زاد عاشوراء 1430 هـ

زاد عاشوراء 1430 هـ0%

زاد عاشوراء 1430 هـ مؤلف:
المحقق: معهد سيد الشهداء للمنبر الحسيني
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 168

زاد عاشوراء 1430 هـ

مؤلف: معهد سيد الشهداء للمنبر الحسيني
المحقق: معهد سيد الشهداء للمنبر الحسيني
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
تصنيف:

الصفحات: 168
المشاهدات: 23291
تحميل: 3493


توضيحات:

زاد عاشوراء 1429 هـ زاد عاشوراء 1430 هـ زاد عاشوراء 1431 هـ
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 168 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23291 / تحميل: 3493
الحجم الحجم الحجم
زاد عاشوراء 1430 هـ

زاد عاشوراء 1430 هـ

مؤلف:
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
العربية

من الذهب والفضة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث.

٭ طريق يزيد هو طريق الغرق في بحار الذنوب والمعاصي.

٭ طريق يزيد هو طريق الظلم والفساد والجرائم.

- وكان يزيد متهتكاً في معاصيه ومباذله وهواياته لا يأبه بأحكام الله وحدوده تعالى، ولا يقيم لها وزناً، وتلك هي سير أبيه من قبله، فكان يقول له: "يا بني ما أقدرك على أن تصل إلى حاجتك من غير تهتك يذهب بمروءتك وقدرك ويشمت بك عدوك ويسيء بك صديقك" وكان يزيد أول من أظهر شرب الخمر والانصراف إلى الغناء والصيد واتخاذ الغلمان واللعب بالقرود،، وكان يُلبس كلاب الصيد أساور وحُللاً من ذهب ويهب لكل كلب عبداً يخدمه وفيه قال زياد بن أبيه لمعاوية عندما طلب إليه أخذ بيعة المسلمين في البصرة لولده: "فما يقول الناس إذا دعوناهم إلى بيعة يزيد، وهو يلعب بالكلاب والقرود، ويلبس المصبّغ، ويدمن الشراب، ويمشي على الدفوف"(١)

٤- موانع السير في طريق الحسينعليه‌السلام

٭ الإيمان المستعار الذي لم تنجبل به النفس ولم يتحول إلى سلوك عملي.

____________________

١- رحلة الشهادة، ص٩.

٦١

- عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام قَال: "إِنَّ الْقُلُوبَ أَرْبَعَةٌ قَلْبٌ فِيهِ نِفَاقٌ وَإِيمَانٌ وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ وَقَلْبٌ مَطْبُوعٌ وَقَلْبٌ أَزْهَرُ أَجْرَدُ فَقُلْتُ مَا الْأَزْهَرُ قَالَ فِيهِ كَهَيْئَةِ السِّرَاجِ فَأَمَّا الْمَطْبُوعُ فَقَلْبُ الْمُنَافِقِ وَأَمَّا الْأَزْهَرُ فَقَلْبُ الْمُؤْمِنِ إِنْ أَعْطَاهُ شَكَرَ وَإِنِ ابْتَلَاهُ صَبَرَ وَأَمَّا الْمَنْكُوسُ فَقَلْبُ الْمُشْرِكِ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فَأَمَّا الْقَلْبُ الَّذِي فِيهِ إِيمَانٌ وَنِفَاقٌ فَهُمْ قَوْمٌ كَانُوا بِالطَّائِفِ فَإِنْ أَدْرَكَ أَحَدَهُمْ أَجَلُهُ عَلَى نِفَاقِهِ هَلَكَ وَ إِنْ أَدْرَكَهُ عَلَى إِيمَانِهِ نَجَا"(١) .

٭ حب الدنيا الذي هو رأس كل خطيئة

- قال الحسينعليه‌السلام لابن الحر عندما رفض نصرته: "فإن كنت قد بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شيء من مالك".

ولم اكن بالذي اتخذ المضلين عضداً، لأني قد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقول: "من سمع داعية أهل بيتي ولم ينصرهم على حقهم إلا أكبّه الله على وجهه في النار"(٢)

- يقول أحد المقرّبين من عمر بن سعد في كربلاء: "رأيت شيوخاً على التل يبكون ورحى المعركة دائر ويقولون اللهم أنزل نصرك. يريدون أن ينزل النصر على الإمام الحسينعليه‌السلام دون

____________________

١- الكافي، ج٢، ص ٤٤٣.

