبها في عصر المصنّف، وفرغ منها في سابغ ربيع الثاني 1085) (1) .

ثمّ قال بعد حديث طويل: (... ويظهر من أثنائه أنّه شرع فيه في 1081هـ، وفرغ منه في 1083هـ، ويوجد بهذه الخصوصيات نسخة في موقوفة مدرسة السيد البروجردي في النجف) (2) .

كما أنَّنا حقَّقنا بعض روايات الكتاب مع تلك الروايات الموجودة في " مختصر إثبات الرجعة " الذي أشرنا إليه، وسبق أن نبَّهنا إلى أنَّه بخط بعض فضلاء المحدّثين وعليه ختم العلامة المرحوم الحر العاملي صاحب " وسائل الشيعة "، وعندنا نسخة مصوَّرة عنه، والأصل موجود في مكتبة الإمام الحكيم (قدس سرّه) العامة.

مصادر الكتاب ومؤلِّفيها:

ونظراً إلى أنَّ الكتاب كتاب رواية، وقد أقرّ مؤلفه بهذه الحقيقة، ولذلك سمّاه بـ: "الأربعين" ، فيلزمنا أن نتعرَّف على المصادر التي اعتمدها المؤلف، وبالإضافة إلى معرفة مؤلِّفي تلك الأحوال، وأحوالهم من حيث الوثاقة والاعتبار لنطمئن على صحة تلك الأحاديث واعتبارها، وسلامتها من الطعون. ولكن بما أنّه قد نقل عن المصادر المشهورة والمعروفة عند الشيعة والسنة، مثل: " الاحتجاج " للطبرسي، و" كمال الدين " و " عيون أخبار الرضا " للصدوق، و " السنة " و" الإرشاد " للمفيد، و " الأربعين " لأبي نعيم، و"مسند أحمد بن حنبل "... وغيرها من المصادر المهمة التي لا تحتاج إلى بحث فيها ولا في مؤلفيها لشهرتها ومعروفيتها؛ فإنَّنا قد أعرضنا الحديث عنها وعن مؤلِّفيها، وقصرنا الحديث عن المصادر المفقودة لسببين:

____________________

(1) الذريعة لآقا بزرك الطهراني 18: 101.

(2) الذريعة 18: 102.

١٤

أولهما: التعريف بتلك المصادر ومؤلّشفيها؛ ليعرف القارئ أهمية مصدر الحديث الذي يقرأه، وقوّة اعتباره، وصحته، وسلامته؛ وبذلك يتضح بطلان كلام أصحاب الشبهات الباطلة والدعاوى الكاذبة.

وثانيهما: لأنَّه قد أكثر النقل عنها حتى صار الكتاب كأنّه ملخص شريف لتلك الكتب، بحيث قال المحقق العلامة آغا بزرك الطهراني: (وهذا الأربعين فارسي، وترجمة وشرح للأحاديث التي رواها الفضل بن شاذان وغيره) (1) .

ولعله كان يقصد من كلمة: (وغيره)، ما نقله عن أستاذه وشيخه النوري حيث قال في أول كتابه (جنّة المأوى): (إنّي كلّما انقل في هذا الكتاب عن غيبة الفضل بن شاذان، وعن غيبة الحسن بن حمزة المرعشي، وعن كتاب الفرج الكبير لمحمّد بن هبة الله بن جعفر الطّرابلسي، فإنّما أنقلها عن كتاب المير لوحي هذا، لأنّها كانت موجودة عنده، وينقل عنها في كتابه هذ) (2) .

أقول: هكذا هو الموجود في عبارة الطهراني (قدس سرّه) حيث نسبت الكلام لأستاذه في بداية كتابه (جنة المأوى)، ولكنَّنا قرأنا الكتاب عدّة مرات فلم نجده فيه، وإنَّما هو موجود في كتاب النجم الثاقب لأستاذه النوري (قدس سرّه)، حيث قال الشيخ النوري الطبرسي (قدس سرّه) في مقدِّمة كتابه (النجم الثاقب) عند عدّه مصادر كتابه ما تعريبه:

(كتاب " كفاية المهتدي في أحوال المهدي (عليه السلام) " للسيد محمّد بن محمّد لوحي الحسيني الموسوي السبزواري الملقّب بالمطهَّر والمتخلص بالنقيبي، تلميذ المحقق الدّاماد، وأكثر ما في هذا الكتاب نقله من كتاب الفضل بن شاذان حيث ينقل الخبر سنداً ومتناً أوّلاً، ومن ثمّ يترجمه.

وكان عنده (غيبة) الشيخ الطّرابلسي، و(غيبة) الحسن بن حمزة المرعشي أيضاً.

____________________

(1) الذريعة 18: 102 / تحت رقم 867.

(2) المصدر نفسه.

١٥

وما ننقله عن هذه الكتب الثلاثة فإنّما ننقله بالواسطة عن هذا الكتاب) (1) .

