شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

زاد المناسبات

﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ﴾(١) ،إلّا أنّ ما يكادُ بأهميّته يفوقُ تحقيقَ النصرِ هو المحافظةُ عليه وتثميرُه وهو ما نبَّه إليه الإمام الخمينيقدس‌سره بقوله: " استيقظوا فإنَّ المحافظةَ على الانتصارِ والثورةِ أصعبُ بكثيرٍ من إحرازِ أصلِ الانتصارِ والثورة".

من هنا، فمن المفيدِ التأمّلُ ببعضِ العواملِ التي تهدّدُ استمرارَ النصر وهي:

١ - عدم الثبات على المبادئ:

وعلى رأسِها الدافعُ الإلهيُّ الذي هو سرُّ الأسرارِ في تحقيق النصر، حيث يقولُ تعالى: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ ﴾(٢) ،وهذا الثباتُ أيضاً هو سرُّ الأسرار في الحفاظ على النصر حيث يكمل تعالى قائلاً: ﴿وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾(٣) فلا تتزلزلُ الأقدامُ عن قِممِ النصر إلى وديانِ الهزيمةِ والفشل.

٢ - النزاع والتفرّق:

فالوحدة ركن أساسي في انتصار الشعوب كما أنّ التفرّق

____________________

١- الصف: ١٣

٢- محمد: ٧

٣- محمد: ٧

في المقابل يؤدّي إلى الفشل والهزيمة: فقد قال تعالى:﴿..وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ.. ﴾(١) ولأنّ وحدةَ القيادةِ وطاعتَها يشكّلانِ عقدة الوحدة صدّر الله تعالى هذه الآية بقوله:﴿..يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ.. ﴾(٢)

وقد أشار الإمام الخمينيقدس‌سره إلى خطورة بثّ أجواء التفرقة بقوله:"..إنّ كل ما لدينا اليوم هو في معرض الخطر من جانب الأصدقاء الجهلة الذين يبثون التفرقة".

٣ - الغرور بالنصر:

يقول الإمام الخمينيقدس‌سره :"..ما يقلقني هو أن يكون شعبُنا مثلَ جيشٍ فاتحٍ يصيبُهُ الغرورُ بعد الفتحِ والتشتّتُ من الداخل..".

حينما يأخذ الإنسانُ بأسبابِ النصرِ الإلهيِّ وعواملِ بقائِهِ، سوف يصلُ إلى القوةِ التي قال عنها الإمام الخمينيقدس‌سره : " إذا ثار شعبٌ وحافظ على قوّةِ إيمانِهِ عَجِزَتْ أيّةُ قوةٍ عن مواجهتهِ".

____________________

١- الأنفال: ٤٦

٢- النساء: ٥٩

قبسات من حياة الإمام الخمينيقدس‌سره

المناسبة: وفاة الإمام الخمينيقدس‌سره

التاريخ: ٣ حزيران

ينتمي الإمام الخمينيقدس‌سره إلى عائلة علمائية هاشمية يعود نسبتُها إلى الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام ، فأبوه السيد مصطفى وجده السيد أحمد من السادة العلماء، الذي قدم من الهند إلى بلدة " خمين" في إيران والتي ولد فيها الإمام الخمينيقدس‌سره عام ١٣٢٠ه (١٩٠٢م) وهناك استشهد والده على أيدي قطّاع الطرق المدعومين من حكومة الشاه.درس الإمام الخمينيقدس‌سره سره في بلدته " خمين" ثم في " أراك" ثم في قم المشرفة، حيث درس فيها الفقه والأصول والفلسفة والهيئة والرياضيات والأخلاق والعرفان.