٢- رحلة الشهادة، ص٦٣.

٦٢

أن يشاركوا هم بصنع هذا النصر. يقول هذا المقرّب من عمر بن سعد: قلت لهم يا أعداء الله ألا تنزلون وتنصرونه؟! ومن الغريب أن هذا المتحمّس نفسه لم ينزل هو لنصرة الإمام الحسينعليه‌السلام ".

٭ ترك الجهاد والقعود والركون إلى الدعة والراحة

- من كلمات عليعليه‌السلام : "أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللَّهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ وَهُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى وَدِرْعُ اللَّهِ الْحَصِينَةُ وَجُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ الذُّلِّ وَشَمِلَهُ الْبَلَاءُ وَدُيِّثَ بِالصَّغَارِ وَالْقَمَاءَةِ وَضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بِالْإِسْهَابِ وَأُدِيلَ الْحَقُّ مِنْهُ بِتَضْيِيعِ الْجِهَادِ وَسِيمَ الْخَسْفَ وَمُنِعَ النَّصَفَ"(١)

٥- نلتزم طريق الحسينعليه‌السلام في هذا العصر عبر:

٭ الوقوف في معسكر المجاهدين والمقاومين الرافضين للظلم.

٭ توطين الأنفس على تحمل المصاعب والمعاناة والبلاءات في سبيل الله.

٭ الدفاع عن أنصار الحسينعليه‌السلام في هذا العصر مجاهدي

____________________

١- نهج البلاغة، خطبة الجهاد.

٦٣

المقاومة الإسلامية بالموقف والكلمة.

٭ أن نواجه الأوضاع السياسية التي تضغط على الأمة الإسلامية بروح حسينية أبية ورافضة.

مراجع مفيدة للموضوع

٭ رحلة الشهادة - إصدار معهد سيّد الشهداءعليه‌السلام

٭ تاريخ النهضة الحسينية - إصدار معهد سيّد الشهداءعليه‌السلام

٭ بحار الأنوار ج ٤٤

٭ عوالم الإمام الحسينعليه‌السلام - البحراني

٦٤

المحاضرة الاولى

عنوان المحاضرة: إغاثة الملهوف‏

الهدف:

حث الناس على إغاثة الآخرين لا سيّما في القضايا العامة.

تصديرالموضوع:

قال الإمام الحسين "عليه‌السلام " يوم العاشر من المحرَّم:

"أما من مغيث يغيثنا؟!

أما من مجير يجيرنا؟!

أما من طالب حق ينصرنا؟!".

محاور الموضوع:

أ- مكانة إغاثة المؤمن:

١- أفضل من الصوم والإعتكاف:

عن الإمام الصادق "عليه‌السلام ": "ما من مؤمن يعين مؤمناً مظلوماً إلّا كان أفضل من صيام شهر واعتكافه في المسجد".

٦٥

٢- أفضل من الحج المقبول:

عن الإمام الصادق‏"عليه‌السلام ": "قضاء حاجة المؤمن أفضل من حجة متقبلة بمناسكها".

ب- ثواب إغاثة المؤمن:

١- في الدنيا:

عن الإمام الصادق‏"عليه‌السلام ": "ما من مؤمن ينصر أخاه وهو يقدر على نصرته إلّا نَصَرهُ الله في الدنيا والآخرة".

٢- في الآخرة:

عن الإمام الكاظم "عليه‌السلام ": "إنّ لله عباداً في الأرض يسعون في حوائج الناس، هم الآمنون يوم القيامة".

عن الإمام الصادق "عليه‌السلام ": "من قضى حاجة لأخيه المؤمن قضى الله عز وجلّ له يوم القيامة مئة حاجة من ذلك أولها الجنة".

عن الإمام الصادق "عليه‌السلام ": "إنّ لله في ظل عرشه ظلاً لا يسكنه إلّا من نّفّسَ عن أخيه كربة أو أعانه بنفسه أو صنع إليه معروفاً ولو بشق تمرة".

٦٦

ج- المبادرة في الإغاثة:

عن الإمام الصادق‏"عليه‌السلام ": "إنّ الرجل ليسألني الحاجة فأبادر بقضائها مخافة أن يستغني عنها، فلا يجد لها موقعاً إذا جاءته".

