• البداية
  • السابق
  • 127 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 9386 / تحميل: 3321
الحجم الحجم الحجم
شبهات وردود - الحلقة الأولى

شبهات وردود - الحلقة الأولى الجزء 1

مؤلف:
العربية

شبهات وردود

الحلقة الأولى

بقلم السيد سامي البدري

١

هوية الكتاب

الكتاب: شبهات وردود - الحلقة الأولى

المؤلف: السيد سامي البدري

الطبعة: الثانية ربيع الأول سنة ١٤١٧- قم

المطبعة: باسدار إسلام

الناشر: حبيب

٢

٣

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين

وبعد.

فهذه أوراق متواضعة تكفلت الرد على بعض الشبهات التي وجهت ضد الإسلام والتشيع.

وقصة إثارة الشبهات أمام التشيع بمفهومه الخاص(١) قديمة

____________________

(١) ويتمثل هذا المفهوم بالإعتقاد باثني عشر حجة معصوما بعد النبي لهم منزلته في كل شىء إلا النبوة والأزواج مع إلحاق الزهراء (ع) بهم في هذه المنزلة دون خصوصية الحكم، والإعتقاد بان المهدي المنتظر الذي بشَّر به النبي (ص) هو محمد بن الحسن العسكري (ع) المولود سنة (٢٥٥ه) وانه قد غاب بأمر الله تعالى غيبتين إحداهما صغرى كان له فيها نواب أربعة يعرف خبره وأمره بواسطتهم، توفي آخرهم سنة ٣٢٩ه وبوفاته بدأت الغيبة الكبرى وانقطع خبره فيها، وقد أمر شيعته بالرجوع في عصر الغيبة الكبرى إلى رواة الأحاديث الفقهاء العدول حيث روي عنه (ع) انه قال:(أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا فانهم حجتي عليكم وأنا حجة الله) وأمرهم أيضاً كما أمرهم آباؤه من قبل بانتظار الفرج بظهوره في آخر الزمان وإلى جانبه عيسى (ع) ليحقق الله بهما وعلى أيديهما أروع عهد ينتظره المؤمنون( وَلَقَد كَتَبنَا في الزَّبُور من بَعد الذّكر أَنَّ الأَرضَ يَرثُهَا عبَاديَ الصَّالحُونَ ) الأنبياء/١٠٥( وَ إن من أَهل الكتَاب إلاَّ لَيُؤمنَنَّ به قَبلَ مَوته وَ يَومَ القيَامَة يَكُونُ عَلَيهم شَهيدًا ) النساء/١٥٩.

ويستلزم هذا المفهوم تولي هؤلاء الحجج والبراءة من أعدائهم وبخاصة الذين ناصبوهم العداوة ودفعوهم عن مقامهم ومنزلتهم التي أنزلهم الله ورسوله بها ، وفي قبال هذا المفهوم الخاص للتشيع هناك مفهوم عام تبناه أهل السنة وأرادوا به تفضيل علي (ع) على عثمان، أو تفضيل علي (ع) على أبي بكر وعمر وقد وصفوا هذا التشيع بالبدعة الصغرى وسموا النوع الثاني منه بالتشيع الغالي، أما المفهوم الخاص فقد سموه ب-(الرفض) والبدعة الكبرى وسموا أصحابه بالرافضة وأسقطوا الإحتجاج برواياتهم بدعوى ان الرافضة يحُطّون من منزلة أبي بكر وعمر (أي يصغرون من منزلتهم). (انظر ميزان الاعتدال للذهبي ترجمة ابان ابن تغلب ومقدمة تهذيب التهذيب لابن حجر). رجوع

٤

وهي لا تنقطع إلا بظهور المهدي محمد بن الحسن العسكري الإلهية ومصدّقا لحركة آبائه (ع) وشيعتهم (عجل الله فرجه) مؤيَّداً بالبراهين ، وهي في ذلك نظير قصة محمد (ص) من قبل أهل الكتاب التي لا تنتهي إثارة الشبهات أمام رسالة إلا بظهور عيسى بن مريم الإلهية ومصدقاً برسالة محمد (ص) ومتعبداً (ع) مؤيداً بالبراهين بشريعته.

