شبهات وردود - الحلقة الثالثة الجزء ٣

شبهات وردود - الحلقة الثالثة0%

شبهات وردود - الحلقة الثالثة مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 174

شبهات وردود - الحلقة الثالثة

مؤلف: السيد سامي البدري
تصنيف:

الصفحات: 174
المشاهدات: 15082
تحميل: 3492


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 174 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 15082 / تحميل: 3492
الحجم الحجم الحجم
شبهات وردود - الحلقة الثالثة

شبهات وردود - الحلقة الثالثة الجزء 3

مؤلف:
العربية

وفروعها وبالتالي فان كل من تقدم عليه في الحكم أو في غيره كان كأنه قد تقدَّم على رسول الله (ص) في ذلك.

اما قوله (ولذلك اختاروا اي الصحابة طريق الشورى وبايعوا ابا بكر) فقد المحنا في الحلقة الثانية من كتابنا هذا ان الذي جرى بعد وفاة النبي (ص) كان انقلاباً قد خطط له من قبل ، وقد أشار إليه قوله تعالى (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم…) وقد اوضحت أحاديث الرسول (ص) الصحيحة المروية في كتب السنة والشيعة تلك الحقيقة المرة.

وإلى القاريء الكريم طرفا منها :

روى البخاري بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) تحشرون حفاة عراة. فاول من يكسى ابراهيم ثم يؤخذ برجال من اصحابي ذات اليمين وذات الشمال فاقول اصحابي فيقال انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم فاقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم (و كنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم.)(١) .

____________________

(١) البخاري كتاب بدء الخلق باب (واذكر في الكتاب مريم) وباب قوله تعالى واتخذ الله ابراهيم خليلا) وكتاب تفسير القرآن /المائدة. وكتاب الدعوات باب كيفية الحشر.

٦١

قال البخاري قال محمد بن يوسف ذكر عن ابي عبد الله عن قبيصة قال هم المرتدون الذي ارتدوا على عهد ابي بكر فقاتلهم ابو بكر.

اقول : لقد حاول البخاري ومن قبله ان يوجهوا احاديث الحوض ويصرفوها عن الصحابة الى غيرهم ولكن حديث البراء بن عازب يؤكد خلاف ذلك فقد روى البخاري بسنده عن العلاء بن المسيب عن ابيه قال لقيت البراء بن عازب فقلت طوبى لك صحبت النبي (ص) وبايعته تحت الشجرة فقال : يا ابن اخي انك لا تدري ما احدثنا بعده(١) .

وروى البخاري بسنده عن ابن المسيب انه كان يحدث عن اصحاب النبي (ص) ان النبي (ص) قال يرد على الحوض رجال من اصحابي فيحلؤون عنه فاقول يارب اصحابي فيقول انك لاعلم لك بما احدثوا بعدك انهم ارتدوا على ادبارهم القهقرى(٢) .

وروى البخاري بسنده عن سهل بن سعد قال قال النبي (ص) : اني فَرَطُكُم على الحوض من مرَّ علي شرب ومن شرب لم يضمأ ابداً

____________________

(١) البخاري كتاب المغازي باب غزوة الحديبية.

(٢) البخاري كتاب الدعوات باب ذكر الحوض.

٦٢

ليردن عليَّ اقوام اعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم(١) .

قال ابو حازم فسمعني النعمان بن ابي عياش فقال ، هكذا سمعت من سعد فقلت نعم. فقال اشهد على ابي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها فأقول (أي النبي (ص)) انهم مني فيقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك فاقول سحقا سحقاً لمن غير بعدي(٢) .

وروى البخاري بسنده عن ابي هريرة قال النبي (ص) : بينما انا قائم اذا زمرة حتى اذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم : فقلت اين ؟قال الى النار ، قلت وما شأنهم ؟ قال انهم ارتدوا على ادبارهم فلا اراه يخلص منهم الا مثل همل النعم(٣) .

وروى احمد في مسنده بسنده عن ام سلمة انه (ص) قال : ايها الناس بينما انا على الحوض جيء بكم زمراً فتفرقت بكم الطرق فناديتكم الا هلموا الى الطريق فناداني مناد : انهم قد بدلوا بعدك فقلت : الا سحقا سحقا(٤) .

