الظَّاهِرُ أَمْ كَيْفَ تَغِيبُ وَأَنْتَ الرَّقِيبُ الحاضِرُ؟ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ قَدِيرٌ وَالحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ.
وعلى أيّ حال فقد وردت أدعية وأعمال كثيرة في هذا اليوم لمن وفّق فيه لحضور عرفات، وأفضل أعمال هذا اليوم الشريف الدعاء وهو يوم قد امتاز بالدعاء امتيازاً وينبغي الإكثار فيه من الدعاء للإخوان المؤمنين أحياءً وأمواتاً، والرواية الواردة في شأن عبد الله بن جندب في الموقف بعرفات ودعائه لإخوانه المؤمنين مشهورة، ورواية زيد النرسيّ في شأن الثقة الجليل معاوية بن وهب في الموقف ودعائه في حقّ إخوانه في الآفاق واحداً واحداً، وروايته عن الصادقعليهالسلام
في فضل هذا العمل ممّا ينبغي الاطلاع عليه والتدبّر فيه.
والرجاء الواثق من إخواني المؤمنين أن يجعلوا هؤلاء العظماء قدوة يقتدون بهم فيؤثرون على أنفسهم إخوانهم المؤمنين بالدعاء ويعدّونني في زمرتهم وأنا العاصي الذي سوّدت وجهي الذنوب فلا ينسونني من الدعاء حيّاً وميتاً. وقل في آخر نهار عرفة:
يا رَبِّ إِنَّ ذُنُوبِي لا تَضُرُّكَ وَإِنَّ مَغْفِرَتَكَ لِي لا تَنْقُصُكَ فَأَعْطِنِي ما لا يَنْقُصُكَ وَاغْفِرْ لِي ما لا يَضُرُّكَ.
وَقل أيضاً: اللّهُمَّ لا تَحْرِمْنِي خَيْرَ ما عِنْدَكَ لِشَرِّ ما عِنْدِي فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَرْحَمْنِي بِتَعَبِي وَنَصَبِي فَلا تَحْرِمْنِي أَجْرَ المـُصابِ عَلى مُصِيبَتِهِ.