والأمة تنتظر من خطيب المنبر الحسيني، أن ينطلق من أيام عاشوراء ومواقف شهدائها، إلى معالجة الأمور التي تهم الإنسان المسلم، ويسعى لتهذيبه وتربيته وشده إلى قيم الشريعة التي ضحّى من أجلها سيد الشهداءعليهالسلام
.
وتختلف الساحات في مستوى وعي هذا الجانب، حيث نجد أن خطيب المنبر الحسيني في مجالس العراق وبلدان الخليج والمناطق العربية في إيران وكثير من المهاجر، هو المتحدث الأول والأخير ولا يشاركه غيره، ولهذا فالمسؤولية عليه هناك أوضح وأشد وأهم.
بينما تخفّ مسؤولية خطيب المنبر الحسيني في مجالس مناطق أخرى، حينما يشاركه متحدث أو خطيب آخر، ومع ذلك فإن ما يطلب من خطيب المنبر الحسيني اليوم هو غير ما كان يطلب منه بالأمس - إذ كان دوره محصوراً في الجانب المأساوي من واقعة كربلاء - وما يُطلب منه غداً، مع اتساع مساحة الوعي وتعاظم التحدّيات على أنواعها، وتنوع المعالجات التي يتناولها، سيكون أعظم وبدون أدنى شك.
إذ أن مما يزيد في مسؤولية المنبر الحسيني من جهة وحساسيته من جهة أخرى، إتساع الدائرة التي يخاطبها خطيب المنبر الحسيني.فبعدما كانت المجالس الحسينية محصورة في الحسينيات والقرى أو المناطق والأحياء الضيقة، راحت اليوم تنطلق لتغطي مساحات هائلة عبر الإذاعة والتلفاز والقنوات الفضائية.
وعموماً فإن على خطيب المنبر الحسيني أن يراعي جانبين يشبع كلاً منهما في محاضراته ومجالسه.
الجانب الأول: جانب العاطفة الحسينية وإذكائها وبأسلوب فني مهذب، يراعي فيه كرامة أهل البيتعليهمالسلام
، في حسن اختيار الشعر المناسب وسرد المصيبة الملائمة وبالأطوار والأساليب الحزينة التي تسهم في البكاء والتباكي على الحسينعليهالسلام
، والذي ورد فيهما التأكيد من أئمة أهل البيتعليهمالسلام
.
الجانب الثاني: جانب الفكرة والموعظة والطرح الذي ينبغي أن يوليه خطيب المنبر الحسيني اهتمامه ورعايته، وهذا منطلق من الفكرة الرائعة التي تقول: أن الحسينعليهالسلام
عَبرة وعِبرة، دمعة وفكرة