____________________

(١) البخاري كتاب الرقاق.

(٢) البخاري كتاب الدعوات باب الصراط جهنم ، وكتاب الفتن باب قوله (واتقوا فتنة لا تعيبن).

(٣) البخاري كتاب الدعوات باب الحوض وقوله تعالى انا اعطيناك الكوثر.

(٤) مسند احمد ج٦/٢٩٧.

٦٣

وروى احمد ايضا بسنده عن ابي سعيد الخدري عن النبي (ص) انه قال : تزعمون ان قرابتي لا تنفع قومي ؟ والله ان رحمي موصولة في الدنيا والآخرة اذا كان يوم القيامة يرفع لي قوم يؤمر بهم ذات اليسار فيقول الرجل يا محمد انا فلان بن فلان ، ويقول الاخر انا فلان بن فلان ، فاقول اما النسب قد عرفت ولكنكم احدثتم بعدي وارتددتم على اعقابكم القهقرى(١) .

اما قوله (او عدم وجودها في ذلك الزمان) فان كان يريد بذلك احتمال ان يكون حديث الغدير موضوعاً فلنقرأ على كل الاحاديث النبوية السلام وذلك لانه لم يتوفر لاي حديث نبوي ما توفر لحديث الغدير من رواة فاذا احتملنا انَّ حديث الغدير موضوع كان كل حديث بعده اولى بهذا الاحتمال وحينئذ لا يثبت لدينا شئ من السنة النبوية المطهرة.

____________________

(١) مسند احمد ج٣/٣٩.

٦٤

المورد السابع:

رواية مكذوبة على الإمام علي (ع)

قوله:

ان عليا (ع) قال انا دخلنا على رسول الله (ص) فقلنا استخلف فقال لا ، اخاف ان تفرقوا عنه. وان وصية علي(ع) للحسن وصية اخلاقية روحية.

اقول:

الرواية التي اوردها لم تكن من تراث الشيعة وقد ردَّ عليها الشريف المرتضى وقال ان الإمام عليا (ع) اوصى الى ابنه الحسن (ع) واشار اليه واستخلفه.

٦٥

٦٦

نص الشبهة

قوله: "ويتجلى ايمان الامام علي بالشورى دستورا للمسلمين بصورة واضحة، في عملية خلافة الامام الحسن، حيث دخل عليه المسلمون، بعدما ضربه عبدالرحمن بن ملجم، وطلبوا منه ان يستخلف ابنه الحسن، فقال: لا، انا دخلنا على رسول الله فقلنا: استخلف، فقال: لا: اخاف ان تفرقوا عنه كما تفرقت بنو اسرائيل عن ، ولكن ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يختر لكم " ص ١٥- ١٦.

الرد على الشبهة

١. اقول ان الرواية التي أوردها ونسبها إلى الشافي رواية عامية رواها القاضي عبد الجبار المعتزلي في كتابه (المغني) ، وقد أورد القاضي المعتزلي رواية أخرى رواها عن أبي وائل شقيق بن سلمة والحكم عن علي بن أبي طالب (ع) انه قيل له ألا توصي. قال : ما أوصى رسول الله (ص) فأوصي ، ولكن ان أراد الله بالناس خيرا فسيجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على

٦٧

خيرهم) الشافي ج٣/٩١ نقلا عن المغني وقد أجاب عنهما السيد المرتضى بقوله :

(ان الخبر الذي رواه عن أمير المؤمنين ، لما قيل له ألا توصي فقال : (ما أوصى رسول الله (ص) فأوصي ، ولكن ان أراد الله تعالى بالناس خيرا فسيجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم) ، فمتضمن لما يكاد يعلم بطلانه ضرورةً.

والظاهر من أحوال أمير المؤمنين ، والمشهور من اقواله وأفعاله جملةً وتفصيلاً يقتضي انه كان يقدم نفسه على أبي بكر وغيره من الصحابة ، وانه كان لا يعترف لأحدهم بالتقدم عليه.