ولذلك نرى من المهمّ أن نُخصِّص مقاماً من الحديث عن هذه الكتب الثلاثة ومؤلِّفيها - خصوصاً الأوّل منها، أعني ما سُمّي بـ: غيبة الفضل بن شاذان - ثمّ إلحاق الحديث عن أحوال الكتب الأخرى غير الموجودة حالياً، مثل: " كتاب الأنوار " لأبي عليّ محمّد بن همام، و" كتاب التاريخ الكبير " للثقفي، في هوامش الكتاب القادمة إن شاء الله تعالى، تخفيفاً لحجم المقدِّمة ولأنَّ هذين الكتابين وأمثالهما لم يكثر المؤلف (رحمه الله) النقل منهما، وإنّما ربّما نقل عن كلّ منهما مرة أو مرتين في كتابه هذا؛ ولهذا السبب ارتأينا تأجيل الكلام عنهما وعن أمثالهما إلى محلِّه الموجز دون المحلّ المفصّل.

1 - الغيبة:

للشيخ الأقدم الفضل بن شاذان النيسابوري (رضوان الله تعالى عليه).

وقد عدّ الشيخ النجاشي وغيره أنَّ له أكثر من كتاب في القضية المهدوية، منها:

1 - كتاب إثبات الرجعة.

2 - كتاب الرجعة.

3 - كتاب القائم (عليه السلام).

4 - كتاب الملاحم.

5 - كتاب حذو النعل بالنعل (2) .

وللأسف الشديد فإنَّ جميع تلك الكتب قد عَدت عليها كوارث الزمن ولم يبق منها إلاَّ أسماؤها وبعض الروايات المتشتِّتة في بطون الكتب ممَّا نقلها

____________________

(1) النجم الثاقب / النوري 1: 102 / تعريب: السيد ياسين الموسوي.

(2) رجال النجاشي: 307 / تحت رقم 840؛ معجم رجال الحديث / الخوئي: 14 / 309.

١٦

الأوائل في مجاميعهم، مثل: كتب الكليني والصدوق والطوسي؛ غير أنَّه بقي من المتأخرين مَن نقل مجموعة أخرى من الروايات ممَّا لم ينقله المتقدِّمون من هذه الكتب؛ وكاد ينحصر هذا النقل الجديد بكتاب المير لوحي (كفاية المهتدي)، والتي نقل عنه الخاتون آبادي في (كشف الحق) و(مختصر إثبات الرجعة) الذي أمضاه الحر العاملي.

ولكن ظهر سؤال جديد، وهو: أنَّ هذا الموجود، هل هو من كتاب (إثبات الرجعة) أو (كتاب الرجعة)؟ وهل أنَّ كتاب إثبات الرجعة هو كتاب الغيبة، أم أنَّ كتاب الرجعة هو كتاب الغيبة؟

والشيء المتَّفق عليه هو أنَّه كان للفضل كتابان، أحدهما باسم: إثبات الرجعة. والآخر باسم: الرجعة؛ والثاني هو غير الأوّل كما نصّ عليه النجاشي وغيره.

قال شيخ الإجازة وخاتمة الرواة آقا بزرك الطهراني: (كتاب الغيبة للحجة الشيخ المتقدم أبي محمّد الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري، الراوي عن الجواد (عليه السلام)، وقيل عن الرضا (عليه السلام)، والمتوفَّى 260. وهو غير النجاشي بعد ذكره (إثبات الرجعة) بكتاب (الرجعة الحديث). فهذا مقصور على أحاديث الرجعة، وظهور الحجة، وأحواله، ولذا اشتهر بكتاب الغيبة، وكان موجوداً عند السيد محمّد بن محمّد مير لوحي الحسيني الموسوي السبزواري، المعاصر للمولى محمّد باقر المجلسي على ما يظهر من نقله عنه في كتابه الموسوم كفاية المهتدي في أحوال المهدي، وينقل شيخنا النوري في النجم الثاقب في أحوال الإمام الغائب، عن كتاب الغيبة هذا بتوسط المير لوحي المذكور...) (1) .

____________________

(1) الذريعة 16: 78 / تحت رقم 395.

١٧

من هو الفضل بن شاذان؟

قال النجاشي: (الفضل بن شاذان بن الخليل، أبو محمّد الأزدي النيشابوري (النيسابوري)، كان أبوه من أصحاب يونس. وروى عن أبي جعفر الثاني، وقيل عن الرضا (عليهما السلام). وكان ثقة. أحد أصحابنا الفقهاء المتكلمين، وله جلالة في هذه الطائفة. وهو في قدره أشهر من أن نَصِفُه. وذكر الكنجي أنه صنّف مائة وثمانين كتاباً...) (1) .

وقد روى الكشي في رجاله عن محمّد بن الحسين بن محمّد الهروي، عن حامد بن محمّد الأزدي البوشنجي، عن الملقّب بفورا [بخوراء خ. ل] من أهل البوزجان من نيسابور: أنَّ أبا محمّد الفضل بن شاذان (رحمه الله) كان وجهّه إلى العراق إلى حيث به أبو محمّد الحسن بن عليّ (صلوات الله عليهما)؛ فذكر أنّه دخل على أبي محمّد (عليه السلام). فلمّا أراد أن يخرج، سقط كتابٌ في حضنه ملفوف في رداء له؛ فتناوله أبو محمّد (عليه السلام)، ونظر فيه، وكان الكتاب من تصنيف الفضل، وترحّم عليه، وذكر أنَّه قال: (أغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان وكونه بين أظهرهم) (2) .

