شبهات وردود - الحلقة الثالثة الجزء ٣

شبهات وردود - الحلقة الثالثة0%

شبهات وردود - الحلقة الثالثة مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 174

شبهات وردود - الحلقة الثالثة

مؤلف: السيد سامي البدري
تصنيف:

الصفحات: 174
المشاهدات: 15078
تحميل: 3492


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 174 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 15078 / تحميل: 3492
الحجم الحجم الحجم
شبهات وردود - الحلقة الثالثة

شبهات وردود - الحلقة الثالثة الجزء 3

مؤلف:
العربية

شبهات وردود

الحلقة الثالثة

بقلم السيد سامي البدري

١

هوية الكتاب

الكتاب: شبهات وردود - الحلقة الثالثة

المؤلف: السيد سامي البدري

الطبعة: الأولى سنة ١٤١٩- قم

المطبعة: صدر

الناشر: المؤلف

٢

٣

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين

وبعد فهذه الحلقة الثالثة من (شبهات وردود) وقد كرستها للرد على الجزء الاول من كتاب احمد الكاتب الذي طبعه مؤخراً في لندن سنة ١٩٩٧ باسم (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى. الى ولاية الفقيه).

وهو ثلاثة اجزاء في مجلد واحد يبطل بزعمه في الجزء الاول نظرية الامامة الالهية وينكر في الجزء الثاني ولادة المهدي (ع) وينفي في الجزء الثالث مسألة ولاية الفقيه وقضايا اخرى.

وقد نهجنا في الرد عليه النهج الذي نهجناه في الحلقتين السابقتين وهو ان نقتطع فقرة تامة المعنى من كلماته ثم نرد عليها.

ان الانطباع العام الذي خرجنا به عند مطالعتنا للكتاب باجزائه

٤

الثلاثة هو ان الاستاذ الكاتب قد خلط بين قضيتين ترتبطان بأهل البيت (ع).

الاولى : قضية كونهم قد نصبهم الرسول (ص) بأمر الله تعالى شهداء على الناس وائمة هدى مطهرين يؤخذ بقولهم وفعلهم وتقريرهم وحفظة للشريعة وانهم في هذا الموقع امتداد للرسول (ص) الا انهم ليسوا بأنبياء وانهم اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل ، وان الثاني عشر منهم صاحب العمر الطويل كنوح ، وصاحب الغيبتين(١) كعيسى ، وانه صاحب الوعد الالهي الذي بشرت به الانبياء وهذه القضية لا مجال لغير النص او النص والمعجز فيها.

الثانية : قضية كونهم في زمانهم اولى الناس بالحكم وان هذه الاولوية اولوية اختصاص بمعنى انه لا يجوز لغيرهم التصدي لذلك الا بإذنهم ، وانهم قد اذنوا للفقهاء من حملة علومهم ان يمارسوا ذلك في زمان الغيبة ، وهذه القضية لا مجال فيها ايضا لغير النص ولكن فرقها عن القضية الاولى ان للامة هنا دور ومشاركة في الحكم من جهة ان الامة لها الدور الاساسي في تمكين المنصوص عليه ليقيم الحكم في المجتمع على اساس الكتاب والسنة وان الحاكم حتى لو كان نبيا او

____________________

(١) اشرنا اليهما في الحلقة الثانية الفصل الاول.

٥

وصيا يأخذ برأي الامة في القضايا التنفيذية العامة وقد بيَّن علماء كبار امثال الشيهد الصدر (رح) ذلك(١) وفي ضوء ذلك فانه في هذه الزاوية لا تعارض بين النص والشورى ، حيث يضطلع النص بتشخيص من له حق الحكم وتضطلع الامة بنصرة المنصوص عليه والبيعة له والمشورة عليه في القضايا التنفيذية العامة بالحدود التي بينتها سيرة النبي (ص) واستنبطها الفقهاء.

وليس من شك ان القضية الاولى قضية عقائدية دلت عليها نصوص القرآن والسنة وتكون الامامة المعروضة لاهل البيت (ع) فيها نظير امامة ابراهيم (ع) وكما ان امامة ابراهيم (ع) حصرت في ذريته وفي عدد محدد منهم وهم الذين طهرهم الله تعالى ونظير الامامة في ذرية هارون وكون الائمة المتأخرين منهم بعضهم اضطلع بموقع الامامة والشهادة على الناس وهو صبي دون العاشرة وهو يحيى (ع) ، وبعضهم اضطلع بموقع الحجة على الناس وهو دون ذلك كعيسى (ع) صاحب الغيبتين والظهور في آخر الزمان كذلك الحال في امامة اهل البيت (ع) فهي في عدد محدود من اسرة النبي (ص) وكون الائمة المتأخرين منهم نظراء ليحيى وعيسى (ع) في صغر السن والغيبة والظهور آخر الزمان.