وكما لم يؤمن أكثر أهل الكتاب برسالة الاسلام على الرغم من وضوح دلائل صدقها، وراحوا يثيرون الشبهة تلو الشبهة على مر

٥

القرون وقابلهم علماء المسلمين بالرد على شبهاتهم إتماماً للحجة وإزاحةً للعقبة من طريق الحق( ليَهلكَ مَن هَلَكَ عَن بَينَةٍ وَ يَحيَى مَن حَي عَن بَينَةٍ ) الأنفال/٤٢.

وكذلك لم يتشيع أكثر المسلمين لأهل البيت (ع) ولم يقفوا عليهم في الحلال والحرام على الرغم من تواتر حديث الغدير وحديث الثقلين وحديث المهدي (ع) وصحة حديث الأئمة من بعدي اثنا عشر وغيرها. وراحوا يثيرون الشبهة تلو الأخرى تارة بتضعيف سند الحديث وأخرى بتحريف دلالته وثالثة بدفع واقعه التطبيقي، وقد قابلهم علماء الشيعة بالرد على شبهاتهم إتماماً للحجة وإزاحة للعقبة من طريق الحق( ليَهلكَ مَن هَلَكَ عَن بَينَةٍ وَ يَحيَى مَن حَي عَن بَينَةٍ ) الأنفال/٤٢.

وعلى الرغم من دور الشبهة السلبي في تطويق انتشار الحق ومحاصرة أهله / وهو الهدف من إثارتها / فإن للشبهة دوراً إيجابياً في تحريك أهل الحق وبعث هممهم للبحث و التنقيب ومن ثم إغناء الساحة الفكرية بما يزيد الحقيقة جلاءً ووضوحاً وهو هدف غير مقصود من قبل أصحاب الشبهة.

فهل ينسى دور شبهات المبشرين في بعث همة العالم السني

٦

محمد رحمة الله العثماني(١) ليؤلف كتابه (إظهار الحق). أو ينسى دور شبهاتهم وردودهم في كتابهم (الهداية) على كتابه (إظهار الحق) في بعث همة العالم الشيعي محمد جواد البلاغي ليؤلف (الهدى إلى دين المصطفى) و (الرحلة المدرسية). أو ينسى دور شبهات الزيدية في فترة الغيبة الصغرى في بعث همة الشيخ النعماني (ت٣٦٢ه) ليؤلف كتاب (الغيبة) أو الشيخ محمد بن علي بن بابويه (ت٣٨١ه) ليؤلف كتابه (إكمال الدين). أو ينسى دور شبهات كتاب (المغني)(٢) للقاضي عبد الجبار في بعث همة السيد المرتضى (ت٤٣٦ه) ليؤلف كتابه (الشافي في الإمامة)(٣) .

____________________

(١) وقد ألف كتابه بعد المحاورة بينه وبين أحد المبشرين النصارى في الهند ويدعى (فاندر) سنة (١٢٧٠ه ١٨٥٤ م). والكتاب من غرر الكتب في مطبوعرحمه‌الله في مجلدين ثم ألف جماعة من المبشرين كتاب (الهداية) رداً عليه وقد طبع كتاب (الهداية) في مصر سنة ١٨٩٩م، ثم كتب العلامة البلاغي (ت ١٩٣٣م) (الهدى إلى دين المصطفى) في مجلدين و(الرحلة المدرسية) في مجلد واحد رداً على كتاب الهداية. رجوع

(٢) الجزء المتم للعشرين خاص بالإمامة للرد على الشيعة. رجوع

(٣) وهو مطبوع في أربعة أجزاء حققه العلامة عبد الزهراء الحسيني الخطيب. رجوع

٧

او ينسى دور شبهات كتاب (التحفة الاثنا عشرية) تأليف شاه عبد العزيز الدهلوي الهندي(١) في بعث همة السيد مير حامد حسين الهندي (ت١٣٠٦ه) ليؤلف كتابه (عبقات الأنوار)(٢) .

أو ينسى دور شبهات حاول أصحابها ربط ظهور التشيع بمفهومه الخاص بعبد الله بن سبأ في بعث همة العلامة الأميني ليؤلف موسوعته (الغدير) وفي بعث همة العلامة العسكري ليؤلف كتاب (خمسون ومأة صحابي مختلق) وكتاب (رواة مختلقون) وكتاب (عبد الله بن سبأ)(٣) .