جهاد الإمام:

ومن " قم" المشرفة انطلق الإمام في جهاده السياسي عام ١٩٦٢م حينما واجه قرارين أصدرتهما الحكومة، الأول يحذف صفة الإسلام كشرط في المرشحين والناخبين في مجالس الأقاليم والمدن، والثاني يستبدل اليمين الدستورية بالكتاب السماوي بدلاً من القرآن الكريم.وعلى أثر ذلك انطلقت المسيرات التي اضطرت السلطة إلى إلغاء القرار وفي عام ١٩٦٣م، كان الخطاب الشهير للإمام الخمينيقدس‌سره في مدرسة الفيضية في قم المشرفة والذي فضح فيها العلاقات السرية القائمة بين الشاه و" إسرائيل"، بعدها حاصرت القوات الحكومية الخاصة بيت الإمام لتعتقله وترسله إلى طهران.

وعلى أثر ذلك وفي الخامس من حزيران عام ١٩٦٣م قامت تظاهرات شعبية حاشدة أدت إلى ارتفاع آلالاف الشهداء.وبسبب الضغوطات الشديدة أطلق سراح الإمام بعد عشرة أشهر من الاعتقال.لكن الإمام لم يتوقف عن مسيرته الجهادية فألقى خطاباً حمل فيه بشدة على الرئيس الأميركي وانتقد حكومة الشاه.لذا قام الشاه بنفيه إلى خارج إيران عام ١٩٦٤م.

الجهاد في المنفى:

وفي منفاه في تركيا مُنع الإمام من ممارسة أي نشاط سياسي أو اجتماعي، لكن الحكومة التركية خافت من استمرار بقاء الإمام فيها والذي بدأ بتعلم اللغة التركية.لذا وفي ٥/١٠/١٩٦٥م نقل الإمام إلى النجف الأشرف في العراق وفيها بدأ بإلقاء محاضرات حول الحكومة الإسلامية التي نظّر فيها لولاية الفقيه.ومن النجف الأشرف أصدر الإمام فتواه المشهورة بوجوب دعم ثورة الشعب الفلسطيني مجيزاً إعطاء الزكاة لها.وفي العام ١٩٧٧ استشهد ابنه السيد مصطفى الذي كان مجتهداً كبيراً بل كان -على حد تعبير الإمام نفسه أمل الإسلام.ولم يبكِ الإمام أمام الناس على ولده معبّراً عن سبب ذلك أن الشاه يريد أن يراه باكياً، لذا فهو لن يبكي.

في عام ١٩٧٨م قررت السلطة العراقية إبعاد الإمام الخمينيقدس‌سره إن لم يلزم الصمت ويلتزم شروط السلطة، لذا أبعد عن العراق، وبعد أن علم الإمام أن الكويت لن تستقبله صرّح قائلاً: والله لو أني بقيت أتنقل مهاجراً من مطار إلى مطار لما تركت أمر مقارعة الشاه".

ووصل الإمام إلى ضاحية " نوفل لو شاتو" في فرنسا ليقضي فيها عدة أشهر يدير فيها الجهاد السياسي ضدّ حكومة الشاه.

العودة المظفرة:

وفي شباط عام ١٩٧٩م، قرر الإمام العودة إلى إيران في ظلّ حكومة الشاه وفي طهران كان الاستقبال المليوني المنقطع النظير للإمام الخمينيقدس‌سره .ورغم وجود حكومة الشاه التي كانت تمارس مهامها أعلن الإمام عن تشكيل حكومة مؤقتة.وفي تلك الأيام أصدر الحاكم العسكري قراراً بمنع التجوال وفي نفس الوقت دعا الإمامقدس‌سره الشعب إلى النزول إلى الشوارع نزلت الجموع المطيعة لولي أمرها في ١١ شباط لتشرق فيه شمس الثورة الإسلامية في إيران محققة حلم النبي وأهل بيته الأطهارعليه‌السلام .

العروج:

وبعد جهاد طويل وصبر كبير وفي الرابع من حزيران كان الرحيل المحزن للإمام الخمينيقدس‌سره والذي أعقب كلماته: " بقلب هادئ ونفس مطمئنة، وروح فرحة، وضمير يأمل فضل الله

استأذن الأخوات والإخوة، وأسافر نحو المقر الأبدي، وأنا بحاجة مبرمة إلى صالح دعائكم".إنه الاطمئنان على مصيره إلى رضوان الله تعالى.وإنه الاطمئنان على مصير الأمة ومستقبلها باستمرار ولاية الفقيه بقيادة تلميذه الوفي الإمام الخامنئي دام ظله.