وعنه "عليه‌السلام ": "إنّي لأسارع إلى حاجة عدوِّي خوفاً أن أردَّه فيستغني عنّي".

د- جزاء خذلان المحتاج:

عن الإمام الصادق‏"عليه‌السلام ": "ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلّا خذله الله في الدنيا والآخرة".

وعنه "عليه‌السلام ": "من سأله أخوه المؤمن حاجة من ضرر فمنعه من سعته وهو يقدر عليها من عنده أو من عند غيره، حشره الله يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه حتى يفرغ الله من حساب الخلق".

ه- من أسباب الخذلان:

هناك أسباب عديدة لخذلان المحتاج، ولكن حينما تكون النصرة قد تؤدي إلى الشهادة يكون الموت هو السبب الأساس في إغاثة الملهوف، وهذا واضح في موقف كثير ممن تخلّفوا

٦٧

عن نصرة الإمام الحسين "عليه‌السلام " في كربلاء منهم: عبيد الله بن الحر الجعفي الذي قال للإمام الحسين "عليه‌السلام " حين عرض عليه النصرة: "والله إنّي لأعلم أن من شايعك كان السعيد في الآخرة.. ولكن نفسي لم تسمح بعد بالموت".

و- مصير من خذل الإمام الحسين "عليه‌السلام ":

عمر بن سعد: قال لسائل سأله عن حاله بعد عودته من كربلاء: "لا تسألني عن حالي، فلم يعد مسافر إلى داره بأسوأ مما عدتُ به، فقد قطعت القرابة القريبة، وأتيت أمراً كبيراً، وورد أنّ الناس أعرضوا عنه، وكان إذا مرَّ بقوم أعرضوا بوجوههم عنه، وإذا دخل مسجداً خرج الناس منه، وكان من يراه يسبّه، فاختار التزام بيته حتى قتل وذبح في فراشه كما دعا الإمام الحسين‏"عليه‌السلام ".

ز- مصير من نصر الإمام الحسين "عليه‌السلام ":

إنها المكانة التي عبر عنها أمير المؤمنين‏"عليه‌السلام ": ".. مصارع عشاق شهداء لا يسبقهم من كان قبلهم، ولا يلحقهم من بعدهم".

٦٨

ح- نصرة الإمام الحسين "عليه‌السلام " في هذا العصر:

تتمثل من خلال تلبية نداء حفيد الإمام الحسين "عليه‌السلام " الإمام الخميني "قدس‌سره " ونداء ولي الأمر الإمام الخامنئي "قدس‌سره " في مواجهة يزيديي العصر، وهذا ما تحقق في المقاومة الإسلامية في لبنان.

وهو ما يتحقق من خلال إغاثة الشعب الفلسطيني المظلوم في جهاده ضد الإحتلال الصهيوني.

ط- مصير من خذل أنصار الإمام الحسين‏"عليه‌السلام " في هذا العصر(١) .

تخلي الصهاينة عن ميليشيا لحد بموقف ذليل، إذ اندحروا عام ٢٠٠٠م، دون إعلامهم بذلك.

تشرّد العملاء إلى دول عديدة منها فلسطين المحتلّة في ظروف قاسية.

زعيم مليشيا لحد يدير مطعماً للحمص في داخل الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلّة.

____________________

١-المقاومة الإسلامية.

٦٩

مراجع مفيدة للموضوع:

٭ تاريخ النهضة الحسينية - إصدار معهد سيِّد الشّهداءعليه‌السلام .

٭ بحار الأنوار ج٤٤.

٭ ميزان الحكمة، الشيخ الريشهري.

٧٠

المحاضرة الثانية

عنوان المحاضرة : الشهداء (الأحياء المرزوقون)

الهدف

زرع حبِّ الشهادة لدى المؤمنين.

تصدير الموضوع

﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾.

محاور الموضوع

أ- معنى الحياة:

٭ طرح القرآن الكريم معنى للحياة يختلف عن تلك الحياة المادية المقتصرة على التحرك بما تطلبه الشهوات، قال تعالى: ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ(١) .

____________________

١- الأنعام:٢٢١.

٧١

٭ وقال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ (١) .

وهذه الحياة الحقيقة تبقى فيمن يُقتل في سبيل اللَّه وبشكل خاص.