____________________

(١) انتشر كتاب التحفة في أوائل القرن الثالث عشر الهجري في بلاد الهند باللغة الفارسية ثم ترجمه إلى العربية سنة ١٢٢٧ه الشيخ غلام الأسلمي ثم اختصره وهذبه العالم السني العراقي السيد محمود شكري الالوسي سنة ١٣٠١. رجوع

(٢) قال العلامة السيد محسن الأمين (رح) في أعيان الشيعة ج١٨/٣٧١ (عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار بالفارسية لم يكتب مثله في السلَف والخَلَف) وقد طبعت عدة من أجزائه، وجاء حديث الثقلين وحده في ستة مجلدات وقد عرّبه واختصره العلامة السيد علي الميلاني فكان حديث الثقلين في مجلدين، وحديث الغدير في أربعة مجلدات وقد بلغ المختصر المعرب من عبقات الأنوار اثني عشر مجلداً ولمّا يكمل بعد. رجوع

(٣) لا زال كتاب رواة مختلقون والجزء الثالث من عبد الله بن سبأ والجزء الثالث من خمسون ومائة صحابي مختلق لما تعد للطبع بعد لإنشغال المؤلف أمد الله في عمره بغيرها. رجوع

٨

وهكذا فان فرائد الكتب والدراسات في حقل النبوة والإمامة والسيرة والتاريخ إنما هي نتائج البحث في رد الشبهات.

ولا أزعم أنني في هذه الأوراق سوف أقدم نظير ما قدمه أولئك الفطاحل ولكني أحاول ان أيسر للباحث عن الحقيقة بعض ما قدموه بشكل مختصر وبخاصة وان الشبهات هي الشبهات وان كتّابها ومثيريها يأخذ بعضهم من بعض في أغلب الأحيان.

اخترت قارئي الكريم للحلقات الأولى من أوراق الرد هذه شبهات وشكوكاً أثارها احمد الكاتب حول الشيعة والتشيع في نشرته (الشورى)(١) وكتبه الثلاثة المتداولة بالدسك الكومبيوتري. فقد انكر ولادة المهدي محمد بن الحسن العسكري (ع) وغيبتة وجعل القول بذلك من ابتكار النواب الأربعة، ونفى أيضاً صحة الأحاديث النبوية في الأئمة الاثني عشر الواردة عند الشيعة والسنة وادعى ان العقيدة باثني عشر إماماً لم يكن لها أثر في القرن الثالث الهجري وانها كانت وليدة القرن الرابع الهجري هذا مضافاً إلى نفيه

____________________

(١) صدر منها لحد صدور الطبعة الاولى من هذا الكتاب اثنا عشر عددا. رجوع

٩

القول بأصل الوصية والنص على الأئمة المعصومين بعد النبي وربط ذلك بعبد الله بن سبأ.

وهذه الشبهات وغيرها وان كانت تكراراً لشبهات الزيدية والمعتزلة وأهل التسنن وقد كتب علماؤنا في الرد عليها آلاف الصفحات ومئات الكتب غير أني كما قلت آنفاً أحاول في هذه الأوراق ان اختصر الرد وأيسره لطلاب الحقيقة وبخاصة وان كثيراً منهم لا يتسع وقته لمراجعة مطولات الكتب ولا مختصراتها. وقد كرست فاتحة هذه الحلقات لتسع شبهات مما أثاره حول العقيدة الاثني عشرية لنكات لا تخفى على القارئ اللبيب أرجو ان لا يذهب وقته معها سدىً وان يغتفر لي نواقصها والله ولي التوفيق.

سامي البدري

قم المشرفة/ ١٧ ربيع الاول ١٤١٧هجري

١٠

١١

الفصل الأول:

متى عرف الشيعة العقيدة الاثني عشرية

قوله:

ان تحديد الأئمة (ع) باثني عشر لم يكن له أثر عند الشيعة في القرن الثالث الهجري إذ لم يشر إليه النوبختي في كتابه فرق الشيعة ولا علي بن بابويه في كتابه الإمامة والتبصرة من الحيرة !