ومن تصفح الأخبار والسير ، ولم تمل به العصبية والهوى ، يعلم هذا من حاله على وجه لا يدخل فيه شك.

ولا اعتبار بمن دفع هذا ممن يفضِّل عليه لأنه بين أمرين.

إما ان يكون عاميا أو مقلِّداً لم يتصفح الأخبار والسير وما روي من أقواله وأفعاله ولم يختلط بأهل النقل ، فلا يعلم ذلك.

أو يكون متأملا متصفحاً إلا ان العصبية قد استولت عليه ، والهوى قد ملكه واسترقه ، فهو يدفع ذلك عناداً ، وإلا فالشبهة مع الإنصاف زائلة في هذا الموضع.

على انه لا يجوز ان يقول هذا من قال رسول الله (ص) فيه باتفاق

٦٨

(اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر)(١) فجاءعليه‌السلام من بين الجماعة فأكل معه.

ولا من يقول النبي (ص) لابنته فاطمة (ع) (ان الله عز وجل اطلع على أهل الأرض اطلاعة فاختار منها رجلين جعل احدهما أباك والآخر بعلك)(٢) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله فيه (علي سيد العرب)(٣) .

و(خير أمتي)(٤) .

و(خير من اخلف بعدي)(٥) .

ولا يجوز ان يقول هذا من تظاهر الخبر عنه بقوله صلوات الله

____________________

(١) حديث الطير رواه جماعة من العلماء كالترمذي ج٢/٢٢٩ والنسائي في خصائصه ص ٥ والحاكم في مستدركه ص/١٣٠و١٣١ وابو نعيم في حليته ٦/٣٣٩ ، والخطيب في تاريخه ٣/١٧١ ، والمتقي في كنزه ٦/٤٠٦ والهيثمي في مجمعه ٩/١٢٥ و١٢٦.

(٢) انظر كنز العمال ٦/١٥٣ ومستدرك الحاكم ٣/١٢٩ ، وفي مسند احمد ٥/٢٦ (واما ترضين ان زوجتك خير امتي).

(٣) مستدرك الحاكم ٣/١٢٤ ، حلية الاولياء ١/٦٣ و٥/٣٨ وفيهما (فقالت عائشة الست سيد العرب ؟ قال : انا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب).

(٤) مسند الامام احمد.

(٥) كنز العمال ٦/١٥٤.

٦٩

عليه وقد جرى بينه وبين عثمان كلام فقال له : أبو بكر وعمر خير منك ، فقال (أنا خير منك ومنهما عبدت الله قبلهما وعبدته بعدهما)(١) .

ومن قال : (نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد)(٢) .

وروى عن عائشة في قصة الخوارج لما سألها مسروق فقال لها بالله يا أمه لا يمنعك ما بينك وبين علي ان تقولي ما سمعت من رسول الله (ص) فيه وفيهم قالت سمعت رسول الله (ص) يقول: (هم شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة).

إلى غير ذلك من أقواله (ص) فيه التي لو ذكرناها اجمع لاحتجنا إلى مثل جميع كتابنا ان لم يزد على ذلك.

وكل هذه الأخبار التي ذكرناها فهي مشهورة معروفة ، قد رواها الخاصة والعامة بخلاف ما ادعاه مما يتفرد به بعض الأمة ويدفعه باقيها.

وبعد ، فبإزاء هذين الخبرين الشاذين اللذين رواهما في ان أمير المؤمنين (ع) لم يوص كما لم يوص رسول الله (ص) الأخبار التي ترويها الشيعة من جهات عدة ، طرق مختلفة المتضمنة انهعليه‌السلام وصّى

____________________

(١) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ٢٠/٢٦٢.

(٢) كنز العمال ٦/٢١٨.

٧٠

إلى الحسن ابنه ، وأشار إليه واستخلفه ، وارشد إلى طاعته من بعده ، وهي اكثر من ان نعدها ونوردها.

