• البداية
  • السابق
  • 127 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 9396 / تحميل: 3322
الحجم الحجم الحجم
شبهات وردود - الحلقة الأولى

شبهات وردود - الحلقة الأولى الجزء 1

مؤلف:
العربية

ففي حوار الجاثليق مع الرضا(ع) قال الرضا(ع) لنسطاس الرومي:

"كيف حفظك للسفر الثالث من الإنجيل ؟

قال:ما احفظني له. ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال أتقرأ الإنجيل قال بلى لعمري ،

قال:فخذ على السفر الثالث فان كان فيه ذكر محمد وأهل بيته وأمته فاشهدوا لي وان لم يكن ذكره فلا تشهدوا."(١) .

ومنهج أهل البيت (ع) هو منهج القرآن نفسه حيث كان يستدل على نبوة محمد(ص) بأدلة متنوعة منها وجود خبر بعثته في التوراة كقوله تعالى:( أَوَ لَم يَكُن لَّهُم آيَةً أَن يَعلَمَهُ عُلَمَاءُ بَني إسرَائيلَ ) الشعراء ١٩٧ وقوله:( يَجدُونَهُ مَكتُوبًا عندَهُم في التَّورَاة وَ الإنجيل ) الأعراف ١٥٧ ، وقد اجمع علماء الإسلام على الاستدلال بالتوراة والإنجيل على نبوة محمد (ص) في مقام الاحتجاج على أهل الكتاب وكتبوا بذلك عشرات الكتب.

وإذا كان الله تعالى قد أكرم أهل البيت (ع) بان ذكرهم في كتبه الأولى جنباً إلى جنب مع رسوله المكي الموعود فما وجه الغرابة ان يستدل بذلك على إمامتهم ؟

____________________

(١) كتاب التوحيد للصدوق /٣١٤. رجوع

١٢١

والذي ينعم النظر في عدد من نصوص البشارة بمحمد (ص) في الكتب السابقة يجد فيها النبي مقرونا بأهل بيته وليس من شك انالفقرة (٢٠) من الإصحاح (١٧) من سفر التكوين(١) هي اشهر نص وأوضحه في الحديث عن النبي وأهل بيته وعددهم، وكان يدركها علماء اليهود بوضوح وكانوا حين ينشرح صدرهم للإسلام يختارون الإئتمام بأهل البيت (ع) سواء في زمانهم أو في عصر الغيبة.

قال ابن تيمية في تعليقه على حديث الاثني عشر:

"وهؤلاء المبشر بهم في حديث جابر بن سمرة وقرر انهم يكونون مفرقين في الأمة ولا تقوم الساعة حتى يوجدوا، و (قد) غلط كثير ممن تشرف بالإسلام من اليهود فظنوا انهم الذين تدعوا إليهم فرقة الرافضة فاتبعوهم "(٢) .

وكلامه وان كان سلبياً من ناحية تطبيق النص على أهل البيت (ع) ولكنه من ناحية أخرى يؤكد ما ذكره النعماني وما ورد

____________________

(١) بحثنا هذا النص بشكل مفصل في مقال نشر في مجلة ميقات الحج العدد الاول. رجوع

(٢) البداية والنهاية ج٦/٢٥٠

١٢٢

عن أهل البيت (ع) من وجود نصوص في أمر أهل البيت (ع) كما هو الحال في خاتم الأنبياء (ص).

وقد فات ابن تيمية ونظراءه ان علماء اليهود الذين أسلموا وتشيعوا لأهل البيت (ع) كانوا قد وجدوا أنفسهم أمام ظاهرة من النصوص التوراتية بعضها يعضد بعضاً باتجاه أهل البيت (ع) دون غيرهم(١) .

ثانيا:

قوله (وربما كان ابن سبأ على فرض وجوده قد أساء إلى التشيع بمقارنته بين وصية النبي موسى ليوشع ووصية النبي محمد (ص) لعلي.)

أقول:ان المؤسس للمقارنة هو رسول الله (ص) بقوله:"يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي"وهو حديث

____________________

(١) وقد قمنا بدراسة تفصيلية لهذه النصوص نرجوا ان نوفق لنشرهافي فرصة قريبة. رجوع

١٢٣

صحيح مروي في الكتب المعتبرة عند السنة فضلاً عن لشيعة(١) .

و بقوله (ص) لسلمان لما سأله يا رسول الله لكل نبي وصي فمن وصيك فسكت عنه ثم بعد ذلك دعاه فقال:

"ياسلمان تعلم من وصي موسى ؟

قال:سلمان قلت نعم يوشع بن نون !