نقول:

بل أشار إلى ذلك علي بن بابويه في مقدمة كتابه الإمامة والتبصرة وأشار إلى ذلك أيضا إبراهيم بن نوبخت في كتابه ياقوت الكلام وهو معاصر للنوبخ-تي ، وفي ضوء ذلك فان العقيدة الاثني عشرية كانت معروفة في القرن الثالث الهجري بل قبل ذلك

١٢

١٣

نص الشبهة

قال صاحب النشرة:

وهذا (أي الاستدلال بحديث الاثني عشر إماماً) دليل متأخر. بدأ المتكلمون يستخدمونه بعد اكثر من نصف قرن من الحيرة، أي في القرن الرابع الهجري، ولم يكن له أثر في القرن الثالث عند الشيعة الإمامية، حيث لم يشر إليه الشيخ علي بن بابويه الصدوق في كتابه (الإمامة والتبصرة من الحيرة) كما لم يشر إليه النوبختي في كتابه (فرق الشيعة) ولا سعد بن عبد الله الاشعري في (المقالات والفرق).

وقال ايضا:

من هنا لم يكن الإماميون يقولون بالعدد المحدود في الأئمة، ولم يكن حتى الذين قالوا بوجود (الإمام محمد بن الحسن العسكري) يعتقدون في البداية انه خاتم الأئمة، وهذا هو النوبختي يقول في كتابه (فرق الشيعة) (ان الإمامة ستستمر في أعقاب الإمام الثاني عشر إلى يوم القيامة) (انظر المصدر الفرقة التي قالت

١٤

بوجود ولد للعسكري). ونقل الكفعمي في (المصباح) عن الإمام الرضا (ع) الدعاء التالي حول (صاحب الزمان) (.اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده) (القمي مفاتيح الجنان ص ٥٤٢)(١) .

____________________

(١) الشورى العدد العاشر ص١٠-١٢. رجوع

١٥

الجواب عنها

أقول في كلامه الانف الذكر عدة مواضع للتعليق:

أولا:

قوله (ان علي بن بابويه الصدوق (ت٣٢٩ه) لم يشر إلى دليل الاثني عشرية في كتابه الإمامة والتبصرة).غير صحيح.

إذ ان علي بن بابويه أشار إلى دليل الاثني عشرية في مقدمة كتابه وهي الطبعة التي نقل منها صاحب النشرة بعض النصوص فهو إما لم يقرأها أو تغافل عنها وأحال القارى إلى متن الكتاب وهو ناقص إذ المخطوطة التي عثر عليها ثم طبعت كانت قد انتهت أحاديثها إلى إمامة الرضا (ع). وقد حاول محقق الكتاب إكمالها ببعض الروايات من كتب الصدوق بروايته عن أبيه وإلى القارى الكريم نص كلام علي بن بابويه في مقدمة كتابه.

قال(رحمه‌الله ):

"ولو كان أمرهم (أي الأئمة (ع)) مهملاً عن العدد

١٦

وغفلاً لما وردت الأخبار الوافرة بأخذ الله ميثاقهم على الأنبياء وسالف الصالحين من الأمة. ويدلك على ذلك قول أبي عبد اللهعليه‌السلام حين سئل عن نوحعليه‌السلام لما ذكر (استوت سفينته على الجودي بهم) هل عرف نوح عددهم فقال نعم وادم (ع).

وكيف يختلف عدد يعرفه أبو البشر ومن درج من عترته والأنبياء من عقبه. وأي تأويل يدخل على حديث اللوح وحديث الصحيفة المختومة والخبر الوارد عن جابر في صحيفة فاطمةعليها‌السلام "(١) .

فقوله(رحمه‌الله ) ولو كان أمرهم مهملاً عن العدد يردُّ فيه على الزيدية الذين قالوا ان حديث الاثني عشر موضوع وان عدد الأئمة لا حصر له.

واستدلالهرحمه‌الله بحديث اللوح(٢) وحديث الصحيفة المختومة والخبر الوارد عن جابر في صحيفة فاطمة (ع) يؤكد اعتقاده بصحتها وانه أوردها في متن كتابه وان خلت منها النسخة المطبوعة بسبب نقص المخطوطة التي عُثِرَ عليها.