الشهادة ومنزلتها : في القرآن والسنّة

المناسبة: يوم الشهيد

التاريخ: ١١ تشرين الثاني

قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ﴾(١)

الشهيد والشهادة في اللغة:

المصدر والجذر الاساس لكلمة " شهيد" في اللغة هو الحروف التالية:

ش ه د، وبالرجوع الى كتب اللغة نجد أن هذه الكلمة تدل على ما يأتي:

يقول في لسان العرب: " الشهيد من أسماء الله الأمين في

____________________

١- الحديد: ١٩

في شهادته، وقيل: الشهيد الذي لا يغيب عن علمه شيء، والشهيد: الحاضر، والشاهد العالم الذي يبين ما علمه، والشهادة خبر قاطع، وشهد فلان على فلان بحق، فهو شاهد وشهيد، وقوم شهود أي حضور".

وفي مفردات الراغب الصفهاني:" شهد: الشهود والشهادة الحضور مع المشاهدة إما بالبصر أو بالبصيرة....، والشهادة قول صادر عن علم حصل بمشاهدة بصيرة أو بصر...".

يستفاد من هذين النصين من كتب اللغة،أن الشهادة في أصل اللغة تدل على معان منها: الحضور، والعلم، وإظهار هذا العلم عند الحاجة، وغيرها من المعاني المتضمنة في هذه المادة اللغوية.

والسؤال الذي نحاول الإجابة عنه هو لماذا سمي المقتول في سبيل الله شهيداً ؟ وكيف انتقلت هذه الكلمة الى المعنى الجديد ؟ وفي هذا المجال يساعدنا أهل اللغة أيضاً، حيث يقول الراغب الاصفهاني في المفردات:" والشهيد هو المحُتَضَر، فتسميه بذلك لحضور الملائكة إياه إشارة الى

قوله تعالى:﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا ﴾(١) ،أو لأنهم يشهدون في تلك الحالة ما أعد لهم من النعيم، أو لأنه تشهد أرواحهم عند الله كما قال:﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا ﴾(٢) ،وعلى هذا دل قوله:﴿وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ﴾(٣) .

ويقول ابن منظور في لسان العرب:" والشهيد المقتول في سبيل الله، والجمع شهداء، والاسم الشهادة، واستشهد: قتل شهيداً...وعن ابن الأنباري سمي الشهيد شهيداً، لأن الله وملائكته شهود له بالجنة، وقيل: سموا شهداء لأنهم ممن يستشهد يوم القيامة مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الأمم الخالية، قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾(٤) ،وقال أبو إسحاق الزجاج جاء في التفسير أن أمم الأنبياء تكذب في الآخر من ارسل إليهم فيجحدون أنبياءهم....فتشهد أمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بصدق الأنبياء وتشهد عليهم بتكذيبهم،

____________________

١- فصلت: ٣٠

٢- آل عمران: ١٦٩

٣- الحديد: ١٩

٤- البقرة: ١٤٣

ويشهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لهذه بصدقهم.

منزلة الشهيد:

قال تعالى:﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لّا تَشْعُرُونَ ﴾(١)

وقال تعالى:﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾(٢)

وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : " فوق كل ذي بر بر حتى يقتل المرء في سبيل الله فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر"(٣) .

وعنه أيضاً:" ما من قطرة أحب الى الله عزَّ وجلَّ من قطرة دم في سبيل الله"(٤) .