____________________

(١) انظر كتابه الاسلام يقود الحياة ص ١٦٢.

٦

اما القضية الثانية فهي قضية فقهية الا فيما يرتبط بانحصار حق الحكم بالاثني عشر (ع) فانها من لواحق المسألة العقائدية اما ما عدى ذلك من قبيل ما هي حدود القضايا العامة التي يأخذ المعصوم الحاكم فيها برأي الامة ؟ وما هي شروط انعقاد البيعة على الحكم او الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واسقاط الحكومة الظالمة ؟ وغير ذلك فهي مسائل فقهية تستنبط من سيرة المعصوم.

ولقد خلط الاستاذ الكاتب بين هاتين القضيتين كما خلط اغلب علماء السنة واعتبر المسألة التي ترتبط بأهل البيت (ع) ورفع شعارها الشيعة انما هي القضية الثانية ومن هنا جاءت اشكالاته واشكالات غيره حول تحديد الائمة بعدد معين ، وكيف يكون الجواد (ع) والهادي والمهدي ائمة وهم دون العاشرة او كيف تحصر باسرة معينة وغير ذلك.

والى جانب قضية الخلط هذه وهي قضية مركزية في الكتاب باجزائه الثلاثة هناك ظواهر اخرى من قبيل ظاهرة الخطأ في فهم بعض الروايات وكلمات الاقدمين من علماء الشيعة.

وظاهرة الاشتباه بالرواية العامية التي توجد في الكتاب الشيعي على انها رواية شيعية وقد اوردها المؤلف الشيعي كالسيد المرتضى

٧

رحمه‌الله في كتابه الشافي للرَّد عليها لا على انه يعتقد بها وغير ذلك مما نبهنا عليه في الحلقتين الماضيتين وفي هذه الحلقة القائمة بين يديك ايها القارئ الكريم ، أرجو ان تحقق غرضها في الانتصار لمذهب اهل البيت وارجو ان يجعلها ذخراً وزاداً يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.

سامي البدري

قم / ١٤ رجب /١٤١٨ هجـ.

٨

الفصل الاول:

مواضع من الكتاب و الرد عليها

٩

المورد الأول:

علي (ع) خليفة النبي (ص)

يقول:

تقول رواية يذكرها الشريف المرتضى وهو من ابرز علماء الشيعة في القرن الخامس الهجري ان عليا (ع) والعباس (رض) دخلا على النبي (ص) وسألاه ان يستخلف فقال لا.

أقول :

الرواية التي ذكرها المرتضى ليست من تراث الشيعة وانما نقلها عن القاضي عبد الجبار للرد عليها!!!

١٠

١١

نص الشبهة

قال:

“وبالرغم مما يذكر الإماميون من نصوص حول تعيين النبي (ص) للإمام علي بن ابي طالب كخليفة من بعده ، إلا ان تراثهم يحفل بنصوص أخرى تؤكد التزام الرسول الأعظم وأهل البيت بمبدأ الشورى وحق الأمة في انتخاب أئمتها.

تقول رواية يذكرها الشريف المرتضى - وهو من ابرز علماء الشيعة في القرن الخامس الهجري - ان العباس بن عبد المطلب خاطب أمير المؤمنين في مرض النبي (ص) ان يسأله عن القائم بالأمر بعده ، فان كان لنا بينه وان كان لغيرنا وصى بنا. وان أمير المؤمنين قال :" دخلنا على رسول الله (ص) حين ثقل ، فقلنا : يا رسول الله. استخلف علينا ، فقال : لا ، إني أخاف ان تتفرقوا عنه كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون ، ولكن ان علم الله في قلوبكم خيرا اختار لكم.