فمنها ، ما رواه أبو الجارود عن أبي جعفر (ع) ان أمير المؤمنين لما ان حضره الذي حضره قال لأبي الحسن (ع) : (ادن مني حتى اسر إليك ما اسر إلي رسول الله (ص) ، وائتمنك على ما ائتمنني عليه).

وروى حماد بن عيسى عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : (أوصى أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى الحسنعليه‌السلام واشهد على وصيته الحسين ومحمداً

عليهما‌السلام وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ، ثم دفع إليه الكتب والسلاح) في خبر طويل يتضمن الأمر بالوصية في واحد بعد واحد إلى أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن عليعليهم‌السلام وأخبار وصية أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى ابنه الحسنعليه‌السلام واستخلافه له ظاهرة مشهورة بين الشيعة واقل أحوالها واخفض مراتبها ان يعارض ما رواه ويخلص ما استدللنا به(١) .

____________________

(١) الشافي ج٣/٩٩-١٠٢.

٧١

المورد الثامن:

الإمام الحسن (ع) لم يتنازل عن كونه جحة ولا عن حقه في الحكم

قوله:

لو كانت الخلافة بالنص من الله والرسول لم يكن يجوز للامام الحسن ان يتنازل عنها تحت اي ظرف

اقول:

النص على اهل البيت ومنهم الإمام الحسن (ع) يفيد ان لهم مقامين :

الاول : انهم شهداء على الناس بالقول والفعل والتقرير كالنبي(ص) الا انهم ليسوا بانبياء وهذا المقام لا ينفك عن شخصهم وغير قابل للتعطيل من قبلهم وهو ثابت لهم سواء حكموا او لم يحكموا.

الثاني: أنهم أحق بالحكم احقية اختصاص وعلى الناس ان يبايعوهم.

وصلح الإمام الحسن (ع) مع معاوية انما جرى حول الحكم ولم يتنازل عن حقه فيه وانما جمَّد القيام به مؤقتا لقاء شروط منها خضوع اهل الشام للإمام الحسن (ع) بعد موت معاوية ، ومع ذلك فان الصلح لم يجعل من معاوية حاكما شرعيا.

٧٢

نص الشبهة

قوله: ” ولو كانت الخلافة بالنص من الله والتعيين من الرسول، كما تقول النظرية الامامية، لم يكن يجوز للامام الحسن ان يتنازل عنها لأي احد تحت اي ظرف من الظروف. ولم يكن يجوز له بعد ذلك ان يبايع معاوية او ان يدعو اصحابه وشيعته لبيعته. ولم يكن يجوز له ان يهمل الامام الحسين ولاشار الى ضرورة تعيينه من بعده. ولكن الامام الحسن لم يفعل اي شيء من ذلك وسلك مسلكا يوحي بالتزامه بحق المسلمين في انتخاب خليفتهم عبر نظام الشورى ”. ص١٧-١٨.

الرد على الشبهة

١. قد بينا في الحلقة الثانية ان استخلاف النبي (ص) لأهل بيته الاثني عشر (ع) يفيد أمرين وليس أمرا واحداً :

الأول : كونهم حججاً إلهيين شهداء على الناس بقولهم وفعلهم في الدنيا شفعاء لمن اخذ عنهم في الآخرة وهذا الموقع لا يتنازلون عنه ولو كلفهم ذلك حياتهم الشريفة.

الثاني : كونهم الأحق بحكم الناس أحقية اختصاص بمعنى ان حق الحكم خاص بهم في زمان حضورهم ، وتصديهم لممارسة هذا

٧٣

٧٤

الحق في الأمة مرهون بشروط بينتها سيرة أمير المؤمنين (ع) كما ان قعودهم عنه لفترة مؤقتة وبشروط معينة بينتها سيرة الحسن (ع) إذ كان من شروط الحسن (ع) ان يخضع اهل الشام للحسن بعد موت معاوية وإن حدث به حدث فليس لمعاوية ان يعهد لأحد وانما الأمر للحسين (ع) وان لا يسميه امير المؤمنين وان لا يقيم عنده شهادة وعلى أمان شيعة علي (ع) وغير ذلك من الشروط.