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام قال: قيل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : " ما بال الشهيد لا يفتن في قبره ؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كفى بالبارقة فوق رأسه فتنة"(٥)

____________________

١- البقرة: ١٥٤

٢- آل عمران: ١٦٩

٣- الشيخ الكليني - الكافي - ج ٥ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٣٥

٤- الشيخ الكليني - الكافي - ج ٥ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٣٥

٥- الشيخ الكليني - الكافي - ج ٥ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٣٥

الفهرس

المقدمة ٨

من آداب عاشوراء ١٠

أنصار الحسين عليه‌السلام ،المكانة والصفات ١٤

قبسات من عبادة الإمام السجّاد عليه‌السلام ١٨

باب الحوائج ٢٢

الإمام الحسين عليه‌السلام ،عهدٌ ووفاء ٢٦

النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كلماته الأخيرة ٣٠

الإمام الحسن عليه‌السلام :دروس الحب والولاء ٣٤

الإمام الرضا عليه‌السلام :علم وعبادة وأخلاق ٣٨

إضاءات من حياة الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام ٤٢

الوحدة الإسلامية في كلام القائد دام ظله ٤٦

صور من أخلاق الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٥١

الإمام الصادق عليه‌السلام : معالم الهوية الشيعية ٥٦

من مزايا الإمام العسكري عليه‌السلام ٦٠

الحوراء زينب عليها‌السلام : ودورها الرسالي ٦٤

أسماء الزهراء عليها‌السلام ٦٨

قدوة النساء الزهراء عليها‌السلام ٧١

الإمام الخميني قدس‌سره : في كلام القائد دام ظله ٧٦

الشهر الأصب ٨٠

الإمام الباقر عليه‌السلام : أصالة الفكر الإسلامي ٨٤

الإمام الهادي عليه‌السلام : المكانة والدور في الامة ٨٩

قبسات من حياة : الإمام الهادي عليه‌السلام ٩٢

إمامة الجواد عليه‌السلام في الصغر ٩٨

الإمام علي عليه‌السلام : في كلمات القائد دام ظله ١٠٢

سيدة العفاف زينب عليها‌السلام ١٠٦

قبسات من عبادة الإمام الكاظم عليه‌السلام ١١٠

أهداف بعثة النبي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ١١٤

إعانة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على شهر شعبان ١١٨

الحسين عليه‌السلام في بيت علي عليه‌السلام ١٢٣

نافذ البصيرة ١٣٢

حق النفس ١٣٦

الإعداد لنصرة الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ١٤٢

المسجد بين ضيافة الله ودور الناس ١٤٩

حكمة الصيام ١٥٣

السيدة خديجة رضوان الله عليها : عنوان التضحية والوفاء ١٥٨

أبو طالب رضوان الله عليه : مؤمن قريش ١٦١

قبسات من حياة الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام ١٦٥

معركة بدر الكبرى ١٦٩

التعرف على ليلة القدر وأسرار إحياءها ١٧٣

فتح مكة ١٨٠

الموت في نظر شهيد المحراب عليه‌السلام ١٨٤

مكانة بيت المقدس وحقّه ١٨٩

حسن العاقبة ١٩٤

محيي الآمال ١٩٩

المسائل الثماني ٢٠٣

كريمة آل محمد عليه‌السلام : فاطمة المعصومة عليها‌السلام ٢٠٧

الإمام الرضا عليه‌السلام : شذرات من سيرته المضيئة ٢١٤

الإمام الجواد عليه‌السلام : مَظْهَر علوم الأئمة ٢١٩

الإمام الباقر عليه‌السلام : الزعامة العلمية والجهادية ٢٢٢

معرفة الله في دعاء عرفة ٢٢٩

موسم الحج ٢٣٤

بين الأخوة والغدير : الإمام علي عليه‌السلام ٢٣٨

خاتم الصدقة ٢٤١

زواج النورين ٢٤٦

أهل البيت عليهم‌السلام في آية المباهلة ٢٥٠

رؤية الإمام الخميني قدس‌سره لحقيقة الثورة ٢٥٥

الحفاظ على النصر ٢٥٩

قبسات من حياة الإمام الخميني قدس‌سره ٢٦٣

الشهادة ومنزلتها : في القرآن والسنّة ٢٦٨

الفهرس ٢٧٢