قال:ولم ؟

قلت:لانه كان أعلمهم.

قال:فان وصيي وموضع سري وخير من اترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن ابي طالب "(٢) .

____________________

(١) رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما واحمد بن حنبل في مسنده وغيرهم. رجوع

(٢) المعجم الكبير للطبراني ج٦/٢٢١/رقم ٦٠٦٣. قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا ابراهيم بن الحسن الثعلبي حدثنا يحيى بن يعلى عن ناصح بن عبد الله عن سماك بن حرب عن ابي سعيد الخدري عن سلمان. وقد علق الطبراني على الحديث بقوله (قوله وصيي يعني انه اوصاه في اهله لا بالخلافة وقوله خير من اترك بعدي يعني من اهل بيته (ص)) وجاء بهامشه كلام محقق الكتاب حمدي السلفي يخاطب الطبراني (من اين لك هذا يا ابا القاسم (يريد الطبراني) والحديث ليس بصحيح ولو كان صحيحا لم يقبل التأويل وهو بمعنى الخلافة لا كما قلت انت، قال ابن حجر الهيثمي في مجمع الزو ائد (وفي اسناده ناصح بن عبد الله وهو متروك).أقول انما تركوا حديث ناصح لأجل حديثه الانف الذكر لما علموا من دلالته الصريحة ولما رواه اسماعيل بن ابان عنه عن سماك عن جابر قال قالوا يا رسول الله من يحمل رايتك يوم القيامة قال (من عسى ان يحملها الا من حملها في الدنيا). (رواه الذهبي في ميزان الاعتدال بترجمة ناصح). وقد قال عنه الذهبي في ترجمته انه كان من العابدين ذكره الحسن بن صالح فقال رجل صالح نعم الرجل. وقد روى حديث سلمان هذا ايضا سبط بن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص ورواه أيضا المحب الطبري في الرياض النضرة ج٢/١٧٨. رجوع

١٢٤

وبقوله (ص):

"الخلفاء بعدي اثنا عشر عدتهم كنقباء بني إسرائيل ".

وكذلك قوله (ص) في الحسن والحسين:

"إني سميتهما باسم شبر وشبير ولدي هارون ".

فهل يقال في حق النبي (ص) انه قدم مادة لاتهام الإسلام باستيراد نظرياته من الإسرائيليات؟

وقبل ذلك فان القرآن الكريم هو المؤسس لهذه المقارنة وغارس بذرتها، حين ضرب الأمثال للآخِرين بما جرى على الأولين، وقد عني عناية خاصة بقصص بني إسرائيل للتشابه الكبير بينها وبين نظيراتها في بني إسماعيل بعد بعثة محمد (ص) إلى آخر الدنيا. وقد قال النبي (ص):

"كل ما كان في الأمم السالفة فإنه يكون

١٢٥

في هذه الأمة مثله حذو النعل بالنعل والقُذة بالقذة"(١)

وفي رواية:

"لتركبن سنن من كان قبلكم حلوَها ومرَّها "(٢) .

____________________

(١) اكمال الدين للصدوق /٥٧٦ (والقذة ريش السهم). ٠رجوع

(٢) فتح الباري ١٧/٦٤، مسند احمد ٣/٩٤، ج٢/٣٢٧، ٣٦٧، ٤٥٠، ٥١١، ٥٢٧، ج٣/٩٤، ج٤/١٢٥، ج٥/٢١٨، ٣٤٠. رجوع

١٢٦

الفهرس

المقدمة ٤

الفصل الأول: متى عرف الشيعة العقيدة الاثني عشرية ١٢

الفصل الثاني: الوصية لكل إمام من الاثني عشر بعهد خاص من النبي (ص) ٢٦

الفصل الثالث: الشيخ الصدوق والعقيدة الاثني عشرية ٣٨

الفصل الرابع: هل مات زرارة ولم يكن قد عرف إمام زمانه ؟ ٤٦

الفصل الخامس: كتاب الكافي وروايات عدد الأئمة (ع) ٥٤

الفصل السادس: وصية الإمام الهادي (ع) والبداء ٦٦

الفصل السابع: كتاب سليم بن قيس ٧٨

الفصل الثامن: أسانيد روايات الاثني عشر عند السنة والشيعة ٩٩

الفصل التاسع: الإستدلال على إمامة أهل البيت (ع) بنصوص التوراة ١١٥

الفهرس ١٢٧

١٢٧