ومن الجدير ذكره هنا هو ان عدم تصدي الأئمة (ع) للحكم لعدم توفر الشروط أو تنازلهم عنه لمصلحة ليس معناه شرعية حكومة المتصدي في قبالهم بل يبقى ذلك المتصدي في قبالهم غاصبا لحقهم وتبقى الأمة المقصرة عن نصرتهم والتي بايعت غيرهم بغير اذنهم آثمة.

٢. ان قوله (ولم يكن يجوز للحسن ان يهمل الإمام الحسين ولا أشار إلى ضرورة تعينه من بعده ولكن الحسن لم يفعل أي شيء من ذلك) تخالفه عقيدة الشيعة والنصوص النبوية التي أشارت إلى علي والحسن والحسين ، هذا مضافا إلى ان ابن المهنا في كتابه عمدة الطالب قد ذكر ان الحسن (ع) نص على الحسين في المعاهدة(١) .

____________________

(١) انظر عمدة الطالب لابن المهنا ص ٨٦ طبعة بيروت.

٧٥

المورد التاسع:

الوصية في رسالة الإمام الحسين(ع)

قوله:

لا توجد اية اثار لنظرية النص في قصة كربلاء سواء في رسائل الشيعة او رسائل الحسين (ع)

اقول :

بل رسالة الإمام الحسين (ع) الى اهل البصرة برواية الطبري عن ابي مخنف تذكر الوصية (علما ان الطبري وابا مخنف كلاهما يذهب الى ان الإمامة بالاختيار)

٧٦

٧٧

نص الشبهة

قوله “ ولا توجد اية آثار لنظرية النص في قصة كربلاء سواء في رسائل شيعة الكوفة إلى الإمام الحسين ودعوته للقدوم عليهم أو في رسائل الإمام الحسين لهم ” ص ١٨.

الرد على الشبهة

١. أقول إذا كان الاستاذ الكاتب يريد أخبار قصة كربلاء كما رواها الطبري عن أبي مخنف صاحب كتاب مقتل الحسين (ع) فان أبا مخنف كان من رجال العامة ويرى الإمامة بالشورى وينكر النص فكيف يترقب منه ان يروي كلمات الحسين (ع) أو أصحابه التي تشير إلى قول النبي (ص) فيه وفي أخيه وأبيه من قبل ؟

ومع ذلك كله فقد روى الطبري عن أبي مخنف عن رجاله كتاب الحسين (ع) إلى اهل البصرة (أما بعد ، فإن الله اصطفى محمداً (ص)

٧٨

على خلقه ، وأكرمه بنبوته ، واختاره لرسالته ، ثم قبضه الله إليه وقد نصح لعباده ، وبلغ ما أرسل به (ص) ، وكنا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته واحق الناس بمقامه في الناس ، فاستأثر علينا قومنا بذلك ، فرضينا وكرهنا الفرقة ، وأحببنا العافية ، ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه ، وقد احسنوا واصلحوا ، وتحروا الحق ، فرحمهم الله ، وغفر لنا ولهم. وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب ، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه (ص) ، فإن السنة قد أميتت ، وان البدعة قد أحييت ، وان تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)(١) .

وليس من شك ان قوله (ع) (وكنا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته واحق الناس بمقامه) وقوله (ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه) يشير إلى النص والوصية وأولوية الاختصاص بحق الحكم ، ولكن الرواة اضافوا إلى ذلك عبارة (ع) في الثناء على الخلفاء الثلاثة قوله (فاستأثر علينا قومنا بذلك فرضينا وكرهنا الفرقة … وقد احسنوا واصلحوا وتحروا الحق فرحمهم الله) وهذا الكلام واضح التزوير فان عليا (ع) لم يبايع من سبقه إلا كرها.

____________________

(١) تاريخ الطبري ج٥ ص.

٧٩

لقد اضاف الرواة هذا القول ليجعلوا الأولوية التي أشار إليها الحسين (ع) بقوله (وكنا. أحق الناس بمقامه (ص) أولوية تفضيل وقد مر الكلام على ان اولوية اهل البيت (ع) هي أولوية اختصاص في المورد الاول من الفصل الثاني.

٨٠