و يقول الكليني في (الكافي) نقلا عن الإمام جعفر بن محمد الصادق : انه لما حضرت رسول الله (ص) الوفاة دعا العباس بن عبد المطلب وامير المؤمنين فقال للعباس : ، يا عم محمد. تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز عداته ؟. فرد عليه فقال : يا رسول الله

١٢

بأبي أنت وأمي إني شيخ كبير كثير العيال قليل المال من يطيقك وأنت تباري الريح. قال فاطرق هنيهة ثم أتأخذ تراث محمد وتنجز عداته وتقض دينه ؟. فقال كرر كلامه. قال : أما إني قال : يا عباس سأعطيها من يأخذها بحقهاقال : يا علي يا أخا محمد أتنجز عدات محمد وتقضي دينه وتقبض تراثه ؟. ثم فقالولي. : نعم بأبي أنت وأمي ذاك عليَّ

وهذه الوصية ، كما هو ملاحظ وصية عادية شخصية آنية ، لا علاقة لها بالسياسة والإمامة ، والخلافة الدينية ، وقد عرضها الرسول في البداية على العباس بن عبد المطلب ، فأشفق منها ، وتحملها الإمام أمير المؤمنين طواعية. وهناك وصية أخرى نقلها الشيخ المفيد في بعض كتبه عن الإمام أمير المؤمنين (ع) تقول ان رسول الله (ص) قد أوصى بها إليه قبل وفاته ، وهي أيضا وصية أخلاقية روحية عامة ، وتتعلق بالنظر في الوقوف والصدقات. واذا القينا بنظرة على هذه الروايات التي يذكرها أقطاب الشيعة الإمامية كالكليني والمفيد والمرتضى ، فإننا نرى إنها تكشف عن عدم وصية رسول الله للإمام علي بالخلافة والإمامة ، وترك الأمر شورى”(١) .

____________________

(١) احمد الكاتب - تطور الفكر السياسي الشيعي : ١١-١٢.

١٣

الرد على الشبهة

أقول:

أما الرواية التي نسبها إلى الشريف المرتضى فهي مما أورده في كتابه الشافي ج٣/٩١ كجزء من كلام القاضي عبد الجبار المعتزلي في كتابه "المغني" الذي أورد عدة روايات تنفي ان يكون النبي (ص) قد أوصى لعلي أو ان علياً (ع) قد أوصى للحسن (ع) وعقب عليها المرتضى(رح) بقوله :

(والاخبار التي ادعاها (صاحب المغني) لم تنقل الا من جهة واحدة (أي جهة أهل السنة) وجميع شيعة أمير المؤمنين (ع) على اختلاف مذاهبهم يدفعها وينكرها ويكذب رواتها فضلا عن ان ينقلها ولا شيء منها الا ومتى فتشت عن ناقله واصله وجدته صادراً عن متعصب مشهور الانحراف عن أهل البيت (ع) والاعراض عنهم)(١) .

وفي ضوء ذلك يتضح ان هذه الرواية ليست من تراث الشيعة وان الشريف المرتضى حين أوردها لم يكن مصدقاً بها بل رادا عليها فهل حقا غفل الاستاذ الكاتب عن ذلك ؟

____________________

(١) الشافي ج٣/٩٨.

١٤

اما رواية الكليني فهي رواية ضعيفة ومعارضة لروايات كثيرة جداً في الكافي نفسه تؤكد انَّ عليا وارث تراث محمد (ص) قبل حادثة وفاة النبي (ص).

اما رواية الشيخ المفيد في اماليه /المجلس السادس والعشرون/ ص ٢٢٠-٢٢١ فهي وصية أخلاقية عامة من النبي (ص) لعلي (ع) ومن علي لولده الحسن وليس معنى ذلك عدم وجود وصية أخرى في موضوع آخر فلا تعارض بينهما أصلا.

لقد كان ينبغي على (الاستاذ الكاتب) ان يبحث المسألة بحثاً علميا فيورد كل روايات الوصية في المصادر الشيعية والسنية ويناقشها مناقشة علمية سندا ودلالة أما ان يكتفي بما ذكر ليقول بعده(وإذا القينا نظرة على هذه الروايات التي يذكرها اقطاب الشيعة الامامية كالكليني والمفيد والمرتضى فاننا نرى انها تكشف عن عدم وصية رسول الله (ص) للامام علي بالخلافة والامامة. وترك الأمر شورى) فهو مما لا يرتضيه منه قاريء يحترم عقله ووقته.

والى القاريء الكريم نموذج من روايات الوصية التي ذكرها المفسرون والمؤرخون والمحدثون.