٭﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء. .

ب- أحوال الشهداء الأحياء بعد الشهادة:

١- يُرزقون: فعل مضارع يفيد الدوام.

- ما يرزق: عن الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "للشهيد سبع خصال من اللَّه:

الأول: أول قطرة من دمه مغفور له كلُّ ذنب.

الثاني: يقع رأسه في حجر زوجتيه من الحور العين، وتمسحان الغبار عن وجهه وتقولان مرحباً بك ويقول هو مثل ذلك لهما.

والثالثة: يُكسى من كسوة الجنة.

والرابعة: تبتدره خزنة الجنة بكلِّ ريحٍ طيبة أيهم يأخذه معه.

والخامسة: أن يرى منزله.

والسادسة: يقال لروحه: اسرح في الجنة حيث شئت.

____________________

١- الأنفال:٤٢.

٧٢

والسابعة: أن ينظر في وجه اللَّه، وأنها لراحة لكل نبي وشهيد".

٢- الاستبشار بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم:

٭ أي تأتيهم أخبار خيار المؤمنين الباقين بعدهم في الدنيا.

٭ هذا يعني استمرار الإخوة والتفكير بالجماعة، فلا أنانية في البرزخ.

٣- لا خوف ولا حزن:

٭ يخاف الإنسان من محذور يتوقعه فالنعم في معروض الزوال، ويحزن من محذور وقع.

وفي برزخ الشهادة لا خوف ولا حزن ف-﴿ وما عند اللَّه خير (١) .﴿ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ (٢) .

٭ من مصاديق عدم الخوف أن لا فتنة فيقبر الشهيد. عن الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "من لقي العدو فصبر حتى يقتل أو يغلب لم يفتن في قبره"(٣) .

٤- الاستبشار بنعمة من اللَّه وفضل:

____________________

١- آل عمران:٨٩١

٢- سورةالنحل:٦٩

٣- ميزان الحكمة، ٥/٣٩١

٧٣

٭ إنه موقعهم يوم القيامة وفي جنة عدن.

ج- أعرفت معنى قول رسول اللَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

"ما من نفس تموت لها عند اللَّه خير يسرها أن ترجع إلى الدنيا ولو أن لها الدنيا وما فيها إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل في الدنيا لما يرى من فضل الشهادة"(١) .

د- حب الشهادة سرُّ انتصار المقاومة.

مراجع مفيدة للموضوع:

١- الفصول المائة، ج٤.

٢- ميزان الحكمة، الشيخ الريشهري، ج٥.

____________________

١- ميزان الحكمة، ٤٩١

٧٤

المحاضرة الثالثة

نصرةُ الله

الهدف:

إيجاد دوافع للجهاد وإعداد النفس أخلاقياً وسلوكياً وروحياً لذلك وتمتين الارتباط بولي الأمر.

تصدير الموضوع:

" السلام عليكم يا أصفياء الله وأوداءه السلام عليكم يا أنصار دين الله وأنصار نبيه وأنصار أمير المؤمنين وأنصار فاطمة سيدة نساء العالمين السلام عليكم يا أنصار أبي محمد الحسن الولي الناصح السلام عليكم يا أنصار أبي عبد الله الحسين الشهيد المظلوم صلوات الله عليهم أجمعين"(١) .

محاور الموضوع:

هل يحتاج الله إلى نصرنا له؟

الله تعالى قوي وعزيز وغني عن نصرنا له:

٭﴿ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً *

____________________

١- زيارة الأنصار إقبال الأعمال، ص٣٣٥.

٧٥

لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْتحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزاً عَظِيماً (١) .

٭﴿ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢) .

معنى النصرة:

أ - الأمر بالنصرة

٭﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ (٣) .

ب - ميادين نصرة الله

١ - داخل النفس

أ - التحرر من أسر الشهوات

٭ " عِبَادَ اللَّهِ زِنُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُوزَنُوا وَ حَاسِبُوهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تُحَاسَبُوا"(٤) .