وروى عن سعد بن جناح الكشّي، قال: (سمعت إبراهيم الورّاق السمرقندي يقول: خرجت إلى الحج، فأردت أن أمرّ على رجل كان من أصحابنا المعروف بالصّدق، والصّلاح، والورع، والخير، يقال له: بورق البوشنجاني (قرية من قرى هرات)، وأزوره، وأحدث عهدي به.

قال: فأتيته، فجرى ذكر الفضل بن شاذان (رحمه الله).

____________________

(1) نفس المصدر.

(2) رجال الكشي: 542 / تحت رقم 1027.

١٨

قال بورق: كان الفضل بن بطن، شديد العلّة، ويختلف في الليلة مائة مرّة، إلى مائة وخمسين مرّة.

فقال له بورق: خرجت حاجّاً، فأتيت محمّد بن عيسى العبيدي، ورأيته شيخاً فاضلاً، في أنفه عوجه (وهو القنا)، ومعه عدّة؛ رأيتهم مغتمّين، محزونين، فقلت لهم: ما لكم؟

قالوا: إن أبا محمّد (عليه السلام) قد حبس.

قال بورق: فحججت، ورجعت، ثمّ أتيت محمّد بن عيسى، ووجدته قد انجلى عنه ما كنت رأيت به؛ فقلت: ما الخبر؟

قال: قد خلّي عنه.

قال بورق: فخرجت إلى سرّ من رأى، ومعي كتاب يوم وليلة؛ فدخلت على أبي محمّد (عليه السلام)، وأريته ذلك الكتاب، فقلت له: جعلت فداك، إنْ رأيت أن تنظر فيه.

فلمَّا نظر فيه، وتصفَّحه ورقة ورقة، قال: (هذا صحيح، ينبغي أن يعمل به) .

فقلت له: الفضل بن شاذان شديد العلة، ويقولون إنّه من دعوتك بموجدتك عليه؛ لِمَا ذكروا عنه أنّه قال: إنّ وصيّ إبراهيم خير من وصيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله)؛ ولم يقل جعلت فداك هكذا، كذبوا عليه.

فقال: (نعم. رحم الله الفضل) .

قال بورق: فرجعت، فوجدت الفضل قد توفّي في الأيام التي قال أبو محمّد (عليه السلام): (رحم الله الفضل) ) (1) .

وعن علمه وفضله روى الكشيّ عن جعفر بن معروف قال: (حدّثني سهل بن بحر الفارسي، قال: سمعت الفضل بن شاذان آخر عهدي به، يقول: أنا خلفٌ لمَن مضى، أدركتُ محمّد بن أبي عمير، وصفوان بن يحيى، وغيرهما. وحملت عنهم خمسين سنة.

____________________

(1) رجال الكشي: 537 و538 / تحت رقم 1023.

١٩

ومضى هشام بن الحكم (رحمه الله)، وكان يونس بن عبد الرحمن (رحمه الله) خلفه كان يرد على المخالفين. ثمّ مضى يونس بن عبد الرحمن ولم يخلف خلفاً غير السكّاك، فردّ على المخالفين حتى مضى (رحمه الله). وأنا خلفٌ من بعدهم (رحمه الله)) (1) .

2 - الغيبة:

لأبي محمّد الحسن بن حمزة بن عليّ بن عبد الله بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) المتوفَّى سنة 358هـ.

قال النجاشي: (أبو محمّد الطبري، يُعرف بالمرعش، كان من أجلاء هذه الطائفة وفقهائها، قَدِم بغداد، ولقيه شيوخنا في سنة ست وخمسين وثلاثمائة، ومات في سنة ثماني وخمسين وثلاثمائة. له كتب... كتاب في الغيبة) (2) .

وقال الشيخ الطهراني: (وكان عند المير لوحي المعاصر للمولى محمّد باقر المجلسي، كما يظهر من نقله عنه...) (3) .

وقال الشيخ النوري الطبرسي (رحمه الله) في خاتمة المستدرك: (... كان عند مير لوحي المعاصر للمجلسي، الساكن معه في أصبهان كتب نفيسة جليلة كـ " كتاب الرجعة " للفضل بن شاذان، و " الفرج الكبير في الغيبة " لأبي عبدالله محمّد بن هبة الله بن جعفر الورّاق الطرابلسي، و " كتاب الغيبة " للحسن بن حمزة المرعشي، وغيرها، ولم يطلع عليها المجلسي (رحمه الله) (4) .

____________________

(1) رجال الكشي: 539 / تحت رقم 1025.

(2) الرجال / النجاشي: 64 / تحت رقم 150.

(3) الذريعة 16: 76 / تحت رقم 380.

(4) خاتمة المستدرك 1: 32 / الطبعة الحديثة؛ ج3: 295 / الطبعة الحجرية.

٢٠