روى الطبري في تفسير قوله تعالى( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) الشعراء/٢١٤ عن ابن حميد قال ثنا سلمة قال: ثني محمد بن اسحق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن

١٥

الحرث بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب عن عبد الله بن عباس عن علي بن ابي طالب قال لمانزلت هذه الآية على رسول الله (ص)( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) دعاني رسول الله فقال لي: يا علي ان الله امرني ان انذر عشيرتي الأقربين ، قال: فضقت بذلك ذرعاً ،وعرفت اني متى ما أبادِهَّم بهذا الامر أرَ منهم ما اكره فَصَمَتُّ ، حتى جاء جبرئيل فقال: يا محمد ، انك الا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك ، فاصنع لنا صاعاً من طعام ، واجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عساً من لبن ثم اجمع بني عبد المطلب حتى اكلمهم ، وابلغهم ما امرت به ، ففعلت ما امرني به ، ثم دعوتهم له وهم يومئذ اربعون رجلاً يزيدون رجلاً او ينقصونه ، فيهم اعمامه ابو طالب وحمزة والعباس وابو لهب فلما اجتمعوا اليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم ، فجئت به فلما وضعته تناول رسول الله (ع) حذية من اللحم فشقها بأسنانه ثم القاها في نواحي الصحفة ، وقال : خذوا باسم الله ، فأكل القوم حتى ما لهم بشيء حاجة ، وما ارى الا مواضع ايديهم ، وايم الله الذي نفس علي بيده ، ان كان الرجل الواحد ليأكل ما قدمت لجميعهم ، ثم قال: اسق الناس ، فجئتهم بذلك العس ، فشربوا حتى رووا منه جميعاً وايم الله ان كان الرجل الواحد منم ليشرب مثله ، فلما اراد رسول الله(ص) ان يكلمهم ، بدره ابو لهب الى الكلام فقال لشد ما سحركم به صاحبكم ، فتفرق القوم ، ولم

١٦

يكلمهم رسول الله (ص) ، فقال من الغد : يا علي ، ان هذا الرجل قد سبقني الى ما قد سمعت من القول ، فتفرق القوم قبل ان اكلمهم ، فعد لنا من الطعام مثل الذي صنعت ، ثم اجمعهم لي ، قال ، ففعلت ، ثم جمعتهم ،ثم دعاني بالطعام فقربته لهم ، ففعل كما فعل بالامس ، فأكلوا حتى ما لهم بشيء حاجة ، قال: اسقهم ، فجئتهم بذلك العس ، فشربوا حتى رووا منه جميعاً.

ثم تكلم رسول الله (ص) فقال: يا بني عبد المطلب ، اني والله ما اعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به. اني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد امرني الله ان أدعوكم إليه ، فأيكم يوازرني على هذا الامر على ان يكون اخي وكذا وكذا.

قال فأحجم القوم عنها جميعاً وقلت واني لاحدثهم سناً ، وارمصهم عيناً ، واعظمهم بطناً ، واحمشهم ساقاً انا يا نبي الله انا اكون وزيرك.

فأخذ برقبتي ثم قال : ان هذا اخي وكذا وكذا فاسمعوا له واطيعوا.

قال: فقام القوم يضحكون ، ويقولون لابي طالب قد امرك ان تسمع لابنك وتطيع(١) .

____________________

(١) تفسير الطبري. ج١٩/١٢١-١٢٢.

١٧

اقول : (كذا وكذا) في الموردين حذف لأصل الكلام من النساخ الاوائل كما يظهر من رواية ابن كثير الاتية.

وقد اورد الطبري في تاريخه الرواية نفسها بالسند نفسه وفيها (على ان يكون اخي ووصيي وخلفيتي فيكم) (ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم)(١) .

ورواها ابن عساكر بسنده الى نصر بن سليمان قال انبأنا محمد بن اسحق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن عباس عن علي بن ابي طالب (ع) وفيها (فايكم يؤازرني على هذا الامر على ان يكون اخي ووصيي وخليفتي فيكم)(٢) .

ورواها ابن كثير في تفسيره عن ابن جرير الطبري وفيها (على ان يكون اخي وكذا و كذا) في الموردين.

ثم علق عليها ابن كثير بقوله (تفرد بهذا السياق عبد الغفار بن القاسم ابي مريم وهو متروك كذاب شيعي اتهمه علي بن المديني وغيره بوضع الحديث(٣) .

____________________

(١) تاريخ الطبري ٢/٣١٩-٣٢١ ، وقد رواها مختصرة في ص٣٢١ بسند اخر هو زكريا بني يحيى الضرير قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا ابو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن ابي صادق عن ربيعة بن ناجذ. وفيها (ويكون اخي وصاحبي ووارثي).