ب - تخليص النفس من سلطنة عدو الله الشيطان

٭ وَ قَالَ أمير المؤمنينعليه‌السلام وَقَدْ مَرَّ بِقَتْلَى الْخَوَارِجِ يَوْمَ

____________________

١- الفتح، ٤ - ٥

٢- المجادلة،٢٥

٣- الصف،١٤

٤- شرح نهجن البلاغة ج٦ ص٣٩٥

٧٦

النَّهْرَوَانِ: " بُؤْساً لَكُمْ لَقَدْ ضَرَّكُمْ مَنْ غَرَّكُمْ فَقِيلَ لَهُ مَنْ غَرَّهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ الشَّيْطَانُ الْمُضِلُّ وَالْأَنْفُسُ الْأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ غَرَّتْهُمْ بِالْأَمَانِيِّ وَفَسَحَتْ لَهُمْ بِالْمَعَاصِي وَوَعَدَتْهُمُ الْإِظْهَارَ فَاقْتَحَمَتْ بِهِمُ النَّارَ"(١) .

ج - نصرة الله في أنفسنا يكون من خلال الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس

٭﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (٢) .

٢ - خارج النفس

أ- ضد أعداء الله من الإنس والجن

٭ " فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللَّهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ وَهُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى وَدِرْعُ اللَّهِ الْحَصِينَةُ وَجُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ"(٣) .

ب - في ميادين الحياة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

٭ " وَمَا أَعْمَالُ الْبِرِّ كُلُّهَا وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عِنْدَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ إِلَّا كَنَفْثَةٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيّ وَإِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَا يُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ وَلَا يَنْقُصَانِ مِنْ

____________________

١- شرح نهج البلاغة ج١٩ ص٢٣٥

٢- العنكبوت،٦٩

٣- شرح نهج البلاغة ج٢ ص٧٤

٧٧

رِزْقٍ وَأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِر"(١) .

ج - شرائط هذه النصرة:

٭ أن تكون مشروعة ليصدق عليها أنها في سبيله

٭ شرعية النصرة في كونها تحت لواء نائب المعصوم أي الولي الفقيه

نتائج نصرة الله:

أ - في داخل النفس " التسديد والهداية والرعاية الإلهية"

ب - مع العدو الخارجي﴿ إن تنصروا الله ينصركم

النموذج الكربلائي:

فرح الأنصار بالتوفيق لنصرة الله

٭ عن عاصم بن حميد عن الثمالي قال قال علي بن الحسينعليه‌السلام : " كنت مع أبي في الليلة التي قتل في صبيحتها فقال لأصحابه هذا الليل فاتخذوه جنة فإن القوم إنما يريدونني ولو قتلوني لم يلتفتوا إليكم وأنتم في حل وسعة فقالوا والله لا يكون هذا أبدا فقال إنكم تقتلون غدا كلكم ولا يفلت منكم رجل قالوا الحمد لله الذي شرفنا بالقتل

____________________

١- شرح نهج البلاغة ج١٦ ص١٣٤

٧٨

معك ثم دعا فقال لهم ارفعوا رءوسكم وانظروا فجعلوا ينظرون إلى مواضعهم ومنازلهم من الجنة وهو يقول لهم هذا منزلك يا فلان فكان الرجل يستقبل الرماح والسيوف بصدره ووجهه ليصل إلى منزلته من الجنة"(١) .

مراجع مفيدة للموضوع

٭ تفسير الميزان - العلامة الطباطبائي الدليل ص٤٩ - ١٠٠.

٭ ميزان الحكمة ج٢ ع ٨٠-٨١-٨٢ - الريشهري

٭ تاريخ النهضة الحسينية- إصدار معهد سيّد الشهداءعليه‌السلام

٭ المصيبة الراتبة ٧- إصدار معهد سيّد الشهداءعليه‌السلام

____________________

١- بحار الأنوار، ج٤٤ ص٢٩٨

٧٩

المحاضرة الاولى

عنوان المحاضرة: عنوان السعادة

- الهدف

بيان سبيل سعادة الإنسان وكيفية تحصيلها.

- تصدير الموضوع

﴿ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمَاً (١) .

- محاور الموضوع

أ- معنى السكينة:

سكون النفس وثباتها واطمئنانها، وفي نفس المعنى وردت كلمات أخرى مثل الاطمئنان، الأمن، وكذلك عدم الخوف.

فأصحاب السكينة هم الذين عبر عنهم القرآن الكريم بقوله:

﴿ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (٢) .

____________________

١- الفتح:٤

٢- يونس: ٦٢

٨٠