____________________

(١) الإمامة والتبصرة ص ١١-١٢. رجوع

(٢) سيأتي نصه في الفصل الثامن. رجوع

١٧

ثانيا:

لقد أشار إلى العقيدة الاثني عشرية أيضاً إبراهيم بن نوبخت (ت ٣٢٠ه) في كتابه (ياقوت الكلام) وهو اقدم كتاب كلامي شيعي وصلنا ومؤلفه من أعلام القرن الثالث الهجري وهو معاصر لعلي بن بابويه وقد تلقاه الشيعة عنه بالقبول جيلاً بعد جيل حتى وصل إلى العلامة الحلي فافرد كتاباً في شرحه سماه أنوار الملكوت في شرح الياقوت وإلى القارى الكريم نص كلام صاحب ياقوت الكلام وشرح العلامة الحلي له.

قال إبراهيم بن نوبخت:

"القول في إمامة الأحد عشر بعده (اي بعد علي (ع)) نَقلُ أصحابنا متواتراً النص عليهم بأسمائهم من الرسول (ص) يدل على إمامتهم، وكذلك نقل النص من إمام على إمام وكتب الأنبياء سالفاً يدل عليهم وخصوصاً خبر مسروق يعترفون به".

وقال العلامة الحلي في شرح هذا الكلام:

"أما إمامة باقي الأئمة (ع) فهي ظاهرة بعد إمامة علي (ع) وذلك من وجوه

١٨

أحدها:النص المتواتر عن النبي (ص) على تعيينهم، ونصبهم أئمة، فقد نقل الشيعة بالتواتر ان النبي (ص) قال للحسين (ع) هذا ابني إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم، وغير ذلك من الأخبار المتواترة.

الثاني:ما نُقل من النص على إمام من إمام يسبقُه بالتواتر من الشيعة.

الثالث:ان اساميهم والنص على إمامتهم موجودة في كتب الأنبياء السالفة كالتوراة والإنجيل.

الرابع:ان أخبار الخصوم مشهورة في النص عليهم من النبي (ص) لخبر مسروق عن عبد الله بن مسعود انه قال. عهد إلينا نبينا (ص) ان يكون بعده اثنا عشر خليفة عدد نقباء بني إسرائيل وكذا ما نقل عن غيره "(١) (٢) .

____________________

(١) كجابر بن سمرة وحذيفه بن أسيد وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وأبي جحيفة (انظر الشبهة الثامنة).رجوع

(٢) انوار الملكوت انوار انوار الملكوت ص٢٢٩. رجوع

١٩

ثالثا:

ان مؤلفَي كتاب الفرق وكتاب المقالات على فرض تعددهما(١) كانا بصدد جمع الأقاويل في الفرق وما ينسب إليها ولم يكونا بصدد المناقشة والإستدلال ومن هنا لا ينبغي عد الكتابين مرآة تعكس الفكر الإستدلالي عند الفرق المذكورة وبالتالي فعدم ورود حديث الاثني عشر فيهما لا يعني شيئا في قبال وروده في كتاب ياقوت الكلام وكتاب الإمامة والتبصرة المعاصرين لهما المعدين للإستدلال على العقيدة الاثني عشرية.

____________________

(١) هناك جدل حول تعدد الكتابين ويرى أكثر من باحث أنهما كتاب واحد فقد ذهب العلامة الشيخ فضل الله الزنجاني إلى ان الكتاب للنوبختي ويرى الأستاذ عباس إقبال الأشتياني انه تأليف سعد بن عبد الله الأشعري المعاصر للنوبختي وذلك قبل العثور على كتاب المقالات والفرق للأشعري الذي نشره الدكتور جواد مشكور وبعد ان انتشر الكتابان كتب السيد محمد رضا الحسيني مقالا نشره في مجلة تراثنا العدد الأول السنة الأولى ١٤٠٥ ص ٢٩-٥١ يؤيد فيه رأي الأشتياني وذهب إلى ان كتاب فرق الشيعة المطبوع باسم النوبختي هونسخة مختصرة من كتاب المقالات والفرق للأشعري. أقول ان كون الكتابين كتابا واحدا أمر لا ينبغي التردد فيه وإنما الكلام حول مؤلفه هل هوالنوبختي أم الأشعري أو شخص آخر. رجوع

٢٠