(٢) تاريخ دمشق ترجمة علي (ع).

(٣) تفسير ابن كثير الآية (وانذر عشيرتك الأقربين)

١٨

اقول: وعبد الغفار بن القاسم كنيته ابو مريم الانصاري النجاري عداده في اهل الكوفة يروي عنه شعبة والكوفيون وقد اتهموه ايضا بشرب الخمر كما اتهموا السيد الحميري الشاعر المعروف بولائه لأهل البيت بذلك.

والسر في ذلك هو روايته لهذا الحديث ونظائره في فضائل علي (ع) ، وروايته في مثالب عثمان.

قال احمد بن حنبل كان ابو مريم يحدِّث ببلايا في عثمان(١) .

قال ابن حبان: وكان ممن يروي المثالب في عثمان بن عفان(٢) .

وقال الدار قطني: متروك ، وهو شيخ شعبة اثنى عليه شعبة وخفي على شعبة امره(٣) .

ونُقِلَ عن شعبة قوله: لم أَرَ احفظ منه.

قال الذهبي بقي الى قريب الستين ومائة وكان ذا اعتناء بالعلم والرجال وقد اخذ عنه شعبة ولما تبيَّن له انه ليس بثقة تركه(٤) .

____________________

(١) ميزان الاعتدال ترجمة عبد الغفار الانصاري ج٢/٦٤٠.

(٢) كتاب المجروحين لابن حبان٢/١٤٣.

(٣) لسان الميزان ج٤/٤١٢ -٤١٤ تحقيق المرعشلي.

(٤) ميزان الاعتدال.

١٩

اقول : أي اخذ عنه شعبة وتعلم منه لما لم يكن يحدّث ببلايا عن عثمان فلما حدث بها تركه كما يظهر من قول ابن المديني الاتي.

قال علي ابن المديني : وكان لشعبة (في عبد الغفار) رأيٌ وتعلَّمَ منه زعموا توقيف الرجال ثم ظهر منه رأي رديء في الرفض فترك حديثه(١) .

____________________

(١) اقول وموقفهم من عبد الغفار نظير موقفهم من جابر بن يزيد الجعفي قال الذهبي: جابر احد علماء الشيعة ، روى عن ابي الطفيل وخلق وروى عنه شعبة وابو عوانة وعدة. وقال ابن حجر في ترجمته: قال ابن مهدي عن سفيان: ما رأيت اورع في الحديث من جابر ، وقال ابن علية عن شعبة جابر صدوق في الحديث ، وقال ايضا كان جابر اذا قال حدثنا وسمعت فهو من اوثق الناس وقال زهير بن معاوية كان اذا قال سمعت او سألت فهو من اصدق الناس وقال وكيع مهما شككتم في شيء فلا تشكوا في ان جابراً ثقة.

اقول: غير انهم اتهموه بالكذب وتكلموا فيه لما اظهر الايمان بالرجعة.

قال ابن عدي في الكامل في ترجمة جابر: وقد احتمله الناس ورووا عنه وعامة ما قذفوه انه كان يؤمن بالرجعة.

وقال زائدة: كان جابر الجعفي كذاباً يؤمن بالرجعة.

وقال يحيى بن معين وكان جابر كذاباً لا يكتب حديثه ولا كرامة ليس بشيء.

وقال سفيان لشعبة لما بدأ يتكلم في جابر وتغير رأيه فيه: لان تكلمت في جابر الجعفي لاتكلمنَّ فيك. وقال معلى بن منصور قال لي ابو عوانة كان سفيان (ابن عيينة) وشعبة ينهياني عن جابر الجعفي ، وقال وكيع قيل لشعبة لم طرحت فلانا وفلانا ورويت عن جابر قال لانه جاء باحاديث لم نصبر عنها.

وقال ابن حبان: كان جابر سبائياً من اصحاب عبد الله بن سبأ وكان يقول ان عليا يرجع الى الدنيا فان احتج محتج بان شعبة والثوري رويا عنه قلنا الثوري ليس من مذهبه ترك الرواية عن الضعفاء و أما شعبة وغيره فرأوا عنده اشياء لم يصبروا عنها وكتبوها ليعرفوها فربما ذكر احدهم عنه الشيء بعد الشيء على جهةالتعجب.(ميزان الاعتدال. الكامل في الضعفاء تهذيب التهذيب).

٢٠